Question Number
int64
1
145k
URL
stringlengths
38
40
Question
stringlengths
1
100
Question_Context
stringlengths
4
11k
Answer
stringlengths
80
28.4k
144,773
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144773
معنى: ربا البيوع محرم تحريم وسائل، وربا الديون محرم تحريم مقاصد
ما معنى: أن ربا البيوع محرم تحريم وسائل، وربا الديون محرم تحريم مقاصد؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالمقصود بهذه العبارة -بغض النظر عن التحقيق في صحة معناها- أن ربا الديون هو الأصل في تحريم الربا وهو المقصود منه أساساً، وربا الديون يشتمل على الزيادة والتأجيل، بخلاف ربا البيوع فإنه قد يقتصر على واحد منهما، فإذا اجتمع الأمران جميعاً صار من ربا الديون، هذا مع كون ربا البيوع لا يجري إلا في الأصناف الربوية، أو الأصناف التي بها علة الربا، وراجع تفصيلاً أكثر من الحكمة من تحريم ربا البيوع، أو الفضل في الفتوى:72601.وللفائدة راجع الفتوى:9725.هذا وينبغي التنبيه على أن كون ربا البيوع محرم تحريم وسائل لا يعني أن تحريمه لمجرد سد الذرائع، بل قد جاءت الأدلة الشرعية بالنص على حرمته ووصفه بأنه عين الربا، كما روى الشيخان عنأبي سعيد الخدريقال:جاء بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتمر برني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من أين هذا؟ قال بلال: كان عندنا تمر رديء فبعت منه صاعين بصاع لنطعم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: أوه أوه عين الربا، عين الربا، لا تفعل، ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التمر ببيع آخر ثم اشتره.ومثال ذلك قولنا: إن تحريم البيع بعد النداء الثاني يوم الجمعة تحريم وسائل لا تحريم مقاصد، لأنه ذريعة للتشاغل عن حضور الذكر من الخطبة والصلاة، فهذا لا ينفي ثبوت النص في النهي عن ذلك، كما قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ{الجمعة:9}.وقد سبق لنا بيان معنى ربا الديون وربا البيوع، في الفتوى:13533.والله أعلم.
144,775
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144775
هل يضمن من وجد مصابا فلم يساعده حتى مات
لقد وجدت في طريق عودتي إلي المنزل بعد الدوام حادثة طريق, سيارة وصاحبها يخرج كفه من السيارة وعلى بعد أمتار سيارة نقل وصاحبها جالس والله أعلم يفحصها لست متأكدة، ولكن بعد ما سرت بالسيارة خفت أن يكون الرجل الذي بالسيارة محتاج للمساعدة أو إسعاف، فهل إذا حدث له شيء (إذا توفي) أكون قتلته خطأ لأني لم أسعفه خصوصا أني لم أعد له للتأكد من الممكن أن أعود ولكن سيأخذ مني بعض الوقت وأيضا لا أعرف إذا كان الرجل صاحب سيارة النقل تابعا لهذا الحادث أم لا فأفيدوني أفادكم الله؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن مساعدة المرأة مصاب بحادث السير بما يمكن مع الالتزام بالضوابط الشرعية مشروع ومرغب فيه، بل قد يكون واجباً إذا تعين عليك، فكان يمكنك الاتصال بالجهات الطبية لترسل له سيارة إسعاف، بل قد يجب عليك مساعدته وإنقاذة من التهلكة إن تطلب الأمر ذلك وتعين عليك بأن لم يوجد من يقوم بذلك غيرك، وفي حديثمسلمأيضاً:من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه.وأما عدم تقديم المساعدة له فهو خطأ عظيم، ولو مات لم تعتبري قاتلة له عند الجمهور لأنك لم تفعلي سبباً مباشراً لقتله خلافاً للمالكية الذين يعتبرون الترك موجباً للضمان لأنه فعل عندهم، كما قال صاحب المراقي:والترك فعل في صحيح المذهب.وفي الشرح الكبيرللدرديرممزوجاً بنص مختصرخليل:(وضمن مار) على صيد مجروح لم ينفذ مقتله (أمكنته ذكاته) بوجود آلة، وعلمه بها وهو ممن تصح ذكاته، ولو كتابياً (وترك) تذكيته حتى مات قيمته مجروحاً لتفويته على ربه... وشبه في الضمان قوله (كترك تخليص مستهلك من نفس أو مال) قدر على تخليصه (بيده) أي قدرته أو جاهه أو ماله فيضمن النفس في الدية، وفي المال القيمة...انتهى.وقال الدسوقي في حاشيته:(قوله: كل جرح إلخ) أي فإذا جرح إنسان جرحا يخشى منه الموت سواء كان جائفة أفضت لجوفه أو غير جائفة، واقتضى الحال خياطته بفتلة خيط أو حرير وجب على كل من كان معه ذلك إذا كان مستغنياً عنه حالاً ومآلاً أو كان محتاجاً له الثوب أو لجائفة دابة لا يموت بموتها، أو كان معه الإبرة، وكان مواساة المجروح بذلك فإن ترك مواساته بما ذكر، ومات فإنه يضمن، ومحل الضمان ما لم يكن المجروح منفوذ المقاتل، وإلا فلا ضمان بترك المواساة، وإنما يلزم الأدب بتركها، والدية أو القصاص على الجارح كما أنه لو كان رب الخيط محتاجاً له في نفسه أو دابة يموت بموتها وترك الإعطاء حتى مات فإنه لا ضمان عليه لعدم وجوب المواساة عليه حينئذ. (قوله: وترك فضل إلخ)، أي وترك إعطاء طعام فاضل وزائد عما يمسك صحته. وحاصله أن الشخص إذا كان عنده من الطعام أو الشراب زيادة على ما يمسك صحته، وكان معه مضطر فإنه يجب عليه مواساته بذلك الزائد فإن منع، ولم يدفع له حتى مات ضمن...انتهى.وفي الموسوعة الفقهية:من أمكنه إنقاذ إنسان من الهلاك، فلم يفعل حتى مات، ومثال ذلك: من رأى إنسانا اشتد جوعه وعجز عن الطلب، فامتنع من رآه من إعطائه فضل طعامه حتى مات، أو رأى إنساناً في مهلكة فلم ينجه منها، مع قدرته على ذلك فعند الحنفية والشافعية والحنابلة عدا أبي الخطاب لا ضمان على الممتنع، لأنه لم يهلكه ولم يحدث فيه فعلاً مهلكاً، لكنه يأثم... وهذا الحكم عند الحنابلة إذا كان المضطر لم يطلب الطعام، أما إذا طلبه فمنعه رب الطعام حتى مات، فإنه يضمن في هذه الحالة لأن منعه منه كان سبباً في هلاكه، فضمنه بفعله الذي تعدى به، وعند المالكية وأبي الخطاب يضمن، لأنه لم ينجه من الهلاك مع إمكانه، هذا ويلاحظ أنه يجوز للمضطر قتال من منع من فضل طعامه، فإن قتل رب الطعام فدمه هدر، وإن قتل المضطر ففيه القصاص، لقضاء عمر رضي الله عنه بذلك. انتهى.والله أعلم.
144,779
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144779
عاهد الله على ترك الأرجيلة فما حكمه إذا عاد
كنت قد عاهدت الله وأنا في صلاة الجمعة قبل عدة سنوات على ترك الدخان والأرجيلة بصورة نهائية لوجه الله تعالى.. أما الآن فإني أمر بظروف نفسية قاهرة لا يعلم بها إلا الله. تضطرني للعودة إلى تدخين الأرجيلة.. وددت أن اسألكم ما الحكم الشرعي في ذلك.. وهل يترتب علي كفارة أم لا بعد العودة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فعلى المسلم أن يحرص على الوفاء بعهوده على العموم، وأهمها وأعظمها ما عاهد عليه الله، وخاصة إذا كان على ترك معصية، كما سبق بيان ذلك وبتفصيل أكثر في الفتوى رقم:68610.وقد اختلف أهل العلم فيمن قال (أعاهد الله على كذا)، هل يكون يميناً، أو نذراً ويميناً، أو لا يلزمه شيء؟ وقد بينا ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية:25974،123721،135742.ولكنه إذا كان العهد صدر منك في صلاة الجمعة -كما ذكرت- فالظاهر أنه حصل من غير نطق لأن التكلم بمثل هذا الكلام مبطل للصلاة، ومن المقرر عند العلماء أن مجرد تحديث النفس بالنذر أو اليمين لا يتعلق به حكم لتوقف انعقاد النذر واليمين على وجود اللفظ الظاهر، ففي الصحيحين عنأبي هريرةرضي الله عنهقال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست -أو حدثت- به أنفسها، ما لم تعمل به، أو تتكلم.قالالكرماني:فيه -أي الحديث- أن الوجود الذهني لا أثر له، وإنما الاعتبار بالوجود القولي في القوليات، والعملي في العمليات.وفي الموسوعة الفقهية الكويتية:أثر الصيغة هو ما يترتب عليها من أحكام، وهو المقصد الأصلي للصيغة، إذ المراد من الصيغة التعبير عما يلتزم به الإنسان من ارتباط مع الغير، كصيغ العقود، من بيع، وإجارة، وصلح، ونكاح وغير ذلك.. أو ارتباط مع الله سبحانه وتعالى والتقرب إليه كالنذر والذكر أو التعبير عما هو في الذمة، أو لدى الغير من حقوق كالإقرارات. ومهما يكن من أمر فعليك بصدق العزم في البعد عن التدخين بشتى أنواعه تجنباً للحرام وتوقياً للضرر الذي يسببه إضافة إلى إتلاف المال.والله أعلم.
144,781
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144781
شروط جواز الإقامة في بلاد الكفار
ملاحظة: سألت مثل هذا السؤال من قبل، ولكن لم توضحوا لنا معنى المحافظة على الدين في الغرب، فأرجو منكم البيان والتدقيق لنا لمعنى المحافظة على الدين التي تجيز الإقامة في الغرب وإن أمكن تعداد، أو تفصيل الأشياء التي تكفي المحافظة عليها، فالمحافظة على الدين موضوع عام وهام ويعترضنا كثيرا فأرجو بيانه بيانا شافيا ولكم الأجر، فأنا لا أستطيع شراء، أو كراء أي شيء، أو مزاولة أي تجارة بدون تأمين تجاري محرم، وباستطاعتي فعل ذلك في بلد إسلامي لا يشترط فيه التأمين التجاري على المحل، أو التجارة، وأستطيع أن أعمل عملا آخر، ولكني أرغب في التجارة، وأريد أن يطمئن قلبي، أو أنصرف لعمل آخر ولا ضير إن شاء الله.وبارك الله فيكم وشكر لكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد تقدم في الفتوى رقم140658شيء من جواب هذا السؤال ونفيد السائل هنا بجواب فضيلته العلامة الشيخابن عثيمينـ رحمه الله ـ عن حكم الإقامة في بلاد الكفار ـ فأجاب بقوله:الإقامة في بلاد الكفار خطر عظيم على دين المسلم وأخلاقه وسلوكه وآدابه, وقد شاهدنا وغيرنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ما ذهبوا به, رجعوا فساقا, وبعضهم رجع مرتدا عن دينه وكافرا به وبسائر الأديان ـ والعياذ بالله ـ حتى صاروا إلى الجحود المطلق والاستهزاء بالدين وأهله السابقين منهم واللاحقين, ولهذا كان ينبغي، بل يتعين التحفظ من ذلك ووضع الشروط التي تمنع من الهوي في تلك المهالك, فالإقامة في بلاد الكفر لا بد فيها من شرطين أساسيين:الشرط الأول:أمن المقيم على دينه بحيث يكون عنده من العلم والإيمان وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه والحذر من الانحراف والزيغ, وأن يكون مضمرا لعداوة الكافرين وبغضهم مبتعدا عن موالاتهم ومحبتهم, فإن موالاتهم ومحبتهم مما ينافي الإيمان، قال الله تعالى:لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْعَشِيرَتَهُمْ {المجادلة:22}.وقال تعالى:يأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ {المائدة:51-52}.وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم:أن من أحب قوما فهو منهم, وأن المرء مع من أحب. ومحبة أعداء الله من أعظم ما يكون خطرا على المسلم، لأن المرء مع من أحب، ومحبة أعداء الله من أعظم ما يكون خطرا على المسلم، لأن محبتهم تستلزم موافقتهم واتباعهم, أو على الأقل عدم الإنكار عليهم, ولذلك قالالنبي صلى الله عليه وسلم:من أحب قوما فهو منهم.الشرط الثاني:أن يتمكن من إظهار دينه بحيث يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع, فلا يمنع من إقامة الصلاة والجمعة والجماعات إن كان معه من يصلي جماعة ومن يقيم الجمعة, ولا يمنع من الزكاة والصيام والحج وغيرها من شعائر الدين, فإن كان لا يتمكن من ذلك لم تجز الإقامة لوجوب الهجرة حينئذ,قال في المغني في الكلام على أقسام الناس في الهجرة:أحدها من تجب عليه, وهو من يقدر عليها ولا يمكنه إظهار دينه, ولا تمكنه إقامة واجبات دينه مع المقام بين الكفار, فهذا تجب عليه الهجرة، بقوله تعالى:إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ـالنساء: 97ـوهذا وعيد شديد يدل على الوجوب, ولأن القيام بواجب دينه واجب على من قدر عليه, والهجرة من ضرورة الواجب وتتمته, وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. اهـ .وفي هذا بيان لما يحصل به معنى المحافظة على الدين, الذي يستفسر عنه السائل, فإنهذا لا يتحقق إلا بوصف في المسافر، أو المقيم نفسه, ووصف في بلد الإقامة, فالأول بأن يكون عنده من العلم والإيمان وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه.والثاني: بأن تكون الأنظمة الحاكمة والأعراف السائدة في بلد الإقامة لا تحول بين المسلم وبين إقامة شعائر دينه كصلاة الجمع والجماعات والأعياد ورفع الأذان, وارتداء الحجاب بالنسبة للمرأة المسلمة، فباجتماع هذين الوصفين ينتفي وجوب الهجرة من بلد الكفر, ويبقى الاستحباب, وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها:93216،2007,122309,105729.والله أعلم.
144,783
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144783
شروط صحة هبة المنزل
رزقني الله بشراء شقة، وكنت أريد أن أكتبها باسم ابنتي، ولكن لظروف السداد كتبتها باسمي ثم أتممت الثمن وأريد أن أكتبها باسمها بيع و شراء هل هناك ما يمنع ذلك شرعا ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا مانع شرعا من أن يهب الوالد لابنته, ولكن لا تنفذ هذه الهبة إلا بقبضها من الموهوبة لها وحيازتها إياها, فإن كانت الهبة عبارة عن دار للسكنى -كما هو في حال السائل- فلا بد من تخليتها من متاع غير الموهوبة لها, بل قد اشترط المالكية عدم سكنى الواهب فيها بعد الهبة, على خلاف بين أهل العلم في ذلك. جاء في الموسوعة الفقهية:الملكية للدار الموهوبة تثبت بالقبض بإذن الواهب عند جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة. وتثبت الملكية عند المالكية بمجرد العقد, غير أنهم يشترطون لتمام العقد الحيازة للدار الموهوبة. وعلى ذلك فإذا وهب شخص آخر دارا فإن الموهوب له تثبت له ملكية الدار وتصبح نافذة عند جميع الفقهاء بحيازة هذه الدار, وهذا إذا كان الموهوب له بالغا رشيدا. فإذا كان محجورا عليه فيقوم وليه مقامه نيابة عنه إذا لم يكن هو الواهب, فإن كان الولي هو الواهب فإن المالكية يقولون: تخلي الدار الموهوبة للموهوب له ولا يسكنها الولي, فإن سكنها بطلت الهبة.وقال الحنفية: إن الأب لو وهب ابنه الصغير الدار التي يسكنها, وكانت مشغولة بمتاعه أي الواهب فإن هذا جائز له, ولا يمنع ذلك صحة الهبة. لكن لو أسكنها الأب لغيره بأجر فإن هذا لا يجوز . ولو أسكنها لغيره بدون أجر جاز ذلك عندهم ...وذهب الشافعية إلى أنه لا بد من خلو الدار الموهوبة من أمتعة غير الموهوب له, فإن كانت مشغولة بها واستمرت فيها فإن الهبة لا تصح. ولا فرق عندهم بين الهبة للأجنبي أو لولده الصغير, ويقولون بجواز أن يسكن الأب في دار سكناه الموهوبة لولده المشمول بولايته, وعليه الأجرة بعد تمام الهبة. اهـ. وراجع لمزيد الفائدة عن ذلك الفتوى رقم :61985.وهنا ننبه السائل على أنه لو كان يريد تعليق نفاذ هذه الهبة على موته, فإنها في الحقيقة لا تكون هبة بل وصية, والوصية لا تجوز لوارث, ولا بما زاد على ثلث التركة, إلا إذا أجازها بقية الورثة وكانوا رشداء بالغين.ثم لابد من التنبيه على أمرين:-الأول : أن السائل لو كان له أولاد غير ابنته هذه, ولم يكن هناك ما يسوغ تخصيصه لها بهذه العطية, فلا بد من أن يعطي بقية أولاده ما يتحقق به العدل بينهم وبين هذه الابنة في العطية, وإلا كان هذا ظلما تبطل به الهبة في الحياة وبعد الممات، وراجع الفتوى رقم107734.-والثاني: أن السائل لو كان يقصد بهذه الهبة الإضرار ببعض الورثة أو حرمانهم , فإن ذلك لا يجوز له, فقد قالالنبي صلى الله عليه وسلم:لا ضرر ولا ضرار. رواهأحمد وابن ماجه, وصححهالألباني. وراجع في تفصيل ذلك الفتويين :106777,112948.والله أعلم
144,785
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144785
حكم الإبراء من الدين المعلق على الموت
استدنت مبلغا معينا من خالتي وأخبرتني أنني إن استطعت سداد الدين ما دامت هي على قيد الحياة فذاك وإن ماتت قبل أن أتمكن من ذلك فإنني معفي من سداده، وفعلا ماتت قبل أن أرد الدين، فهل في ذمتي شيء تجاه ورثتها؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فما قالته خالتك يعتبر إبراء لك من هذا الدين معلقا بموتها، وهذا النوع من الإبراء مما استثناه أهل العلم من عدم جواز تعليق الإبراء بشرط، لأنه في حكم الوصية، والوصية إن كانت لغير الوارث نفذت في حدود الثلث، فإن زادت عن ذلك توقف على إجازة الورثة،قالالزركشيفي المنثور:تعليق الإبراء بشرط لا يجوز. اهـ.ثم ذكر ما يستثنى من ذلك من الصور، وذكر منها: البراءة المعلقة بموت المبرئ، كما لو قال لمن له عليه دين: إذا متُّ فأنت في حل ـ ففي فتاوى ابن الصلاح أنه وصية، فإن فضل عن دينه اعتبر من الثلث, ويؤيده جواز الوقف المعلق بموت الواقف، ومثله ما في فتاوى القاضي صدر الدين موهوب الجزري إذا قال: أنت بريء عن الدين بعد موتي، أو قال: إذا مت فقد أبرأتك عن الدين, كان ذلك وصية صحيحة, سواء قلنا الإبراء تمليك، أو إسقاط، لأن على هذه الطريقة تملك الأعيان حتى لو قال: هذا الثوب لك بعد موتي صح.اهـ.ولما شرحالرمليفي نهاية المحتاج قولالنوويفي منهاج الطالبين:والإبراء من المجهول باطل في الجديد.اهـ.قال:والإبراء المؤقت والمعلق بغير الموت، أما المعلق به كإذا مت فأنت بريء، أو أنت بريء بعد موتي، فهو وصية.اهـ.وقالالشبراملسيفي حاشيته: قوله:فهو وصية أي ففيه تفصيلها، وهو أنه إن خرج المبرأ منه من الثلث برئ, وإلا توقف على إجازة الورثة فيما زاد. اهـ.وفي رد المحتار:لو قال لمديونه إذا مت فأنت بريء من الدين جاز ويكون وصية.انتهى.وعلى ذلك، فلابد من النظر في هذا الدين، فإن كان لا يتجاوز ثلث التركة، فلا شيء في ذمتك للورثة، وأما ما زاد على ذلك فهو من حق الورثة، فإن تنازلوا عنه فهو لك، وإلا وجب رده عليهم.والله أعلم.
144,787
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144787
مذاهب الأئمة في حكم التصدق من لحم الأضحية
لحم الأضحية يعتبر صدقة أم إهداء؟ وماذا لو اقتصر عبد لإعطائه للآخرين (جيران أقارب مساكين )بمعنى أنه أعطى القليل وأبقى الكثير على نفسه وأهله؟سمعت من أحد الناس في التلفاز يقول إن لحوم الأضحية لا ينقسم أولا يشترط أن ينقسم إلى ثلاثة أقسام بالنسبة لمذهب مالك وما موقف المذاهب الثلاثة الأخرى في هذا الشأن لا سيما في مذهبنا الحنفي؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد ورد الأمر بالتصدق من لحوم الأضاحي في قوله صلى الله عليه وسلم:فكلوا وادخروا وتصدقوا. متفق عليه. ووجوب الصدقة من الأضحية هو مذهب الشافعية والحنابلة خلافا للمالكية والحنفية.قال الإمامالنوويوهو شافعي، في شرحه لصحيحمسلمعند قوله صلى الله عليه وسلم:فكلوا وادخروا وتصدقوا:هذا تصريح بزوال النهي عن ادخارها فوق ثلاث، وفيه الأمر بالصدقة منها والأمر بالأكل، فأما الصدقة منها إذا كانت أضحية تطوع، فواجبة على الصحيح عند أصحابنا بما يقع عليه الاسم منها، ويستحب أن تكون بمعظمها، قالوا: وأدنى الكمال أن يأكل الثلث ويتصدق بالثلث ويهدي الثلث...اهـ.وقالالنوويأيضا في كتابه المجموع شرح المهذب:وهل يشترط التصدق منها بشيء أم يجوز أكلها جميعا، فيه وجهان مشهوران ذكرهما المصنف بدليلهما، أحدهما: يجوز أكل الجميع، قاله ابن سريج وابن القاص والإصطخري وابن الوكيل، وحكاه ابن القاص عن نص الشافعي، قالوا: وإذا أكل الجميع ففائدة الأضحية حصول الثواب بإراقة الدم بنية القربة.والقول الثاني وهو قول جمهور أصحابنا المتقدمين وهو الأصح عند جماهيرالمصنفين، ومنهم المصنف في التنبيه يجب التصدق بشيء يطلق عليه الاسم، لأن المقصود إرفاق المساكين، فعلى هذا إن أكل الجميع لزمه الضمان، وفي الضمان خلاف (المذهب) منه أن يضمن ما ينطلق عليه الاسم.اهـ.وقالالبهوتيوهو حنبلي، في كتابه "كشاف القناع":(فإن أكل أكثر) الأضحية أو أهدى أكثرها (أو أكلها كلها) إلا أوقية تصدق بها جاز، (أو أهداها كلها إلا أوقية جاز، لأنه يجب الصدقة ببعضها) نيئا على فقير مسلم لعموم "وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ" (فإن لم يتصدق بشيء) نيء منها (ضمن أقل ما يقع عليه الاسم) كالأوقية (بمثله لحما)، لأن ما أبيح أكله لا تلزمه غرامته، ويلزمه غرم ما وجبت الصدقة به، لأنه حق يجب عليه أداؤه مع بقائه فلزمته غرامته إذا أتلفه كالوديعة.اهـوأما الحنفية فيستحب التصدق من الضحية عندهمولا يجبكما جاء في بدائع الصنائع :ويستحب له أن يأكل من أضحيته لقوله تعالى عز شأنه: { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير }.وروي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: إذا ضحى أحدكم فليأكل من أضحيته ويطعم منه غيره. وروي عن سيدنا علي رضي الله عنه أنه قال لغلامه قنبر حين ضحى بالكبشين يا قنبر خذ لي من كل واحد منهما بضعة وتصدق بهما بجلودهما وبرؤوسهما وبأكارعهما. والأفضل أن يتصدق بالثلث ويتخذ الثلث ضيافة لأقاربه وأصدقائه ويدخر الثلث لقوله تعالى: { فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر }.وقوله عز شأنه: { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير }.وقول النبي عليه الصلاة والسلام: كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فكلوا منها وادخروا. فثبت بمجموع الكتاب العزيز والسنة أن المستحب ما قلنا ولأنه يوم ضيافة الله عز وجل بلحوم القرابين فيندب إشراك الكل فيها ويطعم الفقير والغني جميعا لكون الكل أضياف الله تعالى عز شأنه في هذه الأيام، وله أن يهبه منهما جميعا ولو تصدق بالكل جاز ولو حبس الكل لنفسه جاز لأن القربة في الاراقةوأما التصدق باللحم فتطوع، وله أن يدخر الكل لنفسه فوق ثلاثة أيام لأن النهي عن ذلك كان في ابتداء الإسلام ثم نسخ بما روي عن النبي عليه السلام أنه قال: إني كنت نهيتكم عن إمساك لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام ألا فأمسكوا ما بدا لكم.وروي أنه عليه الصلاة والسلام قال: إنما نهيتكم لأجل الدافة ( ( الرأفة ) ) ) دون حضرة الأضحى إلا أن إطعامها والتصدق أفضل إلا أن يكون الرجل ذا عيال وغير موسع الحال فإن الأفضل له حينئذ أن يدعه ( ( يدعه ) ) لعياله ويوسع به عليهم ولأن حاجته وحاجة عياله مقدمة على حاجة غيره...اهـوالله أعلم.
144,789
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144789
غيَّر تاريخ صلاحية طفايات الحريق فهل يجوز بيعها
قام شخص باستيراد طفايات الحريق، وطلب من المصنع أن يكتب على العلبة تاريخ انتهاء صلاحية يصل إلى خمس سنوات، علما أن الراجح أن صلاحيتها الحقيقية لا تتعدى السنتين. البضاعة لم تصل بعد. فهل يجوز له بيعها بالجملة على أن يخبر تاجر الجملة بأمر الصلاحية ويرمي عليه مسؤولية إخبار المستهلكين النهائيين أم ماذا يفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا شك في حرمة الغش والإضرار بالناس عن طريق التلاعب بتاريخ صلاحية المنتج المبيع، وعلى من فعل ذلك أن يتوب إلى الله تعالى.وأما مسألة بيع هذا المنتج مع خطأ تاريخ الصلاحية المدون عليه، فحكمها متوقف على إمكانية إعلام المستهلك بحقيقة الحال، فإن كان المشتري سيكون على علم بالتاريخ الصحيح لانتهاء الصلاحية، وسيشتريه على وجه يمكنه معه الانتفاع به، فلا بأس ببيعه له، طالما حصل البيان المزيل للغش والتدليس. وكذلك يكون حكم البيع للتاجر الأمين الذي يُعلم من حاله أنه سيبين لمن يشتري منه ولا يكتم ولا يغش. فالعبرة بزوال الغش والإضرار ومن المعروف أن أكثر التجار لا يبالون بهذا وبالتالي فإنهم سيبيعون هذا المنتج دون إخبار بل هذا الإخبار لكل أحد سيكون متعذرا.ولذا فعلى الشخص الذي استورد هذا المنتج أن لا يبيعه قبل أن يعدل تاريخ الصلاحية المذكور إلى التاريخ الحقيقي. وراجع للفائدة الفتوى رقم:60136.والله أعلم.
144,791
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144791
حكم طلاء المرأة أظافرها وإبداؤها أمام الرجال
هل يجوز لي وضع طلاء لونه أسود أمام الرجال الأجانب، مع العلم بأنني أصبغ أظافري باللون الاسود . كالحناء . فيبقى على أظافري مدة طويلة، مع العلم بأن نيتي ليست للتجمل أمام الرجال أبدا وإنما التجمل الحلال أمام أخواتي المسلمات؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فاستعمال المرأة لطلاء الأظفار جائز بشروط سبق بيانها في الفتوى رقم :664.وأما ظهور المرأة بهذه الزينة أمام الرجال الأجانب فهو غير جائز ، لأن المرأة لا يجوز لها إبداء شيء من بدنها أمام الأجانب على القول المفتى به عندنا ، وراجعي في ذلك الفتوى رقم:4470والله أعلم.
144,795
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144795
سبيل التخلص من الحرام وفتنة النساء
منذ فترة يسر الله لي سبيل الهداية والصلاح وداومت على الصلاة في المسجد لأكثر من ستة أشهر وحفظت جزءاً من القرآن وابتعدت عن كل المعاصي التي كنت فيها من قبل وشعرت براحة وطمأنينة طوال هذه الفترة إلا أنني بدأت أحيد عن طريق الهداية والحق وقطعت الصلاة في المسجد حتى بدأت أتركها أحياناً وبدأت بالعودة إلى المعاصي شيئاً فشيئاً، وكل هذا بسبب رغبات جنسية لا أستطيع أن أكبحها فكيف أحافظ على نفسي من الحرام؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فنسأل الله أن يثبتنا وإياك على الحق حتى نلقاه، واعلم ـ هداك الله ـ أن من أعظم البلاء وأكبر المصائب أن يعرف الإنسان الحق ويذوق حلاوة الاستقامة ثم يزيغ وينحرف عن جادة الصواب، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الحور بعد الكون، وكانمن دعاء الراسخين في العلم: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.واعلم كذلك أن الشيطان لم يكن ليتركك تسير في طريق الهداية دون أن يسعى في أن يجتالك عنه ويحيد بك عما ينفعك، فعليك ـ أيها الأخ الكريم ـ أن تجاهد نفسك في الثبات على الاستقامة فإذا علم الله منك صدق النية وصحة العزيمة فإنه تعالى يوفقك ويسددك، فإنه تعالى يقول:والَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ{العنكبوت:69}.وأكثر من الدعاء بأن يصرف الله عنك السوء ويجنبك كيد الشيطان ويقيك شر نفسك الأمارة بالسوء، فإن الدعاء من أعظم الأسلحة في تحصيل المطلوب وتجنب المرهوب، والقلوب بين إصبعين من أصابعه تعالى يقلبها كيف يشاء، وعليك بملء وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك مما تتجنب بها شرور هذه الشهوات، فأشغل نفسك بطلب العلم النافع وحفظ القرآن ونحو ذلك من معالي الأمور، وصاحب أهل الخير والصلاح ممن يعينونك على الطاعة ويحثونك على مرضات الله، فيذكرونك إذا نسيت وينبهونك إذا غفلت، وأما فتنة النساء فتلك فتنة خافها النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وحذرهم إياها، فعليك بمدافعتها بالوسائل المشروعة، فإن كنت قادرا على الزواج فبادر به، وإلا فاستعن بالصوم وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب العاجزين عن طول النكاح، وأكثر من الدعاء بصلاح القلب وأن يشفيه الله تعالى من مرضه ذاك، ولا تعرض نفسك لمواقع الفتن بالنظر المحرم، أو الكلام المحرم، فإن الصبر عن النظر ونحوه أيسر وأحمد عاقبة من معالجة آثاره، نسأل الله أن يهدينا وإياك سواء السبيل.والله أعلم.
144,797
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144797
حكم من مد همزة لفظ الجلالة في تكبيرة الإحرام
أعمل في إدارة، وأحيانا يأتيني رئيسي في العمل بعمل، ويكون وقت الصلاة قد حان، ويقول عن ذلك العمل أنه مستعجل، فهل يعتبر شركا، أو علي وزر، إن أنا أطعته وأتممت العمل قبل أن أصلي؟ علما بأنني لا أخرج الصلاة عن وقتها.ونقطة أخرى أود السؤال عنها: أؤدي الصلاة في وقتها ـ والحمد لله ـ لكن أصلي في المكتب، لأن الإمام الذي يصلي بنا في مسجد العمل يطيل المد في ألف تكبيرة الإحرام وكأنه يسأل الله؟ أستغفر الله ـ فهل ما أفعله صواب؟ أم أنا آثم؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فما دمت لا تخرج الصلاة عن وقتها المحدد لها وإن أديتها بعد العمل الذي يطلب منك فإنه لا إثم عليك فضلا عن أن يكون شركا, وانظر الفتويين رقم:56626، ورقم:37409.وأما مد الإمام لهمزة لفظ الجلالة في تكبيرة الإحرام: فلا شك أنه لحن، وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنه لا تنعقد الصلاة به, جاء في كشاف القناع من كتب الحنابلة :فَإِنْ مَدَّالْمُحْرِمُ هَمْزَة اللَّهِ، أَوْ مَدَّ هَمْزَةَ أَكْبَرَ لَمْ تَنْعَقِدْ صَلَاتُهُ، لِأَنَّهُ يَصِيرُ اسْتِفْهَامًا.هـ.ومثله ما جاء في الفتاوى الهندية:وَلَوْ قال اللَّهُ أَكْبَرُ مع أَلِفِ الِاسْتِفْهَامِ لَا يَصِيرُ شَارِعًا بِالِاتِّفَاقِ.اهـ.وفي الموسوعة الكويتية:كما أنه لا خلاف بين الفقهاء في وجوب الاحتراز في التكبير عن زيادة المعنى، فمن قال آلله أكبر بمد همز الله، أو بهمزتين، أو قال الله أكبار لم يصح تكبيره.فينبغي نصح ذلك الإمام ليصلح خطأه، فإن لم يفعل فينبغي استبداله بغيره، فإن تعذر جاز لك التخلف عن جماعته واحرص على أدائها جماعة ولو مع بعض الموظفين في مكتبك.والله أعلم.
144,799
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144799
ما يلزم من ترك المبيت أكثر الليل في إحدى ليالي التشريق
هل حكم عدم المبيت بمنى أكثر الليل في إحدى ليالي المبيت بمنى مرة واحدة فقط هو مد من الطعام؟ وهل يجوز أن أخرج مبلغا من المال يكافئ مدا من الطعام؟ وهل يجب أن يكون من فقراء مكة أو في أي مكان وإذا كنت قد تركت مكة بالفعل فماذا أفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالمبيت بمنى معظم الليل في كل ليلة من ليالي التشريق واجب من واجبات الحج , ويترتب على ترك مبيت الليلة الواحدة من غير عذر مد من طعام في قول الحنابلة والشافعية وهو المفتى به عندنا كما فصلناه في الفتوى رقم:18217،والفتوى رقم22148, ولو تصدق بنقود بدل الإطعام فنرجو أن يجزئه ذلك ففي إحدى الروايتين عنأحمدأنه يتصدق بشيء.قالالمرداويفي الإنصاف : ...وَعَنْهُ يَتَصَدَّقُ بِشَيْءٍ نَقَلَهُ الْجَمَاعَةُ عَنْ أَحْمَدَ ...اهـ .وقال شيخ الإسلام في شرح العمدة: ... والثانية يتصدق بشيء وهو أكثر عنه... اهـ .ولا تخرج إلا في فقراء الحرم لأن كل دم أو إطعام في الحج فلفقراء الحرم إلا دم الإحصار، وما فعل خارج الحرم من محظورات الإحرام فحيث وجد سببه ويجوز نقله للحرم.قال صاحب الروض:وكل هدي أو إطعام يتعلق بحرم أو إحرام كجزاء صيد، ودم متعة وقران، ومنذوروما وجب لترك واجب أو فعل محظور في الحرم فــإنه يلزمه ذبحه في الحرم.اهـ.وإذا كنت قد سافرت ولست في مكة فبإمكانك أن ترسل نقودا لمن تثق به من أهل مكة أو ترسلها مع ذاهب إلى مكة وتوكله أن يطعم أو يتصدق بالنقود عنك .والله أعلم .
144,701
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144701
واجب من حلف ألا ينظر إلى محرم ففعل
حلفت أن لا أشاهد مناظر جنسية ـ رجل وامرأة ـ وللأسف بعد الحلف شاهدت مقطع فيديو جنسي تقريبا لمدة دقيقتين، فماذا علي فعله الآن؟.أرجو منكم الإجابة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن الله تعالى يقول:قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ{ النور: 30}.وقال صلى الله عليه وسلم:كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطأ، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج، أو يكذبه.متفق عليه.فالنظر إلى الحرام هو بريد الزنا، وقد سبق بيان حرمة نظر الصور العارية في الفتاوى التالية أرقامها:1256،3605،21807،6617،59061.واعلم أن من حلف أن لا يفعل شيئاً ثم فعله، فإنه يكون قد حنث وتلزمه الكفارة المذكورة في قول الله تعالى:فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{المائدة:89}.وهي على التخيير في الثلاثة الأولى ـ الإطعام، والكسوة، وتحرير الرقبة ـ ولا يجوز الانتقال إلى الصوم لمن يجد إحدى الثلاث، ومن عجز عنها جميعاً هو الذي ينتقل إلى الصوم كما تلاحظ في الآية الكريمة، ويجب عليك عند الحنث في الحلف على ترك الحرام المسارعة بالتوبة إلى الله وعقد العزم على عدم العودة لذلك أبداً والندم على ما فرطت في جنبه تعالى، واستغفر ربك وكن ممن قال الله تعالى فيهم:وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{آل عمران:135-136}.واسع في الزواج إن استطعت القيام به، واسأل الله بذل وإلحاح أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك وتعف بها نفسك، فقد قال صلى الله عليه وسلم:ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل الله.رواهأحمد والنسائي وابن ماجه والترمذيوصححه.وعليك بالدعاء المأثور في صحيحمسلم:اللهم إني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.وإلى أن ييسر الله لك أمر الزواج فأكثر من الصوم فإن له تأثيراً بالغاً في كسر شدة الشهوة وكبح جماحها، فقد قال صلى الله عليه وسلم:يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.رواهالبخاري ومسلم.وتجنب المثيرات وحافظ على غض بصرك واحذر الخلوة بالأجهزة التي يمكن الاطلاع بواسطتها على هذه المحرمات وكذا الصحبة السيئة التي تزين لك المعصية ومطالعة الحرام، وفي المقابل اتخذ رفقة صالحة من الشباب المتمسك بدين الله، فإنه أعظم معين بعد الله تعالى على الاستقامة على أمره، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فاعبد الله معهم، وتعاون معهم على الخير وعلى طلب العلم النافع، وذلك أكبر صارف عما تجد في نفسك من رغبة في مطالعة الحرام، واعلم أن العبد مسؤول عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه، وعن جسمه وماله وعن سمعه وبصره وقلبه فيم صرفها، كما قال تعالى:إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً{الإسراء:36}.وفي الحديث:لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه ما عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه. رواهالترمذيوقال:حديث حسن صحيح.والله أعلم.
144,705
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144705
حكم الهبة من المؤسسة الربوية عند إنهاء خدمة الموظف
أعمل في مؤسسة مالية ربوية وعندما تريد هذه المؤسسة طرد بعض عمالها تعطيهم منحة خروج، أو منحة طرد للاستعانة بها والإنفاق على عائلاتهم إلى أن يجد عملا، فما حكم الدين في هذا المال؟ وهل هو حلال أم حرام؟ وقد سبق وطرحت السؤال تحت عنوان: 2281552، ولكن لم أوفق إلى فهم الإجابة، فلو تكرمتم بإعادة توضيح الإجابة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا يخفى ما في العمل بالمؤسسات الربوية من الحرمة وخبث الراتب الناتج عنها،وهذه المنحة التي ذكرها السائللا تخلو، أو لا تخرج عن أن تكون من ضمن ما يستحقه الموظف على عمله في المؤسسة، إما صراحة في عقد العمل، أو جرى بها العرف كراتب التقاعد، أو مكأفاة نهاية الخدمة ونحو ذلك،أو تكون هبة غير لازمة للمؤسسة، فعلى الاحتمال الأول يحرم أخذها على الموظف إلا أن يكون فقيرا محتاجا فيأخذ منها بقدر حاجته ويصرف الباقي منها في وجوه الخير ومنافع المسلمين، وعلى الاحتمال الثاني فهي هبة من مختلط المال ولا بأس بأخذها،وراجع في ذلك الفتوى رقم:78663.والله أعلم.
144,707
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144707
حكم منع الأب زواج بنته بحجة صغر سنها
أنا إمام مسجد في شمال ألمانيا وأطرح عليكم هذا السؤال: في فترة جاهليتهما زنا شاب بفتاة يحبها، ولقد هداهما الله عز وجل وهما ملتزمان منذ قرابة السنتين ولكنهما رغم إلتزامهما مازالا يزنيان، وهو يريد الآن أن يتزوجها، والداها لا يصليان وليس لهما علاقة بالإسلام وهما ضد هذا الزواج ويعارضانه معارضة تامة، فهما يقولان بأن ابنتهما ما زالت صغيرة (16 سنة)، ويريدانها أن تواصل تعليمها، أبواها على علم بهذه العلاقة ولكنهما لا يعلمان بأن الأمور وصلت إلى الزنا، أب الفتاة عاطل عن العمل، ولا يهتم بشؤون عائلته ولا ينفع عائلته بشيء وإنما ليس من ورائه إلا الضرر، لذلك تحرص البنات على قطع علاقتهن به. الأب يضرب ابنته ويضطهدها.. ولقد سبق لهذا الأب أن عاش عدة سنوات مع امرأة لا تحل له في بيت واحد، وكان يزني بها، ولما علمت زوجته بالأمر حصل بينهما الطلاق، ولكن بعد مدة طويلة عاد هذا الأب للعيش مع مطلقته في بيتها مع بناتهما الثلاث في بيت واحد، وهذا الرجل ينام مع مطلقته في غرفة واحدة ولا نعلم عن حالتهما شيئا، يعني هل أنهما كتبا عقد زواج جديد أم لا، الشاب يسألكم: في حالة استمرار رفضهما هل يجوز له أن يعقد عليها بدون إذن وليها مع توفر كل شروط الزواج؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالزنا ذنب عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب وسبب لمقت الله وغضبه، وراجع الفتوى رقم:1602. فيجب عليهما المبادرة إلى التوبة فوراً وقطع أي علاقة بينهما، وكيف يستقيم أمر استمرارهما على فعل الفاحشة مع ادعائهما الالتزام والاستقامة على دين الله، والله تعالى يقول:وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ.{العنكبوت:45}، ولا يجوز للزاني أن يتزوج بمن زنى بها إلا بشرطين وهما التوبة والاستبراء، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:94773.والولي شرط لصحة النكاح فلا يجوز للمرأة أن تتزوج إلا بإذن وليها، فإن تزوجت بغير إذنه كان النكاح باطلاً على الراجح من أقوال الفقهاء، وراجع الفتوى رقم:1766.وقد اختلف الفقهاء في حكم تارك الصلاة والجمهور على أنه يفسق بذلك ولا يكفر، والفاسق لا تسقط ولايته على ابنته على الراجح عندنا، وراجع الفتوى رقم:110087.. وأما قولك إنه لا علاقة لهما بالإسلام. فإن كان المقصود أنهم يأتي بشيء من المكفرات القطعية كسب الله أو سب دين الإسلام أو ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة فهو كافر فلا ولاية له على ابنته. وعلى تقدير بقاء ولايته فإن كان يمنع ابنته من الزواج من الكفء وخشيت ابنته أن يعضلها عن الزواج فلها أن ترفع أمرها إلى من يقوم مقام القاضي الشرعي في البلاد غير الإسلامية كالمراكز الإسلامية لينظر في الأمر، فإن ثبت العضل زوجوها أو وكلوا من يزوجها، ولا ينبغي للولي أن يمنع موليته عن الزواج بحجة صغر السن أو إكمال الدراسة وخاصة إن كان تخاف الفتنة على نفسها، وانظر الفتوى رقم:108613.وننبه إلى أن حق الوالد في البر والإحسان واجب لا يسقطه تفريطه في حق أولاده وإساءته لهم، ونرجو أن تراجع الفتوى رقم:8173، والفتوى رقم:11649.ويجب على هذا الرجل أن يتوب مما وقع فيه من الزنا بتلك المرأة التي كان يخادنها، وأما مطلقته هذه فإن كانت قد بانت منه بينونة صغرى فلا يحل له معاشرتها أو الخلوة بها إلا إذا عقد له عليها عقداً شرعياً لأنه بالبينونة قد أصبحت أجنبية عنه، وراجع الفتوى رقم:30332وهي عن أنواع الطلاق.والله أعلم.
144,711
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144711
من ثبت عليه نسبة من قتل الخطأ فعليه قدرها من الدية
نحن أسرة مقيمة في السعودية، وقد قام زوجي بتوصيل أبناء الجيران للمدرسة مع أولادي مساعدة منه لهم لأنه ليس لهم من يوصلهم، وهم عائدون حدثت حادث مات فيه أحدهم، وكان زوجي وأولادي ـ أيضا ـ في خطر عظيم، ولكن الله نجاهم، فبالرغم من أنه لم يكن المخطئ، لأن السيارة الأخرى هي التي قطعت طريقه، ولكن المرور سجل على زوجي نسبة 25% من الخطإ، وهو يرى أنه مظلوم فيها، فهل عليه صوم، أو دية؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإنه لا ضمان على زوجك، ولا تلزمه الدية ولا الكفارة، إذا كان لم يصدر منه تسبب في الحادث، أو مخالفة لقوانين السير، ولم يقصر في تجنب الحادث، فقد قالالشيخ العثيمين:يجب التحقق من سبب الحادث، فإن كان بتفريط، أو تعد من السائق فعليه الضمان ـ الدية والكفارة ـ وإن لم يكن بتعد منه ولا تفريط فليس عليه شيء.انتهى.أما إذا ثبت أن عليه نسبة من الخطإ فعليه نسبة ذلك من الدية، كما جاء في قرار صادر عن المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي:إذا اجتمع سببان مختلفان كل واحد منهما مؤثر في الضرر فعلى كل واحد من المتسببين المسؤولية بحسب نسبة تأثيره في الضرر، وإذا استويا، أو لم تعرف نسبة أثر كل واحد منهما فالتبعة عليهما على السواء. انتهى.هذا، وننصح بالرجوع للمحاكم الشرعية للنظر في ملابسات مثل هذا الموضوع، وراجعي الفتاوىالتالية أرقامها:120455،55897،26878.والله أعلم.
144,715
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144715
للمرء أن يحدث بالأحاديث التي يغلب على ظنه صحتها
أخي عنده نقص شديد في السمع ولا يفهم العربية، وجاهل في القراءة وجاهل أيضا في السنة، والحمد لله أساعده قدر الإمكان حتى أخبره عن الصوم والصلاة جماعة، وعن الأحاديث الصحيحة وبفضل الله يقبل نصائحي عن العبادة حتى يزيد أجره عند الله عز وجل، وقد أخبرني أي شيء تعرفه أخبرني به ومشكلتي بعد ما أتكلم معه بالأحاديث عن النبي وعما فهمته من الفتاوى أتذكر هذا الحديث من كذب علي فليتبوأ مقعده في النار فأبدأ بالخوف بعد ذلك وأقرر أن أصمت ولا أتكلم ثانية بالأحاديث وما إلى ذلك. ما الحل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فمن أمكنه تعليم أخيه ما يلزمه من أمور الدين لزمه فعل ذلك ، وأما الوعيد الوارد في الحديث فمحله إذا كذب متعمدا كما في حديثالبخاري:من كذب علي متعمدا فيتبؤا مقعده من النار.وأما من قرأ أحاديث في كتب أهل العلم المعتمدة ولم يغلب على ظنه أنها موضوعة أو ضعيفة، فلا حرج عليه في التحدث مع الناس بها، وإن خاف من اللحن في لفظ الحديث فيمكنه تفادى ذلك بقوله ورد في معنى الحديث كذا وكذا، وراجع الفتوى رقم:13202، والفتوى رقم:131198.والله أعلم.
144,717
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144717
طلاق غير معتبر
شخص مريض بالوسواس القهري ظن أنه ارتد عن الدين وأن زوجته قد حرمت عليه فقرر أن يحتال ليعيد العقد فقال لنفسه إنه سينطق كلمة الطلاق أمام زوجته ويقول لها أنت طالق ويدعي أنها خرجت منه دون قصد ثم يعيد العقد ويعتذر لها وبينما هو في هذه الحالة يفكر في هذا الأمر إذ نطق لسانه رغما عنه بكلمة أنت طالق وهو لا يقصد أن ينطق بها أبدا، بل كان سيقولها لزوجته عندما يلقاها ثم انتفض عندما وجد نفسه قد نطق بهذه الكلمة لخوفه من أن يكون قد وقع الطلاق ثم سأل شيخا عن الرجل ينطق بلفظ الطلاق خطأ كأن يقول أنت طالق بدلا من أنت طالبة مثلا، فقال له لا شيء عليه ولا يقع طلاقه، فلغى هذا الأمر ولم يفعله، لأن والد زوجته لديه علم شرعي وسيقول له نفس الشيء ولن يعيد العقد له، ولكن هل هذه الكلمة التي نطق بها دون قصد هي طلاق؟ بالله عليكم لا تشددوا علي فقد انتهى الأمر وأخبروني أنني لست مرتدا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، ونوصيك بالاستعانة بالله تعالى وسؤاله دفع هذا البلاء، فمن استعان بالله أعانه، وعليك بالرقية الشرعية، ولمزيد الفائدة فيما يتعلق بعلاج الوسواس القهري نرجو أن تطالع الفتوى رقم:3086.وأما بشأن من سبق لسانه بالطلاق من غير قصد: فإن طلاقه لا يقع، وقد سبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم:72095.وكذلك طلاق الموسوس فإنه غير واقع، قال الإمامالشافعيفي كتاب الأم:يقع طلاق من لزمه فرض الصلاة والحدود، وذلك كل بالغ من الرجال غير مغلوب على عقله، لأنه إنما خوطب بالفرائض من بلغ، ومن غلب على عقله بفطرة خلقة، أو حادث علة لم يكن لاجتلابها على نفسه بمعصية لم يلزمه الطلاق ولا الصلاة ولا الحدود وذلك مثل المعتوه والمجنون والموسوس والمبرسم.اهـ.وللفائدة انظر الفتوى رقم105435.وكذا الحال بما يظنه الموسوس من أنه ارتد عن الدين وأن زوجته قد حرمت عليه، فكل ذلك لا اعتبار له، فعلى هذا فالعصمة بينك وبين زوجتك باقية، فاستأنف حياتك معها كأن شيئا لم يكن، وانظر الفتوى رقم:138172.والله أعلم.
144,721
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144721
هل تصح الشهادة على النكاح إن كان تاركا للصلاة
كتبت كتابي قبل أسبوع تقريبا وكان أخي شاهدا على عقد الزواج عندما وثق المأذون العقد رسميا وأخي لا يصلي، لكنه لم يخطر ببالي هذا الأمر عند كتب الكتاب، فهل العقد صحيح؟ علما بأن أبي كان حاضرا في الجلسة وشهد كل شيء، والشاهد الآخر يشهد له بالتقوى والصلاح وكل الأركان الأخرى صحيحة. أفيدوني.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فمن أهم شروط النكاح حضور شاهدين عدلين عند العقد، وتارك الصلاة إما أن يكون كافراً ـ كما هو مذهب الحنابلة ـ أو فاسقاً كما عند الجمهور، وعلى كلا التقديرين لا تقبل شهادته، وراجع الفتوى رقم:17277.لكن بما أن أباك كان حاضرا ـ كما ذكرت ـ فهو شاهد آخر وإن لم يستشهد، فإذا كان مرضيا فقد حصلت الكفاية بحضوره وحضور الشاهد الذي ذكرت، فقد نص فقهاء الشافعية على قبول شهادة الوالد لعقد نكاح ابنه جاء في نهاية المحتاج عند ذكر صفة من تقبل شهادته في النكاح قوله:وبجديهما وبجدها وأبيه لا أبيها، لأنه العاقد, أو موكله.اهـ.وهو ـ أعني قبول شهادة الوالد على عقد نكاح ابنه ـ رواية في المذهب الحنبلي وقد رجحها الشيخابن عثيمينـ عليه رحمة الله ـ حيث قال في معرض كلامه على من تقبل شهادته في النكاح في كتابه الشرح الممتع على زادالمستقنع:القول الثاني في المسألة: أنه يصح أن يكون الشاهدان، أو أحدهما من الأصول، أو الفروع، وهذا القول هو الصحيح بلا شك.انتهى .وبناء عليه يكون نكاحك صحيحا بشهادة أبيك والرجل الآخر الصالح، وهذا كله على فرض أنه لم يوجد غيرهما وإلا، فإن شهادة كل من حضر العقد ممن يصلح للشهادة مقبولة ولو لم يستشهدوا، فلا يشترط في الشهود إحضارهم للشهادة، أو استشهادهم عليها.والله أعلم.
144,723
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144723
مجالسة من يكرر رقما معينا لدفع الحسد
أردت الاستفسار حول كيفية التعامل مع بعض النساء ممن يكررن قول رقم خمسة ـ 5ـ فكلامهن اعتقاد بأن هذا يدفع الحسد خاصة في الحديث عن أولادهن، أو ما شابهه، وبالرغم من أننا حاولنا لفت نظرهن أكثر من مرة على أن هذا شرك، ولكنها تظل مصرة على ما هي عليه، وهذا قد يحزن الجالسات معها، لأن هذا يشعرهن بعدم الاحترام من هذه الشخصية التي تكرر قول خمسة خوفا من الحسد بدلا من قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله ـ فهل هجر هؤلاء أفضل وإن كن من الأقارب، أو مثلا أم الزوج، أو ما شابههن خوفا من الوقوع في الغيبة بسبب الشكوى منهن مثلا، أو خوفا من حدوث مشكلة بسبب الغضب من هذا الأسلوب فقد تثار إحداهن في إحدى الجالسات ويؤدي هذا إلى خلاف بينهن وقد يؤدي إلى قطيعة؟ وهل يجوز الجلوس معهن على ما هن عليه من هذا الذنب مع عدم تنبيهها مرة أخرى؟ أم يجب تنبيها في كل مرة؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فصدورهذه العبارات بغرض دفع شر الحسد منكر يجب إنكاره على فاعله، فإذا كان هؤلاء النسوة يتكلمن بمثل هذه العبارات فالواجب الإنكار عليهن وبيان الحق لهن وتعليمهن الطريق المشروع لدفع شر الحسد، وراجعي في ذلك الفتوى رقم:24972.ولا حرج عليك في الجلوس معهن ما دمت تنكرين عليهن هذا الأمر، وكلما كررن المنكر فعليك الإنكار، وراجعي في ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الفتوى رقم:36372.وأما مقاطعتهن بسبب هذا المنكر:فالأمر دائر مع المصلحة، فإن كانت مقاطعتهن تفيد في ردّهن إلى الصوابفهو أولى، وإن كان الأصلح لهن الصلة مع مداومة النصح فهو أولى، وانظري الفتوى رقم:26333.وكذلك يجوز لك مقاطعتهن إذا تعينت المقاطعة سبيلا لاجتناب ضرر، أو دفع مفسدة،قالالحافظ أبو عمر بن عبد البر:أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث لمن كانت ‏مكالمته تجلب نقصاً علىالمخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه، فرب ‏هجر جميل خير من مخالطة مؤذية.انتهى.والله أعلم.
144,725
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144725
حكم من قال لامرأته: إن فعلت كذا ستكونين طالقا
السؤال الأول: حدث شجار بيني وبين زوجتي منذ فترة وقد قلت لها: إن فعلت كذا ستكونين طالقا ـ وبعد فترة من الوقت راجعت نفسي وندمت على ما قلته، ولكنني سمعت بعد ذلك أنه لا يحق لي أن أرجع عن اليمين بدون كفارة، وسؤالي هو: هل هذا صحيح؟ وهل تعتبر هذه طلقه أولى؟ أم ماذا؟والسؤال الثاني: في خلال الفترة التي كنت أعتقد أن بإماكني الرجوع في اليمين حدثت مشادة أخرى وحلفت عليها بالطلاق أن لا تتحدث مع إحدى صديقاتها، ولكنها تحدثت معها بشكل غير مقصود حيث إنها قامت لترد على التليفون الأرضي ففوجئت أنها هي، فما الحكم الآن في الحالة الأولى والحالة الثانية؟.أفيدوني أفادكم الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقولك: إن فعلت كذا ستكونين طالقا ـ يحتمل أمرين:1ـ أن تكون تقصد الوعد بطلاقها عند فعل الأمر المذكور، وفي هذه الحالةلا يلزمك شيء مطلقا ولو فعلت زوجتك ذلك الأمر، لأن هذا الوعد لا يطلب الوفاء به فضلا عن أن يكون ذلك لازما2ـ أن تكون تقصد تعليق طلاقها على ذلك الفعل، وفي هذه الحالة إن لم تفعله فلا شيء عليك وإن فعلته وقع الطلاق عند جمهور أهل العلم ـ بمن فيهم المذاهب الأربعة ـ وهو القول الراجح، وراجع الفتوى رقم:51788.وقالشيخ الإسلام ابن تيمية: تلزمك كفارة يمين إن كنت لا تقصد طلاقا، وإنما قصدت التهديد، أو المنع مثلا وراجع في ذلك الفتويين رقم:19162ورقم:79503.وعلى تقدير أن القصد تعليق الطلاق على الفعل المذكور فإنه لا يمكنك التراجع عنه عند الجمهور، وقالشيخ الإسلام ابن تيميةإن ذلك ممكن، جاء في الشرح الممتع للشيخابن عثيمينـ رحمه الله تعالى:إذا علق طلاق امرأته على شرط، فهل له أن ينقضه قبل وقوع الشرط أو لا؟ مثاله: أن يقول لزوجته: إن ذهبتِ إلى بيت أهلك فأنت طالق ـ يريد الطلاق لا اليمين ـ ثم بدا له أن يتنازل عن هذا، فهل له أن يتنازل أو لا؟ الجمهور يقولون: لا يمكن أن يتنازل، لأنه أخرج الطلاق مِنْ فِيهِ على هذا الشرط، فلزم، كما لو كان الطلاق منجزاً، وشيخ الإسلام يقول: إن هذا حق له، فإذا أسقطه فلا حرج، لأن الإنسان قد يبدو له أن ذهاب امرأته إلى أهلها يفسدها عليهفيقول لها: إن ذهبت إلى أهلك فأنت طالق، ثم يتراجع ويسقط هذا.انتهى.وبخصوص تعليق الطلاق على حديث زوجتك مع زميلتها فالمرجع في ذلك لنيتك وقصدك، لأن اليمين مبناها على نية الحالف، قالابن قدامةفي المغني:وجملة ذلك أن مبنى اليمين على نية الحالف، فإذا نوى بيمينه ما يحتمله انصرفت يمينه إليه، سواء كان ما نواه موافقًا لظاهر اللفظ، أو مخالفًا له،انتهى.وبناء على ذلك، فإن كنت قد قصدتَّ أن لا تتعمد زوجتك الحديث مع صديقتها فلا حنث عليك إن كلمتها بدون قصد، وإن لم تنو شيئا وقع الطلاق عند الجمهور خلافا للشافعية ورواية للحنابلة إذا كانت زوجتك قد أقدمت على كلام صديقتها جاهلة أنها المحلوف عليها، وراجع التفصيل في الفتوى رقم:139800.والله أعلم.
144,727
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144727
من سلم دون نية الخروج من الصلاة فهل تبطل صلاته
ماحكم أن ينوي المصلي بالسلام الخروج من الصلاة؟ وماحكم من نسي أن ينوي، أو لم ينو وسلم؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالأصل في المصلي أنه إذا انتهى من الصلاة أنه يسلم وينوي بسلامه الخروج من الصلاة, فإن لم ينو بسلامه الخروج من الصلاة فقد اختلف الفقهاء في صحة الصلاة, قالابن قدامة في المغني:فصل: وينوي بسلامه الخروج من الصلاة, فإن لم ينو، فقال ابن حامد تبطل صلاته، وهو ظاهر نص الشافعي، لأنه نطق في أحد طرفي الصلاة، فاعتبرت له النية كالتكبير، والمنصوص عن أحمد ـ رحمه الله ـ أنه لا تبطل صلاته، وهو الصحيح، لأن نية الصلاة قد شملت جميع الصلاة, والسلام من جملتها, ولأنه لو وجبت النية في السلام لوجب تعيينها, كتكبيرة الإحرام, ولأنها عبادة فلم تجب النية للخروج منها, كسائر العبادات. اهـ.ومثله قولالنوويفي الروضة:وهل يجب أن ينوي بسلامه الخروج من الصلاة؟ وجهان، أصحهما: لا يجب. اهـ.وعدم الاشتراط هو المعتمد المشهور من مذهب المالكية, جاء في شرح مختصرخليل للخرشي:وهل يشترط تجديد نية الخروج من الصلاة بالسلام؟ قال سند: وهو ظاهر المذهب فلو سلم بغير نية لم يجزه وعدم اشتراط ذلك لانسحاب النية الأولى، قالابن الفاكهاني:المشهور عدم الاشتراط، وكلام ابن عرفة يفيد أنه المعتمد.اهـ.وعلى هذا، فإذا سلم المصلي وذهل عن نية الانصراف من الصلاة، فإن صلاته صحيحة في قول جمهور أهل العلم.والله أعلم.
144,729
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144729
الأمور التي ينظر القاضي فيها لضمان مصلحة المحضون
ما هي الأمور التي يتأكد منها القاضي من أجل ضمان مصلحة المحضون؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالذي يتأكد منه القاضي من أجل مصلحة المحضون هو تحقق الشروط الواجبة في الحاضن كالإسلام والعدالة، وانتفاء موانع الحضانة، وراجع تفصيل ذلك في الفتوى رقم:9779.وكذلك صلاحية المكان الذي يعيش فيه المحضون له، كما بينا في الفتوى رقم:143215، وللفائدة راجع الفتوى رقم:6256.والله أعلم.
144,731
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144731
مذاهب العلماء في تجرد الزوجين عند الجماع
زوجي يجامعني دون أن نخلع ملابسنا، فما الحكم في ذلك؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فجمهور أهل العلم على جواز تجرد الزوجين عند الجماع وكرهه الحنابلة، جاء في الموسوعة الفقهية:فقد اختلف الفقهاء فيه, فذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى أنه يجوز للرجل أن يجرد زوجته للجماع, وقيده الحنفية بكون البيت صغيرا, ويستدل لذلك بحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟قال احفظ عورتك إلا من زوجتك, أو ما ملكت يمينك, قلت: يا رسول الله أرأيت إن كان القوم بعضهم من بعض؟ قال: إن استطعت أن لا تريها أحدا فلا ترينها، قلت يا رسول الله, فإن كان أحدنا خاليا, قال: فالله أحق أن يستحيا منه من الناس ـوبحديث عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والتعري،فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط, وحين يفضي الرجل إلى أهله, فاستحيوهم وأكرموهم ـ وذهب الحنابلة إلى أنه يكره, لحديث عتبة بن عبد السلمي, قال: قال رسول الله: إذا أتى أحدكم أهله فليستتر, ولا يتجردا تجرد العيرين.انتهى.وبناء على ما تقدم، فعدم نزع ملابسكما عند الجماع هو الأصوب عند الحنابلة، أما على مذهب الجمهور فأنتما بالخيار بين نزع الملابس عند الجماع وعدمه،فالأمر في ذلك واسع، ومن ذلك تتبينين أن زوجك غير مخطئ.والله أعلم.
144,735
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144735
حدود طاعة الزوج قبل الدخول
عزيزي الشيخ عقدت زواجي على امرأة وسافرت للعمل بنية عمل حفل زواج بعد مدة، والآن زوجتي مقيمة عند أهلها، فهل يجب عليها استئذاني إذا أرادت الخروج مع صديقاتها؟ وهل يجب عليها أن تطيعني إذا طلبت منها أن أراها بدون ملابس على كاميرا شات الإنترنت؟ فهي ترفض ذلك لأنني لم أدخل بها بعد.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق أن بينا أنه إذا سلم الزوج إلى زوجته المعجل من مهرها لزمتها طاعته في المعروف وأنه لا يجوز لها الخروج من البيت إلا بإذنه، وأما إن لم يدفع إليها هذا المهر فلا تلزمها طاعته ولا يجب عليها استئذانه، فراجع الفتوى رقم:138898.وأما بالنسبة لطلبك منها أن تراها عارية من خلال الإنترنت فالأولى اجتناب ذلك على كل حال، فالإنترنت وسيلة غير مأمونة أحياناً، فقد يطلع عليها غيرك، وراجع الفتوى رقم:44905.ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم:50343، ففيها بيان حدود طاعة المرأة زوجها.ونوصيك بالصبر وأن تجتهد في اجتناب مثيرات الشهوة وأن تحرص على الصوم ومصاحبة الأخيار وشغل فراغك بما ينفعك من أمر دينك ودنياك، وعليك الاجتهاد في التعجيل بالدخول بزوجتك قدر الإمكان ومحاولة جمع شملكما لتعف نفسك وتعفها.والله أعلم.
144,737
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144737
السبيل إلى إبراء الذمة من المال الحرام
مختصر سؤالي: أنا موظف مالي وقمت بأخذ نقود من المال العام وهو ليس لأحد معين، ولا يؤثر على أحد عن طريق فواتير مقابل هذه المبالغ واشتريت بها سيارة وبعتها بأقساط شهرية ولكن ليس بكامل المبلغ المأخوذ حيث اختلطت نقودي مع النقود المأخوذةسؤالي:1-أريد التكفير عما فعلت2-كيف أرجع المال مع العلم أن إرجاعه المباشر صعب حيث إني انتقلت إلى دائرة أخرى وهل أستطيع أن أرجعه من أقساط السيارة المباعة؟وهل كونه اختلط بمالي الشخصي يصبح كل المال حرام؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فكفارة هذا الفعل متيسرة بفضل الله تعالى ورحمته، وطريقها التوبة النصوح المستجمعة لشروطها من الندم على ما سلف، والإقلاع عنه خوفا من الله تعالى وتعظيما له وطلبا لمرضاته، والعزم الصادق على عدم العودة إليه أبدا. مع إبراء الذمة من تبعات هذا المال الحرام، وكيفية التخلص من تبعة هذا المال الحرام ما دام من الأموال العامة يكون بإرجاعه إلى جهته التي هي تابعة لبيت مال الدولة، ولو بإرساله بحوالة بريدية ونحو ذلك من أي سبيل تيسر، فإن لم يتيسر ذلك أو علمت أن من ترده إليهم لا يضعونه في موضعه الصحيح فقم أنت بصرفه في مصالح المسلمين العامة، أو أنفق على الفقراء والمساكين، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية:50478،3519،5450.وأما إرجاع هذا المال عن طريق أقساط السيارة المبيعة، فهذا لا حرج فيه إن لم يكن عند السائل من المال ما يفي بذلك زائدا عن حاجاته. وأما إن كان قادرا على رده دفعة واحدة، فعليه أن يتعجل في ذلك؛ إبراء لذمته وإكمالا لتوبته.وأما المال الشخصي للسائل والذي اكتسبه من الحلال، فإنه لا يحرم بمخالطته للمال الحرام، خاصة إذا تاب وتخلص من تبعة المال الحرام، وراجع الفتوى رقم:95135.والله أعلم.
144,739
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144739
من يتخيل الفواحش هل يحكم بدناءته مع مواظبته على الطاعات
هل الشاب ذو الشهوة الطاغية الذي يتخيل كثيراً الممارسات غير الأخلاقية القذرة والغير سوية ويسترسل معها لشدة غلمته دنيء عند الله رغم محافظته على صلاة الجماعة والطاعات؟ وهل هو منافق؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق أن بينا أن مثل هذه التخيلات والأوهام غير جائزة وأنها من باب زنا القلب، ويراجع في ذلك الفتوى رقم:72166.فعلى من ابتلي بهذه الأمور أن يقلع عنها ويتوب إلى الله سبحانه منها وهي قطعاً دنيئة، ولكن لاسبيل إلى القطع بدناءة قدر من قام بها عند الله، أو نفاقه خصوصاً مع مواظبته على الطاعات.والله أعلم.
144,741
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144741
طلق زوجته إثر خلاف بينهما ويريدان الرجوع فكيف السبيل
طلقت زوجتي بعد أن صار خلاف عادي بيننا ورميت عليها اليمين، والآن أريد أن أرجعها وهي ترغب في العودة إلى الزوجية كما كنا، فما الحكم؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فيجوز لك أن تراجع زوجتك إذا كان الطلاق المذكور غير مكمل للثلاث ولم تخرج زوجتك من عدتها، والرجعة تحصل بما يدل عليها من قول صريح ـ كراجعتك، أو أعدتك لعصمتي مثلا ـ إلى آخر ما جاء في الفتوى رقم:30719.وعدتها تنتهي بطهرها من الحيضة الثالثة بعد الطلاق إن كانت ممن تحيض، أو وضع حملها إن كانت حاملا، أو مضي ثلاثة أشهر إن كانت لا تحيض، فإن انقضت عدتها فلا بد من تجديد العقد بأركانه ـ من حضور وليها، أو من ينوب عنه مع شاهدي عدل وصيغة دالة على العقد ـ وراجع الفتوى رقم:7704.وإن كان هذا الطلاق مكملا للثلاث فلا تحل لك إلا بعد أن تنكح زوجا غيرك نكاحا صحيحا ـ نكاح رغبة لا نكاح تحليل ـ ثم يطلقها بعد الدخول.والله أعلم.
144,743
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144743
هل يستجاب دعاء الوالد على ولده إذا كان عند الغضب
قبل فترة تقريبا سنة ونصف حدث معي موقف فدعت أمي علي إن كررته مرة أخرى أن يعمي الله عيني ولا يرد لي نعمة البصر . فهل يستجيب الله دعاءها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالأصل أن دعوة الأمّ على ولدها العاق من الدعوات المستجابة، كما بيناه في الفتوى رقم:136410ولكن قيد بعض أهل العلم ذلك إذا كان الولد كافرا أو عاقا غاليا في العقوق لا يرجى بره، وقد بينا هذا في الفتوى رقم:115110.مع التنبيه على أن هذا الدعاء غير جائز أصلا كما بيناه في الفتويين:52971،79076.وإذا وقع في ساعة ضجر وكان بدافع الغضب دون القصد إلى إرادة ذلك فإنه غير مستجاب ـ إن شاء الله ـ لقوله سبحانه:وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ.{يونس: 11}.جاء في تفسيرابن كثير:يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده: أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم والحالة هذه لطفا ورحمة، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنماء، ولهذا قال: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ أي: لو استجاب لهم كل ما دعوه به في ذلك، لأهلكهم، ولكن لا ينبغي الإكثار من ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم، لا تدعوا على أولادكم، لا تدعوا على أموالكم،لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم.انتهى بتصرف.والذي ننصحك به في هذا المقام هو أن تتوبي إلى الله سبحانه وتستسمحي أمك إن كان قد حصل منك ما ينافي برها، وأن تداومي بعد ذلك على برها وطاعتها في غير معصية الله ولن يضرك إن شاء الله هذا الدعاء.والله أعلم.
144,745
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144745
هل تحرم من الثواب إذا لبست النقاب وهي كارهة
لبست النقاب منذ سنة ونصف بعد إلحاح من أناس كثيرين أهمهم أخي ووقتها خفت من كلامهم وحلمت أنني سوف أموت وأنني لبسته قبل ما أموت فاستيقظت ولبست النقاب، لكنني أحسست أنني مخنوقة جدا وكنت أبكي طوال اليوم، وفي اليوم الثاني خلعته وخرجت فقابلتني واحدة وقالت لي إن هذا حرام جداً وشر وقالت لي ارجعي والبسيه وكانت شخصيتي مذبذبة قليلا فرجعت ولبسته في نفس اليوم وكل ما حاولت أن أخلعه يقول لي أخي لو خلعتيه لن أكلمك ثانية، لكنني أحس أنني مخنوقة ودائما أبكي، وكنت ألبسه ـ إسدال ـ وليست لي حاجة في لبسه وأريد أن أخلعه، لأنني أشعر أنني طالما أنا مخنوقة منه كثيراً هكذا فلن أثاب عليه ولا أستطيع أن أواجه أخي ولا الناس الذين يتحدثون عن هذا ويقولون لماذا وأشياء من هذا القبيل أحس أنني من الممكن أن ألبسه، ولكن ليس الآن وإنما عندما أنهي تعليمي الجامعي مثلاً، وأنا مقتنعة من أنني سألبسه وأنا راضية به.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق أن بينا في الكثير من الفتاوى أن لبس النقاب واجب على المرأة على الراجح من كلام أهل العلم ويراجع في ذلك الفتوى رقم:5561.وعلى المسلم أن يسارع دائماً إلى امتثال أوامر الله سبحانه وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم وإن خالف ذلك هوى نفسه، فقد قال جل وعلا:وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ{ الأحزاب: 36 }.وأما قولك إنك تشعرين بأنك لن تثابي ما دمت كارهة للبسه: فهذا غير صحيح، بل إنك ـ إن شاء الله ـ تؤجرين على لبسه وتؤجرين على مجاهدة نفسك وهواك في امتثال أوامر الله جل وعلا مع التنبيه على أمرين:الأول: أن التزام المسلمة بالحجاب الشرعي واجب على الفور ولا يجوز تأخيره لوقت يحدده الشخص.الثاني: أن الرؤى والأحلام لا يؤخذ منها حكم شرعي.والله أعلم.
144,749
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144749
التفتيش عن وجود نجاسة في الملابس الداخلية
عندي سؤال مختصر ولا أريد أن أطيل عليكم: أصبت بالوسواس ونوع وسواسي وسواس في الطهارة والعبادة عانيت من الوسواس سنة كاملة ـ ولله الحمد ـ شفيت منه، والآن انتكست حالتي ولا زلت أستخدم علاجي وأريد أن أسأل فقبل النوم فتشت سروالي الداخلي ووجدت بقعة من البول الناشفة ونمت وعندما استيقظت بدلت مفرشي وتروشت وغيرت ملابسي، فهل يجب تغيير المفرش الداخلي الذي هو الإسفنجة؟ أم تغيير الفراش يكفي؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا شككت في أن البقعة المذكورة من البول فلا يجب تطهيرها، لأن الأصل الطهارة ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بيقين، علما بأنه لم يكن يجب عليك التفتيش، بل ولم يكن ينبغي لك، لأن التفتيش يزيد الوسوسة، وإذا تيقنت من أن البقعة هي من البول وليس مجرد شك، أو وسوسة فلا يجب تغيير الإسفنجة ولا الفراش الخارجي بل ولا ملابسك، وإنما يكفيك أن تغسل موضع البول من ملابسك بالماء ويطهر المحل بذلك, وانظر الفتوى رقم:140291، عن الطريق الأمثل للتخلص من الوساوس في الطهارة, ونسأل الله أن يشفيك.والله أعلم.
144,751
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144751
أدعية مأثورة في السجود
سؤال: 1-ما هو دعاء الاستخارة 2-ما هو دعاء السجدة 3-هل يجوز الصلاة في غرفة تم ممارسة العادة السرية بها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فدعاء الاستخارة هو:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي به.وانظر الفتوى رقم:103976, والفتوى رقم:61077.وأما دعاء السجدة فإن كنت تعني دعاء سجدة التلاوة فمما ورد في ذلك دعاء:سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ.رواهأحمد وأبو داوود والترمذي.وأيضا دعاء:اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ.رواهالترمذي .وإن كنت تعني الدعاء في السجود عموما فالإنسان مخير في أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ...وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ ...رواهمسلم.وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده:اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.رواهمالكومسلم.وكان من دعائه أيضا:سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي.وأيضا:اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ.رواهمسلم وأبو داوود, وغير ذلك من الأدعية الواردة في السنة .والعادة السرية محرمة كما بيناه في عدة فتاوى كالفتوى رقم:7170، ولكن الصلاة تصح في الغرفة التي فعلت فيها تلك العادة السيئة لأن الصلاة تصح في أي مكان طاهر؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ...وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا.متفق عليه. ولقوله صلى الله عليه وسلم :الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ.رواهأحمدوأبو داوودوالترمذيوابن ماجه.والله أعلم.
144,753
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144753
شرح حديث (..فهو خير لكما من خادم)
مامعنى: خير لك من خادم ـ في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لفاطمة ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم تسبحين إلى آخره؟ أرجو معرفة فائدة التسبيح المذكور.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد جاء في فتح الباريلابن حجر:وقد اختلف في معنى الخيرية في الخبر، فقالعياض: ظاهره أنه أراد أن يعلمهما أن عمل الآخرة أفضل من أمور الدنيا على كل حال، وإنما اقتصر على ذلك لما لم يمكنه إعطاء الخادم ثم علمهما إذ فاتهما ما طلباه ذكرا يحصل لهما أجرا أفضل مما سألاه.وقال القرطبي: إنما أحالهما على الذكر ليكون عوضا عن الدعاء عند الحاجة، أو لكونه أحب لابنته ما أحب لنفسه من إيثار الفقر وتحمل شدته بالصبر عليه تعظيما لأجرها.وقال المهلب: علم صلى الله عليه وسلم ابنته من الذكر ما هو أكثر نفعا لها في الآخرة وآثر أهل الصفة، لأنهم كانوا وقفوا أنفسهم لسماع العلم وضبط السنة على شبع بطونهم لا يرغبون في كسب مال ولا في عيال، ولكنهم اشتروا أنفسهم من الله بالقوت، ويؤخذ منه تقديم طلبه العلم على غيرهم في الخمس.وفيه ما كان عليه السلف الصالح من شظف العيش وقلة الشيء وشدة الحال وأن الله حماهم الدنيا مع إمكان ذلك صيانة لهم من تبعاتها وتلك سنة أكثر الأنبياء والأولياء .اهـ.وفي تحفةالأحوذيللمباركفوري:قال العيني: وجه الخيرية إما أن يراد به أنه يتعلق بالآخرة والخادم بالدنياوالآخرة خير وأبقى، وإما أن يراد بالنسبة إلى ما طلبته بأن يحصل لها بسبب هذه الأذكار قوة تقدر على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم تقولان ثلاثا وثلاثين وثلاثا وثلاثين وأربعا وثلاثين من تحميد وتسبيح وتكبير، وفي الرواية المتفق عليها ـ كما في المشكاة ـ فسبحا ثلاثا وثلاثين وأحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين.وفي مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح:فهو أي: التسبيح وما بعده إذا قلتماه في الوقت المذكور، وقيل: أي: ما ذكر من الذكر خير أي: أفضل لكما أي: خاصة، وكذا لمن قاله وعمل به من خادم الخادم واحد الخدم يقع على الذكر والأنثى.قال العيني: وجه الخيرية إما أن يراد به أن يتعلق بالآخرة والخادم بالدنيا والآخرة خير وأبقى.وإما أن يراد بالنسبة إلى ما طلبته بأن يحصل لها بسبب هذه الأذكار قوة تقدر على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم عليه.وفي الحديث حمل الإنسان أهله على ما يحمل على نفسه من إيثار الآخرة على الدنيا إذا كانت لهم قدرة على ذلك.وفيه بيان إظهار غاية التعطف والشفقة على البنت والصهر ونهاية الاتحاد برفع الحشمة والحجاب حيث لم يزعجهما عن مكانهما فتركهما على حالة اضطجاعهما وبالغ حتى أدخل رجله بينهما ومكث بينهما حتى علمهما ما هو الأولى بحالهما من الذكر عوضًا عما طلباه من الخادم فهو من باب تلقي المخاطب بغير ما يطلب إيذانًا بأن الأهم من المطلوب هو التزود للمعاد والصبر على مشاق الدنيا والتجافي عن دار الغرور.والله أعلم.
144,755
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144755
حكم وضع المرأة العباءة على الكتف دون الرأس
أنا فتاة مسلمة الحمد لله، ومحجبة وأرتدى إسدالات وعبايات كتف، لكن البعض يقول لي إن عبايات الكتف هذه لا يجوز لبسها فهي تصف الرأس، ويجب فى الحجاب ألا يصف وأن يكون فيه إدناء من أعلى الرأس كما فى الإسدال. فهل هذا صحيح، مع العلم أن العبايات التي أرتديها واسعة وأنا نحيفة ولا تحدد تفاصيل جسدي. فهل حجابي يكون ناقصا إذا ارتديت تلك العبايات، على فكرة أنا قرأت كثيرا عن شروط الحجاب الشرعي ولم أقرأ أن الإدناء شرط منها كما يقول البعض، أرجو الإفادة؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد بينا حكم وضع المرأة العباءة على الكتف وأنه لا يجب أن تكون على الرأس في الفتوىرقم:9859.. وأما الإدناء المأمور به فالمطلوب به الستر ولا يشترط كونه بالعباءة فقد أمر الله المرأة بالحجاب، فقال تعالى:يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا{الأحزاب:59}، ولم يحدد الشرع لباساً معيناً للمرأة، وإنما ذكر العلماء شروطاً إذا توفرت في أي نوع من أنواع اللباس فهو الحجاب الذي أمرت به، وهي:1- استيعاب جميع البدن (على خلاف في جواز كشف الوجه والكفين)2- أن لا يكون زينة في نفسه.3- أن يكون صفيقاً لا يشف.4- أن يكون فضفاضاً غير ضيق.5- أن لا يكون مبخراً مطيباً.6- أن لا يشبه لباس الرجل.7- أن لا يشبه لباس الكافرات.8- أن لا يكون لباس شهرة.وللمزيد من الفائدة يمكن مراجعة الفتوى رقم:6745.والجلباب الذي أمر الله بالإدناء منه فسر بالخمار وقيل إنه أكبر منه وفسر بالرداء والملاءة.فقد قالابن عطية:أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين بإدناء الجلابيب ليقع تسترهن...ثم قال:والجلباب ثوب أكبر من الخمار، وروي عن ابن مسعود وابن عباس أنه الرداء.. واختلف الناس في صورة إدنائه، قال ابن عباس وعبيدة: تلويه المرأة حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها، وعن ابن عباس أيضاً وقتادة: تلويه فوق الجبين ثم تعطفه على الأنف، وإن ظهرت عيناها لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه. انتهى.وفي مشارق الأنوار على صحاح الآثار للقاضيعياض:قال النضر هو ثوب أقصر وأعرض من الخمار وهي المقنعة تغطي به المرأة رأسها، وقال غيره هو ثوب واسع دون الرداء تغطي به المرأة ظهرها وصدرها وقال ابن الأعرابي هو الإزار وقيل هو الخمار وقيل هو كالملاءة والملحفة.ولمعرفة القول المرجح عندنا في جواز كشف الوجه والكفين يمكنك مراجعة الفتوى رقم:4470، والفتوى رقم:5224.والله أعلم.
144,757
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144757
متى يباح الفطر في الصوم الواجب بالنذر
نذرت أن أصوم كل يوم اثنين وخميس إلى أن يرزقني الله الذرية الصالحة، فهل يجوز أن أفطر يوما من هذه الأيام إذا كانت فيها مناسبة كالعقيقة، أو العرس، أو العزائم؟ أم يجب أن أصومها إلى أن يرزقني الله الذرية الصالحة ؟ وهل نذري صحيح؟ المرجو إفادتي في القريب العاجل. وبارك الله فيكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا يجوز الفطر في الصوم الواجب بالنذر إلا لعذر ـ كحيض وما أشبهه ـ وأما المناسبات المذكورة فليست عذرا يبيح الفطر، ومن أفطر بسببها فعليه أن يتوب إلى الله من ذلك، ويجب عليه قضاء ما أفطره، فالوفاء بالنذر واجب، فقد قال الله تعالى:وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ {الحج: 29}.وقالصلى الله عليه وسلم:من نذر أن يطيع الله تعالى فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله تعالى فلا يعصه.أخرجهالبخاريوغيره.وقالالنبي صلى الله عليه وسلم:إن خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن.متفق عليه.وقال النبي صلى الله عليه وسلم:ومن نذر نذرا لم يطقه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا أطاقه فليف به.رواهابن ماجهفي السنن.وقال صاحب أسنى المطالب:تنبيه. قالالجرجاني:من لزمه صوم يوم بالنذر فأفطر فيه لزمه القضاء إلا في نذر صوم الدهر. انتهى.وأما النذر: فهو صحيح وإن كان مكروها في الأصل على الصحيح، لما في الصحيحين أن النبيصلى الله عليه وسلمنهى عن النذر وقال:إنه لا يرد شيئا، وإنما يستخرج به من البخيل.وفي صحيحمسلموغيره عنابن عمرـ رضي الله عنهماـ أنالنبي صلى الله عليه وسلم قال:النذر لا يقدم شيئا ولا يؤخره، وإنما يستخرج به من البخيل.وفي صحيحمسلممن حديثأبي هريرةأن النبي صلى الله عليه وسلمقال:لا تنذروا،فإن النذر لا يغني من القدر شيئا.وفي فتح الباريللحافظ ابن حجر:وقد ذكر أكثر الشافعية - ونقلهأبو علي السنجيعن نص الشافعي - أن النذر مكروه، لثبوت النهي عنه وكذا نقل عن المالكية وجزم به عنهمابن دقيق العيد, وأشارابن العربيإلى الخلاف عنهم والجزم عن الشافعية بالكراهة, قال: واحتجوا بأنه ليس طاعة محضة، لأنه لم يقصد به خالص القربة، وإنما قصد أن ينفع نفسه، أو يدفع عنها أضررا بما التزمه، وجزم الحنابلة بالكراهة, وعندهم رواية في أنها كراهة تحريم وتوقف بعضهم في صحتها, إلى أن قال: وجزمالقرطبيفي المفهم بحمل ما ورد في الأحاديث من النهي على نذر المجازاة، فقال: هذا النهي محله أن يقول مثلا: إن شفى الله مريضي فعلي صدقة كذا, ووجه الكراهة أنه لما وقف فعل القربة المذكور على حصول الغرض المذكور ظهر أنه لم يتمحض له نية التقرب إلى الله تعالى لما صدر منه، بل سلك فيها مسلك المعارضة, ويوضحه أنه لو لم يشف مريضه لم يتصدق بما علقه على شفائه, وهذه حالة البخيل فإنه لا يخرج من ماله شيئا إلا بعوض عاجل يزيد على ما أخرج غالبا، وهذا المعنى هو المشار إليه في الحديث لقوله:إنما يستخرج به من البخيل ما لم يكن البخيل يخرجه ـقال: وقد ينضم إلى هذا اعتقاد جاهل يظن أن النذر يوجب حصول ذلك الغرض, أو أن الله يفعل معه ذلك الغرض لأجل ذلك النذر, وإليهما الإشارة بقوله في الحديث أيضا:فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئاـ والحالة الأولى تقارب الكفر والثانية خطأ صريح، قلت: بل تقرب من الكفر ـ أيضا ـ ثم نقلالقرطبيعن العلماء حمل النهي الوارد في الخبر على الكراهة وقال: الذي يظهر لي أنه على التحريم في حق من يخاف عليه ذلك الاعتقاد الفاسد فيكون إقدامه على ذلك محرما, والكراهة في حق من لم يعتقد ذلك. انتهى.وهو تفصيل حسن, ويؤيده قصةابن عمرراوي الحديث في النهي عن النذر فإنها في نذر المجاراة. انتهى .وراجع الفتوى رقم:66839.
144,759
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144759
إحسان الظن بالميت هو الأصل
فضيلة الشيخ أنا لي أخ قد طلق مرتين، طليقته الأولى كانت من أصل فلسطيني ولم يكن لهما أطفال وكانت منذ زمن طويل حيث كان عنده مشاكل بالإخصاب، وأيضا طلق زوجته الثانية قبل مدة وله منها بنت، وكما قدم للقضاة الأسباب والدلائل أصبح أخي هو الحاضن لهذه البنت ولكنه لم يحرم البنت من أمها حيث كانت تجلس عند أمها فترات طويلة بالأيام والأسابيع، وكان يأخذها كلما أراد رؤيتها وكلما قطعت البنت عنه وطلبت زوجته الثانية الطلاق وكان أخي يحب زوجته كثيراً لكن هذا قدرهما وإن أخي من النوع الحساس جداً وأضيف لكم بأنه تزوجهما عن حب.بعد انفصال أخي عن زوجته الأولى راجع أخي بعض الاطباء النفسيين ، وأعطوه علاجات للاكتئاب وأصبح هذا العلاج إدمانا له لطوال فترات طويلة خصوصاً أنه كان له بعض الأصدقاء الصيادلة والدكاترة وكانوا يعطونه وصفات لهذه العلاجات المهدئه.وبعد طلاقهما بفترة وجدنا أخي متوفى في بيته لوحده منكب على وجهه لوحده في فراشه، وكان مزرقا على الجهه المنصب عليها وكان أنفه ينزف دماً وكانت هنالك حبوب منتثرة على فراشه وهو متوفى. وفي الآونة الاخيرة أذكر بأن أخي كان يصلي معنا لكن كونه في بيت منعزل عنا لم أكن أرى بقية صلواتهوسؤالي الأول هو: ما رأيكم في موته هل هو انتحار وما رأيكم بما عمل وبه شرعاً؟أنا لي 6 أشهر وأنا أحفظ هذه الأحداث بنفسي حيث قلت لوالدتي بأنه توفي بالسكته القلبية حيث كان هذا فحص الأطباء له قبل دفنه.أرجوكم طمئنوني أنا خائف على أخي من العذاب أنا لا أزكي على الله سبحانه أحد لكنه جداً طيب مع والديه ومع إخوته ومع أصدقائه ومع كل الناس وحتى زملائه بالعمل وجيرانه.أرجوكم ادعو له بالعفو والمغفرة.أثابكم الله كل خير ولم يركم مكروه لمن تحبون
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإنا نسأل الله الرحمة والمغفرة لهذا الأخ , وننصحكم بأن تحسنوا الظن به, فإن الموت يأتي بغتة في أحيان كثيرة وليس فيما ذكرته دليل على أنه انتحر . ولو افترض أنه قد حصل منه انتحار , وهو في حال غيبوبته . أو كان مدفوعا إليه بسبب الحالة النفسية التي هو فيها , بحيث لم يكن يستطيع السيطرة على جوارحه فإنه لا يكون مؤاخذا بذلك . وعلى أية حال فينبغي تجنب التحدث في الموضوع مع الناس لئلا يساء الظن به دون بينة, ولئلا يتكلم فيه بغير حق, فهو قد أفضى إلى ما قدم, وقد قال الله تعالى :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ.(الحجرات:12). وفي حديث الصحيحين :إياكم والظن , فإن الظن أكذب الحديث.وفي الحديث أنه ذكرعندالنبي صلى الله عليه وسلمهالك بسوء فقال:لا تذكروا هلكاكم إلا بخير. رواهالنسائيوصححهالألباني.والله أعلم .
144,761
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144761
حكم تأخر سلام المأموم عن سلام الإمام
ما حكم تأخر تسليم المأموم بعد تسليم الإمام يعني تأخر لبعض الوقت. هل يعد مكروها أم نقصا من أجر الصلاة أم ماذا إن لم يكن مبطلا للصلاة؟حتى وإن كان مبطلا للصلاة لا أعلم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالمشروع في سلام المأموم هو أن يسلم عقب سلام إمامه ولا يتأخر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:إنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَلَا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ.متفق عليه.قالالحطابالمالكيفي مواهب الجليل:... وَلَا يَنْبَغِي لِلْمَأْمُومِ أَنْ يُؤَخِّرَ سَلَامَهُ بَلْ يَتَحَلَّلَ عَقِبَ سَلَامِ إمَامِهِ ..اهـولا تبطل صلاة المأموم لو تأخر سلامه عن سلام الإمام ولو بزمن.قالالنفراويالمالكيفي الفواكي الدواني:إنَّمَا يُبْطِلُ صَلَاةَ الْمَأْمُومِ إنْ خَتَمَ قَبْلَ الْإِمَامِ لَا إنْ تَأَخَّرَ عَنْ سَلَامِ الْإِمَامِ أَوْ صَاحَبَهُ عَلَى الْمُعْتَمَدِ ..اهـ.بل يرى الشافعية أنه لا حرج على المأموم في أن يتأخر بعد سلام إمامه ما شاء، لأن القدوة تنقطع بسلام الإمام.قالالنوويفي المنهاج:وَتَنْقَضِي الْقُدْوَةُ بِسَلَامِ الْإِمَامِ، فَلِلْمَأْمُومِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِدُعَاءٍ وَنَحْوِهِ ثُمَّ يُسَلِّمَ.اهـ.والله أعلم.
144,763
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144763
حكم استخدام الأخطبوط للتعرف على نتائج المباريات
الكل سمع عن الأخطبوط الذي سمي بالعراف ـ بول ـ وكيف أن أعداء الله وأعداء الملة يبثون السحر والدجل والشعوذة والكهنة، ليضلوا الناس عن طريق الحق والهدى، والعجيب في الأمر وهي الطامة الكبرى أن المسلمين أعجبوا بهذا الحيوان وكأنهم يصدقون نبوؤاته بأن فريقا سيفوز وفريقا سينهزم وأغروا المسلمين بذلك، بل إن الأمر وصل حده حين استعملوه في دورة الخليج القائمة في اليمن وأنه تنبأ بأن اليمن هي التي ستأخذ الكأس، ولكن الله خالف أمرهم وأظهر لهم عجز هذا الحيوان وقد هلك هذا الحيوان فلماذا لم ينبئهم بموته؟ رأيت أن أطرح هذا الأمر لكونه حديث الناس فأرجوا أن تبينو للناس خطورة هذا ومافيه من إشراك بالله تعالى، إذ لا يعلم الغيب إلا الله، وآسف للإطالة ولكن رأيت أن توضيح هذا الأمر للناس أمر مهم.وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد استأثرالله جل جلاله وحده بعلم الغيب، قال سبحانه:قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّااللَّهُ{النمل:65}.وما سيقع في المستقبل من أحداث هو من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، فمن ادعى شيئا من ذلك كان كافرا، لأنه نازع الله فيما يختص به, ومن صدقه في ذلك فهو مثله، قالصلى الله عليه وسلم:ليس منا من تطير، أو تطير له, أو تكهن له, أو سحر، أو سحر له, ومن عقد عقدة, أو قال عقد عقدة, ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.رواهالبزار.وهذا الذي يفعله هؤلاء الدجالون المضلون مع هذا الأخطبوط المسمى بـ: بول ـ إنما هو من قبيل الطيرة والعيافة وهذا شبيه بما كانت تفعله العرب في جاهليتها وجاء الاسلام بالنهي عنه، ففي الحديث الذي رواهأحمدوغيره أنرسول الله صلى الله عليه وسلمقال:الطيرة شرك.صححهالألباني.وفي الحديث الذي خرجهأبو داود:العيافة والطيرة والطرق من الجبت.قالابن باز ـ رحمه الله:فالعيافة زجر الطير فيزجرون الطيور ويزعمون أنها تدل على شيء فيتشاءمون بها تارة ويتيمنون بها تارة أخرى وهذا من جهلهم وضلالهم، فهذه الطيور مخلوقة وهي في تدبير الله عزوجل فالعيافة من عاف الطير إذا تشاءم بها وتيامن بها.انتهى.وفي القول المفيد على كتاب التوحيد:ووجه كون العيافة من السحر أن العيافة يستند فيها الإنسان إلى أمر لا حقيقة له: فماذا يعني كون الطائر يذهب يمينا، أو شمالا، أو أماما، أو خلفا؟ فهذا لا أصل له, وليس بسبب شرعي ولا حسي, فإذا اعتمد الإنسان على ذلك, فقد اعتمد على أمر خفي لا حقيقة له, وهذا سحر.انتهى .والله أعلم.
144,765
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144765
إذا طلق الزوج امرأته فهل يحق له أن يطالبها بالشبكة والمهر
أنا و زوجى كنا على خلاف مستمر بعد مرور 6 أشهر على زواجنا. وهو عصبى جدا. و فى اليوم الأول من رمضان انتهى الخلاف بيننا بأن دفعني على رأسى و لم تكن هذه هي المرة الأولى التى يلجأ فيها إلى العنف.فتركت البيت و بعد مرور 4 أيام طلبت الطلاق . ونتيجة تدخل بعض الأقارب حاولنا المصالحة و ذهبنا إلى دكتور متخصص فى علاج المشاكل الزوجية. و تم علاج بعض المشاكل و ازدادت مشاكل أخرى . و بعد مرور 45 يوم طلبت الطلاق مرة أخرى و لم يمانع الزوج و قد تم بالفعل الطلاق على يد مأذون. فهل يحق للزوج طلب الشبكة و المهر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن المهر حق ثابت للمرأة بمجرد أن يعقد لها على زوجها, تستحقه كاملا إن وقع الطلاق بعد الدخول , وإن وقع قبل الدخول تستحق نصف المهر . وقد سبق بيان ذلك بالفتوى رقم:1955. وأما الشبكة فإن أعطاها الزوج لها على سبيل الهبة فهي ملك لها, أو أعطاها على أنها جزء من المهر أو جرى العرف بذلك فحكمها حكم المهر . وإن إعطاها إياه على سبيل العارية لتتزين له به فهو باق في ملكه وله الحق في المطالبة به. وراجعي الفتوى رقم17989.وننبه إلى أنه ينبغي أن يسود بين الزوجين الألفة لا الفرقة والخصام, واستخدام الزوج العنف ضد زوجته يعتبر من سوء العشرة. ثم إنه إذا أمكن الصلح ورجوعك إلى زوجك ورجوتم أن تحسن العشرة فالأولى الصلح. ومن حقه رجعتك من غير عقد جديد ما دمت في العدة إن لم تكن هذه هي الطلقة الثالثة. وراجعي الفتوى رقم30332وهي عن أنواع الطلاق.والله أعلم .
144,767
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144767
حكم تقديم شكوى ضد الأب المسيء لسحب وصايته
فتاة عمري 30سنة, تقدمت بشكوى ضد أبي إلى المجلس الأعلى للأسرة أطلب فيها سحب الوصاية منه لعدم كفاءته في رعايته لي ولأختي البالغة 28سنة، حيث يعاملنا بإساءة تصل درجة الإهانة والرمي في أعراضنا، فما حكم ذلك؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن لكل من الوالد وأولاده حقا على الآخر يجب عليه القيام به تجاهه, وقد سبق بيان شيء من هذه الحقوق في الفتوى رقم111450وقد بينا فيها أنه يجب على الولد بر والده والإحسان إليه وإن أساء، فإساءته لا تسقط عنه بره، والأصل في الوالد الشفقة على أولاده والحرص على مصلحتهم, وهذا هو مقتضى الشرع والفطرة، فإذا أساء إليهم ولا سيما الإناث منهم فقد خالف الشرع والفطرة، وإذا تكلم في أعراضهن فهو بذلك يسيء إلى نفسه قبل أن يسيء إليهن, لأنه مطالب شرعا بالعمل على صيانتهن والحرص على إعفافهن، فننصح الأخت السائلة أن لا تتقدم بشكوى على والدها حتى يحصل اليأس من عدم استجابته للنصح والرشد بأن يكف عن إلحاق الأذى والضرر بابنتيه, فإذا بذلت جهدك في نصيحته وتذكيره بالله عز وجل وحرمة ما يفعله معكما ولم يجد شيئا معه فلا حرج في رفع أمره لمن يردعه عن تصرفاته السيئة ويزيل ضرره، والقاضي الشرعي هو الذي يحدد ما إذا كان ذلك يعزله عن مباشرة المسؤولية، أو إجباره على كف ضرره، أو قيامه بما يجب عليه من حق.والله أعلم.
144,771
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144771
طلق زوجته بعد خلوة شرعية ثم ارتجعها قبل تمام عدتها
يوجد في فتاويكم حول إرجاع المطلقة التي عقد عليها ولم يدخل بها أنه إذا حدثت خلوة فانه يمكن أن يراجعها زوجها في أقوال عدد من الصحابة عند وقوع الطلاق.هل إذا حدثت خلوة أكثر من مرة وقبل الرجل زوجته ورأى منها إلا ما بين السرة والركبة ورفضت الجماع إلا بعد الزفاف والدخول. هل إذا حدث طلاق يمكن للرجل إرجاعها بقول راجعت فلانة لنكاحي خلال العدة أم لابد من العقد عليها من جديد؟يعنى السؤال حول نقطة فيها خلاف: إذا حدثت خلوة لكن الزوجة رفضت الجماع ولم يحدث أبدا أن رأى الرجل ما بين السرة والركبة هل يمكن أن يراجعها زوجها بالقول فقط أم لابد من العقد عليها؟ البعض يقول إن القول الفصل هو إذا رأى منها ما لا يرى الرجل إلا من امرأته فتصح الرجعة والبعض يقول لابد من خلوة يمكن فيها الجماع وحيث إنها رفضت لا تصح الرجعة؟لقد قال الرجل خلال العدة راجعت فلانة لنكاحي هل الرجعة صحيحة أم لا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق في الفتوى رقم:131406، وما أحالت عليه بيان حقيقة الخلوة الشرعية وبعض ما يترتب عليها من أحكام، وإذا حصلت خلوة شرعية بين الزوجين ولم يحصل دخول ثم حصل طلاق فمذهب الجمهور على عدم صحة الرجعة بعد ذلك خلافا للحنابلة.قالابن قدامةفي المغني:والخلوة كالإصابة , في إثبات الرجعة للزوج على المرأة التي خلا بها, في ظاهر قول الخرقي ; لقوله : حكمها حكم الدخول في جميع أمورها . وهذا قول الشافعي , في القديم . وقال أبو بكر : لا رجعة له عليها إلا أن يصيبها . وبه قال النعمان , وصاحباه والشافعي في الجديد ; لأنها غير مصابة , فلا تستحق رجعتها , كغير التي خلا بها.ولنا قوله تعالى: { والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن...إلى قوله : وبعولتهن أحق بردهن في ذلك } . ولأنها معتدة من طلاق لا عوض فيه , ولم تستوف عدده , فثبت عليها الرجعة كالمصابة , ولأنها معتدة يلحقها طلاقه , فملك رجعتها , كالتي أصابها. انتهى.ومن شروط الارتجاع عند المالكية أن يتقارر الزوجان بالإصابة.جاء في حاشيةالدسوقيالمالكي:حاصله أن الرجعة لا تصح إلا إذا ثبت النكاح بشاهدين, وثبتت الخلوة, ولو بامرأتين وتقارر الزوجان بالإصابة، فإذا طلق الزوج زوجته ولم تعلم الخلوة بينهما , وأراد رجعتها فلا يمكن منها لعدم صحة الرجعة ; لأن من شرط صحة الرجعة أن يقع الطلاق بعد الوطء للزوجة, وإذا لم تعلم الخلوة فلا وطء فلا رجعة.انتهى.وقد ذكرنا في الفتوى رقم:103377أن الراجح مذهب الحنابلة لقوة دليله، وبناء على ذلك فإن كان الزوج المذكور قد طلق زوجته بعد خلوة شرعية ثم ارتجعها قبل تمام عدتها فإن رجعته صحيحة، وراجع في ما تحصل به الرجعة الفتوى رقم:30719.والله أعلم.
144,773
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144773
معنى: ربا البيوع محرم تحريم وسائل، وربا الديون محرم تحريم مقاصد
ما معنى: أن ربا البيوع محرم تحريم وسائل، وربا الديون محرم تحريم مقاصد؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالمقصود بهذه العبارة -بغض النظر عن التحقيق في صحة معناها- أن ربا الديون هو الأصل في تحريم الربا وهو المقصود منه أساساً، وربا الديون يشتمل على الزيادة والتأجيل، بخلاف ربا البيوع فإنه قد يقتصر على واحد منهما، فإذا اجتمع الأمران جميعاً صار من ربا الديون، هذا مع كون ربا البيوع لا يجري إلا في الأصناف الربوية، أو الأصناف التي بها علة الربا، وراجع تفصيلاً أكثر من الحكمة من تحريم ربا البيوع، أو الفضل في الفتوى:72601.وللفائدة راجع الفتوى:9725.هذا وينبغي التنبيه على أن كون ربا البيوع محرم تحريم وسائل لا يعني أن تحريمه لمجرد سد الذرائع، بل قد جاءت الأدلة الشرعية بالنص على حرمته ووصفه بأنه عين الربا، كما روى الشيخان عنأبي سعيد الخدريقال:جاء بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتمر برني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من أين هذا؟ قال بلال: كان عندنا تمر رديء فبعت منه صاعين بصاع لنطعم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: أوه أوه عين الربا، عين الربا، لا تفعل، ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التمر ببيع آخر ثم اشتره.ومثال ذلك قولنا: إن تحريم البيع بعد النداء الثاني يوم الجمعة تحريم وسائل لا تحريم مقاصد، لأنه ذريعة للتشاغل عن حضور الذكر من الخطبة والصلاة، فهذا لا ينفي ثبوت النص في النهي عن ذلك، كما قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ{الجمعة:9}.وقد سبق لنا بيان معنى ربا الديون وربا البيوع، في الفتوى:13533.والله أعلم.
144,775
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144775
هل يضمن من وجد مصابا فلم يساعده حتى مات
لقد وجدت في طريق عودتي إلي المنزل بعد الدوام حادثة طريق, سيارة وصاحبها يخرج كفه من السيارة وعلى بعد أمتار سيارة نقل وصاحبها جالس والله أعلم يفحصها لست متأكدة، ولكن بعد ما سرت بالسيارة خفت أن يكون الرجل الذي بالسيارة محتاج للمساعدة أو إسعاف، فهل إذا حدث له شيء (إذا توفي) أكون قتلته خطأ لأني لم أسعفه خصوصا أني لم أعد له للتأكد من الممكن أن أعود ولكن سيأخذ مني بعض الوقت وأيضا لا أعرف إذا كان الرجل صاحب سيارة النقل تابعا لهذا الحادث أم لا فأفيدوني أفادكم الله؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن مساعدة المرأة مصاب بحادث السير بما يمكن مع الالتزام بالضوابط الشرعية مشروع ومرغب فيه، بل قد يكون واجباً إذا تعين عليك، فكان يمكنك الاتصال بالجهات الطبية لترسل له سيارة إسعاف، بل قد يجب عليك مساعدته وإنقاذة من التهلكة إن تطلب الأمر ذلك وتعين عليك بأن لم يوجد من يقوم بذلك غيرك، وفي حديثمسلمأيضاً:من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه.وأما عدم تقديم المساعدة له فهو خطأ عظيم، ولو مات لم تعتبري قاتلة له عند الجمهور لأنك لم تفعلي سبباً مباشراً لقتله خلافاً للمالكية الذين يعتبرون الترك موجباً للضمان لأنه فعل عندهم، كما قال صاحب المراقي:والترك فعل في صحيح المذهب.وفي الشرح الكبيرللدرديرممزوجاً بنص مختصرخليل:(وضمن مار) على صيد مجروح لم ينفذ مقتله (أمكنته ذكاته) بوجود آلة، وعلمه بها وهو ممن تصح ذكاته، ولو كتابياً (وترك) تذكيته حتى مات قيمته مجروحاً لتفويته على ربه... وشبه في الضمان قوله (كترك تخليص مستهلك من نفس أو مال) قدر على تخليصه (بيده) أي قدرته أو جاهه أو ماله فيضمن النفس في الدية، وفي المال القيمة...انتهى.وقال الدسوقي في حاشيته:(قوله: كل جرح إلخ) أي فإذا جرح إنسان جرحا يخشى منه الموت سواء كان جائفة أفضت لجوفه أو غير جائفة، واقتضى الحال خياطته بفتلة خيط أو حرير وجب على كل من كان معه ذلك إذا كان مستغنياً عنه حالاً ومآلاً أو كان محتاجاً له الثوب أو لجائفة دابة لا يموت بموتها، أو كان معه الإبرة، وكان مواساة المجروح بذلك فإن ترك مواساته بما ذكر، ومات فإنه يضمن، ومحل الضمان ما لم يكن المجروح منفوذ المقاتل، وإلا فلا ضمان بترك المواساة، وإنما يلزم الأدب بتركها، والدية أو القصاص على الجارح كما أنه لو كان رب الخيط محتاجاً له في نفسه أو دابة يموت بموتها وترك الإعطاء حتى مات فإنه لا ضمان عليه لعدم وجوب المواساة عليه حينئذ. (قوله: وترك فضل إلخ)، أي وترك إعطاء طعام فاضل وزائد عما يمسك صحته. وحاصله أن الشخص إذا كان عنده من الطعام أو الشراب زيادة على ما يمسك صحته، وكان معه مضطر فإنه يجب عليه مواساته بذلك الزائد فإن منع، ولم يدفع له حتى مات ضمن...انتهى.وفي الموسوعة الفقهية:من أمكنه إنقاذ إنسان من الهلاك، فلم يفعل حتى مات، ومثال ذلك: من رأى إنسانا اشتد جوعه وعجز عن الطلب، فامتنع من رآه من إعطائه فضل طعامه حتى مات، أو رأى إنساناً في مهلكة فلم ينجه منها، مع قدرته على ذلك فعند الحنفية والشافعية والحنابلة عدا أبي الخطاب لا ضمان على الممتنع، لأنه لم يهلكه ولم يحدث فيه فعلاً مهلكاً، لكنه يأثم... وهذا الحكم عند الحنابلة إذا كان المضطر لم يطلب الطعام، أما إذا طلبه فمنعه رب الطعام حتى مات، فإنه يضمن في هذه الحالة لأن منعه منه كان سبباً في هلاكه، فضمنه بفعله الذي تعدى به، وعند المالكية وأبي الخطاب يضمن، لأنه لم ينجه من الهلاك مع إمكانه، هذا ويلاحظ أنه يجوز للمضطر قتال من منع من فضل طعامه، فإن قتل رب الطعام فدمه هدر، وإن قتل المضطر ففيه القصاص، لقضاء عمر رضي الله عنه بذلك. انتهى.والله أعلم.
144,779
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144779
عاهد الله على ترك الأرجيلة فما حكمه إذا عاد
كنت قد عاهدت الله وأنا في صلاة الجمعة قبل عدة سنوات على ترك الدخان والأرجيلة بصورة نهائية لوجه الله تعالى.. أما الآن فإني أمر بظروف نفسية قاهرة لا يعلم بها إلا الله. تضطرني للعودة إلى تدخين الأرجيلة.. وددت أن اسألكم ما الحكم الشرعي في ذلك.. وهل يترتب علي كفارة أم لا بعد العودة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فعلى المسلم أن يحرص على الوفاء بعهوده على العموم، وأهمها وأعظمها ما عاهد عليه الله، وخاصة إذا كان على ترك معصية، كما سبق بيان ذلك وبتفصيل أكثر في الفتوى رقم:68610.وقد اختلف أهل العلم فيمن قال (أعاهد الله على كذا)، هل يكون يميناً، أو نذراً ويميناً، أو لا يلزمه شيء؟ وقد بينا ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية:25974،123721،135742.ولكنه إذا كان العهد صدر منك في صلاة الجمعة -كما ذكرت- فالظاهر أنه حصل من غير نطق لأن التكلم بمثل هذا الكلام مبطل للصلاة، ومن المقرر عند العلماء أن مجرد تحديث النفس بالنذر أو اليمين لا يتعلق به حكم لتوقف انعقاد النذر واليمين على وجود اللفظ الظاهر، ففي الصحيحين عنأبي هريرةرضي الله عنهقال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست -أو حدثت- به أنفسها، ما لم تعمل به، أو تتكلم.قالالكرماني:فيه -أي الحديث- أن الوجود الذهني لا أثر له، وإنما الاعتبار بالوجود القولي في القوليات، والعملي في العمليات.وفي الموسوعة الفقهية الكويتية:أثر الصيغة هو ما يترتب عليها من أحكام، وهو المقصد الأصلي للصيغة، إذ المراد من الصيغة التعبير عما يلتزم به الإنسان من ارتباط مع الغير، كصيغ العقود، من بيع، وإجارة، وصلح، ونكاح وغير ذلك.. أو ارتباط مع الله سبحانه وتعالى والتقرب إليه كالنذر والذكر أو التعبير عما هو في الذمة، أو لدى الغير من حقوق كالإقرارات. ومهما يكن من أمر فعليك بصدق العزم في البعد عن التدخين بشتى أنواعه تجنباً للحرام وتوقياً للضرر الذي يسببه إضافة إلى إتلاف المال.والله أعلم.
144,781
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144781
شروط جواز الإقامة في بلاد الكفار
ملاحظة: سألت مثل هذا السؤال من قبل، ولكن لم توضحوا لنا معنى المحافظة على الدين في الغرب، فأرجو منكم البيان والتدقيق لنا لمعنى المحافظة على الدين التي تجيز الإقامة في الغرب وإن أمكن تعداد، أو تفصيل الأشياء التي تكفي المحافظة عليها، فالمحافظة على الدين موضوع عام وهام ويعترضنا كثيرا فأرجو بيانه بيانا شافيا ولكم الأجر، فأنا لا أستطيع شراء، أو كراء أي شيء، أو مزاولة أي تجارة بدون تأمين تجاري محرم، وباستطاعتي فعل ذلك في بلد إسلامي لا يشترط فيه التأمين التجاري على المحل، أو التجارة، وأستطيع أن أعمل عملا آخر، ولكني أرغب في التجارة، وأريد أن يطمئن قلبي، أو أنصرف لعمل آخر ولا ضير إن شاء الله.وبارك الله فيكم وشكر لكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد تقدم في الفتوى رقم140658شيء من جواب هذا السؤال ونفيد السائل هنا بجواب فضيلته العلامة الشيخابن عثيمينـ رحمه الله ـ عن حكم الإقامة في بلاد الكفار ـ فأجاب بقوله:الإقامة في بلاد الكفار خطر عظيم على دين المسلم وأخلاقه وسلوكه وآدابه, وقد شاهدنا وغيرنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ما ذهبوا به, رجعوا فساقا, وبعضهم رجع مرتدا عن دينه وكافرا به وبسائر الأديان ـ والعياذ بالله ـ حتى صاروا إلى الجحود المطلق والاستهزاء بالدين وأهله السابقين منهم واللاحقين, ولهذا كان ينبغي، بل يتعين التحفظ من ذلك ووضع الشروط التي تمنع من الهوي في تلك المهالك, فالإقامة في بلاد الكفر لا بد فيها من شرطين أساسيين:الشرط الأول:أمن المقيم على دينه بحيث يكون عنده من العلم والإيمان وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه والحذر من الانحراف والزيغ, وأن يكون مضمرا لعداوة الكافرين وبغضهم مبتعدا عن موالاتهم ومحبتهم, فإن موالاتهم ومحبتهم مما ينافي الإيمان، قال الله تعالى:لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْعَشِيرَتَهُمْ {المجادلة:22}.وقال تعالى:يأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ {المائدة:51-52}.وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم:أن من أحب قوما فهو منهم, وأن المرء مع من أحب. ومحبة أعداء الله من أعظم ما يكون خطرا على المسلم، لأن المرء مع من أحب، ومحبة أعداء الله من أعظم ما يكون خطرا على المسلم، لأن محبتهم تستلزم موافقتهم واتباعهم, أو على الأقل عدم الإنكار عليهم, ولذلك قالالنبي صلى الله عليه وسلم:من أحب قوما فهو منهم.الشرط الثاني:أن يتمكن من إظهار دينه بحيث يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع, فلا يمنع من إقامة الصلاة والجمعة والجماعات إن كان معه من يصلي جماعة ومن يقيم الجمعة, ولا يمنع من الزكاة والصيام والحج وغيرها من شعائر الدين, فإن كان لا يتمكن من ذلك لم تجز الإقامة لوجوب الهجرة حينئذ,قال في المغني في الكلام على أقسام الناس في الهجرة:أحدها من تجب عليه, وهو من يقدر عليها ولا يمكنه إظهار دينه, ولا تمكنه إقامة واجبات دينه مع المقام بين الكفار, فهذا تجب عليه الهجرة، بقوله تعالى:إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ـالنساء: 97ـوهذا وعيد شديد يدل على الوجوب, ولأن القيام بواجب دينه واجب على من قدر عليه, والهجرة من ضرورة الواجب وتتمته, وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. اهـ .وفي هذا بيان لما يحصل به معنى المحافظة على الدين, الذي يستفسر عنه السائل, فإنهذا لا يتحقق إلا بوصف في المسافر، أو المقيم نفسه, ووصف في بلد الإقامة, فالأول بأن يكون عنده من العلم والإيمان وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه.والثاني: بأن تكون الأنظمة الحاكمة والأعراف السائدة في بلد الإقامة لا تحول بين المسلم وبين إقامة شعائر دينه كصلاة الجمع والجماعات والأعياد ورفع الأذان, وارتداء الحجاب بالنسبة للمرأة المسلمة، فباجتماع هذين الوصفين ينتفي وجوب الهجرة من بلد الكفر, ويبقى الاستحباب, وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها:93216،2007,122309,105729.والله أعلم.
144,783
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144783
شروط صحة هبة المنزل
رزقني الله بشراء شقة، وكنت أريد أن أكتبها باسم ابنتي، ولكن لظروف السداد كتبتها باسمي ثم أتممت الثمن وأريد أن أكتبها باسمها بيع و شراء هل هناك ما يمنع ذلك شرعا ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا مانع شرعا من أن يهب الوالد لابنته, ولكن لا تنفذ هذه الهبة إلا بقبضها من الموهوبة لها وحيازتها إياها, فإن كانت الهبة عبارة عن دار للسكنى -كما هو في حال السائل- فلا بد من تخليتها من متاع غير الموهوبة لها, بل قد اشترط المالكية عدم سكنى الواهب فيها بعد الهبة, على خلاف بين أهل العلم في ذلك. جاء في الموسوعة الفقهية:الملكية للدار الموهوبة تثبت بالقبض بإذن الواهب عند جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة. وتثبت الملكية عند المالكية بمجرد العقد, غير أنهم يشترطون لتمام العقد الحيازة للدار الموهوبة. وعلى ذلك فإذا وهب شخص آخر دارا فإن الموهوب له تثبت له ملكية الدار وتصبح نافذة عند جميع الفقهاء بحيازة هذه الدار, وهذا إذا كان الموهوب له بالغا رشيدا. فإذا كان محجورا عليه فيقوم وليه مقامه نيابة عنه إذا لم يكن هو الواهب, فإن كان الولي هو الواهب فإن المالكية يقولون: تخلي الدار الموهوبة للموهوب له ولا يسكنها الولي, فإن سكنها بطلت الهبة.وقال الحنفية: إن الأب لو وهب ابنه الصغير الدار التي يسكنها, وكانت مشغولة بمتاعه أي الواهب فإن هذا جائز له, ولا يمنع ذلك صحة الهبة. لكن لو أسكنها الأب لغيره بأجر فإن هذا لا يجوز . ولو أسكنها لغيره بدون أجر جاز ذلك عندهم ...وذهب الشافعية إلى أنه لا بد من خلو الدار الموهوبة من أمتعة غير الموهوب له, فإن كانت مشغولة بها واستمرت فيها فإن الهبة لا تصح. ولا فرق عندهم بين الهبة للأجنبي أو لولده الصغير, ويقولون بجواز أن يسكن الأب في دار سكناه الموهوبة لولده المشمول بولايته, وعليه الأجرة بعد تمام الهبة. اهـ. وراجع لمزيد الفائدة عن ذلك الفتوى رقم :61985.وهنا ننبه السائل على أنه لو كان يريد تعليق نفاذ هذه الهبة على موته, فإنها في الحقيقة لا تكون هبة بل وصية, والوصية لا تجوز لوارث, ولا بما زاد على ثلث التركة, إلا إذا أجازها بقية الورثة وكانوا رشداء بالغين.ثم لابد من التنبيه على أمرين:-الأول : أن السائل لو كان له أولاد غير ابنته هذه, ولم يكن هناك ما يسوغ تخصيصه لها بهذه العطية, فلا بد من أن يعطي بقية أولاده ما يتحقق به العدل بينهم وبين هذه الابنة في العطية, وإلا كان هذا ظلما تبطل به الهبة في الحياة وبعد الممات، وراجع الفتوى رقم107734.-والثاني: أن السائل لو كان يقصد بهذه الهبة الإضرار ببعض الورثة أو حرمانهم , فإن ذلك لا يجوز له, فقد قالالنبي صلى الله عليه وسلم:لا ضرر ولا ضرار. رواهأحمد وابن ماجه, وصححهالألباني. وراجع في تفصيل ذلك الفتويين :106777,112948.والله أعلم
144,785
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144785
حكم الإبراء من الدين المعلق على الموت
استدنت مبلغا معينا من خالتي وأخبرتني أنني إن استطعت سداد الدين ما دامت هي على قيد الحياة فذاك وإن ماتت قبل أن أتمكن من ذلك فإنني معفي من سداده، وفعلا ماتت قبل أن أرد الدين، فهل في ذمتي شيء تجاه ورثتها؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فما قالته خالتك يعتبر إبراء لك من هذا الدين معلقا بموتها، وهذا النوع من الإبراء مما استثناه أهل العلم من عدم جواز تعليق الإبراء بشرط، لأنه في حكم الوصية، والوصية إن كانت لغير الوارث نفذت في حدود الثلث، فإن زادت عن ذلك توقف على إجازة الورثة،قالالزركشيفي المنثور:تعليق الإبراء بشرط لا يجوز. اهـ.ثم ذكر ما يستثنى من ذلك من الصور، وذكر منها: البراءة المعلقة بموت المبرئ، كما لو قال لمن له عليه دين: إذا متُّ فأنت في حل ـ ففي فتاوى ابن الصلاح أنه وصية، فإن فضل عن دينه اعتبر من الثلث, ويؤيده جواز الوقف المعلق بموت الواقف، ومثله ما في فتاوى القاضي صدر الدين موهوب الجزري إذا قال: أنت بريء عن الدين بعد موتي، أو قال: إذا مت فقد أبرأتك عن الدين, كان ذلك وصية صحيحة, سواء قلنا الإبراء تمليك، أو إسقاط، لأن على هذه الطريقة تملك الأعيان حتى لو قال: هذا الثوب لك بعد موتي صح.اهـ.ولما شرحالرمليفي نهاية المحتاج قولالنوويفي منهاج الطالبين:والإبراء من المجهول باطل في الجديد.اهـ.قال:والإبراء المؤقت والمعلق بغير الموت، أما المعلق به كإذا مت فأنت بريء، أو أنت بريء بعد موتي، فهو وصية.اهـ.وقالالشبراملسيفي حاشيته: قوله:فهو وصية أي ففيه تفصيلها، وهو أنه إن خرج المبرأ منه من الثلث برئ, وإلا توقف على إجازة الورثة فيما زاد. اهـ.وفي رد المحتار:لو قال لمديونه إذا مت فأنت بريء من الدين جاز ويكون وصية.انتهى.وعلى ذلك، فلابد من النظر في هذا الدين، فإن كان لا يتجاوز ثلث التركة، فلا شيء في ذمتك للورثة، وأما ما زاد على ذلك فهو من حق الورثة، فإن تنازلوا عنه فهو لك، وإلا وجب رده عليهم.والله أعلم.
144,787
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144787
مذاهب الأئمة في حكم التصدق من لحم الأضحية
لحم الأضحية يعتبر صدقة أم إهداء؟ وماذا لو اقتصر عبد لإعطائه للآخرين (جيران أقارب مساكين )بمعنى أنه أعطى القليل وأبقى الكثير على نفسه وأهله؟سمعت من أحد الناس في التلفاز يقول إن لحوم الأضحية لا ينقسم أولا يشترط أن ينقسم إلى ثلاثة أقسام بالنسبة لمذهب مالك وما موقف المذاهب الثلاثة الأخرى في هذا الشأن لا سيما في مذهبنا الحنفي؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد ورد الأمر بالتصدق من لحوم الأضاحي في قوله صلى الله عليه وسلم:فكلوا وادخروا وتصدقوا. متفق عليه. ووجوب الصدقة من الأضحية هو مذهب الشافعية والحنابلة خلافا للمالكية والحنفية.قال الإمامالنوويوهو شافعي، في شرحه لصحيحمسلمعند قوله صلى الله عليه وسلم:فكلوا وادخروا وتصدقوا:هذا تصريح بزوال النهي عن ادخارها فوق ثلاث، وفيه الأمر بالصدقة منها والأمر بالأكل، فأما الصدقة منها إذا كانت أضحية تطوع، فواجبة على الصحيح عند أصحابنا بما يقع عليه الاسم منها، ويستحب أن تكون بمعظمها، قالوا: وأدنى الكمال أن يأكل الثلث ويتصدق بالثلث ويهدي الثلث...اهـ.وقالالنوويأيضا في كتابه المجموع شرح المهذب:وهل يشترط التصدق منها بشيء أم يجوز أكلها جميعا، فيه وجهان مشهوران ذكرهما المصنف بدليلهما، أحدهما: يجوز أكل الجميع، قاله ابن سريج وابن القاص والإصطخري وابن الوكيل، وحكاه ابن القاص عن نص الشافعي، قالوا: وإذا أكل الجميع ففائدة الأضحية حصول الثواب بإراقة الدم بنية القربة.والقول الثاني وهو قول جمهور أصحابنا المتقدمين وهو الأصح عند جماهيرالمصنفين، ومنهم المصنف في التنبيه يجب التصدق بشيء يطلق عليه الاسم، لأن المقصود إرفاق المساكين، فعلى هذا إن أكل الجميع لزمه الضمان، وفي الضمان خلاف (المذهب) منه أن يضمن ما ينطلق عليه الاسم.اهـ.وقالالبهوتيوهو حنبلي، في كتابه "كشاف القناع":(فإن أكل أكثر) الأضحية أو أهدى أكثرها (أو أكلها كلها) إلا أوقية تصدق بها جاز، (أو أهداها كلها إلا أوقية جاز، لأنه يجب الصدقة ببعضها) نيئا على فقير مسلم لعموم "وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ" (فإن لم يتصدق بشيء) نيء منها (ضمن أقل ما يقع عليه الاسم) كالأوقية (بمثله لحما)، لأن ما أبيح أكله لا تلزمه غرامته، ويلزمه غرم ما وجبت الصدقة به، لأنه حق يجب عليه أداؤه مع بقائه فلزمته غرامته إذا أتلفه كالوديعة.اهـوأما الحنفية فيستحب التصدق من الضحية عندهمولا يجبكما جاء في بدائع الصنائع :ويستحب له أن يأكل من أضحيته لقوله تعالى عز شأنه: { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير }.وروي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: إذا ضحى أحدكم فليأكل من أضحيته ويطعم منه غيره. وروي عن سيدنا علي رضي الله عنه أنه قال لغلامه قنبر حين ضحى بالكبشين يا قنبر خذ لي من كل واحد منهما بضعة وتصدق بهما بجلودهما وبرؤوسهما وبأكارعهما. والأفضل أن يتصدق بالثلث ويتخذ الثلث ضيافة لأقاربه وأصدقائه ويدخر الثلث لقوله تعالى: { فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر }.وقوله عز شأنه: { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير }.وقول النبي عليه الصلاة والسلام: كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فكلوا منها وادخروا. فثبت بمجموع الكتاب العزيز والسنة أن المستحب ما قلنا ولأنه يوم ضيافة الله عز وجل بلحوم القرابين فيندب إشراك الكل فيها ويطعم الفقير والغني جميعا لكون الكل أضياف الله تعالى عز شأنه في هذه الأيام، وله أن يهبه منهما جميعا ولو تصدق بالكل جاز ولو حبس الكل لنفسه جاز لأن القربة في الاراقةوأما التصدق باللحم فتطوع، وله أن يدخر الكل لنفسه فوق ثلاثة أيام لأن النهي عن ذلك كان في ابتداء الإسلام ثم نسخ بما روي عن النبي عليه السلام أنه قال: إني كنت نهيتكم عن إمساك لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام ألا فأمسكوا ما بدا لكم.وروي أنه عليه الصلاة والسلام قال: إنما نهيتكم لأجل الدافة ( ( الرأفة ) ) ) دون حضرة الأضحى إلا أن إطعامها والتصدق أفضل إلا أن يكون الرجل ذا عيال وغير موسع الحال فإن الأفضل له حينئذ أن يدعه ( ( يدعه ) ) لعياله ويوسع به عليهم ولأن حاجته وحاجة عياله مقدمة على حاجة غيره...اهـوالله أعلم.
144,789
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144789
غيَّر تاريخ صلاحية طفايات الحريق فهل يجوز بيعها
قام شخص باستيراد طفايات الحريق، وطلب من المصنع أن يكتب على العلبة تاريخ انتهاء صلاحية يصل إلى خمس سنوات، علما أن الراجح أن صلاحيتها الحقيقية لا تتعدى السنتين. البضاعة لم تصل بعد. فهل يجوز له بيعها بالجملة على أن يخبر تاجر الجملة بأمر الصلاحية ويرمي عليه مسؤولية إخبار المستهلكين النهائيين أم ماذا يفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا شك في حرمة الغش والإضرار بالناس عن طريق التلاعب بتاريخ صلاحية المنتج المبيع، وعلى من فعل ذلك أن يتوب إلى الله تعالى.وأما مسألة بيع هذا المنتج مع خطأ تاريخ الصلاحية المدون عليه، فحكمها متوقف على إمكانية إعلام المستهلك بحقيقة الحال، فإن كان المشتري سيكون على علم بالتاريخ الصحيح لانتهاء الصلاحية، وسيشتريه على وجه يمكنه معه الانتفاع به، فلا بأس ببيعه له، طالما حصل البيان المزيل للغش والتدليس. وكذلك يكون حكم البيع للتاجر الأمين الذي يُعلم من حاله أنه سيبين لمن يشتري منه ولا يكتم ولا يغش. فالعبرة بزوال الغش والإضرار ومن المعروف أن أكثر التجار لا يبالون بهذا وبالتالي فإنهم سيبيعون هذا المنتج دون إخبار بل هذا الإخبار لكل أحد سيكون متعذرا.ولذا فعلى الشخص الذي استورد هذا المنتج أن لا يبيعه قبل أن يعدل تاريخ الصلاحية المذكور إلى التاريخ الحقيقي. وراجع للفائدة الفتوى رقم:60136.والله أعلم.
144,791
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144791
حكم طلاء المرأة أظافرها وإبداؤها أمام الرجال
هل يجوز لي وضع طلاء لونه أسود أمام الرجال الأجانب، مع العلم بأنني أصبغ أظافري باللون الاسود . كالحناء . فيبقى على أظافري مدة طويلة، مع العلم بأن نيتي ليست للتجمل أمام الرجال أبدا وإنما التجمل الحلال أمام أخواتي المسلمات؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فاستعمال المرأة لطلاء الأظفار جائز بشروط سبق بيانها في الفتوى رقم :664.وأما ظهور المرأة بهذه الزينة أمام الرجال الأجانب فهو غير جائز ، لأن المرأة لا يجوز لها إبداء شيء من بدنها أمام الأجانب على القول المفتى به عندنا ، وراجعي في ذلك الفتوى رقم:4470والله أعلم.
144,795
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144795
سبيل التخلص من الحرام وفتنة النساء
منذ فترة يسر الله لي سبيل الهداية والصلاح وداومت على الصلاة في المسجد لأكثر من ستة أشهر وحفظت جزءاً من القرآن وابتعدت عن كل المعاصي التي كنت فيها من قبل وشعرت براحة وطمأنينة طوال هذه الفترة إلا أنني بدأت أحيد عن طريق الهداية والحق وقطعت الصلاة في المسجد حتى بدأت أتركها أحياناً وبدأت بالعودة إلى المعاصي شيئاً فشيئاً، وكل هذا بسبب رغبات جنسية لا أستطيع أن أكبحها فكيف أحافظ على نفسي من الحرام؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فنسأل الله أن يثبتنا وإياك على الحق حتى نلقاه، واعلم ـ هداك الله ـ أن من أعظم البلاء وأكبر المصائب أن يعرف الإنسان الحق ويذوق حلاوة الاستقامة ثم يزيغ وينحرف عن جادة الصواب، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الحور بعد الكون، وكانمن دعاء الراسخين في العلم: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.واعلم كذلك أن الشيطان لم يكن ليتركك تسير في طريق الهداية دون أن يسعى في أن يجتالك عنه ويحيد بك عما ينفعك، فعليك ـ أيها الأخ الكريم ـ أن تجاهد نفسك في الثبات على الاستقامة فإذا علم الله منك صدق النية وصحة العزيمة فإنه تعالى يوفقك ويسددك، فإنه تعالى يقول:والَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ{العنكبوت:69}.وأكثر من الدعاء بأن يصرف الله عنك السوء ويجنبك كيد الشيطان ويقيك شر نفسك الأمارة بالسوء، فإن الدعاء من أعظم الأسلحة في تحصيل المطلوب وتجنب المرهوب، والقلوب بين إصبعين من أصابعه تعالى يقلبها كيف يشاء، وعليك بملء وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك مما تتجنب بها شرور هذه الشهوات، فأشغل نفسك بطلب العلم النافع وحفظ القرآن ونحو ذلك من معالي الأمور، وصاحب أهل الخير والصلاح ممن يعينونك على الطاعة ويحثونك على مرضات الله، فيذكرونك إذا نسيت وينبهونك إذا غفلت، وأما فتنة النساء فتلك فتنة خافها النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وحذرهم إياها، فعليك بمدافعتها بالوسائل المشروعة، فإن كنت قادرا على الزواج فبادر به، وإلا فاستعن بالصوم وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب العاجزين عن طول النكاح، وأكثر من الدعاء بصلاح القلب وأن يشفيه الله تعالى من مرضه ذاك، ولا تعرض نفسك لمواقع الفتن بالنظر المحرم، أو الكلام المحرم، فإن الصبر عن النظر ونحوه أيسر وأحمد عاقبة من معالجة آثاره، نسأل الله أن يهدينا وإياك سواء السبيل.والله أعلم.
144,797
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144797
حكم من مد همزة لفظ الجلالة في تكبيرة الإحرام
أعمل في إدارة، وأحيانا يأتيني رئيسي في العمل بعمل، ويكون وقت الصلاة قد حان، ويقول عن ذلك العمل أنه مستعجل، فهل يعتبر شركا، أو علي وزر، إن أنا أطعته وأتممت العمل قبل أن أصلي؟ علما بأنني لا أخرج الصلاة عن وقتها.ونقطة أخرى أود السؤال عنها: أؤدي الصلاة في وقتها ـ والحمد لله ـ لكن أصلي في المكتب، لأن الإمام الذي يصلي بنا في مسجد العمل يطيل المد في ألف تكبيرة الإحرام وكأنه يسأل الله؟ أستغفر الله ـ فهل ما أفعله صواب؟ أم أنا آثم؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فما دمت لا تخرج الصلاة عن وقتها المحدد لها وإن أديتها بعد العمل الذي يطلب منك فإنه لا إثم عليك فضلا عن أن يكون شركا, وانظر الفتويين رقم:56626، ورقم:37409.وأما مد الإمام لهمزة لفظ الجلالة في تكبيرة الإحرام: فلا شك أنه لحن، وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنه لا تنعقد الصلاة به, جاء في كشاف القناع من كتب الحنابلة :فَإِنْ مَدَّالْمُحْرِمُ هَمْزَة اللَّهِ، أَوْ مَدَّ هَمْزَةَ أَكْبَرَ لَمْ تَنْعَقِدْ صَلَاتُهُ، لِأَنَّهُ يَصِيرُ اسْتِفْهَامًا.هـ.ومثله ما جاء في الفتاوى الهندية:وَلَوْ قال اللَّهُ أَكْبَرُ مع أَلِفِ الِاسْتِفْهَامِ لَا يَصِيرُ شَارِعًا بِالِاتِّفَاقِ.اهـ.وفي الموسوعة الكويتية:كما أنه لا خلاف بين الفقهاء في وجوب الاحتراز في التكبير عن زيادة المعنى، فمن قال آلله أكبر بمد همز الله، أو بهمزتين، أو قال الله أكبار لم يصح تكبيره.فينبغي نصح ذلك الإمام ليصلح خطأه، فإن لم يفعل فينبغي استبداله بغيره، فإن تعذر جاز لك التخلف عن جماعته واحرص على أدائها جماعة ولو مع بعض الموظفين في مكتبك.والله أعلم.
144,799
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144799
ما يلزم من ترك المبيت أكثر الليل في إحدى ليالي التشريق
هل حكم عدم المبيت بمنى أكثر الليل في إحدى ليالي المبيت بمنى مرة واحدة فقط هو مد من الطعام؟ وهل يجوز أن أخرج مبلغا من المال يكافئ مدا من الطعام؟ وهل يجب أن يكون من فقراء مكة أو في أي مكان وإذا كنت قد تركت مكة بالفعل فماذا أفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالمبيت بمنى معظم الليل في كل ليلة من ليالي التشريق واجب من واجبات الحج , ويترتب على ترك مبيت الليلة الواحدة من غير عذر مد من طعام في قول الحنابلة والشافعية وهو المفتى به عندنا كما فصلناه في الفتوى رقم:18217،والفتوى رقم22148, ولو تصدق بنقود بدل الإطعام فنرجو أن يجزئه ذلك ففي إحدى الروايتين عنأحمدأنه يتصدق بشيء.قالالمرداويفي الإنصاف : ...وَعَنْهُ يَتَصَدَّقُ بِشَيْءٍ نَقَلَهُ الْجَمَاعَةُ عَنْ أَحْمَدَ ...اهـ .وقال شيخ الإسلام في شرح العمدة: ... والثانية يتصدق بشيء وهو أكثر عنه... اهـ .ولا تخرج إلا في فقراء الحرم لأن كل دم أو إطعام في الحج فلفقراء الحرم إلا دم الإحصار، وما فعل خارج الحرم من محظورات الإحرام فحيث وجد سببه ويجوز نقله للحرم.قال صاحب الروض:وكل هدي أو إطعام يتعلق بحرم أو إحرام كجزاء صيد، ودم متعة وقران، ومنذوروما وجب لترك واجب أو فعل محظور في الحرم فــإنه يلزمه ذبحه في الحرم.اهـ.وإذا كنت قد سافرت ولست في مكة فبإمكانك أن ترسل نقودا لمن تثق به من أهل مكة أو ترسلها مع ذاهب إلى مكة وتوكله أن يطعم أو يتصدق بالنقود عنك .والله أعلم .
144,801
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144801
أخذ الأب من مال ولده ومطالبة الولد بما اقترضه والده منه
قرأت في موقعكم المبارك وفي كتب شروح الحديث شرح حديث "أنت ومالك لأبيك"، ورجحتم أن اللام في الحديث للإباحة لا التمليك، فيباح للأب أن يأخذ من مال ولده عند الحاجة.وسؤالي هو أني الآن بقي لي ما يقارب سنتين في الجامعة، فقررت أن أدرس بعض الطلاب دروساً خصوصية مقابل مال حتى إذا حان تخرجي من الجامعة كان معي بعض مال فأتزوج به أو أسارع بالزواج لأعف نفسي فزماننا زمان فتن وشهوات، لكن أبي بين الفينة والأخرى يطلب من المال الذي اكتسبته إما لشراء بضاعة لعمله أو لتصليح سيارته، مع العلم أنه متساهل في أخذ أجرته من زبائنه فلا يأخذ أجرته كاملة، وهو مفرط في التدخين فينفق ما يقارب 130 ديناراً أردنياً في الشهر على الدخان أي ما يفوق أو يقارب ما أكتسبه أنا في الشهر. فهل لوالدي أن يأخذ من مالي لهذه الأسباب؟ وهل لي أن أطالبه بمالي على أنه دَين؟ أو هل لي أن أخفي عنه مالي بتورية؟ أرشدوني بارك الله بكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فيجوز للأب الأخذ من مال ولده بشروط سبق بيانها بالتفصيل ويمكنك أن تراجع فيها الفتوى رقم:46692.وبناء على ما في الفتوى فما دمت تحتاج إلي مالك للزواج مع كون أبيك له مهنة يتكسب منها، وليس محتاجا -كما ذكرتَ- فلا يحق له الأخذ من مالك ولا يجب عليك إعطاؤه، وعليك أن تحسن إليه وتتلطف له وترده برفق إذا أردت رده فإن حقه في البر غير ساقط على كل حال.ومن جهة أخرى فإنه لا تجوز إعانته على شراء الدخان لما في ذلك من الإعانة على المنكر والإثم، قال تعالى:وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{المائدة:2}.وعليك نصحه بترك شرب الدخان لحرمته ولما يترتب عليه من مفاسد ومخاطر كثيرة، وراجع التفصيل في الفتوى رقم:1819.ويجوز لك إعطاء أبيك من مالك على أنه دين في ذمته، والجمهور على جوازالمطالبة بهذا الدين خلافا للحنابلة.قالابن قدامةفي المغني:وليس للولد مطالبة أبيه بدين عليه . وبه قال الزبير بن بكار . وهو مقتضى قول سفيان بن عيينة . وقال أبو حنيفة , ومالك , والشافعي : له ذلك ; لأنه دين ثابت , فجازتالمطالبة به , كغيره .ولنا { أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأبيه يقتضيه دينا عليه , فقال : أنت ومالك لأبيك } . رواه أبو محمد الخلال بإسناده.انتهى.كما يجوز لك إخفاء المال عنه باستخدام بعض المعاريض ، وراجع في ذلك الفتوى رقم:93348.والله أعلم.
144,805
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144805
طريقة تمييز شكل المذي على الملابس
كيف يكون شكل المذي في السروال؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا يمكن ضبط شكل المذي في الملابس لأنه يختلف باختلاف لونها، فإذا كان السروال أسود مثلا فإن المذي قد يظهر فيه بلون أبيض, وإذا كان السروال أبيض مثلا فقد لا يظهر فيه المذي بوضوح, والمهم ضبط مواصفات المذي وقد ذكرناها في الفتاوى أرقام:108740,100639,67493,129045.وإذا اشتبه الخارج على صاحبه هل هو مني أم مذي وشك ولم يترجح له أحد الأمرين فمن أهل العلم من يوجب عليه الغسل والوضوء مرتبا مع تطهير ما أصابه منه.ومنهم من يخير صاحبه بين أن يجعله منيا أو مذيا, وانظر التفصيل في الفتوى رقم:118140.والله أعلم.
144,807
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144807
استأثر الله بعلم بعض أسمائه
هل حدد رسول الله صلى الله عيه وسلم أسماء الله الحسنى كاملة؟ أم لم يحددها؟ وهل يجوز اعتبار النعيم الاسم المكمل للمائة؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فان أسماء الله تعالى لم يحددها النبي صلى الله عليه وسلم وهيليست محصورة، وقد استأثر الله تعالى بعلم بعضها فلم يعلمه للناس، ولكنه علم الخلق من أسمائه ما يفوق التسعة والتسعين اسما، فعلمهم أسماء في القرآن وفي غيره، ففي الصحيحن من حديثأبي هريرةأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة.ومما يدل على أن أسماءه تعالى أكثر من هذا العدد ما أخرجهالإمام أحمدمن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول:أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك....الحديث.وقد أوردها في حديث عنأبي هريرة: وذكر فيه تسعة وتسعين، ولكن العلماء اختلفوا في تصحيح حديثالترمذيهذا، فمنهم من رآه صحيحا ومنهم من اعتبره مدرجا، أي أن أحد من روى عنهمالترمذيهذا الحديث هو الذي اجتهد في استنباط هذه الأسماء من الكتاب والسنة. والراجح عند المحققين من أهل العلم هو ضعفه، فقد ضعفهشيخ الإسلام وابن حجروغيرهما،وليس في القرآن ولا فيحديثالترمذيذكر اسم النعيم ولا يجوز تسمية الله اجتهادا، لأن أسماء الله توقيفية.وقد جمعالشيخ ابن عثيمينفي القواعد المثلى تسعة وتسعين اسما ثبت ذكرها في الكتاب والسنة، ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى التالية أرقامها:12383،49892،101344،5726597032.والله أعلم.
144,809
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144809
هل يشرع ذكر الله عند الوطء على الدم
هل يجب على الإنسان الذي يدوس على الدم من غير قصد أن يذكر الله تعالى؟ حيث يقال إن الجن يكون فوق ذلك الدم فهل هذا صحيح؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا نعلم دليلا على استحباب ذكر الله عند الوطء على الدم، ولا على ما ذكر من أن الجن يكون فوقه، وهذا من أمور الغيب التي لا تثبت إلا بنص عن المعصوم، وذكر الله حسن في كل حال ولكن تخصيصه بهذا الموضع لم يرد فيه شيء فيما نعلم.والله أعلم.
144,811
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144811
الغسل من الجنابة بوجود العطر على الجسم
قبل أن أمارس العادة السرية أرش من معطر الجسم على جسمي وبعد كم ساعة أمارسها وبعد فترة أغتسل وبعد أن أغتسل أقول لنفسي ربما يكون هذا الغسل قد فسد، لأنني قمت برش جسمي من معطر الجسم، فما حكم الغسل عندها؟ وهل هو فاسد أم لا؟.أفيدوني، لأنني تعذبت كثيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فيجب عليك ـ أولا ـ أن تتوب إلى الله تعالى من فعل تلك العادة المحرمة, وقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان تحريمها وطريق التخلص منها، كما في الفتويين رقم:128819ورقم:7170وأما عن الغسل: فلا ندري ما وجه اعتقادك بفساده، أهو لأجل وجود المعطر على البدن, والعطر نجس لاشتماله على الكحول؟ أم أنه لكون العطر له جرم يمنع وصول الماء إلى البدن؟ فإن كان الأمر الأول، فهذا لا يبطل الغسل، لأن العطر يزول مع الماء, فالغسل صحيح, وإن كان لأن العطر يمنع وصول الماء فالجواب أنه إن كان له جرم يمنع وصول الماء فإنه يجب إزالته أولا قبل الغسل، ولا يصح الغسل مع وجود ما يمنع وصول الماء، وانظر الفتوى رقم:15378عن العطر الذي يمنع وصول الماء.والفتوى رقم:5450عن التوبة وشروطها.والله أعلم.
144,813
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144813
لا يقع الطلاق بمجرد الوعد
كنا نتحدث أنا وزوجتي ( نمزح ) فقلت لها عند ما يكون معي أموال سأتزوج عليك فقالت عند ما تفعل ذلك ستطلقتي فقلت لها بالثلاثة. هل وقع إذن الطلاق ؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالطلاق لا يقع إلا بلفظ صريح فيه أو كناية ـ وهي كل لفظ يدل على الفرقة وليس صريحاً فيها ـ ولا تكون الكناية طلاقاً إلا مع نية إيقاعه.قالابنقدامةفي المغني:إذا ثبت أنه يعتبر فيه اللفظ، فاللفظ ينقسم فيه إلى صريح وكناية، فالصريح يقع به الطلاق من غير نية، والكناية لا يقع بها الطلاق حتى ينويه، أو يأتي بما يقوممقام نيته.انتهى.وبناء على ما تقدم فلا يلزمك طلاق بسبب ما نطقت لأنه مجرد وعد وبالتالي فلا يقع طلاق إذا لم يتم تنفيذه. وراجع في ذلك الفتوى رقم:140975.والله أعلم.
144,815
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144815
القصر وجمع التقديم والتأخير للمسافر
سوف أهاجر إلى كندا وزوجتي وقد كنت استخرت الله في هذا الأمر، وسؤالي هو: كيفية أداء الصلاة يوم السفر حيث إنني ـ إن شاء الله ـ سأصلي الصبح في تونس وأستقل الطائرة على الساعة 11و45 دق أي قبل صلاة الظهر بتوقيت تونس وأصل إلى المغرب حوالي الساعة 13و30دق بتوقيت المغرب وعندنا راحة للمدة 0،50دقيقة كافية للصلاة، ومن ثم ركوب الطائرة في اتجاه كندا حيث نصل ـ إن شاء الله ـ حوالي الساعة 17و45 دق بتوقيت كندا أي بعد صلاة المغرب، فكيف أصلي في هذه الحالة؟ وبارك الله فيكم لما فيه خير الأمة الرجاء الدعاء لي ولزوجتي بالتوفيق والثبات على الطاعة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالسنة للمسافر أن يقصر الصلاة الرباعية ركعتين، لحديثابن عمرـ رضي الله عنهماـ قال:صحبترسول الله صلى الله عليه وسلمفكان لا يزيد في السفر على ركعتينوأبا بكر وعمر وعثمانكذلك ـ رضي الله عنهم. متفق عليه.فتصلي الظهر أثناء السفر ركعتين والعصر ركعتين, وللمسافر أن يجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم في وقت الظهر، أو جمع تأخير في وقت العصر والأفضل أن يفعل الأرفق به وبأهله, وقد روى الشيخان من حديثأنس بن مالك ـرضي الله عنهـ قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم:إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل بينهما، فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب. اهـ.ولعل الذي يصلح لك مما ذكر هو أن تصلي الظهر والعصر بعد وصولك إلى مطار المغرب، لأنك ستسافر قبل دخول الظهر في بلدك وربما تسافر من المغرب قبل دخول العصر ـ أيضا ـ ولن تصل إلى وجهتك ـ كندا ـ إلا بعد خروج وقت العصر, فعلى هذا تصلي الظهر والعصر جمعا عند وصولك المغرب, ثم تصلي المغرب والعشاء في كندا كل صلاة في وقتها من غير جمع ولا قصر، لأنك ستصلها في وقت المغرب وتصلي الصلوات تامة ما دمت تنوي الإقامة هناك أكثر من أربعة أيام, وانظر للأهمية الفتوى رقم:128774عن الإقامة في بلاد الكفر. والفتوى رقم:2007عن حكم الهجرة من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر.ونسأل الله أن يلهمكم رشدكم ويحفظ عليكم دينكم, وإن أبيتم إلا الإقامة هناك فلتكونوا دعاة إلى الله تعالى وسفراء خير للإسلام.والله أعلم.
144,817
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144817
مات عن أخت شقيقة وثلاثة أبناء أخ شقيق
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال : (ابن أخ شقيق) العدد 3۞-للميت ورثة من النساء : (أخت شقيقة) العدد 1
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر فإن لأخته الشقيقة النصف فرضا لقول الله تعالى في آية الكلالة: ....إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ......{النساء:176}.والباقي لأبناء الأخ الشقيق تعصيبا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر.متفق عليه.فتقسم التركة على ستة أسهم، للأخت الشقيقة نصفها ثلاثة أسهم، ولكل ابن أخ شقيق سهم واحد.ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم.
144,819
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144819
هل تكفي التوبة بلا استحلال في الحقوق المعنوية
أنا فتاة ظلمت بنات صغيرات بإقامة اللواط معهن وأنا نادمة، لأن بعضا منهن مريضات الآن نفسيا بسبب حادث والبعض في مرض سبب لهن غيبوبة فأخاف إن أرسلت لهن وأخبرتهن أن لا يسامحنني وليس معي مال، فماذا أفعل؟ وهل التصدق بالجوال لغسيل الكلى الذي يكون ب10 ريالات إلى أن يكتب الله لي الفرج فأحصل على مال فأتصدق عنهن؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلعلك تقصدين وقوعك في السحاق مع هؤلاء الفتيات, وما دمت قد تبت من ذلك, فإن التوبة تمحو ما قبلها والتائب من الذب كمن لا ذنب له, ولا يجب عليك أن تستحلي هؤلاء الفتيات، أو أوليائهن, وإنما تكفيك التوبة فيما بينك وبين الله, فما دام هذا الفعل قد وقع مع فتيات صغيرات فالاستحلال يكون لأوليائهن وإخبار هؤلاء الأولياء بتلك المعصية لا يخلو غالبا من مفسدة, وقد ذهب بعض العلماء إلى الاكتفاء بالتوبة فيما يتعلق بالحقوق المعنوية لمن خشي من وقوع مفسدة بإخبار صاحب الحق, جاء في حواشي تحفة المحتاج في شرح المنهاج:ثم رأيت الغزالي قالفيمن خانه في أهله، أو ولده، أو نحوه: لا وجه للاستحلال والإظهار، فإنه يولد فتنة وغيظا، بل يفرغ إلى الله تعالى ليرضيه عنه.فالذي ننصحك به أن تستري على نفسك ولا تخبري أحدا بذنبك, ولا يجب عليك أن تتصدقي عنهن, لكن ينبغي أن تكثري من الأعمال الصالحة ـ ومنها الصدقة ـ بقدر ما تستطيعين, وللفائدة راجعي الفتوى رقم:55197.والله أعلم.
144,825
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144825
مات عن زوجتين واثني عشر ابنا وست بنات
الرجاء قسم الميراث على الورثة التالي ذكرهم: زوجتان، واثنا عشر ولدا، وست بنات.وصية تركها الميت تتعلق يتركته، وهي: خلو محل من المحلات ثلاث ماله؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلم يتبين لنا المقصود تماماً فيما يتعلق بالوصية، وعلى أية حال، فإن كان الموصى به ثلث المال فأقل، فإن الوصية تنفذ إن كانت لغير وارث، أو اختل أحد الشرطين وأجازها الورثة البالغون الراشداء، وإذا لم تترك الميتة وارثاً غير من ذكر، فإن لزوجتيه الثمن ـ فرضاً ـ بينهما بالسوية، لقوله تعالى:فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ{النساء:12}.والباقي للأبناء والبنات ـ تعصيباً ـ للذكر مثل حظ الأنثيين، لقوله تعالى:يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ{النساء:11}.فتقسم التركة بعد إخراج الوصية على مائتين وأربعين سهماً، للزوجتين ثمنها ـ ثلاثون سهماً، لكل واحد خمسة عشر ـ ولكل ابن أربعة عشر سهماً، ولكل بنت سبعة أسهم.ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها مفت طبقاً لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا، أو ديون، أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي ـ إذاً ـ قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية ـ إذا كانت موجودة ـ تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم
144,827
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144827
مات عن أربع بنات وبنت أخ وابن ابن أخ
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من النساء : (بنت) العدد 4۞- وصية تركها الميت تتعلق يتركته ، هي : أوصت الميتة بثلث العقار الذي تملكه لابنة ابنتها۞- إضافات أخرى: للميتة بنت أخ وابن ابن أخ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فوصيتها بثلث العقار لبنت ابنتها تعتبر وصية صحيحة ماضية لكونها وصية لغير وارث وبما لا يزيد على الثلث فيجب تنفيذها, وإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر فإن للبنات الثلثين فرضا لقول الله تعالى في الجمع من البنات:... فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ...{النساء: 11}والباقي لابن ابن الأخ – إن كان شقيقا أو من الأب – لقول النبي صلى الله عليه وسلم:ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر.متفق عليه.ولا شيء لبنت الأخ لأنها ليست من الورثة بل من ذوي الأرحام, فتقسم التركة على ستة أسهم للبنات ثلثاها, أربعة أسهم, لكل واحدة سهم, ولابن ابن الأخ الباقي, سهمان, وإن كان ابن ابن الأخ من الأم فلا شيء له وتكون التركة كلها للبنات فرضا وردا.والله أعلم.
144,829
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144829
هل يأثم الابن إذا رفض أن يُسكِن أباه بالمدينة ولم يحضر دفنه
توفي والدي ـ فإنا لله وإنا إليه راجعون ـ وأنا حزين وأعيش في بلد الغربة وقد كان مريضا فهممت أن أسافرإليه، لكنني لم أوفق للسفر، لأنني قلت في نفسي إن إخواني سيقومون بالواجب ثم بلغني الخبر أنه توفي فطلبت من إخواني الانتظار حتى أذهب إلى البلاد، لكنهم رفضوا وأصروا أن يدفن حالا فطلبت منهم أن يبقوه في الثلاجة في المستشفى فأصروا على دفنه فورا، لأن إكرام الميت دفنه فأصبت بحزن شديد، لأنني سأتأخر عن دفنه يومين بسبب إجراءات السفر فدفن فأشاروا علي أن أبقى في الغربة حتى أوفر لهم المال، لأنهم عاطلون عن العمل فقلت لا بأس، لكنني حزين لأنني لم أشهد دفن والدي، وأنا أستغفر له وأدعو له بالمغفرة والرحمة كثيرا والذي أسعدني أنني سعيت في علاجه وكان يدعو لي كثيرا حتى تدمع عينه، فماذا علي أن أفعل؟ أرشدوني بالتفصيل عن فضائل الأجر الذي يصل إلى الميت ويبرد قبره، فقد أحلتموني على عدة أجوبة وبقيت هناك جزءيات لم يتم الجواب عنها منها:هل علي ذنب إذا لم أحضر جنازة الوالد مع أنني حزين جدا والسبب أن إخواني استعجلوا بالدفن؟ وكنت أنفق على الوالد نفقات لو أنفقها على نفسه وأمه كانت تكفيه، لكنه ينفقها على إخواني البالغين فأصبحت لا تكفيه هذه النفقة، فهل علي إثم؟ وقد طلب مني سكنا في المدينة فلم أعطه، لأن الأولى أن يسكن في القرية، لأنه قد تكثر علي المصروفات في المدينة، ولأن إخواني اتكلوا علي فسوف تتضاعف علي النفقة فأخبرت الوالد أن يسكن في القرية، فهل علي إثم أم لا؟ ورجل ملك مريضا مبلغا من مال الزكاة وأصبحت أقسط على والدي المريض هذا المبلغ لكنه بقي قرابة 30% من هذا المبلغ، فهل أقضي دين والدي من المبلغ المتبقي؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فنسأل الله أن يرحم والدك رحمة واسعة, وليس عليك إثم في عدم شهود دفنه, وما فعله إخوتك من تعجيل دفنه كان هو الأولى اتباعا لأمرالنبي صلى الله عليه وسلمبالإسراع بالميت, وأما ما يمكنك به نفع أبيك بعد موته فأفضل ذلك الدعاء له وكثرة الاستغفار له والتصدق عنه والراجح أن كل قربة عملتها وجعلت ثوابها لوالدك أنه ينتفع بذلك ـ إن شاء الله ـ وانظر الفتوى رقم:111133.وقد كان ينبغي لك أن تلبي طلب والدك بإسكانه حيث يريد إذا كان ذلك في مقدورك, وإذ لم تفعل فنرجو أن لا يكون عليك إثم ـ إن شاء الله ـ وليس عليك إثم كذلك إذا كنت تدفع إليه النفقة الواجبة ثم لا ينفقها هو على نفسه ويدفعها إلى أولاده, وأما نفقتك عليه في مرضه ونفقتك على إخوتك ودعاؤه لك فنرجو أن يحصل لك ثواب ذلك ويكون لك ذخرا في الآخرة, وأما المبلغ الذي وكلت في دفعه إلى مريض من زكاة المال فلم يكن يجوز لك أن تدفعه إلى أبيك إن كان غنيا ولو بنفقته الواجبة عليكم, قالالنوويـ رحمه الله:المكفي بنفقة قريب، أو زوج ليس فقيرا ولا مسكينا في الأصح.انتهى.فإذا كان الأمر كذلك، فأنت ضامن لهذا المال الذي وضعته في غير موضعه, ويلزمك أن تدفعه لمستحقه, وانظر الفتوى رقم:140648وأما إن كنتم عاجزين عن نفقة علاج أبيكم فلا حرج في أخذه من مال الزكاة والحال هذه، وأما قضاء دينه بما بقي منه فلا يجوز، لأن الراجح عدم جواز قضاء دين الميت من الزكاة، وانظر الفتوى رقم:138688.فعليك ـ إذن ـ أن تصرف ما تبقى من هذا المبلغ في مصرفه الذي وكلت في صرفه فيه، أو ترده إلى الموكل.والله أعلم.
144,833
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144833
لا تعارض بين كثرة الروم وفتح روما
كيف نجمع بين الحديثين: النصارى هم أكثر أهل الأرض في آخر الزمان ـ وبين فتح روما؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد روى الإمامأحمدوغيره عنأبي قبيلقال: كنا عندعبدالله بن عمرو بن العاص,وسئل أي المدينتين تفتحأولا, القسطنطينية، أو رومية؟ فدعاعبداللهبصندوق، فأخرج منه كتابا, قال: فقالعبدالله: بينما نحن حولرسول الله صلى الله عليه وسلمنكتب, إذ سئلرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية، أو رومية؟ فقالرسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولا, يعني قسطنطينية.ولا يعارض هذا ما ورد في صحيحمسلموغيره عنموسى بن عليعن أبيه قال: قالالمستورد القرشيسمعترسول الله صلى الله عليه وسلميقول:تقوم الساعة والروم أكثر الناس.اهـ.فإن كثرتهم لا تمنع فتح بلادهم فقد فتحت معاقلهم وحصونهم ببلاد الشام في عصر الصحابة وكانوا باليرموك أضعاف المجاهدين بكثير، وقد نصر الله المجاهدين عليهم ففتحوا بلادهم، ثم إنه يحتمل أنهم سيسلمون ويشاركون في الفتوح الإسلامية ويكونون من الفاتحين لروما، وقد تكلم على ذلكابن كثيرفي النهاية في الفتن والملاحم فقال:وهذا يدل على أن الروم يسلمون في آخر الزمان, ولعل فتح القسطنطينية يكون على يدي طائفة منهم كما نطق به الحديث المتقدم أنه يغزوها سبعون ألفا منبني إسحاق, والروم من سلالةالعيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل, فمنهم أولاد عم بني إسرائيل، وهويعقوب بن إسحاق, فالروم يكونون في آخر الزمان خيرا من بني إسرائيل, فإن الدجال يتبعه سبعون ألفا من يهود أصبهان فهم أنصار الدجال, وهؤلاء ـ أعني الروم ـ قد مدحوا في هذا الحديث فلعلهم يسلمون على يديالمسيح ابن مريم.والله أعلم.وأما قيام الساعة عليهم وهم أكثر الناس: فيحتمل كفرهم إذ ذاك، لأن الساعة تقوم على شرار الناس في وقت ليس فيه على الأرض من يقولالله،كما في الأحاديث الصحيحة.والله أعلم.
144,835
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144835
مذاهب العلماء في جمع الصلوات لأجل البرد
ما هي الضوابط الشرعية في جمع الصلوات في البرد؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد رخص الحنابلة في الجمع بين العشاءين خاصة في الريح الشديدة الباردة كالمطر، فأما مجرد البَرْد الذي لا ريح فيه فلا يبيح الجمع، وكذا الريح غير الباردة، فضابط جواز الجمع عندهم في هذه الحال هو وجود ريح شديدة باردة، وهذا يبيح الجمع بين المغرب والعشاء خاصة لا بين الظهر والعصر.وقد بين الشيخالعثيمينرحمه الله في هذه المسألة فقال في شرحه الممتع على زاد المستقنع:قوله (وريح شديدة باردة) اشترط المؤلف شرطين للريح:1- أن تكون شديدة.2- أن تكون باردة.وظاهر كلامه: أنه لا يشترط أن تكون في ليلة مظلمة، بل يجوز الجمع للريح الشديدة الباردة في الليلة المقمرة أيضاً، فإذا قال قائل: ما هو حد الشدة والبرودة؟ فالجواب على ذلك: أن يقال: المراد بالريح الشديدة ما خرج عن العادة، وأما الريح المعتادة فإنها لا تبيح الجمع، ولو كانت باردة.. والمراد بالبرودة ما تشق على الناس.فإن قال قائل: إذا اشتد البرد دون الريح هل يباح الجمع؟ قلنا: لا لأن شدة البرد بدون الريح يمكن أن يتوقاه الإنسان بكثرة الثياب، لكن إذا كان هناك ريح مع شدة البرد فإنها تدخل في الثياب، ولو كان هناك ريح شديدة بدون برد فلا جمع، لأن الرياح الشديدة بدون برد ليس فيها مشقة.انتهى.وأما المالكية فلا يجيزون الجمع للبَرْد، وإنما يجيزون جمع العشائين فقط للمطر أو الطين مع الظلمةقالخليلالمالكي في مختصره: "وَفِي جَمْعِ الْعِشَاءَيْنِ فَقَطْ بِكُلِّ مَسْجِدٍ لِمَطَرٍ، أَوْ طِينٍ مَعَ ظُلْمَةٍ لَا لِطِينٍ، أَوْ ظُلْمَةٍ" انتهىوقال شارحهالدرديرفي الشرح الكبير:(وَ) رَخَّصَ نَدْبًا لِمَزِيدِ الْمَشَقَّةِ (فِي جَمْعِ الْعِشَاءَيْنِ فَقَطْ) جَمْعَ تَقْدِيمٍ لَا الظُّهْرَيْنِ لِعَدَمِ الْمَشَقَّةِ فِيهِمَا غَالِبًا (بِكُلِّ مَسْجِدٍ) وَلَوْ مَسْجِدِ غَيْرِ جُمُعَةٍ خِلَافًا لِمَنْ خَصَّهُ بِمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ أَوْ بِهِ وَبِمَسْجِدِ مَكَّةَ (لِمَطَرٍ) وَاقِعٍ أَوْ مُتَوَقَّعٍ (أَوْ طِينٍ مَعَ ظُلْمَةٍ) لِلشَّهْرِ لَا ظُلْمَةِ غَيْمٍ لِ (طِينٍ) فَقَطْ عَلَى الْمَشْهُورِ (أَوْ ظُلْمَةٍ) فَقَطْ اتِّفَاقًا.انتهىوأما الشافعية فإنما يجيزون الجمع للسفر والمطر لأن السنة وردت بجواز الجمع فيهما فقط،قال في مغني المحتاج:وقد علم مما مر أنه لا جمع بغير السفر والمطر كمرض وريح وظلمة وخوف ووحل وهو المشهور لأنه لم ينقل، ولخبر المواقيت فلا يخالف إلا بصريح، وحكى في المجموع عن جماعة من أصحابنا جوازه بالمذكورات وقال: وهو قوي جداً في المرض والوحل.انتهى.وأما الحنفية فالمعروف أن الجمع عندهم في الحج فقط.فإذا علمت ضابط جواز الجمع للبرد عند القائلين بجوازه فإنه لا بد من مراعاة شروط الجمع العامة كوجود العذر عند افتتاح الصلاتين، ونية الجمع عند افتتاح الأولى، والموالاة بينهما إن كان الجمع جمع تقديم، واستمرار العذر إلى دخول وقت الثانية، ونية الجمع قبل أن يضيق وقت الأولى إن كان الجمع جمع تأخير، وفي بعض هذا خلاف.والله أعلم.
144,837
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144837
متى يصلح أن يكون الدم حيضا ومتى لا يصلح
سؤالي يتعلق بالحج: في هذه السنة قررت أن أحج وقد تناولت حبوبا لتأخير الدورة إلى ما بعد الحج, وكنا سننطلق للحج يوم الأحد، وفي يوم الجمعة نزل مني دم وقد خلت ذلك دم حيض، ولكن وحتى أتأكد ذهبت يوم السبت للدكتورة ومن دون فحص أكدت لي أن مع تناول ذلك الدواء استحالة بأن ينزل دم حيض وأن هذا الدم هو دم استحاضة, ونفس الشيء أكدته لي الصيدلانية، والشيء الذي حيرني أن الدم كان كثيرا ـ نوعا ما ـ فانطلقت يوم الأحد وقمت بطواف القدوم, وفي المخيم سألت المطوفة فقالت لي بأنني أنا التي أستطيع أن أميز دم الحيض من غيره, فقلت لها بأن الاختلاف الوحيد هو في الرائحة، فهذا الدم لا يحمل رائحة دم الحيض، على كل أتممت حجي بشكل عادي وطفت طواف الإفاضة والوداع خوفا من أن أترك صلاتي والطواف من دون أن أكون حائضا، وبعد الحج توقفت عن أخذ الحبوب وكان الدم متواصلا كما هو، وكان المفروض أن تأتيني الدورة بعد التوقف عن الدواء إلا أنها تواصلت أكثر من أسبوع بعد التوقف عن الدواء.أما بالنسبة لي: فقد توقفت عن أخذ الدواء يوم الخميس وانقطع عني الدم يوم الثلاثاء، وأنا في حيرة من أمري ولا أدري إن كنت قد طفت وأنا حائض, فقد كنت شبه متيقنة أنها استحاضة وذلك من خلال لون ورائحة الدم، لكن بعد أن توقفت عن الدواء وتواصل الدم 5 أيام، وبعد التوقف عاد إلي الشك أن ذلك الدم هو دم حيض، أرجوكم أفيدوني ماذا أستطيع أن أفعل؟ وهل علي شيء؟ وهل أعيد الطواف؟ أم تجب علي فدية؟ أم ماذا؟ علما بأنني أقطن قريبا من مكة أي أنني أستطيع الرجوع إن لزم الأمر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن الأصل في الدم الذي تراه المرأة أنه دم حيض، ولا يحكم بكون المرأة قد صارت مستحاضة إلا إذا رأت الدم في زمن لا يصلح أن يكون فيه حيضا، وانظري لبيان ضابط زمن الحيض الفتوى رقم:118286.فإن كان الطهر بين الحيضتين قد استمر خمسة عشر يوما فأكثر قبل أن تري هذا الدم، فهذا الدم الذي رأيته دم حيض، لأنه استمر أحد عشر يوما، أو اثني عشر يوما ـ بحسب ما فهمنا ـ وهي مدة يصلح أن يكون جميع ما رأيته فيها من الدم حيضا، لأن أكثر مدة الحيض خمسة عشر يوما في قول الجمهور،فإذا تبين لك أن هذا الدم كان حيضا فإن طوافك للإفاضة لم يقع صحيحا.وأما إحرامك وسائر ما قضيته من المناسك فقد وقع صحيحا مجزئا، وأنت الآن باقية على إحرامك لم تتحللي التحلل الثاني، ولا تتحللين حتى تأتي مكة ما دمت قادرة على ذلك فتطوفين وتسعين بين الصفا والمروة، لأن السعي لا يصح إلا بعد طواف صحيح عند الجماهير، وانظري لبيان حكم طواف الحائض الفتوىرقم:140656.ولبيان ما تفعله المرأة إذا حاضت قبل الإحرام، أو في أثنائه انظري الفتوى رقم:142107.وأما إن كان هذا الدم دم استحاضة لكونه في زمن لا يصلح أن يكون فيه حيضا، فإن طوافك صحيح ـ إن شاء الله ـ وانظري الفتويين رقم:132527، ورقم:140301، لبيان حكم طواف المستحاضة وما يلزمها إذا أرادت الطواف.والله أعلم.
144,839
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144839
الوظائف بين الأذان والإقامة
إذا أذن للصلاة أدعو خارج الصلاة أو أصلي الفرض وأدعو في سجودي. هل يتحقق فضل الدعاء بين الأذان والإقامة في كلتا الحالتين وماذا كان الرسول يفعل ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن المرأة إذا صلت فرضها بين الأذان وإقامة أهل المسجد ودعت الله في سجودها نرجولها أن تنال الأمرين المذكورين في السؤال؛ لما في الحديث:الدعاء لا يرد بين الأذانوالإقامة.رواهأحمدوالترمذيوابن خزيمةوصححهالألبانيوالأعظمي.وفي لفظلأحمد:إن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة فادعوا.قال الشيخشعيبالأرنؤوط:إسناده صحيح.ويؤيد هذا ما ورد عنأبي أمامةأن رسول الله قال:إذا نادى المنادي فتحت أبوابالسماء واستجيب الدعاء.روهأبو عوانةوالحاكمفي المستدرك وصححهالألباني.قالالمناوي:إذا نادى المنادي أي أذن المؤذن للصلاة استجاب الله دعاء الداعي حينئذلكونها من ساعات الإجابة.وقد جاء في تحفةالأحوذيعند شرح حديث:الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة.ما نصه:الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة بل يقبل ويستجاب، وفي بعض روايات أنس: الدعاء بينالأذان والإقامة مستجاب. ذكره السيوطي في الجامع الصغير. ولفط الدعاء بإطلاق شامللكل ولا بد من تقييده بما في الأحاديث الأخرى من أنه ما لم يكن دعاء بإثم أو قطعية رحم.انتهى.وقالالشوكانيفي نيل الأوطار:الحديثيدل على قبول مطلق الدعاء بين الأذان والإقامة،وهو مقيد بما لم يكن فيه إثم أو قطيعة رحم كما في الأحاديث الصحيحة.والأفضل للمسلم إذا سمع الأذان أن يقول مثلما يقول المؤذن ثم يصلي على النبي صلى اللهعليه وسلم ثم يسأل الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت الأمر بذلك في صحيحمسلممن حديثعبد الله بن عمرورضي الله عنهما، ثم يشرع له كذلك أن يصلي ركعتينبين الأذان والإقامة لحديث:بين كل أذانين صلاة.أخرجهالبخاريوالمقصود بالأذانين الأذان والإقامة كما في فتح الباري.ويشرع له كذلك أن يجتهد في الدعاء لأن هذا الوقت من أوقات الإجابة كما قدمنا فيحديثالترمذي،فإن دعا ثم صلى فلا بأس وإن صلى الركعتين ثم اجتهد في الدعاء فلابأس، وإن صلت المسلمة في بيتها الركعتين أو الفريضة ودعت فلا بأس. وأما الرجالفيتعين عليهم أن يصلوا بالمسجد إن قدروا لما في الحديث:من سمع النداء فلم يجبه فلاصلاة له إلا من عذر، قال يا رسول الله وما العذر؟ قال خوف أو مرض.رواهأبو داودبإسناد صحيح كما قالالألباني.وفي الصحيح من حديثأنسوغيرهكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمإذاأذنالمؤذن ابتدروا السواري وصلوا ركعتين.وقال شيخ الإسلام رحمه الله:كان بلال كما أمره النبي صلى الله عليه وسلم يفصل بينأذانه وإقامته حتى يتسع لركعتين، فكان من الصحابة من يصلي بين الأذانين ركعتين والنبيلى الله عليه وسلم يراهم ويقرهم وقال: بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بينكل أذانين صلاة، ثم قال في الثالثة: لمن شاء. مخافة أن تتخذ سنة.فإذا كان المؤذن يفرق بين الأذانين مقدار ذلك فهذه الصلاة حسنة.والله أعلم.
144,841
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144841
أمور في الوصية لغير الوارث
توفي أبي، وترك مبلغاً من المال لعمتي، ولكن المشكلة أن عمتي تسكن في غزة وعمرها قد تجاوز الخامسة والثمانين، ولا أستطيع الوصول إليها أبدًا أبدًا، وهي مقعدة، ولم يرزقها الله بالذرية. فماذا أفعل في المبلغ الذي تركه أبي لها؟ مع العلم أن أبي توفي منذ أربعة أعوام، ومن وقتها وأنا أحاول إرسال المال دون جدوى، ولا أحد يأتي من هناك، ولا أحد يذهب إلى هناك. فهل تأخير سداد الميراث لمستحقيه لظروف قهرية يعتبر إثمًا؟وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم تكن عمتك وارثة لأبيك -بأن كانت محجوبة من الميراث بفرع وارث ذكر كما يظهر لنا- فإن المال الذي أوصى به والدك لها يعتبر وصية لغير وارث، وتصح بما لا يزيد على الثلث، ولكن هذا المال وإن كان وصية صحيحة، فإنه لا يصير ملكًا لعمتك إلا بقبولها له بعد وفاة أبيك إن كانت أهلاً للقبول، وإذا لم تكن أهلاً للقبول، فإن قبول وليها يكفي. وإن لم يكن لها ولي، فإن القاضي يتولى ذلك، أو يقيم لها من يقوم به.جاء في الموسوعة الفقهية:اتفق الفقهاء على اشتراط القبول في الوصية إن كانت لمعين، ومحل القبول بعد موت الموصي، ولا يشترط فيه الفور عند الشافعية والحنابلة، فله القبول على الفور أو على التراخي بعد موت الموصي.اهـ.وإذا قبلت الوصية، أو قبلت لها بقي المبلغ عندك أمانة إلى أن تتمكن من إيصاله لها، ولن تعدم طريقًا -إن شاء الله تعالى- لإيصاله، وإذا تأخرت في دفعه لعدم وجود سبيل، فلا إثم عليك، وإذا ماتت بعد قبول الموصى به وقبل استلامه انتقل المبلغ الموصى به إلى ورثتها، ويبقى أمانة عندك إلى أن تتمكن من دفعه لهم بعد مماتها.وأما إذا ماتت قبل قبول الوصية، فإن حق قبول الوصية ينتقل إلى ورثتها في قول جمهور أهل العلم، فإذا قبلوا صار المال تركة يرثونه عنها.جاء في الموسوعة الفقهية:إذا مات الموصى له بعد الموصي وقبل صدور القبول أو الرد منه، فهل ينتقل ذلك الحق لورثته أم يسقط بموته؟ اختلف الفقهاء في ذلك على ثلاثة أقوال:الأول: للشافعية والمالكية والحنابلة، وهو أن حق القبول أو الرد في الوصية ينتقل لورثة الموصى له إذا مات بعد الموصي من غير قبول أو رد، لأنه حق موروث، فلا يسقط بموته، بل يثبت للورثة، فإن شاءوا ردوا، واستثنى المالكية من ذلك ما إذا كانت الوصية له بعينه وشخصه، فحينئذ تسقط بموته، ولا ينتقل ذلك الحق إلى ورثته.الثاني: للحنفية وبعض المالكية، وهو أن الموصى له إذا مات قبل القبول أو الرد بعد وفاة الموصي، فإن الموصى به يدخل في ملكه دون حاجة إلى قبول الورثة، لأن القبول عندهم هو عبارة عن عدم الرد، فمتى وقع اليأس عن رد الموصى له اعتبر قابلاً حكمًا.الثالث: للأبهري من المالكية وأحمد في رواية عنه أخذ بها ابن حامد ووصفها القاضي بأنها قياس المذهب، وهي أن الوصية تبطل بموت الموصى له قبل قبوله، لأنها عقد يفتقر إلى القبول، فإذا مات من له حق القبول قبله بطل العقد، كالهبة، ولأنه خيار لا يعتاض عنه، فيبطل بالموت، كخيار المجلس والشرط وخيار الأخذ بالشفعة. اهـ.والخلاصة: أنه إذا ماتت عمتك قبل القبول، فإنه يكون لورثتها حق القبول أو الرد على القول الأول، فإن قبلوا صار المال لهم، وإن ردوا صار المال لورثة أبيك، وعلى القول الثاني يصير المال لورثة عمتك، لأنه صار تركة لها بمجرد موتها، وعلى القول الثالث يصير المال لورثة أبيك لبطلان الوصية.وكل ما ذكرناه هو على تقدير أن المال وصية، وأما لو كان هبة من أبيك لها، أو دينًا لها عليه، فإن الحكم يختلف، ففي حالة كونه هبة، فإنها تبطل، لأن شرط تمام الهبة حوزها قبل حصول المانع من مرض أو فلس أو موت، وإن كان دينًا لها عليه، فإنه يبقى على ملكها على كل حال، وإذا ماتت انتقل إلى ورثتها، ومثل هذا ما إذا كانت وارثة وكان المقصود حصتها من الإرث.والله أعلم.
144,845
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144845
لمسات حانية مواسية عند فقد الأولاد
فقدت ابني في حادث مرور، كان يلعب وفي لحظات مات أمام عيني، وعمره 8 سنوات، كان يصلي وكان يخافني ويطيعني، وكنت حازمة معه كثيراً، حرمته من أشياء، لأنني كنت أراه ما زال صغيراً، أجلت أشياء للعطلة، كان يريد أن يلعب الكرة وكنت أكرهها، وفي أيامه الأخيرة كان يريد أن يلعب كثيراً ويأكل كثيراً كان يريد كل شيء وكأنه يعرف أنه راحل، فماذا أفعل وأنا ألوم نفسي على كل شيء؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فننصحك بالصبر والحمد والاحتساب والاسترجاع ونسأل الله أن يحسن عزاءك في الولد ويجعله فرطا وذخراً لك يأخذ بيديك إلى الجنة، فقد أعد الله سبحانه للصابرين أجراً عظيماً، كما في قوله تعالى:وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{البقرة:155-156-157}.ونعزيك بما عزى به النبي صلى الله عليه وسلم ابنته لما توفي ولدها فأرسل إليها:إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب.كما في الصحيحين.وعنأم سلمةـ رضي الله عنها ـ قالت:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها، قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ثم إني قلتها فأخلف الله لي خيراً منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواهمسلم.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمد واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد.رواهالترمذي، وقال:حديث حسن.وفي صحيحالبخاريعنأبي هريرةأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة.وعنقرة بن إياسـ رضي الله عنه:أن رجلاً كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تحبه؟ قال: نعم يا رسول الله أحبك الله كما أحبه، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل فلان بن فلان؟ قالوا: يا رسول الله مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه: ألا تحب أن لا تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك؟ فقال رجل يا رسول الله: أله خاصة أم لكلنا؟ قال: بل لكلكم. رواهأحمدوقالالمنذري:رجاله رجال الصحيح.وفي روايةالنسائيقال:كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس جلس إليه نفر من أصحابه فيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه، فهلك فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما لي لا أرى فلاناً؟ قالوا: يا رسول الله بنيه الذي رأيته هلك، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه فأخبره أنه هلك فعزاه عليه ثم قال: يا فلان أيما كان أحب إليك أن تتمتع به عمرك أو لا تأتي إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك، قال: يا نبي الله، بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لهو أحب إلي قال: فذاك لك.والروايتان صححهماالألباني.وروىمسلمفي الصحيح عنأبي حسانقال:قلت لأبي هريرة: إنه قد مات لي ابنان فما أنت محدثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا، قال: نعم صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم أباه، أو قال أبويه فيأخذ بثوبه، أو قال بيده كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا فلا يتناهى، أو قال: فلا ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة.ولا تلومي نفسك على ما كان منك من منع لولدك من بعض مشتهياته فذاك أمر كانت تقتضيه مصلحته ولا لوم عليك فيه.والله أعلم.
144,847
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144847
مذاهب الأئمة في حكم تكبيرات الانتقال
ما حكم تكبيرات الانتقال. أرجو ذكر الخلاف بأدلته ثم الراجح؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد اختلف العلماء في تكبيرات الانتقال على أقوال:أحدها أنه لا يشرع في الصلاة غير تكبيرة الإحرام, ذكرهالنوويفي شرح المهذب عن جماعة من أهل العلم من الصحابة والتابعين, فلو صحت نسبته إليهم فإنه لا التفات إلى هذا القول لمخالفته السنة الصحيحة الصريحة, وقد احتج لهم بحديثعبدالرحمن بن أبزيرضي الله عنهأنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لا يتم التكبير.رواهأبو داود والبيهقيوغيرهما هكذا . وفي رواية الإمامأحمد بن حنبلفي مسنده زيادة لا يتم التكبير يعني إذا خفض وإذا رفع. وهذا حديث ضعيف لأن راويهالحسن بن عمرانلا يعرف.وثانيها أنه مستحب لا تبطل الصلاة بتركه عمدا ولا سهوا, وهو قول الجمهور من الشافعية والمالكية والحنفية, وقالابن المنذر: وبهذا قالأبو بكر الصديق وعمر وابن مسعود وابن عمر وابن جابر وقيس بن عباد وشعيب والأوزاعي وسعيد بن عبدالعزيزوعوام أهل العلم . واحتج أصحاب هذا القول بأنالنبي صلى الله عليه وسلملم يأمر المسيء في صلاته إلا بتكبيرة الإحرام.قالالنووي:وأما فعله صلى الله عليه وسلم فمحمول على الاستحباب جمعا بين الأدلة.وحملوا حديثعبدالرحمن بن أبزيالسابق ذكره على أنالنبي صلى الله عليه وسلمفعله لبيان الجواز.وثالث الأقوال أن تكبيرات الانتقال واجبة لا تبطل الصلاة بتركها سهوا وتبطل بتركها عمدا , وهو قولأحمد وإسحاق, وعنأحمدرواية أنها واجبة تبطل الصلاة بتركها ولو سهوا, وهو قولابن حزم, وهو رابع الأقوال, قالابن رجبرحمه الله:وأكثر الفقهاء على أن التكبير في الصلاة -غير تكبيرة الإحرام- سنة , لا تبطل الصلاة بتركه عمدا ولا سهوا.وذهبأحمد واسحاقإلى أن من ترك تكبيرة من تكبيرات الصلاة عمدا فعليه الاعادة , وإن كان سهوا فلا إعادة عليه في غير تكبيرة الاحرام. وسمى أصحابأحمدهذه التكبيرات التي في الصلاة بعد تكبيرة الإحرام واجبات , لأن الصلاة تبطل بتركها عمدا عندهم . وحكى عنأحمدرواية أن هذه التكبيرات من فروض الصلاة , لا تسقط الصلاة بتركها عمدا ولا سهوا . وحكى عنه رواية أخرى : أنها فرض في حق غير المأموم , وأما المأموم فتسقط عنه بالسهو . وروي عنابن سيرين وحماد, أنه من أدرك الإمام راكعا وكبر تكبيرة واحدة للإحرام لم يجزئه حتى يكبر معها تكبيرة الركوع . وقالابن القاسم- صاحبمالك- :من أسقط من التكبير في الصلاة ثلاث تكبيرات فما فوقها سجد للسهو قبل السلام , فإن لم يسجد بطلت صلاته , وإن نسي تكبيرة واحدة أو اثنتين سجد للسهو -أيضا- , فإن لم يفعل فلا شيءعليه . قالابن عبد البر: هذا يدل على أن عظم التكبير وجملته عنده فرض , وأن اليسير منه متجاوز عنه. انتهى.فهذا جملة ما وقفنا عليه من الأقوال في المسألة , وحجة القائلين بالوجوب ذكرهاابن رجببقوله:واستدل من أوجب ذلك بأمر النبي فإنه قال :صلوا كما رأيتموني أصلي. وكان يصلي بهذا التكبير , وقال في الغمام : إذا كبر فكبروا .وهذا يعم كل تكبير في الصلاة . وقال في حديثأبي موسى: "فإذا كبر الإمام وركع فاركعوا" . وكذا قال في السجود . خرجهمسلم. وبأن النبي قال في الصلاة : "إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن " فدل على أن الصلاة لا تخلو من التكبير كما لا تخلو من قراءة القرآن , وكذلك التسبيح . وقد روي أن النبي " علم المسيء في صلاته التكبير للركوع والسجود , من حديثرفاعة بن رافع, وأخبره أنه لا تتم صلاته بدون ذلك . خرجهأبو داودوغيره .انتهى.وأما حجةأحمدعلى سقوط التكبير سهوا فقد ذكرهاابن رجبرحمه الله فقال :واستدل الإمامأحمدلسقوطه بالسهو بأنالنبي صلى الله عليه وسلمنسي التشهد الأول , فأتم صلاته , وسجد للسهو . وقد ترك بتركه التشهد التكبيرة للجلوس له , فدل على أنها تسقط بالسهو , ويجبر بالسجود له . واستدل -أيضا- على سقوطه بالسهو بحديث : كان لا يتم التكبير " , فكأنه حمله على حالة السهو. انتهى.فإذا علمت الأقوال وحججها فإن مذهب الحنابلة وهو وجوب التكبيرات للانتقال وسقوطها سهوا مذهب قوي وفيه جمع بين الأدلة , لكن مذهب الجمهور هو ماعرفت .والله أعلم .
144,853
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144853
مذاهب الأئمة في حكم من قال لامرأته أنت علي كثدي أمي
قلت لزوجتي أنت على حرام كثدي أمي. هل هو طلاق؟ وأنا لم تكن نيتى حتى الامتناع ولكن كانت لحظة من العصبية أرجوكم أفيدوني ماحكم الدين وهل يوجد كفارة وكيفية توزيعها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن كان قصدك بالثدي اللبن أي أنك تحرمها على نفسك كما يحرم عليك الرضاع بعد الفطام، فإن هذا لا يعتبر شيئا لأنك شبهتها بما لا يحرم فإن لبن الأم لا يحرم على ابنها بعد فطامه وإنما يمنع منه لاستغنائه عنه، وإن كنت تقصد ذات الثدي أولا قصد لك في ذكر الثدي فالحكم في ذلك أن من شبه في التحريم زوجته بثدي أمه فهو ظهار صريح عند الشافعية فيما يظهر من كلامهم وكذا الحنابلة.جاء في المهذبللشيرازيالشافعي:وإن شبههابعضو من أعضاء الأم غير الظهر بأن قال أنت عليَّكفرج أمي أو كيدها أو كرأسها فالمنصوص أنه ظهار، ومن أصحابنا من جعلها على قولين قياسا على من شبهها بذات رحم محرم منه غيرالأم والصحيح أنه ظهار قولا واحدا لأن غير الظهر كالظهر في التحريم وغير الأم دون الأم في التحريم.انتهى.وكل عضو ظاهر من الأم لا يذكر للكرامة والإعزاز فتشبيه الزوجة به ظهار صريح عندهم، أما ما يذكر للكرامة والإعزاز فهو كناية لا يكون مظاهرا بالتشبيه به إلا إن قصد الظهار.قالالشربينيفي مغني المحتاج:والأظهر أن قوله أنت علي كيدها أو بطنها أو صدرها ونحوها من الأعضاءالتي لا تذكر في معرض الكرامة والإعزاز مما سوى الظهر ظهار، لأنهعضو يحرم التلذذ به وكذا قوله أنت علي كعينها أو رأسهاأو نحو ذلك مما يحتمل الكرامة إن قصد ظهارا وإن قصد كرامةفلا يكون ظهارا لأنه هذه الألفاظ تستعمل في الكرامةوالإعزاز وكذا لا يكون ظهارا إن أطلق في الأصح.انتهى بتصرف يسيروفي الكافيلابن قدامةالمقدسي:وإن شبهها بعضو غير الظهر فقال : أنت علي كفرج أمي أو يدهاأو رأسها فهو ظهار لأن غير الظهر كالظهر في التحريم فكذلك فيالظهار به.انتهى.أما الحنفية فلا يعتبرون هذا ظهارا لأنهم يشترطون في انعقاد الظهار أن يكون العضو المشبه به يحرم النظر إليه والثدي عندهم مما يجوز للرجل نظره من محارمه.جاء في البحر الرائقلابن نجيم الحنفيمتحدثا عن الظهار:وأما الثالث وهو المشبه به عضو لا يحل النظر إليه من محرمة عليهتأبيدا.انتهى.وفي بدائع الصنائع :وأما ثدي الحرة فيجوز لمحارمها النظر إليه.انتهيوأما المالكية فصريح الظهار عندهم ما كان التشبيه فيه بالظهر فقط، أما غير الظهر من الأعضاء فكناية يصح أن يصرف اللفظ معها عن الظهار بالنية.جاء فيمواهب الجليلللحطابالمالكي:يعني أن ألفاظ الظهار على نوعين: صريح , وكناية فالصريح ما فيه ظهر مؤبد تحريمها قال في التوضيح : وهذا لا خلاف فيه , والمشهور قصر الصريح على ما ذكر. انتهى.فبان أن هذا من الكناية وليس من الصريح، لكن الكناية الظاهرة إنما تنصرف عن الظهار بالنية، فإن لم توجد نية فإنها تكون ظهارا ويتأكد ذلك إذا صحبها لفظ الحرام كما هنا.قال الشيخ الدردير:وشبه في التأويلين لا يقيد القيام كما في التوضيع قوله: كأنت حرام كظهر أمي أو أنت حرام كأمي فهل يؤخذ بالطلاق مع الظهار إذا نوى به الطلاق فقط، أو يؤخذ بالظهار فقط؟ تأويلات قال الدسوقي: قوله وشبه أي لا يقيد قيام قيام البينة بل لا فرق بين الفتوى والقضاء في جريان التأويلين فنؤخذ بالظهار فقط في الفتوى ويؤخذبهما معا في القضاء إذا نواهما، فإن نوى أحدهما لزمه ما نواه وإن لم يكن له نية لزمه الظهار.انتهىوأصلهلابن الحاجبوابن شاسوتعقبه في التوضيح...اهـ.وكونك لم تنو تحريم الزوجة بقولك: [ أنت علي حرام كثدي أمي. لا يفيد شيئا عند من يقول إن هذا من صريح الظهار لأنك مطلق أي لم تنو شيئا، ولفظ الحرام ظهارا مع النية فمع اللفظ أولى هكذا قال العلامةزكريا الأنصاريفي أسنى المطالب.وفي كشاف القناع من كتب الحنابلة:أنت علي حرام كظهر أمي ظهار لأنه صريح فيه. انتهى.وبهذا يتبين لك أنك مظاهر عند جمهور أهل العلم وعليك أن تخرج كفارة ظهار خروجا من خلاف أهل العلموهذه الكفارة ثلاثة أنواع على الترتيب، وسبق تفصيلها في الفتوى رقم:192.وفي حال إخراج الكفارة طعاما فإنها توزع على ستين مسكينا، وراجع التفصيل في الفتوى رقم:55680.مع العلم أن الإطعام لا يجزئ إلا بعد العجز عن التكفير بالعتق والصيام كما تقدم في الفتوى المشار إليها وعليك أن تتوب إلى الله تعالى من إقدامك على هذا الأمر وأن لا تعود إلى مثله فهو إثم ومعصية لأنه من وزر القول ومنكره كما وصف الله تعالى بذلك في قوله:وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ{ المجادلة:2}والله أعلم.
144,855
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144855
مسائل في التوبة
كيف تكون التوبة من الرياء؟ فقد أحببت شخصا، ومنذ ذلك الوقت وأنا أفكر فيه وأتوهمه, كيف سيراني بمظهر لائق؟ وكيف سيراني وأنا أتكلم بطريقة جميلة؟ وكيف سيراني محبة للآخرين؟ وهكذا يوميا لمدة ساعتين تقريبا وهكذا لمدة 12سنة، ففي البداية لم أكن أعرف أن هذا من الرياء, ولكن أصبحت أرى في المنام لعدة مرات الصليب والأصنام مع رؤيا أخرى تنبهني من هذا الذنب, وأحاول التوبة، ولكنني لا أستطيع, أصبحت عادة في رأسي, علما بأنني ـ والحمد لله ـ أقوم بجميع العبادات لله وأقرأ القرآن وأتوب فترة ثم أرجع للذنب, وعندما أتوب أعاني من خواطر الشك في العقيدة والتوحيد والوساوس، فهل الاستغفار يكفر هذا الذنب في حال العودة له؟ يعني: هل للاستغفار فائدة مع الاستمرار في الذنب؟ وهل الآية: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ـ تنطبق على الشرك الخفي؟ وهل يوجد دعاء، أو ورد يومي أقوله لكي يساعدني على التوبة؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فابتداء ننبهك على أن ما ذكرته من الصور بعضها لا يدخل في باب الرياء، فمحبة الشخص أن يراه الناس بمظهر حسن، أو يرونه يتكلم بطريقة جيدة هذا ليس من الرياء, ففي الحديث الذي رواهمسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قيل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر الحق وغمط الناس.أما بخصوص التوبةمن الرياء: فهي كالتوبة من غيره من الذنوب تكون بالندم والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه مستقبلا، وقد سبق بيان التوبة وشروطها ومنزلة الاستغفار في الفتاوى التالية أرقامها:249020،559690،391540،54500.أما التوبة من الذنب مع الإقامة على فعله: فهذا ليس توبة صحيحة، لأن من شروط التوبة الإقلاع عن الذنب، فمن لم يقلع عنه فما تاب وإن كان يستغفر بلسانه.أما التوبة الصادقة من الذنب والإقلاع عنه ثم الرجوع إلى فعله مرة أخرى: فهذا لا ينقض التوبة الأولى، وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم:111852.أما بخصوص حبك لهذا الشخص ومدوامتك على التفكير فيه والتعلق به طوال هذه السنين: فهذا أمر خطير، إذ هو من العشق المحرم، وقد سبق أن بينا خطورة العشق وأقسامه وكيفية علاجه في الفتاوى التالية أرقامها:9360117632,126865.أما شمول قوله سبحانه:إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ{النساء:48}. للشركين الأكبر والأصغر: فهذا موضع خلاف بين أهل العلم فذهب بعضهم إلى أن الشرك الأصغر يغفر كسائر الذنوب, وذهبآخرونإلى أن الشرك الأصغر لا يغفره الله كالشرك الأكبر، ولكن إن مات صاحبه ولم يتب منه فإنه يموت على الإسلام بخلاف الشرك الأكبر، يقولابن تيميةـ رحمه الله:وقد يقال الشرك لا يغفر منه شيء لا أكبر ولا أصغر على مقتضى عموم القرآن وإن كان صاحب الشرك الأصغر يموت مسلما، لكن شركه لا يغفر له، بل يعاقب عليه وإن دخل بعد ذلك الجنة.انتهى.أما بالنسبة للورد اليومي: فليس هناك شيء بخصوصه، ولكننا ننصحك بالمحافظة على قول:لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ـ في كل يوم مائة مرة ـفإنها حرز لصاحبهامن الشيطان ـ بإذن الله ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلممن قال:لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة ـ كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل عملا أكثر من ذلك.متفق عليه.والله أعلم.
144,857
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144857
هل للموت يوم عرفة فضيلة خاصة
أختي ماتت يوم عرفة ـ الله يرحمها ـ وأريد معرفة فضل من مات يوم عرفة.وجزاكم الله كل الخير ورحم أموات المسلمين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا نعلم دليلاً على فضل الموت في يوم عرفة بخصوصه، ولكننا ندعو الله تعالى أن يغفر لأختك ويرحمها وأن يعافيها ويعفو عنها، ونوصيك بالاجتهاد في الدعاء والاستغفار لها، فإن هذا من أعظم ما تنتفع به بعد موتها.والله أعلم.
144,861
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144861
جواز قراءة القرآن من الكومبيوتر بدون وضوء
هل تجوز قراءة القرآن من الكومبيوتر بدون وضوء؟ وما حكم القبول بذلك؟ وهل أجر القراءة موجود؟ راجياً منكم إفادتي في هذا الموضوع للأهمية، حيث طلب مني أحد الرقاة المداومة على بعض السور القرآنية والتي هي ضمن برنامج علاجي، ولكثرة تواجدي في العمل لا أستطع الوضوء دائما، فهل تجوز القراءة من الكومبيوتر بدون وضوء؟.وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد بينا في الفتوى رقم:127203، جواز قراءة القرآن للحائض من الحاسوب، وأن الحاسوب لا يسمى مصحفاً فلا يحرم على المحدث مسه، وجواز هذا في حق من كان محدثاً حدثاً أصغر من باب أولى وأحرى.والله أعلم.
144,863
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144863
دخَّن المخدرات متعمداً في نهار رمضان
من دخَّن المخدرات متعمداً في نهار رمضان ماذا عليه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فمن أتى هذا الفعل فقد أتى منكراً عظيماً وارتكب إثماً جسيماً، وذلك من جهتين: إحداهما: تعمده إفساد صوم يوم من رمضان وهو من أكبر الذنوب وأعظم الكبائر. والثانية: تعاطيه للمخدرات.والواجب عليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً من هذين الذنبين فإنه قد عرض نفسه بذلك لسخط الله وعقوبته، ويجب عليه قضاء ذلك اليوم، وفي وجوب الكفارة عليه خلاف بين العلماء، والراجح عندنا أنها لا تجب لأن الكفارة إنما تجب في الفطر بالجماع، وراجع للفائدة في ذلك الفتوى رقم:111609.والله أعلم.
144,869
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144869
اختار اسما لابنته فهل يحق لامرأته المطالبة بتغييره
أنا متزوج منذ ثلاث سنوات وأنجبت بنتا أسميتها زينب وصدرت لها شهادة ميلاد وجواز سفر، ودائما زوجتي تخلق لي المشاكل وتريد أن تغير اسم البنت من زينب إلى ملاك وعمرها حاليا سنتان وثلاثة أشهر وكلما تذهب إلى بيت أهلها تأتي لي في وضع كله نكد وتناقشني في نفس الموضوع وتهددني بأنها ستذهب إلى بيت أهلها دون رجعة إلى أن أغير الاسم، وأنا مصمم على أن لا أغير اسم زينب، فماذا أفعل يا شيخنا؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق أن بينا أن تسمية المولود حق للأب لا للأم، فراجع الفتوى رقم:115182.فليس لزوجتك الحق في المطالبة بتغيير هذا الاسم الذي اخترته لابنتك خاصة وأنه من الأسماء الحسنة، فهو اسم لواحدة من بنات النبي صلى الله عليه وسلم،هذا بالإضافة إلى أن التسمية بملاك محل نظر، كما بينا في الفتوى رقم:114566.وإن أصرت زوجتك على اختلاق المشاكل بسبب التسمية، أو خرجت من البيت بغير إذنك فهي امرأة ناشز وعلاج النشوز قد أوضحنا جنباً منه بالفتوى رقم:1103.وإن أمكنكما التراضي على اسم آخر لا محذور فيه لحل هذه المشكلة فهو خير، فالأمر في التسمية يسير فلا ينبغي أن يوصل الزوجين إلى هذا الحد من الخلاف، فتطاوعا ولا تختلفا.والله أعلم.
144,871
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144871
دعاء مأثور
أنا عندي وسواس هل يجوز مثلاً أن أقول يا رب أشهدك وأشهد حملة عرشك أنك أنت الله لا إله إلا أنت؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق الحديث عن الوساوس وكيفية علاجها في الفتوى رقم:28751، والفتوى رقم:110257، والفتوى رقم:22374.أما بخصوص هذا الذكر فلا ندري ما وجه استفسارك عنه وهو من الأدعية المأثورة، وعموماً فقد سبق لنا الحديث عنه في الفتوى رقم:34520.والله أعلم.
144,875
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144875
زواج الفتاة بدون علم الأهل
هل يصح الزواج سواء كان عرفيا أو رسميا بدون علم الأهل، وإذا كان حدث النكاح ومن الاستحالة إخبار الأهل بذلك، فما العمل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فجمهور أهل العلم على أن المرأة لا يصح نكاحها بدون إذن وليها خلافاً للإمامأبي حنيفة، وبناء على ذلك فإن كان المقصود بقولك: (بدون علم الأهل) زواج المرأة بدون إذن وليها وحصلت الشهادة على العقد سواء كان زواجاً عرفياً أو موثقاً فإنه يعتبر باطلاً عند الجمهور، صحيحا عند الإمامأبي حنيفة،كما يصح ويمضي إذا باشر عقده قاض شرعي أو حكم بصحته، وراجعي التفصيل في الفتوى رقم:47816.وإن كان المقصود بالأهل أقارب المرأة غير وليها فإنه لا تتوقف صحة النكاح على علمهم، وبالتالي فلا حرج في إجرائه دون علم منهم.والله أعلم.
144,879
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144879
هل تشترط نية الجمع والموالاة في جمع التقديم
أنا على سفر، وصليت الظهر قصرا، وبعد الانتهاء من الصلاة بفترة نويت أن أجمع معها العصر لخشيتي من عدم تمكني من صلاتها في وقتها، فأعدت الصلاتين قصرا وجمعا بالترتيب. فهل ما فعلت صحيح، أم يجب علي إعادة صلاة العصر قصرا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد اشترط كثير من العلماء لصحة الجمع بين الصلاتين جمع تقديم أن توجد نية الجمع عند افتتاح الأولى، وأن يوالي بين الصلاتين المجموعتين فلا يفصل بينهما بفاصل طويل عرفا، واختار شيخ الإسلام وجماعة من العلماء عدم اشتراط نية الجمع ولا الموالاة بين الصلاتين المجموعتين تقديما، فعلى القول الأول لم يكن يجوز لك الجمع لفوات شرطه وهو النية والموالاة.وكان الواجب عليك أن تصلي العصر في وقتها، وعلى ما اختاره الشيخ فجمعك بين الصلاتين صحيح، ولا أثر لإعادتك الظهر في جواز الجمع أو عدمه، وقول شيخ الإسلام له قوة واتجاه، ومن ثم فنرجو أن يكون جمعك بين الصلاتين مجزئا إن شاء الله وألا تلزمك الإعادة، وإن أعدت العصر احتياطا وخروجا من الخلاف كان ذلك حسنا والخطب يسير.وننصحك فيمابعد بالحرص على العمل بقول الجمهور فإنه أحوط وأبرأ للذمة، وراجعي لمزيد من التفصيل الفتوى رقم:138548فانظريها وما أحيل عليه فيها.والله أعلم.
144,881
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144881
مات عن زوجة وأربعة أبناء وخمس بنات
الرجاء قسم الميراث على الورثة التالي ذكرهم: زوجة، وأربعة أولاد، وخمس بنات.علما بأن هناك وصية تركها الميت تتعلق بتركته، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم توجد عقارات أوصى بها بين الابن والبنات وعقارات أخرى ـ لا أما بنسب الئ أموال التجارة تركة الوالد رحمه الله ـ بقيمة 3ملاير و 6مائة مليون في التجارة، ومن تركة الوالد ـ رحمه الله ـ قضية في المحكمة في عقار واحد ودفعنا في المحكمة أمولا قدرها 1مليار ومازالت لم تنته، و2 من البنات متزوجات ولهن أبناء والأخريات قصيرات، وخسر إخوتي التجارة بنسبة تصل إلى 8مائة مليون دينار جزائري ويوجد 5 شاحنات من نوع كبير و1 من نوع صغير و3 سيرات، مع العلم أنني الأخ الأكبر أعطاني الوالد ـ رحمه الله ـ مبلغ قيمته 1مليار في عام2002 وتوفي غفر الله له ورددت المبلغ إلى المحل التجاري قبل أن يخسر في عام 2008ومع العلم أن لي محلا تجاريا منذ2002 إلى الآن2010، والسؤال: هل لي الحق أن أرث معهم في الأموال التجارية أم لا؟ وهل لهم الحق أن يرثوا أموال التجارة التي أقمتها وحدي منذ: 2002 إلى 2010 وتعبت فيها وهذا بتوفيق من الله عزوجل ومع العلم أنه رحمه الله توفي في عام 2003.أفيدوني.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر، فإن لزوجته الثمن ـ فرضا ـ لوجود الفرع الوارث, قال الله تعالى:فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ{ النساء: 12 }.والباقي للأبناء والبنات ـ تعصيبا ـ للذكر مثل حظ الأنثيين، لقول الله تعالى:يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ{ النساء : 11 }.فتقسم التركة على مائة وأربعة أسهم, للزوجة ثمنها ـ ثلاثة عشر سهما ـ ولكل ابن أربعة عشر سهما, ولكل بنت سبعة أسهم.وأما ما ذكره السائل فيما يتعلق بالوصية وما ذكر معها: فإن الوصية ببعض العقارات للابن والبنت تعتبر وصية لوارث، وهي غير لازمة إلا إذا رضي الورثة بإمضائها, وإذا لم يرضوا بإمضائها ردت تلك العقارات الموصى بها إلى التركة ويقتسمها الورثة بينهم القسمة الشرعية, وكل الورثة لهم حق في التركة ـ الذكر والأنثى المتزوج منهم وغير المتزوج, البالغ الرشيد والصغير القاصر ـ ويرثون كل ما خلفه الوالد وكان ملكا له في حياته من العقارات والسيارات الكبيرة والصغيرة والنقود وسائر ما تركه مورثهم.كما أن العقار الذي حوله قضية في المحكمة فإن قضت المحكمة بملكه، أو بعضه للميت فإنه يصير تركة للورثة أيضا ويقسمونه بينهم القسمة الشرعية.وأما المال الذي دفعه لك والدك: فإن كان دينا فهو بعد وفاته يرد إلى التركة, وقولك إنك رددته إلى المحل التجاري ـ على ما فهمناه من كلامك ـ فإنه يحتاج إلى بينة، أو تصديق من الورثة، فإن أقمت بينة، أو صدقك الورثة بأنك رددته فذاك وإلا فالواجب عليك أن ترده، لأن الأصل بقاؤه في ذمتك, ودعواك الرد تحتاج إلى بينة.وأما الأبناء الذين خسروا في التجارة: فإن كنت تعني أنهم تاجروا في التركة قبل قسمتها وخسروافلم يبين لنا السائل ما نوع التجارة والعقد الذي مارسوه وهل تاجروا بالتركة عن رضى وإذن من سائر الورثة وعن غير تفريط منهم أم بغير رضى الورثة، أو بتفريط، وكل هذه الاحتمالات لها حكم خاص ويطول الجواب بذكرها جميعا فإن كان السائل حريصا على معرفة الحكم الشرعي فليذكر لنا المسألة بشيء من التفصيل.وأخيرا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها مفت طبقاً لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، أو مشافهة أهل العلم بها إذا لم توجد محكمة شرعية، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا، أو ديون، أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي ـ إذاًـ قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية ـ إذا كانت موجودة ـ تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم.
144,883
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144883
حكم صلاة الموظفين جماعة في مجلس الشركة
أعمل لدى شركة خاصة بها مجلس، وجزء من هذا المجلس مفروش بسجاد مسجد، فهل يجوز أن نصلي في جماعة في ذلك المكان؟ أم نصلي في مسجد يبعد عن الشركة حوالي كيلو متر تقريبا؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فأكثر العلماء الموجبين للجماعة يرون أن فعلها يجزئ في كل مكان، ولا يجب المسجد لفعل الجماعة وإن كان فعلها في المسجد أولى وأعظم أجرا بلا شك، لما في إتيان المساجد من الفضيلة وللخروج من الخلاف، وانظر الفتوى رقم:128394.وعليه، فلا حرج عليكم في الصلاة في هذا المكان، وإن أمكنكم الذهاب إلى المسجد بلا ضرر يلحق العمل الذي استؤجرتم له فهو أولى لما قدمنا.والله أعلم.
144,885
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144885
لم تطف للإفاضة وتزوجت ثم بعد فترة اعتمرت
حجت والدتي قبل 35 سنة وكانت موظفة في السعودية في أبها قبل زواجها، وبعد وقوفها في عرفة حاضت فعملت جميع المناسك باستثناء طواف الإفاضة والوداع، ثم رجعت إلى الأردن، ولجهلها بالحكم الشرعي تزوجت وأنجبت والآن نحن في حيرة، فما العمل؟ علما بأنها قامت بعمرة قبل 5 سنوات وطافت وسعت، فهل طواف هذه العمرة يجزئ عن طواف الإفاضة؟ وهل حجها باطل؟ أم أنها ما زالت على إحرامها؟علما بأن سياسة الأردن حلف اليمين بأنها لم تحج من قبل, فهل يجوز لها الحلف على ذلك؟ وهل زواجها قبل 35 سنة كان باطلا؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا شك في أن الجهل بأحكام الشرع داء عضال، وبسببه يوقع المكلف نفسه في حرج عظيم، فحري بكل عاقل حريص على إبراء ذمته وأن يعبد ربه على بصيرة أن يجتهد في تعلم ما يلزمه تعلمه من أحكام الشرع المطهر، ويجب على والدتك ـ هداها الله ـ أن تستغفر من تقصيرها وتفريطها في تعلم ما يلزمها تعلمه فإنها بسبب الجهل أوقعت نفسها في هذا الحرج.وأما عن جواب هذه المسألة: فإن هذه المرأة كانت باقية على إحرامها لم تحل منه حتى طافت بالبيت وسعت بين الصفا والمروة، وذلك أن الطواف والسعي لا آخر لوقتهما،قالالنوويـ رحمه الله:وهذا الطواف ركن من أركان الحج لا يصح الحج إلا به بإجماع الأمة،قالالأصحاب: ويدخلوقتهذا الطواف من نصف ليلة النحر ويبقى إلى آخر العمر ولا يزال محرما حتى يأتي به.انتهى.وإذ قد اعتمرت فطافت في عمرتها تلك وسعت، فإن إحرامها بالعمرة لم ينعقد ووقع طوافها وسعيها عن طواف الحج وسعيه إن كان قد لزمها السعي، وذلك لأن المتلبس بالنسك لا يجوز له الإحرام بالعمرة ولا ينعقد إحرامه،قالالشافعيـ رحمه الله ـ في الأم:فَإِنْ اعْتَمَرَ وهو في بَقِيَّةٍ من إحْرَامِ حَجِّهِ، أو خَارِجًا من إحْرَامِ حَجِّهِ وهو مُقِيمٌ على عَمَلٍ من عَمَلِ حَجِّهِ فَلَا عُمْرَةَ له وَلَا فِدْيَةَ عليه، لِأَنَّهُ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ في وَقْتٍ لم يَكُنْ له أَنْ يُهِلَّ بها فيه.انتهى.وأما زواج تلك المرأة: فإنه لم يقع صحيحا عند كثير من العلماء، أو أكثرهم، فإن نكاح المحرم غير صحيح عند الجمهور، كما هو مبين في الفتوى رقم:141779.وذهب بعض العلماء إلى أن عقد النكاح إذا وقع بعد التحلل الأول فإنه يكون صحيحا، وإنما يحرم بعد التحلل الأول الوطء ـ فقط ـ وهو اختيار شيخ الإسلامابن تيمية،وهو كذلك قول كثير من الشافعية،قالالنوويفي شرح المهذب:قال أصحابنا: أي الشافعية -الحج ويحل بالتحلل الأول في اللبس والقلم وستر الرأس والحلق إن لم نجعله نسكا بلا خلاف، ولا يحل الجماع إلا بالتحللين بلا خلاف، والمستحب أن لا يطأ حتى يرمي أيام التشريق وفي عقد النكاح والمباشرة فيما دون الفرج بشهوة كالقبلة والملامسة قولان مشهوران،قال القاضي أبو الطيب: نص عليهما الشافعي في الجديد، أصحهما عند أكثر الأصحاب لا يحل إلا بالتحللين وأصحهما عند المصنف - أي الشيرازي -والروياني يحل بالأول. انتهى.وقالابن مفلحـ رحمه الله ـ في الفروع:ثم حل له كل شيء إلا النساء، قال القاضي وابنه وابن الزاغوني والشيخ وجماعة والعقد، وظاهر كلام أبي الخطاب وابن شهاب وابن الجوزي حله وقاله شيخنا وذكره عن أحمد. انتهى.وصوبه في تصحيح الفروع وذكر أنه ظاهر كلام أكثر الأصحاب يعني الحنابلة، والأخذ بهذا القول ـ وهو صحة عقد النكاح في هذه الصورة ـ لا حرج فيه وقد رجحه من مر ذكره من العلماء، وهو ـ أيضا ـ مذهب الحنفية فإنهم يصححون نكاح المحرم بكل حال، والأحوط تجديد هذا العقد وذلك بأن يقول وليها لزوجها زوجتك بنتي، أو أختي ويقول هو قبلت في حضرة شاهدين عدلين، وهذا أمر يسير ـ إن شاء الله ـ وبه يحصل الخروج من الخلاف.وأما الأولاد: فهم لاحقون بأبيهم بلا خلاف، لأن الوطء كان وطء شبهة عند من لم يصحح العقد وما حدث من الوطء قبل تحللها فإنه لا شيء عليها فيه لأجل الجهل بالحكم.والله أعلم.
144,889
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144889
وجه ذكر النساء بعد قوله تعالى (..لا يسخر قوم من قوم..)
سبب تخصيص النساء في الآية 10 من سورة الحجرات ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فكلمة القوم تطلق على الذكور، ولذا عطف الله عليهم النساء في الآية المذكورة من سورة الحجرات.جاء في التسهيل لعلوم التنزيللابن جزي:لما كان القوم لا يقع إلا على الذكور عطف النساء عليهم.اهـوفي تفسير البحر المديد :والقوم خاص بالرجال ؛ لأنهم القوامون على النساء ، وهو في الأصل : جمع قائم ، كصوم وزور ، في جمع صائم وزائر ، واختصاص القوم بالرجال صريح في الآية ؛ إذ لو كانت النساء داخلة في الرجال لم يقل : {ولا نساء من نساء} وحقق ذلك زهير في قوله :وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء ؟اهـ.وفي مفردات ألفاظ القرآنللراغب الأصفهاني:والقوم: جماعة الرجال في الأصل دون النساء، ولذلك قال: {لا يسخر قوم من قوم} الآيةقال الشاعر:*أقوم آل حصن أم نساء*اهـوفي تفسير البحر المحيطلأبي حيان:وقوم مرادف رجال ، كما قال تعالى : ) الرجال قوامون على النساء ( ، ولذلك قابله هنا بقوله : ) ولا نساء من نساء ، وفي قول زهير :وما أدري وسوف إخال أدريأقوم آل حصن أم نساءوالله أعلم.
144,891
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144891
أحرم للعمرة بثيابه فما حكمه وما يلزمه
نحن نسكن في المنطقه الشرقية، وذهب زوجي في رحلة عمل إلى جده وكان ينوي العمرة اليوم أو غدا ومر بالميقات وهو بالطائرة ولبى ونوى العمرة، ولكنه لم يلبس الاحرام لأنه كان عنده عمل. فهل عليه شيء ؟ وهل يذهب الآن إلى ميقات أهل مكة أو يلبس إحرامه من جده ويذهب للعمرة؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فما دام زوجك قد أحرم من الميقات فقد فعل الواجب، وكان عليه أن ينزع الثياب المخيطة فورا ويلبس ثياب الإحرام، وإذ لم يفعل واستدام لبس المخيط بعد تلبسه بالنسك فالواجب عليه الفدية وهي على التخيير بين صيام ثلاثة أيام وإطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع وذبح شاة، إلا إن كان جاهلا بالحكم فلا شيء عليه إن شاء الله ويبادر بخلع المخيط فور علمه بالحكم، فإن استدام لبسه مع العلم بالحكم والذكر له فعليه الفدية كما مر.جاء في الروض مع حاشيته:وإن لبس ذكر مخيطا فدىعالم بالتحريم، ذاكر لإحرامه، مستديم لبسه فوق المعتاد في خلعه.انتهى.وقالالبهوتيرحمه الله في الروض:ويسقط بنسيان أو جهل أو إكراه فدية لبس وطيب وتغطية رأس لحديث: عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، ومتى زال عذره أزاله في الحال. انتهى.والله أعلم.
144,893
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144893
حكم قال قال مهددا(علي الطلاق لتسافرن قبل العيد) ولم تسافر
زوجي حلف علي بالطلاق أن أسافر قبل العيد الصغير (علي الطلاق لتسافرن قبل العيد) وأنا لم أسافر وتصالحنا وقال لي أنا كنت أهددك فقط ونيتي لا أقصد بها الطلاق، أنا أحبك ولا أقدر أن أعيش بدونك. هل وقع الطلاق؟ وإذا كان وقع ماذا أفعل لكي نرجع أزواجا ؟ هل نحن هكذا في الحرام على الرغم أني سأولد الشهر القادم؟ملحوظة هذه الطلقة الثانية حدث مرة أنه طلقني لكن بقصد ورجعنا أمام 2 شهود. أرجو إفادتي لأنه يقول -الله أعلم بنية- وأنا لا أقصد طلاقك هذا كان تهديدا فقط؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فجمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة على أن الحلف بالطلاق يقع الطلاق بحصول الحنث فيه، وفصل بعض العلماء كشيخ الإسلامابن تيميةحيث قال:إن نوى وقوع الطلاق عند حصول المحلوف عليه فهو طلاق معلق يقع بوقوع المعلق عليه، وإن نوى المنع أو التهديد ونحوهما فهي يمين يلزم فيها عند الحنث الكفارة فقط. وراجعي في ذلك الفتوى رقم:19162.وبناء على ما تقدم فإن كان زوجك قد حلف بطلاقك على أن تسافري قبل العيد ولم تسافري فالطلاق نافذ عند الجمهور وهو القول الراجح ولو قصد التهديد.وقال شيخ الإسلامابن تيمية:تلزمه كفارة يمين في حال قصد التهديد.وفي حال وقوع الطلاق ـ وهو الراجح ـ فلزوجك أن يراجعك قبل وضع الحمل إن كانت هذا الطلقة ثانية كما ذكرت ، والرجعة تحصل بما يدل عليها من قول كراجعتك أو أعدتك لعصمتي مثلا، وإن حصل جماع أو مقدماته من لمس ونحوه ولو بدون نية الرجعة فقد حصلت الرجعة عند بعض أهل العلم وبالتالي فالمعاشرة بينكما مباحة.وراجعي التفصيل في الفتوى رقم:30719والله أعلم.
144,895
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144895
شروط التوكيل في الرمي، وحكم ترك المبيت بمنى
أنا شاب أبلغ من العمر 34 سنة ذهبت إلى الحج هذا العام أنا وزوجتي وابني البالغ من العمر سنة و9 أشهر مقيم بجدة بالسعودية وقفنا بعرفة وبتنا بمزدلفة وصباح يوم العيد ذهبنا إلى منى، لكنني كنت متعبا جدا لا أستطيع تكملة السير وجلست على الأرض لأستريح ورغم قربي من الجمرات لم أكن أقوى على الذهاب إليها كنت أحتاج بعض الوقت للراحة وهذا غير متوفر، لأنني ذهبت إلى الحج مترجلا ـ دون حملة ـ ولا يوجد مكان للراحة ومع حرارة الجو والإرهاق لم أتخيل أنني أستطيع أن أذهب إلى رمي جمرة العقبة والعودة سالما، لأنني كنت مجهدا جدا ولا أعلم هل إجهادي هذا بسبب مرض السكر أم من كثرة المجهود؟ فوكلت زوجتي أن ترمي عني وعنها جمرة العقبة وبعدها ذهبت إلى المنزل بجدة وحلقت شعري وتحللت التحلل الأصغر وكنت أنوي المبيت في منى أيام التشريق، ولكن التعب الشديد الذي لحق بي وبزوجتي وابني جعلني أذهب إلى المنزل ووكلت أحد أقاربي في رمي الجمرات في أيام التشريق عني وعن زوجتي وبقي لي من أركان الحج السعي وطواف الإفاضة فأجلتهما إلى أن يخف عدد الحجاج بمكة، وإن شاء الله قبل نهاية الشهر أكون أديتهما، هذا ما حدث معي في الحج، وسؤالي: هل حجي أنا وزوجتي صحيح؟ وما الفدية الواجبة علينا؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فرمي جمرة العقبة في يوم النحر يبدأ وقته بانتصاف الليل من ليلة النحر وينتهي بغروب شمس آخر أيام التشريق، فمن لم يرم في يوم النحر فعليه أن يرمي بعد ذلك ولا يوكل في الرمي ما دام قادرا على الرمي في أيام التشريق وكذا أيام التشريق هي كاليوم الواحد، فمن كان يقدر على الرمي في آخر الأيام لم يوكل في أولها، وعليه؛فإن كنت قد وكلت زوجتك في الرمي عنك لعجزك عنه وكان يغلب على ظنك أنك لا تستطيع الرمي بنفسك ولو في أيام التشريق فذلك مجزء عنك وكذا إن كنت عاجزا عن الذهاب إلى منى في أيام التشريق ومباشرة الرمي بنفسك، فإن توكيلك من يرمي عنك لا حرج فيه، وأما إن كنت تقدر على الذهاب إلى منى ومباشرة الرمي بنفسك فقد قصرت وأسأت بترك واجب من واجبات النسك وعليك دم عن ترك الرمي يذبح في مكة ويوزع على فقراء الحرم، وكذا يقال في حق زوجتك، فإن كانت قادرة على مباشرة الرمي بنفسها ووكلت مع القدرة لم تجزئها تلك الاستنابة ولزمها دم، وأما إن كانت وكلت وهي عاجزة عن الرمي فذلك مجزئ عنها، قالالنوويـ رحمه الله:قال الشافعي والأصحاب ـ رحمهم الله: العاجز عن الرمي بنفسه لمرض، أو حبس ونحوهما يستنيب من يرمي عنه لما ذكره المصنف، وسواء كان المرض مرجو الزوال، أو غيره لما ذكره المصنف، وسواء استناب بأجرة، أو بغيرها، وسواء استناب رجلا أو امرأة.انتهى.وقالابن قدامةـ رحمه الله:إذا كان الرجل مريضا، أو محبوسا، أو له عذر جاز أنيستنيبمنيرمي عنه: ومن ترك الرمي من غير عذر فعليه دم، قال أحمد: أعجب إلي إذا ترك الأيام كلها كان عليه دم، وفي ترك جمرة واحدة دم ـ أيضا ـ نص عليه أحمد، وبهذا قال عطاء والشافعي وأصحاب الرأي، لقول ابن عباس: من ترك شيئا من مناسكه فعليه دم.انتهى بتصرف.وأما المبيت بمنى: فإن كنت عجزت عنه لمرض، أو نحوه فقد جعل بعض العلماء هذا رخصة يسقط بها المبيت ولا يلزم بتركه شيء،قالابن قدامةـ رحمه الله:وأهل الأعذار من غير الرعاء كالمرضى ومن له مال يخاف ضياعه ونحوهم كالرعاء في ترك البيتوتة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رخص لهؤلاء تنبيها على غيرهم أو نقول نص عليه لمعنى وجد في غيرهم فوجب إلحاقه بهم.انتهى.ويرى بعض العلماء أن هذه الرخصة لا تشمل المرضى ونحوهم، وإنما هي لمن اشتغل بمصلحة عامة للمسلمين، وعلى قولهم فيلزمك دم لترك المبيت،قال الشيخالعثيمين ـرحمه الله:ومن له عذر خاص كمريض ينقل للمستشفى خارج منى، هل يقاس على هؤلاء، أو لا يقاس؟قال بعض أهل العلم: إنه يقاس بجامع العذر في كل منهم.وقال بعض العلماء: إنه لا يقاس على هؤلاء، لأن هذا عذره خاص، والسقاة والرعاة عذرهم عام للمصلحة العامة، فهو لا يشبه الرعاية والولاية، والذي عذره خاص فهذا ينظر في أمره هل يرخص له في ترك المبيت ويقال: إن عليك فدية لترك المبيت، أو يقال لا فدية عليك؟ ولكن قياسه على الرعاة والسقاة قياس مع الفارق. انتهىوهذا كله فيما إذا كان لك عذر من مرض، أو نحوه، وأما إن كنت قادرا على الذهاب إلى منى والمبيت بها ولكنك تكاسلت فعليك دم لترك المبيت يذبح بمكة ويوزع على فقراء الحرم، فإن عجزت فعليك صيام عشرة أيام قياسا على العاجز عن دم التمتع، وما قيل في حقك من هذا التفصيل يقال في ترك زوجتك للمبيت، فيلزمها دم لعدم العذر، وأما مع العذر ففيه الخلاف المتقدم، والأحوط ذبح الدم، أو الإتيان ببدله وهو الصيام، وأما تأخيرك الطواف والسعي فلا حرج فيه، لأن الطواف والسعي لا آخر لوقتهما عند كثير من العلماء.والله أعلم.
144,897
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144897
حكم تحميل الألعاب ذات الحقوق بلا إذن أصحابها
في جهاز أختي لعبة حملتها من الانترنت وكانت (تجربة تصل إلى مرحلة معينة ثم تتوقف اللعبة) عندما انتهت التجربة طلبوا شراء اللعبة لتكملتها ووجدت أختي لعبة كاملة مجاناً وحملتها. هل يجوز ذلك وإن كان لا يجوز ماذا أفعل وأختي متعلقة جداً بهذه اللعبة (تلعب بها ساعتين في اليوم) ؟ زادكم الله علماً .
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فبداية ننبه على أن الألعاب الإلكترونية إن خلت من المحاذير الشرعية ولم تشغل عن واجب، فلا حرج فيها إن شاء الله، مع أن الإكثار منها مخل بالمروءة ومضيعة للوقت، كما سبق بيانه في الفتوى رقم:46426.وأما مسألة تحميل الألعاب مجانا من الإنترنت، فهذا لا حرج فيه إن كان بإذن أصحابه، وأما ما يحتفظ أصحابه بحقوق نسخه ويمنعون تحميله إلا ببذل ثمنه، فالمفتى به عندنا هو عدم الجواز، وراجع في ذلك الفتويين:111761،116005.وعلى ذلك، فينبغي لأختك أن تزيل هذه اللعبة من حاسوبها، للسبب الآنف الذكر، وسبب آخر وهو أن التعلق بهذه الألعاب ـ وإن خلت من المحاذير الشرعية ـ يحمل على التفريط في المهمات وأداء الواجبات الشرعية والاجتماعية.فعليك أن تنصحيها وتعظيها وتعينيها على الخير، وبإمكانك أن تشركي في ذلك من يقوم على أمرها من والد أو أخ أو غيرهما ممن يحسنون التصرف ويتعاملون بالحكمة.والله أعلم.
144,801
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144801
أخذ الأب من مال ولده ومطالبة الولد بما اقترضه والده منه
قرأت في موقعكم المبارك وفي كتب شروح الحديث شرح حديث "أنت ومالك لأبيك"، ورجحتم أن اللام في الحديث للإباحة لا التمليك، فيباح للأب أن يأخذ من مال ولده عند الحاجة.وسؤالي هو أني الآن بقي لي ما يقارب سنتين في الجامعة، فقررت أن أدرس بعض الطلاب دروساً خصوصية مقابل مال حتى إذا حان تخرجي من الجامعة كان معي بعض مال فأتزوج به أو أسارع بالزواج لأعف نفسي فزماننا زمان فتن وشهوات، لكن أبي بين الفينة والأخرى يطلب من المال الذي اكتسبته إما لشراء بضاعة لعمله أو لتصليح سيارته، مع العلم أنه متساهل في أخذ أجرته من زبائنه فلا يأخذ أجرته كاملة، وهو مفرط في التدخين فينفق ما يقارب 130 ديناراً أردنياً في الشهر على الدخان أي ما يفوق أو يقارب ما أكتسبه أنا في الشهر. فهل لوالدي أن يأخذ من مالي لهذه الأسباب؟ وهل لي أن أطالبه بمالي على أنه دَين؟ أو هل لي أن أخفي عنه مالي بتورية؟ أرشدوني بارك الله بكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فيجوز للأب الأخذ من مال ولده بشروط سبق بيانها بالتفصيل ويمكنك أن تراجع فيها الفتوى رقم:46692.وبناء على ما في الفتوى فما دمت تحتاج إلي مالك للزواج مع كون أبيك له مهنة يتكسب منها، وليس محتاجا -كما ذكرتَ- فلا يحق له الأخذ من مالك ولا يجب عليك إعطاؤه، وعليك أن تحسن إليه وتتلطف له وترده برفق إذا أردت رده فإن حقه في البر غير ساقط على كل حال.ومن جهة أخرى فإنه لا تجوز إعانته على شراء الدخان لما في ذلك من الإعانة على المنكر والإثم، قال تعالى:وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{المائدة:2}.وعليك نصحه بترك شرب الدخان لحرمته ولما يترتب عليه من مفاسد ومخاطر كثيرة، وراجع التفصيل في الفتوى رقم:1819.ويجوز لك إعطاء أبيك من مالك على أنه دين في ذمته، والجمهور على جوازالمطالبة بهذا الدين خلافا للحنابلة.قالابن قدامةفي المغني:وليس للولد مطالبة أبيه بدين عليه . وبه قال الزبير بن بكار . وهو مقتضى قول سفيان بن عيينة . وقال أبو حنيفة , ومالك , والشافعي : له ذلك ; لأنه دين ثابت , فجازتالمطالبة به , كغيره .ولنا { أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأبيه يقتضيه دينا عليه , فقال : أنت ومالك لأبيك } . رواه أبو محمد الخلال بإسناده.انتهى.كما يجوز لك إخفاء المال عنه باستخدام بعض المعاريض ، وراجع في ذلك الفتوى رقم:93348.والله أعلم.
144,805
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144805
طريقة تمييز شكل المذي على الملابس
كيف يكون شكل المذي في السروال؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا يمكن ضبط شكل المذي في الملابس لأنه يختلف باختلاف لونها، فإذا كان السروال أسود مثلا فإن المذي قد يظهر فيه بلون أبيض, وإذا كان السروال أبيض مثلا فقد لا يظهر فيه المذي بوضوح, والمهم ضبط مواصفات المذي وقد ذكرناها في الفتاوى أرقام:108740,100639,67493,129045.وإذا اشتبه الخارج على صاحبه هل هو مني أم مذي وشك ولم يترجح له أحد الأمرين فمن أهل العلم من يوجب عليه الغسل والوضوء مرتبا مع تطهير ما أصابه منه.ومنهم من يخير صاحبه بين أن يجعله منيا أو مذيا, وانظر التفصيل في الفتوى رقم:118140.والله أعلم.
144,807
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144807
استأثر الله بعلم بعض أسمائه
هل حدد رسول الله صلى الله عيه وسلم أسماء الله الحسنى كاملة؟ أم لم يحددها؟ وهل يجوز اعتبار النعيم الاسم المكمل للمائة؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فان أسماء الله تعالى لم يحددها النبي صلى الله عليه وسلم وهيليست محصورة، وقد استأثر الله تعالى بعلم بعضها فلم يعلمه للناس، ولكنه علم الخلق من أسمائه ما يفوق التسعة والتسعين اسما، فعلمهم أسماء في القرآن وفي غيره، ففي الصحيحن من حديثأبي هريرةأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة.ومما يدل على أن أسماءه تعالى أكثر من هذا العدد ما أخرجهالإمام أحمدمن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول:أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك....الحديث.وقد أوردها في حديث عنأبي هريرة: وذكر فيه تسعة وتسعين، ولكن العلماء اختلفوا في تصحيح حديثالترمذيهذا، فمنهم من رآه صحيحا ومنهم من اعتبره مدرجا، أي أن أحد من روى عنهمالترمذيهذا الحديث هو الذي اجتهد في استنباط هذه الأسماء من الكتاب والسنة. والراجح عند المحققين من أهل العلم هو ضعفه، فقد ضعفهشيخ الإسلام وابن حجروغيرهما،وليس في القرآن ولا فيحديثالترمذيذكر اسم النعيم ولا يجوز تسمية الله اجتهادا، لأن أسماء الله توقيفية.وقد جمعالشيخ ابن عثيمينفي القواعد المثلى تسعة وتسعين اسما ثبت ذكرها في الكتاب والسنة، ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى التالية أرقامها:12383،49892،101344،5726597032.والله أعلم.
144,809
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144809
هل يشرع ذكر الله عند الوطء على الدم
هل يجب على الإنسان الذي يدوس على الدم من غير قصد أن يذكر الله تعالى؟ حيث يقال إن الجن يكون فوق ذلك الدم فهل هذا صحيح؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا نعلم دليلا على استحباب ذكر الله عند الوطء على الدم، ولا على ما ذكر من أن الجن يكون فوقه، وهذا من أمور الغيب التي لا تثبت إلا بنص عن المعصوم، وذكر الله حسن في كل حال ولكن تخصيصه بهذا الموضع لم يرد فيه شيء فيما نعلم.والله أعلم.
144,811
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144811
الغسل من الجنابة بوجود العطر على الجسم
قبل أن أمارس العادة السرية أرش من معطر الجسم على جسمي وبعد كم ساعة أمارسها وبعد فترة أغتسل وبعد أن أغتسل أقول لنفسي ربما يكون هذا الغسل قد فسد، لأنني قمت برش جسمي من معطر الجسم، فما حكم الغسل عندها؟ وهل هو فاسد أم لا؟.أفيدوني، لأنني تعذبت كثيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فيجب عليك ـ أولا ـ أن تتوب إلى الله تعالى من فعل تلك العادة المحرمة, وقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان تحريمها وطريق التخلص منها، كما في الفتويين رقم:128819ورقم:7170وأما عن الغسل: فلا ندري ما وجه اعتقادك بفساده، أهو لأجل وجود المعطر على البدن, والعطر نجس لاشتماله على الكحول؟ أم أنه لكون العطر له جرم يمنع وصول الماء إلى البدن؟ فإن كان الأمر الأول، فهذا لا يبطل الغسل، لأن العطر يزول مع الماء, فالغسل صحيح, وإن كان لأن العطر يمنع وصول الماء فالجواب أنه إن كان له جرم يمنع وصول الماء فإنه يجب إزالته أولا قبل الغسل، ولا يصح الغسل مع وجود ما يمنع وصول الماء، وانظر الفتوى رقم:15378عن العطر الذي يمنع وصول الماء.والفتوى رقم:5450عن التوبة وشروطها.والله أعلم.
144,813
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144813
لا يقع الطلاق بمجرد الوعد
كنا نتحدث أنا وزوجتي ( نمزح ) فقلت لها عند ما يكون معي أموال سأتزوج عليك فقالت عند ما تفعل ذلك ستطلقتي فقلت لها بالثلاثة. هل وقع إذن الطلاق ؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالطلاق لا يقع إلا بلفظ صريح فيه أو كناية ـ وهي كل لفظ يدل على الفرقة وليس صريحاً فيها ـ ولا تكون الكناية طلاقاً إلا مع نية إيقاعه.قالابنقدامةفي المغني:إذا ثبت أنه يعتبر فيه اللفظ، فاللفظ ينقسم فيه إلى صريح وكناية، فالصريح يقع به الطلاق من غير نية، والكناية لا يقع بها الطلاق حتى ينويه، أو يأتي بما يقوممقام نيته.انتهى.وبناء على ما تقدم فلا يلزمك طلاق بسبب ما نطقت لأنه مجرد وعد وبالتالي فلا يقع طلاق إذا لم يتم تنفيذه. وراجع في ذلك الفتوى رقم:140975.والله أعلم.
144,815
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144815
القصر وجمع التقديم والتأخير للمسافر
سوف أهاجر إلى كندا وزوجتي وقد كنت استخرت الله في هذا الأمر، وسؤالي هو: كيفية أداء الصلاة يوم السفر حيث إنني ـ إن شاء الله ـ سأصلي الصبح في تونس وأستقل الطائرة على الساعة 11و45 دق أي قبل صلاة الظهر بتوقيت تونس وأصل إلى المغرب حوالي الساعة 13و30دق بتوقيت المغرب وعندنا راحة للمدة 0،50دقيقة كافية للصلاة، ومن ثم ركوب الطائرة في اتجاه كندا حيث نصل ـ إن شاء الله ـ حوالي الساعة 17و45 دق بتوقيت كندا أي بعد صلاة المغرب، فكيف أصلي في هذه الحالة؟ وبارك الله فيكم لما فيه خير الأمة الرجاء الدعاء لي ولزوجتي بالتوفيق والثبات على الطاعة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالسنة للمسافر أن يقصر الصلاة الرباعية ركعتين، لحديثابن عمرـ رضي الله عنهماـ قال:صحبترسول الله صلى الله عليه وسلمفكان لا يزيد في السفر على ركعتينوأبا بكر وعمر وعثمانكذلك ـ رضي الله عنهم. متفق عليه.فتصلي الظهر أثناء السفر ركعتين والعصر ركعتين, وللمسافر أن يجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم في وقت الظهر، أو جمع تأخير في وقت العصر والأفضل أن يفعل الأرفق به وبأهله, وقد روى الشيخان من حديثأنس بن مالك ـرضي الله عنهـ قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم:إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل بينهما، فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب. اهـ.ولعل الذي يصلح لك مما ذكر هو أن تصلي الظهر والعصر بعد وصولك إلى مطار المغرب، لأنك ستسافر قبل دخول الظهر في بلدك وربما تسافر من المغرب قبل دخول العصر ـ أيضا ـ ولن تصل إلى وجهتك ـ كندا ـ إلا بعد خروج وقت العصر, فعلى هذا تصلي الظهر والعصر جمعا عند وصولك المغرب, ثم تصلي المغرب والعشاء في كندا كل صلاة في وقتها من غير جمع ولا قصر، لأنك ستصلها في وقت المغرب وتصلي الصلوات تامة ما دمت تنوي الإقامة هناك أكثر من أربعة أيام, وانظر للأهمية الفتوى رقم:128774عن الإقامة في بلاد الكفر. والفتوى رقم:2007عن حكم الهجرة من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر.ونسأل الله أن يلهمكم رشدكم ويحفظ عليكم دينكم, وإن أبيتم إلا الإقامة هناك فلتكونوا دعاة إلى الله تعالى وسفراء خير للإسلام.والله أعلم.
144,817
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144817
مات عن أخت شقيقة وثلاثة أبناء أخ شقيق
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال : (ابن أخ شقيق) العدد 3۞-للميت ورثة من النساء : (أخت شقيقة) العدد 1
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر فإن لأخته الشقيقة النصف فرضا لقول الله تعالى في آية الكلالة: ....إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ......{النساء:176}.والباقي لأبناء الأخ الشقيق تعصيبا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر.متفق عليه.فتقسم التركة على ستة أسهم، للأخت الشقيقة نصفها ثلاثة أسهم، ولكل ابن أخ شقيق سهم واحد.ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم.
144,819
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144819
هل تكفي التوبة بلا استحلال في الحقوق المعنوية
أنا فتاة ظلمت بنات صغيرات بإقامة اللواط معهن وأنا نادمة، لأن بعضا منهن مريضات الآن نفسيا بسبب حادث والبعض في مرض سبب لهن غيبوبة فأخاف إن أرسلت لهن وأخبرتهن أن لا يسامحنني وليس معي مال، فماذا أفعل؟ وهل التصدق بالجوال لغسيل الكلى الذي يكون ب10 ريالات إلى أن يكتب الله لي الفرج فأحصل على مال فأتصدق عنهن؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلعلك تقصدين وقوعك في السحاق مع هؤلاء الفتيات, وما دمت قد تبت من ذلك, فإن التوبة تمحو ما قبلها والتائب من الذب كمن لا ذنب له, ولا يجب عليك أن تستحلي هؤلاء الفتيات، أو أوليائهن, وإنما تكفيك التوبة فيما بينك وبين الله, فما دام هذا الفعل قد وقع مع فتيات صغيرات فالاستحلال يكون لأوليائهن وإخبار هؤلاء الأولياء بتلك المعصية لا يخلو غالبا من مفسدة, وقد ذهب بعض العلماء إلى الاكتفاء بالتوبة فيما يتعلق بالحقوق المعنوية لمن خشي من وقوع مفسدة بإخبار صاحب الحق, جاء في حواشي تحفة المحتاج في شرح المنهاج:ثم رأيت الغزالي قالفيمن خانه في أهله، أو ولده، أو نحوه: لا وجه للاستحلال والإظهار، فإنه يولد فتنة وغيظا، بل يفرغ إلى الله تعالى ليرضيه عنه.فالذي ننصحك به أن تستري على نفسك ولا تخبري أحدا بذنبك, ولا يجب عليك أن تتصدقي عنهن, لكن ينبغي أن تكثري من الأعمال الصالحة ـ ومنها الصدقة ـ بقدر ما تستطيعين, وللفائدة راجعي الفتوى رقم:55197.والله أعلم.
144,825
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144825
مات عن زوجتين واثني عشر ابنا وست بنات
الرجاء قسم الميراث على الورثة التالي ذكرهم: زوجتان، واثنا عشر ولدا، وست بنات.وصية تركها الميت تتعلق يتركته، وهي: خلو محل من المحلات ثلاث ماله؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلم يتبين لنا المقصود تماماً فيما يتعلق بالوصية، وعلى أية حال، فإن كان الموصى به ثلث المال فأقل، فإن الوصية تنفذ إن كانت لغير وارث، أو اختل أحد الشرطين وأجازها الورثة البالغون الراشداء، وإذا لم تترك الميتة وارثاً غير من ذكر، فإن لزوجتيه الثمن ـ فرضاً ـ بينهما بالسوية، لقوله تعالى:فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ{النساء:12}.والباقي للأبناء والبنات ـ تعصيباً ـ للذكر مثل حظ الأنثيين، لقوله تعالى:يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ{النساء:11}.فتقسم التركة بعد إخراج الوصية على مائتين وأربعين سهماً، للزوجتين ثمنها ـ ثلاثون سهماً، لكل واحد خمسة عشر ـ ولكل ابن أربعة عشر سهماً، ولكل بنت سبعة أسهم.ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها مفت طبقاً لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا، أو ديون، أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي ـ إذاً ـ قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية ـ إذا كانت موجودة ـ تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم
144,827
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144827
مات عن أربع بنات وبنت أخ وابن ابن أخ
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من النساء : (بنت) العدد 4۞- وصية تركها الميت تتعلق يتركته ، هي : أوصت الميتة بثلث العقار الذي تملكه لابنة ابنتها۞- إضافات أخرى: للميتة بنت أخ وابن ابن أخ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فوصيتها بثلث العقار لبنت ابنتها تعتبر وصية صحيحة ماضية لكونها وصية لغير وارث وبما لا يزيد على الثلث فيجب تنفيذها, وإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر فإن للبنات الثلثين فرضا لقول الله تعالى في الجمع من البنات:... فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ...{النساء: 11}والباقي لابن ابن الأخ – إن كان شقيقا أو من الأب – لقول النبي صلى الله عليه وسلم:ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر.متفق عليه.ولا شيء لبنت الأخ لأنها ليست من الورثة بل من ذوي الأرحام, فتقسم التركة على ستة أسهم للبنات ثلثاها, أربعة أسهم, لكل واحدة سهم, ولابن ابن الأخ الباقي, سهمان, وإن كان ابن ابن الأخ من الأم فلا شيء له وتكون التركة كلها للبنات فرضا وردا.والله أعلم.