Question Number
int64
1
145k
URL
stringlengths
38
40
Question
stringlengths
1
100
Question_Context
stringlengths
4
11k
Answer
stringlengths
80
28.4k
144,577
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144577
السبيل الشرعي لإتمام صفقة بضاعة من الخارج لا يملك ثمنها
أعمل كوكيل حصري لمنتجات رياضية ملابس ومعدات إيطالية، أشتري بضاعة من الشركة مقدما وأقوم بالبيع طلب مني أحد التجار كمية كبيرة على أن يستلمها محليا ووعدني بالشراء، وليس لدي رأس المال الكافي لتوفير الكمية وهناك خياران أمامي: إما أن أطلب منه عربونا كضمان لتتم عملية الشراء، وبهذا العربون أستطيع تدبير الأمور وأشتري البضاعة بطريقة فتح اعتماد، والخيار الثاني: أن أضع هامش ربح معين وأعرض عليه السعر ثم يقوم هو بالتحويل مباشرة للشركة وتقوم الشركة بتحويل هامش الربح إلى حسابي، مع العلم أنني لن أخبره بنسبة الربح التي وضعتها، ولكنه يعرف بالطبع أنني سأربح من ورائه، فهل يجوز ذلك؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالخيار الأول: حرمته من جهة ما فيه من معاملة ربوية مع البنك، لأن السائل لن يُؤمِّن للبنك كامل المبلغ قبل إتمام عملية الاستيراد، وبالتالي سيقوم البنك بحساب فائدة على المبلغ الذي دفعه عنه، وفوائد أخرى في حال تأخر السداد، فإن الاعتماداتالمستندية عموما لا تخلو إما أن تكون بعد تأمين المستورد الثمن لدى البنك فيكون البنك بالنسبة له وكيلاً، وهذا لا حرج فيه حتى ولو أخذ البنك عمولة معلومة مقابل أتعابه.وإما أن يكون بدون تأمين المستورد للثمن لدى البنك، فهنا يكون البنك في الحقيقة قد أقرض المستورد هذا الثمن بفائدة ربوية، وراجع الفتوى رقم:69554.وأما الخيار الثاني: فإذا كان ما سيحصل بينك وبين الزبون عقد بيع على شيء معين قبل أن تتملكه فهذا غير جائز، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا يحل سلف وبيع، ولا شرطان في بيع، ولا ربح ما لم تضمن ولا بيع ما ليس عندك. رواهأحمدوالأربعة، وصححهالألباني.وراجع في ذلك الفتويين رقم:21724، ورقم:9432.والمخرج من ذلك أن لا يكون السائل في هذه الصفقة لا بائعا ولا مشتريا، وإنما يجعل الشركة هي البائع والتاجر هو المشتري مباشرة، على أن يأخذ أجرة معلومة من التاجر نظير تنازله عن حق الوكالة الحصرية الذي يتمتع به، أو تكون من قبيل السمسرة المتفق عليها سلفا، وراجع في ذلك الفتوى رقم:72048.كما يمكن إجراء عقد بيع سلم حسب شروطه الشرعية، وراجع في عقد السلم الفتوى رقم:98125.والله أعلم.
144,579
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144579
اليمين اللغو والمنعقدة واليمين الغموس
أختي لا تريد أن تخبر صديقاتها بكم اشترت ملابسها، وعندما سألتني صديقتها بكم اشترت ملابسها؟ حلفت بالله ما أعرف ثمنها وكان لدي علم بثمنها، وهذا من غير تفكير، أو قصد للحلف بالله، فكيف أكفر عن هذا اليمين؟. وشكراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن الحلف الذي يعتاده كثير من الناس ويجري على ألسنتهم من غير تعقيد لليمين ولا تأكيد لها كأن يقول الشخص مثلاً: لا والله ـ نعم والله ـ فهذا أمر لا يعاقب الله صاحبه عليه، ولا يترتب عليه أحكام اليمين، لأنه من يمين اللغو، ولا تجب فيه كفارة، لقول الله تعالى:لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ{المائدة: 89}.ولما أخرجهأبو داودوغيره عنعائشةـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:هو -أي يمين اللغو- كلام الرجل في بيته لا والله وبلى والله.وصححهالألبانيمرفوعاً في إرواء الغليل.وروىالبيهقيفي السنن الكبرىوعبد الرزاقفي المصنف عنعائشةـ رضي الله عنها ـ قالت:أيمان اللغو ما كان في المراء والمزاحة والهزل،والحديث الذي لا يعقد عليه القلب.وقد بينا هذا الحكم من قبل فراجع فيه الفتوى رقم:1910.وإنما يؤاخذ من حلف على كذب متعمداً ويعتبر هذا الحلف يمين غموس، وسميت غموساً، لأنها تغمس صاحبها في الإثم ـ والعياذ بالله ـ وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم اليمين الغموس من الكبائر، حيث قال:الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس.أخرجهالبخاري.واختلف هل تجب فيها كفارة مع التوبة أم لا؟ والأحوط هو الجمع بين التوبة والكفارة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم:7228.والله أعلم.
144,581
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144581
زكاة المال المستفاد الذي ليس نماء للأصل
لو كان لدي مبلغ من شهر محرم وبلغ النصاب وبعد 6 أشهر حصلت على مبلغ آخر ورغبت في شراء بعض المستلزمات فقررت أن أصرف من المبلغ الذي حصلت عليه في محرم واستنفذت المبلغ الذي حصلت عليه في محرم، فهل تكون علي زكاة في محرم من السنة الثانية أم لا؟.وجزاكم الله خير على أعمالكم ونفع الله بكم المسلمين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالمال المستفاد إذا لم يكن نماء للأصل يزكي عند حولان حوله في قوله الشافعية والمالكية والحنابلة، وذهب الحنفية إلى أنه يزكى عند حولان حول الأصل بكل حال، جاء في الموسوعة الفقهية:وذهب الحنفية إلى أنه يضم كل ما يأتي في الحول إلى النصاب الذي عنده فيزكيهما جميعا عند تمام حول الأول، قالوا: لأنه يضم إلى جنسه في النصاب فوجب ضمه إليه في الحول كالنصاب، ولأن النصاب سبب والحول شرط فإذا ضم في النصاب الذي هو سبب فضمه إليه في الحول الذي هو شرط أولى، ولأن إفراد كل مال يستفاد بحول يفضي إلى تشقيص الواجب في السائمة، واختلاف أوقات الواجب، والحاجة إلى ضبط مواقيت التملك، ووجوب القدر اليسير الذي لا يتمكن من إخراجه وفي ذلك حرج، وإنما شرع الحول للتيسير، وقد قال الله تعالى:وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ـ وقياسا على نتاج السائمة وربح التجارة. انتهى.وعلى مذهب الحنفية فالأمر واضح، فيجب زكاة جميع المال في الصورة المذكورة في المحرم ما لم ينقص عن النصاب، وقد يفهم من كلام الجمهور أنه لو أنفق المال الذي استفاده أولاً لم تجب عليه زكاة الثاني إلا عند حولان حوله إن كان نصاباً، ولكننا لم نظفر بنص صريح يدل على هذا، ومن ثم فنحن نرى أن الأحوط والأبرأ للذمة هو العمل بقولأبي حنيفة،لأن براءة الذمة من الواجب تحصل به بيقين، وتعجيل الزكاة في أثناء الحول جائز لا حرج فيه عند الجمهور، ففي إخراج زكاة جميع المال في المحرم اتقاء للشبهة واحتياط للدين.والله أعلم.
144,585
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144585
حكم الأخذ بأقوال شيخ الإسلام ابن تيمية في الطلاق
ما حكم الشرع في العمل بفتاوى ابن تيمية في مسائل الطلاق، علماً أن محاكم الدولة تأخذ بهذا الرأي وكذلك نخبة مهمة من العلماء؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فشيخ الإسلامابن تيميةعالم من علماء الأمة له اختياراته العلمية القوية، فترجيحاته محل اعتبار بلا شك، وما سألت عنه من أمر العمل بفتاويه فنقول فيه: إن هذا الذي يريد أن يأخذ بها لا يخلو أمره من حالين:الأول: أن يكون طالب علم شرعي له القدرة على فهم أقوال العلماء والنظر في أدلتهم ووجوه الاستدلال، فإذا ترجح عنده ما ذهب إليه شيخ الإسلامابن تيميةلقوة دليله فعمل بمقتضاه فلا حرج عليه في ذلك بل ذلك هو واجبه.الثاني: أن يكون عامياً، فالواجب في حقه سؤال أهل العلم.قالالقرطبيرحمه الله:فرض العامي الذي لا يشتغل باستنباط الأحكام من أصولها لعدم أهليته فيما لا يعلمه من أمر دينه ويحتاج إليه أن يقصد أعلم منفي زمانه وبلده فيسأله عن نازلته فيمتثل فيها فتواه، لقوله تعالى:فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. وعليه الاجتهاد في أعلم أهل وقته بالبحث عنه، حتى يقع عليه الاتفاق من الأكثر من الناس.انتهى.وهنالك محاذير في ذهاب العامي مباشرة إلى كلام العلماء وتنزيله على حاله، فما يدريه أن تكون الصورة التي تكلم عنها هذا العالم تنطبق على حاله، فقد يوجد نوع اختلاف لا يدركه، ففي عمله بالفتوى في هذه الحالة من الفساد ما لا يخفى.والله أعلم.
144,587
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144587
التحذير من كتاب (مفاتيح الفرج لترويح القلوب..)
أود السؤال عن صحة الأحاديث والأدعية في كتاب: مفاتيح الفرج لترويح القلوب وتفريج الكروب ـ تحقيق محمد صدّيق المنشاوي * الطبعة الوحيدة المحققة * دار الفضيلة للنشر والتوزيع والتصدير، علما بأن الكتاب يباع في المكتبات ورأيته يباع فـي المحلات في مكة ـ أيضا ـ وتساؤلي بسبب أنني قرأت بعض الأقاويل عن هذا الكتاب في الإنترنت، ولكن وجدت أن النسخ المنتشرة في الإنترنت ليست بنسخة محمد صدّيق المنشاوي. وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق لنا التحذير من الكتاب المذكور في الفتوى رقم:142979، وأيا ما كان محققه فلن يتغير الحكم على الكتاب، فكيف يستقيم العود والظل أعوج؟ فالكتاب مليء بالبدع والخرافات والضلالات، ومشحون بالأحاديث الموضوعة والمكذوبة والتي لا أصل لها ويعتمد على جانب كبير منه على الرؤى والمنامات، بل وعلى كتب السحر والشعوذة والزندقة ككتاب: شمس المعارف ـلأحمد بن علي البوني.ثم ننبه الأخت السائلة على أنمحمد صديق المنشاويالذي نسب إليه تحقيق الكتاب في الطبعة المذكورة في السؤال ليس هو الشيخ المقرئ المعروف، بل هو انتحال للاسم، أو مجرد تشابه أسماء، بل إن المؤلف نفسه غير معروف، فهناك طبعات للكتاب لم يكتب عليها اسم مؤلف أصلاً، وهناك طبعات كتب عليها: جمع واختيار وترتيب محمد عطية خميس، وعبد الوهاب ميت كيس!!.والله أعلم.
144,589
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144589
إذا كتب في عقد الموظف بدل يزيد عن مثله فهل يحل له أخذه
أنا متعاقدة مع جهة حكومية في السعودية، نص عقدي معهم على أن لي بدل سكن سنوي 25000 ولكن عند ما استلمت العمل أخبروني زملائي أنها غلطة في العقد والبدل للمرتبة التي أنا عليها أقل من ذلك، وفعلا في أول عام صرف لي البدل القليل، ولكن في العامين التاليين صرف لي ما هو مكتوب في العقد، هل هذا المبلغ من حقي أم أنه يعتبر مالا حراما؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فما دام العقد ينص على البدل المذكور، وهو ما تم عليه الرضا من طرف السائلة فلا حرج في تقاضيه كاملاً، فإن العقد شريعة المتعاقدين، ولذلك فإن من حق السائلة أن تطالب بالفرق بين القيمة المنصوص عليها في العقد لبدل السكن، وبين ما أخذته بالفعل عن السنة الأولى.وأما ما أخبر به الزملاء في العمل فلا يلزم السائلة الالتفات إليه، لأنهم ليسوا طرفاً في العقد فليس لهم صفة الدعوى. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد تم العمل بما هو مكتوب في العقد لمدة سنتين متتاليتين كما ذكرت السائلة، وهذا يرجح أنه ليس هناك خطأ في العقد، وعلى أية حال فالعقد القائم يظل معمولاً به ما لم يفسخ، أو يجري تعديله برضا طرفيه.والله أعلم.
144,593
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144593
استحباب الذكر في كل الأحيان سوى بعض الأحوال
هل يجوز ذكر الله في أي وضع؟ يعني مثلاً: أكون واضعا رجلا على رجل ويأتي في بالي ذكر الله فأقول لا، لا بد أن أنزل رجلي، أم الأمر عادي؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن الأفضل والأكمل للمسلم أن يكون على طهارة في غالب أوقاته، والأفضل له أن يذكر الله على كل حال، لقوله تعالى في وصف عباده أولي الألباب:الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ{ آل عمران: 191}.ولما في الصحيحين عنعائشةـ رضي الله عنها ـ قالت:كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه.فدل على مشروعية الذكر في كل حال؛ إلا عند قضاء الحاجة، كما جاء في تحفة الأحوذي:قوله: يذكر الله على كل أحيانه ـ أي في كل أوقاته ـ متطهراً ومحدثاً وجنباً وقائماً وقاعداً ومضطجعاً وماشياً ـ قال النووي في شرح هذا الحديث: واعلم أنه يكره الذكر في حالة الجلوس على البول والغائط وفي حالة الجماع فيكون الحديث مخصوصاً بما سوى هذه الأحوال.انتهى ملخصاً.والله أعلم.
144,595
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144595
تفسير قوله تعالى (وفاكهة مما يتخيرون *ولحم طير مما يشتهون)
أرجو تفسير الآية الآتية: وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد جاء في تفسيرالسعدي:وفاكهة مما يتخيرون ـ أي: مهما تخيروا وراق في أعينهم واشتهته نفوسهم من أنواع الفواكه الشهية والجنى اللذيذ حصل لهم على أكمل وجه وأحسنه.ولحم طير مما يشتهون ـ أي: من كل صنف من الطيور يشتهوه ومن أي جنس من لحمه أرادوا وإن شاءوا مشوياً، أو طبيخا، أو غير ذلك.وقالالقرطبيفي الجامع لأحكام القرآن:قوله تعالى: وفاكهة مما يتخيرون ـ أي يتخيرون ما شاؤوا لكثرتها وقيل: وفاكهة متخيرة مرضية، والتخير الاختيار، ولحم طير مما يشتهون ـ روى الترمذي عن أنس بن مالك قال: سئُل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الكوثر؟ قال: ذاك نهر أعطانيه الله تعالى - يعني في الجنة - أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر، قال عمر: إن هذه لناعمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكلتها أحسن منها.انتهى.والحديث الذي ذكرهالقرطبيصححهالأرناؤوط.والله أعلم.
144,597
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144597
إكراه الزوجة على الجماع
متزوج منذ سنة كاملة ورزقت ببنت ـ والحمد لله ـ لكن مشكلتي تكمن في أن زوجتي لا تحب الجماع أي إنه ليس لديها رغبة جنسية، وعندما أريدها تكون غير راغبة إلا بعد محاولات وهي مكرهة على ذلك، فهل يعد هذا ظلما لها؟ والآن أفكر في الزواج، لأنني لا أريد أكون ظالما لها وسوف أمسكها عندي، لأنها لا ترغب الجنس تماما.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالواجب على زوجتك أن تطيعك إذا دعوتها للفراش ولا يجوز لها الامتناع منه ما لم يكن لها عذر؛ كمرض أو حيض، أو صوم واجب، أما مجرد عدم رغبتها في الجماع فليس عذراً يبيح لها الامتناع،وإذا امتنعت لهذا السبب فلا حرج عليك في إكراهها على الجماع ولا يكون ذلك ظلماً لها، قالابن عابدين:له وطؤها جبراً إذا امتنعت بلا مانع شرعي.ولا حرج عليك في الزواج بأخرى إن كنت قادراً على ذلك بشرط أن تعدل بينهما في المبيت والنفقة الواجبة. وانظر الفتوى رقم:28707.وينبغي أن تتفاهم مع زوجتك وتبحثا أسباب عزوفها عن المعاشرة وتعملا على إزالة هذه الأسباب ما أمكن.وراجع قسم الاستشارات في موقعنا ليدلوك على أسباب عزوف زوجتك عن الجماع وعلاج ذلك.والله أعلم.
144,603
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144603
هل تفسخ الخطبة لتعود لزوجها الذي بانت منه
شيخنا أريد أن أسأل عما إذا كان يجوز لي أن أقنع أختي بفسخ خطبتها والتفكير في الرجوع إلى زوجها الأول الذي أنجبت منه أولادا، علماً بأن هذا الزوج تحدث معي وأعرب عن رغبته في إرجاع أم أولاده، وأنه لا يعلم أنها قد خطبت لرجل آخر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالزوج الأول بعد أن تبين منه زوجته ثم يحل له الزواج منها يصير خاطباً من الخطاب، فإذا كانت أختك قد ركنت إلى هذا الخاطب وتوافقا على الخطبة فلا يجوز فسخ خطبتها لأجل خاطب ثان ـ وإن كان زوجها الأول وأبأ أولادها ـ جاء في حاشيةالدسوقي:واعلم أن رد المرأة، أو وليها بعد الركون للخاطب لا يحرم ما لم يكن الرد لأجل خطبة الثاني.انتهى.والله أعلم.
144,605
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144605
ورث والده مالا ووضعه في البنك ويريد تزويجه بهذا المال
ورث أبي مبلغا ماليا، وهذا المبلغ في المصرف وعرض علي أبي هذا المبلغ لكي أتزوج به فرفضت، لأن المصرف يتعامل بالربا، فهل ما فعلته صواب؟.وشكراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فأصل المال الذي ورثه أبوك لا حرج عليك في الانتفاع به، فإن عرضه عليك وكنت محتاجاً للزواج فالصواب أن تقبل به، وأما المال المستفاد من الربا: فالأصل أنه لا يجوز لك الانتفاع به، ولا غيرك ممن لم يكن فقيراً محتاجاً إليه، وإنما يجب صرفه في مصاريف الأموال العامة كدور الأيتام والمستشفيات ونحو ذلك، لكن إذا كنت محتاجاً للزواج وليس عندك مال تدفعه في المهر وغيره من مصاريف الزواج فلا حرج عليك حينئذ في أخذه. وانظر الفتاوى التالية أرقامها:9616،9666،6880.والله أعلم.
144,607
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144607
استعجال إجابة الدعاء من كيد الشيطان
أعاني من مشكلة في الدعاء والظن بالله أي عندما أبدأ بالدعاء أظن أن الدعاء لن يقبل وأنه سيكون عكس الدعاء، لأنني أرى أبي يدعو بصلاح أخي الأكبر وهو مدخن وأحيانا يصلي ومتكبر, فأسمع أبي يصلي بالليل ويدعو بهدايته ولم أر شيئا حصل لأخي وأقول بداخلي لم يقبل من أبي وهو صالح وبار بوالديه وأنا مذنبة ومطلقة نظري إلى الحرام لو دعوت فهل سيقبل دعائي؟ ودائما أخاف أن أدعو، لأنني أخشى أن يكون عكس الدعاء مع أنني أدعو وأقول لنفسي إن ربي كريم وأحاول إقناع نفسي, وأقول إن الدعاء إما أن يرد، أو يرفع أو يدفع مصيبة, وأعلم أن الله يكون عند حسن ظن العبد به, فما الحل؟ وماذا أفعل؟.أرجوكم أريد الرد في أقرب وقت.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فنسأل الله سبحانه أن يصلح لك الحال والمآل، وأن يوفقك لمرضاته ويصرف عنك كيد الشيطان وشره، واعلمي ـ أيتها السائلة الكريمة ـ أن حسن الظن بالله سبحانه من الطاعات التي أمر الله بها عباده، وأمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم، فعنجابرـ رضي الله عنه ـ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلمقبل موته بثلاثة أيام يقول:لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل.رواهمسلموأبو داودوابن ماجه.كما أن إساءة الظن بالله من المعاصي العظيمة، وهي من صفات المشركين والمنافقين، قال سبحانه:وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا{الفتح: 6}.فالواجب على المسلم إحسان الظن بربه في كل وقت وعلى كل حال، واعلمي أن من الآفات التي يدخلها الشيطان على المسلم آفة استعجال الإجابة، وقد حذر من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء. رواهمسلم.وأما ما ترين من عدم اهتداء أخيك مع إلحاح والدك في الدعاء له: فهذا لا ينظر إليه على أنه دعاء مردود، بل لعل الله سبحانه أجل إجابة الدعاء لحكمة يعلمها، ثمإنه لا تلازم بين إجابة الدعاء وتحقيق المطلوب، فقد يستجيب الله دعاء عبده، ولكن لا يحقق له خصوص ما يطلبه بدعائه، يدل لهذا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذاً نكثر، قال: الله أكثر. رواهأحمدعنأبي سعيد الخدريـ رضي الله عنه.وأما ما تخافين منه من عدم استجابة الدعاء، أو حصول عكس مقصودك، فنقول: هذا من وساوس الشيطان ليثبطك عن هذه العبادة العظيمة، فاصرفي عنك هذه الوساوس واستعيني بالله واستعيذي به من كيد الشيطان الرجيم. ثم عليك أن تبادري بالتوبة إلى الله جل وعلا من معصية إطلاق البصر للحرام وغيرها من المعاصي.والله أعلم.
144,609
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144609
توضيح وبيان حول آية الميثاق
ما الحكم في من نفى وجود عالم الذر الذي أخذ الله فيه العهد على بني آدم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأوّل المعنى بالغريزة الدينية والشعور الروحاني فقط .وأن قوله: ألست بربكم ؟ قول إرادة وتكوين لا قول وحي وتلقين. جزاك الله على جهودكم في تجلية الحقائق وبيان العقيدة الحقة مما جعل موقعكم ومركز الفتوى في صدارة المواقع الإسلامية العالمية؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فبداية لابد من التنبيه على أمر مهم، وهو أن هناك فرقا عظيما بين إنكار عالم الذر وأخذ الميثاق على آدم وذريته، وبين إنكار كون ذلك تفسيرا لقوله تعالى:وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ{الأعراف: 172}.وأن الميثاق الثابت في السنة هو الميثاق الذي تشير إليه الآية.فأهل السنة من حيث الجملة يؤمنون بالميثاق وعالم الذر، كما قالالطحاويفي عقيدته:والميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم وذريته حق.اهـ.ولكنهم قد اختلفوا في كونه تفسيرا للآية، وجمهورهم يفسر الآية بذلك؛ للأحاديث والآثار المروية فيه، وبعضهم ينكر ذلك ويفرق بين الميثاق المشار إليه في الآية وبين الميثاق الثابت في الأحاديث والآثار، ويضعف ما جاء منها مصرحا بالإشهاد عليهم في عالم الذر، ويفسر الإشهاد في الآية بالفطرة على التوحيد، ويقصر دلالة الأحاديث على إثبات القدر السابق واستخراج صور بني آدم وتميز أهل السعادة من أهل الشقاوة، وهذا ما قررهابن القيمفي (أحكام أهل الذمة) حيث قصر دلالة الأحاديث الصحيحة على ذلك ثم قال:وأما الآثار التي فيها أنه استنطقهم وأشهدهم وخاطبهم فهي بين موقوفة ومرفوعة لا يصح إسنادها ... وبالجملة فالآثار في إخراج الذرية من ظهر آدم وحصولهم في القبضتين كثيرة لا سبيل إلى ردها وإنكارها، ويكفي وصولها إلى التابعين فكيف بالصحابة ! ومثلها لا يقال بالرأي والتخمين، ولكن الذي دل عليه الصحيح من هذه الآثار إثبات القدر وأن الله علم ما سيكون قبل أن يكون وعلم الشقي والسعيد من ذرية آدم، وسواء كان ما استخرجه فرآه آدم هو أمثالهم أو أعيانهم، فأما نطقهم فليس في شيء من الأحاديث التي تقوم بها الحجة ولا يدل عليه القرآن.اهـ.وهذا هو ما رجحه جماعة من أهل العلم كشيخ الإسلامابن تيميةوابن أبي العز الحنفيوابن كثيروغيرهم، ومن هؤلاء الأستاذرشيد رضاالذي نقل السائل فحوى كلامه دون أن يصرح باسمه، حيث قال في تفسير المنار:والمعنى واذكر أيها الرسول في إثر ذكر ميثاق الوحي على بني إسرائيل خاصة، ما أخذه الله من ميثاق الفطرة والعقل على البشر عامة، إذ استخرج من بني آدم ذريتهم بطناً بعد بطن، فخلقهم على فطرة الإسلام، وأودع في أنفسهم غريزة الإيمان، وجعل من مدارك عقولهم الضرورية أن كل فعل لا بد له من فاعل، وكل حادث لا بد له من محدث، وأن فوق كل العوالم الممكنة القائمة على سنة الأسباب والمسببات، والعلل والمعلومات، سلطاناً أعلى على جميع الكائنات، وهو الأول والآخر، هو المستحق للعبادة وحده .. وهذا معنى قوله تعالى: (وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا) أي أشهد كل واحد من هذه الذرية المتسلسلة على نفسه بما أودعه في غريزته واستعداد عقله قائلاً قول إرادة وتكوين، لا قول وحي وتلقين، ألست بربكم؟ فقالوا كذلك بلغة الاستعداد ولسان الحال، لا بلسان المقال: بلى أنت ربنا والمستحق وحده لعبادتنا. فهو من قبيل قوله تعالى بعد ذكر خلق السماء: (فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) وهذا النوع من التعبير والبيان يسمى في عرف علماء البلاغة بالتمثيل، وهو أعلى أساليب البلاغة وشواهده في القرآن وكلام البلغاء كثيرة.اهـ.وعلق على ذلك صاحب كتاب (منهج الشيخمحمد رشيد رضافي العقيدة) فقال:وبهذا يميل الشيخ رشيد إلى أحد القولين في تفسير هذا الميثاق، وهو الرأي القائل بأن استخراج الذرية هو خلقه تعالى لها جيلاً بعد جيل على ترتيبهم في الوجود، على نحو ما يتوالد الأبناء من الآباء، ودلهم بخلقه على أنه خالقهم فقامت هذه الدلالة مقام الإشهاد، فتكون هذه الآية من باب التمثيل .. وهذا الرأي قد قال به من قبله بعض السلف، ومن القائلين به: شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم. وأما الرأي الثاني، وهو المؤيد بالأحاديث المرفوعة والموقوفة فهو: أن الله أخرج جميع ذرية آدم من ظهور الآباء في صورة الذر، وأشهدهم على أنفسهم بلسان المقال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} ثم أرسل بعد ذلك الرسل مذكرة بذلك الميثاق.اهـ.ثم قال:ومن واجبي الآن أن أبين للقراء، أن الرأي الثاني هو الصواب، وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن، وتؤيده الأحاديث الصحيحة، المرفوعة والموقوفة، ومنها وأصرحها حديث ابن عباس وقد صح مرفوعاً، فوجب المصير إليه وطرح ما سواه، ومما يؤيد المرفوع الآثار الموقوفة، وعدم بيان الميثاق في بعض الأحاديث ليس مستلزماً لعدمه.اهـ.ورجح ذلك أيضا العلامةالشنقيطيفي (أضواء البيان) وقال: هذا الوجه يدل له الكتاب والسنة... اهـ. ثم بين ذلك. وكذلك الشيخالألبانيفي تعليقه على حديثابن عباسمرفوعا:أخذ الله تبارك وتعالى الميثاق من ظهر آدم بنعمان ـ يعني عرفة ـ فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال : { ألست بربكم قالوا : بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين . أو تقولوا إنما أشرك أباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون}. (السلسلة الصحيحة 1623).وهذا هو الراجح إن شاء الله، وأن الإشهاد في الآية حقيقي، سواء أكان ذلك خاصا بالأرواح أو كان لها في أجسادها.قالابن القيمفي كتاب (الروح):قال ابن الأنباري: مذهب أهل الحديث وكبراء أهل العلم في هذه الآية أن الله أخرج ذرية آدم من صلبه وأصلاب أولاده وهم في صور الذر فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم وأنهم مصنوعون، فاعترفوا بذلك وقبلوا، وذلك بعد أن ركب فيهم عقولا عرفوا بها ما عرض عليهم، كما جعل للجبل عقلا حين خوطب، وكما فعل ذلك بالبعير لما سجد والنخلة حتى سمعت وانقادت حين دعيت. وقال الجرجانى: ليس بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله مسح ظهر آدم فأخرج منه ذريته" وبين الآية اختلاف بحمد الله؛ لأنه عز و جل إذا أخذهم من ظهر آدم فقد أخذهم من ظهور ذريته، لأن ذرية آدم لذريته بعضهم من بعض، وقوله تعالى: (أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) أي عن الميثاق المأخوذ عليهم، فإذا قالوا ذلك كانت الملائكة شهودا عليهم بأخذ الميثاق .. قال: وزعم بعض أهل العلم أن الميثاق إنما أخذ على الأرواح دون الأجساد، إن الأرواح هي التي تعقل وتفهم ولها الثواب وعليها العقاب، والأجساد أموات لا تعقل ولا تفهم، قال: وكان إسحاق بن راهويه يذهب إلى هذا المعنى، وذكر أنه قول أبي هريرة، قال إسحاق: وأجمع أهل العلم أنها الأرواح قبل الأجساد، استنطقهم وأشهدهم.اهـ.وكلام الإمامابن راهويهنقله أيضا الحافظابن عبد البرفي (التمهيد) ثم قال بعد بحث المسألة:ومعنى الآية والحديث أنه أخرج ذرية آدم من ظهره كيف شاء ذلك، وألهمهم أنه ربهم فقالوا: بلى، لئلا يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. ثم تابعهم بحجة العقل عند التمييز، وبالرسل بعد ذلك؛ استظهارا بما في عقولهم من المنازعة إلى خالق مدبر حكيم يدبرهم بما لا يتهيأ لهم ولا يمكنهم جحده، وهذا إجماع أهل السنة والحمد لله.اهـ.ثم بعد ذلك لزم التنبيه على أن إنكار عالم الذر بالكلية، وأنه لم يُستخرج بنو آدم من ظهره ولا أخذ عليهم ميثاق، أن هذا القول غلط، وأن الأحاديث والآثار ترده، وأن اتفاق أهل السنة على خلافه، ولذلك نسبه الحافظابن عبد البرلأهل البدع.فقال في (التمهيد):وأما أهل البدع فمنكرون لكل ما قاله العلماء في تأويل قول الله عز و جل: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم .. ) قالوا: ما أخذ الله من آدم ولا من ذريته ميثاقا قط قبل خلقه إياهم، وما خلقهم قط إلا في بطون أمهاتهم، وما استخرج قط من ظهر آدم من ذرية تخاطب.اهـ.وقال الشيخصالح آل الشيخفي شرح الطحاوية:أهل السنة والجماعة اختلفوا جدا في مسألة الميثاق، معاتفاقهمعلى حصول الاستخراج من ظهر آدم وأخذ الميثاق عليه.اهـ.ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين:64324،106739.والله أعلم.
144,613
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144613
حكم العقيقة عن الغلام بكبش وجدي
هل العقيقة عن الغلام لا بد أن تكون شاتان؟ وهل لا بد أن تكون من نفس النوع؟ أم يصح أن تكون كبشا وجديا من الماعز مثلا؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالسنة أن يعق عن الغلام بشاتين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:من ولد له مولود فأحب أن ينسك عنه فليفعل: عن الغلام شاتان مكافأتان، وعن الجارية شاة. رواهأحمدوغيره، وصححهالأرنؤوط.فإن عق عن الغلام بشاة واحدة حصل أصل السنة ـ كما قالالنوويـ رحمه الله ـ لما روىأبو داودوغيره عنابن عباسـ رضي الله عنهما ـأن رسول الله صلى الله عليه وسلم: عق عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً. وصححهالألباني.وهيسنة مؤكدة ولست واجبة فتذبح فيها شاة تجزئ في الأضحية، كماقال العلامةخليل المالكيفي المختصر:وندب ذبح واحدة تجزئ ضحية في سابع الولادة نهارا.وقالالشربينيفي مغني المحتاج:وجنسها وسنها وسلامتها من العيب والأفضل منها، والأكل وقدر المأخوذ منها والادخار والتصدق والإهداء، وتعيينها إذا عينت، وامتناع بيعها كالأضحية. اهـ.ولا يشترط في العقيقة أن تكون ذكرا، بل تجزئ الأنثى، لما روتأم كرزعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة، لا يضركم ذكرانا كن أو إناثاً.رواهأبو داودوالترمذيوالنسائيوابن ماجهوغيرهم. قالالنووي:وهو حديث حسن،وقال: وسواء الذكر والأنثى من جميع ذلك - أي الأنعام - ولا خلاف في شيء من هذا عندنا.اهـ.ولكن الذكر أفضل، كما قالابن قدامةفي المغني:والذكر أفضل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين بكبش كبش، وضحى بكبشين أقرنين، والعقيقة تجري مجرى الأضحية، والأفضل في لونها البياض, على ما ذكرنا في الأضحية، لأنها تشبهها، ويستحب استسمانها, واستعظامها, واستحسانها كذلك، وإن خالف ذلك، أو عق بكبش واحد أجزأ، لما روينا من حديث الحسن والحسين.اهـ.وإذا ضحى بشاتين فالمستحب تماثلهما ـ كما قالابن قدامة ـوراجع في هذا وفي شرح معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:عن الغلام شاتان مكافأتانـ الفتوى رقم:122065.هذا وننبه إلى أن الجدي الصغير الذي لم يدخل في السنة الثانيةلا يجزئ في العقيقة ولا في الضحية،فقد روىمسلمفي صحيحه وأحمدفي مسنده والنسائيفي سننهوأبو داودعنجابرـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن .والحاصل أنه لا يضر أن تكون إحدى الشاتين من المعز والأخرى من الضأن، كما لا يضر أن تكون إحداهما أنثى والأخرى ذكر.والله أعلم.
144,615
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144615
ماتت عن زوج وأم وابن وبنت وشقيق وشقيقتين وأولاد إخوة
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال: (ابن) العدد 1 (أخ شقيق) العدد 1 (أخ من الأب) العدد 2 (ابن أخ شقيق) العدد 1 (ابن أخ من الأب) العدد 3 (زوج)۞-للميت ورثة من النساء : (أم ) (بنت) العدد 1 (أخت شقيقة)العدد 2۞- إضافات أخرى: توفيت زوجتي بعد أن أنجبت معي طفلا وبنتا، وقد خلفت منزلا صغيرا وأمها ما تزال على قيد الحياة كما تركت حـلـيا بعضه اشتريته لها أنا والبعض الآخر شريناه مع بعضنا ونحن متزوجان فكيف تقسم التركة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم تترك زوجتك من الورثة إلا من ذكر فإن لأمها السدس فرضا لوجود الفرع الوارث , قال الله تعالى:وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ{ النساء : 11}ولك أنت زوجها الربع فرضا لوجود الفرع الوارث , قال الله تعالى:فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ.{النساء : 12 }.والباقي لابنها وابنتها تعصيبا للذكر مثل حظ الأنثيين لقول الله تعالى:يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ.{ النساء : 11 }ولا شيء لبقية الورثة المذكورين في السؤال لأنهم محجوبون بالابن حجب حرمان , فتقسم التركة – كل ما خلفته الزوجة من ذهب خاص بها ومنزل ونقود وغير ذلك – على ستة وثلاثين سهما , للأم سدسها , ستة أسهم , وللزوج ربعها , تسعة أسهم , وللابن أربعة عشر سهما , وللبنت سبعة أسهم .والذهب الذي اشتريته أنت لها إن كنت وهبته لها أو كان من مهرها فقد صار ملكا لها ويدخل في التركة بعد موتها , وإن كنت أعرته لها لتلبسه ولم تهبه لها فهو ملك لك ولا يدخل في التركة, وانظر الفتوى رقم:18197، عن هدايا الزوج لزوجته هل تدخل ضمن الميراث بعد وفاتها.ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم.والله أعلم.
144,617
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144617
الإفرازات التي تخرج بعد انتهاء الحيض هل تؤثر على صحة الحج
ذهبت للحج العام الماضي وكنت حائضا ولما طهرت ذهبت وعملت العمرة، لأنني كنت متمتعة ولما انتهيت من العمرة وذهبت إلى سكني فوجئت بأنني لم أطهر بعد رغم أنني استوفيت أيامي المعتادة، ولكن لم يكن دما، بل إفرازات بنية اضطررت بأن أتناول أدوية لتوقيفها وفعلا توقفت ولم أعد العمرة، لأنني خجلت أن أقول ذلك لمن معي من إخوتي، ثم ذهبنا إلى منى وبعدها إلى عرفة وعندما كنا في ثاني أيام التشريق فوجئت بعودة الحيض لأنني أوقفت الحبوب التي كنت أتناولها ولم أكن أعرف أنه يجب أن أستمر في تناولها وأتممت رمي الجمرات وعدنا إلى مكة وعدت لتناول الدواء مرة أخرى وتوقف نزول الدم واستمرت الإفرازات القهوية حتى عدت لبلدي يعني عملت طواف الإفاضة والسعي وزيارة المدينة وصليت بروضة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على هذه الحال وسألت بعض النساء فقلن لي هذه استحاضة، لذلك قمت بإكمال مناسك الحج ولم أسأل أيا من الشيوخ خجلا وأنا في حيرة منذ ذلك الوقت حتى اليوم، أفيدوني، فهل أنا مذنبة، لأنني دخلت روضة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على هذه الحال، علما بأنني استمريت بأخذ الدواء حتى عدت إلى بلادي، وهذه الإفرازات كانت قليلة جدا حتى إنني كنت أغتسل كل حين، لأنني أحسبها قد توقفت.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فاعلمي ـ أولا ـ أن هذه الإفرازات البنية التي رأيتها بعد مضي زمن الحيض لا تعد حيضا، فإن الراجح عندنا أن الصفرة والكدرة في غير زمن الحيض ليست حيضا، وانظري الفتوى رقم:117502.ولكن هذه الإفرازات ناقضة للوضوء، فكان الواجب عليك أن تتوضئي لخروجها قبل أن تطوفي بالبيت، لأن الطواف لا يصح إلا بالطهارة من الحدثين في قول الجمهور، فإن كنت توضأت ثم طفت فطوافك صحيح ـ إن شاء الله ـ وإن رأيت بعد الطواف شيئا من هذه الإفرازات ولم يحصل لك اليقين أنه خرج في أثناء الطواف فالأصل صحة طوافك وأن خروج هذه الإفرازات يضاف إلى أقرب زمن يحتمل خروجها فيه، وهذا يقال في طوافك للعمرة وطوافك للإفاضة،قالالسيوطيفيالأشباه والنظائر:الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن. انتهى.وانظري الفتوى رقم:29212.وأما إن تيقنت أن هذه الإفرازات خرجت منك في أثناء الطواف، أو قبله ولم تعيدي الوضوء لخروجها ،فإن طوافك غير صحيح عند الجمهور، والقول الراجح عندنا أن الطهارة شرط لصحة الطواف، لكن قد بينا في الفتوى رقم:125010، أن الفتوى بالقول المرجوح عند وقوع الأمر وصعوبة التدارك مما سهل فيه كثير من العلماء، ولا حرج في أن تعملي بقول من لا يرى الطهارة شرطا في صحة الطواف وهو اختيار شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ وهو قول له حظه من النظر، وقد بينا طرفا من أدلته في الفتوى رقم:131118.والأحوط أن تذبحي هديا بمكة يوزع على فقراء الحرم، فإن مذهب الحنفية ورواية عنأحمدأن الطهارة للطواف واجب يجبر تركه بدم، وانظري الفتوى رقم:130261.وليس عليك إثم ـ إن شاء الله ـ في دخولك المسجد النبوي والحال ما ذكر، لأنك لم تكوني حائضا كما بينا.والله أعلم.
144,619
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144619
حكم طبخ العقيقة ودعوة الناس عليها
العقيقة هل يجوز أن أتصدق بواحدة وأجمع بعض الأقارب على الأخرى دون أن أسميها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالعقيقة سبيلها سبيل الأضحية تطعم منها أهلك وتتصدق وتهدي للجيران والأصدقاء، وطبخها أفضل.قالابن جريج:تطبخ وتهدى للجيران والصديق وسبيلها سبيل الأضحية.وقالالنوويفي المجموع:ويستحب أن يأكل منها ويتصدق ويهدي.اهـوقالالشربينيفي مغني المحتاج:وجنسها وسنها وسلامتها من العيب والأفضل منها، والأكل وقدر المأخوذ منها والادخار والتصدق والإهداء، وتعيينها إذا عينت، وامتناع بيعها كالأضحية.اهـوأما دعوة الناس للطعام في البيت كالوليمة فقد نص بعض العلماء على كراهتها.قالخليلفي مختصره:وكره عملها وليمة.ونص عليهابن عبد البرفي التمهيد أيضا، وفي حاشية إعانة الطالبين:ويطبخ لحمها ويبعث به إلى الفقراء وهو أحب من ندائهم عند بيته، وذلك لقول عائشة إنه سنة.وفي الفواكه الدواني:ويكره جعلها وليمة ويدعو لها الناس كما يفعله الناس، وإنما كره لمخالفته لفعل السلف وخوف المباهاة والمفاخرة، بل المطلوب إطعام كل واحد في محله، ولو وقع عملها وليمة أجزأت.وذهب بعض العلماء إلى أنه لصاحبها أن يصنع فيها كيف شاء.قالابن سيرين:اصنع بلحمها كيف شئت.وفي المغني:وإن طبخها ودعا إخوانه فحسن، ولكن الأولى ما قدمنا.والله أعلم.
144,621
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144621
وجوب الإحسان إلى الأم وبرها وزيارتها
وقع خلاف بيني وبين عائلتي مما أدى إلى انفصالي عنهم، والسبب هو أن أخي الكبير قال لي إن لم تطلق زوجتك ستخرج من البيت، أو أخرج أنا، والبيت هو ملك العائلة كلها مما أدى إلى أنهم لا يكلمونني إلا قليل منهم ونحن أربعة إخوة وأربع بنات وأمي، وأبي متوفى ـ رحمه الله ـ وذات يوم وأنا أريد أن أذهب لزيارة أمي طلبت مني أختي الكبيرة أن لا أذهب إليها أي أنها تريد أن تمنعني من زيارتها، فما الحكم في ذلك؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد أمر الله تعالى ببر الوالدين وإكرامهما وإحسان صحبتهما، قال تعالى:وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا{الإسراء: 23}. وقال تعالى:وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا{لقمان: 15}.والإحسان إليهما من أفضل الأعمال وأكثرها أجرا ومثوبة، فقد جاء عنعبد الله بن مسعودقال:سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال الصلاة على وقتها، قلت ثم أي؟ قال ثم بر الوالدين، قلت ثم أي؟ قال ثم الجهاد في سبيل الله.متفق عليه، واللفظلمسلم.أما عقوقهما والإساءة إليهما: فمن أكبر الكبائر ـ والعياذ بالله تعالى ـ فقد قال صلى الله عليه وسلم:ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين...متفق عليه، واللفظللبخاري.وقد ثبت التأكيد على بر الأم خاصة، جاء في صحيحالبخاري ومسلممن حديثأبي هريرةـ رضي الله عنه ـ قال:جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك؟ قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أبوك.وفي سننالنسائيأنجاهمةجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال هل لك من أم؟ قال نعم، قال فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها.قالالشيخ الألباني:حسن صحيح.وبناء على ما تقدم، فالواجب عليك الإحسان إلى أمك وبرها، وما أرادته أختك من عدم زيارتك لأمك معصية شنيعة وكبيرة من كبائر الذنوب ولا يجوز لك الإصغاء إلى أمرها وعليك نصحها هي وباقي الإخوة والأخوات،وتحذير الجميع من قطيعة الأم وضرورة برها والإحسان إليها، وراجع المزيد في الفتوى رقم:111328.كما أنه لا يجوز لك قطع سائر رحمك من إخوة وأخوات وغيرهم ولو كانوا يسيئون إليك، فيجب أن تصلهم بالقدر الذي تحصل به الصلة عندكم عرفا، وأجاز أهل العلم هجر القريب وغيره إذا تعين وسيلة لكفه عن الإثم أو غلب على الظن حصول الضرر منه إذا لم يهجره، وراجع الفتويين رقم:125053، ورقم:62260.ولا يلزمك أن تطلق زوجتك استجابة لأي منهم.والله أعلم.
144,627
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144627
حكم رد الخطاب رغبة في الزواج من رجل صالح في غير زمانها
سؤالي لا يتعلق بالتركة وهو: هل يجوز لفتاة أن ترفض الزواج لأنها تريد أن ترتبط بشخص معين في الآخرة، مع العلم أن هذا الشخص لا ينتمي إلى زمننا بل هو في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل يمكن للمرأة أن ترتبط في الآخرة بشخص من غير زمانها مهما كانت رتبته من الصحابة أو من نسل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل يستحق هذا الارتباط في الآخرة التضحية بخاطبين يتقدمون لخطبتي الآن، وبالتالي أن أبقى عرضة للكلام المسيء جدا من طرف أهلي والناس، لأنه تقدم لخطبتي (وما زال)كثيرون وكثيرون رغم أنني تجاوزت الثلاثين عاما، أرجوكم أجيبوني وأفيدوني لأن حلمي المتعلق بالدار الخالدة غال جداً، ولا أريد تضييع فرصة الارتباط بشخص من نسل الرسول صلى الله عليه وسلم وينتمي إلى زمن الصحابة، وفي نفس الوقت أنا أتألم بسبب معاناتي الحالية عند ما ألوم نفسي ويلومني غيري على تضييع الفرص الحالية، فهل رفضي للزواج لهذا السبب فيه صواب، أنتظر ردكم الكريم بفارغ الصبر؟ وجزاكم الله تعالى كل الخير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فزواج المرأة في الجنة برجل من غير زمانها من أمور الغيب التي لم يرد فيما نعلم نص بشأنها، ولا شك أن الجنة دار النعيم وفيها ما تشتهيه الأنفس، والذي ينبغي للعاقل أن يشغل نفسه بما يقربه إلى الله ويوصله لمرضاته ودخول جناته وذلك بالإيمان والعمل الصالح، وعلى كل الأحوال لا ينبغي أن يكون هذا الأمر مانعاً من الزواج في الدنيا كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:16600.والذي ننصحك به أن تبادري بقبول من يتقدم إليك من ذوي الدين والخلق فلا شك أن ذلك من المصالح التي لا ينبغي تفويتها، أما إذا كان في تأخيرك للزواج تعريض لنفسك للوقوع في الحرام فذلك غير جائز وتأثمين برد الخطاب.قالالبهوتيالحنبلي:ويجب النكاح بنذر وعلى من يخاف بتركه زنا وقد رعلى نكاح حرة ولو كان خوفه ذلك ظنا، من رجل وامرأة لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصرفها عن الحرام، وطريقه النكاح.شرح منتهى الإرادات.والله أعلم.
144,629
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144629
حكم أخذ الوكيل من الصدقات لنفسه
ورثت عن أبي مبلغا من المال، وحيث إنني ﻻ أملك مسكنا خاصا بي قمت ببناء مسكن ولكن المبلغ الذى حصلت عليه لا يكفي لبناء المسكن وقد أعطاني صديق مبلغا من المال ﻻستكمال المنزل على أن أرجعه له عندما تتيسر أموري المالية ولم يحدد موعدا لإرجاعه له وقد أكملت بناء المسكن ـ المرافق الضرورية للمنزل فقط ـ وعلي بعض الديون للمقاول وبعض محلات مواد البناء، علما بأنني موظف وراتبي لا يكاد يفي بمتطلبات الحياة الضرورية، كنت أشتغل خارج مدينتي وتعرفت على عائلة فقيرة وخلال هذه الفترة كنت أحصل على بعض المبالغ المالية من أصدقاء وكذلك الملابس على أن أعطيها لهذه العائلة بنية الصدقة، واليوم أشتغل بقرب سكني ولا زلت أحصل على بعض المبالغ المالية، فهل يجوز لي أخذ هذه الصدقة لي وأسدد بها بعضا من ديوني؟ علما بأن صاحبها أعطاني حرية التصرف فيها.أرجو إجابة على سؤالي.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد اختلف العلماء في حكم أخذ الوكيل لنفسه من الصدقات التي وكل في توزيعها, وخلافهم مبين في الفتوى رقم:141433.والمختار عندنا أنه يجوز له الأخذ لنفسه وهو قول المالكية، وانظر الفتوى رقم:110654.وعليه، فإنه يجوز لك أن تأخذ من هذه الصدقات لقضاء ديونك وإن كان الأحوط أن تتعفف عن ذلك خروجا من الخلاف, وهذا إن كان الأمر كما ذكرت من كون الموكل قد أعطاك حرية الاختيار في توزيع هذا المال, أما إذا حدد لك مصرفا معينا، أو شخصا بعينه فلا يجوز لك أن تعدوه إلى غيره.والله أعلم.
144,635
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144635
كيف تتحقق صلة الرحم وكيف يفعل الأخ مع إخته المصرة على التبرج
فضيلة الشيخ: لي أخت تكبرني بعدة أعوام كانت مسافرة لبلد بعيد لمدة عشرين عاما ولما جاءت تزورني دخلت علي وأنا أجلس مع رجل غريب وهي متبرجة ولما طلبت منها أن لا تفعل ذلك ثانية وأن تلتزم بالآداب الشرعية والإسلامية ثارت وأخبرتني أنها لم تفعل شيئا خطئا وأنني أخوها الصغير وليس من حقي أن أقول مثل ذلك فثارت ثائرتي وأخبرتها أنها إن لم تفعل ما أقول فلن أسمح لها بالمجيء إلي مرة ثانية ولو أطالت في الحديث بنفس الطريقة وأصرت على موقفها فسوف أطردها خارج المنزل، ولكنني لم أفعل ذلك وانتظرت إلى أن عادت إلي بيت زوجها، والسؤال: أنا الآن لا أحدثها بالتليفون مع العلم أنني في جميع الأحوال لم ولن أزورها فهي تسكن بعيداً عني ولا أذهب أبداً إلى المكان الذي تسكن فيه وكنت أكتفي بالحديث معها بالتليفون والآن أكتفي بإرسال رسائل التهنئة في الأعياد، فهل أنا قاطع لرحمي؟ مع العلم أنني أخشى إذا جاءت إلي مرة أخرى أن تضعني في ذلك المأزق مرة أخرى وأن أعصي الله فيها بأن أضربها، أو أسبَّها، أو أطردها من بيتي لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وسوف يقول الناس عني أنني لا أستطيع أن أحافظ على أهل بيتي وأن أختى تتصرف كما يحلو لها وأنها متبرجة وتدخل على الرجال، وربما زوجتي تعيرني بذلك فأنا ألزمها بطاعة الله وبالحجاب وبعدم الدخول على الأجانب والحديث معهم.وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق أن بينا في عدة فتاوى أن صلة الرحم يرجع فيها إلى العرف، فراجع فيه الفتوى رقم:112136.فإن جرى العرف بأن إرسال مثل هذه الرسائل مما تتحقق به الصلة كان الشخص واصلاً لرحمه، وإلا كان قاطعاً لها،وإن كانت أختك هذه على ما ذكرت من التبرج ودخولها على الأجنبي بهذا الحال وإصرارها أنها على صواب في ذلك فهي عاصية لربها، فالحجاب فريضة على المرأة المسلمة وقد بينا ذلك بأدلته في الفتوى رقم:2595.وتمكينها الأجانب من رؤيتها على هذا الحال من التبرج إثم مبين، وقد أحسنت بغيرتك على محارم الله تعالى وإنكارك على أختك، فأنت على صواب في ذلك وهي على خطإ في دعواها أنه ليس من حقك أن تتكلم معها في هذا الأمر، وكونك أصغر منها سناً ليس بمانع شرعاً من إنكارك عليها،وإن كانت أختك جاهلة بأمور دينها فنوصيك بالصبر عليها والتلطف بها وتعليمها أمور دينها برفق ولين، فالرفق في الدعوة يثمر الخير غالباً وهو من أهم آداب الداعي، والعنف في الدعوة لا يرتجى منه إلا الصدود والإعراض في الغالب، وراجع في ذلك الفتويين رقم:52338، ورقم:53349.فننصحك بالاتصال بها وأن تبين لها أنك ما تكلمت معها في هذا الأمر إلا رحمة بها وشفقة عليها ونحو ذلك مما يمكن أن تؤثر به عليها عسى الله تعالى أن يجعلك سبباً في توبتها وهدايتها، فإن فعلت فالحمد لله وإن أصرت على ما هي عليه ورجوت أن يكون الهجر زاجراً لها فيمكنك هجرها، فالهجر يرجع فيه إلى المصلحة كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:134761.والله أعلم.
144,637
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144637
هل يشترط لجواز التعدد وجود سبب يدعو إليه
هل يجوز للرجل أن يتزوج الثانية دون أي سبب، مع العلم أنه يعيش مع زوجته الأولي في قمة السعادة وهو لا يعطيها حقها الشرعي بالنوم معها من قبل، وهي كانت تطلبه في الفراش وكان يختلق الأعذار والآن تزوج وهو لا يقربها والآن يطلبها في الفراش ولا يستطيع أن يقرب منها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فيباح للرجل الزواج من امرأة ثانية إن كان قادراً على العدل بين زوجتيه، وراجع في ذلك الفتوى رقم:1342. ولا يشترط في جواز ذلك أن يكون زواجه من أجل سبب يدعوه إلى التعدد.وامتناع الزوج من معاشرة زوجته ليس من حسن العشرة، كما هو موضح في الفتوى رقم:8935وفيها بينا أنه إن رغبت الزوجة في الجماع وكان الزوج قادراً وجب عليه إجابتها ولا يجوز له الامتناع إلا لعذر.ويجب على الزوج أن يعدل بين زوجتيه في المبيت ولكن لا يجب عليه العدل بينهما في الوطء، إلا أنه لا يجوز له أن يترك وطء إحداهما من أجل أن تتوفر قوته للأخرى، وانظري الفتوى رقم:31514.وأما كون هذا الزوج يطلبها للفراش ولا يستطيع أن يقرب منها فلا ندري ما وجه عدم الاستطاعة، ولكن إن غلب على الظن أن يكون هنالك أمر غير عادي من مرض أو غيره فقد يكون السبب سحراً ونحوه فليرق نفسه أو يرقى بالرقية الشرعية، وراجعي في ذلك الفتوى رقم:132149.والله أعلم.
144,643
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144643
هل تنال المرأة أجر العمرة والحج لو عملت في بيتها بعد الفجر ثم صلت الضحى
المرأة في مدة اعتكافها في البيت من بعد صلاة الفجر للشروق هل يجوز لها تأدية واجباتها المنزلية؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فنقول ابتداء اختلف الفقهاء في صحة اعتكاف المرأة في مسجد بيتها, فالجمهور على عدم صحته, جاء في الموسوعة الفقهية:فذهب الجمهوروالشافعيفي المذهب الجديد إلى أنها كالرجل لا يصح اعتكافها إلا في المسجد, وعلى هذا فلا يصح اعتكافها في مسجد بيتها, لما ورد عنابن عباس ـ رضي الله عنهماـ أنه سئل عن امرأة جعلت عليها ـ أي نذرت أن تعتكف في مسجد بيتها ـ فقال: بدعة, وأبغض الأعمال إلى الله البدع فلا اعتكاف إلا في مسجد تقام فيه الصلاة ـ ولأن مسجد البيت ليس بمسجد حقيقة ولا حكما, فيجوز تبديله, ونوم الجنب فيه, وكذلك لو جاز لفعلته أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن ـ ولو مرة تبيينا للجواز. اهـ.فعلى قول الجمهور إذا جلست المرأة في مصلاها بنية التعبد، فإن هذا لا يسمى اعتكافا, وعند الحنفية يسمى اعتكافا إذا جلست في مصلاها بنية التعبد وليس مجرد الجلوس بغير نية التعبد، كما قال في رد المحتار عند تعريفه للاعتكاف:أو لبث امرأة في مسجد بيتها بنية.اهـ.ولكن حتى على قول الحنفية القائلين بجواز اعتكاف المرأة في مسجد بيتها فإنهم يشترطون لصحة الاعتكاف أن يكون المعتكف صائما ومع ذلك يقولون ببطلان الاعتكاف إذا خرجت, قالالسرخسي الحنفيفي المبسوط:وإذا اعتكفت في مسجد بيتها فتلك البقعة في حقها كمسجد الجماعة في حق الرجل لا تخرج منها إلا لحاجة الإنسان. اهـ.وجاء في حاشية رد المحتار:لو خرجت منه ولو إلى بيتها بطل اعتكافها لو واجبا.اهـ.ولكن إذا جلست المرأة في مصلاها بعد صلاة الفجر واشتغلت بذكر الله تعالى إلى طلوع الشمس فإنه يرجى لها أن تنال الثواب المذكور في الحديث الذي رواهالترمذيمرفوعا:من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة تامة تامة. اهـ.قالابن باز ـرحمه الله:وهكذا المرأة إذا جلست في مصلاها بعد صلاة الفجر تذكر الله، أو تقرأ القرآن حتى ترتفع الشمس ثم تصلي ركعتين, فإنه يحصل لها ذلك الأجر الذي جاءت به الأحاديث, وهو أن الله يكتب لمن فعل ذلك أجر حجة وعمرة تامتين.اهـولكن هذا الثواب مقيد بالجلوس في المصلى والاشتغال بالذكر:من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله ـفإذا لم تجلس في مصلاها وقامت لأعمال المنزل فالذي يظهر أنه يفوتها هذا الثواب، وذهب بعض العلماء إلى أن هذا الثواب خاص بالرجل، لأنه هو الذي تشرع له صلاة الجماعة دون المرأة،قالابن عثيمين رحمه الله تعالى:أما بالنسبة لجلوسها في مصلاها في البيت حتى تطلع الشمس وتصلي ركعتين لتدرك العمرة والحجة كما جاء في الحديث الذي اختلف العلماء في صحته فإنها لا تنال ذلك، لأن الحديث: من صلى الصبح في جماعة ثم جلس ـ والمرأة ليست ممن يصلي الصبح في جماعة, وإذا صلت في بيتها فإنها لا تنال هذا الأجر، لكنها على خير, إذا جلست تذكر الله, تسبح, تهلل, تقرأ القرآن حتى تطلع الشمس, ثم إذا ارتفعت الشمس صلت ما شاء الله أن تصلي فهي على خير. اهـ.والله أعلم.
144,647
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144647
حكم الإعلان عن منتجات مباحة على موقع أمازون
ما حكم الإعلان للمنتجات التجارية- المباحة طبعا- المعروضة على موقع أمازون على موقع الفيسبوك و الهدف هو الإستفادة من الكم الهائل للمتصفحين للموقع يوميا، ومن ثم أحصل أنا على المال من أمازون جراء بيع هذه البضائع؟؟وهل يعد ذلك من دعم الموقع الذي به الغث و السمين؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق لنا بيان حكم العمل في الترويج والدعاية للمنتجات التي تعرضها المتاجر الالكترونية، وأن هذا إذا كان قاصرا على ما يجوز بيعه فلا حرج فيه، فراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية:124313،114698،54312.وأما كون ذلك دعما لموقع فيه الغث والسمين، فلا يختلف الحكم هنا عن حكم الاشتراك والاستفادة من كثير من المواقع العالمية أو حتى المستعرضات الشهيرة التي تقدم مجموعة من الخدمات المباحة، مع كون مضمونها وما تتيحه من الخدمات الكثيرة لا يخلو من المحاذير الشرعية، وهذا إن شاء الله ـ لا حرج فيه ـ ما دام المرء نفسه يضبط نشاطه وتعامله مع هذه المواقع بالضوابط الشرعية. وراجع الفتوى رقم:136261وما أحيل عليه فيها.والله أعلم.
144,651
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144651
حكم الشرع في الفصل من العمل دون تحقيق أو إخطار
الحكم الشرعى للفصل من العمل دون تحقيق أو محاكمة أو حتى إخطار بالأسباب , خاصة إذا وقع الفعل من حاكم يزعم بأنه يحكم بالشريعة الإسلامية؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فهذا العمل المسؤول عنه إن كان حكوميا، فاختيار موظفيه أمانة ملقاة على أعناق القائمين عليه، فلا يسعهم المحاباة في التوظيف ولا التعسف في الفصل، بل يلزمهم ويجب عليهم العمل بالأصلح واختيار الأكفأ، وإلا فهم غاشون لرعاياهم الذين سيُسألون عنهم يوم القيامة، والوعيد الذي ينتظر الغاش لرعيته هناك هو الحرمان من الجنة والخزي والندامة.فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة. متفق عليه.وعنأبي ذرقال:قلت: يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال:فضرب بيده على منكبي ثم قال: يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها.رواهمسلم.وراجع للفائدة الفتوى رقم:18722.وأما إن كان هذا العمل عملا خاصا فالفصل منه أو فسخ عقده لا يعد ظلماً هكذا بإطلاق، وإنما يرجع في ذلك إلى شروط العقد وظروف الفصل، فإن كان للإجارة مدة معينة لزم الوفاء بها من الطرفين لأن عقد الإجارة عقد لازم طيلة مدة العقد، ولا يجوز لأحد الطرفين فسخه إلا لسبب يقتضي الفسخ، وقد اختلف الفقهاء في فسخ الإجارة للعذر، والراجح- وهو مذهب الجمهور- أنها تفسخ إذا وجد عذر شرعي، كما سبق بيانه في الفتوى رقم:129670.وراجع لتمام الفائدة الفتوى رقم:55276.والله أعلم.
144,655
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144655
حكم لبس الفتاة البنطال والقميص القصير وسط البنات
أنا فتاة مسلمة أعيش بالسعودية ومنقبة ـ والحمد لله ـ وعند خروجي للملاهي المخصصة للنساء ألبس بنطلونا وفوقه بلوزة طويلة لمنتصف الفخذ ليعطيني حرية في الحركة ومزيدا من الستر أثتاء اللعب، فهل هذا حلال أم حرام؟.وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا كان هذا اللباس على الصفة المذكورة وليس فيه تشبه بالرجال، أو تشبه بالكافرات، وتلبسه المرأة بين بنات جنسها ولا يطلع عليها الأجانب فلا حرج عليها في لبسه، وللمزيد يمكن مراجعة الفتاوى التالية أرقامها:12895،5521،19791.وهنالك ضوابط لممارسة المرأة الرياضة نرجو الاطلاع عليها في الفتوى رقم:11213.والله أعلم.
144,659
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144659
خطوات عملية للابتعاد عن الوقوع في الفاحشة
وجدت ضالتي في عدم الرغبة الجنسية بدواء دوستنيكس ـ وهو دواء يعمل على زيادة الرغبة بتخفيض هرمون الحليب ـ نصحني به أحد الصيادلة مع أنه لا يوجد عندي ارتفاع في هرمون الحليب وفعلا آخذ حبة كل عشرة أيام والوضع ـ بحمد الله ـ تمام، وسؤالي حيث زادت الرغبة عندي بشكل كبير، والمصيبة أنني ارتكبت مقدمات الزنا مرتين وكنت سأقع في الفاحشة الكبرى لولا ستر الله، مع أنني متزوج والآن بحمد الله نويت التوبة فادعوا لي بالمغفرة والثبات، فهل آثم على فعلي؟.وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا بأس باستخدام الأدوية المنشطة بضوابط أهمها: أن يكون المستخدم محتاجا إلى استعمالها, وأن يكون عبر طبيب ثقة ومأمون، لئلا تضر به, وراجع في ذلك الفتويين رقم :5385, ورقم:27480.وأما الشهوة الزائدة: فعلاجها بما أرشد إليهالرسول صلى الله عليه وسلمفي قوله:يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحص للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.الحديث رواه الجماعة.فاحرص على الاستعفاف بزوجك والاستعانة بالصوم مع البعد عن المثيرات ووسائل اللهو من الأغاني ومشاهدة الأفلام والصور, فإنها من أكبر أبواب الفتنة وإثارة الغريزة، ولا شك أن ما وقعت فيه من مقدمات الزنا خطأ كبير ومنكر شنيع, فالزنا من كبائر الذنوب ومن أفظع الفواحش, فقد قال الله تعالى:وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا{الاسراء: 32}.ويزداد الأمر قبحا وشناعة إذا صدر من متزوج،فبادر بالتوبة الصادقة والندم على ما وقعت فيه والعزم الصادق على عدم العود له, ومما يعين على ذلك ترك اتباع خطوات الشيطان, واجتناب مواطن الفتنة, والبعد عن كل ما يثير الشهوة, مع الاستعانة بالله عزوجل والتوكل عليه, والتفكر في نعمه, وتذكر الموت وما بعده من أمور الآخرة, وتجنب صحبة العصاة والغافلين, والحرص على صحبة الصالحين, وحضور مجالس العلم والذكر وكثرة الذكر والدعاء وشغل الفراغ بالأعمال النافعة, وممارسة بعض الرياضة فكل هذه خطوات عملية تمكنك من البعد عن الوقوع في تلك الرذيلة ثانية.ثم إن علمت من نفسك أن زوجتك لا تكفيك في إشباع رغبتك فقد أباح الله لك نكاح أكثر من واحدة إلى الأربع، فإن لم تقدر على ذلك ولم تكفك زوجتك فيتعين ترك هذا الدواء إن كان سبب لك شبقا زائدا يوقع في المعصية، فكل ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح،ولمعرفة المزيد مما يعينك على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيكبمراجعة الفتاوى التالية أرقامها:36423،23231،20618،37359،70674.والله أعلم.
144,663
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144663
حلف عليها بالطلاق أن تعد طعام وليمة لكنه أجلها فهل تطلق بذلك
كنا في الصباح الباكر في أحد أيام شهر رمضان الماضي حين أيقظتني زوجتي لكي أجلس مع طفلتنا الرضيعة حتى تتمكن زوجتي من النوم قليلا، وكان في بيتنا عزومة في ذلك اليوم لأحد أصدقائي ثم حدث خلاف بيني وبين زوجتي فأقسمت بالله أنني لن أجلس مع طفلتنا ولتتولى هي الجلوس معها، فما كان من زوجتي إلا أن أقسمت هي الأخرى أنها لن تستيقظ ولن تقوم بإعداد أي شيء للعزومة، فما كان مني أنا الآخر بعد ما تملكني الغضب الشديد منها إلا أن قلت (علي الطلاق أنك هتقومي وتعملي كل حاجة في العزومة)، وبعدها بقليل وبعد أن هدأت نفسي ارتأيت تأجيل العزومة نظرا لجو البيت المضطرب، وبالفعل قامت زوجتي يومها عصرا لكنها لم تفعل شيئا لأن العزومة قد تأجلت وذهبت أنا وأحضرت طعاما للإفطار من خارج المنزل لي ولزوجتي. ومنذ أيام قليلة قمنا بعمل العزومة لصديقي ولزوجته وقامت زوجتي لعمل العزومة بمساعدة مني كالمعتاد. فما حكم الدين في يمين الطلاق هذا علما بأن نيتي كانت هي إجبارها على عمل العزومة وبمساعدتي كما أساعدها دائما وأيضا عدم ظهورنا بمظهر سيء أمام صديقي ولردعها حتى لا تقسم علي مرة أخرى؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد بينا في فتاوى سابقة حكم الحلف بالطلاق.. وذكرنا أن الطلاق يقع به بحصول الحنث عند الجمهور بمن فيهم المذاهب الأربعة وهو القول الراجح، وراجع الفتوى رقم:19162.وبناء على ذلك فإن زوجتك قد طلقت، لأن الحنث قد حصل كما ذكرت، إذ المحلوف عليه لم يوجد على الوجه ولا في الوقت الذي حلفت عليه، ولك مراجعتها قبل تمام عدتها إن لم يكن هذا الطلاق مكملاً للثلاث، وتحصل الرجعة بما يدل عليها من قول كارتجعتك ونحوها، كما تحصل عند بعض أهل العلم بفعل كجماع أو مقدماته ولو بدون نية، وراجع في ذلك الفتوى رقم:30719.وقال شيخ الإسلامابن تيميةتلزمك كفارة يمين لأنك إنما قصدت إجبارها على عمل العزومة، كما ذكرت. وراجع في ذلك الفتوى رقم:19162.. كما أنك حنث أيضاً في يمينك بالله على أن لا نجلس مع الطلفة وأن تتولى أمها الجلوس معها، فالظاهر من السؤال أن ما حلفت عليه لم يوجد أيضاً، وتلزم بالحنث في هذه اليمين كفارة، سبق تفصيلها كما في الفتوى رقم:107238.وعليك أن تتجنب أيمان الطلاق فإنها من أيمان الفساق.والله أعلم.
144,665
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144665
هل للمرأة حديثة الإسلام أن تخرج بلا حجاب خوفا من أهلها
مسيحية أسلمت ـ بفضل الله ـ لكنها خوفا من أهلها تخرج بشعرها حتي لايعلموا بإسلامها، فهل لها عذر؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإننا ـ أولا ـ نهنيء هذه الأخت بمنة الله عليها بالإسلام ونسأله أن يثبتها عليه, ونوصيها بالحرص على العلم النافع والعمل الصالح ومصاحبة أخواتها المسلمات وحضور مجالس الخير، وإن كانت تخشى أذى فلا حرج عليها في كتمان إيمانها بشرط أن لا تفرط في فرائض الدين، وأن تسعى إلى الزواج من مسلم صالح يعينها على أمر دينها. وأما خروجها بغير حجاب: فلا يجوز, لأن الحجاب فريضة على المرأة المسلمة، كما هو مبين بالفتوى رقم:2595.وإن كانت تخشى على نفسها ضررا إن خرجت بالحجاب فلتلزم بيتها ولا تخرج منه إلا لضرورة, فإذا وجدت الضرورة جاز لها الخروج ولا تكشف إلا ما تندفع به الضرورة, فإذا زالت ضرورتها وجب عليها الرجوع إلى المنزل، وقد سبق بيان ذلك بالفتوى رقم:11071.وننبه إلى أن الهجرة من بلاد الكفر قد تكون واجبة وذلك في حق من لا يقدر على إظهار شعائر دينه، أو يخشى الفتنة في دينه، وراجع الفتوى رقم:12829والله أعلم.
144,669
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144669
هل يؤاخذ الولد بمشاعر كراهية الأب
ماهو الإثم على شاب دخلت الكراهية في قلبه لأبيه والسبب أن والدته ربته من صغره حتى صار شابا بعد طلاقها من أبيه ووالده لم ينفق عليه ريالاً واحد أو حتى يسأل عنه، وفي الصغر عند ما كان عمره 12 سنة أرسلت الأم ابنها لزيارة أبيه في محافظة أخرى حتى يتعرف على والده وإخوانه وحتى تمهد الطريق لكي يعيش مع أبيه بدلا من أن يعيش بقية عمره وحيداً مع أمه التي لم تتزوج لتربيته، وفي محاولة من الأم أن يعيش ابنها مع أبيه بعد أن أصر أخوها (خال الابن بأن تتزوج وأن لا تظل وحيدة وأن يتكفل الأب برعاية ابنه وتم ذلك) وخلال فترة السنة التي عاش الابن مع أبيه لم يشاهد الابن أي حب أو عطف من أبيه بل أنه ميز إخوته الآخرين عنه بالمحبة والعطف، وعند ما مرض الابن وصار طريح الفراش لم يأخذه الأب إلى المستشفى بل أخذ ابنه الآخر الذي كان مريضا في نفس الوقت إلى المستشفى ومعالجته مما ولد الكراهية في نفس الابن الذي ما زال في عمر 14سنة، ونظرا لعدم وجود مدرسة للمرحلة الإعداية) الصف التاسع قريبة لتسجيله بعد إن انتقل إلى العيش مع أبيه فقد تم تأجيل دراسته للسنة القادمة دون مبالاة من الأب حتى لا يعطى مصروف مواصلات السيارة للمدرسة البعيدة، بل أكثر من ذلك اضطر الإبن للعمل وإعطاء ثلثي الراتب لأبيه لأكله وشربه ومصاريف الدراسة للسنة القادمة، وفي إحدى الأيام انكسرت نفسيته وأصابه الحزن لذهاب إخوته للدراسة وهو يعمل فلم يذهب للعمل في ذلك اليوم وكان موقف والده أن غضب منه وصرخ عليه لغيابه عن العمل دون السؤال عن السبب، وبعد أن عمل سنة وبدأت السنة الدراسية الجديدة اضطر للهرب من أبيه والذهاب للعيش مع أمه وزوجها، وبعد عدة شهور أتى لزيارة أبيه والاعتذار عن الهروب وأنه يريد مالاً لكسوة العيد قال له أبوه عن لسان إخوته الصغار بأن أخوهم لا يأتي إلا للنقود وهو يريد النقود فقط وبأن النقود والأهل إذا سقطا على الأرض فإنه سوف يختار النقود، بالرغم أنها مال الإبن الذي وضعه عند أبيه مدة عمله السنة السابقة ولا يريد شيئا من مال أبيه. ولا أريد أن أطيل الأحداث التي حدثت للابن مع أبيه بل هي جزء منها، والآن الابن يبلغ من العمر 31 سنة وغير متزوج وتعيش أمه معه ويبرها وينفق عليها ويرعاها وذلك بعد طلاقها من زوجها الثاني لسوء سلوكه. والأم توصي ابنها بأبيه الذي كبر بصلة الرحم وزيارته وزيارة إخوته وإعطائه بعض المال كما يفعل إخوته، ولكن الإبن كلما تذكر ما حدث له في الصغر يزداد الكره في قلبه لأبيه لدرجة أنه لا يريد أن يرى السعادة في وجه أبيه حينما يرى بأن ولده يزوره.فهل هناك إثم على الابن الذي قام بزيارة أبيه عدة مرات وفي كل زيارة يحاول أن ينسى ما حدث ولكن لم يستطع أن يزيل كراهيته لأبيه من قلبه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا يخفى أن حق الوالد عظيم وبره من أهم أسباب رضا الله كما أن عقوقه من أهم أسباب سخط الله، ومهما كان حاله فإن حقه في البر لا يسقط، فالواجب عليك مداومة بر والدك والإحسان إليه، ولا مانع من مطالبته بالعدل بين أولاده ومناصحته بالرفق والأدب، أو الاستعانة بمن ينصحه ممن يقبل نصحه والإكثار من الدعاء له، وينبغي ألا تستسلم لمشاعر الكراهية نحو والدك، فإن غلبتك هذه المشاعر فلا يجوز لك الامتناع من زيارته بسببها، فإذا قمت بما يجب عليك تجاهه من البر فلا تضرك هذه الكراهية، واعلم أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى:وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ.{فصلت:34}، فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء فكيف بالوالدين اللذين هما أرحم الناس بولدهما؟ ونذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه.رواهابن ماجه والترمذي.والله أعلم.
144,675
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144675
حرمة قطع أولاد الأخ عمتهم وفضل الإصلاح بين المتخاصمين
أنا لي خال توفي وله أربع بنات، وبينه وبين أخته مشكلة لا يتكلم معها ولا يسلم عليها وهي كذلك، والآن توفي خالي وبنات الخال لا يكلمون أخت والدهم عمتهم التي بينها وبين والدهم شجار.السؤال: هل تعرض أعمال المتوفى على الله عز وجل أو يؤجل عمله إلى أن يتم الصلح بينهما أفيدونا يرحمكم الله وطريقة الصلح بينهم حيث إن بنات المتوفى (الخال) لا يريدون الصلح مع عمتهم (أخت المتوفى)؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد نهى الشرع عن التدابر والهجران بين المسلمين، وإذا كان ذلك بين الأقارب كان أشد، فإن قطع الرحم من الكبائر وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بصلة الرحم حتى لمن يقطعها، فعنعبد الله بن عمروعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.رواهالبخاري.فأما عن خالك الذي مات فقد أفضى إلى ما قدم وهو مرتهن بعمله نسأل الله أن يرحمه، وهو لا يحمل إثم مقاطعة أولاده لعمتهم إلا إذا كان له عمل في ذلك كإيصائهم بالمقاطعة أو نحو ذلك، فإن الأصل في الشرع أن أحداً لا يحمل وزر أحد، قال تعالى:..وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى..{الأنعام:164}.قالالصنعاني:وحاصله أنه قد يعذب العبد بفعل غيره إذا كان له فيه سبب...سبل السلام.أما عن أولاده فالواجب عليهم أن يصلوا عمتهم ولا يقطعوها وفي ذلك بر بوالدهم، وأما عن وسائل الإصلاح بينهم فينبغي أن تبين لهم وجوب صلة الرحم وتحريم قطعها وفضل العفو عن المسيء، ويمكنك أن تتحدث إلى كل منهم بما يجلب المودة بينهم وليس ذلك من الكذب المذموم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيراً وينمى خيراً. رواهمسلم.واعلم أن السعي للصلح بين المتخاصمين من أفضل الأعمال عند الله، فعنأبي الدرداءقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة. قالوا بلى، قال: إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقة.رواهأبو داود.والله أعلم.
144,677
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144677
حكم العمل في تقديم عروض للسياح وحجز غرف لهم
أعمل في فندق سياحي بوظيفة محاسب وطبيعة عملي تقديم عروض أسعار للأفواج السياحية، ثم قيامي بحجز لهم في الفندق، فما حكم المال المكتسب من هذا العمل؟ وما حكم الأصول المشتراة من هذا المال مثل شقه وعفش وغيره؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم يكن في هذه العروض خدمات أخرى محرمة ـ كبيع خمر، أو نحو ذلك ـ فلا بأس، أما مجرد إجارة غرف للسكن فجائز، لكن لا يجوز إجارة غرفة لفعل المعصية سواء كان ذلك مشروطا في العقد، أو علم بالقرينة، ومع هذا القول فالأسلم لدينك أن تترك العمل في هذا المجال لما يكتنفه من مخالفات راجعها في الفتويين رقم:42821، ورقم:29257.وأما الراتب الذي حصله السائل في ما مضى: فلا حرج عليه ـ إن شاء الله ـ لأن المنفعة التي أخذ الأجر في مقابلها مباحة في ذاتها، وراجع في ذلك الفتويين رقم:120842، ورقم:120879.وعليه، فالأصول المشتراة من هذا الراتب مباحة للسائل لا حرج فيها.
144,679
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144679
تجنب الإكثار من الحكايات المضحكة
ما حكم رواية هذه النكتة: يروى أن صديقين أحدهما اسمه إبراهيم والآخر اسمه يوسف قررا أن يخطبا أختين فذهبا إلى أبيهما ـ وكان رجلا صالحا تقيا ورعا ـ فقال للأول: ما اسمك؟ فأجاب: إبراهيم، فقال له: طيب اقرأ لنا سورة إبراهيم، فقرأها وهو يتتعتع فيها حتى أكملها، ثم التفت الأب إلى الثاني وقال له: ما اسمك فأجابه: كوثر، فهل يعتبر هذا من الاستهزاء بآيات الله أم لا؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فهذه القصة ليس فيها استهزاء بالقرآن، وإنما فيها تخوف الرجل الثاني من أن يكلف بقراءة سورة طويلة فأحب أن يطلب منه قراءة سورة قصيرة مثل الكوثر،وننبه إلى أن الإكثار من الحكايات المضحكة ينبغي تجنبه فقد عده بعض الفقهاء من خوارم المروءة، قالابن حجر المكي: وهو يعدد خصال خوارم المروءة في شرحه المنهاج:وإكثار حكايات مضحكة للآخرين، أو فعل خيالات كذلك بأن يصير ذلك عادة. انتهى.والله أعلم.
144,683
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144683
حكم من حلف بالطلاق ألا يشاهد التلفاز فشاهده بطريقة غير مباشرة
أحبيت أن أمنع نفسي عن مشاهدة التلفزيون، فقلت ـ إن شاء الله ـ لن أشاهده بعد اليوم ولو شاهدته فزوجتي طالق، قلت هذا بيني وبين نفسي لترهيب نفسي والامتناع فقط وليس للطلاق ففعلت هذا الشيء بطريقة غير مباشرة؟ فهل طلقت الزوجة أم لا؟ وهل علي كفارة في هذه الحالة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فحديث النفس معفو عنه شرعا ولا مؤاخذة به، فقد قال صلى الله عليه وسلم:إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به.رواهالإماممسلموغيره.وبناء على ذلك، فإن كنت لم تتلفظ بالطلاق المعلق، وإنما حدثت به نفسك فلا يلزمك طلاق ولا كفارة بسبب مشاهدة التلفزيون بعد حديث النفس المذكور، وراجع المزيد في الفتوى رقم:138220.وإن كنت بقولك أنك قلت ما قلت بينك وبين نفسك تقصد أنك تلفظت به في خلوة نفسك ولم تكن مع الناس فالحكم أن هذا يعتبرتعليقا للطلاق على مشاهدة التلفزيون وبالتالي، فإذا شاهدته على الوجه الذي قصدت فإن الطلاق يقع عند الجمهور ـ بمن فيهم المذاهب الأربعة ـ وهو القول الراجح، وقالشيخ الإسلام ابن تيمية: تلزمك كفارة يمين إن كنت لا تقصد طلاقا، وراجع في ذلك الفتوى رقم:19162.لكن إن كان قصدك بقولك: ففعلت هذا الشيء بطريقة غير مباشرة ـ أنك قد شاهدت التلفزيون على غير الوجه الذي قصدت فلا يلزمك طلاق، لأن اليمين مبناها على نية الحالف، كما سبق تفصيله في الفتوى رقم:142691.مع التنبيه على حرمة مشاهدة التلفاز إذا اشتمل على ما يحرم النظر إليه من الصور والأفلام، وفي ذلك من المفاسد والمخاطر ما لا يخفى، وكفارة ذلك هي المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى والإكثار من الاستغفار، وراجع المزيد في الفتويين رقم:1886ورقم:1256.والله أعلم.
144,685
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144685
رواية الإسرائيليات وعدم تصديقها ولا تكذيبها
استفسار عن صحة ما ورد في الموضوع التالي قرأته في أحد المنتديات، ويبدو من محتواه أنه من الإسرائليات ولكن أحببت أن أتأكد بالأدلة جزاكم المولى الفردوس الأعلى: يروى أن عيسى بن مريم عليه السلام كان بصحبته رجل من اليهود وكان معهما (مع اليهودي) ثلاثة أرغفة من الخبز، ولما أرادا أن يتناولا طعامهما وجد عيسى أنهما رغيفان فقط، فسأل اليهودي: أين الرغيف الثالث، فأجاب: والله ما كانا إلا اثنين فقط. لم يعلق نبي الله وسارا معاً حتى أتيا رجلاً أعمى فوضع عيسى عليه السلام يده على عينيه ودعا الله له فشفاه الله عز وجل ورد عليه بصرَه, فقال اليهودي متعجباً: سبحان الله! وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة أخرى: بحق من شفى هذا الأعمى ورد عليه بصره أين الرغيف الثالث، فرد: والله ما كانا إلا اثنين. سارا ولم يعلق سيدنا عيسى على الموضوع حتى أتيا نهرا كبيرا، فقال اليهودي: كيف سنعبره؟ فقال له النبي: قل باسم الله واتبعني، فسارا على الماء، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله! وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة ثالثة: بحق من سيرنا على الماء أين الرغيف الثالث؟ فأجاب: والله ما كانا إلا اثنين. لم يعلق سيدنا عيسى وعند ما وصلا الضفة الأخرى جمع عليه السلام ثلاثة أكوام من التراب ثم دعا الله أن يحولها ذهباً، فتحولت الى ذهب، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله لمن هذه الأكوام من الذهب؟؟! فقال عليه السلام: الأول لك، والثاني لي، وسكت قليلا، فقال اليهودي: والثالث؟؟ فقال عليه السلام: الثالث لمن أكل الرغيف الثالث!، فرد بسرعة: أنا الذي أكلته!! فقال سيدنا عيسى: هي كلها لك، ومضى تاركاً اليهودي غارقاً في لذة حب المال والدنيا. بعد أن جلس اليهودي منهمكا بالذهب لم يلبث إلا قليلا حتى جاءه ثلاثةُ فرسان، فلما رأوا الذهب ترجلوا، وقاموا بقتله شر قتلة. مسكين!! مات ولم يستمتع به إلا قليلا! بل دقائق معدودة!! سبحانك يا رب!! ما أحكمك وما أعدلك!! بعد أن حصل كل واحد منهم على كومة من الذهب بدأ الشيطان يلعب برؤوسهم جميعا، فدنا أحدهم من أحد صاحبيه قائلا له: لم لا نأخذ أنا وأنت الأكوام الثلاثة ونزيد نصف كومة إضافية بدلا من توزيعها على ثلاثة، فقال له صاحبه: فكرة رائعة!!! فنادوا الثالث وقالوا له: ممكن تشتري لنا طعاما لنتغدى قبل أن ننطلق؟؟ فوافق هذا الثالث ومضى لشراء الطعام؟ وفي الطريق حدثته نفسه فقالت له: لم لا تتخلص منهما وتظفر بالمال كله وحدك؟؟ إنها حقا فكرة ممتازة!! فقام صاحبُنا بوضع السم في الطعام ليحصل على المال كله!! وهو لا يعلم كيد صاحبيه له!!، وعندما رجع استقبلاه بطعنات في جسده حتى مات، ثم أكلا الطعام المسموم فما لبثا أن لحقا بصاحبيهما وماتا وماتوا جميعاً، وعندما رجع نبي الله عيسى عليه السلام وجد أربعة جثث ملقاة على الأرض ووجد الذهب وحده ، فقال:هكذا تفعل الدنيا بأهلها فاعبروها ولا تعمروها فهل من معتبر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فهذه القصة وأمثالها من الإسرائيليات التي تحكي أخبار أهل الكتاب ولم تثبت روايتها عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، وحكم هذه الإسرائيليات أنها لا تصدق ولا تكذب لقوله صلى الله عليه وسلم:لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم.رواهالبخاري.جاء في شرح صحيحالبخاريلابن بطال:يعني: فيما ادعوا من الكتاب ومن أخبارهم، مما يمكن أن يكون صدقاً أو كذباً، لإخبار الله تعالى عنهم أنهم بدلوا الكتاب ليشتروا به ثمناً قليلاً، ومن كذب على الله فهو أحرى بالكذب في سائر حديثه.انتهى.وقالابن حجرفي فتح الباري:ولا تكذبوهم أي إذا كان ما يخبرونكم به محتملاً لئلا يكون في نفس الأمر صدقاً فتكذبوه أو كذباً فتصدقوه فتقعوا في الحرج.انتهى.ولا شك أن ما حدث في هذه القصة من المحتملات، ويجوز التحديث بها في باب النصح والوعظ دون الجزم بصحتها لقوله صلى الله عليه وسلم:حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج.رواهالبخاري.جاء في التيسير بشرح الجامع الصغيرللمناوي:ولا حرج لا ضيق عليكم في التحديث به إلا أن يعلم أنه كذب أو ولا حرج أن لا تحدثوا، وإذنه هنا لا ينافي نهيه في خبر آخر لأن المأذون فيه التحدث بقصصهم والمنهي عنه العمل بالأحكام لنسخها. انتهى.والله أعلم.
144,689
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144689
هل الشك في سلوك الزوجة يسوغ التجسس عليها
أرجو الإجابة وبشكل عاجل بارك الله لكم في هذا الموقع، عندي مشكلة وأنتظر الحل من عندكم: لدي زوجة لي منها ولدان والحمد لله ومضى على زواجنا حتى الآن أربع سنوات، المهم خلال فترة الزواج اكتشفت أن لديها علاقات فعفوت عنها وهي تابت إلى الله وأظهرت التوبة، ولا أعرف منذ يومين وأنا أحس بشيء نفس الذي كنت أحسه من قبل وأجد بعض الإشارات والعلامات التي تأتي بشك. فما علي فعله وهل لي أن أختبرها حيث أتصل بها برقم مختلف أو بطريقة ما لأعرف هل هي صادقة أو لا؟ وإذا حصل وكشفت الموضوع هل من المصلحة الشرعية بقاؤها علما أني قد عفوت عنها من قبل، فأرجو الإجابة وبشكل عاجل؟ بارك الله فيكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا كانت زوجتك قد تابت وظهرت عليها دلائل صدق التوبة فلا تلتفت لوساوس الشيطان وأحسن ظنك بزوجتك، ولا يجوز لك أن تتجسس عليها أو تطلب عثراتها لمجرد الوساوس.قالابن بطال:ومعنى الحديث النهي عن التجسس على أهله، وألا تحمله غيرته على تهمتها إذا لم يأنس منها إلا الخير.شرح صحيحالبخاري لابن بطال.أما إذا ظهر منها ما يريب ولم يكن الأمر مجرد وساوس وشكوك فلك أن تتجسس عليها.قالابن حجر:.. وفي قصة بن صياد... اهتمام الإمام بالأمور التي يخشى منها الفساد والتنقيب عليها.. والتجسس على أهل الريب.فتح الباريابن حجر.وراجع الحالات التي يجوز فيها التجسس في الفتاوى ذوات الأرقام التالية:15454،60127،30115.فإن تحققت من رجوعها للعلاقات المحرمة، فليس من المصلحة الشرعية بقاؤها معك وهي على تلك الحال، بل ينبغي أن تطلقها حينئذ، وانظر الفتوى رقم:75457.واعلم أن الواجب على الرجل أن يقوم بحق القوامة على زوجته، ويسد عليها أبواب الفتن، ويقيم حدود الله في بيته، ويتعاون مع زوجته على طاعة الله، وفي ذلك وقاية من الحرام وأمان من الفتن، وقطع لطرق الشيطان ومكائده.والله أعلم.
144,693
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144693
حكم قول (نشكر الرب)
كنت في جلسة بين أصدقائي فسألني أحدهم عن حالي فأجبت وقلت نشكر الرب، فقال لي هذا خطأ، هذه كلمة أهل الكتاب، فقلت له إن الشيخ محمود المصري قال في بعض كتبه على رجل مسلم قدس الله روحه ولا أدري من هو محمود المصري.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالله سبحانه هو رب العالمين لا شريك له، وعلى ذلك فلا حرج في قول نشكر الرب، أو نحمد الرب ونحو ذلك وقد جاءت بذلك نصوص صريحة، ففي الحديث الذي رواهالترمذيوغيره وصححهالألبانيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن.وقد روىأبو داودأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:لا يقولن أحدكم: عبدي، أو أمتي ولا يقولن المملوك: ربي وربتي وليقل المالك: فتاي وفتاتي، وليقل المملوك: سيدي وسيدتي، فإنكم المملوكون والرب الله عز وجل.وهذا مقيد بما إذا لم يقصد القائل التشبه بمن يقول هذا من أهل الكتاب، وأما قول: قدس الله سره ـ فقد سبق بيان حكمها في الفتوى رقم:96758.والله أعلم.
144,695
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144695
حكم تقديم السعي على الطواف
ما حكم تقديم السعي على الطواف في العمرة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا يصح تقديم السعي على الطواف في قول جمهور أهل العلم، ويشترط لصحة السعي أن يقع بعد طواف صحيح.قالالإمام البغويفي شرح السنة:إذا سعى بين الصفا والمروة قبل أن يطوف بالبيت في الحج ، أو في العمرة ، فلا يحسب سعيه حتى يعيده بعد الطواف بالبيت عند عامة أهل العلم؛ إلا ما حكي عن عطاء أنه قال : يجزئه سعيه ، واحتج بما روي عن أسامة بن شريك قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجاً ، فكان الناس يأتونه ، فمن قائل : يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف ، أو أخرت شيئاً أو قدمت، فكان يقول : ( لا حرج لا حرج ) وهذا عند العامة أن يكون قد سعى عقيب طواف القدوم قبل الوقوف بعرفة، ويكون محسوباً له ، ولا يجب عليه أن يعيده بعد طواف الإفاضة، فأما من لم يكن سعي عقيب طواف القدوم ، فسعيه بعد الوقوف بعرفة لا يحسب قبل طواف الإفاضة.اهـكلامه.وذهب جمع من الحفاظ إلى أن زيادة ( سعيت قبل أن أطوف ) الواردة في حديثأسامةزيادة ضعيفة لا تثبت. قالالشوكانيفي السيل الجرار :... وأما ما وقع في حديث أسامة عند أبي داود بلفظ سعيت قبل أن أطوف فقد قال الحفاظ إنه ليس بمحفوظ ..اهـ.ومثله قولابن القيمفي زاد المعاد:... وَقَوْلُهُ سَعَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَطُوفَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ ..اهـ. وحكم عليها بالشذوذ أيضاالشيخ الألبانيرحمه الله لمخالفةجرير بن عبد الحميدأحد رواته لغيره من الثقات الذين رووا الحديث بدون تلك الزيادة.وعلى افتراض صحة تلك الزيادة فإنها محمولة عند كثير من العلماء على القارن والمفرد إذا سعى بعد طواف القدوم كما مر في كلامالبغويرحمه الله.وبعض العلماء ممن صحح هذه الزيادة يرى أن تقديم السعي على الطواف جائز في الحج دون العمرة وهو اختيارالشيخ ابن عثيمينحيث قال في الشرح الممتع:هذا في الحج وليس في العمرة، فإن قيل: ما ثبت في الحج ثبت في العمرة إلا بدليل، لأن الطواف والسعي في الحج وفي العمرة كليهما ركن.فالجواب: أن يقال: إن هذا قياس مع الفارق، لأن الإخلال بالترتيب في العمرة يخل بها تماما، لأن العمرة ليس فيها إلا طواف، وسعي، وحلق أو تقصير، والإخلال بالترتيب في الحج لا يؤثر فيه شيئا، لأن الحج تفعل فيه خمسة أنساك في يوم واحد، فلا يصح قياس العمرة على الحج في هذا الباب، ويذكر عن عطاء بن أبي رباح عالم مكة ـ رحمه الله أنه أجاز تقديم السعي على الطواف في العمرة، وقال به بعض العلماء، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يجوز مع النسيان أو الجهل لا مع العلم والذكر.انتهى.وعلى هذا لا يصح تقديم السعي على الطواف في العمرة, وانظر الفتوى رقم:44613.والله أعلم.
144,697
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144697
أفضل الأسماء التي تختار للبنات
أنا حامل ببنت ـ بمشيئة الله تعالى ـ ومحتارة في الاسم الذي أسميها به، وأريد أن يكون اسما دينيا حتي تكون حياتها متعلقة بالدين منذ ولادتها، فهل يجوز أن أسميها سجى، أو ساجدة، أو حبيبة، أو فرح، أو ريتال؟ وإن كان يجوز فأي اسم منها أفضل؟ وما أفضل الأسماء الدينية في رأيكم وترون أن أسميها به؟ وبارك الله فيكم وفي علمكم وعملكم وتقبل منكم، وأعتذر على الإطالة.وأسألكم الدعــاء بظهر الغيب.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فيسن تسمية المولودة باسم حسن للحديث الذي رواهأبو داود والدارمي وابن حبان وأحمد:إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسنوا أسماءكم.وقد سبق أن بينا أفضل أسماء البنات في الفتوى رقم:112241.كما سبق بيان ضوابط ما يكره وما يمنع من الأسماء في الفتوى رقم:12614، وما أحيل عليه فيها.فالأفضل اختيار التسميات المعروفة عند السلف من نساء الصحابة والتابعين وفضليات نساء الأمم السابقة، وأما التسميات التي ذكرت: فهي جائزة وأفضلها حبيبة، لأنها اسم لبعض نساء الصحابة ـكحبيبة بنت سهل الأنصاريةوحبيبة بنت أم حبيبةربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهيبنت عبيد الله بن جحش، وراجعي في اسم ريتال الفتوى رقم:107688.والله أعلم.
144,699
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144699
موقف الزوج إن زنت زوجته النصرانية ثم تابت وأرادت اعتناق الإسلام
أنا مسلم متزوج من مسيحية أجنبية من 12 سنة وعندي طفلان، ومن فترة قريبة اعترفت زوجتي بخيانتها لي منذ شهرين.لمرة واحدة فقمت بضربها وقررت الطلاق منها، وعندما سألتها لماذا أخبرتيني بهذا قالت أريد العودة إلى الله وأن أعتنق الإسلام .فما عساي أن أفعل ؟ أخبروني بسرعة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن تابت هذه المرأة من الزنا وحسنت سيرتها فلا حرج عليك في إبقائها في عصمتك، فزناها لا يحرمها عليك، وراجع الفتوى رقم:134395. وينبغي أن تستغل هذه الفرصة في ترغيبها في الدخول في الإسلام خصوصا وأنها ذكرت أنها تريد الدخول فيه.ويمكنك أن تستعين ببعض الفتاوى التي تعرف بالإسلام ونحيلك منها على الرقمين:104561،547110.وهنالك بعض الفتاوى التي تبين بطلان النصرانية وتناقض الأناجيل فراجع منها الفتاوى التالية أرقامها:61499،30506،1032653029.والزانية زوجة كانت أم غير زوجة يجب عليها الاستبراء على الراجح،ولكن هل تستبرىء بحيضة أو بثلاث حيض، في ذلك خلاف بين العلماء.قالابن قدامةفي المغني وهو يتحدث عن المتزوجة إذا زنت:قال أحمد ولا يطؤها حتى يستبرئها بثلاث حيض، وذلك لما روى رويفع بن ثابت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم حنين: لا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر يسقي ماءه زرع غيره. يعني إتيان الحبالى ولأنها ربما تأتي بولد من الزنا فينسب إليه ،والأولى أنه يكفي استبراؤها بالحيضة الواحدة لأنها تكفي في استبراء الإماء وفي أم الولد إذا عتقت بموت سيدها أو بإعتاق سيدها فيكفي ههنا والمنصوص ههنا مجرد الاستبراء وقد حصل بحيضة فيكتفي بها.انتهى.والله أعلم.
144,603
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144603
هل تفسخ الخطبة لتعود لزوجها الذي بانت منه
شيخنا أريد أن أسأل عما إذا كان يجوز لي أن أقنع أختي بفسخ خطبتها والتفكير في الرجوع إلى زوجها الأول الذي أنجبت منه أولادا، علماً بأن هذا الزوج تحدث معي وأعرب عن رغبته في إرجاع أم أولاده، وأنه لا يعلم أنها قد خطبت لرجل آخر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالزوج الأول بعد أن تبين منه زوجته ثم يحل له الزواج منها يصير خاطباً من الخطاب، فإذا كانت أختك قد ركنت إلى هذا الخاطب وتوافقا على الخطبة فلا يجوز فسخ خطبتها لأجل خاطب ثان ـ وإن كان زوجها الأول وأبأ أولادها ـ جاء في حاشيةالدسوقي:واعلم أن رد المرأة، أو وليها بعد الركون للخاطب لا يحرم ما لم يكن الرد لأجل خطبة الثاني.انتهى.والله أعلم.
144,605
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144605
ورث والده مالا ووضعه في البنك ويريد تزويجه بهذا المال
ورث أبي مبلغا ماليا، وهذا المبلغ في المصرف وعرض علي أبي هذا المبلغ لكي أتزوج به فرفضت، لأن المصرف يتعامل بالربا، فهل ما فعلته صواب؟.وشكراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فأصل المال الذي ورثه أبوك لا حرج عليك في الانتفاع به، فإن عرضه عليك وكنت محتاجاً للزواج فالصواب أن تقبل به، وأما المال المستفاد من الربا: فالأصل أنه لا يجوز لك الانتفاع به، ولا غيرك ممن لم يكن فقيراً محتاجاً إليه، وإنما يجب صرفه في مصاريف الأموال العامة كدور الأيتام والمستشفيات ونحو ذلك، لكن إذا كنت محتاجاً للزواج وليس عندك مال تدفعه في المهر وغيره من مصاريف الزواج فلا حرج عليك حينئذ في أخذه. وانظر الفتاوى التالية أرقامها:9616،9666،6880.والله أعلم.
144,607
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144607
استعجال إجابة الدعاء من كيد الشيطان
أعاني من مشكلة في الدعاء والظن بالله أي عندما أبدأ بالدعاء أظن أن الدعاء لن يقبل وأنه سيكون عكس الدعاء، لأنني أرى أبي يدعو بصلاح أخي الأكبر وهو مدخن وأحيانا يصلي ومتكبر, فأسمع أبي يصلي بالليل ويدعو بهدايته ولم أر شيئا حصل لأخي وأقول بداخلي لم يقبل من أبي وهو صالح وبار بوالديه وأنا مذنبة ومطلقة نظري إلى الحرام لو دعوت فهل سيقبل دعائي؟ ودائما أخاف أن أدعو، لأنني أخشى أن يكون عكس الدعاء مع أنني أدعو وأقول لنفسي إن ربي كريم وأحاول إقناع نفسي, وأقول إن الدعاء إما أن يرد، أو يرفع أو يدفع مصيبة, وأعلم أن الله يكون عند حسن ظن العبد به, فما الحل؟ وماذا أفعل؟.أرجوكم أريد الرد في أقرب وقت.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فنسأل الله سبحانه أن يصلح لك الحال والمآل، وأن يوفقك لمرضاته ويصرف عنك كيد الشيطان وشره، واعلمي ـ أيتها السائلة الكريمة ـ أن حسن الظن بالله سبحانه من الطاعات التي أمر الله بها عباده، وأمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم، فعنجابرـ رضي الله عنه ـ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلمقبل موته بثلاثة أيام يقول:لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل.رواهمسلموأبو داودوابن ماجه.كما أن إساءة الظن بالله من المعاصي العظيمة، وهي من صفات المشركين والمنافقين، قال سبحانه:وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا{الفتح: 6}.فالواجب على المسلم إحسان الظن بربه في كل وقت وعلى كل حال، واعلمي أن من الآفات التي يدخلها الشيطان على المسلم آفة استعجال الإجابة، وقد حذر من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء. رواهمسلم.وأما ما ترين من عدم اهتداء أخيك مع إلحاح والدك في الدعاء له: فهذا لا ينظر إليه على أنه دعاء مردود، بل لعل الله سبحانه أجل إجابة الدعاء لحكمة يعلمها، ثمإنه لا تلازم بين إجابة الدعاء وتحقيق المطلوب، فقد يستجيب الله دعاء عبده، ولكن لا يحقق له خصوص ما يطلبه بدعائه، يدل لهذا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذاً نكثر، قال: الله أكثر. رواهأحمدعنأبي سعيد الخدريـ رضي الله عنه.وأما ما تخافين منه من عدم استجابة الدعاء، أو حصول عكس مقصودك، فنقول: هذا من وساوس الشيطان ليثبطك عن هذه العبادة العظيمة، فاصرفي عنك هذه الوساوس واستعيني بالله واستعيذي به من كيد الشيطان الرجيم. ثم عليك أن تبادري بالتوبة إلى الله جل وعلا من معصية إطلاق البصر للحرام وغيرها من المعاصي.والله أعلم.
144,609
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144609
توضيح وبيان حول آية الميثاق
ما الحكم في من نفى وجود عالم الذر الذي أخذ الله فيه العهد على بني آدم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأوّل المعنى بالغريزة الدينية والشعور الروحاني فقط .وأن قوله: ألست بربكم ؟ قول إرادة وتكوين لا قول وحي وتلقين. جزاك الله على جهودكم في تجلية الحقائق وبيان العقيدة الحقة مما جعل موقعكم ومركز الفتوى في صدارة المواقع الإسلامية العالمية؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فبداية لابد من التنبيه على أمر مهم، وهو أن هناك فرقا عظيما بين إنكار عالم الذر وأخذ الميثاق على آدم وذريته، وبين إنكار كون ذلك تفسيرا لقوله تعالى:وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ{الأعراف: 172}.وأن الميثاق الثابت في السنة هو الميثاق الذي تشير إليه الآية.فأهل السنة من حيث الجملة يؤمنون بالميثاق وعالم الذر، كما قالالطحاويفي عقيدته:والميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم وذريته حق.اهـ.ولكنهم قد اختلفوا في كونه تفسيرا للآية، وجمهورهم يفسر الآية بذلك؛ للأحاديث والآثار المروية فيه، وبعضهم ينكر ذلك ويفرق بين الميثاق المشار إليه في الآية وبين الميثاق الثابت في الأحاديث والآثار، ويضعف ما جاء منها مصرحا بالإشهاد عليهم في عالم الذر، ويفسر الإشهاد في الآية بالفطرة على التوحيد، ويقصر دلالة الأحاديث على إثبات القدر السابق واستخراج صور بني آدم وتميز أهل السعادة من أهل الشقاوة، وهذا ما قررهابن القيمفي (أحكام أهل الذمة) حيث قصر دلالة الأحاديث الصحيحة على ذلك ثم قال:وأما الآثار التي فيها أنه استنطقهم وأشهدهم وخاطبهم فهي بين موقوفة ومرفوعة لا يصح إسنادها ... وبالجملة فالآثار في إخراج الذرية من ظهر آدم وحصولهم في القبضتين كثيرة لا سبيل إلى ردها وإنكارها، ويكفي وصولها إلى التابعين فكيف بالصحابة ! ومثلها لا يقال بالرأي والتخمين، ولكن الذي دل عليه الصحيح من هذه الآثار إثبات القدر وأن الله علم ما سيكون قبل أن يكون وعلم الشقي والسعيد من ذرية آدم، وسواء كان ما استخرجه فرآه آدم هو أمثالهم أو أعيانهم، فأما نطقهم فليس في شيء من الأحاديث التي تقوم بها الحجة ولا يدل عليه القرآن.اهـ.وهذا هو ما رجحه جماعة من أهل العلم كشيخ الإسلامابن تيميةوابن أبي العز الحنفيوابن كثيروغيرهم، ومن هؤلاء الأستاذرشيد رضاالذي نقل السائل فحوى كلامه دون أن يصرح باسمه، حيث قال في تفسير المنار:والمعنى واذكر أيها الرسول في إثر ذكر ميثاق الوحي على بني إسرائيل خاصة، ما أخذه الله من ميثاق الفطرة والعقل على البشر عامة، إذ استخرج من بني آدم ذريتهم بطناً بعد بطن، فخلقهم على فطرة الإسلام، وأودع في أنفسهم غريزة الإيمان، وجعل من مدارك عقولهم الضرورية أن كل فعل لا بد له من فاعل، وكل حادث لا بد له من محدث، وأن فوق كل العوالم الممكنة القائمة على سنة الأسباب والمسببات، والعلل والمعلومات، سلطاناً أعلى على جميع الكائنات، وهو الأول والآخر، هو المستحق للعبادة وحده .. وهذا معنى قوله تعالى: (وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا) أي أشهد كل واحد من هذه الذرية المتسلسلة على نفسه بما أودعه في غريزته واستعداد عقله قائلاً قول إرادة وتكوين، لا قول وحي وتلقين، ألست بربكم؟ فقالوا كذلك بلغة الاستعداد ولسان الحال، لا بلسان المقال: بلى أنت ربنا والمستحق وحده لعبادتنا. فهو من قبيل قوله تعالى بعد ذكر خلق السماء: (فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) وهذا النوع من التعبير والبيان يسمى في عرف علماء البلاغة بالتمثيل، وهو أعلى أساليب البلاغة وشواهده في القرآن وكلام البلغاء كثيرة.اهـ.وعلق على ذلك صاحب كتاب (منهج الشيخمحمد رشيد رضافي العقيدة) فقال:وبهذا يميل الشيخ رشيد إلى أحد القولين في تفسير هذا الميثاق، وهو الرأي القائل بأن استخراج الذرية هو خلقه تعالى لها جيلاً بعد جيل على ترتيبهم في الوجود، على نحو ما يتوالد الأبناء من الآباء، ودلهم بخلقه على أنه خالقهم فقامت هذه الدلالة مقام الإشهاد، فتكون هذه الآية من باب التمثيل .. وهذا الرأي قد قال به من قبله بعض السلف، ومن القائلين به: شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم. وأما الرأي الثاني، وهو المؤيد بالأحاديث المرفوعة والموقوفة فهو: أن الله أخرج جميع ذرية آدم من ظهور الآباء في صورة الذر، وأشهدهم على أنفسهم بلسان المقال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} ثم أرسل بعد ذلك الرسل مذكرة بذلك الميثاق.اهـ.ثم قال:ومن واجبي الآن أن أبين للقراء، أن الرأي الثاني هو الصواب، وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن، وتؤيده الأحاديث الصحيحة، المرفوعة والموقوفة، ومنها وأصرحها حديث ابن عباس وقد صح مرفوعاً، فوجب المصير إليه وطرح ما سواه، ومما يؤيد المرفوع الآثار الموقوفة، وعدم بيان الميثاق في بعض الأحاديث ليس مستلزماً لعدمه.اهـ.ورجح ذلك أيضا العلامةالشنقيطيفي (أضواء البيان) وقال: هذا الوجه يدل له الكتاب والسنة... اهـ. ثم بين ذلك. وكذلك الشيخالألبانيفي تعليقه على حديثابن عباسمرفوعا:أخذ الله تبارك وتعالى الميثاق من ظهر آدم بنعمان ـ يعني عرفة ـ فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال : { ألست بربكم قالوا : بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين . أو تقولوا إنما أشرك أباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون}. (السلسلة الصحيحة 1623).وهذا هو الراجح إن شاء الله، وأن الإشهاد في الآية حقيقي، سواء أكان ذلك خاصا بالأرواح أو كان لها في أجسادها.قالابن القيمفي كتاب (الروح):قال ابن الأنباري: مذهب أهل الحديث وكبراء أهل العلم في هذه الآية أن الله أخرج ذرية آدم من صلبه وأصلاب أولاده وهم في صور الذر فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم وأنهم مصنوعون، فاعترفوا بذلك وقبلوا، وذلك بعد أن ركب فيهم عقولا عرفوا بها ما عرض عليهم، كما جعل للجبل عقلا حين خوطب، وكما فعل ذلك بالبعير لما سجد والنخلة حتى سمعت وانقادت حين دعيت. وقال الجرجانى: ليس بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله مسح ظهر آدم فأخرج منه ذريته" وبين الآية اختلاف بحمد الله؛ لأنه عز و جل إذا أخذهم من ظهر آدم فقد أخذهم من ظهور ذريته، لأن ذرية آدم لذريته بعضهم من بعض، وقوله تعالى: (أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) أي عن الميثاق المأخوذ عليهم، فإذا قالوا ذلك كانت الملائكة شهودا عليهم بأخذ الميثاق .. قال: وزعم بعض أهل العلم أن الميثاق إنما أخذ على الأرواح دون الأجساد، إن الأرواح هي التي تعقل وتفهم ولها الثواب وعليها العقاب، والأجساد أموات لا تعقل ولا تفهم، قال: وكان إسحاق بن راهويه يذهب إلى هذا المعنى، وذكر أنه قول أبي هريرة، قال إسحاق: وأجمع أهل العلم أنها الأرواح قبل الأجساد، استنطقهم وأشهدهم.اهـ.وكلام الإمامابن راهويهنقله أيضا الحافظابن عبد البرفي (التمهيد) ثم قال بعد بحث المسألة:ومعنى الآية والحديث أنه أخرج ذرية آدم من ظهره كيف شاء ذلك، وألهمهم أنه ربهم فقالوا: بلى، لئلا يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. ثم تابعهم بحجة العقل عند التمييز، وبالرسل بعد ذلك؛ استظهارا بما في عقولهم من المنازعة إلى خالق مدبر حكيم يدبرهم بما لا يتهيأ لهم ولا يمكنهم جحده، وهذا إجماع أهل السنة والحمد لله.اهـ.ثم بعد ذلك لزم التنبيه على أن إنكار عالم الذر بالكلية، وأنه لم يُستخرج بنو آدم من ظهره ولا أخذ عليهم ميثاق، أن هذا القول غلط، وأن الأحاديث والآثار ترده، وأن اتفاق أهل السنة على خلافه، ولذلك نسبه الحافظابن عبد البرلأهل البدع.فقال في (التمهيد):وأما أهل البدع فمنكرون لكل ما قاله العلماء في تأويل قول الله عز و جل: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم .. ) قالوا: ما أخذ الله من آدم ولا من ذريته ميثاقا قط قبل خلقه إياهم، وما خلقهم قط إلا في بطون أمهاتهم، وما استخرج قط من ظهر آدم من ذرية تخاطب.اهـ.وقال الشيخصالح آل الشيخفي شرح الطحاوية:أهل السنة والجماعة اختلفوا جدا في مسألة الميثاق، معاتفاقهمعلى حصول الاستخراج من ظهر آدم وأخذ الميثاق عليه.اهـ.ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين:64324،106739.والله أعلم.
144,613
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144613
حكم العقيقة عن الغلام بكبش وجدي
هل العقيقة عن الغلام لا بد أن تكون شاتان؟ وهل لا بد أن تكون من نفس النوع؟ أم يصح أن تكون كبشا وجديا من الماعز مثلا؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالسنة أن يعق عن الغلام بشاتين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:من ولد له مولود فأحب أن ينسك عنه فليفعل: عن الغلام شاتان مكافأتان، وعن الجارية شاة. رواهأحمدوغيره، وصححهالأرنؤوط.فإن عق عن الغلام بشاة واحدة حصل أصل السنة ـ كما قالالنوويـ رحمه الله ـ لما روىأبو داودوغيره عنابن عباسـ رضي الله عنهما ـأن رسول الله صلى الله عليه وسلم: عق عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً. وصححهالألباني.وهيسنة مؤكدة ولست واجبة فتذبح فيها شاة تجزئ في الأضحية، كماقال العلامةخليل المالكيفي المختصر:وندب ذبح واحدة تجزئ ضحية في سابع الولادة نهارا.وقالالشربينيفي مغني المحتاج:وجنسها وسنها وسلامتها من العيب والأفضل منها، والأكل وقدر المأخوذ منها والادخار والتصدق والإهداء، وتعيينها إذا عينت، وامتناع بيعها كالأضحية. اهـ.ولا يشترط في العقيقة أن تكون ذكرا، بل تجزئ الأنثى، لما روتأم كرزعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة، لا يضركم ذكرانا كن أو إناثاً.رواهأبو داودوالترمذيوالنسائيوابن ماجهوغيرهم. قالالنووي:وهو حديث حسن،وقال: وسواء الذكر والأنثى من جميع ذلك - أي الأنعام - ولا خلاف في شيء من هذا عندنا.اهـ.ولكن الذكر أفضل، كما قالابن قدامةفي المغني:والذكر أفضل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين بكبش كبش، وضحى بكبشين أقرنين، والعقيقة تجري مجرى الأضحية، والأفضل في لونها البياض, على ما ذكرنا في الأضحية، لأنها تشبهها، ويستحب استسمانها, واستعظامها, واستحسانها كذلك، وإن خالف ذلك، أو عق بكبش واحد أجزأ، لما روينا من حديث الحسن والحسين.اهـ.وإذا ضحى بشاتين فالمستحب تماثلهما ـ كما قالابن قدامة ـوراجع في هذا وفي شرح معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:عن الغلام شاتان مكافأتانـ الفتوى رقم:122065.هذا وننبه إلى أن الجدي الصغير الذي لم يدخل في السنة الثانيةلا يجزئ في العقيقة ولا في الضحية،فقد روىمسلمفي صحيحه وأحمدفي مسنده والنسائيفي سننهوأبو داودعنجابرـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن .والحاصل أنه لا يضر أن تكون إحدى الشاتين من المعز والأخرى من الضأن، كما لا يضر أن تكون إحداهما أنثى والأخرى ذكر.والله أعلم.
144,615
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144615
ماتت عن زوج وأم وابن وبنت وشقيق وشقيقتين وأولاد إخوة
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال: (ابن) العدد 1 (أخ شقيق) العدد 1 (أخ من الأب) العدد 2 (ابن أخ شقيق) العدد 1 (ابن أخ من الأب) العدد 3 (زوج)۞-للميت ورثة من النساء : (أم ) (بنت) العدد 1 (أخت شقيقة)العدد 2۞- إضافات أخرى: توفيت زوجتي بعد أن أنجبت معي طفلا وبنتا، وقد خلفت منزلا صغيرا وأمها ما تزال على قيد الحياة كما تركت حـلـيا بعضه اشتريته لها أنا والبعض الآخر شريناه مع بعضنا ونحن متزوجان فكيف تقسم التركة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم تترك زوجتك من الورثة إلا من ذكر فإن لأمها السدس فرضا لوجود الفرع الوارث , قال الله تعالى:وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ{ النساء : 11}ولك أنت زوجها الربع فرضا لوجود الفرع الوارث , قال الله تعالى:فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ.{النساء : 12 }.والباقي لابنها وابنتها تعصيبا للذكر مثل حظ الأنثيين لقول الله تعالى:يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ.{ النساء : 11 }ولا شيء لبقية الورثة المذكورين في السؤال لأنهم محجوبون بالابن حجب حرمان , فتقسم التركة – كل ما خلفته الزوجة من ذهب خاص بها ومنزل ونقود وغير ذلك – على ستة وثلاثين سهما , للأم سدسها , ستة أسهم , وللزوج ربعها , تسعة أسهم , وللابن أربعة عشر سهما , وللبنت سبعة أسهم .والذهب الذي اشتريته أنت لها إن كنت وهبته لها أو كان من مهرها فقد صار ملكا لها ويدخل في التركة بعد موتها , وإن كنت أعرته لها لتلبسه ولم تهبه لها فهو ملك لك ولا يدخل في التركة, وانظر الفتوى رقم:18197، عن هدايا الزوج لزوجته هل تدخل ضمن الميراث بعد وفاتها.ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم.والله أعلم.
144,617
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144617
الإفرازات التي تخرج بعد انتهاء الحيض هل تؤثر على صحة الحج
ذهبت للحج العام الماضي وكنت حائضا ولما طهرت ذهبت وعملت العمرة، لأنني كنت متمتعة ولما انتهيت من العمرة وذهبت إلى سكني فوجئت بأنني لم أطهر بعد رغم أنني استوفيت أيامي المعتادة، ولكن لم يكن دما، بل إفرازات بنية اضطررت بأن أتناول أدوية لتوقيفها وفعلا توقفت ولم أعد العمرة، لأنني خجلت أن أقول ذلك لمن معي من إخوتي، ثم ذهبنا إلى منى وبعدها إلى عرفة وعندما كنا في ثاني أيام التشريق فوجئت بعودة الحيض لأنني أوقفت الحبوب التي كنت أتناولها ولم أكن أعرف أنه يجب أن أستمر في تناولها وأتممت رمي الجمرات وعدنا إلى مكة وعدت لتناول الدواء مرة أخرى وتوقف نزول الدم واستمرت الإفرازات القهوية حتى عدت لبلدي يعني عملت طواف الإفاضة والسعي وزيارة المدينة وصليت بروضة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على هذه الحال وسألت بعض النساء فقلن لي هذه استحاضة، لذلك قمت بإكمال مناسك الحج ولم أسأل أيا من الشيوخ خجلا وأنا في حيرة منذ ذلك الوقت حتى اليوم، أفيدوني، فهل أنا مذنبة، لأنني دخلت روضة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على هذه الحال، علما بأنني استمريت بأخذ الدواء حتى عدت إلى بلادي، وهذه الإفرازات كانت قليلة جدا حتى إنني كنت أغتسل كل حين، لأنني أحسبها قد توقفت.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فاعلمي ـ أولا ـ أن هذه الإفرازات البنية التي رأيتها بعد مضي زمن الحيض لا تعد حيضا، فإن الراجح عندنا أن الصفرة والكدرة في غير زمن الحيض ليست حيضا، وانظري الفتوى رقم:117502.ولكن هذه الإفرازات ناقضة للوضوء، فكان الواجب عليك أن تتوضئي لخروجها قبل أن تطوفي بالبيت، لأن الطواف لا يصح إلا بالطهارة من الحدثين في قول الجمهور، فإن كنت توضأت ثم طفت فطوافك صحيح ـ إن شاء الله ـ وإن رأيت بعد الطواف شيئا من هذه الإفرازات ولم يحصل لك اليقين أنه خرج في أثناء الطواف فالأصل صحة طوافك وأن خروج هذه الإفرازات يضاف إلى أقرب زمن يحتمل خروجها فيه، وهذا يقال في طوافك للعمرة وطوافك للإفاضة،قالالسيوطيفيالأشباه والنظائر:الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن. انتهى.وانظري الفتوى رقم:29212.وأما إن تيقنت أن هذه الإفرازات خرجت منك في أثناء الطواف، أو قبله ولم تعيدي الوضوء لخروجها ،فإن طوافك غير صحيح عند الجمهور، والقول الراجح عندنا أن الطهارة شرط لصحة الطواف، لكن قد بينا في الفتوى رقم:125010، أن الفتوى بالقول المرجوح عند وقوع الأمر وصعوبة التدارك مما سهل فيه كثير من العلماء، ولا حرج في أن تعملي بقول من لا يرى الطهارة شرطا في صحة الطواف وهو اختيار شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ وهو قول له حظه من النظر، وقد بينا طرفا من أدلته في الفتوى رقم:131118.والأحوط أن تذبحي هديا بمكة يوزع على فقراء الحرم، فإن مذهب الحنفية ورواية عنأحمدأن الطهارة للطواف واجب يجبر تركه بدم، وانظري الفتوى رقم:130261.وليس عليك إثم ـ إن شاء الله ـ في دخولك المسجد النبوي والحال ما ذكر، لأنك لم تكوني حائضا كما بينا.والله أعلم.
144,619
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144619
حكم طبخ العقيقة ودعوة الناس عليها
العقيقة هل يجوز أن أتصدق بواحدة وأجمع بعض الأقارب على الأخرى دون أن أسميها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالعقيقة سبيلها سبيل الأضحية تطعم منها أهلك وتتصدق وتهدي للجيران والأصدقاء، وطبخها أفضل.قالابن جريج:تطبخ وتهدى للجيران والصديق وسبيلها سبيل الأضحية.وقالالنوويفي المجموع:ويستحب أن يأكل منها ويتصدق ويهدي.اهـوقالالشربينيفي مغني المحتاج:وجنسها وسنها وسلامتها من العيب والأفضل منها، والأكل وقدر المأخوذ منها والادخار والتصدق والإهداء، وتعيينها إذا عينت، وامتناع بيعها كالأضحية.اهـوأما دعوة الناس للطعام في البيت كالوليمة فقد نص بعض العلماء على كراهتها.قالخليلفي مختصره:وكره عملها وليمة.ونص عليهابن عبد البرفي التمهيد أيضا، وفي حاشية إعانة الطالبين:ويطبخ لحمها ويبعث به إلى الفقراء وهو أحب من ندائهم عند بيته، وذلك لقول عائشة إنه سنة.وفي الفواكه الدواني:ويكره جعلها وليمة ويدعو لها الناس كما يفعله الناس، وإنما كره لمخالفته لفعل السلف وخوف المباهاة والمفاخرة، بل المطلوب إطعام كل واحد في محله، ولو وقع عملها وليمة أجزأت.وذهب بعض العلماء إلى أنه لصاحبها أن يصنع فيها كيف شاء.قالابن سيرين:اصنع بلحمها كيف شئت.وفي المغني:وإن طبخها ودعا إخوانه فحسن، ولكن الأولى ما قدمنا.والله أعلم.
144,621
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144621
وجوب الإحسان إلى الأم وبرها وزيارتها
وقع خلاف بيني وبين عائلتي مما أدى إلى انفصالي عنهم، والسبب هو أن أخي الكبير قال لي إن لم تطلق زوجتك ستخرج من البيت، أو أخرج أنا، والبيت هو ملك العائلة كلها مما أدى إلى أنهم لا يكلمونني إلا قليل منهم ونحن أربعة إخوة وأربع بنات وأمي، وأبي متوفى ـ رحمه الله ـ وذات يوم وأنا أريد أن أذهب لزيارة أمي طلبت مني أختي الكبيرة أن لا أذهب إليها أي أنها تريد أن تمنعني من زيارتها، فما الحكم في ذلك؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد أمر الله تعالى ببر الوالدين وإكرامهما وإحسان صحبتهما، قال تعالى:وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا{الإسراء: 23}. وقال تعالى:وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا{لقمان: 15}.والإحسان إليهما من أفضل الأعمال وأكثرها أجرا ومثوبة، فقد جاء عنعبد الله بن مسعودقال:سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال الصلاة على وقتها، قلت ثم أي؟ قال ثم بر الوالدين، قلت ثم أي؟ قال ثم الجهاد في سبيل الله.متفق عليه، واللفظلمسلم.أما عقوقهما والإساءة إليهما: فمن أكبر الكبائر ـ والعياذ بالله تعالى ـ فقد قال صلى الله عليه وسلم:ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين...متفق عليه، واللفظللبخاري.وقد ثبت التأكيد على بر الأم خاصة، جاء في صحيحالبخاري ومسلممن حديثأبي هريرةـ رضي الله عنه ـ قال:جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك؟ قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أبوك.وفي سننالنسائيأنجاهمةجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال هل لك من أم؟ قال نعم، قال فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها.قالالشيخ الألباني:حسن صحيح.وبناء على ما تقدم، فالواجب عليك الإحسان إلى أمك وبرها، وما أرادته أختك من عدم زيارتك لأمك معصية شنيعة وكبيرة من كبائر الذنوب ولا يجوز لك الإصغاء إلى أمرها وعليك نصحها هي وباقي الإخوة والأخوات،وتحذير الجميع من قطيعة الأم وضرورة برها والإحسان إليها، وراجع المزيد في الفتوى رقم:111328.كما أنه لا يجوز لك قطع سائر رحمك من إخوة وأخوات وغيرهم ولو كانوا يسيئون إليك، فيجب أن تصلهم بالقدر الذي تحصل به الصلة عندكم عرفا، وأجاز أهل العلم هجر القريب وغيره إذا تعين وسيلة لكفه عن الإثم أو غلب على الظن حصول الضرر منه إذا لم يهجره، وراجع الفتويين رقم:125053، ورقم:62260.ولا يلزمك أن تطلق زوجتك استجابة لأي منهم.والله أعلم.
144,627
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144627
حكم رد الخطاب رغبة في الزواج من رجل صالح في غير زمانها
سؤالي لا يتعلق بالتركة وهو: هل يجوز لفتاة أن ترفض الزواج لأنها تريد أن ترتبط بشخص معين في الآخرة، مع العلم أن هذا الشخص لا ينتمي إلى زمننا بل هو في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل يمكن للمرأة أن ترتبط في الآخرة بشخص من غير زمانها مهما كانت رتبته من الصحابة أو من نسل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل يستحق هذا الارتباط في الآخرة التضحية بخاطبين يتقدمون لخطبتي الآن، وبالتالي أن أبقى عرضة للكلام المسيء جدا من طرف أهلي والناس، لأنه تقدم لخطبتي (وما زال)كثيرون وكثيرون رغم أنني تجاوزت الثلاثين عاما، أرجوكم أجيبوني وأفيدوني لأن حلمي المتعلق بالدار الخالدة غال جداً، ولا أريد تضييع فرصة الارتباط بشخص من نسل الرسول صلى الله عليه وسلم وينتمي إلى زمن الصحابة، وفي نفس الوقت أنا أتألم بسبب معاناتي الحالية عند ما ألوم نفسي ويلومني غيري على تضييع الفرص الحالية، فهل رفضي للزواج لهذا السبب فيه صواب، أنتظر ردكم الكريم بفارغ الصبر؟ وجزاكم الله تعالى كل الخير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فزواج المرأة في الجنة برجل من غير زمانها من أمور الغيب التي لم يرد فيما نعلم نص بشأنها، ولا شك أن الجنة دار النعيم وفيها ما تشتهيه الأنفس، والذي ينبغي للعاقل أن يشغل نفسه بما يقربه إلى الله ويوصله لمرضاته ودخول جناته وذلك بالإيمان والعمل الصالح، وعلى كل الأحوال لا ينبغي أن يكون هذا الأمر مانعاً من الزواج في الدنيا كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:16600.والذي ننصحك به أن تبادري بقبول من يتقدم إليك من ذوي الدين والخلق فلا شك أن ذلك من المصالح التي لا ينبغي تفويتها، أما إذا كان في تأخيرك للزواج تعريض لنفسك للوقوع في الحرام فذلك غير جائز وتأثمين برد الخطاب.قالالبهوتيالحنبلي:ويجب النكاح بنذر وعلى من يخاف بتركه زنا وقد رعلى نكاح حرة ولو كان خوفه ذلك ظنا، من رجل وامرأة لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصرفها عن الحرام، وطريقه النكاح.شرح منتهى الإرادات.والله أعلم.
144,629
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144629
حكم أخذ الوكيل من الصدقات لنفسه
ورثت عن أبي مبلغا من المال، وحيث إنني ﻻ أملك مسكنا خاصا بي قمت ببناء مسكن ولكن المبلغ الذى حصلت عليه لا يكفي لبناء المسكن وقد أعطاني صديق مبلغا من المال ﻻستكمال المنزل على أن أرجعه له عندما تتيسر أموري المالية ولم يحدد موعدا لإرجاعه له وقد أكملت بناء المسكن ـ المرافق الضرورية للمنزل فقط ـ وعلي بعض الديون للمقاول وبعض محلات مواد البناء، علما بأنني موظف وراتبي لا يكاد يفي بمتطلبات الحياة الضرورية، كنت أشتغل خارج مدينتي وتعرفت على عائلة فقيرة وخلال هذه الفترة كنت أحصل على بعض المبالغ المالية من أصدقاء وكذلك الملابس على أن أعطيها لهذه العائلة بنية الصدقة، واليوم أشتغل بقرب سكني ولا زلت أحصل على بعض المبالغ المالية، فهل يجوز لي أخذ هذه الصدقة لي وأسدد بها بعضا من ديوني؟ علما بأن صاحبها أعطاني حرية التصرف فيها.أرجو إجابة على سؤالي.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد اختلف العلماء في حكم أخذ الوكيل لنفسه من الصدقات التي وكل في توزيعها, وخلافهم مبين في الفتوى رقم:141433.والمختار عندنا أنه يجوز له الأخذ لنفسه وهو قول المالكية، وانظر الفتوى رقم:110654.وعليه، فإنه يجوز لك أن تأخذ من هذه الصدقات لقضاء ديونك وإن كان الأحوط أن تتعفف عن ذلك خروجا من الخلاف, وهذا إن كان الأمر كما ذكرت من كون الموكل قد أعطاك حرية الاختيار في توزيع هذا المال, أما إذا حدد لك مصرفا معينا، أو شخصا بعينه فلا يجوز لك أن تعدوه إلى غيره.والله أعلم.
144,635
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144635
كيف تتحقق صلة الرحم وكيف يفعل الأخ مع إخته المصرة على التبرج
فضيلة الشيخ: لي أخت تكبرني بعدة أعوام كانت مسافرة لبلد بعيد لمدة عشرين عاما ولما جاءت تزورني دخلت علي وأنا أجلس مع رجل غريب وهي متبرجة ولما طلبت منها أن لا تفعل ذلك ثانية وأن تلتزم بالآداب الشرعية والإسلامية ثارت وأخبرتني أنها لم تفعل شيئا خطئا وأنني أخوها الصغير وليس من حقي أن أقول مثل ذلك فثارت ثائرتي وأخبرتها أنها إن لم تفعل ما أقول فلن أسمح لها بالمجيء إلي مرة ثانية ولو أطالت في الحديث بنفس الطريقة وأصرت على موقفها فسوف أطردها خارج المنزل، ولكنني لم أفعل ذلك وانتظرت إلى أن عادت إلي بيت زوجها، والسؤال: أنا الآن لا أحدثها بالتليفون مع العلم أنني في جميع الأحوال لم ولن أزورها فهي تسكن بعيداً عني ولا أذهب أبداً إلى المكان الذي تسكن فيه وكنت أكتفي بالحديث معها بالتليفون والآن أكتفي بإرسال رسائل التهنئة في الأعياد، فهل أنا قاطع لرحمي؟ مع العلم أنني أخشى إذا جاءت إلي مرة أخرى أن تضعني في ذلك المأزق مرة أخرى وأن أعصي الله فيها بأن أضربها، أو أسبَّها، أو أطردها من بيتي لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وسوف يقول الناس عني أنني لا أستطيع أن أحافظ على أهل بيتي وأن أختى تتصرف كما يحلو لها وأنها متبرجة وتدخل على الرجال، وربما زوجتي تعيرني بذلك فأنا ألزمها بطاعة الله وبالحجاب وبعدم الدخول على الأجانب والحديث معهم.وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق أن بينا في عدة فتاوى أن صلة الرحم يرجع فيها إلى العرف، فراجع فيه الفتوى رقم:112136.فإن جرى العرف بأن إرسال مثل هذه الرسائل مما تتحقق به الصلة كان الشخص واصلاً لرحمه، وإلا كان قاطعاً لها،وإن كانت أختك هذه على ما ذكرت من التبرج ودخولها على الأجنبي بهذا الحال وإصرارها أنها على صواب في ذلك فهي عاصية لربها، فالحجاب فريضة على المرأة المسلمة وقد بينا ذلك بأدلته في الفتوى رقم:2595.وتمكينها الأجانب من رؤيتها على هذا الحال من التبرج إثم مبين، وقد أحسنت بغيرتك على محارم الله تعالى وإنكارك على أختك، فأنت على صواب في ذلك وهي على خطإ في دعواها أنه ليس من حقك أن تتكلم معها في هذا الأمر، وكونك أصغر منها سناً ليس بمانع شرعاً من إنكارك عليها،وإن كانت أختك جاهلة بأمور دينها فنوصيك بالصبر عليها والتلطف بها وتعليمها أمور دينها برفق ولين، فالرفق في الدعوة يثمر الخير غالباً وهو من أهم آداب الداعي، والعنف في الدعوة لا يرتجى منه إلا الصدود والإعراض في الغالب، وراجع في ذلك الفتويين رقم:52338، ورقم:53349.فننصحك بالاتصال بها وأن تبين لها أنك ما تكلمت معها في هذا الأمر إلا رحمة بها وشفقة عليها ونحو ذلك مما يمكن أن تؤثر به عليها عسى الله تعالى أن يجعلك سبباً في توبتها وهدايتها، فإن فعلت فالحمد لله وإن أصرت على ما هي عليه ورجوت أن يكون الهجر زاجراً لها فيمكنك هجرها، فالهجر يرجع فيه إلى المصلحة كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:134761.والله أعلم.
144,637
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144637
هل يشترط لجواز التعدد وجود سبب يدعو إليه
هل يجوز للرجل أن يتزوج الثانية دون أي سبب، مع العلم أنه يعيش مع زوجته الأولي في قمة السعادة وهو لا يعطيها حقها الشرعي بالنوم معها من قبل، وهي كانت تطلبه في الفراش وكان يختلق الأعذار والآن تزوج وهو لا يقربها والآن يطلبها في الفراش ولا يستطيع أن يقرب منها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فيباح للرجل الزواج من امرأة ثانية إن كان قادراً على العدل بين زوجتيه، وراجع في ذلك الفتوى رقم:1342. ولا يشترط في جواز ذلك أن يكون زواجه من أجل سبب يدعوه إلى التعدد.وامتناع الزوج من معاشرة زوجته ليس من حسن العشرة، كما هو موضح في الفتوى رقم:8935وفيها بينا أنه إن رغبت الزوجة في الجماع وكان الزوج قادراً وجب عليه إجابتها ولا يجوز له الامتناع إلا لعذر.ويجب على الزوج أن يعدل بين زوجتيه في المبيت ولكن لا يجب عليه العدل بينهما في الوطء، إلا أنه لا يجوز له أن يترك وطء إحداهما من أجل أن تتوفر قوته للأخرى، وانظري الفتوى رقم:31514.وأما كون هذا الزوج يطلبها للفراش ولا يستطيع أن يقرب منها فلا ندري ما وجه عدم الاستطاعة، ولكن إن غلب على الظن أن يكون هنالك أمر غير عادي من مرض أو غيره فقد يكون السبب سحراً ونحوه فليرق نفسه أو يرقى بالرقية الشرعية، وراجعي في ذلك الفتوى رقم:132149.والله أعلم.
144,643
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144643
هل تنال المرأة أجر العمرة والحج لو عملت في بيتها بعد الفجر ثم صلت الضحى
المرأة في مدة اعتكافها في البيت من بعد صلاة الفجر للشروق هل يجوز لها تأدية واجباتها المنزلية؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فنقول ابتداء اختلف الفقهاء في صحة اعتكاف المرأة في مسجد بيتها, فالجمهور على عدم صحته, جاء في الموسوعة الفقهية:فذهب الجمهوروالشافعيفي المذهب الجديد إلى أنها كالرجل لا يصح اعتكافها إلا في المسجد, وعلى هذا فلا يصح اعتكافها في مسجد بيتها, لما ورد عنابن عباس ـ رضي الله عنهماـ أنه سئل عن امرأة جعلت عليها ـ أي نذرت أن تعتكف في مسجد بيتها ـ فقال: بدعة, وأبغض الأعمال إلى الله البدع فلا اعتكاف إلا في مسجد تقام فيه الصلاة ـ ولأن مسجد البيت ليس بمسجد حقيقة ولا حكما, فيجوز تبديله, ونوم الجنب فيه, وكذلك لو جاز لفعلته أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن ـ ولو مرة تبيينا للجواز. اهـ.فعلى قول الجمهور إذا جلست المرأة في مصلاها بنية التعبد، فإن هذا لا يسمى اعتكافا, وعند الحنفية يسمى اعتكافا إذا جلست في مصلاها بنية التعبد وليس مجرد الجلوس بغير نية التعبد، كما قال في رد المحتار عند تعريفه للاعتكاف:أو لبث امرأة في مسجد بيتها بنية.اهـ.ولكن حتى على قول الحنفية القائلين بجواز اعتكاف المرأة في مسجد بيتها فإنهم يشترطون لصحة الاعتكاف أن يكون المعتكف صائما ومع ذلك يقولون ببطلان الاعتكاف إذا خرجت, قالالسرخسي الحنفيفي المبسوط:وإذا اعتكفت في مسجد بيتها فتلك البقعة في حقها كمسجد الجماعة في حق الرجل لا تخرج منها إلا لحاجة الإنسان. اهـ.وجاء في حاشية رد المحتار:لو خرجت منه ولو إلى بيتها بطل اعتكافها لو واجبا.اهـ.ولكن إذا جلست المرأة في مصلاها بعد صلاة الفجر واشتغلت بذكر الله تعالى إلى طلوع الشمس فإنه يرجى لها أن تنال الثواب المذكور في الحديث الذي رواهالترمذيمرفوعا:من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة تامة تامة. اهـ.قالابن باز ـرحمه الله:وهكذا المرأة إذا جلست في مصلاها بعد صلاة الفجر تذكر الله، أو تقرأ القرآن حتى ترتفع الشمس ثم تصلي ركعتين, فإنه يحصل لها ذلك الأجر الذي جاءت به الأحاديث, وهو أن الله يكتب لمن فعل ذلك أجر حجة وعمرة تامتين.اهـولكن هذا الثواب مقيد بالجلوس في المصلى والاشتغال بالذكر:من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله ـفإذا لم تجلس في مصلاها وقامت لأعمال المنزل فالذي يظهر أنه يفوتها هذا الثواب، وذهب بعض العلماء إلى أن هذا الثواب خاص بالرجل، لأنه هو الذي تشرع له صلاة الجماعة دون المرأة،قالابن عثيمين رحمه الله تعالى:أما بالنسبة لجلوسها في مصلاها في البيت حتى تطلع الشمس وتصلي ركعتين لتدرك العمرة والحجة كما جاء في الحديث الذي اختلف العلماء في صحته فإنها لا تنال ذلك، لأن الحديث: من صلى الصبح في جماعة ثم جلس ـ والمرأة ليست ممن يصلي الصبح في جماعة, وإذا صلت في بيتها فإنها لا تنال هذا الأجر، لكنها على خير, إذا جلست تذكر الله, تسبح, تهلل, تقرأ القرآن حتى تطلع الشمس, ثم إذا ارتفعت الشمس صلت ما شاء الله أن تصلي فهي على خير. اهـ.والله أعلم.
144,647
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144647
حكم الإعلان عن منتجات مباحة على موقع أمازون
ما حكم الإعلان للمنتجات التجارية- المباحة طبعا- المعروضة على موقع أمازون على موقع الفيسبوك و الهدف هو الإستفادة من الكم الهائل للمتصفحين للموقع يوميا، ومن ثم أحصل أنا على المال من أمازون جراء بيع هذه البضائع؟؟وهل يعد ذلك من دعم الموقع الذي به الغث و السمين؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق لنا بيان حكم العمل في الترويج والدعاية للمنتجات التي تعرضها المتاجر الالكترونية، وأن هذا إذا كان قاصرا على ما يجوز بيعه فلا حرج فيه، فراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية:124313،114698،54312.وأما كون ذلك دعما لموقع فيه الغث والسمين، فلا يختلف الحكم هنا عن حكم الاشتراك والاستفادة من كثير من المواقع العالمية أو حتى المستعرضات الشهيرة التي تقدم مجموعة من الخدمات المباحة، مع كون مضمونها وما تتيحه من الخدمات الكثيرة لا يخلو من المحاذير الشرعية، وهذا إن شاء الله ـ لا حرج فيه ـ ما دام المرء نفسه يضبط نشاطه وتعامله مع هذه المواقع بالضوابط الشرعية. وراجع الفتوى رقم:136261وما أحيل عليه فيها.والله أعلم.
144,651
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144651
حكم الشرع في الفصل من العمل دون تحقيق أو إخطار
الحكم الشرعى للفصل من العمل دون تحقيق أو محاكمة أو حتى إخطار بالأسباب , خاصة إذا وقع الفعل من حاكم يزعم بأنه يحكم بالشريعة الإسلامية؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فهذا العمل المسؤول عنه إن كان حكوميا، فاختيار موظفيه أمانة ملقاة على أعناق القائمين عليه، فلا يسعهم المحاباة في التوظيف ولا التعسف في الفصل، بل يلزمهم ويجب عليهم العمل بالأصلح واختيار الأكفأ، وإلا فهم غاشون لرعاياهم الذين سيُسألون عنهم يوم القيامة، والوعيد الذي ينتظر الغاش لرعيته هناك هو الحرمان من الجنة والخزي والندامة.فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة. متفق عليه.وعنأبي ذرقال:قلت: يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال:فضرب بيده على منكبي ثم قال: يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها.رواهمسلم.وراجع للفائدة الفتوى رقم:18722.وأما إن كان هذا العمل عملا خاصا فالفصل منه أو فسخ عقده لا يعد ظلماً هكذا بإطلاق، وإنما يرجع في ذلك إلى شروط العقد وظروف الفصل، فإن كان للإجارة مدة معينة لزم الوفاء بها من الطرفين لأن عقد الإجارة عقد لازم طيلة مدة العقد، ولا يجوز لأحد الطرفين فسخه إلا لسبب يقتضي الفسخ، وقد اختلف الفقهاء في فسخ الإجارة للعذر، والراجح- وهو مذهب الجمهور- أنها تفسخ إذا وجد عذر شرعي، كما سبق بيانه في الفتوى رقم:129670.وراجع لتمام الفائدة الفتوى رقم:55276.والله أعلم.
144,655
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144655
حكم لبس الفتاة البنطال والقميص القصير وسط البنات
أنا فتاة مسلمة أعيش بالسعودية ومنقبة ـ والحمد لله ـ وعند خروجي للملاهي المخصصة للنساء ألبس بنطلونا وفوقه بلوزة طويلة لمنتصف الفخذ ليعطيني حرية في الحركة ومزيدا من الستر أثتاء اللعب، فهل هذا حلال أم حرام؟.وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا كان هذا اللباس على الصفة المذكورة وليس فيه تشبه بالرجال، أو تشبه بالكافرات، وتلبسه المرأة بين بنات جنسها ولا يطلع عليها الأجانب فلا حرج عليها في لبسه، وللمزيد يمكن مراجعة الفتاوى التالية أرقامها:12895،5521،19791.وهنالك ضوابط لممارسة المرأة الرياضة نرجو الاطلاع عليها في الفتوى رقم:11213.والله أعلم.
144,659
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144659
خطوات عملية للابتعاد عن الوقوع في الفاحشة
وجدت ضالتي في عدم الرغبة الجنسية بدواء دوستنيكس ـ وهو دواء يعمل على زيادة الرغبة بتخفيض هرمون الحليب ـ نصحني به أحد الصيادلة مع أنه لا يوجد عندي ارتفاع في هرمون الحليب وفعلا آخذ حبة كل عشرة أيام والوضع ـ بحمد الله ـ تمام، وسؤالي حيث زادت الرغبة عندي بشكل كبير، والمصيبة أنني ارتكبت مقدمات الزنا مرتين وكنت سأقع في الفاحشة الكبرى لولا ستر الله، مع أنني متزوج والآن بحمد الله نويت التوبة فادعوا لي بالمغفرة والثبات، فهل آثم على فعلي؟.وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا بأس باستخدام الأدوية المنشطة بضوابط أهمها: أن يكون المستخدم محتاجا إلى استعمالها, وأن يكون عبر طبيب ثقة ومأمون، لئلا تضر به, وراجع في ذلك الفتويين رقم :5385, ورقم:27480.وأما الشهوة الزائدة: فعلاجها بما أرشد إليهالرسول صلى الله عليه وسلمفي قوله:يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحص للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.الحديث رواه الجماعة.فاحرص على الاستعفاف بزوجك والاستعانة بالصوم مع البعد عن المثيرات ووسائل اللهو من الأغاني ومشاهدة الأفلام والصور, فإنها من أكبر أبواب الفتنة وإثارة الغريزة، ولا شك أن ما وقعت فيه من مقدمات الزنا خطأ كبير ومنكر شنيع, فالزنا من كبائر الذنوب ومن أفظع الفواحش, فقد قال الله تعالى:وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا{الاسراء: 32}.ويزداد الأمر قبحا وشناعة إذا صدر من متزوج،فبادر بالتوبة الصادقة والندم على ما وقعت فيه والعزم الصادق على عدم العود له, ومما يعين على ذلك ترك اتباع خطوات الشيطان, واجتناب مواطن الفتنة, والبعد عن كل ما يثير الشهوة, مع الاستعانة بالله عزوجل والتوكل عليه, والتفكر في نعمه, وتذكر الموت وما بعده من أمور الآخرة, وتجنب صحبة العصاة والغافلين, والحرص على صحبة الصالحين, وحضور مجالس العلم والذكر وكثرة الذكر والدعاء وشغل الفراغ بالأعمال النافعة, وممارسة بعض الرياضة فكل هذه خطوات عملية تمكنك من البعد عن الوقوع في تلك الرذيلة ثانية.ثم إن علمت من نفسك أن زوجتك لا تكفيك في إشباع رغبتك فقد أباح الله لك نكاح أكثر من واحدة إلى الأربع، فإن لم تقدر على ذلك ولم تكفك زوجتك فيتعين ترك هذا الدواء إن كان سبب لك شبقا زائدا يوقع في المعصية، فكل ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح،ولمعرفة المزيد مما يعينك على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيكبمراجعة الفتاوى التالية أرقامها:36423،23231،20618،37359،70674.والله أعلم.
144,663
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144663
حلف عليها بالطلاق أن تعد طعام وليمة لكنه أجلها فهل تطلق بذلك
كنا في الصباح الباكر في أحد أيام شهر رمضان الماضي حين أيقظتني زوجتي لكي أجلس مع طفلتنا الرضيعة حتى تتمكن زوجتي من النوم قليلا، وكان في بيتنا عزومة في ذلك اليوم لأحد أصدقائي ثم حدث خلاف بيني وبين زوجتي فأقسمت بالله أنني لن أجلس مع طفلتنا ولتتولى هي الجلوس معها، فما كان من زوجتي إلا أن أقسمت هي الأخرى أنها لن تستيقظ ولن تقوم بإعداد أي شيء للعزومة، فما كان مني أنا الآخر بعد ما تملكني الغضب الشديد منها إلا أن قلت (علي الطلاق أنك هتقومي وتعملي كل حاجة في العزومة)، وبعدها بقليل وبعد أن هدأت نفسي ارتأيت تأجيل العزومة نظرا لجو البيت المضطرب، وبالفعل قامت زوجتي يومها عصرا لكنها لم تفعل شيئا لأن العزومة قد تأجلت وذهبت أنا وأحضرت طعاما للإفطار من خارج المنزل لي ولزوجتي. ومنذ أيام قليلة قمنا بعمل العزومة لصديقي ولزوجته وقامت زوجتي لعمل العزومة بمساعدة مني كالمعتاد. فما حكم الدين في يمين الطلاق هذا علما بأن نيتي كانت هي إجبارها على عمل العزومة وبمساعدتي كما أساعدها دائما وأيضا عدم ظهورنا بمظهر سيء أمام صديقي ولردعها حتى لا تقسم علي مرة أخرى؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد بينا في فتاوى سابقة حكم الحلف بالطلاق.. وذكرنا أن الطلاق يقع به بحصول الحنث عند الجمهور بمن فيهم المذاهب الأربعة وهو القول الراجح، وراجع الفتوى رقم:19162.وبناء على ذلك فإن زوجتك قد طلقت، لأن الحنث قد حصل كما ذكرت، إذ المحلوف عليه لم يوجد على الوجه ولا في الوقت الذي حلفت عليه، ولك مراجعتها قبل تمام عدتها إن لم يكن هذا الطلاق مكملاً للثلاث، وتحصل الرجعة بما يدل عليها من قول كارتجعتك ونحوها، كما تحصل عند بعض أهل العلم بفعل كجماع أو مقدماته ولو بدون نية، وراجع في ذلك الفتوى رقم:30719.وقال شيخ الإسلامابن تيميةتلزمك كفارة يمين لأنك إنما قصدت إجبارها على عمل العزومة، كما ذكرت. وراجع في ذلك الفتوى رقم:19162.. كما أنك حنث أيضاً في يمينك بالله على أن لا نجلس مع الطلفة وأن تتولى أمها الجلوس معها، فالظاهر من السؤال أن ما حلفت عليه لم يوجد أيضاً، وتلزم بالحنث في هذه اليمين كفارة، سبق تفصيلها كما في الفتوى رقم:107238.وعليك أن تتجنب أيمان الطلاق فإنها من أيمان الفساق.والله أعلم.
144,665
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144665
هل للمرأة حديثة الإسلام أن تخرج بلا حجاب خوفا من أهلها
مسيحية أسلمت ـ بفضل الله ـ لكنها خوفا من أهلها تخرج بشعرها حتي لايعلموا بإسلامها، فهل لها عذر؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإننا ـ أولا ـ نهنيء هذه الأخت بمنة الله عليها بالإسلام ونسأله أن يثبتها عليه, ونوصيها بالحرص على العلم النافع والعمل الصالح ومصاحبة أخواتها المسلمات وحضور مجالس الخير، وإن كانت تخشى أذى فلا حرج عليها في كتمان إيمانها بشرط أن لا تفرط في فرائض الدين، وأن تسعى إلى الزواج من مسلم صالح يعينها على أمر دينها. وأما خروجها بغير حجاب: فلا يجوز, لأن الحجاب فريضة على المرأة المسلمة، كما هو مبين بالفتوى رقم:2595.وإن كانت تخشى على نفسها ضررا إن خرجت بالحجاب فلتلزم بيتها ولا تخرج منه إلا لضرورة, فإذا وجدت الضرورة جاز لها الخروج ولا تكشف إلا ما تندفع به الضرورة, فإذا زالت ضرورتها وجب عليها الرجوع إلى المنزل، وقد سبق بيان ذلك بالفتوى رقم:11071.وننبه إلى أن الهجرة من بلاد الكفر قد تكون واجبة وذلك في حق من لا يقدر على إظهار شعائر دينه، أو يخشى الفتنة في دينه، وراجع الفتوى رقم:12829والله أعلم.
144,669
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144669
هل يؤاخذ الولد بمشاعر كراهية الأب
ماهو الإثم على شاب دخلت الكراهية في قلبه لأبيه والسبب أن والدته ربته من صغره حتى صار شابا بعد طلاقها من أبيه ووالده لم ينفق عليه ريالاً واحد أو حتى يسأل عنه، وفي الصغر عند ما كان عمره 12 سنة أرسلت الأم ابنها لزيارة أبيه في محافظة أخرى حتى يتعرف على والده وإخوانه وحتى تمهد الطريق لكي يعيش مع أبيه بدلا من أن يعيش بقية عمره وحيداً مع أمه التي لم تتزوج لتربيته، وفي محاولة من الأم أن يعيش ابنها مع أبيه بعد أن أصر أخوها (خال الابن بأن تتزوج وأن لا تظل وحيدة وأن يتكفل الأب برعاية ابنه وتم ذلك) وخلال فترة السنة التي عاش الابن مع أبيه لم يشاهد الابن أي حب أو عطف من أبيه بل أنه ميز إخوته الآخرين عنه بالمحبة والعطف، وعند ما مرض الابن وصار طريح الفراش لم يأخذه الأب إلى المستشفى بل أخذ ابنه الآخر الذي كان مريضا في نفس الوقت إلى المستشفى ومعالجته مما ولد الكراهية في نفس الابن الذي ما زال في عمر 14سنة، ونظرا لعدم وجود مدرسة للمرحلة الإعداية) الصف التاسع قريبة لتسجيله بعد إن انتقل إلى العيش مع أبيه فقد تم تأجيل دراسته للسنة القادمة دون مبالاة من الأب حتى لا يعطى مصروف مواصلات السيارة للمدرسة البعيدة، بل أكثر من ذلك اضطر الإبن للعمل وإعطاء ثلثي الراتب لأبيه لأكله وشربه ومصاريف الدراسة للسنة القادمة، وفي إحدى الأيام انكسرت نفسيته وأصابه الحزن لذهاب إخوته للدراسة وهو يعمل فلم يذهب للعمل في ذلك اليوم وكان موقف والده أن غضب منه وصرخ عليه لغيابه عن العمل دون السؤال عن السبب، وبعد أن عمل سنة وبدأت السنة الدراسية الجديدة اضطر للهرب من أبيه والذهاب للعيش مع أمه وزوجها، وبعد عدة شهور أتى لزيارة أبيه والاعتذار عن الهروب وأنه يريد مالاً لكسوة العيد قال له أبوه عن لسان إخوته الصغار بأن أخوهم لا يأتي إلا للنقود وهو يريد النقود فقط وبأن النقود والأهل إذا سقطا على الأرض فإنه سوف يختار النقود، بالرغم أنها مال الإبن الذي وضعه عند أبيه مدة عمله السنة السابقة ولا يريد شيئا من مال أبيه. ولا أريد أن أطيل الأحداث التي حدثت للابن مع أبيه بل هي جزء منها، والآن الابن يبلغ من العمر 31 سنة وغير متزوج وتعيش أمه معه ويبرها وينفق عليها ويرعاها وذلك بعد طلاقها من زوجها الثاني لسوء سلوكه. والأم توصي ابنها بأبيه الذي كبر بصلة الرحم وزيارته وزيارة إخوته وإعطائه بعض المال كما يفعل إخوته، ولكن الإبن كلما تذكر ما حدث له في الصغر يزداد الكره في قلبه لأبيه لدرجة أنه لا يريد أن يرى السعادة في وجه أبيه حينما يرى بأن ولده يزوره.فهل هناك إثم على الابن الذي قام بزيارة أبيه عدة مرات وفي كل زيارة يحاول أن ينسى ما حدث ولكن لم يستطع أن يزيل كراهيته لأبيه من قلبه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا يخفى أن حق الوالد عظيم وبره من أهم أسباب رضا الله كما أن عقوقه من أهم أسباب سخط الله، ومهما كان حاله فإن حقه في البر لا يسقط، فالواجب عليك مداومة بر والدك والإحسان إليه، ولا مانع من مطالبته بالعدل بين أولاده ومناصحته بالرفق والأدب، أو الاستعانة بمن ينصحه ممن يقبل نصحه والإكثار من الدعاء له، وينبغي ألا تستسلم لمشاعر الكراهية نحو والدك، فإن غلبتك هذه المشاعر فلا يجوز لك الامتناع من زيارته بسببها، فإذا قمت بما يجب عليك تجاهه من البر فلا تضرك هذه الكراهية، واعلم أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى:وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ.{فصلت:34}، فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء فكيف بالوالدين اللذين هما أرحم الناس بولدهما؟ ونذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه.رواهابن ماجه والترمذي.والله أعلم.
144,675
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144675
حرمة قطع أولاد الأخ عمتهم وفضل الإصلاح بين المتخاصمين
أنا لي خال توفي وله أربع بنات، وبينه وبين أخته مشكلة لا يتكلم معها ولا يسلم عليها وهي كذلك، والآن توفي خالي وبنات الخال لا يكلمون أخت والدهم عمتهم التي بينها وبين والدهم شجار.السؤال: هل تعرض أعمال المتوفى على الله عز وجل أو يؤجل عمله إلى أن يتم الصلح بينهما أفيدونا يرحمكم الله وطريقة الصلح بينهم حيث إن بنات المتوفى (الخال) لا يريدون الصلح مع عمتهم (أخت المتوفى)؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد نهى الشرع عن التدابر والهجران بين المسلمين، وإذا كان ذلك بين الأقارب كان أشد، فإن قطع الرحم من الكبائر وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بصلة الرحم حتى لمن يقطعها، فعنعبد الله بن عمروعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.رواهالبخاري.فأما عن خالك الذي مات فقد أفضى إلى ما قدم وهو مرتهن بعمله نسأل الله أن يرحمه، وهو لا يحمل إثم مقاطعة أولاده لعمتهم إلا إذا كان له عمل في ذلك كإيصائهم بالمقاطعة أو نحو ذلك، فإن الأصل في الشرع أن أحداً لا يحمل وزر أحد، قال تعالى:..وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى..{الأنعام:164}.قالالصنعاني:وحاصله أنه قد يعذب العبد بفعل غيره إذا كان له فيه سبب...سبل السلام.أما عن أولاده فالواجب عليهم أن يصلوا عمتهم ولا يقطعوها وفي ذلك بر بوالدهم، وأما عن وسائل الإصلاح بينهم فينبغي أن تبين لهم وجوب صلة الرحم وتحريم قطعها وفضل العفو عن المسيء، ويمكنك أن تتحدث إلى كل منهم بما يجلب المودة بينهم وليس ذلك من الكذب المذموم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيراً وينمى خيراً. رواهمسلم.واعلم أن السعي للصلح بين المتخاصمين من أفضل الأعمال عند الله، فعنأبي الدرداءقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة. قالوا بلى، قال: إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقة.رواهأبو داود.والله أعلم.
144,677
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144677
حكم العمل في تقديم عروض للسياح وحجز غرف لهم
أعمل في فندق سياحي بوظيفة محاسب وطبيعة عملي تقديم عروض أسعار للأفواج السياحية، ثم قيامي بحجز لهم في الفندق، فما حكم المال المكتسب من هذا العمل؟ وما حكم الأصول المشتراة من هذا المال مثل شقه وعفش وغيره؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم يكن في هذه العروض خدمات أخرى محرمة ـ كبيع خمر، أو نحو ذلك ـ فلا بأس، أما مجرد إجارة غرف للسكن فجائز، لكن لا يجوز إجارة غرفة لفعل المعصية سواء كان ذلك مشروطا في العقد، أو علم بالقرينة، ومع هذا القول فالأسلم لدينك أن تترك العمل في هذا المجال لما يكتنفه من مخالفات راجعها في الفتويين رقم:42821، ورقم:29257.وأما الراتب الذي حصله السائل في ما مضى: فلا حرج عليه ـ إن شاء الله ـ لأن المنفعة التي أخذ الأجر في مقابلها مباحة في ذاتها، وراجع في ذلك الفتويين رقم:120842، ورقم:120879.وعليه، فالأصول المشتراة من هذا الراتب مباحة للسائل لا حرج فيها.
144,679
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144679
تجنب الإكثار من الحكايات المضحكة
ما حكم رواية هذه النكتة: يروى أن صديقين أحدهما اسمه إبراهيم والآخر اسمه يوسف قررا أن يخطبا أختين فذهبا إلى أبيهما ـ وكان رجلا صالحا تقيا ورعا ـ فقال للأول: ما اسمك؟ فأجاب: إبراهيم، فقال له: طيب اقرأ لنا سورة إبراهيم، فقرأها وهو يتتعتع فيها حتى أكملها، ثم التفت الأب إلى الثاني وقال له: ما اسمك فأجابه: كوثر، فهل يعتبر هذا من الاستهزاء بآيات الله أم لا؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فهذه القصة ليس فيها استهزاء بالقرآن، وإنما فيها تخوف الرجل الثاني من أن يكلف بقراءة سورة طويلة فأحب أن يطلب منه قراءة سورة قصيرة مثل الكوثر،وننبه إلى أن الإكثار من الحكايات المضحكة ينبغي تجنبه فقد عده بعض الفقهاء من خوارم المروءة، قالابن حجر المكي: وهو يعدد خصال خوارم المروءة في شرحه المنهاج:وإكثار حكايات مضحكة للآخرين، أو فعل خيالات كذلك بأن يصير ذلك عادة. انتهى.والله أعلم.
144,683
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144683
حكم من حلف بالطلاق ألا يشاهد التلفاز فشاهده بطريقة غير مباشرة
أحبيت أن أمنع نفسي عن مشاهدة التلفزيون، فقلت ـ إن شاء الله ـ لن أشاهده بعد اليوم ولو شاهدته فزوجتي طالق، قلت هذا بيني وبين نفسي لترهيب نفسي والامتناع فقط وليس للطلاق ففعلت هذا الشيء بطريقة غير مباشرة؟ فهل طلقت الزوجة أم لا؟ وهل علي كفارة في هذه الحالة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فحديث النفس معفو عنه شرعا ولا مؤاخذة به، فقد قال صلى الله عليه وسلم:إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به.رواهالإماممسلموغيره.وبناء على ذلك، فإن كنت لم تتلفظ بالطلاق المعلق، وإنما حدثت به نفسك فلا يلزمك طلاق ولا كفارة بسبب مشاهدة التلفزيون بعد حديث النفس المذكور، وراجع المزيد في الفتوى رقم:138220.وإن كنت بقولك أنك قلت ما قلت بينك وبين نفسك تقصد أنك تلفظت به في خلوة نفسك ولم تكن مع الناس فالحكم أن هذا يعتبرتعليقا للطلاق على مشاهدة التلفزيون وبالتالي، فإذا شاهدته على الوجه الذي قصدت فإن الطلاق يقع عند الجمهور ـ بمن فيهم المذاهب الأربعة ـ وهو القول الراجح، وقالشيخ الإسلام ابن تيمية: تلزمك كفارة يمين إن كنت لا تقصد طلاقا، وراجع في ذلك الفتوى رقم:19162.لكن إن كان قصدك بقولك: ففعلت هذا الشيء بطريقة غير مباشرة ـ أنك قد شاهدت التلفزيون على غير الوجه الذي قصدت فلا يلزمك طلاق، لأن اليمين مبناها على نية الحالف، كما سبق تفصيله في الفتوى رقم:142691.مع التنبيه على حرمة مشاهدة التلفاز إذا اشتمل على ما يحرم النظر إليه من الصور والأفلام، وفي ذلك من المفاسد والمخاطر ما لا يخفى، وكفارة ذلك هي المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى والإكثار من الاستغفار، وراجع المزيد في الفتويين رقم:1886ورقم:1256.والله أعلم.
144,685
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144685
رواية الإسرائيليات وعدم تصديقها ولا تكذيبها
استفسار عن صحة ما ورد في الموضوع التالي قرأته في أحد المنتديات، ويبدو من محتواه أنه من الإسرائليات ولكن أحببت أن أتأكد بالأدلة جزاكم المولى الفردوس الأعلى: يروى أن عيسى بن مريم عليه السلام كان بصحبته رجل من اليهود وكان معهما (مع اليهودي) ثلاثة أرغفة من الخبز، ولما أرادا أن يتناولا طعامهما وجد عيسى أنهما رغيفان فقط، فسأل اليهودي: أين الرغيف الثالث، فأجاب: والله ما كانا إلا اثنين فقط. لم يعلق نبي الله وسارا معاً حتى أتيا رجلاً أعمى فوضع عيسى عليه السلام يده على عينيه ودعا الله له فشفاه الله عز وجل ورد عليه بصرَه, فقال اليهودي متعجباً: سبحان الله! وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة أخرى: بحق من شفى هذا الأعمى ورد عليه بصره أين الرغيف الثالث، فرد: والله ما كانا إلا اثنين. سارا ولم يعلق سيدنا عيسى على الموضوع حتى أتيا نهرا كبيرا، فقال اليهودي: كيف سنعبره؟ فقال له النبي: قل باسم الله واتبعني، فسارا على الماء، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله! وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة ثالثة: بحق من سيرنا على الماء أين الرغيف الثالث؟ فأجاب: والله ما كانا إلا اثنين. لم يعلق سيدنا عيسى وعند ما وصلا الضفة الأخرى جمع عليه السلام ثلاثة أكوام من التراب ثم دعا الله أن يحولها ذهباً، فتحولت الى ذهب، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله لمن هذه الأكوام من الذهب؟؟! فقال عليه السلام: الأول لك، والثاني لي، وسكت قليلا، فقال اليهودي: والثالث؟؟ فقال عليه السلام: الثالث لمن أكل الرغيف الثالث!، فرد بسرعة: أنا الذي أكلته!! فقال سيدنا عيسى: هي كلها لك، ومضى تاركاً اليهودي غارقاً في لذة حب المال والدنيا. بعد أن جلس اليهودي منهمكا بالذهب لم يلبث إلا قليلا حتى جاءه ثلاثةُ فرسان، فلما رأوا الذهب ترجلوا، وقاموا بقتله شر قتلة. مسكين!! مات ولم يستمتع به إلا قليلا! بل دقائق معدودة!! سبحانك يا رب!! ما أحكمك وما أعدلك!! بعد أن حصل كل واحد منهم على كومة من الذهب بدأ الشيطان يلعب برؤوسهم جميعا، فدنا أحدهم من أحد صاحبيه قائلا له: لم لا نأخذ أنا وأنت الأكوام الثلاثة ونزيد نصف كومة إضافية بدلا من توزيعها على ثلاثة، فقال له صاحبه: فكرة رائعة!!! فنادوا الثالث وقالوا له: ممكن تشتري لنا طعاما لنتغدى قبل أن ننطلق؟؟ فوافق هذا الثالث ومضى لشراء الطعام؟ وفي الطريق حدثته نفسه فقالت له: لم لا تتخلص منهما وتظفر بالمال كله وحدك؟؟ إنها حقا فكرة ممتازة!! فقام صاحبُنا بوضع السم في الطعام ليحصل على المال كله!! وهو لا يعلم كيد صاحبيه له!!، وعندما رجع استقبلاه بطعنات في جسده حتى مات، ثم أكلا الطعام المسموم فما لبثا أن لحقا بصاحبيهما وماتا وماتوا جميعاً، وعندما رجع نبي الله عيسى عليه السلام وجد أربعة جثث ملقاة على الأرض ووجد الذهب وحده ، فقال:هكذا تفعل الدنيا بأهلها فاعبروها ولا تعمروها فهل من معتبر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فهذه القصة وأمثالها من الإسرائيليات التي تحكي أخبار أهل الكتاب ولم تثبت روايتها عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، وحكم هذه الإسرائيليات أنها لا تصدق ولا تكذب لقوله صلى الله عليه وسلم:لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم.رواهالبخاري.جاء في شرح صحيحالبخاريلابن بطال:يعني: فيما ادعوا من الكتاب ومن أخبارهم، مما يمكن أن يكون صدقاً أو كذباً، لإخبار الله تعالى عنهم أنهم بدلوا الكتاب ليشتروا به ثمناً قليلاً، ومن كذب على الله فهو أحرى بالكذب في سائر حديثه.انتهى.وقالابن حجرفي فتح الباري:ولا تكذبوهم أي إذا كان ما يخبرونكم به محتملاً لئلا يكون في نفس الأمر صدقاً فتكذبوه أو كذباً فتصدقوه فتقعوا في الحرج.انتهى.ولا شك أن ما حدث في هذه القصة من المحتملات، ويجوز التحديث بها في باب النصح والوعظ دون الجزم بصحتها لقوله صلى الله عليه وسلم:حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج.رواهالبخاري.جاء في التيسير بشرح الجامع الصغيرللمناوي:ولا حرج لا ضيق عليكم في التحديث به إلا أن يعلم أنه كذب أو ولا حرج أن لا تحدثوا، وإذنه هنا لا ينافي نهيه في خبر آخر لأن المأذون فيه التحدث بقصصهم والمنهي عنه العمل بالأحكام لنسخها. انتهى.والله أعلم.
144,689
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144689
هل الشك في سلوك الزوجة يسوغ التجسس عليها
أرجو الإجابة وبشكل عاجل بارك الله لكم في هذا الموقع، عندي مشكلة وأنتظر الحل من عندكم: لدي زوجة لي منها ولدان والحمد لله ومضى على زواجنا حتى الآن أربع سنوات، المهم خلال فترة الزواج اكتشفت أن لديها علاقات فعفوت عنها وهي تابت إلى الله وأظهرت التوبة، ولا أعرف منذ يومين وأنا أحس بشيء نفس الذي كنت أحسه من قبل وأجد بعض الإشارات والعلامات التي تأتي بشك. فما علي فعله وهل لي أن أختبرها حيث أتصل بها برقم مختلف أو بطريقة ما لأعرف هل هي صادقة أو لا؟ وإذا حصل وكشفت الموضوع هل من المصلحة الشرعية بقاؤها علما أني قد عفوت عنها من قبل، فأرجو الإجابة وبشكل عاجل؟ بارك الله فيكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا كانت زوجتك قد تابت وظهرت عليها دلائل صدق التوبة فلا تلتفت لوساوس الشيطان وأحسن ظنك بزوجتك، ولا يجوز لك أن تتجسس عليها أو تطلب عثراتها لمجرد الوساوس.قالابن بطال:ومعنى الحديث النهي عن التجسس على أهله، وألا تحمله غيرته على تهمتها إذا لم يأنس منها إلا الخير.شرح صحيحالبخاري لابن بطال.أما إذا ظهر منها ما يريب ولم يكن الأمر مجرد وساوس وشكوك فلك أن تتجسس عليها.قالابن حجر:.. وفي قصة بن صياد... اهتمام الإمام بالأمور التي يخشى منها الفساد والتنقيب عليها.. والتجسس على أهل الريب.فتح الباريابن حجر.وراجع الحالات التي يجوز فيها التجسس في الفتاوى ذوات الأرقام التالية:15454،60127،30115.فإن تحققت من رجوعها للعلاقات المحرمة، فليس من المصلحة الشرعية بقاؤها معك وهي على تلك الحال، بل ينبغي أن تطلقها حينئذ، وانظر الفتوى رقم:75457.واعلم أن الواجب على الرجل أن يقوم بحق القوامة على زوجته، ويسد عليها أبواب الفتن، ويقيم حدود الله في بيته، ويتعاون مع زوجته على طاعة الله، وفي ذلك وقاية من الحرام وأمان من الفتن، وقطع لطرق الشيطان ومكائده.والله أعلم.
144,693
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144693
حكم قول (نشكر الرب)
كنت في جلسة بين أصدقائي فسألني أحدهم عن حالي فأجبت وقلت نشكر الرب، فقال لي هذا خطأ، هذه كلمة أهل الكتاب، فقلت له إن الشيخ محمود المصري قال في بعض كتبه على رجل مسلم قدس الله روحه ولا أدري من هو محمود المصري.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالله سبحانه هو رب العالمين لا شريك له، وعلى ذلك فلا حرج في قول نشكر الرب، أو نحمد الرب ونحو ذلك وقد جاءت بذلك نصوص صريحة، ففي الحديث الذي رواهالترمذيوغيره وصححهالألبانيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن.وقد روىأبو داودأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:لا يقولن أحدكم: عبدي، أو أمتي ولا يقولن المملوك: ربي وربتي وليقل المالك: فتاي وفتاتي، وليقل المملوك: سيدي وسيدتي، فإنكم المملوكون والرب الله عز وجل.وهذا مقيد بما إذا لم يقصد القائل التشبه بمن يقول هذا من أهل الكتاب، وأما قول: قدس الله سره ـ فقد سبق بيان حكمها في الفتوى رقم:96758.والله أعلم.
144,695
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144695
حكم تقديم السعي على الطواف
ما حكم تقديم السعي على الطواف في العمرة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا يصح تقديم السعي على الطواف في قول جمهور أهل العلم، ويشترط لصحة السعي أن يقع بعد طواف صحيح.قالالإمام البغويفي شرح السنة:إذا سعى بين الصفا والمروة قبل أن يطوف بالبيت في الحج ، أو في العمرة ، فلا يحسب سعيه حتى يعيده بعد الطواف بالبيت عند عامة أهل العلم؛ إلا ما حكي عن عطاء أنه قال : يجزئه سعيه ، واحتج بما روي عن أسامة بن شريك قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجاً ، فكان الناس يأتونه ، فمن قائل : يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف ، أو أخرت شيئاً أو قدمت، فكان يقول : ( لا حرج لا حرج ) وهذا عند العامة أن يكون قد سعى عقيب طواف القدوم قبل الوقوف بعرفة، ويكون محسوباً له ، ولا يجب عليه أن يعيده بعد طواف الإفاضة، فأما من لم يكن سعي عقيب طواف القدوم ، فسعيه بعد الوقوف بعرفة لا يحسب قبل طواف الإفاضة.اهـكلامه.وذهب جمع من الحفاظ إلى أن زيادة ( سعيت قبل أن أطوف ) الواردة في حديثأسامةزيادة ضعيفة لا تثبت. قالالشوكانيفي السيل الجرار :... وأما ما وقع في حديث أسامة عند أبي داود بلفظ سعيت قبل أن أطوف فقد قال الحفاظ إنه ليس بمحفوظ ..اهـ.ومثله قولابن القيمفي زاد المعاد:... وَقَوْلُهُ سَعَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَطُوفَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ ..اهـ. وحكم عليها بالشذوذ أيضاالشيخ الألبانيرحمه الله لمخالفةجرير بن عبد الحميدأحد رواته لغيره من الثقات الذين رووا الحديث بدون تلك الزيادة.وعلى افتراض صحة تلك الزيادة فإنها محمولة عند كثير من العلماء على القارن والمفرد إذا سعى بعد طواف القدوم كما مر في كلامالبغويرحمه الله.وبعض العلماء ممن صحح هذه الزيادة يرى أن تقديم السعي على الطواف جائز في الحج دون العمرة وهو اختيارالشيخ ابن عثيمينحيث قال في الشرح الممتع:هذا في الحج وليس في العمرة، فإن قيل: ما ثبت في الحج ثبت في العمرة إلا بدليل، لأن الطواف والسعي في الحج وفي العمرة كليهما ركن.فالجواب: أن يقال: إن هذا قياس مع الفارق، لأن الإخلال بالترتيب في العمرة يخل بها تماما، لأن العمرة ليس فيها إلا طواف، وسعي، وحلق أو تقصير، والإخلال بالترتيب في الحج لا يؤثر فيه شيئا، لأن الحج تفعل فيه خمسة أنساك في يوم واحد، فلا يصح قياس العمرة على الحج في هذا الباب، ويذكر عن عطاء بن أبي رباح عالم مكة ـ رحمه الله أنه أجاز تقديم السعي على الطواف في العمرة، وقال به بعض العلماء، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يجوز مع النسيان أو الجهل لا مع العلم والذكر.انتهى.وعلى هذا لا يصح تقديم السعي على الطواف في العمرة, وانظر الفتوى رقم:44613.والله أعلم.
144,697
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144697
أفضل الأسماء التي تختار للبنات
أنا حامل ببنت ـ بمشيئة الله تعالى ـ ومحتارة في الاسم الذي أسميها به، وأريد أن يكون اسما دينيا حتي تكون حياتها متعلقة بالدين منذ ولادتها، فهل يجوز أن أسميها سجى، أو ساجدة، أو حبيبة، أو فرح، أو ريتال؟ وإن كان يجوز فأي اسم منها أفضل؟ وما أفضل الأسماء الدينية في رأيكم وترون أن أسميها به؟ وبارك الله فيكم وفي علمكم وعملكم وتقبل منكم، وأعتذر على الإطالة.وأسألكم الدعــاء بظهر الغيب.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فيسن تسمية المولودة باسم حسن للحديث الذي رواهأبو داود والدارمي وابن حبان وأحمد:إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسنوا أسماءكم.وقد سبق أن بينا أفضل أسماء البنات في الفتوى رقم:112241.كما سبق بيان ضوابط ما يكره وما يمنع من الأسماء في الفتوى رقم:12614، وما أحيل عليه فيها.فالأفضل اختيار التسميات المعروفة عند السلف من نساء الصحابة والتابعين وفضليات نساء الأمم السابقة، وأما التسميات التي ذكرت: فهي جائزة وأفضلها حبيبة، لأنها اسم لبعض نساء الصحابة ـكحبيبة بنت سهل الأنصاريةوحبيبة بنت أم حبيبةربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهيبنت عبيد الله بن جحش، وراجعي في اسم ريتال الفتوى رقم:107688.والله أعلم.
144,699
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144699
موقف الزوج إن زنت زوجته النصرانية ثم تابت وأرادت اعتناق الإسلام
أنا مسلم متزوج من مسيحية أجنبية من 12 سنة وعندي طفلان، ومن فترة قريبة اعترفت زوجتي بخيانتها لي منذ شهرين.لمرة واحدة فقمت بضربها وقررت الطلاق منها، وعندما سألتها لماذا أخبرتيني بهذا قالت أريد العودة إلى الله وأن أعتنق الإسلام .فما عساي أن أفعل ؟ أخبروني بسرعة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن تابت هذه المرأة من الزنا وحسنت سيرتها فلا حرج عليك في إبقائها في عصمتك، فزناها لا يحرمها عليك، وراجع الفتوى رقم:134395. وينبغي أن تستغل هذه الفرصة في ترغيبها في الدخول في الإسلام خصوصا وأنها ذكرت أنها تريد الدخول فيه.ويمكنك أن تستعين ببعض الفتاوى التي تعرف بالإسلام ونحيلك منها على الرقمين:104561،547110.وهنالك بعض الفتاوى التي تبين بطلان النصرانية وتناقض الأناجيل فراجع منها الفتاوى التالية أرقامها:61499،30506،1032653029.والزانية زوجة كانت أم غير زوجة يجب عليها الاستبراء على الراجح،ولكن هل تستبرىء بحيضة أو بثلاث حيض، في ذلك خلاف بين العلماء.قالابن قدامةفي المغني وهو يتحدث عن المتزوجة إذا زنت:قال أحمد ولا يطؤها حتى يستبرئها بثلاث حيض، وذلك لما روى رويفع بن ثابت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم حنين: لا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر يسقي ماءه زرع غيره. يعني إتيان الحبالى ولأنها ربما تأتي بولد من الزنا فينسب إليه ،والأولى أنه يكفي استبراؤها بالحيضة الواحدة لأنها تكفي في استبراء الإماء وفي أم الولد إذا عتقت بموت سيدها أو بإعتاق سيدها فيكفي ههنا والمنصوص ههنا مجرد الاستبراء وقد حصل بحيضة فيكتفي بها.انتهى.والله أعلم.
144,701
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144701
واجب من حلف ألا ينظر إلى محرم ففعل
حلفت أن لا أشاهد مناظر جنسية ـ رجل وامرأة ـ وللأسف بعد الحلف شاهدت مقطع فيديو جنسي تقريبا لمدة دقيقتين، فماذا علي فعله الآن؟.أرجو منكم الإجابة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن الله تعالى يقول:قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ{ النور: 30}.وقال صلى الله عليه وسلم:كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطأ، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج، أو يكذبه.متفق عليه.فالنظر إلى الحرام هو بريد الزنا، وقد سبق بيان حرمة نظر الصور العارية في الفتاوى التالية أرقامها:1256،3605،21807،6617،59061.واعلم أن من حلف أن لا يفعل شيئاً ثم فعله، فإنه يكون قد حنث وتلزمه الكفارة المذكورة في قول الله تعالى:فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{المائدة:89}.وهي على التخيير في الثلاثة الأولى ـ الإطعام، والكسوة، وتحرير الرقبة ـ ولا يجوز الانتقال إلى الصوم لمن يجد إحدى الثلاث، ومن عجز عنها جميعاً هو الذي ينتقل إلى الصوم كما تلاحظ في الآية الكريمة، ويجب عليك عند الحنث في الحلف على ترك الحرام المسارعة بالتوبة إلى الله وعقد العزم على عدم العودة لذلك أبداً والندم على ما فرطت في جنبه تعالى، واستغفر ربك وكن ممن قال الله تعالى فيهم:وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{آل عمران:135-136}.واسع في الزواج إن استطعت القيام به، واسأل الله بذل وإلحاح أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك وتعف بها نفسك، فقد قال صلى الله عليه وسلم:ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل الله.رواهأحمد والنسائي وابن ماجه والترمذيوصححه.وعليك بالدعاء المأثور في صحيحمسلم:اللهم إني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.وإلى أن ييسر الله لك أمر الزواج فأكثر من الصوم فإن له تأثيراً بالغاً في كسر شدة الشهوة وكبح جماحها، فقد قال صلى الله عليه وسلم:يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.رواهالبخاري ومسلم.وتجنب المثيرات وحافظ على غض بصرك واحذر الخلوة بالأجهزة التي يمكن الاطلاع بواسطتها على هذه المحرمات وكذا الصحبة السيئة التي تزين لك المعصية ومطالعة الحرام، وفي المقابل اتخذ رفقة صالحة من الشباب المتمسك بدين الله، فإنه أعظم معين بعد الله تعالى على الاستقامة على أمره، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فاعبد الله معهم، وتعاون معهم على الخير وعلى طلب العلم النافع، وذلك أكبر صارف عما تجد في نفسك من رغبة في مطالعة الحرام، واعلم أن العبد مسؤول عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه، وعن جسمه وماله وعن سمعه وبصره وقلبه فيم صرفها، كما قال تعالى:إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً{الإسراء:36}.وفي الحديث:لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه ما عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه. رواهالترمذيوقال:حديث حسن صحيح.والله أعلم.
144,705
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144705
حكم الهبة من المؤسسة الربوية عند إنهاء خدمة الموظف
أعمل في مؤسسة مالية ربوية وعندما تريد هذه المؤسسة طرد بعض عمالها تعطيهم منحة خروج، أو منحة طرد للاستعانة بها والإنفاق على عائلاتهم إلى أن يجد عملا، فما حكم الدين في هذا المال؟ وهل هو حلال أم حرام؟ وقد سبق وطرحت السؤال تحت عنوان: 2281552، ولكن لم أوفق إلى فهم الإجابة، فلو تكرمتم بإعادة توضيح الإجابة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا يخفى ما في العمل بالمؤسسات الربوية من الحرمة وخبث الراتب الناتج عنها،وهذه المنحة التي ذكرها السائللا تخلو، أو لا تخرج عن أن تكون من ضمن ما يستحقه الموظف على عمله في المؤسسة، إما صراحة في عقد العمل، أو جرى بها العرف كراتب التقاعد، أو مكأفاة نهاية الخدمة ونحو ذلك،أو تكون هبة غير لازمة للمؤسسة، فعلى الاحتمال الأول يحرم أخذها على الموظف إلا أن يكون فقيرا محتاجا فيأخذ منها بقدر حاجته ويصرف الباقي منها في وجوه الخير ومنافع المسلمين، وعلى الاحتمال الثاني فهي هبة من مختلط المال ولا بأس بأخذها،وراجع في ذلك الفتوى رقم:78663.والله أعلم.
144,707
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144707
حكم منع الأب زواج بنته بحجة صغر سنها
أنا إمام مسجد في شمال ألمانيا وأطرح عليكم هذا السؤال: في فترة جاهليتهما زنا شاب بفتاة يحبها، ولقد هداهما الله عز وجل وهما ملتزمان منذ قرابة السنتين ولكنهما رغم إلتزامهما مازالا يزنيان، وهو يريد الآن أن يتزوجها، والداها لا يصليان وليس لهما علاقة بالإسلام وهما ضد هذا الزواج ويعارضانه معارضة تامة، فهما يقولان بأن ابنتهما ما زالت صغيرة (16 سنة)، ويريدانها أن تواصل تعليمها، أبواها على علم بهذه العلاقة ولكنهما لا يعلمان بأن الأمور وصلت إلى الزنا، أب الفتاة عاطل عن العمل، ولا يهتم بشؤون عائلته ولا ينفع عائلته بشيء وإنما ليس من ورائه إلا الضرر، لذلك تحرص البنات على قطع علاقتهن به. الأب يضرب ابنته ويضطهدها.. ولقد سبق لهذا الأب أن عاش عدة سنوات مع امرأة لا تحل له في بيت واحد، وكان يزني بها، ولما علمت زوجته بالأمر حصل بينهما الطلاق، ولكن بعد مدة طويلة عاد هذا الأب للعيش مع مطلقته في بيتها مع بناتهما الثلاث في بيت واحد، وهذا الرجل ينام مع مطلقته في غرفة واحدة ولا نعلم عن حالتهما شيئا، يعني هل أنهما كتبا عقد زواج جديد أم لا، الشاب يسألكم: في حالة استمرار رفضهما هل يجوز له أن يعقد عليها بدون إذن وليها مع توفر كل شروط الزواج؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالزنا ذنب عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب وسبب لمقت الله وغضبه، وراجع الفتوى رقم:1602. فيجب عليهما المبادرة إلى التوبة فوراً وقطع أي علاقة بينهما، وكيف يستقيم أمر استمرارهما على فعل الفاحشة مع ادعائهما الالتزام والاستقامة على دين الله، والله تعالى يقول:وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ.{العنكبوت:45}، ولا يجوز للزاني أن يتزوج بمن زنى بها إلا بشرطين وهما التوبة والاستبراء، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:94773.والولي شرط لصحة النكاح فلا يجوز للمرأة أن تتزوج إلا بإذن وليها، فإن تزوجت بغير إذنه كان النكاح باطلاً على الراجح من أقوال الفقهاء، وراجع الفتوى رقم:1766.وقد اختلف الفقهاء في حكم تارك الصلاة والجمهور على أنه يفسق بذلك ولا يكفر، والفاسق لا تسقط ولايته على ابنته على الراجح عندنا، وراجع الفتوى رقم:110087.. وأما قولك إنه لا علاقة لهما بالإسلام. فإن كان المقصود أنهم يأتي بشيء من المكفرات القطعية كسب الله أو سب دين الإسلام أو ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة فهو كافر فلا ولاية له على ابنته. وعلى تقدير بقاء ولايته فإن كان يمنع ابنته من الزواج من الكفء وخشيت ابنته أن يعضلها عن الزواج فلها أن ترفع أمرها إلى من يقوم مقام القاضي الشرعي في البلاد غير الإسلامية كالمراكز الإسلامية لينظر في الأمر، فإن ثبت العضل زوجوها أو وكلوا من يزوجها، ولا ينبغي للولي أن يمنع موليته عن الزواج بحجة صغر السن أو إكمال الدراسة وخاصة إن كان تخاف الفتنة على نفسها، وانظر الفتوى رقم:108613.وننبه إلى أن حق الوالد في البر والإحسان واجب لا يسقطه تفريطه في حق أولاده وإساءته لهم، ونرجو أن تراجع الفتوى رقم:8173، والفتوى رقم:11649.ويجب على هذا الرجل أن يتوب مما وقع فيه من الزنا بتلك المرأة التي كان يخادنها، وأما مطلقته هذه فإن كانت قد بانت منه بينونة صغرى فلا يحل له معاشرتها أو الخلوة بها إلا إذا عقد له عليها عقداً شرعياً لأنه بالبينونة قد أصبحت أجنبية عنه، وراجع الفتوى رقم:30332وهي عن أنواع الطلاق.والله أعلم.
144,711
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144711
من ثبت عليه نسبة من قتل الخطأ فعليه قدرها من الدية
نحن أسرة مقيمة في السعودية، وقد قام زوجي بتوصيل أبناء الجيران للمدرسة مع أولادي مساعدة منه لهم لأنه ليس لهم من يوصلهم، وهم عائدون حدثت حادث مات فيه أحدهم، وكان زوجي وأولادي ـ أيضا ـ في خطر عظيم، ولكن الله نجاهم، فبالرغم من أنه لم يكن المخطئ، لأن السيارة الأخرى هي التي قطعت طريقه، ولكن المرور سجل على زوجي نسبة 25% من الخطإ، وهو يرى أنه مظلوم فيها، فهل عليه صوم، أو دية؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإنه لا ضمان على زوجك، ولا تلزمه الدية ولا الكفارة، إذا كان لم يصدر منه تسبب في الحادث، أو مخالفة لقوانين السير، ولم يقصر في تجنب الحادث، فقد قالالشيخ العثيمين:يجب التحقق من سبب الحادث، فإن كان بتفريط، أو تعد من السائق فعليه الضمان ـ الدية والكفارة ـ وإن لم يكن بتعد منه ولا تفريط فليس عليه شيء.انتهى.أما إذا ثبت أن عليه نسبة من الخطإ فعليه نسبة ذلك من الدية، كما جاء في قرار صادر عن المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي:إذا اجتمع سببان مختلفان كل واحد منهما مؤثر في الضرر فعلى كل واحد من المتسببين المسؤولية بحسب نسبة تأثيره في الضرر، وإذا استويا، أو لم تعرف نسبة أثر كل واحد منهما فالتبعة عليهما على السواء. انتهى.هذا، وننصح بالرجوع للمحاكم الشرعية للنظر في ملابسات مثل هذا الموضوع، وراجعي الفتاوىالتالية أرقامها:120455،55897،26878.والله أعلم.
144,715
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144715
للمرء أن يحدث بالأحاديث التي يغلب على ظنه صحتها
أخي عنده نقص شديد في السمع ولا يفهم العربية، وجاهل في القراءة وجاهل أيضا في السنة، والحمد لله أساعده قدر الإمكان حتى أخبره عن الصوم والصلاة جماعة، وعن الأحاديث الصحيحة وبفضل الله يقبل نصائحي عن العبادة حتى يزيد أجره عند الله عز وجل، وقد أخبرني أي شيء تعرفه أخبرني به ومشكلتي بعد ما أتكلم معه بالأحاديث عن النبي وعما فهمته من الفتاوى أتذكر هذا الحديث من كذب علي فليتبوأ مقعده في النار فأبدأ بالخوف بعد ذلك وأقرر أن أصمت ولا أتكلم ثانية بالأحاديث وما إلى ذلك. ما الحل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فمن أمكنه تعليم أخيه ما يلزمه من أمور الدين لزمه فعل ذلك ، وأما الوعيد الوارد في الحديث فمحله إذا كذب متعمدا كما في حديثالبخاري:من كذب علي متعمدا فيتبؤا مقعده من النار.وأما من قرأ أحاديث في كتب أهل العلم المعتمدة ولم يغلب على ظنه أنها موضوعة أو ضعيفة، فلا حرج عليه في التحدث مع الناس بها، وإن خاف من اللحن في لفظ الحديث فيمكنه تفادى ذلك بقوله ورد في معنى الحديث كذا وكذا، وراجع الفتوى رقم:13202، والفتوى رقم:131198.والله أعلم.
144,717
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144717
طلاق غير معتبر
شخص مريض بالوسواس القهري ظن أنه ارتد عن الدين وأن زوجته قد حرمت عليه فقرر أن يحتال ليعيد العقد فقال لنفسه إنه سينطق كلمة الطلاق أمام زوجته ويقول لها أنت طالق ويدعي أنها خرجت منه دون قصد ثم يعيد العقد ويعتذر لها وبينما هو في هذه الحالة يفكر في هذا الأمر إذ نطق لسانه رغما عنه بكلمة أنت طالق وهو لا يقصد أن ينطق بها أبدا، بل كان سيقولها لزوجته عندما يلقاها ثم انتفض عندما وجد نفسه قد نطق بهذه الكلمة لخوفه من أن يكون قد وقع الطلاق ثم سأل شيخا عن الرجل ينطق بلفظ الطلاق خطأ كأن يقول أنت طالق بدلا من أنت طالبة مثلا، فقال له لا شيء عليه ولا يقع طلاقه، فلغى هذا الأمر ولم يفعله، لأن والد زوجته لديه علم شرعي وسيقول له نفس الشيء ولن يعيد العقد له، ولكن هل هذه الكلمة التي نطق بها دون قصد هي طلاق؟ بالله عليكم لا تشددوا علي فقد انتهى الأمر وأخبروني أنني لست مرتدا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، ونوصيك بالاستعانة بالله تعالى وسؤاله دفع هذا البلاء، فمن استعان بالله أعانه، وعليك بالرقية الشرعية، ولمزيد الفائدة فيما يتعلق بعلاج الوسواس القهري نرجو أن تطالع الفتوى رقم:3086.وأما بشأن من سبق لسانه بالطلاق من غير قصد: فإن طلاقه لا يقع، وقد سبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم:72095.وكذلك طلاق الموسوس فإنه غير واقع، قال الإمامالشافعيفي كتاب الأم:يقع طلاق من لزمه فرض الصلاة والحدود، وذلك كل بالغ من الرجال غير مغلوب على عقله، لأنه إنما خوطب بالفرائض من بلغ، ومن غلب على عقله بفطرة خلقة، أو حادث علة لم يكن لاجتلابها على نفسه بمعصية لم يلزمه الطلاق ولا الصلاة ولا الحدود وذلك مثل المعتوه والمجنون والموسوس والمبرسم.اهـ.وللفائدة انظر الفتوى رقم105435.وكذا الحال بما يظنه الموسوس من أنه ارتد عن الدين وأن زوجته قد حرمت عليه، فكل ذلك لا اعتبار له، فعلى هذا فالعصمة بينك وبين زوجتك باقية، فاستأنف حياتك معها كأن شيئا لم يكن، وانظر الفتوى رقم:138172.والله أعلم.
144,721
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144721
هل تصح الشهادة على النكاح إن كان تاركا للصلاة
كتبت كتابي قبل أسبوع تقريبا وكان أخي شاهدا على عقد الزواج عندما وثق المأذون العقد رسميا وأخي لا يصلي، لكنه لم يخطر ببالي هذا الأمر عند كتب الكتاب، فهل العقد صحيح؟ علما بأن أبي كان حاضرا في الجلسة وشهد كل شيء، والشاهد الآخر يشهد له بالتقوى والصلاح وكل الأركان الأخرى صحيحة. أفيدوني.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فمن أهم شروط النكاح حضور شاهدين عدلين عند العقد، وتارك الصلاة إما أن يكون كافراً ـ كما هو مذهب الحنابلة ـ أو فاسقاً كما عند الجمهور، وعلى كلا التقديرين لا تقبل شهادته، وراجع الفتوى رقم:17277.لكن بما أن أباك كان حاضرا ـ كما ذكرت ـ فهو شاهد آخر وإن لم يستشهد، فإذا كان مرضيا فقد حصلت الكفاية بحضوره وحضور الشاهد الذي ذكرت، فقد نص فقهاء الشافعية على قبول شهادة الوالد لعقد نكاح ابنه جاء في نهاية المحتاج عند ذكر صفة من تقبل شهادته في النكاح قوله:وبجديهما وبجدها وأبيه لا أبيها، لأنه العاقد, أو موكله.اهـ.وهو ـ أعني قبول شهادة الوالد على عقد نكاح ابنه ـ رواية في المذهب الحنبلي وقد رجحها الشيخابن عثيمينـ عليه رحمة الله ـ حيث قال في معرض كلامه على من تقبل شهادته في النكاح في كتابه الشرح الممتع على زادالمستقنع:القول الثاني في المسألة: أنه يصح أن يكون الشاهدان، أو أحدهما من الأصول، أو الفروع، وهذا القول هو الصحيح بلا شك.انتهى .وبناء عليه يكون نكاحك صحيحا بشهادة أبيك والرجل الآخر الصالح، وهذا كله على فرض أنه لم يوجد غيرهما وإلا، فإن شهادة كل من حضر العقد ممن يصلح للشهادة مقبولة ولو لم يستشهدوا، فلا يشترط في الشهود إحضارهم للشهادة، أو استشهادهم عليها.والله أعلم.
144,723
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144723
مجالسة من يكرر رقما معينا لدفع الحسد
أردت الاستفسار حول كيفية التعامل مع بعض النساء ممن يكررن قول رقم خمسة ـ 5ـ فكلامهن اعتقاد بأن هذا يدفع الحسد خاصة في الحديث عن أولادهن، أو ما شابهه، وبالرغم من أننا حاولنا لفت نظرهن أكثر من مرة على أن هذا شرك، ولكنها تظل مصرة على ما هي عليه، وهذا قد يحزن الجالسات معها، لأن هذا يشعرهن بعدم الاحترام من هذه الشخصية التي تكرر قول خمسة خوفا من الحسد بدلا من قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله ـ فهل هجر هؤلاء أفضل وإن كن من الأقارب، أو مثلا أم الزوج، أو ما شابههن خوفا من الوقوع في الغيبة بسبب الشكوى منهن مثلا، أو خوفا من حدوث مشكلة بسبب الغضب من هذا الأسلوب فقد تثار إحداهن في إحدى الجالسات ويؤدي هذا إلى خلاف بينهن وقد يؤدي إلى قطيعة؟ وهل يجوز الجلوس معهن على ما هن عليه من هذا الذنب مع عدم تنبيهها مرة أخرى؟ أم يجب تنبيها في كل مرة؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فصدورهذه العبارات بغرض دفع شر الحسد منكر يجب إنكاره على فاعله، فإذا كان هؤلاء النسوة يتكلمن بمثل هذه العبارات فالواجب الإنكار عليهن وبيان الحق لهن وتعليمهن الطريق المشروع لدفع شر الحسد، وراجعي في ذلك الفتوى رقم:24972.ولا حرج عليك في الجلوس معهن ما دمت تنكرين عليهن هذا الأمر، وكلما كررن المنكر فعليك الإنكار، وراجعي في ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الفتوى رقم:36372.وأما مقاطعتهن بسبب هذا المنكر:فالأمر دائر مع المصلحة، فإن كانت مقاطعتهن تفيد في ردّهن إلى الصوابفهو أولى، وإن كان الأصلح لهن الصلة مع مداومة النصح فهو أولى، وانظري الفتوى رقم:26333.وكذلك يجوز لك مقاطعتهن إذا تعينت المقاطعة سبيلا لاجتناب ضرر، أو دفع مفسدة،قالالحافظ أبو عمر بن عبد البر:أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث لمن كانت ‏مكالمته تجلب نقصاً علىالمخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه، فرب ‏هجر جميل خير من مخالطة مؤذية.انتهى.والله أعلم.
144,725
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144725
حكم من قال لامرأته: إن فعلت كذا ستكونين طالقا
السؤال الأول: حدث شجار بيني وبين زوجتي منذ فترة وقد قلت لها: إن فعلت كذا ستكونين طالقا ـ وبعد فترة من الوقت راجعت نفسي وندمت على ما قلته، ولكنني سمعت بعد ذلك أنه لا يحق لي أن أرجع عن اليمين بدون كفارة، وسؤالي هو: هل هذا صحيح؟ وهل تعتبر هذه طلقه أولى؟ أم ماذا؟والسؤال الثاني: في خلال الفترة التي كنت أعتقد أن بإماكني الرجوع في اليمين حدثت مشادة أخرى وحلفت عليها بالطلاق أن لا تتحدث مع إحدى صديقاتها، ولكنها تحدثت معها بشكل غير مقصود حيث إنها قامت لترد على التليفون الأرضي ففوجئت أنها هي، فما الحكم الآن في الحالة الأولى والحالة الثانية؟.أفيدوني أفادكم الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقولك: إن فعلت كذا ستكونين طالقا ـ يحتمل أمرين:1ـ أن تكون تقصد الوعد بطلاقها عند فعل الأمر المذكور، وفي هذه الحالةلا يلزمك شيء مطلقا ولو فعلت زوجتك ذلك الأمر، لأن هذا الوعد لا يطلب الوفاء به فضلا عن أن يكون ذلك لازما2ـ أن تكون تقصد تعليق طلاقها على ذلك الفعل، وفي هذه الحالة إن لم تفعله فلا شيء عليك وإن فعلته وقع الطلاق عند جمهور أهل العلم ـ بمن فيهم المذاهب الأربعة ـ وهو القول الراجح، وراجع الفتوى رقم:51788.وقالشيخ الإسلام ابن تيمية: تلزمك كفارة يمين إن كنت لا تقصد طلاقا، وإنما قصدت التهديد، أو المنع مثلا وراجع في ذلك الفتويين رقم:19162ورقم:79503.وعلى تقدير أن القصد تعليق الطلاق على الفعل المذكور فإنه لا يمكنك التراجع عنه عند الجمهور، وقالشيخ الإسلام ابن تيميةإن ذلك ممكن، جاء في الشرح الممتع للشيخابن عثيمينـ رحمه الله تعالى:إذا علق طلاق امرأته على شرط، فهل له أن ينقضه قبل وقوع الشرط أو لا؟ مثاله: أن يقول لزوجته: إن ذهبتِ إلى بيت أهلك فأنت طالق ـ يريد الطلاق لا اليمين ـ ثم بدا له أن يتنازل عن هذا، فهل له أن يتنازل أو لا؟ الجمهور يقولون: لا يمكن أن يتنازل، لأنه أخرج الطلاق مِنْ فِيهِ على هذا الشرط، فلزم، كما لو كان الطلاق منجزاً، وشيخ الإسلام يقول: إن هذا حق له، فإذا أسقطه فلا حرج، لأن الإنسان قد يبدو له أن ذهاب امرأته إلى أهلها يفسدها عليهفيقول لها: إن ذهبت إلى أهلك فأنت طالق، ثم يتراجع ويسقط هذا.انتهى.وبخصوص تعليق الطلاق على حديث زوجتك مع زميلتها فالمرجع في ذلك لنيتك وقصدك، لأن اليمين مبناها على نية الحالف، قالابن قدامةفي المغني:وجملة ذلك أن مبنى اليمين على نية الحالف، فإذا نوى بيمينه ما يحتمله انصرفت يمينه إليه، سواء كان ما نواه موافقًا لظاهر اللفظ، أو مخالفًا له،انتهى.وبناء على ذلك، فإن كنت قد قصدتَّ أن لا تتعمد زوجتك الحديث مع صديقتها فلا حنث عليك إن كلمتها بدون قصد، وإن لم تنو شيئا وقع الطلاق عند الجمهور خلافا للشافعية ورواية للحنابلة إذا كانت زوجتك قد أقدمت على كلام صديقتها جاهلة أنها المحلوف عليها، وراجع التفصيل في الفتوى رقم:139800.والله أعلم.
144,727
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144727
من سلم دون نية الخروج من الصلاة فهل تبطل صلاته
ماحكم أن ينوي المصلي بالسلام الخروج من الصلاة؟ وماحكم من نسي أن ينوي، أو لم ينو وسلم؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالأصل في المصلي أنه إذا انتهى من الصلاة أنه يسلم وينوي بسلامه الخروج من الصلاة, فإن لم ينو بسلامه الخروج من الصلاة فقد اختلف الفقهاء في صحة الصلاة, قالابن قدامة في المغني:فصل: وينوي بسلامه الخروج من الصلاة, فإن لم ينو، فقال ابن حامد تبطل صلاته، وهو ظاهر نص الشافعي، لأنه نطق في أحد طرفي الصلاة، فاعتبرت له النية كالتكبير، والمنصوص عن أحمد ـ رحمه الله ـ أنه لا تبطل صلاته، وهو الصحيح، لأن نية الصلاة قد شملت جميع الصلاة, والسلام من جملتها, ولأنه لو وجبت النية في السلام لوجب تعيينها, كتكبيرة الإحرام, ولأنها عبادة فلم تجب النية للخروج منها, كسائر العبادات. اهـ.ومثله قولالنوويفي الروضة:وهل يجب أن ينوي بسلامه الخروج من الصلاة؟ وجهان، أصحهما: لا يجب. اهـ.وعدم الاشتراط هو المعتمد المشهور من مذهب المالكية, جاء في شرح مختصرخليل للخرشي:وهل يشترط تجديد نية الخروج من الصلاة بالسلام؟ قال سند: وهو ظاهر المذهب فلو سلم بغير نية لم يجزه وعدم اشتراط ذلك لانسحاب النية الأولى، قالابن الفاكهاني:المشهور عدم الاشتراط، وكلام ابن عرفة يفيد أنه المعتمد.اهـ.وعلى هذا، فإذا سلم المصلي وذهل عن نية الانصراف من الصلاة، فإن صلاته صحيحة في قول جمهور أهل العلم.والله أعلم.
144,729
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144729
الأمور التي ينظر القاضي فيها لضمان مصلحة المحضون
ما هي الأمور التي يتأكد منها القاضي من أجل ضمان مصلحة المحضون؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالذي يتأكد منه القاضي من أجل مصلحة المحضون هو تحقق الشروط الواجبة في الحاضن كالإسلام والعدالة، وانتفاء موانع الحضانة، وراجع تفصيل ذلك في الفتوى رقم:9779.وكذلك صلاحية المكان الذي يعيش فيه المحضون له، كما بينا في الفتوى رقم:143215، وللفائدة راجع الفتوى رقم:6256.والله أعلم.
144,731
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144731
مذاهب العلماء في تجرد الزوجين عند الجماع
زوجي يجامعني دون أن نخلع ملابسنا، فما الحكم في ذلك؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فجمهور أهل العلم على جواز تجرد الزوجين عند الجماع وكرهه الحنابلة، جاء في الموسوعة الفقهية:فقد اختلف الفقهاء فيه, فذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى أنه يجوز للرجل أن يجرد زوجته للجماع, وقيده الحنفية بكون البيت صغيرا, ويستدل لذلك بحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟قال احفظ عورتك إلا من زوجتك, أو ما ملكت يمينك, قلت: يا رسول الله أرأيت إن كان القوم بعضهم من بعض؟ قال: إن استطعت أن لا تريها أحدا فلا ترينها، قلت يا رسول الله, فإن كان أحدنا خاليا, قال: فالله أحق أن يستحيا منه من الناس ـوبحديث عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والتعري،فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط, وحين يفضي الرجل إلى أهله, فاستحيوهم وأكرموهم ـ وذهب الحنابلة إلى أنه يكره, لحديث عتبة بن عبد السلمي, قال: قال رسول الله: إذا أتى أحدكم أهله فليستتر, ولا يتجردا تجرد العيرين.انتهى.وبناء على ما تقدم، فعدم نزع ملابسكما عند الجماع هو الأصوب عند الحنابلة، أما على مذهب الجمهور فأنتما بالخيار بين نزع الملابس عند الجماع وعدمه،فالأمر في ذلك واسع، ومن ذلك تتبينين أن زوجك غير مخطئ.والله أعلم.
144,735
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144735
حدود طاعة الزوج قبل الدخول
عزيزي الشيخ عقدت زواجي على امرأة وسافرت للعمل بنية عمل حفل زواج بعد مدة، والآن زوجتي مقيمة عند أهلها، فهل يجب عليها استئذاني إذا أرادت الخروج مع صديقاتها؟ وهل يجب عليها أن تطيعني إذا طلبت منها أن أراها بدون ملابس على كاميرا شات الإنترنت؟ فهي ترفض ذلك لأنني لم أدخل بها بعد.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق أن بينا أنه إذا سلم الزوج إلى زوجته المعجل من مهرها لزمتها طاعته في المعروف وأنه لا يجوز لها الخروج من البيت إلا بإذنه، وأما إن لم يدفع إليها هذا المهر فلا تلزمها طاعته ولا يجب عليها استئذانه، فراجع الفتوى رقم:138898.وأما بالنسبة لطلبك منها أن تراها عارية من خلال الإنترنت فالأولى اجتناب ذلك على كل حال، فالإنترنت وسيلة غير مأمونة أحياناً، فقد يطلع عليها غيرك، وراجع الفتوى رقم:44905.ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم:50343، ففيها بيان حدود طاعة المرأة زوجها.ونوصيك بالصبر وأن تجتهد في اجتناب مثيرات الشهوة وأن تحرص على الصوم ومصاحبة الأخيار وشغل فراغك بما ينفعك من أمر دينك ودنياك، وعليك الاجتهاد في التعجيل بالدخول بزوجتك قدر الإمكان ومحاولة جمع شملكما لتعف نفسك وتعفها.والله أعلم.
144,737
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144737
السبيل إلى إبراء الذمة من المال الحرام
مختصر سؤالي: أنا موظف مالي وقمت بأخذ نقود من المال العام وهو ليس لأحد معين، ولا يؤثر على أحد عن طريق فواتير مقابل هذه المبالغ واشتريت بها سيارة وبعتها بأقساط شهرية ولكن ليس بكامل المبلغ المأخوذ حيث اختلطت نقودي مع النقود المأخوذةسؤالي:1-أريد التكفير عما فعلت2-كيف أرجع المال مع العلم أن إرجاعه المباشر صعب حيث إني انتقلت إلى دائرة أخرى وهل أستطيع أن أرجعه من أقساط السيارة المباعة؟وهل كونه اختلط بمالي الشخصي يصبح كل المال حرام؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فكفارة هذا الفعل متيسرة بفضل الله تعالى ورحمته، وطريقها التوبة النصوح المستجمعة لشروطها من الندم على ما سلف، والإقلاع عنه خوفا من الله تعالى وتعظيما له وطلبا لمرضاته، والعزم الصادق على عدم العودة إليه أبدا. مع إبراء الذمة من تبعات هذا المال الحرام، وكيفية التخلص من تبعة هذا المال الحرام ما دام من الأموال العامة يكون بإرجاعه إلى جهته التي هي تابعة لبيت مال الدولة، ولو بإرساله بحوالة بريدية ونحو ذلك من أي سبيل تيسر، فإن لم يتيسر ذلك أو علمت أن من ترده إليهم لا يضعونه في موضعه الصحيح فقم أنت بصرفه في مصالح المسلمين العامة، أو أنفق على الفقراء والمساكين، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية:50478،3519،5450.وأما إرجاع هذا المال عن طريق أقساط السيارة المبيعة، فهذا لا حرج فيه إن لم يكن عند السائل من المال ما يفي بذلك زائدا عن حاجاته. وأما إن كان قادرا على رده دفعة واحدة، فعليه أن يتعجل في ذلك؛ إبراء لذمته وإكمالا لتوبته.وأما المال الشخصي للسائل والذي اكتسبه من الحلال، فإنه لا يحرم بمخالطته للمال الحرام، خاصة إذا تاب وتخلص من تبعة المال الحرام، وراجع الفتوى رقم:95135.والله أعلم.
144,739
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144739
من يتخيل الفواحش هل يحكم بدناءته مع مواظبته على الطاعات
هل الشاب ذو الشهوة الطاغية الذي يتخيل كثيراً الممارسات غير الأخلاقية القذرة والغير سوية ويسترسل معها لشدة غلمته دنيء عند الله رغم محافظته على صلاة الجماعة والطاعات؟ وهل هو منافق؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق أن بينا أن مثل هذه التخيلات والأوهام غير جائزة وأنها من باب زنا القلب، ويراجع في ذلك الفتوى رقم:72166.فعلى من ابتلي بهذه الأمور أن يقلع عنها ويتوب إلى الله سبحانه منها وهي قطعاً دنيئة، ولكن لاسبيل إلى القطع بدناءة قدر من قام بها عند الله، أو نفاقه خصوصاً مع مواظبته على الطاعات.والله أعلم.
144,741
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144741
طلق زوجته إثر خلاف بينهما ويريدان الرجوع فكيف السبيل
طلقت زوجتي بعد أن صار خلاف عادي بيننا ورميت عليها اليمين، والآن أريد أن أرجعها وهي ترغب في العودة إلى الزوجية كما كنا، فما الحكم؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فيجوز لك أن تراجع زوجتك إذا كان الطلاق المذكور غير مكمل للثلاث ولم تخرج زوجتك من عدتها، والرجعة تحصل بما يدل عليها من قول صريح ـ كراجعتك، أو أعدتك لعصمتي مثلا ـ إلى آخر ما جاء في الفتوى رقم:30719.وعدتها تنتهي بطهرها من الحيضة الثالثة بعد الطلاق إن كانت ممن تحيض، أو وضع حملها إن كانت حاملا، أو مضي ثلاثة أشهر إن كانت لا تحيض، فإن انقضت عدتها فلا بد من تجديد العقد بأركانه ـ من حضور وليها، أو من ينوب عنه مع شاهدي عدل وصيغة دالة على العقد ـ وراجع الفتوى رقم:7704.وإن كان هذا الطلاق مكملا للثلاث فلا تحل لك إلا بعد أن تنكح زوجا غيرك نكاحا صحيحا ـ نكاح رغبة لا نكاح تحليل ـ ثم يطلقها بعد الدخول.والله أعلم.
144,743
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144743
هل يستجاب دعاء الوالد على ولده إذا كان عند الغضب
قبل فترة تقريبا سنة ونصف حدث معي موقف فدعت أمي علي إن كررته مرة أخرى أن يعمي الله عيني ولا يرد لي نعمة البصر . فهل يستجيب الله دعاءها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالأصل أن دعوة الأمّ على ولدها العاق من الدعوات المستجابة، كما بيناه في الفتوى رقم:136410ولكن قيد بعض أهل العلم ذلك إذا كان الولد كافرا أو عاقا غاليا في العقوق لا يرجى بره، وقد بينا هذا في الفتوى رقم:115110.مع التنبيه على أن هذا الدعاء غير جائز أصلا كما بيناه في الفتويين:52971،79076.وإذا وقع في ساعة ضجر وكان بدافع الغضب دون القصد إلى إرادة ذلك فإنه غير مستجاب ـ إن شاء الله ـ لقوله سبحانه:وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ.{يونس: 11}.جاء في تفسيرابن كثير:يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده: أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم والحالة هذه لطفا ورحمة، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنماء، ولهذا قال: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ أي: لو استجاب لهم كل ما دعوه به في ذلك، لأهلكهم، ولكن لا ينبغي الإكثار من ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم، لا تدعوا على أولادكم، لا تدعوا على أموالكم،لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم.انتهى بتصرف.والذي ننصحك به في هذا المقام هو أن تتوبي إلى الله سبحانه وتستسمحي أمك إن كان قد حصل منك ما ينافي برها، وأن تداومي بعد ذلك على برها وطاعتها في غير معصية الله ولن يضرك إن شاء الله هذا الدعاء.والله أعلم.
144,745
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144745
هل تحرم من الثواب إذا لبست النقاب وهي كارهة
لبست النقاب منذ سنة ونصف بعد إلحاح من أناس كثيرين أهمهم أخي ووقتها خفت من كلامهم وحلمت أنني سوف أموت وأنني لبسته قبل ما أموت فاستيقظت ولبست النقاب، لكنني أحسست أنني مخنوقة جدا وكنت أبكي طوال اليوم، وفي اليوم الثاني خلعته وخرجت فقابلتني واحدة وقالت لي إن هذا حرام جداً وشر وقالت لي ارجعي والبسيه وكانت شخصيتي مذبذبة قليلا فرجعت ولبسته في نفس اليوم وكل ما حاولت أن أخلعه يقول لي أخي لو خلعتيه لن أكلمك ثانية، لكنني أحس أنني مخنوقة ودائما أبكي، وكنت ألبسه ـ إسدال ـ وليست لي حاجة في لبسه وأريد أن أخلعه، لأنني أشعر أنني طالما أنا مخنوقة منه كثيراً هكذا فلن أثاب عليه ولا أستطيع أن أواجه أخي ولا الناس الذين يتحدثون عن هذا ويقولون لماذا وأشياء من هذا القبيل أحس أنني من الممكن أن ألبسه، ولكن ليس الآن وإنما عندما أنهي تعليمي الجامعي مثلاً، وأنا مقتنعة من أنني سألبسه وأنا راضية به.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق أن بينا في الكثير من الفتاوى أن لبس النقاب واجب على المرأة على الراجح من كلام أهل العلم ويراجع في ذلك الفتوى رقم:5561.وعلى المسلم أن يسارع دائماً إلى امتثال أوامر الله سبحانه وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم وإن خالف ذلك هوى نفسه، فقد قال جل وعلا:وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ{ الأحزاب: 36 }.وأما قولك إنك تشعرين بأنك لن تثابي ما دمت كارهة للبسه: فهذا غير صحيح، بل إنك ـ إن شاء الله ـ تؤجرين على لبسه وتؤجرين على مجاهدة نفسك وهواك في امتثال أوامر الله جل وعلا مع التنبيه على أمرين:الأول: أن التزام المسلمة بالحجاب الشرعي واجب على الفور ولا يجوز تأخيره لوقت يحدده الشخص.الثاني: أن الرؤى والأحلام لا يؤخذ منها حكم شرعي.والله أعلم.
144,749
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144749
التفتيش عن وجود نجاسة في الملابس الداخلية
عندي سؤال مختصر ولا أريد أن أطيل عليكم: أصبت بالوسواس ونوع وسواسي وسواس في الطهارة والعبادة عانيت من الوسواس سنة كاملة ـ ولله الحمد ـ شفيت منه، والآن انتكست حالتي ولا زلت أستخدم علاجي وأريد أن أسأل فقبل النوم فتشت سروالي الداخلي ووجدت بقعة من البول الناشفة ونمت وعندما استيقظت بدلت مفرشي وتروشت وغيرت ملابسي، فهل يجب تغيير المفرش الداخلي الذي هو الإسفنجة؟ أم تغيير الفراش يكفي؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا شككت في أن البقعة المذكورة من البول فلا يجب تطهيرها، لأن الأصل الطهارة ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بيقين، علما بأنه لم يكن يجب عليك التفتيش، بل ولم يكن ينبغي لك، لأن التفتيش يزيد الوسوسة، وإذا تيقنت من أن البقعة هي من البول وليس مجرد شك، أو وسوسة فلا يجب تغيير الإسفنجة ولا الفراش الخارجي بل ولا ملابسك، وإنما يكفيك أن تغسل موضع البول من ملابسك بالماء ويطهر المحل بذلك, وانظر الفتوى رقم:140291، عن الطريق الأمثل للتخلص من الوساوس في الطهارة, ونسأل الله أن يشفيك.والله أعلم.
144,751
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144751
أدعية مأثورة في السجود
سؤال: 1-ما هو دعاء الاستخارة 2-ما هو دعاء السجدة 3-هل يجوز الصلاة في غرفة تم ممارسة العادة السرية بها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فدعاء الاستخارة هو:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي به.وانظر الفتوى رقم:103976, والفتوى رقم:61077.وأما دعاء السجدة فإن كنت تعني دعاء سجدة التلاوة فمما ورد في ذلك دعاء:سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ.رواهأحمد وأبو داوود والترمذي.وأيضا دعاء:اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ.رواهالترمذي .وإن كنت تعني الدعاء في السجود عموما فالإنسان مخير في أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ...وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ ...رواهمسلم.وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده:اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.رواهمالكومسلم.وكان من دعائه أيضا:سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي.وأيضا:اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ.رواهمسلم وأبو داوود, وغير ذلك من الأدعية الواردة في السنة .والعادة السرية محرمة كما بيناه في عدة فتاوى كالفتوى رقم:7170، ولكن الصلاة تصح في الغرفة التي فعلت فيها تلك العادة السيئة لأن الصلاة تصح في أي مكان طاهر؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ...وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا.متفق عليه. ولقوله صلى الله عليه وسلم :الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ.رواهأحمدوأبو داوودوالترمذيوابن ماجه.والله أعلم.
144,753
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144753
شرح حديث (..فهو خير لكما من خادم)
مامعنى: خير لك من خادم ـ في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لفاطمة ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم تسبحين إلى آخره؟ أرجو معرفة فائدة التسبيح المذكور.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد جاء في فتح الباريلابن حجر:وقد اختلف في معنى الخيرية في الخبر، فقالعياض: ظاهره أنه أراد أن يعلمهما أن عمل الآخرة أفضل من أمور الدنيا على كل حال، وإنما اقتصر على ذلك لما لم يمكنه إعطاء الخادم ثم علمهما إذ فاتهما ما طلباه ذكرا يحصل لهما أجرا أفضل مما سألاه.وقال القرطبي: إنما أحالهما على الذكر ليكون عوضا عن الدعاء عند الحاجة، أو لكونه أحب لابنته ما أحب لنفسه من إيثار الفقر وتحمل شدته بالصبر عليه تعظيما لأجرها.وقال المهلب: علم صلى الله عليه وسلم ابنته من الذكر ما هو أكثر نفعا لها في الآخرة وآثر أهل الصفة، لأنهم كانوا وقفوا أنفسهم لسماع العلم وضبط السنة على شبع بطونهم لا يرغبون في كسب مال ولا في عيال، ولكنهم اشتروا أنفسهم من الله بالقوت، ويؤخذ منه تقديم طلبه العلم على غيرهم في الخمس.وفيه ما كان عليه السلف الصالح من شظف العيش وقلة الشيء وشدة الحال وأن الله حماهم الدنيا مع إمكان ذلك صيانة لهم من تبعاتها وتلك سنة أكثر الأنبياء والأولياء .اهـ.وفي تحفةالأحوذيللمباركفوري:قال العيني: وجه الخيرية إما أن يراد به أنه يتعلق بالآخرة والخادم بالدنياوالآخرة خير وأبقى، وإما أن يراد بالنسبة إلى ما طلبته بأن يحصل لها بسبب هذه الأذكار قوة تقدر على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم تقولان ثلاثا وثلاثين وثلاثا وثلاثين وأربعا وثلاثين من تحميد وتسبيح وتكبير، وفي الرواية المتفق عليها ـ كما في المشكاة ـ فسبحا ثلاثا وثلاثين وأحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين.وفي مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح:فهو أي: التسبيح وما بعده إذا قلتماه في الوقت المذكور، وقيل: أي: ما ذكر من الذكر خير أي: أفضل لكما أي: خاصة، وكذا لمن قاله وعمل به من خادم الخادم واحد الخدم يقع على الذكر والأنثى.قال العيني: وجه الخيرية إما أن يراد به أن يتعلق بالآخرة والخادم بالدنيا والآخرة خير وأبقى.وإما أن يراد بالنسبة إلى ما طلبته بأن يحصل لها بسبب هذه الأذكار قوة تقدر على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم عليه.وفي الحديث حمل الإنسان أهله على ما يحمل على نفسه من إيثار الآخرة على الدنيا إذا كانت لهم قدرة على ذلك.وفيه بيان إظهار غاية التعطف والشفقة على البنت والصهر ونهاية الاتحاد برفع الحشمة والحجاب حيث لم يزعجهما عن مكانهما فتركهما على حالة اضطجاعهما وبالغ حتى أدخل رجله بينهما ومكث بينهما حتى علمهما ما هو الأولى بحالهما من الذكر عوضًا عما طلباه من الخادم فهو من باب تلقي المخاطب بغير ما يطلب إيذانًا بأن الأهم من المطلوب هو التزود للمعاد والصبر على مشاق الدنيا والتجافي عن دار الغرور.والله أعلم.
144,755
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144755
حكم وضع المرأة العباءة على الكتف دون الرأس
أنا فتاة مسلمة الحمد لله، ومحجبة وأرتدى إسدالات وعبايات كتف، لكن البعض يقول لي إن عبايات الكتف هذه لا يجوز لبسها فهي تصف الرأس، ويجب فى الحجاب ألا يصف وأن يكون فيه إدناء من أعلى الرأس كما فى الإسدال. فهل هذا صحيح، مع العلم أن العبايات التي أرتديها واسعة وأنا نحيفة ولا تحدد تفاصيل جسدي. فهل حجابي يكون ناقصا إذا ارتديت تلك العبايات، على فكرة أنا قرأت كثيرا عن شروط الحجاب الشرعي ولم أقرأ أن الإدناء شرط منها كما يقول البعض، أرجو الإفادة؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد بينا حكم وضع المرأة العباءة على الكتف وأنه لا يجب أن تكون على الرأس في الفتوىرقم:9859.. وأما الإدناء المأمور به فالمطلوب به الستر ولا يشترط كونه بالعباءة فقد أمر الله المرأة بالحجاب، فقال تعالى:يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا{الأحزاب:59}، ولم يحدد الشرع لباساً معيناً للمرأة، وإنما ذكر العلماء شروطاً إذا توفرت في أي نوع من أنواع اللباس فهو الحجاب الذي أمرت به، وهي:1- استيعاب جميع البدن (على خلاف في جواز كشف الوجه والكفين)2- أن لا يكون زينة في نفسه.3- أن يكون صفيقاً لا يشف.4- أن يكون فضفاضاً غير ضيق.5- أن لا يكون مبخراً مطيباً.6- أن لا يشبه لباس الرجل.7- أن لا يشبه لباس الكافرات.8- أن لا يكون لباس شهرة.وللمزيد من الفائدة يمكن مراجعة الفتوى رقم:6745.والجلباب الذي أمر الله بالإدناء منه فسر بالخمار وقيل إنه أكبر منه وفسر بالرداء والملاءة.فقد قالابن عطية:أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين بإدناء الجلابيب ليقع تسترهن...ثم قال:والجلباب ثوب أكبر من الخمار، وروي عن ابن مسعود وابن عباس أنه الرداء.. واختلف الناس في صورة إدنائه، قال ابن عباس وعبيدة: تلويه المرأة حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها، وعن ابن عباس أيضاً وقتادة: تلويه فوق الجبين ثم تعطفه على الأنف، وإن ظهرت عيناها لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه. انتهى.وفي مشارق الأنوار على صحاح الآثار للقاضيعياض:قال النضر هو ثوب أقصر وأعرض من الخمار وهي المقنعة تغطي به المرأة رأسها، وقال غيره هو ثوب واسع دون الرداء تغطي به المرأة ظهرها وصدرها وقال ابن الأعرابي هو الإزار وقيل هو الخمار وقيل هو كالملاءة والملحفة.ولمعرفة القول المرجح عندنا في جواز كشف الوجه والكفين يمكنك مراجعة الفتوى رقم:4470، والفتوى رقم:5224.والله أعلم.
144,757
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144757
متى يباح الفطر في الصوم الواجب بالنذر
نذرت أن أصوم كل يوم اثنين وخميس إلى أن يرزقني الله الذرية الصالحة، فهل يجوز أن أفطر يوما من هذه الأيام إذا كانت فيها مناسبة كالعقيقة، أو العرس، أو العزائم؟ أم يجب أن أصومها إلى أن يرزقني الله الذرية الصالحة ؟ وهل نذري صحيح؟ المرجو إفادتي في القريب العاجل. وبارك الله فيكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا يجوز الفطر في الصوم الواجب بالنذر إلا لعذر ـ كحيض وما أشبهه ـ وأما المناسبات المذكورة فليست عذرا يبيح الفطر، ومن أفطر بسببها فعليه أن يتوب إلى الله من ذلك، ويجب عليه قضاء ما أفطره، فالوفاء بالنذر واجب، فقد قال الله تعالى:وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ {الحج: 29}.وقالصلى الله عليه وسلم:من نذر أن يطيع الله تعالى فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله تعالى فلا يعصه.أخرجهالبخاريوغيره.وقالالنبي صلى الله عليه وسلم:إن خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن.متفق عليه.وقال النبي صلى الله عليه وسلم:ومن نذر نذرا لم يطقه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا أطاقه فليف به.رواهابن ماجهفي السنن.وقال صاحب أسنى المطالب:تنبيه. قالالجرجاني:من لزمه صوم يوم بالنذر فأفطر فيه لزمه القضاء إلا في نذر صوم الدهر. انتهى.وأما النذر: فهو صحيح وإن كان مكروها في الأصل على الصحيح، لما في الصحيحين أن النبيصلى الله عليه وسلمنهى عن النذر وقال:إنه لا يرد شيئا، وإنما يستخرج به من البخيل.وفي صحيحمسلموغيره عنابن عمرـ رضي الله عنهماـ أنالنبي صلى الله عليه وسلم قال:النذر لا يقدم شيئا ولا يؤخره، وإنما يستخرج به من البخيل.وفي صحيحمسلممن حديثأبي هريرةأن النبي صلى الله عليه وسلمقال:لا تنذروا،فإن النذر لا يغني من القدر شيئا.وفي فتح الباريللحافظ ابن حجر:وقد ذكر أكثر الشافعية - ونقلهأبو علي السنجيعن نص الشافعي - أن النذر مكروه، لثبوت النهي عنه وكذا نقل عن المالكية وجزم به عنهمابن دقيق العيد, وأشارابن العربيإلى الخلاف عنهم والجزم عن الشافعية بالكراهة, قال: واحتجوا بأنه ليس طاعة محضة، لأنه لم يقصد به خالص القربة، وإنما قصد أن ينفع نفسه، أو يدفع عنها أضررا بما التزمه، وجزم الحنابلة بالكراهة, وعندهم رواية في أنها كراهة تحريم وتوقف بعضهم في صحتها, إلى أن قال: وجزمالقرطبيفي المفهم بحمل ما ورد في الأحاديث من النهي على نذر المجازاة، فقال: هذا النهي محله أن يقول مثلا: إن شفى الله مريضي فعلي صدقة كذا, ووجه الكراهة أنه لما وقف فعل القربة المذكور على حصول الغرض المذكور ظهر أنه لم يتمحض له نية التقرب إلى الله تعالى لما صدر منه، بل سلك فيها مسلك المعارضة, ويوضحه أنه لو لم يشف مريضه لم يتصدق بما علقه على شفائه, وهذه حالة البخيل فإنه لا يخرج من ماله شيئا إلا بعوض عاجل يزيد على ما أخرج غالبا، وهذا المعنى هو المشار إليه في الحديث لقوله:إنما يستخرج به من البخيل ما لم يكن البخيل يخرجه ـقال: وقد ينضم إلى هذا اعتقاد جاهل يظن أن النذر يوجب حصول ذلك الغرض, أو أن الله يفعل معه ذلك الغرض لأجل ذلك النذر, وإليهما الإشارة بقوله في الحديث أيضا:فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئاـ والحالة الأولى تقارب الكفر والثانية خطأ صريح، قلت: بل تقرب من الكفر ـ أيضا ـ ثم نقلالقرطبيعن العلماء حمل النهي الوارد في الخبر على الكراهة وقال: الذي يظهر لي أنه على التحريم في حق من يخاف عليه ذلك الاعتقاد الفاسد فيكون إقدامه على ذلك محرما, والكراهة في حق من لم يعتقد ذلك. انتهى.وهو تفصيل حسن, ويؤيده قصةابن عمرراوي الحديث في النهي عن النذر فإنها في نذر المجاراة. انتهى .وراجع الفتوى رقم:66839.
144,759
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144759
إحسان الظن بالميت هو الأصل
فضيلة الشيخ أنا لي أخ قد طلق مرتين، طليقته الأولى كانت من أصل فلسطيني ولم يكن لهما أطفال وكانت منذ زمن طويل حيث كان عنده مشاكل بالإخصاب، وأيضا طلق زوجته الثانية قبل مدة وله منها بنت، وكما قدم للقضاة الأسباب والدلائل أصبح أخي هو الحاضن لهذه البنت ولكنه لم يحرم البنت من أمها حيث كانت تجلس عند أمها فترات طويلة بالأيام والأسابيع، وكان يأخذها كلما أراد رؤيتها وكلما قطعت البنت عنه وطلبت زوجته الثانية الطلاق وكان أخي يحب زوجته كثيراً لكن هذا قدرهما وإن أخي من النوع الحساس جداً وأضيف لكم بأنه تزوجهما عن حب.بعد انفصال أخي عن زوجته الأولى راجع أخي بعض الاطباء النفسيين ، وأعطوه علاجات للاكتئاب وأصبح هذا العلاج إدمانا له لطوال فترات طويلة خصوصاً أنه كان له بعض الأصدقاء الصيادلة والدكاترة وكانوا يعطونه وصفات لهذه العلاجات المهدئه.وبعد طلاقهما بفترة وجدنا أخي متوفى في بيته لوحده منكب على وجهه لوحده في فراشه، وكان مزرقا على الجهه المنصب عليها وكان أنفه ينزف دماً وكانت هنالك حبوب منتثرة على فراشه وهو متوفى. وفي الآونة الاخيرة أذكر بأن أخي كان يصلي معنا لكن كونه في بيت منعزل عنا لم أكن أرى بقية صلواتهوسؤالي الأول هو: ما رأيكم في موته هل هو انتحار وما رأيكم بما عمل وبه شرعاً؟أنا لي 6 أشهر وأنا أحفظ هذه الأحداث بنفسي حيث قلت لوالدتي بأنه توفي بالسكته القلبية حيث كان هذا فحص الأطباء له قبل دفنه.أرجوكم طمئنوني أنا خائف على أخي من العذاب أنا لا أزكي على الله سبحانه أحد لكنه جداً طيب مع والديه ومع إخوته ومع أصدقائه ومع كل الناس وحتى زملائه بالعمل وجيرانه.أرجوكم ادعو له بالعفو والمغفرة.أثابكم الله كل خير ولم يركم مكروه لمن تحبون
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإنا نسأل الله الرحمة والمغفرة لهذا الأخ , وننصحكم بأن تحسنوا الظن به, فإن الموت يأتي بغتة في أحيان كثيرة وليس فيما ذكرته دليل على أنه انتحر . ولو افترض أنه قد حصل منه انتحار , وهو في حال غيبوبته . أو كان مدفوعا إليه بسبب الحالة النفسية التي هو فيها , بحيث لم يكن يستطيع السيطرة على جوارحه فإنه لا يكون مؤاخذا بذلك . وعلى أية حال فينبغي تجنب التحدث في الموضوع مع الناس لئلا يساء الظن به دون بينة, ولئلا يتكلم فيه بغير حق, فهو قد أفضى إلى ما قدم, وقد قال الله تعالى :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ.(الحجرات:12). وفي حديث الصحيحين :إياكم والظن , فإن الظن أكذب الحديث.وفي الحديث أنه ذكرعندالنبي صلى الله عليه وسلمهالك بسوء فقال:لا تذكروا هلكاكم إلا بخير. رواهالنسائيوصححهالألباني.والله أعلم .
144,761
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144761
حكم تأخر سلام المأموم عن سلام الإمام
ما حكم تأخر تسليم المأموم بعد تسليم الإمام يعني تأخر لبعض الوقت. هل يعد مكروها أم نقصا من أجر الصلاة أم ماذا إن لم يكن مبطلا للصلاة؟حتى وإن كان مبطلا للصلاة لا أعلم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالمشروع في سلام المأموم هو أن يسلم عقب سلام إمامه ولا يتأخر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:إنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَلَا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ.متفق عليه.قالالحطابالمالكيفي مواهب الجليل:... وَلَا يَنْبَغِي لِلْمَأْمُومِ أَنْ يُؤَخِّرَ سَلَامَهُ بَلْ يَتَحَلَّلَ عَقِبَ سَلَامِ إمَامِهِ ..اهـولا تبطل صلاة المأموم لو تأخر سلامه عن سلام الإمام ولو بزمن.قالالنفراويالمالكيفي الفواكي الدواني:إنَّمَا يُبْطِلُ صَلَاةَ الْمَأْمُومِ إنْ خَتَمَ قَبْلَ الْإِمَامِ لَا إنْ تَأَخَّرَ عَنْ سَلَامِ الْإِمَامِ أَوْ صَاحَبَهُ عَلَى الْمُعْتَمَدِ ..اهـ.بل يرى الشافعية أنه لا حرج على المأموم في أن يتأخر بعد سلام إمامه ما شاء، لأن القدوة تنقطع بسلام الإمام.قالالنوويفي المنهاج:وَتَنْقَضِي الْقُدْوَةُ بِسَلَامِ الْإِمَامِ، فَلِلْمَأْمُومِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِدُعَاءٍ وَنَحْوِهِ ثُمَّ يُسَلِّمَ.اهـ.والله أعلم.
144,763
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144763
حكم استخدام الأخطبوط للتعرف على نتائج المباريات
الكل سمع عن الأخطبوط الذي سمي بالعراف ـ بول ـ وكيف أن أعداء الله وأعداء الملة يبثون السحر والدجل والشعوذة والكهنة، ليضلوا الناس عن طريق الحق والهدى، والعجيب في الأمر وهي الطامة الكبرى أن المسلمين أعجبوا بهذا الحيوان وكأنهم يصدقون نبوؤاته بأن فريقا سيفوز وفريقا سينهزم وأغروا المسلمين بذلك، بل إن الأمر وصل حده حين استعملوه في دورة الخليج القائمة في اليمن وأنه تنبأ بأن اليمن هي التي ستأخذ الكأس، ولكن الله خالف أمرهم وأظهر لهم عجز هذا الحيوان وقد هلك هذا الحيوان فلماذا لم ينبئهم بموته؟ رأيت أن أطرح هذا الأمر لكونه حديث الناس فأرجوا أن تبينو للناس خطورة هذا ومافيه من إشراك بالله تعالى، إذ لا يعلم الغيب إلا الله، وآسف للإطالة ولكن رأيت أن توضيح هذا الأمر للناس أمر مهم.وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد استأثرالله جل جلاله وحده بعلم الغيب، قال سبحانه:قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّااللَّهُ{النمل:65}.وما سيقع في المستقبل من أحداث هو من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، فمن ادعى شيئا من ذلك كان كافرا، لأنه نازع الله فيما يختص به, ومن صدقه في ذلك فهو مثله، قالصلى الله عليه وسلم:ليس منا من تطير، أو تطير له, أو تكهن له, أو سحر، أو سحر له, ومن عقد عقدة, أو قال عقد عقدة, ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.رواهالبزار.وهذا الذي يفعله هؤلاء الدجالون المضلون مع هذا الأخطبوط المسمى بـ: بول ـ إنما هو من قبيل الطيرة والعيافة وهذا شبيه بما كانت تفعله العرب في جاهليتها وجاء الاسلام بالنهي عنه، ففي الحديث الذي رواهأحمدوغيره أنرسول الله صلى الله عليه وسلمقال:الطيرة شرك.صححهالألباني.وفي الحديث الذي خرجهأبو داود:العيافة والطيرة والطرق من الجبت.قالابن باز ـ رحمه الله:فالعيافة زجر الطير فيزجرون الطيور ويزعمون أنها تدل على شيء فيتشاءمون بها تارة ويتيمنون بها تارة أخرى وهذا من جهلهم وضلالهم، فهذه الطيور مخلوقة وهي في تدبير الله عزوجل فالعيافة من عاف الطير إذا تشاءم بها وتيامن بها.انتهى.وفي القول المفيد على كتاب التوحيد:ووجه كون العيافة من السحر أن العيافة يستند فيها الإنسان إلى أمر لا حقيقة له: فماذا يعني كون الطائر يذهب يمينا، أو شمالا، أو أماما، أو خلفا؟ فهذا لا أصل له, وليس بسبب شرعي ولا حسي, فإذا اعتمد الإنسان على ذلك, فقد اعتمد على أمر خفي لا حقيقة له, وهذا سحر.انتهى .والله أعلم.
144,765
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144765
إذا طلق الزوج امرأته فهل يحق له أن يطالبها بالشبكة والمهر
أنا و زوجى كنا على خلاف مستمر بعد مرور 6 أشهر على زواجنا. وهو عصبى جدا. و فى اليوم الأول من رمضان انتهى الخلاف بيننا بأن دفعني على رأسى و لم تكن هذه هي المرة الأولى التى يلجأ فيها إلى العنف.فتركت البيت و بعد مرور 4 أيام طلبت الطلاق . ونتيجة تدخل بعض الأقارب حاولنا المصالحة و ذهبنا إلى دكتور متخصص فى علاج المشاكل الزوجية. و تم علاج بعض المشاكل و ازدادت مشاكل أخرى . و بعد مرور 45 يوم طلبت الطلاق مرة أخرى و لم يمانع الزوج و قد تم بالفعل الطلاق على يد مأذون. فهل يحق للزوج طلب الشبكة و المهر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن المهر حق ثابت للمرأة بمجرد أن يعقد لها على زوجها, تستحقه كاملا إن وقع الطلاق بعد الدخول , وإن وقع قبل الدخول تستحق نصف المهر . وقد سبق بيان ذلك بالفتوى رقم:1955. وأما الشبكة فإن أعطاها الزوج لها على سبيل الهبة فهي ملك لها, أو أعطاها على أنها جزء من المهر أو جرى العرف بذلك فحكمها حكم المهر . وإن إعطاها إياه على سبيل العارية لتتزين له به فهو باق في ملكه وله الحق في المطالبة به. وراجعي الفتوى رقم17989.وننبه إلى أنه ينبغي أن يسود بين الزوجين الألفة لا الفرقة والخصام, واستخدام الزوج العنف ضد زوجته يعتبر من سوء العشرة. ثم إنه إذا أمكن الصلح ورجوعك إلى زوجك ورجوتم أن تحسن العشرة فالأولى الصلح. ومن حقه رجعتك من غير عقد جديد ما دمت في العدة إن لم تكن هذه هي الطلقة الثالثة. وراجعي الفتوى رقم30332وهي عن أنواع الطلاق.والله أعلم .
144,767
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144767
حكم تقديم شكوى ضد الأب المسيء لسحب وصايته
فتاة عمري 30سنة, تقدمت بشكوى ضد أبي إلى المجلس الأعلى للأسرة أطلب فيها سحب الوصاية منه لعدم كفاءته في رعايته لي ولأختي البالغة 28سنة، حيث يعاملنا بإساءة تصل درجة الإهانة والرمي في أعراضنا، فما حكم ذلك؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن لكل من الوالد وأولاده حقا على الآخر يجب عليه القيام به تجاهه, وقد سبق بيان شيء من هذه الحقوق في الفتوى رقم111450وقد بينا فيها أنه يجب على الولد بر والده والإحسان إليه وإن أساء، فإساءته لا تسقط عنه بره، والأصل في الوالد الشفقة على أولاده والحرص على مصلحتهم, وهذا هو مقتضى الشرع والفطرة، فإذا أساء إليهم ولا سيما الإناث منهم فقد خالف الشرع والفطرة، وإذا تكلم في أعراضهن فهو بذلك يسيء إلى نفسه قبل أن يسيء إليهن, لأنه مطالب شرعا بالعمل على صيانتهن والحرص على إعفافهن، فننصح الأخت السائلة أن لا تتقدم بشكوى على والدها حتى يحصل اليأس من عدم استجابته للنصح والرشد بأن يكف عن إلحاق الأذى والضرر بابنتيه, فإذا بذلت جهدك في نصيحته وتذكيره بالله عز وجل وحرمة ما يفعله معكما ولم يجد شيئا معه فلا حرج في رفع أمره لمن يردعه عن تصرفاته السيئة ويزيل ضرره، والقاضي الشرعي هو الذي يحدد ما إذا كان ذلك يعزله عن مباشرة المسؤولية، أو إجباره على كف ضرره، أو قيامه بما يجب عليه من حق.والله أعلم.
144,771
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/144771
طلق زوجته بعد خلوة شرعية ثم ارتجعها قبل تمام عدتها
يوجد في فتاويكم حول إرجاع المطلقة التي عقد عليها ولم يدخل بها أنه إذا حدثت خلوة فانه يمكن أن يراجعها زوجها في أقوال عدد من الصحابة عند وقوع الطلاق.هل إذا حدثت خلوة أكثر من مرة وقبل الرجل زوجته ورأى منها إلا ما بين السرة والركبة ورفضت الجماع إلا بعد الزفاف والدخول. هل إذا حدث طلاق يمكن للرجل إرجاعها بقول راجعت فلانة لنكاحي خلال العدة أم لابد من العقد عليها من جديد؟يعنى السؤال حول نقطة فيها خلاف: إذا حدثت خلوة لكن الزوجة رفضت الجماع ولم يحدث أبدا أن رأى الرجل ما بين السرة والركبة هل يمكن أن يراجعها زوجها بالقول فقط أم لابد من العقد عليها؟ البعض يقول إن القول الفصل هو إذا رأى منها ما لا يرى الرجل إلا من امرأته فتصح الرجعة والبعض يقول لابد من خلوة يمكن فيها الجماع وحيث إنها رفضت لا تصح الرجعة؟لقد قال الرجل خلال العدة راجعت فلانة لنكاحي هل الرجعة صحيحة أم لا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق في الفتوى رقم:131406، وما أحالت عليه بيان حقيقة الخلوة الشرعية وبعض ما يترتب عليها من أحكام، وإذا حصلت خلوة شرعية بين الزوجين ولم يحصل دخول ثم حصل طلاق فمذهب الجمهور على عدم صحة الرجعة بعد ذلك خلافا للحنابلة.قالابن قدامةفي المغني:والخلوة كالإصابة , في إثبات الرجعة للزوج على المرأة التي خلا بها, في ظاهر قول الخرقي ; لقوله : حكمها حكم الدخول في جميع أمورها . وهذا قول الشافعي , في القديم . وقال أبو بكر : لا رجعة له عليها إلا أن يصيبها . وبه قال النعمان , وصاحباه والشافعي في الجديد ; لأنها غير مصابة , فلا تستحق رجعتها , كغير التي خلا بها.ولنا قوله تعالى: { والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن...إلى قوله : وبعولتهن أحق بردهن في ذلك } . ولأنها معتدة من طلاق لا عوض فيه , ولم تستوف عدده , فثبت عليها الرجعة كالمصابة , ولأنها معتدة يلحقها طلاقه , فملك رجعتها , كالتي أصابها. انتهى.ومن شروط الارتجاع عند المالكية أن يتقارر الزوجان بالإصابة.جاء في حاشيةالدسوقيالمالكي:حاصله أن الرجعة لا تصح إلا إذا ثبت النكاح بشاهدين, وثبتت الخلوة, ولو بامرأتين وتقارر الزوجان بالإصابة، فإذا طلق الزوج زوجته ولم تعلم الخلوة بينهما , وأراد رجعتها فلا يمكن منها لعدم صحة الرجعة ; لأن من شرط صحة الرجعة أن يقع الطلاق بعد الوطء للزوجة, وإذا لم تعلم الخلوة فلا وطء فلا رجعة.انتهى.وقد ذكرنا في الفتوى رقم:103377أن الراجح مذهب الحنابلة لقوة دليله، وبناء على ذلك فإن كان الزوج المذكور قد طلق زوجته بعد خلوة شرعية ثم ارتجعها قبل تمام عدتها فإن رجعته صحيحة، وراجع في ما تحصل به الرجعة الفتوى رقم:30719.والله أعلم.