Question Number
int64
1
145k
URL
stringlengths
38
40
Question
stringlengths
1
100
Question_Context
stringlengths
4
11k
Answer
stringlengths
80
28.4k
145,149
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145149
أمر الوالدين بالتخلف عن الجماعة خشية الضرر
أنا شاب في 17 من عمري، عرفت ربي و تبت إليه من ذنوب عظيمة فالتزمت بالدين وقبضت عليه و لا حول و لا قوة إلا بالله. فصرت أحافظ على صلاة الفجر في جماعة. و لكن المشكل في بلدنا أن المصلين للفجر في جماعة مراقبون أمنيا ووالدي سمحا لي بالصلاة قليلا ثم منعاني منها فتركتها، و لكني أحسست بأني ظالم لنفسي فعدت إليها و لم أكترث بوالدي وهما يمنعاني منها منعا شديدا عنيفا. فصليت اليوم صلاتي في جماعة و عندما عدت و جدت أمي تلقاء وجهي فغضبت وأخبرت والدي فغضب هو أيضا، ووالدي في حالة صحية غير مستقرة يعني إذا غضب ممكن يصير له مكروه أسأل الله أن يعافيه فدعت أمي علي دعوات شديدات من سب و لعن إيذاء شديد..هل أثبت على صلاتي و هل يستجيب الله لدعاء أمي علي و هل أأثم أم لا؟ أفيدوني و ادعوا لي جزاكم الله خيرا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد بينا بالفتوى رقم:11306أن صلاة الجماعة واجبة على الراجح من أقوال الفقهاء فلا يجوز التخلف عنها إلا لعذر.وخوف والديك عليك من الضرر إن كان مجرد توهم ولا حقيقة له فلا يلزمك طاعتهما في التخلف عن صلاة الجماعة لأنه لا طاعة لمخلوق في معـصية الله تعـالى, وراجع الفتوى رقم:23297. وأما إن غلب على الظن حصول ضرر عليك فمنعاك شفقة عليك وجبت عليك طاعتهما في ذلك ولا يجوز لك مخالفتهما وإلا أثمت, وانظر الفتوى رقم:26775. ويمكنم في هذه الحالة أن تصلوا جماعة في بيتكم.وراجع الفتوى رقم:120363في خلاف أهل العلم في دعاء الأم على ولدها. وينبغي أن تحرص على كسب رضا والديك على كل حال, ففي رضاهما رضا الله تعالى وفي سخطهما سخطه كما دلت على ذلك السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانظر الفتوى رقم:75774.والله أعلم
145,151
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145151
وقت إخراج الزكاة إذا لم يعلم وقت اكتمال النصاب
هل تجب الزكاة في المال الذي يعطيه الزوج لزوجته، أي المبلغ الشهري الذي يعطيه لها كهدية أو كمصروف؟ وهل تجب أيضا على الراتب الشهري إذا بلغ النصاب؟ وهل يجوز تحديد موعد للزكاة؟ أي أن يقرر الشخص بداية شهر رمضان فيحسب المبلغ الذي يملكه ويحسب المبلغ الذي يجب أن يدفعه، خاصة وأنني لا أعرف بالضبط متى حصل النصاب بالنسبة لي؟ وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالمال الذي يهبه الزوج لزوجته يصير مملوكاً لها بقبضها إياه، فيجب عليها أن تزكيه كسائر ما تملكه من مال إذا بلغ نصاباً ولو بضمه إلى ما تملكه من نقود أو عروض تجارة، وحال عليه الحول الهجري من وقت دخوله في ملكها، وكذا يقال في الراتب فإن زكاته واجبة بذلك الشرط، وما يستفاد بعد بلوغ المال نصاباً من الرواتب المتجددة لا تجب زكاته إلا إذا حال عليه الحول ولا يجب ضمه إلى أصل المال في قول الجمهور.ولكن يجوز ذلك وهو الأرفق بالمزكي فيجعل الوقت الذي بلغ فيه المال نصاباً وقتاً يزكي فيه جميع ما بيده فيكون قد أدى زكاة بعض المال حين حال عليه الحول وقدم زكاة البعض الآخر، ولا يجوز تأخير إخراج الزكاة عن المال الذي حال عليه الحول ويجوز تعجيلها قبل هذا الوقت في قول الجمهور، فإذا جهل المكلف الوقت الذي بلغ المال فيه نصاباً فإنه يتحرى ويعمل بغلبة ظنه فيخرج الزكاة في وقت يتيقن فيه أو يغلب على ظنه أنه لم يؤخرها عن محلها لأن هذا هو ما يقدر عليه والله لا يكلف نفساً إلا وسعها، وما ذكرناه هنا مجملاً قد فصلناه في فتاوى كثيرة، ولتراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية:136553،121737،129871،128619،128719.والله أعلم.
145,153
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145153
تسمية الأبناء من حق الوالد
أولا: جزاكم الله خيرا على هذا الموقع، وأسأل الله أن يكتب ذلك في موازين حسناتكم، وأن لا يحرمكم أجر ما تقومون به من جهد.ثانيا: أنا فتاة متزوجة، وسأرزق خلال أيام قليله بطفلة ـ أسأل الله أن ينبتها نباتا طيبا حسنا ـ وسؤالي لسماحتكم أنني أنا وزوجي متنازعان على الاسم، وأنا أعلم أن له الحق في التسمية، ولكن لا أريد أن يسمي باسم لا أحبه، لأنني كنت أعرف صديقة من أيام الدراسة كان اسمها حفصة، لم تكن ذات خلق حسن، فلذلك لا أحب أن يسمي زوجي بهذا الاسم، وأعلم أنه اسم زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم وابنة الفاروق ـ رضي الله عنهم ـ ولكن لا أستطيع أن أتخيل أن ابنتي اسمها كاسم تلك الفتاة، لأنني في الحقيقة كنت أبغضها ولا أحب مجالستها إضافة إلى أن ذلك الاسم قديم قليلا، فعائلة زوجي وعائلتي سوف يستغربون من الاسم، وربما في المستقبل يسخرون منها وأنا لا أريد ذلك، وأريد أن أسمي ابنتي (شهد)، وزوجي يقول إنه اسم مائع لا يصلح وعلى عكس ذلك فهو العسل الذي لم يعصر من شمعه، وذكر في القرآن بأن فيه شفاء.فأنا ـ والله الشاهد ـ تعبت في حملي هذا، وذقت من الآلام مالا يعلمه إلا الله وحده، ولا أريد أن أظلم زوجي ولا ابنتي، ووالله لقد عرضت على زوجي أسماء صحابيات أخريات كسلمى وهاجر وغيرهما ولكنه رفض ومصر على حفصة، فأرجو من سماحتكم إفتائي في الاسم الذي اخترته وهل فيه ميوعة ـ كما قال زوجي؟ أم إنه اسم مستحب؟ وهل أنا محاسبة إذا لم أحب اسم حفصة للسبب الذي أوردته؟ أرجوكم أفتوني فأنا على عجلة من أمري وسأرزق بطفلتي خلال أيام قلائل ولكم منا جزيل الدعاء والشكر. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فتسمية البنت باسم: شهد ـ لا حرج فيها، بل هو من الأسماء الحسنة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم:42815.فإن حصل الاتفاق بينك وبين زوجك على هذا الاسم فهو خير، وأما إذا لم يحصل الاتفاق، فمن المعلوم أن تسمية المولود حق للأب، كما بيناه في الفتوى رقم :66008.فلا يحق لك الاعتراض على حقه في التسمية، ولا ينبغي أن تكون مثل هذه الأمور مثارا للخلاف بين الزوجين. قال الشيخبكر أبو زيد:فعلى الوالدة عدم المشادة والمنازعة، وفي التشاور بين الوالدين ميدان فسيح للتراضي والألفة وتوثيق حبال الصلة بينهم.وأما عن عدم محبتك لاسم حفصة للسبب الذي ذكرت فلا إثم عليك ـ إن شاء الله ـ في ذلك، لكن ننبهك إلى أن المبالغة في الحب والبغض مذمومة، وأن بغض الشخص ينبغي أن يكون لما تلبس به من المنكرات، أو الأخلاق السيئة، ولا يتعدى ذلك إلى ذاته، أو اسمه، أو غير ذلك.والله أعلم.
145,155
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145155
حكم تخيل الموسوس أنه يسجد لصنم
كنت نائما ثم قلت: الإنسان يحاسب على أعماله، والقلب يحاسب كله ـ وكان حديث نفس، فسجدت في قلبي لصنم من مخيلتي، فهل أشركت؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالظاهر من حديثك أنك مصاب بداء الوسوسة ـ عافانا الله وإياك ـ فاستعذ بالله من شر الشيطان وأعرض عن هذا كله ولن يضرك ـ إن شاء الله ـوراجع للفائدة الفتوى رقم:3086.والله أعلم.
145,157
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145157
أيهما أفضل الوسيلة أم الفردوس
كيف أدخل جنة الفردوس الأعلى وهل الوسيلة أفضل من الفردوس؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبقت لنا فتوى بعنوان الطريق إلى جنة الفردوس وهي برقم:5151.أما الوسيلة فهي أفضل من الفردوس إذ هي أعلى درجة في الجنة ولا تنبغي إلا لعبد واحد من عباد الله قالصلى الله عليه وسلم:إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول, ثم صلوا علي, فإنه من صلى علي صلى الله عليه بها عشرا, ثم سلوا لي الوسيلة, فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله, وأرجو أن أكون أنا هو, فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة.رواهمسلم.جاء في فتح الباريلابن رجبوخرج الامامأحمد والترمذيمن حديثأبي هريرة,عنالنبي صلى الله عليه وسلم,قال :"سلوا الله لي الوسيلة" . قالوا: يا رسول الله , وما الوسيلة ؟ قال : "أعلى درجة من الجنة , لا ينالها إلا رجل واحد أرجو أن أكون أنا.ولفظ الامامأحمد:إذا صليتم علي فسلوا الله لي الوسيلة- وذكر باقيه. وخرج الإمامأحمدمن حديثأبي سعيد, عنالنبي صلى الله عليه وسلمقال:" الوسيلة درجة عند الله عزوجل ليس فوقها درجة, فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة.انتهى.يقولابن القيم:ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق عبودية لربه , وأعلمهم به, وأشدهم له خشية , وأعظمهم له محبة , كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله , وهي أعلى درجة في الجنة , وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يسألوها له, لينالوا بهذا الدعاء الزلفى من الله وزيادة الإيمان.انتهى.والله أعلم.
145,161
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145161
قد يبتلى المسلم الملتزم بفعل المعاصي
هل يمكن أن يبتلى المسلم بمعصية كأن يكون ملتزما يصلي ويصوم ويقرأ القرآن، ولكنه ينظرإلى صور محرمة أو يكذب؟ وهل يعتبر الله قد طبع على قلبه تلك المعصية رغم أنه يجاهد نفسه كي يقلع عن ارتكاب هذا الذنب أو المعصية، ولكنه كلما تاب عاد إليها مرة أخرى؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فمن الوارد أن يبتلى المسلم بفعل المعاصي مع مداومته على الصلاة والصيام وغيرهما من الطاعات، فعنعمر بن الخطاب ـرضي الله عنهـ أن رجلا اسمه عبد الله ـ يلقب حمارا ـ كان يُضحك النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يوتى به،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله. رواهالبخاري.ولكن الواجب على من ابتلي بهذا أن يتنبه لأمرين:الأول: أن يجاهد نفسه مرارا وتكرارا حتى ينتهي عن هذه المعصية، أما أن يسترسل فيها بحجة أنه قد طبع على قلبه فيها فهذا من تلبيس الشيطان، فإن تاب منها ثم رجع فليحدث توبة أخرى وهكذا، ويراجع للفائدة الفتوى رقم:66163.الثاني: أن يراجع نفسه في قيامه بالواجبات، فإن التفريط في القيام ببعض الواجبات قد يكون سببا في فعل بعض المعاصي، كما قال تعالى:فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ{المائدة: 14}.قالابن تيميةفي مجموع الفتاوى:أن ترك الواجب سبب لفعل المحرم، قال تعالى: ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ـ فهذا نص في أنهم تركوا بعض ما أمروا به فكان تركه سببا لوقوع العداوة والبغضاء المحرمين، وكان هذا دليلا على أن ترك الواجب يكون سببا لفعل المحرم كالعداوة والبغضاء.انتهى.والله أعلم.
145,163
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145163
فضل من مات يوم الجمعة
توفي أبي (رحمه الله) فى ليلة الجمعة الماضية، والحمد لله فإنه كان يمتاز بسيرة عطرة شهد بها كل من أحاط به. وحينما بحثت عن فضل الموت فى ليلة الجمعة وجدت حديثا يقول: (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر). ولي عدة أسئلة: أولاً: ما معني فتنة القبر؟ وإذا كانت هى سؤال الملكين فهل الوقاية منها ضمان للجنة على اعتبار أن من أجاب على أسئلة الملكين دخل الجنة؟ثانياً: بعد الموت وجدت اسوداداً فى وجه أبي مما أخافنى وإخوتي خوفا شديداً، ووجدت اصفراراً شديدا فى قدمية (مما يدل على هروب الدم) فما دلالة ذلك؟ وهل سواد الوجه من علامات سوء الخاتمة؟ علماً بأنه توفي نتيجة ضيق فى التنفس وبداء فى البطن.ثالثاً: بالنسبه لأمي، هل يلزم عدم خروجها من بيتها طوال فترة العدة؟ وهل خروجها مع أولادها لأسباب غير ضرورية ولكن بغرض الترويح عنها جائز؟ علماً بأن سن والدتى حوالي 70 سنة.نرجو الإفادة وجزاكم الله خيراً؟وأرجو من حضراتكم ومن كل من يقرأ هذه الفتوى الدعاء لوالدي رحمه الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق الكلام عن هذا الحديث المذكور في الفتوى رقم:97384, وبينا في الفتوى ذاتها المقصود بفتنة القبر .ونزيد الأمر وضوحا فنقول:جاء في تحفةالأحوذي:قالالقرطبي:هذه الأحاديثأي التي تدل على نفي سؤال القبر لا تعارض أحاديث السؤال السابقة أي لا تعارضها بل تخصها، وتبين من لا يسأل في قبره ولا يفتن فيه ممن يجري عليه السؤال ويقاسي تلك الأهوال, وهذا كله ليس فيه مدخل للقياس ولا مجال للنظر فيه, وإنما فيه التسليم والانقياد لقول الصادق المصدوق.انتهى.وفيه أيضا:قالالحكيم الترمذي:ومن ماتيوم الجمعة فقد انكشف له الغطاء عما له عند الله، لأن يوم الجمعة لا تسجر فيه جهنم وتغلق أبوابها ولا يعمل سلطان النار فيه ما يعمل في سائر الأيام، فإذا قبض الله عبدا من عبيده فوافق قبضه يوم الجمعة كان ذلك دليلا لسعادته وحسن مآبه، وإنه لا يقبض في هذا اليوم إلا من كتب له السعادة عنده فلذلك يقيه فتنة القبر لأن سببها إنما هو تمييز المنافق من المؤمن, قلت ومن تتمة ذلك أن من مات يوم الجمعة له أجر شهيد فكان على قاعدة الشهداء في عدم السؤال.انتهى.وفيه أيضا:وأخرج من طريقابن جريح عن عطاء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما من مسلم أو مسلمة يموت في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقي عذاب القبر وفتنة القبر ولقي الله ولا حساب عليه، وجاء يوم القيامة ومعه شهود يشهدون له أو طابع.وهذا الحديث لطيف صرح فيه بنفي الفتنة والعذاب.انتهى .فيستفاد من ذلك أن الموت في يوم الجمعة من علامات حسن الخاتمة.أما بخصوص النجاة من عذاب الآخرة لمن نجا من عذاب القبر، فهذا علمه عند الله جل وعلا، ولكن قد روىعثمان بن عفانرضي الله عنه, أنرسول الله صلى الله عليه وسلمقال:إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه.رواهالترمذي وابن ماجهوصححهالألباني.جاء في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح:فما بعدهأيمن المنازل أيسر منه أي أسهل وأهون؛ لأنه يفسح للناجي من عذاب القبر في قبره مد بصره, وينور له, ويفرش له من بسط الجنة, ويلبس من حللها, ويفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها, وكل هذه الأمور مقدمة لتيسير بقية منازل الآخرة, وإن لم ينج منه أي لم يخلص من عذاب القبر, ولم يكفر ذنوبه, وبقي عليه شيء مما يستحق العذاب به فما بعده أشد منه؛ لأن النار أشد العذاب, فما يحصل للميت في القبر عنوان ما سيصير إليه.انتهى.أما ما رأيتم من تغير في وجه أبيكم فهذا لا علاقة له بحسن الخاتمة أو سوئها، وقد يكون هذا بسبب طبيعي ولأجل هذا استحب أهل العلم ستر وجه الميت.جاء في الاستذكارلابن عبد البر:وأما تغطية وجه الميت قبل الغسل وفي حين الغسل بخرقة فلأن الميت ربما تغير وجهه بالسواد ونحوه، وذلك لداء أو لغلبة دم فينظر الجهال إليه فينكرونه ويتأولون فيه.انتهى.وأما بالنسبة لخروج أمك من بيتها فترة العدة نهارا فلا حرج فيه إذا كان لحاجة لها, كما بيناه في الفتوى رقم:9037, وذهب بعضهم إلى أنه يجوز لها الخروج نهارا ولو لغير حاجة كفسحة ونحوها.جاء في الإنصافللمرداوي:وقيل :لها الخروج نهارا لحوائجها وغيرها.انتهى.ولكن في كل الأحوال لا تبيت إلا في بيتها .والله أعلم.
145,165
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145165
المزاح مع الزوجة بالألفاظ الموهمة ينبغي تجنبه
رجل دعته زوجته للجماع فقال لها مازحاً: حرام عليك أنت مفيش عندك إخوان بلاستيك ـ فهل يقع بهذه العبارة شيء؟ وهل إذا دعته الزوجة للجماع وقال لها مازحاً ـ عيب ـ يقع بذلك شيء؟ أرجو من حضراتكم التوضيح.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا نرى أنه يلزمك شيء بما قلت، فهو لا يمكن اعتباره طلاقاً ولا ظهاراً، لأن أياً منهما لا يكون إلا بلفظ صريح أو كناية مع نية إيقاعه، قالابن قدامة:إذا ثبت أنه يعتبر فيه اللفظ، فاللفظ ينقسم فيه إلى صريح وكناية فالصريح يقع به الطلاق من غير نية، والكناية لا يقع بها الطلاق حتى ينويه، أو يأتي بما يقوم مقام نيته.انتهى.والظهار مثل الطلاق فيما ذكر، كما أن احتمال أن يكون إيلاء أبعد، لأن الإيلاء هو الحلف على ترك الوطء أكثر من أربعة أشهر، فتبين أن لا شيء فيه، لكننا ننصح بتجنب مثل هذا الكلام لما قد ينجر عنه.كما ننبه إلى أن الجماع حق من حقوق الزوجة ويجب بقدر حاجتها وقدرة الزوج على القول الراجح، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:123321.والله أعلم.
145,167
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145167
العلاقة بين أوصاف القرآن والسور التي ذكرت فيها
جاء وصف القرآن الكريم بالحكيم في سورة يس (يس والقرآن الحكيم) ووصف بالكريم في سورة الواقعة (إنَّه لقرآن كريم ) وبالمجيد في سورة ق (ق والقرآن المجيد) ما السر في ارتباط هذه الصفات بمضمون هذه السور ؟ جزاكم الله خيراً
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلم نطلع على من ذكر من العلماء سرا لارتباط الصفات المذكورة بمضمون هذه السور، وهذه الصفات وصف للقرآن كله، فليست الحكمة خاصة بسورة منه، وكذا المجد والكرم، بل إن الله تعالى قد يصف القرآن الكريم بهذه الأوصاف العظيمة في غير السور المذكورة فقد وصفه بأنه حكيم في قوله تعالى:ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ{آل عمران: 58}. وفي قوله تعالى: في أول سورة يونس:الـر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ{يونس: 1}.وفي قوله تعالى:وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ{الزخرف: 4}.ووصفه بأنه مجيد في قوله تعالى:بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ{البروج:21- 22}.وقد وصفه الله بكونه عظيماً وعزيزاً ومبيناً ونوراً وهدى ومباركاً، وغير ذلك من الأوصاف التي سماها بعضهم أسماء للقرآن.ففي بصائر ذوى التمييز في لطائف الكتاب العزيزللفيروزاذي:اعلم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، أو كماله في أمر من الأمور. أما ترى أن كثرة أسماء الأسد دلت على كمال قوته، وكثرة أسماء القيامة دلت على كمال شدته وصعوبته، وكثرة أسماء الداهية دلت على شدة نكايتها. وكذلك كثرة أسماء الله تعالى دلت على كمال جلال عظمته، وكثرة أسماء النبي صلى الله عليه وسلم دلت على علو رتبته، وسمو درجته. وكذلك كثرة أسماء القرآن دلت على شرفه، وفضيلته.وقد ذكر الله تعالى للقرآن مائة اسم نسوقها على نسق واحد. ويأتي تفسيرها في مواضعها من البصائر.الأول: العظيم:مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ{الحجر: 87}.الثاني: العزيز:وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ{فصلت: 41}.الثالث: العلى:لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ{الزخرف: 4}.الرابع: المجيدبَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ{البروج:21}.الخامس: المهيمن:وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ{المائدة: 48}.السادس: النور:وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ{الأعراف: 157}.السابع: الحق:قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ{يونس: 108}.الثامن: الحكيم:يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ{يس: 1-2}.التاسع: الكريم:إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ{الواقعة: 77}....... اهـ. إلى آخر ما ذكره رحمه الله.والله أعلم.
145,169
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145169
معنى: الدباء والحنتم والمزفت
ما المقصود بالدباء والحنتم والمزفت؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد روىمسلمفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:آمركم بأربع و أنهاكم عن أربع: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، وأعطوا الخمس من الغنائم. وأنهاكم عن أربع: عن الدباء والحنتم و المزفت والنقير.والمراد بهذه الأشياء أوعية كانوا يجعلون فيها التمر أو الزبيب مع الماء حتى يحلو ثم يشربونه وقد يتخمر. وسبب النهي سرعة تخمر ما وضع بها، وقد نسخ النهي عن الانتباذ فيها مع منع كل ما كان مسكرا.والدباء هو القرع اليابس، والحنتم جرار، والمزفت هو الإناء المطلي بالزفت وهو القار.وقد جاء في شرحالنوويعلىمسلم:وأما قوله صلى الله عليه و سلم وأنها كم عن الدباء والحنتم والنقير والمقير. وفى رواية المزفت بدل المقير فنضبطه ثم نتكلم على معناه إن شاء الله تعالى فالدباء بضم الدال وبالمد وهو القرع اليابس أي الوعاء منه، وأما الحنتم فبحاء مهملة مفتوحة ثم نون ساكنة ثم تاء مثناة من فوق مفتوحة ثم ميم الواحدة حنتمة، وأما النقير فبالنون المفتوحة والقاف، وأما المقير فبفتح القاف والياء فأما الدباء فقد ذكرناه وأما الحنتم فاختلف فيها فأصح الأقوال وأقواها أنها جرار خضر وهذا التفسير ثابت في كتاب الأشربة من صحيح مسلم عن أبى هريرة وهو قول عبد الله بن مغفل الصحابي رضي الله عنه وبه قال الأكثرون أو كثيرون من أهل اللغة وغريب الحديث والمحدثين والفقهاء. والثاني أنها الجرار كلها قاله عبد الله بن عمر وسعيد بن جبير وأبو سلمة. والثالث أنها جرار يؤتى بها من مصر مقيرات الأجواف وروى ذلك عن أنس بن مالك رضي الله عنه ونحوه عن ابن أبى ليلى وزاد أنها حمر. والرابع عن عائشة رضي الله عنها جرار حمر أعناقها في جنوبها يجلب فيها الخمر من مصر. والخامس عن ابن أبى ليلى أيضا أفواهها في جنوبها يجلب فيها الخمر من الطائف، وكان ناس ينتبذون فيها يضاهون به الخمر. والسادس عن عطاء جرار كانت تعمل من طين وشعر ودم.وأما النقير فقد جاء في تفسيره في الرواية الأخيرة أنه جذع ينقر وسطه.وأما المقير فهو المزفت وهو المطلى بالقار وهو الزفت وقيل الزفت نوع من القار والصحيح الأول فقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: المزفت هو المقير.وأما معنى النهى عن هذه الأربع فهو أنه نهى عن الانتباذ فيها وهو أن يجعل في الماء حبات من تمر أو زبيب أو نحوهما ليحلو ويشرب، وإنما خصت هذه بالنهى لأنه يسرع إليه الإسكار فيها فيصير حراما نجسا وتبطل ماليته فنهي عنه لما فيه من إتلاف المال، ولأنه ربما شربه بعد إسكاره من لم يطلع عليه. ولم ينه عن الانتباذ في أسقية الأدم بل أذن فيها لأنها لرقتها لا يخفى فيها المسكر بل إذا صار مسكرا شقها غالبا، ثم إن هذا النهى كان في أول الأمر ثم نسخ بحديث بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: كنت نهيتكم عن الانتباذ إلا في الأسقية فانتبذوا في كل وعاء ولا تشربوا مسكرا. رواه مسلم في الصحيح.والله أعلم.
145,171
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145171
مات عن أبوين وجد وجدتين
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال : (أب) (جد (أب الأب))۞-للميت ورثة من النساء : (أم ) (جدة ( أم الأم )) (جدة ( أم الأب ))
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر فإن لأمه الثلث فرضا لقول الله تعالى ( ...فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ{ النساء : 11 }.ولأبيه الباقي تعصيبا لقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا فَمَا بَقِيَ فَهُوَ لِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ.متفق عليه .قالابن المنذر: ...وأجمعوا على أن الأبوين إذا ورثاه أن للأب الثلثين وللأم الثلث.اهـولا شيء للجدتين لأنهما محجوبتان بالأم .قالابن المنذر: ...وأجمعوا على أن الأم تحجب أُمها وأُم الأب.. اهـ.ولا شيء للجد أيضا لأنه محجوب بالأب حجب حرمان , فتقسم التركة على ثلاثة أسهم , للأم ثلثها , سهم واحد , وللأب الباقي , سهمان.ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم
145,177
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145177
حكم لبس المرأة البنطال المعروف بالجينز
أمي تريد مني أن أرتدي ما يعرف بـ " الجينز" فهل يجوز لبسه للفتاة , علماً بأن القصد هو ليس أبداً التشبه بالرجال؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فاعلمي أنه يشترط في لباس المرأة عموماً أن يكون ساتراً صفيقاً غير شفافٍ، وفضفاضاً غير ضيق، وأن لا يكون فيه تشبه بلباس الرجال، ولا بلباس البغايا أو الكافرات.ولبس المرأة للبنطلون الجينز المعروف دون أن تلبس فوقه ما يستره من اللباس الفضفاض الساتر له لا يجوز، وذلك لعدة أسباب:الأول: أن فيه تشبهاً بالرجال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. رواهأحمدوصححه الأرناؤوط، وأصل الحديث فيالبخاري.الثاني:أنه يصف الجسم، ويبين حجم الفخذين والإليتين وربما الفرج،وقد قال الله تعالى للنساء:وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ{النور: }.ولأن العلماء قرروا في شروط الحجاب ألا يصف أعضاء المرأة لما في ذلك من فتنة للرجال، بل وللنساء أيضاً في بعض الأحيان.الثالث: أن لبس البنطلون من عادات نساء أهل الغرب من الكفار، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:من تشبه بقوم فهو منهم.رواهأبو داودوقالالألبانيحسن صحيح.والله أعلم.
145,187
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145187
مات عن أربع شقيقات وثلاث أخوات لأب وابن عم شقيق وأربعة أبناء عم لأب
الرجاء قسم الميراث على الورثة التالي ذكرهم: أربع شقيقات، وثلاث أخوات لأب، وابن عم شقيق، وأربعة أبناء عم لأب.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر، فإن لأخواته الشقيقات الثلثين ـ فرضاً ـ لقوله تعالى في الجمع من الأخوات في آية الكلالة:فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ{النساء: 176}.والباقي لابن العم الشقيق ـ تعصيباً ـ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فهو لأولى رجل ذكر.متفق عليه.ولا شيء للأخوات من الأب لاستغراق الشقيقات الثلثين، ولا شيء لأبناء العم من الأب، لكونهم محجوبين حجب حرمان بابن العم الشقيق، فتقسم التركة على ستة أسهم، للشقيقات ثلثاها ـ أربعة أسهم لكل واحدة منهن سهم ـ والباقي سهمان لابن العم الشقيق.ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها مفت طبقاً لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا، أو ديون، أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي ـ إذاً ـ قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية ـ إذا كانت موجودة ـ تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم.
145,193
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145193
مات عن ابن وبنتين وابن أخ شقيق
الرجاء قسم الميراث على الورثة التالي ذكرهم: ابن، وبنتان، وابن أخ شقيق.علما بأن الميت قال قبل موته إن ابن أخي في مقام أبيه، حيث إن أخا المتوفى مات قبله وكانا شريكين في المال وخلف الأخ المتوفى من قبل ابناً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن كان المقصود أن المتوفى أوصى بأن يكون لابن أخيه من الميراث مثل ما لأخيه لو كان حيا، فإن هذه وصية بمثل نصيب شخص لا يرث فلا شيء للموصى له، لأنها وصية بمعدوم شرعا, وقد ذكر الفقهاء أنه لا شيء للموصَى له في هذه الحال, قالابن قدامةفي المغني:فَصْلٌ:وَإِنْ وَصَّى بِمِثْلِ نَصِيبِ مَنْ لَا نَصِيبَ لَهُ مِثْلُ أَنْ يُوصِيَ بِنَصِيبِ ابْنِهِ، وَهُوَ مِمَّنْ لَا يَرِثُ لِكَوْنِهِ رَقِيقًا، أَوْ مُخَالِفًا لِدِينِهِ، أَوْ بِنَصِيبِ أَخِيهِ وَهُوَ مَحْجُوبٌ عَنْ مِيرَاثِهِ، فَلَا شَيْءَ لِلْمُوصَى لَهُ، لِأَنَّهُ لَا نَصِيبَ لَهُ، فَمِثْلُهُ لَا شَيْءَ لَهُ.اهـ.فعلى هذا الاحتمالإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر، فإن تركته لابنه وابنتيه ـ تعصيبا ـ للذكر مثل حظ الأنثيين، لقول الله تعالى:يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ{النساء: 11}.فتقسم التركة على أربعة أسهم, للابن سهمان, ولكل بنت سهم واحد.ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا، أو ديون، أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي ـ إذاً ـ قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية ـ إذا كانت موجودة ـ تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم.
145,197
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145197
حكم الصلاة في غرفة ضمن بيت فيه كلب
أنا طالب في أستراليا، وأسكن في غرفة بأجرة، والبيت فيه 4 غرف، والغرف الأربعة مسكونة، وأحد المستأجرين عنده كلب في البيت، وسؤالي هو: هل تجوز الصلاة في غرفتي؟ مع العلم أن المسجد يبعد عني 2 كيلو متر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فصلاتك في هذه الحجرة جائزة صحيحة مادامت غير ملوثة بنجاسة هذا الكلب، وانظر الفتوى رقم:72089.ولا إثم عليك في اتخاذ غيرك لهذا الكلب، وأما عن حكم صلاة الجماعة في المسجد لمن كان بيته بعيداً عنه فقد بينا ذلك في الفتوى رقم:134509، فانظرها.وعلى كل حال، فإننا ننصحك بالاجتهاد في الحرص على صلاة الجماعة في المسجد، لما لصلاة الجماعة في المسجد من الفضل العظيم والأثر الكبير في إصلاح القلب والتثبيت على الحق.والله أعلم.
145,101
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145101
مذاهب العلماء في الصيام قبل الاستسقاء
هل ورد حديث في صيام ثلاثة أيام قبل صلاة الاستسقاء؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلم يرد حديث في الأمر بالصيام قبل صلاة الاستسقاء, لكن استحب ذلك كثير من الفقهاء, واستدلوا على ذلك بعمومات الأحاديث الدالة على إجابة دعوة الصائم, وبأن الصوم أخشع للقلب وأدعى لحضوره عند الدعاء.قالالرمليفي نهاية المحتاج:ويأمرهم الإمام استحبابا أو من يقوم مقامه بصيام ثلاثة أيام أولا متتابعة مع يوم الخروج، لأن الصوم معين على الرياضة والخشوع وصح: ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل والمظلوم .والتقدير بالثلاثة مأخوذ من كفارة اليمين لأنه أقل ما ورد في الكفارة. انتهى.وقال في كشاف القناع:( وإذا أراد الإمام الخروج لها وعظ الناس) أي خوفهم وذكرهم بالخير لترق به قلوبهم وينصحهم ويذكرهم بالعواقب، وأمرهم بالتوبة من المعاصي وبالخروج من المظالم وبأداء الحقوق وذلك واجب ... والصيام قال جماعة ثلاثة أيام يخرجون في آخرها صياما لأنه وسيلة إلى نزول الغيث، وقد روي دعوة الصائم لا ترد. ولما فيه من كسر الشهوة وحضور القلب والتذلل للرب ولا يلزمهم الصيام بأمره كالصدقة مع أنهم صرحوا بوجوب طاعته في غير المعصية وذكره بعضهم إجماعا. قال في الفروع: ولعل المراد في السياسة والتدبير والأمور المجتهد فيها لا مطلقا ولهذا جزم بعضهم تجب في الطاعة وتسن في المسنون وتكره في المكروه. انتهى.وفي الموسوعة الفقهية الكويتية بيان مذاهب العلماء في هذه المسألة على ما يلي:اتفقت المذاهب عل الصيام، ولكنهم اختلفوا في مقداره، والخروج به إلى الاستسقاء، لأن الصيام مظنة إجابة الدعاء، لقوله صلى الله عليه وسلم:ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر ... ولما فيه من كسر الشهوة، وحضور القلب، والتذلل للرب.قال الشافعية, والحنفية , وبعض المالكية : يأمرهم الإمام بصوم ثلاثة أيام قبل الخروج , ويخرجون في اليوم الرابع وهم صيام.وقال بعض المالكية بالخروج بعد الصيام في اليوم الرابع مفطرين ؛ للتقوي على الدعاء , كيوم عرفة.وقال الحنابلة بالصيام ثلاثة أيام, ويخرجون في آخر أيام صيامهم. انتهى.وبما ذكرناه تعلم أن الفقهاء لم يستدلوا على هذه المسألة بنص مخصوص, ولذا ذهب بعض العلماء إلى عدم مشروعية أمر الإمام الناس بالصيام على هذا النحو, وهو ترجيح الشيخالعثيمينرحمه الله.وعبارته كما في الشرح الممتع:قوله: "والصيام" أي: يأمرهم أن يصوموا.قال بعض العلماء: يأمرهم أن يصوموا ثلاثة أيام, ويخرج في اليوم الثالث.وقال بعضهم: يجعل الاستسقاء يوم اثنين أو خميس؛ لأن يومي الاثنين والخميس مما يسن صيامهما, فيكون خروج الناس وهم صائمون, والصائم أقرب إلى إجابة الدعوة من المفطر, فإن للصائم دعوة لا ترد, هكذا قال المؤلف-رحمه الله-. ولكن في هذا نظر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى الاستسقاء لم يأمر أصحابه أن يصوموا.أما ما ذكره المؤلف أولا من التوبة من المعاصي, والخروج من المظالم فهذه مناسبة, لكن الصيام طاعة تحتاج إلى إثباتها بدليل, وإذا كان الأمر قد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم, ولم يأمر أصحابه بالصيام, فلا وجه للأمر به.لكن نقول: لو اختار يوم الإثنين ولم يجعله سنة راتبة دائما من أجل أن يصادف صيام بعض الناس, لو قيل بهذا لم يكن فيه بأس.لكن كوننا نجعله سنة راتبة لا يكون الاستسقاء إلا في يوم الإثنين, أو نأمر الناس بالصوم, فهذا فيه نظر. انتهى.والله أعلم.
145,103
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145103
بطلان قصة الإمام مالك مع أبي جعفر المنصور سندا ومتنا
هل وجد الإمام مالك الخليفة أبو جعفر المنصور يرفع صوته في المسجد النبوي، فأمره بخفض الصوت، وأن يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى الله؟ وهل هذا الكلام صحيح؟ وهل الإمام مالك ممن أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد تناول شيخ الإسلامابن تيميةـ رحمه الله ـ هذه القصة المنسوبةلمالكمعأبي جعفر المنصور،وبين بطلانها سندا ومتنا، وبين مذهب مالك في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، ونحن ننقل من كلامه ما يحصل به بيان المقصود بشيء من التصرف، قال ـ رحمه الله:ذكر القاضي عياض حكاية بإسناد غريب منقطع، رواها عن غير واحد إجازة، عن ابن حميد قال: ناظر أبو جعفر ـ أمير المؤمنين ـ مالكاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك: يا أمير المؤمنين، لا ترفع صوتك في هذا المسجد، فإن الله أدب قوماً فقال: لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ {الحجرات: 2}.ومدح قوماً فقال: إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ {الحجرات: 3}.وذم قوماً فقال: إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ {الحجرات: 4}.وإن حرمته ميتاً كحرمته حياً، فاستكان لها أبو جعفر، فقال: يا أبا عبد الله، أستقْبِلُ القبلة وأدعو؟ أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعك اللّه، قال اللّه تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا {النساء: 64}.قلت: وهذه الحكاية منقطعة، فإن محمد بن حميد الرازي لم يَدرك مالكا، لاسيما في زمن أبي جعفر المنصور وهو مع هذا ضعيف عند أكثر أهل الحديث، كذبه أبو زُرْعَة، وابن وارة، وقال صالح بن محمد الأسدي: ما رأيت أحداً أجرأ على الله منه وأحذق بالكذب منه ـوقال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير ـ وقال النسائي: ليس بثقة ـ وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمقلوبات ـ وفي الإسناد أيضا من لا تعرف حاله، وأصحاب مالك متفقون على أنه بمثل هذا النقل لا يثبت عن مالك قول له في مسألة في الفقه، وهي مناقضة لمذهب مالك من وجوه أحدها: قوله: أستقبلُ القبلة وأدعُو؟ أم أستقبلُ رسول اللّه وأدعُو؟ فقال: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم ـ فإن المعروف عن مالك وغيره من الأئمة وسائر السلف من الصحابة والتابعين، أن الداعي إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم أراد أن يدعو لنفسه فإنه يستقبل القبلة ويدعو في مسجده، ولا يستقبل القبر ويدعو لنفسه، بل إنما يستقبل القبر عند السلام على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء له ـ هذا قول أكثر العلماء كمالك في إحدى الروايتين والشافعي وأحمد وغيرهم.وعند أصحاب أبي حنيفة لا يستقبل القبر وقت السلام عليه أيضًا، ولم ينقل عن أحد من الصحابة أنه فعل ذلك عند القبر، بل ولا أطال الوقوف عند القبر للدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم، فكيف بدعائه لنفسه، ومما يوهن هذه الحكاية أنه قال فيها: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله يوم القيامة ـ إنما يدل على أنه يوم القيامة تتوسل الناس بشفاعته، وهذا حق كما تواترت به الأحاديث، لكن إذا كان الناس يتوسلون بدعائه وشفاعته يوم القيامة كما كان أصحابه يتوسلون بدعائه وشفاعته في حياته، فإنما ذاك طلب لدعائه وشفاعته، فنظير هذا لو كانت الحكاية صحيحة أن يطلب منه الدعاء والشفاعة في الدنيا عندقبره،ومعلوم أن هذا لم يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم ولا سنه لأمته، ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين لا مالك ولا غيره من الأئمة، فكيف يجوز أن ينسب إلى مالك مثل هذا الكلام الذي لا يقوله إلا جاهل لا يعرف الأدلة الشرعية ولا الأحكام المعلومة أدلتها الشرعية، مع علو قدر مالك وعظم فضيلته وإمامته، وتمام رغبته في اتباع السنة وذم البدع وأهلها ؟ وهل يأمر بهذا أو يشرعه إلا مبتدع؟ فلو لم يكن عن مالك قول يناقض هذا، لعلم أنه لا يقول مثل هذا، وما أحسن ما قال مالك: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ـ قال: ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك.فمثل هذا الإمام كيف يشرع دينا لم ينقل عن أحد السلف، ويأمر الأمة أن يطلبوا الدعاء والشفاعة والاستغفار بعد موت الأنبياء والصالحين منهم عند قبورهم، وهو أمر لم يفعله أحد من سلف الأمة؟ انتهى.وهذا شيء مما ذكره الشيخ ـ رحمه الله ـ مما يتعلق بهذه الحكاية منقولا باختصار، ومن أراده بطوله فليرجع إليه في القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة.وقال ـ رحمه الله ـ في موضع آخر: بل قد كره مالك وغيره أن يقال: زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومالك أعلم الناس بهذا الباب، فإن أهل المدينة أعلم أهل الأمصار بذلك، ومالك إمام أهل المدينة، فلو كان في هذا سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها لفظ زيارة قبره لم يخف ذلك على علماء أهل مدينته وجيران قبره، بأبي هو وأمي،ولهذا كانت السنة عند الصحابة، وأئمة المسلمين، إذا سلم العبد على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، أن يدعو الله مستقبل القبلة، ولا يدعو مستقبل الحجرة، والحكاية التي تروى في خلاف ذلك عن مالك مع المنصور باطلة لا أصل لها.انتهى.وبهذا يتبين لك عدم صحة هذه الحكاية وأن مالكا ـ رحمه الله ـ بعيد كل البعد عن أن تنسب إليه هذه المقالة، وأنه ـ رحمه الله ـ لا يصح عنه تجويز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، بمعنى التوسل بذاته، أو جاهه وحقه صلى الله عليه وسلم، وقد أطالابن تيميةالنفس في مناقشة هذه المسألة، وبيان أن أحدا من الأئمة المشهورين لا يصح عنه خلاف ذلك، ولكن بعض متأخري المالكية يصححون هذه القصة، ويرون جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل وطلب الدعاء منه في قبره، قالابن الحاجالمالكي في المدخل:وأما عظيم جناب الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فيأتي إليهم الزائر ويتعين عليه قصدهم من الأماكن البعيدة، فإذا جاء إليهم فليتصف بالذل والانكسار والمسكنة والفقر والفاقة والحاجة والاضطرار والخضوع ويحضر قلبه وخاطره إليهم وإلى مشاهدتهم بعين قلبه لا بعين بصره، لأنهم لا يبلون ولا يتغيرون، ثم يثني على الله تعالى بما هو أهله ثم يصلي عليهم ويترضى عن أصحابهم ثم يترحم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم يتوسل إلى الله تعالى بهم في قضاء مآربه ومغفرة ذنوبه ويستغيث بهم ويطلب حوائجه منهم ويجزم بالإجابة ببركتهم ويقوي حسن ظنه في ذلك فإنهم باب الله المفتوح وجرت سنته سبحانه وتعالى في قضاء الحوائج على أيديهم وبسببهم،إلى آخر كلامه ـ عفا الله عنه.وفصل المقال في هذا ما قاله مالك ـ رحمه الله ـ من أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، فالخير كل الخير في اتباع السلف واقتفاء آثارهم وترك ما أحدث بعدهم.والله أعلم.
145,105
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145105
حكم الصلاة في مكان فيه تصاوير
هل تقبل صلاتي وأخي يكون يشاهد الصور على الانترنت أو يلعب إحدى لعب الحاسوب، علما أنني لا أجد مكانا أصلي فيه غير الغرفة التي بها الحاسوب لأن باقي الغرف بها صور؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فاعلمي أن الصلاة في مكان به تصاوير ليست باطلة، ولكنها مكروهة، وتقع صحيحة إذا استوفت شروطها وأركانها، وإنما تكره لما في التصاوير من إلهاء المصلي وإشغاله في صلاته والحيلولة بينه وبين تمام الخشوع فيها، وفي معنى التصاوير كل ما يلهي عن الخشوع في الصلاة ويشتغل به قلب المصلي، ومن هذا الباب ما يكون في الحاسوب من صور وأصوات.فلا ينبغي للمصلي أن يصلي في مكان تعرض فيه له صور الحاسوب أو يشتغل عن صلاته بسماع صوته، ولكن الصلاة لا تبطل بذلك.قالالنوويرحمه الله:وأماالثوب الذي فيه صور أو صليب أو ما يلهي فتكره الصلاة فيه وإليه وعليه للحديث-يعني حديث عائشة الآتي-.انتهىوقالابن قدامةرحمه الله:ويكره أن ينظر إلى ما يلهيه أو ينظر في كتاب؛ لما روت عائشة رضي الله عنها قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خميصة لها أعلام فقال : شغلتني أعلام هذه اذهبوا بها إلى أبي جهم بن حذيفة وائتوني بانبجانيته. رواه البخاري ومسلم وأبو داود. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة : أميطي عناقرامكهذا فإنه لا يزال تصاويره تعرض لي في صلاتي. رواه البخاري.انتهى.وإذا علمت هذا فعليك أن تصلي في المكان الذي لا تشتغلين فيه عن الصلاة ولا تتلهين بشيء عنها، وإن صليت بمكان فيه تصاوير بحيث لا تستقبلين هذه التصاوير بل تكون خلفك أو عن أحد جانبيك فقد نص كثير من الفقهاء على عدم كراهة ذلك.قال في كشاف القناع:وفي الفصول: يكره أن يصلي إلى جدار فيه صورة وتماثيل لما فيه من التشبه بعبادة الأوثان والأصنام. وظاهره ولو كانت صغيرة لا تبدو للناظر إليها، وأنه لا تكره إلى غير منصوبة ولا سجوده على صورة ولا صورة خلفه في البيت، ولا هي فوق رأسه في سقف أو عن أحد جانبيه خلافا لأبي حنيفة.انتهى.وإذا علمت هذا فينبغي أن تبحثي بقدر استطاعتك عن أمثل الأماكن من البيت التي يحضر فيها قلبك ويكون خشوعك فيها أتم.والله أعلم.
145,107
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145107
ما يجب من خروج المذي
أنا شاب عمري الآن 37 سنة وأعاني من مرض الصرع منذ عام 1985 وتأتيني نوبات كل فترة متباعدة وآخذ له حبوبا، وهذه الحبوب العصبية أضعفت عندي القضيب الذكري فأنا لا أصلي وإن صليت فيوما أو يومين وبعدها أقطع الصلاة، وعندما أرى أنثى على الواقع يسيل من عضوي الذكري مادة لزجة بدون إحساس مني رغم أنني إذا رأيت أنثى عارية لا تؤثر في أبداً في الصور، ولكن إذا رأيت فتاة حقيقية لا أعرف ماذا يصيبني طبعا ليست كل الفتيات مهما كان جمالهن، فماذا أفعل حتى أستطيع الصلاة والمحافظة على طهارة بدني؟ وهل كل ما تنزل مني هذه المادة لا بد من الاستحمام منه من جديد وتغيير الملابس بعد؟ أرجوك ساعدني، لأنني أصبحت لا أطيق حياتي بدون صلاة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فاعلم ـ هداك الله ـ أن الصلاة لا يسقط وجوبها عن المسلم البالغ العاقل بحال، وإثم تركها عظيم، وأن تارك الصلاة يعرض نفسه لسخط الله وعقوبته العاجلة والآجلة، وانظر لبيان خطر ترك الصلاة الفتوى رقم:130853.فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا وتتحرى عدد ما تركته من الصلوات فتقضيها جميعا، فإن ذمتك لا تبرأ إلا بذلك، وهذا مذهب الجمهور، وفي المسألة خلاف انظر لتفصيله الفتوى رقم:128781.ولبيان كيفية القضاء انظر الفتوى رقم:70806.وأما عن هذا السائل الذي يخرج منك: فالظاهر أنه المذي، وخروج المذي لا يوجب الغسل، وإنما يوجب الوضوء فيجب عليك أن تغسل ما أصابه المذي من بدنك، والأحوط أن تغسل ذكرك وأنثييك، ثم تتوضأ وضوءك للصلاة، وأما الثياب فيكفي فيها نضحها بالماء عند كثير من العلماء، وانظر الفتوى رقم:50657، لبيان كيفية تطهير المذي من البدن والثوب.وانظر الفتوى رقم:34363، لبيان الفرق بين المني الموجب للغسل وبين المذي.والله أعلم.
145,109
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145109
حكم الصلاة بنية تفريج الهموم والحفظ من الفتن والبر بنية نيل رحمة الله
إذا أردت أن أصلي النافلة أنوي بها التقرب إلى الله وأن يفرج همومي ويحفظني من الفتن المضلة، وكذلك أنوي أن يرحمني ربي في الدارين عند ما أذهب إلى والديّ لمساعدتهما. فهل يجوز ذلك ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا شك في أن الصلاة من أعظم ما تستدفع به الهموم، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وقد قال الله عز وجل:وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ.{البقرة:45}.والحفاظ على الصلاة والإكثار منها من أسباب حفظ العبد من الفتن كذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيتهلابنعمهابن العباسرضي الله عنهما:احفظ الله يحفظك. أخرجهالترمذي.ومعونة الوالدين والإحسان إليهما من أسباب نيل رحمة الله تعالى، فإن الإحسان إلى الوالدين من أعظم الإحسان المأمور به، وقد قالتعالى:إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.(الأعراف:56 )فلا حرج في الصلاة وبر الوالدين بالنيات المذكورة، ولا ينافي ذلك الإخلاص لله تعالى، فطلب ثواب الله وما وعد عليه من الأجر بالعبادة من الأمور المشروعة كما قال تعالى:أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا{ الإسراء:57}.وقال تعالى:إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (90) سورة{ الأنبياء:90}ولتنظر الفتوى رقم:55788.والله أعلم.
145,111
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145111
صيام الأيام للمتمتع الذي لا يجد الهدي متتابعة أم متفرقة
متمتع لم يجد الهدي فصام ثلاثة أيام في الحج، فهل يمكنه أن يصوم السبعة الباقية متفرقة يعني: مرة يومين ومرة يوما ـ حتى يكملها، أو لا يجزئه إلا صيامها متتالية يوما بعد يوم؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالمتمتع إذا لم يجد الهدي يجب عليه صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع، لقوله تعالى:فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ{البقرة:196}.وكيفما صام هذه الأيام أجزأه، فلا يجب فيها تتابع ولا تفريق، بل لو صامها متتابعة جاز، ولو صامها متفرقة جاز لإطلاق الأمر في الآية،قال العلامةالشنقيطيـ رحمه الله:والظاهر أن الأيام الثلاثة والأيام السبعة: لا يجب التتابعفي واحد منهما، لعدم الدليل على ذلك، قال في المغني: ولا نعلم فيه خلافاً. انتهىوقال الشيخالعثيمينـ رحمه الله: الواجب إطلاق ما أطلقه الله ورسوله وتقييد ما قيده الله ورسوله ـ فالله ـ عزّ وجل ـ أطلق: ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُم ـ { البقرة: 196}.ولم يقيدها بكونها متتابعة، وإذا لم يقيدها الله، فإن تقييدها تضييق على عباد الله في شريعة الله، وإذا كان ليس لنا الحق أن نطلق ما قيده الله، فليس لنا الحق ـ أيضاً ـ أن نقيد ما أطلقه الله، بل تقييد ما أطلقه الله أشد من إطلاق ما قيده الله، لأن تقييد ما أطلقه الله مخالف لمقاصد الدين الإسلامي، وهو التيسير والتسهيل، فإن المطلق أسهل من المقيد.انتهى.والله أعلم.
145,113
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145113
المعصية سبب للعقوبة وعفو الله أعظم
من المعروف أن من يولد لأبوين مسلمين فهو مسلم، لكن ما حكم من ولد لأبوين مسلمين ولم يكن ملتزما بالصلاة في سن التكليف وقد سب الذات الإلهية ـ أستغفر الله العظيم ـ عدة مرات في صغره، حيث لم يكن مدركا لخطورة الأمر، وكذلك كان يستوقفه بعض العرافين الذين يقرؤون البخت فيصغي لهم، فهل ما ذكر مخرج من الملة؟ وإذا كان كذلك، فهل يجب عليه أن ينطق بالشهادتين ويغتسل؟ علما بأن هذا الشخص قد التزم بالصلاة بعد زواجه وكذلك الصيام والزكاة وقد حج البيت الحرام مرتين واعتمر 5 مرات وأصبح مواظبا على تلاوة القرآن وصيام النافلة والصدقة، لكن إلى الآن ما زالت تأتيه وساوس بأن أعماله غير مقبولة بسبب ما ذكر في البداية، وإذا كان هذا الشخص يقع أحيانا في صغائر الذنوب، ويباشر بالتوبة والاستغفار، وسؤالي: هل كل ما يصيبه في هذه الدنيا من مصائب، أو متاعب مثل حوادث السيارات هي بسبب الذنوب: حيث إن الله تعالى يقول: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم؟ علما بأنه يتوب ويستغفر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فما يفعله الشخص حال صغره وقبل بلوغ سن التكليف فإنه غير مؤاخذ به، لما تقرر في الشريعة الغراء من رفع القلم عن الصبي حتى يبلغ، أما ترك الصلاة بعد بلوغ سن التكليف: فإنه من أكبر الكبائر بلا خلاف، وبعض العلماء يجعله من الكفر الأكبر المخرج من الملة. وقد سبق بيان حكم تارك الصلاة في الفتوى رقم:1145.وقد سبق بيان حكم إتيان الكهنة والمشعوذين في الفتوى رقم:32989.وما دام هذا الشخص قد تاب إلى الله جل وعلا من ذنوبه وواظب على أداء الصلاة فنرجو أن يقبل الله سبحانه منه.وأما هذه الوساوس بخصوص رد الأعمال وعدم قبولها فهي من الشيطان، وعليه أن يجتهد في صرفها عنه بكل سبيل، وأن يحسن الظن بربه جل وعلا.أما بخصوص الشق الثاني من السؤالفنقول: لا شك أنالمعصية سبب للعقوبة إلا أن عفو الله عز وجل، ومن عظيم رحمة الله سبحانه بعباده أنه يعفو لهم عن كثير من ذنوبهم وسيئاتهم، كما قال سبحانه:وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ{الشورى: 30}.كما أن من فضله ورحمته أن جعل ما يصيب المؤمن كفارة، فقد روىابن حبانفي صحيحه وصححهالألباني:أن أبا بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ قال يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية: ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به... الآية، وكل شيء عملناه جزينا به؟ فقال غفر الله لك يا أبا بكر ألست تمرض؟ ألست تحزن؟ ألست يصيبك اللأواء؟ قال فقلت بلى، قال هو ما تجزون به.انتهى.فدل هذا الحديث على أن ما يصيب المؤمن من هم وحزن وكآبة إنما هو بسبب ذنوب تقدمت منه، ولكن هذا برحمة الله وفضله يكون كفارة لذنوبه، وتصديق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ـ تعب ـ ولا وَصَبٍ ـ مرض ـ ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ حتى الشوكة يُشَاكُها إلا كفَّر الله بها من خطاياه.متفق عليه.فعلى العبد أن يسارع بالتوبة إلى الله جل وعلا إن اكتسب إثما، أو خطيئة، ثم إن أصابه بعد ذلك بلاء، أو عقوبة فليصبر لحكم ربه ويرضى بقضائه فهو سبحانه أحكم الحاكمين.والله أعلم.
145,115
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145115
مشروعية الحنث في اليمين والتكفير عنها
كنت أدرس، وفجأة خوفني أحد على سبيل المزاح، فبكيت كثيرا من الخوف، وحلفت ـ والله ما أدرس هنا ـ وأنا الآن مضطر أن أرجع لأدرس بهذا المكان، فما الحكم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإنه يشرع لكالحنث في اليمين وكفارتها، لماروىمسلمفي صحيحه عنعديأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إذا حلف أحدكم على يمين فرأى خيراً منها، فليكفرها، وليأت الذي هو خير.وفي الحديث:إني والله ـ إن شاء الله ـ لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها.متفق عليه.وكفارة اليمين على التخيير بين الأنواع الثلاثة المذكورة في الآية الكريمة وهي: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة ـ وفي حالة العجز عن كل واحد من تلك الثلاثة يجزئ صيام ثلاثة أيام،لقوله تعالى:لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{المائدة: 89 }.والله أعلم.
145,117
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145117
حكم عقد نكاح الخاطب على خطبة أخيه
تقدم شاب لخطبتي وتمت الموافقة من قبلي ومن قبل أهلي، علما بأن أمي تريد هذا الشخص، وهي التي سعت في أن يتقدم للخطبة، وبقيت الخطبة سنة، وتخلل هذه السنة اتصالات بين أمي والشاب، وطلب الشاب تحديد الزواج فأخرناه فترة، وبعد ذلك تقدم شاب آخر فخطبني من أبي فاستشارني فوافقت عليه، لأنه من مدينتي التي أسكن فيها أنا وأهلي، وكذلك وافقت أمي، ولم نخبر المتقدم السابق لمدة شهر إلا بعد اتصاله لتحديد موعد الفحص والملكة فتم إخباره بالرفض، وبعد 10 أيام ملكنا ـ أنا والآخر ـ علما بأن الشاب الثاني يعلم بخطبة الشاب الأول، فالشاب الذي تم رفضه من خيرة الشباب، ولكنه بعيد عن مديني، فهل ارتكبنا إثما؟ وماذا نفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فخطبة هذا الشاب لك بعد علمه بموافقتك على الخاطب الأول غير جائزة،لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح، أو يترك.متفق عليه.وأما رفضك للخاطب الأول من أجل خطبة الثاني: فالأصل أن فسخ الخطبة جائز، لكن نصّ بعض أهل العلم على تحريم فسخ الخطبة من أجل خاطب ثان، جاء في حاشيةالدسوقي:وَاعْلَمْ أَنَّ رَدَّ الْمَرْأَةِ، أو وَلِيِّهَا بَعْدَ الرُّكُونِ لِلْخَاطِبِ لَا يَحْرُمُ ما لم يَكُنْ الرَّدُّ لِأَجْلِ خِطْبَةِ الثَّانِي.اهـوأما العقد الذي حصل من الخاطب الثاني: فهو صحيح عند الجمهور، قالابن قدامة:وخطبة الرجل على خطبة أخيه في موضع النهي محرمة، فإن فعل فنكاحه صحيح، نص عليه أحمد فقال لا يفرق بينهما.فالواجب عليكما التوبة إلى الله، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، والتحلل من المظالم، فعليكم استحلال الخاطب الأول من مظلمته، وطلب العفو منه إن أمكن ذلك، وتراجع الفتوى رقم:25922.والله أعلم.
145,119
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145119
هل من حق الزوج منع الأولاد من السفر مع أمهم بعد طلاقها
أنا متزوج و لدي طفلان بنت 4 سنوات و ابن سنتان. اكتشفت مؤخرا أن زوجتي كاذبة وأنها تكذب علي في أمور كثيرة جدا في حياتنا، وقد حاولت إصلاحها و أخذت وعودا منها بعدم الكذب مجددا ولكن بدون فائدة و حتى أنها تحلف أغلظ الأيمان أنها لا تكذب و لكني مجددا أكتشف أنها تكذب.كذبها هذا سبب لي مشاكل كثيرة و خسائر كثيرة أيضا و أنا أفكر الآن بالطلاق لأن ثقتي بها أصبحت شبه معدومة و أنا خائف أن تنقل هذه الصفة لأبنائي.إذا قدر الله ووقع الطلاق فهل تحصل هي على حضانة الأبناء؟ أنا مقيم للعمل في السعودية و القوانين في بلدنا تعطي الأم الحق بالحضانة لسن 18 سنة. فهل أستطيع منع أبنائي من السفر مع أمهم و إبقائهم في السعودية الآن أو في حالة وقوع الطلاق ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فعند افتراق الزوجين تكون الحضانة لأم الولد ما لم يكن بها مانع من موانع الحضانة المبينة في الفتوى رقم:9779.لكن إذا افترق الزوجان كل منهما في بلد غير بلد الآخر فأكثر العلماء على أنّ الأب أولى بالحضانة في هذه الحال.قالابن قدامةالحنبلي:وبما ذكرناه من تقديم الأب عند افتراق الدار بهما قال شريح ومالك والشافعي. المغني.وعلى ذلك فإذا وقع الطلاق فمنعك أولادك من السفر مع أمهم جائز والله أعلم.لكن الذي ننصحك به ألا تتعجل في طلاق زوجتك، وأن تسعي في إصلاحها، فإن الطلاق ينبغي ألا يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح ولاسيما في حال وجود أولاد، وإذا أمكن للزوجين الاجتماع والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق.وإذا كانت زوجتك تعتاد الكذب فعليك نصحها في ذلك وبيان خطورة الكذب واطلاعها على كلام أهل العلم في ذلك، وراجع في وسائل علاج الكذب الفتوى رقم:79970.والله أعلم.
145,121
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145121
لا شيء على من ترك ركعتي الطواف
أديت طوافي الإفاضة والوداع معا، لكني لم أصل ركعتين بعد الطواف ظنا منه أن آخر العهد بالبيت هو الطواف، فهل علي وزر؟ وهل من كفارة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فركعتا الطواف مشروعتان بعد كل طواف، لا فرق في ذلك بين طواف الوداع وغيره.قال الشيخالعثيمينرحمه الله:يسن أن يصلي ركعتين بعد طواف الوداع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ودع البيت صلى صلاة الفجر ولم يجعل الصلاة قبل الطواف، بل طاف أولاً ثم صلى ثانياً، وقد ذكر العلماء قاعدة عامة قالوا: كل طواف فبعده ركعتان. انتهى، وركعتا الطواف سنة غير واجبتين في قول الجمهور، وليس على من تركهما شيء وإنما فاتته الفضيلة، قال النووي رحمه الله: ركعتا الطواف سنة على الاصح عندنا وبه قال مالك وأحمد وداود وقال أبو حنيفة واجبتان.انتهى.وبه تعلم أنه لا شيء عليك في ترك هاتين الركعتين، وإن شئت أن تقضيهما فلا بأس، فقد أجاز قضاءهما وإن طالت المدة بينهما وبين الطواف كثير من أهل العلم.قالالنوويرحمه الله:وقد اتفقوا-أي الشافعية- على أنه لو أخر ركعتي الطواف عنه سنين ثم صلاهما جاز.انتهى.والله أعلم.
145,123
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145123
حكم صلاة الاستسقاء في وقت الكراهة
ما هو حكم الصلاة بعد العصر أو بعد الفجر ملاحظة حتى لو كانت صلاة استسقاء بعد العصر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالتطوع بالصلاة بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر منهي عنه، وقد أوضحنا هذا الحكم بأدلته في فتاوى كثيرة، وانظر الفتوى رقم:120381وما أحيل عليه فيها.وبعض العلماء يرى جواز الصلاة بعد العصر ما دامت الشمس حية، وقول الجمهور أحوط، ثم إن الراجح أن ذوات الأسباب كتحية المسجد وسنة الوضوء يجوز فعلها في أوقات النهي، وانظر لبيان ذلك الفتوى رقم:126372.وإذا علمت هذا فاعلم أن الشافعية القائلين بجواز فعل ذوات الأسباب في وقت النهي اختلفوا هل يجوز فعل صلاة الاستسقاء في وقت النهي لكونها ذات سبب أو لا يجوز؟وأكثرهم على القول بالجواز.قالالنوويرحمه الله:فأما ما لها سبب فلا كراهة فيها، والمراد بذات السبب التى لها سبب متقدم عليها. فمن ذوات الاسباب الفائتة فريضة كانت أو نافلة.. وله فعل المنذورة وصلاة الجنازة وسجود التلاوة والشكر وصلاة الكسوف وصلاة الطواف، ولو توضأ في هذه الاوقات فله أن يصلى ركعتي الوضوء.. وفى صلاة الاستسقاء وجهان للخراسانيين (أصحهما) لا يكره وحكاه الامام والغزالي في البسيط عن الاكثرين وقطع به القاضى أبو الطيب في تعليقه والعبدري لأن سببها متقدم (والثاني) تكره كصلاة الاستخارة. انتهى مختصرا.ورجحالعلامة ابن قاسمفي حاشية الروض جواز فعل صلاة الاستسقاء في وقت النهي إذا وجدت حاجة تدعو إلى فعلها فيه.قال في الحاشية:ولا تجوز صلاةالاستسقاءفي وقت النهي، قال ابن رزين وغيره: إجماعًا. ولعله ما لم تكن حاجة داعية إلى فعلها وقت نهي، فيكون سببًا من الأسباب المسوغة، وتجويزذوات الأسبابفي وقت النهي، لترجح مصلحة فعلها، فإنها لا تقضي ولا يمكن تداركها، ومفسدة تفويتها أرجح من مفسدة المشابهة المذكورة. انتهى.والله أعلم.
145,127
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145127
إصرار زوجة المتوفى المسلم أن يصلى عليه في الكنيسة قبل الصلاة عليه في المسجد
بخصوص الفتوى رقم 143537، لدي سؤال حولها، هل يجوز لأهل الشخص المتوفى المسلم، أن يوافقوا على أن تقوم زوجة المتوفى بالصلاة عليه في الكنيسة أولا، ثم يأخذوه ويصلوا عليه في المسجد شريطة تمكنهم من تغسيله وتكفينه ودفنه في مقابر المسلمين وذلك بدلا من معاندة الزوجة النصرانية ودفنه في مقابر النصارى، أي من باب درء المفاسد؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا ريب في أن الشرع المطهر قد أتى بتحصيل المصالح وتكميلها وتقليل المفاسد وتعطيلها، وأنه إذا تعارضت مفسدتان احتملت أدناهما ودفعت أكبرهما، وقد كان الأولى بهؤلاء الناس لو علموا أو غلب على ظنهم أن هذه المرأة تغلبهم على صاحبهم فتمنعهم من القيام بحقه لو لم يوافقوها على أن تقيم له جنازة في الكنيسة ثم تدفعه إليهم أن يوافقوها على ذلك ويتركوها تقيم له تلك الجنازة ثم يلونه هم بعد ذلك، إذ ليس لممانعتهم فائدة، ومفسدة إقامة جنازة له في الكنيسة قبل أن يتولوا هم تغسيله وتكفينه ودفنه أقل بكثير مما حدث من دفنه دون تغسيل أو تكفين أو صلاة عليه، هذا إذا علم أن ممانعتهم كانت هي السبب في معاندتها ورفضها تمكينهم من دفنه، وإلا فنحن لسنا محيطين بحقيقة الحال وتفاصيل القصة.والله أعلم.
145,131
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145131
وضع المرأة صورتها في الفيسبوك خطره عظيم وشره مستطير
كيف أنصح فتاة تضع صورتها في الفيسبوك موقع التعارف والصداقة المشهور عالميا ؟مع العلم أنها محجبة، تخاف الله ومؤمنة، وحجتها أن كل من سوف يرى صورتها في الفيسبوك يمكن له أن يراها في الشارع. وأن فساد اليوم لن يعير له فساقه الاهتمام بالنظر لصورتها.أريد كلاما مقنعا مع الدليل القرآني والنبوي ومنطقا لا تستطيع أن تتصدى له أي فتاة أتكلم به معها, ولهذا توجهت إليكم جزاكم الله خيرا ...
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم:136196، عدم جواز وضع الفتاة صورتها على النت، لما في ذلك من التعرض للنظر المحرم، فيدخل في باب التعاون على الإثم والعدوان وهو محرم بنص الكتاب في مثل قوله تعالى:وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ{المائدة: 2}.إضافة إلى مسلك آخر خطير يوجب التحريم وهو ما يقدم عليه بعض شياطين الإنس من استخدام هذه الصورة ولو لم يظهر فيها إلا الوجه فقط ثم تركيبها بواسطة برامج معينة على صور جنسية مما يؤدي إلى إشاعة الفاحشة من جهة، ثم الإضرار بهذه الفتاة والطعن في عرضها من جهة أخرى، والواجب على المسلم أن يستبرئ لدينه وعرضه وأن يحفظهما من عبث العابثين.والله أعلم.
145,133
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145133
العصمة لا تزول بشكوك المريض بالوسواس
شيخنا الفاضل: أرجو من فضيلتكم قراءة رسالتي بتمعن فكل حرف منها مهم وأرجو منك أن يتسع صدرك لي وجزاك الله خيرا: لا أعرف من أين أبدأ، لكنني أرجو من الله العلي القدير أن يعينني أن أوصل لحضرتك سؤاليالموضوع هو: أنني مُصاب بوسواس غريب يأتيني بشكل متلاحق وبالبحث عن طريق الإنترنت عرفت أن هذا يسمى بالوسواس القهري، بدأ الموضوع عندما قرأت عن كنايات الطلاق وبدأت أتذكر مواقف وكلمات قلتها لزوجتي وأكتب المواقف التي قلت فيها هذه الكلمات وبدأت أسأل العلماء الأفاضل ـ أمثال حضرتك ـ وبدأت الإجابات تفيدني بأن ما قلته لا يقع به الطلاق، لأن الكنايات تحتاج إلى نية قصد الطلاق وـ الحمد لله ـ بدأت شبهات الشيطان تزول، لكن بدأ الموضوع باتجاه آخر، فبعد أن كنت خائفا من المواقف التي ذكرتها للعلماء وتبين لي ـ والحمد لله ـ أنها مجرد وساوس كان سببها قلة علم، والآن بدأ الموضوع يتحول معي إلى درجة أنني عندما أتكلم مع أي شخص عن أي شيء يخص زوجتي ـ فأنا مسافر وأحيانا يسألني بعض الأصدقاء لم لا تحضر زوجتك معك؟ فأقول لهم إن الحالة المادية لا تسمح ـ يأتيني الوسواس وأحيانا أكون أشرح للطلاب ـ فأنا معلم انجليزية ـ وكنت أعلمهم بعض الكلمات تخيل يا شيخنا أنه جاءني الوسواس لأنني قلت كلمة: هير بوك ـ وترجمتها لهم كتابة، والمشكلة أن الموضوع بدأ يأخذ صورة وشكلا غريبا في الدعاء فقد بدأت أستخدم الأذكار والدعاء لدفع الوسواس وتخيل يا شيخنا الكريم أنني كنت أردد هذا الدعاء: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك ـ وعندما قلت كلمة ماض في حكمك تأتيني أفكار بأنني قصدت الطلاق مع أن علاقتي بزوجتي جيدة، لكن تبدأ الأفكار تطاردني إلى درجة أنني عند كتابة فتوى أو سؤال لعالم من العلماء كي أعرف إجابة يأتيني الوسواس وأقول لنفسي أنا لم أقصد بكتابة السؤال إلا السؤال وبالتالي، فلا يقع الطلاق بذلك وأّذكر نفسي بقول الله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ـ وعند دعائي في صلاتي: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ـ تطاردني الأفكار بأنني كنت من الظالمين أقصد بها أن علاقتي بزوجتي بها شيء وبالتالي أنا من الظالمين، وبدأت أقاوم تلك الفكرة وبدأت أردد هذا الدعاء مرات كثيرة بنية تفريج الكرب والهم وكنت أقرأ القرآن وفي سورة الرعد قوله تعالى: كذلك يضرب الله الحق والباطل {آية: 17}.فبدأت الأفكار وبدأت الوسواس وكنت أستمع لأحد الأناشيد التي تمدح النبي صلى الله عليه وسلم: وفيها مقطع يقول: حقق الله مرادي زرت خير الشافعين ـ وعندما قلت المقطع الأول جاءتني الأفكار والوسواس بأنني قصدت الدعاء أن الله يحقق مرادي في الطلاق، وهذا لا أريده أبدا فزوجتي هي أحب الناس إلي وأنا أحبها وأحترمها وأيضا كنت أردد نشيدا قد يبدو لحضرتك ولي أيضا أن هذا من غير المعقول وأن هذه الأفكار هي وسواس فقط، لكنني أعاني من مطاردة تلك الأفكار لي ولا أريد أن أفتي نفسي، فللفتوى علماء ولها أهلها وأريد رأيك حتى حين تأتيني الوسواس أقول لقد أفتاني الشيخ وأنا أثق به، ولا تتخيل حجم المعاناة التي أعانيها من الوسواس، فأنا في حيرة من أمري حتى وأنا أكتب إليك الآن يطاردني الوسواس، لكنني أعرف أنه تجب علي استشارتكم حتى توجهوني للصحيح وقد أرسلت لفضيلتكم عدة أسئلة وقد أجبتموني لكن المشكلة أنني بدأت أشك في الألفاظ التي صدرت مني ويأتيني الوسواس أن اللفظ الذي ذكرته في أسئلتي غير صحيح وأنه يجب تعديل السؤال ويحدث شك في اللفظ وأحيانا في النية وبمراجعة فتاوى في موقع الشبكة الإسلامية وجدت أراء لهم بأن الشك لا يمكن الأخذ به، هذه هي حالتي أكتبها إليك لتوضح لي الحقيقة، أعرف أنه ينبغي أن لا ألتفت للوساوس، لكن أحيانا أضعف أمامها وتتصارع في رأسي، وأحيانا أحس أنها لا شيء وبالتالي، فإن أفضل شيء يعينني على مقاومة الوساوس هو التسلح بالعلم وهذا قد أفادني كثيرا في مواجهة الوسواس فموضوع الوسواس جعلني أفتح كتب الفقه وأقرأ كثيرا كي أقاوم هذا الوسواس وعلمت أنه ليست كل كلمة يمكن أن نقول عنها أنها كناية الطلاق، لكن أريد أن أعرف من حضرتك، هل الآيات والأدعية والأناشيد التي ذكرتها في سؤالي يمكن أن تندرج الألفاظ الموجودة فيها تحت باب كنايات الطلاق أم لا؟ ومراعاة لحالتي أرجو من حضرتك الاهتمام برسالتي والرد على سؤالي بخصوص تلك الألفاظ هل هي في الأصل كنايات طلاق أم لا؟ بارك الله فيك وفي علمك وجزاك الله خيرا وجعلك الله عونا لي على الشفاء من تلك الوساوس.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، ونوصيك بالاستعانة بالله تعالى وسؤاله دفع هذا البلاء، فمن استعان بالله أعانه، وعليك بالرقية الشرعية، ولمزيد الفائدة فيما يتعلق بعلاج الوسواس القهري نرجو أن تطالع الفتوى رقم3086.ولتعلم أن كل الحالات التي ذكرت لا علاقة لها بالطلاق ـ لا من قريب ولا من بعيد ـ ثم إنطلاق الموسوس باللفظ الصريح غير واقع، ويقين بقاء الزوجة في عصمة زوجها لا يزول بمثل هذه الشكوك، فلا تلتفت لأي أوهام، أو وساوس بهذا الخصوص، فإنها قد تجرك إلى أمور خطيرة وكبيرة، فالعلاج في الإعراض التام عنها وقد أحسن من قال:والشك بعد الفعل لا يؤثروهكذا إذا الشكوك تكثرأو يك وهماً مثل وسواس فدع *لكل وسواس يجي به لكع.ويقصد باللكع الشيطان، لأنه سبب هذه الوساوس، وهو يريد بذلك أن يفسد عليك دينك وينكد عليك حياتك فاعتصم بالله، قال تعالى:وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمالنصير{الحج: 78 }.والله أعلم.
145,135
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145135
ماهية كفر الإباء والاستكبار
ما هو حد الاستكبار الذي يجعل الإنسان كافرا؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالاستكبار الذي يصير به المرء كافراً: هو الاستكبار المنافي للانقياد لشرع الله جل وعلا، وذلك كاستكبار إبليس اللعين، كما حكى الله سبحانه عنه بقوله:إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ{البقرة:34}.قالابن القيمفي المدارج:وأما كفر الإباء والاستكبار: فنحو كفر إبليس ـ فإنه لم يجحد أمر الله ولا قابله بالإنكار، وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار.انتهى.وهذه هي صفة الكفار، كما حكى الله عنهم بقوله:فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ* إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ{33-34-35}.يقولابن كثير:إنهم كانوا ـ أي في الدار الدنيا: إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ـ أي يستكبرون أن يقولوها كما يقولها المؤمنون. انتهى.والله أعلم.
145,137
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145137
الأصل في تناول هذه المشروبات الإباحة
هل يوضع في الببسي الأسود ومرقة الدجاج دهن خنزير؟.أفيدوني أفادكم الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق بيان حكم شرب ما يسمى: بالبيبسي والكوكاكولا ـ في الفتوى رقم:68986، وبيان أن الأصل في تناول هذه المشروبات الإباحة حتى يثبت ما يوجب التحريم من اشتمالها على مسكر، أو مشتقات الخنزير ونحو ذلك، وما قيل في هذه المشروبات يقال في غيرها من أنواع الشكولاتة والمرق وغيرها، إذ لا فرق.وأما الجزم بوجود شيء من دهن الخنزير في هذه الأشياء: فلا سبيل لنا إلى الجزم به، وهذا ليس من اختصاصنا.والله أعلم.
145,139
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145139
كلمة بلطجي هل تعتبر من الإهانة
سؤالي عن الاعتداء المعنوي الشتم أو الإهانة، هل تعتبر كلمة بلطجي إهانة؟ وهل يتم تصنيفها بكونها كلمة غير عربية في الأصل على أنها اعتداء معنوي؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فكلمة بلطجي تعتبر من الإهانة بحسب العرف وإن كان أصلها غير عربي، وقد نص أهل العلم على أن اللفظ إذا كان أصله في اللغة حسنا ثم استعمل عرفا في السب أو القذف فإنه يعتد بالعرف.جاء في بلغة السالكوعلق هو في الأصل الشيءالنفيس واشتهر الآن في القذف بالمفعولية ففيه الحد ولو حلف أنه لم يقصد قذفا.انتهى.فينبغي على المسلم أن يتجنب مثل هذه الألفاظ وأن يعود لسانه على القول الطيب الجميل امتثالا لقوله:وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ{الإسراء:53}.والله أعلم.
145,143
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145143
حكم سماع الأناشيد الإسلامية
أريد أن أعرف بماذا يستبدل الموسيقى من يريد الإقلاع عنها؟ وما حكم الأناشيد الإسلامية الهادفة مثل: إن شاء الله ـ لماهر زين، فهي محبوبة جدا وتبعث في الفؤاد أملاً؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالأولى بالمسلم أن يدمن النظر في كتاب الله سبحانه تلاوة وتدبراً، فهذا أنفع شيء لقلبه ودينه، وقد قال الخليفة الراشدعثمان بن عفانـ رضي الله عنه:لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله. انتهى.فإذا أراد السماع فليس شيء أطيب من القرآن ولا أنفع منه، ولكن لا حرج على من أراد استماع الأناشيد الطيبة المنضبطة بالضوابط الشرعية أن يفعل ذلك بشروط سبق بيانها مفصلة في الفتوى رقم:2351.والله أعلم.
145,145
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145145
حكم رسم ذوات الأرواح في القصص المكتوبة
أحب كتابة قصص المعاناة. فما حكم الرسم فيها أي أن أرسم فتاة صغيرة تعاني أو فتاة ترعى الغنم للتعبير عما يحدث في المجتمع لأخذ العبر وغير ذلك. من أجل أختي الصغيرة وصديقاتي مع العلم أنني لا أكتب القصص الإباحية ولا أرسم ذلك أبداً؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا يجوز لك رسم ما فيه الروح من إنسان أو حيوان لما ثبت من النهي عن ذلك، وقد بيناه مفصلاً في الفتوى رقم:14116، والفتوى رقم:124255.والله أعلم.
145,147
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145147
التوبة العامة تمحق جميع الذنوب
كنت عاصيا لله وتاركا للصلاة وسببت الدين، ثم قررت أن أتوب إلى الله عز وجل فتبت والتزمت بالصلاة ولم يحدث مني سب الدين أبداً بعدها، ولكنني لا أذكر أنني استغفرت لهذا الأمر بالذات، أو نطقت الشهادتين لهذا الأمر بالذات، ثم تزوجت، فهل زواجي صحيح؟ علما بأنني أعلم علم اليقين أنني لم أكن لأسب الدين أبداً بعد توبتي هذه، وهذا أمر لا جدال فيه.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فمهما عظم ذنب العبد ثم تاب توبة صحيحة، فإن الله يقبل توبته، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه، وانظر الفتوى رقم:5450.فإذا كنت قد تبت من ترك الصلاة وسب الدين قبل زواجك، فزواجك صحيح - إن شاء الله - ولا يشترط لتوبتك أن تكون قد نطقت بالشهادتين واستغفرت لهذا الذنب بعينه، وإنما تكفيك التوبة العامة، قالابن تيميةـ رحمه الله:فمن تاب توبة عامة كانت هذه التوبة مقتضية لغفران الذنوب كلها وإن لم يستحضر أعيان الذنوب، إلا أن يعارض هذا العام معارض يوجب التخصيص.وللفائدة راجع الفتويين رقم:94873، ورقم:68328.والله أعلم.
145,149
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145149
أمر الوالدين بالتخلف عن الجماعة خشية الضرر
أنا شاب في 17 من عمري، عرفت ربي و تبت إليه من ذنوب عظيمة فالتزمت بالدين وقبضت عليه و لا حول و لا قوة إلا بالله. فصرت أحافظ على صلاة الفجر في جماعة. و لكن المشكل في بلدنا أن المصلين للفجر في جماعة مراقبون أمنيا ووالدي سمحا لي بالصلاة قليلا ثم منعاني منها فتركتها، و لكني أحسست بأني ظالم لنفسي فعدت إليها و لم أكترث بوالدي وهما يمنعاني منها منعا شديدا عنيفا. فصليت اليوم صلاتي في جماعة و عندما عدت و جدت أمي تلقاء وجهي فغضبت وأخبرت والدي فغضب هو أيضا، ووالدي في حالة صحية غير مستقرة يعني إذا غضب ممكن يصير له مكروه أسأل الله أن يعافيه فدعت أمي علي دعوات شديدات من سب و لعن إيذاء شديد..هل أثبت على صلاتي و هل يستجيب الله لدعاء أمي علي و هل أأثم أم لا؟ أفيدوني و ادعوا لي جزاكم الله خيرا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد بينا بالفتوى رقم:11306أن صلاة الجماعة واجبة على الراجح من أقوال الفقهاء فلا يجوز التخلف عنها إلا لعذر.وخوف والديك عليك من الضرر إن كان مجرد توهم ولا حقيقة له فلا يلزمك طاعتهما في التخلف عن صلاة الجماعة لأنه لا طاعة لمخلوق في معـصية الله تعـالى, وراجع الفتوى رقم:23297. وأما إن غلب على الظن حصول ضرر عليك فمنعاك شفقة عليك وجبت عليك طاعتهما في ذلك ولا يجوز لك مخالفتهما وإلا أثمت, وانظر الفتوى رقم:26775. ويمكنم في هذه الحالة أن تصلوا جماعة في بيتكم.وراجع الفتوى رقم:120363في خلاف أهل العلم في دعاء الأم على ولدها. وينبغي أن تحرص على كسب رضا والديك على كل حال, ففي رضاهما رضا الله تعالى وفي سخطهما سخطه كما دلت على ذلك السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانظر الفتوى رقم:75774.والله أعلم
145,151
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145151
وقت إخراج الزكاة إذا لم يعلم وقت اكتمال النصاب
هل تجب الزكاة في المال الذي يعطيه الزوج لزوجته، أي المبلغ الشهري الذي يعطيه لها كهدية أو كمصروف؟ وهل تجب أيضا على الراتب الشهري إذا بلغ النصاب؟ وهل يجوز تحديد موعد للزكاة؟ أي أن يقرر الشخص بداية شهر رمضان فيحسب المبلغ الذي يملكه ويحسب المبلغ الذي يجب أن يدفعه، خاصة وأنني لا أعرف بالضبط متى حصل النصاب بالنسبة لي؟ وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالمال الذي يهبه الزوج لزوجته يصير مملوكاً لها بقبضها إياه، فيجب عليها أن تزكيه كسائر ما تملكه من مال إذا بلغ نصاباً ولو بضمه إلى ما تملكه من نقود أو عروض تجارة، وحال عليه الحول الهجري من وقت دخوله في ملكها، وكذا يقال في الراتب فإن زكاته واجبة بذلك الشرط، وما يستفاد بعد بلوغ المال نصاباً من الرواتب المتجددة لا تجب زكاته إلا إذا حال عليه الحول ولا يجب ضمه إلى أصل المال في قول الجمهور.ولكن يجوز ذلك وهو الأرفق بالمزكي فيجعل الوقت الذي بلغ فيه المال نصاباً وقتاً يزكي فيه جميع ما بيده فيكون قد أدى زكاة بعض المال حين حال عليه الحول وقدم زكاة البعض الآخر، ولا يجوز تأخير إخراج الزكاة عن المال الذي حال عليه الحول ويجوز تعجيلها قبل هذا الوقت في قول الجمهور، فإذا جهل المكلف الوقت الذي بلغ المال فيه نصاباً فإنه يتحرى ويعمل بغلبة ظنه فيخرج الزكاة في وقت يتيقن فيه أو يغلب على ظنه أنه لم يؤخرها عن محلها لأن هذا هو ما يقدر عليه والله لا يكلف نفساً إلا وسعها، وما ذكرناه هنا مجملاً قد فصلناه في فتاوى كثيرة، ولتراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية:136553،121737،129871،128619،128719.والله أعلم.
145,153
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145153
تسمية الأبناء من حق الوالد
أولا: جزاكم الله خيرا على هذا الموقع، وأسأل الله أن يكتب ذلك في موازين حسناتكم، وأن لا يحرمكم أجر ما تقومون به من جهد.ثانيا: أنا فتاة متزوجة، وسأرزق خلال أيام قليله بطفلة ـ أسأل الله أن ينبتها نباتا طيبا حسنا ـ وسؤالي لسماحتكم أنني أنا وزوجي متنازعان على الاسم، وأنا أعلم أن له الحق في التسمية، ولكن لا أريد أن يسمي باسم لا أحبه، لأنني كنت أعرف صديقة من أيام الدراسة كان اسمها حفصة، لم تكن ذات خلق حسن، فلذلك لا أحب أن يسمي زوجي بهذا الاسم، وأعلم أنه اسم زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم وابنة الفاروق ـ رضي الله عنهم ـ ولكن لا أستطيع أن أتخيل أن ابنتي اسمها كاسم تلك الفتاة، لأنني في الحقيقة كنت أبغضها ولا أحب مجالستها إضافة إلى أن ذلك الاسم قديم قليلا، فعائلة زوجي وعائلتي سوف يستغربون من الاسم، وربما في المستقبل يسخرون منها وأنا لا أريد ذلك، وأريد أن أسمي ابنتي (شهد)، وزوجي يقول إنه اسم مائع لا يصلح وعلى عكس ذلك فهو العسل الذي لم يعصر من شمعه، وذكر في القرآن بأن فيه شفاء.فأنا ـ والله الشاهد ـ تعبت في حملي هذا، وذقت من الآلام مالا يعلمه إلا الله وحده، ولا أريد أن أظلم زوجي ولا ابنتي، ووالله لقد عرضت على زوجي أسماء صحابيات أخريات كسلمى وهاجر وغيرهما ولكنه رفض ومصر على حفصة، فأرجو من سماحتكم إفتائي في الاسم الذي اخترته وهل فيه ميوعة ـ كما قال زوجي؟ أم إنه اسم مستحب؟ وهل أنا محاسبة إذا لم أحب اسم حفصة للسبب الذي أوردته؟ أرجوكم أفتوني فأنا على عجلة من أمري وسأرزق بطفلتي خلال أيام قلائل ولكم منا جزيل الدعاء والشكر. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فتسمية البنت باسم: شهد ـ لا حرج فيها، بل هو من الأسماء الحسنة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم:42815.فإن حصل الاتفاق بينك وبين زوجك على هذا الاسم فهو خير، وأما إذا لم يحصل الاتفاق، فمن المعلوم أن تسمية المولود حق للأب، كما بيناه في الفتوى رقم :66008.فلا يحق لك الاعتراض على حقه في التسمية، ولا ينبغي أن تكون مثل هذه الأمور مثارا للخلاف بين الزوجين. قال الشيخبكر أبو زيد:فعلى الوالدة عدم المشادة والمنازعة، وفي التشاور بين الوالدين ميدان فسيح للتراضي والألفة وتوثيق حبال الصلة بينهم.وأما عن عدم محبتك لاسم حفصة للسبب الذي ذكرت فلا إثم عليك ـ إن شاء الله ـ في ذلك، لكن ننبهك إلى أن المبالغة في الحب والبغض مذمومة، وأن بغض الشخص ينبغي أن يكون لما تلبس به من المنكرات، أو الأخلاق السيئة، ولا يتعدى ذلك إلى ذاته، أو اسمه، أو غير ذلك.والله أعلم.
145,155
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145155
حكم تخيل الموسوس أنه يسجد لصنم
كنت نائما ثم قلت: الإنسان يحاسب على أعماله، والقلب يحاسب كله ـ وكان حديث نفس، فسجدت في قلبي لصنم من مخيلتي، فهل أشركت؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالظاهر من حديثك أنك مصاب بداء الوسوسة ـ عافانا الله وإياك ـ فاستعذ بالله من شر الشيطان وأعرض عن هذا كله ولن يضرك ـ إن شاء الله ـوراجع للفائدة الفتوى رقم:3086.والله أعلم.
145,157
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145157
أيهما أفضل الوسيلة أم الفردوس
كيف أدخل جنة الفردوس الأعلى وهل الوسيلة أفضل من الفردوس؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبقت لنا فتوى بعنوان الطريق إلى جنة الفردوس وهي برقم:5151.أما الوسيلة فهي أفضل من الفردوس إذ هي أعلى درجة في الجنة ولا تنبغي إلا لعبد واحد من عباد الله قالصلى الله عليه وسلم:إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول, ثم صلوا علي, فإنه من صلى علي صلى الله عليه بها عشرا, ثم سلوا لي الوسيلة, فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله, وأرجو أن أكون أنا هو, فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة.رواهمسلم.جاء في فتح الباريلابن رجبوخرج الامامأحمد والترمذيمن حديثأبي هريرة,عنالنبي صلى الله عليه وسلم,قال :"سلوا الله لي الوسيلة" . قالوا: يا رسول الله , وما الوسيلة ؟ قال : "أعلى درجة من الجنة , لا ينالها إلا رجل واحد أرجو أن أكون أنا.ولفظ الامامأحمد:إذا صليتم علي فسلوا الله لي الوسيلة- وذكر باقيه. وخرج الإمامأحمدمن حديثأبي سعيد, عنالنبي صلى الله عليه وسلمقال:" الوسيلة درجة عند الله عزوجل ليس فوقها درجة, فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة.انتهى.يقولابن القيم:ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق عبودية لربه , وأعلمهم به, وأشدهم له خشية , وأعظمهم له محبة , كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله , وهي أعلى درجة في الجنة , وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يسألوها له, لينالوا بهذا الدعاء الزلفى من الله وزيادة الإيمان.انتهى.والله أعلم.
145,161
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145161
قد يبتلى المسلم الملتزم بفعل المعاصي
هل يمكن أن يبتلى المسلم بمعصية كأن يكون ملتزما يصلي ويصوم ويقرأ القرآن، ولكنه ينظرإلى صور محرمة أو يكذب؟ وهل يعتبر الله قد طبع على قلبه تلك المعصية رغم أنه يجاهد نفسه كي يقلع عن ارتكاب هذا الذنب أو المعصية، ولكنه كلما تاب عاد إليها مرة أخرى؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فمن الوارد أن يبتلى المسلم بفعل المعاصي مع مداومته على الصلاة والصيام وغيرهما من الطاعات، فعنعمر بن الخطاب ـرضي الله عنهـ أن رجلا اسمه عبد الله ـ يلقب حمارا ـ كان يُضحك النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يوتى به،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله. رواهالبخاري.ولكن الواجب على من ابتلي بهذا أن يتنبه لأمرين:الأول: أن يجاهد نفسه مرارا وتكرارا حتى ينتهي عن هذه المعصية، أما أن يسترسل فيها بحجة أنه قد طبع على قلبه فيها فهذا من تلبيس الشيطان، فإن تاب منها ثم رجع فليحدث توبة أخرى وهكذا، ويراجع للفائدة الفتوى رقم:66163.الثاني: أن يراجع نفسه في قيامه بالواجبات، فإن التفريط في القيام ببعض الواجبات قد يكون سببا في فعل بعض المعاصي، كما قال تعالى:فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ{المائدة: 14}.قالابن تيميةفي مجموع الفتاوى:أن ترك الواجب سبب لفعل المحرم، قال تعالى: ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ـ فهذا نص في أنهم تركوا بعض ما أمروا به فكان تركه سببا لوقوع العداوة والبغضاء المحرمين، وكان هذا دليلا على أن ترك الواجب يكون سببا لفعل المحرم كالعداوة والبغضاء.انتهى.والله أعلم.
145,163
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145163
فضل من مات يوم الجمعة
توفي أبي (رحمه الله) فى ليلة الجمعة الماضية، والحمد لله فإنه كان يمتاز بسيرة عطرة شهد بها كل من أحاط به. وحينما بحثت عن فضل الموت فى ليلة الجمعة وجدت حديثا يقول: (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر). ولي عدة أسئلة: أولاً: ما معني فتنة القبر؟ وإذا كانت هى سؤال الملكين فهل الوقاية منها ضمان للجنة على اعتبار أن من أجاب على أسئلة الملكين دخل الجنة؟ثانياً: بعد الموت وجدت اسوداداً فى وجه أبي مما أخافنى وإخوتي خوفا شديداً، ووجدت اصفراراً شديدا فى قدمية (مما يدل على هروب الدم) فما دلالة ذلك؟ وهل سواد الوجه من علامات سوء الخاتمة؟ علماً بأنه توفي نتيجة ضيق فى التنفس وبداء فى البطن.ثالثاً: بالنسبه لأمي، هل يلزم عدم خروجها من بيتها طوال فترة العدة؟ وهل خروجها مع أولادها لأسباب غير ضرورية ولكن بغرض الترويح عنها جائز؟ علماً بأن سن والدتى حوالي 70 سنة.نرجو الإفادة وجزاكم الله خيراً؟وأرجو من حضراتكم ومن كل من يقرأ هذه الفتوى الدعاء لوالدي رحمه الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق الكلام عن هذا الحديث المذكور في الفتوى رقم:97384, وبينا في الفتوى ذاتها المقصود بفتنة القبر .ونزيد الأمر وضوحا فنقول:جاء في تحفةالأحوذي:قالالقرطبي:هذه الأحاديثأي التي تدل على نفي سؤال القبر لا تعارض أحاديث السؤال السابقة أي لا تعارضها بل تخصها، وتبين من لا يسأل في قبره ولا يفتن فيه ممن يجري عليه السؤال ويقاسي تلك الأهوال, وهذا كله ليس فيه مدخل للقياس ولا مجال للنظر فيه, وإنما فيه التسليم والانقياد لقول الصادق المصدوق.انتهى.وفيه أيضا:قالالحكيم الترمذي:ومن ماتيوم الجمعة فقد انكشف له الغطاء عما له عند الله، لأن يوم الجمعة لا تسجر فيه جهنم وتغلق أبوابها ولا يعمل سلطان النار فيه ما يعمل في سائر الأيام، فإذا قبض الله عبدا من عبيده فوافق قبضه يوم الجمعة كان ذلك دليلا لسعادته وحسن مآبه، وإنه لا يقبض في هذا اليوم إلا من كتب له السعادة عنده فلذلك يقيه فتنة القبر لأن سببها إنما هو تمييز المنافق من المؤمن, قلت ومن تتمة ذلك أن من مات يوم الجمعة له أجر شهيد فكان على قاعدة الشهداء في عدم السؤال.انتهى.وفيه أيضا:وأخرج من طريقابن جريح عن عطاء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما من مسلم أو مسلمة يموت في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقي عذاب القبر وفتنة القبر ولقي الله ولا حساب عليه، وجاء يوم القيامة ومعه شهود يشهدون له أو طابع.وهذا الحديث لطيف صرح فيه بنفي الفتنة والعذاب.انتهى .فيستفاد من ذلك أن الموت في يوم الجمعة من علامات حسن الخاتمة.أما بخصوص النجاة من عذاب الآخرة لمن نجا من عذاب القبر، فهذا علمه عند الله جل وعلا، ولكن قد روىعثمان بن عفانرضي الله عنه, أنرسول الله صلى الله عليه وسلمقال:إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه.رواهالترمذي وابن ماجهوصححهالألباني.جاء في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح:فما بعدهأيمن المنازل أيسر منه أي أسهل وأهون؛ لأنه يفسح للناجي من عذاب القبر في قبره مد بصره, وينور له, ويفرش له من بسط الجنة, ويلبس من حللها, ويفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها, وكل هذه الأمور مقدمة لتيسير بقية منازل الآخرة, وإن لم ينج منه أي لم يخلص من عذاب القبر, ولم يكفر ذنوبه, وبقي عليه شيء مما يستحق العذاب به فما بعده أشد منه؛ لأن النار أشد العذاب, فما يحصل للميت في القبر عنوان ما سيصير إليه.انتهى.أما ما رأيتم من تغير في وجه أبيكم فهذا لا علاقة له بحسن الخاتمة أو سوئها، وقد يكون هذا بسبب طبيعي ولأجل هذا استحب أهل العلم ستر وجه الميت.جاء في الاستذكارلابن عبد البر:وأما تغطية وجه الميت قبل الغسل وفي حين الغسل بخرقة فلأن الميت ربما تغير وجهه بالسواد ونحوه، وذلك لداء أو لغلبة دم فينظر الجهال إليه فينكرونه ويتأولون فيه.انتهى.وأما بالنسبة لخروج أمك من بيتها فترة العدة نهارا فلا حرج فيه إذا كان لحاجة لها, كما بيناه في الفتوى رقم:9037, وذهب بعضهم إلى أنه يجوز لها الخروج نهارا ولو لغير حاجة كفسحة ونحوها.جاء في الإنصافللمرداوي:وقيل :لها الخروج نهارا لحوائجها وغيرها.انتهى.ولكن في كل الأحوال لا تبيت إلا في بيتها .والله أعلم.
145,165
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145165
المزاح مع الزوجة بالألفاظ الموهمة ينبغي تجنبه
رجل دعته زوجته للجماع فقال لها مازحاً: حرام عليك أنت مفيش عندك إخوان بلاستيك ـ فهل يقع بهذه العبارة شيء؟ وهل إذا دعته الزوجة للجماع وقال لها مازحاً ـ عيب ـ يقع بذلك شيء؟ أرجو من حضراتكم التوضيح.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا نرى أنه يلزمك شيء بما قلت، فهو لا يمكن اعتباره طلاقاً ولا ظهاراً، لأن أياً منهما لا يكون إلا بلفظ صريح أو كناية مع نية إيقاعه، قالابن قدامة:إذا ثبت أنه يعتبر فيه اللفظ، فاللفظ ينقسم فيه إلى صريح وكناية فالصريح يقع به الطلاق من غير نية، والكناية لا يقع بها الطلاق حتى ينويه، أو يأتي بما يقوم مقام نيته.انتهى.والظهار مثل الطلاق فيما ذكر، كما أن احتمال أن يكون إيلاء أبعد، لأن الإيلاء هو الحلف على ترك الوطء أكثر من أربعة أشهر، فتبين أن لا شيء فيه، لكننا ننصح بتجنب مثل هذا الكلام لما قد ينجر عنه.كما ننبه إلى أن الجماع حق من حقوق الزوجة ويجب بقدر حاجتها وقدرة الزوج على القول الراجح، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:123321.والله أعلم.
145,167
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145167
العلاقة بين أوصاف القرآن والسور التي ذكرت فيها
جاء وصف القرآن الكريم بالحكيم في سورة يس (يس والقرآن الحكيم) ووصف بالكريم في سورة الواقعة (إنَّه لقرآن كريم ) وبالمجيد في سورة ق (ق والقرآن المجيد) ما السر في ارتباط هذه الصفات بمضمون هذه السور ؟ جزاكم الله خيراً
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلم نطلع على من ذكر من العلماء سرا لارتباط الصفات المذكورة بمضمون هذه السور، وهذه الصفات وصف للقرآن كله، فليست الحكمة خاصة بسورة منه، وكذا المجد والكرم، بل إن الله تعالى قد يصف القرآن الكريم بهذه الأوصاف العظيمة في غير السور المذكورة فقد وصفه بأنه حكيم في قوله تعالى:ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ{آل عمران: 58}. وفي قوله تعالى: في أول سورة يونس:الـر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ{يونس: 1}.وفي قوله تعالى:وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ{الزخرف: 4}.ووصفه بأنه مجيد في قوله تعالى:بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ{البروج:21- 22}.وقد وصفه الله بكونه عظيماً وعزيزاً ومبيناً ونوراً وهدى ومباركاً، وغير ذلك من الأوصاف التي سماها بعضهم أسماء للقرآن.ففي بصائر ذوى التمييز في لطائف الكتاب العزيزللفيروزاذي:اعلم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، أو كماله في أمر من الأمور. أما ترى أن كثرة أسماء الأسد دلت على كمال قوته، وكثرة أسماء القيامة دلت على كمال شدته وصعوبته، وكثرة أسماء الداهية دلت على شدة نكايتها. وكذلك كثرة أسماء الله تعالى دلت على كمال جلال عظمته، وكثرة أسماء النبي صلى الله عليه وسلم دلت على علو رتبته، وسمو درجته. وكذلك كثرة أسماء القرآن دلت على شرفه، وفضيلته.وقد ذكر الله تعالى للقرآن مائة اسم نسوقها على نسق واحد. ويأتي تفسيرها في مواضعها من البصائر.الأول: العظيم:مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ{الحجر: 87}.الثاني: العزيز:وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ{فصلت: 41}.الثالث: العلى:لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ{الزخرف: 4}.الرابع: المجيدبَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ{البروج:21}.الخامس: المهيمن:وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ{المائدة: 48}.السادس: النور:وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ{الأعراف: 157}.السابع: الحق:قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ{يونس: 108}.الثامن: الحكيم:يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ{يس: 1-2}.التاسع: الكريم:إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ{الواقعة: 77}....... اهـ. إلى آخر ما ذكره رحمه الله.والله أعلم.
145,169
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145169
معنى: الدباء والحنتم والمزفت
ما المقصود بالدباء والحنتم والمزفت؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد روىمسلمفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:آمركم بأربع و أنهاكم عن أربع: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، وأعطوا الخمس من الغنائم. وأنهاكم عن أربع: عن الدباء والحنتم و المزفت والنقير.والمراد بهذه الأشياء أوعية كانوا يجعلون فيها التمر أو الزبيب مع الماء حتى يحلو ثم يشربونه وقد يتخمر. وسبب النهي سرعة تخمر ما وضع بها، وقد نسخ النهي عن الانتباذ فيها مع منع كل ما كان مسكرا.والدباء هو القرع اليابس، والحنتم جرار، والمزفت هو الإناء المطلي بالزفت وهو القار.وقد جاء في شرحالنوويعلىمسلم:وأما قوله صلى الله عليه و سلم وأنها كم عن الدباء والحنتم والنقير والمقير. وفى رواية المزفت بدل المقير فنضبطه ثم نتكلم على معناه إن شاء الله تعالى فالدباء بضم الدال وبالمد وهو القرع اليابس أي الوعاء منه، وأما الحنتم فبحاء مهملة مفتوحة ثم نون ساكنة ثم تاء مثناة من فوق مفتوحة ثم ميم الواحدة حنتمة، وأما النقير فبالنون المفتوحة والقاف، وأما المقير فبفتح القاف والياء فأما الدباء فقد ذكرناه وأما الحنتم فاختلف فيها فأصح الأقوال وأقواها أنها جرار خضر وهذا التفسير ثابت في كتاب الأشربة من صحيح مسلم عن أبى هريرة وهو قول عبد الله بن مغفل الصحابي رضي الله عنه وبه قال الأكثرون أو كثيرون من أهل اللغة وغريب الحديث والمحدثين والفقهاء. والثاني أنها الجرار كلها قاله عبد الله بن عمر وسعيد بن جبير وأبو سلمة. والثالث أنها جرار يؤتى بها من مصر مقيرات الأجواف وروى ذلك عن أنس بن مالك رضي الله عنه ونحوه عن ابن أبى ليلى وزاد أنها حمر. والرابع عن عائشة رضي الله عنها جرار حمر أعناقها في جنوبها يجلب فيها الخمر من مصر. والخامس عن ابن أبى ليلى أيضا أفواهها في جنوبها يجلب فيها الخمر من الطائف، وكان ناس ينتبذون فيها يضاهون به الخمر. والسادس عن عطاء جرار كانت تعمل من طين وشعر ودم.وأما النقير فقد جاء في تفسيره في الرواية الأخيرة أنه جذع ينقر وسطه.وأما المقير فهو المزفت وهو المطلى بالقار وهو الزفت وقيل الزفت نوع من القار والصحيح الأول فقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: المزفت هو المقير.وأما معنى النهى عن هذه الأربع فهو أنه نهى عن الانتباذ فيها وهو أن يجعل في الماء حبات من تمر أو زبيب أو نحوهما ليحلو ويشرب، وإنما خصت هذه بالنهى لأنه يسرع إليه الإسكار فيها فيصير حراما نجسا وتبطل ماليته فنهي عنه لما فيه من إتلاف المال، ولأنه ربما شربه بعد إسكاره من لم يطلع عليه. ولم ينه عن الانتباذ في أسقية الأدم بل أذن فيها لأنها لرقتها لا يخفى فيها المسكر بل إذا صار مسكرا شقها غالبا، ثم إن هذا النهى كان في أول الأمر ثم نسخ بحديث بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: كنت نهيتكم عن الانتباذ إلا في الأسقية فانتبذوا في كل وعاء ولا تشربوا مسكرا. رواه مسلم في الصحيح.والله أعلم.
145,171
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145171
مات عن أبوين وجد وجدتين
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال : (أب) (جد (أب الأب))۞-للميت ورثة من النساء : (أم ) (جدة ( أم الأم )) (جدة ( أم الأب ))
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر فإن لأمه الثلث فرضا لقول الله تعالى ( ...فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ{ النساء : 11 }.ولأبيه الباقي تعصيبا لقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا فَمَا بَقِيَ فَهُوَ لِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ.متفق عليه .قالابن المنذر: ...وأجمعوا على أن الأبوين إذا ورثاه أن للأب الثلثين وللأم الثلث.اهـولا شيء للجدتين لأنهما محجوبتان بالأم .قالابن المنذر: ...وأجمعوا على أن الأم تحجب أُمها وأُم الأب.. اهـ.ولا شيء للجد أيضا لأنه محجوب بالأب حجب حرمان , فتقسم التركة على ثلاثة أسهم , للأم ثلثها , سهم واحد , وللأب الباقي , سهمان.ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم
145,177
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145177
حكم لبس المرأة البنطال المعروف بالجينز
أمي تريد مني أن أرتدي ما يعرف بـ " الجينز" فهل يجوز لبسه للفتاة , علماً بأن القصد هو ليس أبداً التشبه بالرجال؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فاعلمي أنه يشترط في لباس المرأة عموماً أن يكون ساتراً صفيقاً غير شفافٍ، وفضفاضاً غير ضيق، وأن لا يكون فيه تشبه بلباس الرجال، ولا بلباس البغايا أو الكافرات.ولبس المرأة للبنطلون الجينز المعروف دون أن تلبس فوقه ما يستره من اللباس الفضفاض الساتر له لا يجوز، وذلك لعدة أسباب:الأول: أن فيه تشبهاً بالرجال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. رواهأحمدوصححه الأرناؤوط، وأصل الحديث فيالبخاري.الثاني:أنه يصف الجسم، ويبين حجم الفخذين والإليتين وربما الفرج،وقد قال الله تعالى للنساء:وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ{النور: }.ولأن العلماء قرروا في شروط الحجاب ألا يصف أعضاء المرأة لما في ذلك من فتنة للرجال، بل وللنساء أيضاً في بعض الأحيان.الثالث: أن لبس البنطلون من عادات نساء أهل الغرب من الكفار، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:من تشبه بقوم فهو منهم.رواهأبو داودوقالالألبانيحسن صحيح.والله أعلم.
145,187
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145187
مات عن أربع شقيقات وثلاث أخوات لأب وابن عم شقيق وأربعة أبناء عم لأب
الرجاء قسم الميراث على الورثة التالي ذكرهم: أربع شقيقات، وثلاث أخوات لأب، وابن عم شقيق، وأربعة أبناء عم لأب.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر، فإن لأخواته الشقيقات الثلثين ـ فرضاً ـ لقوله تعالى في الجمع من الأخوات في آية الكلالة:فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ{النساء: 176}.والباقي لابن العم الشقيق ـ تعصيباً ـ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فهو لأولى رجل ذكر.متفق عليه.ولا شيء للأخوات من الأب لاستغراق الشقيقات الثلثين، ولا شيء لأبناء العم من الأب، لكونهم محجوبين حجب حرمان بابن العم الشقيق، فتقسم التركة على ستة أسهم، للشقيقات ثلثاها ـ أربعة أسهم لكل واحدة منهن سهم ـ والباقي سهمان لابن العم الشقيق.ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها مفت طبقاً لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا، أو ديون، أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي ـ إذاً ـ قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية ـ إذا كانت موجودة ـ تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم.
145,193
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145193
مات عن ابن وبنتين وابن أخ شقيق
الرجاء قسم الميراث على الورثة التالي ذكرهم: ابن، وبنتان، وابن أخ شقيق.علما بأن الميت قال قبل موته إن ابن أخي في مقام أبيه، حيث إن أخا المتوفى مات قبله وكانا شريكين في المال وخلف الأخ المتوفى من قبل ابناً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن كان المقصود أن المتوفى أوصى بأن يكون لابن أخيه من الميراث مثل ما لأخيه لو كان حيا، فإن هذه وصية بمثل نصيب شخص لا يرث فلا شيء للموصى له، لأنها وصية بمعدوم شرعا, وقد ذكر الفقهاء أنه لا شيء للموصَى له في هذه الحال, قالابن قدامةفي المغني:فَصْلٌ:وَإِنْ وَصَّى بِمِثْلِ نَصِيبِ مَنْ لَا نَصِيبَ لَهُ مِثْلُ أَنْ يُوصِيَ بِنَصِيبِ ابْنِهِ، وَهُوَ مِمَّنْ لَا يَرِثُ لِكَوْنِهِ رَقِيقًا، أَوْ مُخَالِفًا لِدِينِهِ، أَوْ بِنَصِيبِ أَخِيهِ وَهُوَ مَحْجُوبٌ عَنْ مِيرَاثِهِ، فَلَا شَيْءَ لِلْمُوصَى لَهُ، لِأَنَّهُ لَا نَصِيبَ لَهُ، فَمِثْلُهُ لَا شَيْءَ لَهُ.اهـ.فعلى هذا الاحتمالإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر، فإن تركته لابنه وابنتيه ـ تعصيبا ـ للذكر مثل حظ الأنثيين، لقول الله تعالى:يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ{النساء: 11}.فتقسم التركة على أربعة أسهم, للابن سهمان, ولكل بنت سهم واحد.ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا، أو ديون، أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي ـ إذاً ـ قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية ـ إذا كانت موجودة ـ تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم.
145,197
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145197
حكم الصلاة في غرفة ضمن بيت فيه كلب
أنا طالب في أستراليا، وأسكن في غرفة بأجرة، والبيت فيه 4 غرف، والغرف الأربعة مسكونة، وأحد المستأجرين عنده كلب في البيت، وسؤالي هو: هل تجوز الصلاة في غرفتي؟ مع العلم أن المسجد يبعد عني 2 كيلو متر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فصلاتك في هذه الحجرة جائزة صحيحة مادامت غير ملوثة بنجاسة هذا الكلب، وانظر الفتوى رقم:72089.ولا إثم عليك في اتخاذ غيرك لهذا الكلب، وأما عن حكم صلاة الجماعة في المسجد لمن كان بيته بعيداً عنه فقد بينا ذلك في الفتوى رقم:134509، فانظرها.وعلى كل حال، فإننا ننصحك بالاجتهاد في الحرص على صلاة الجماعة في المسجد، لما لصلاة الجماعة في المسجد من الفضل العظيم والأثر الكبير في إصلاح القلب والتثبيت على الحق.والله أعلم.
145,203
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145203
ماتت عن زوج وأربع بنات
الرجاء قسم الميراث على الورثة التالي ذكرهم: زوج، وأربع بنات.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم تترك الميتة من الورثة إلا من ذكر، فإن لزوجها الربع ـ فرضا ـ لوجود الفرع الوارث, قال الله تعالى:فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ{النساء: 12}.ولبناتها الثلثان ـ فرضا ـ لقول الله تعالى في الجمع من البنات:فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ{النساء: 11}.والباقي يرد على البنات، فتقسم التركة على ستة عشر سهما, للزوج ربعها ـ أربعة أسهم ـ والباقي اثنا عشر سهما للبنات فرضا وردا, لكل واحدة منهن ثلاثة أسهم فرضا وردا.ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا، أو ديون، أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي ـ إذاً ـ قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية ـ إذا كانت موجودة ـ تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم.
145,207
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145207
شهادة الأنبياء على أممهم
سبق أن توجهت إليكم بسؤال عن مفهوم (شاهدا) في الآية الكريمة 45 الأحزاب، والآيه 41 النساء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. واليوم أضيف هذه الآية الكريمة وقد انتبهت لها ووجدت لها علاقه بمفهوم الشهادة ولا أدري كيف أخرج بمفهوم واضح لمعنى الشاهد من مجموع هذه الآيات الكريمة وبأي صورة فنرجو التوضيح لنا مشكورين الآية 116- 117 المائدة بسم الله الرحمن الرحيم: إذ قال الله ياع يسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قد قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علّام الغيوب* ماقلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد. صدق الله العظيم. ننتظر ردكم مشكورين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن الشهيد والشاهد في الآيات المذكورة يراد به من يشهد على أمته، ومن المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الرسل صلى الله عليهم وسلم يشهدون على أممهم كما قال الله تعالى:وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ.النحل: 89ويدخل في هذاعيسىعليه السلام فقد جاء في تفسيرالثعلبي:"ويوم القيامة يكون" عيسى " عليهم شهيدا" بأنه قد بلغهم رسالة من ربه وأقر له بالعبودية على نفسه, نظير قوله "وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ" المائدة:116 وهو نبي شاهد على أمته , قال الله تعالى:"فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍبِشَهِيدٍ" النساء: 41 وقال تعالى:"وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا"النحل:89.اهـ.وفي تفسيرابن كثير:وقوله:فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا.(النساء:41) يقول تعالى مخبرا عن هول يوم القيامة وشدة أمره وشأنه: فكيف يكون الأمر والحال يوم القيامة وحين يجيء من كل أمة بشهيد يعني الأنبياء عليهم السلام ؟ كما قال تعالى:"وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ "(النساء:69) وقال تعالى:"وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ.النحل :89.اهـ.وفي تفسيرالسعدي:وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ.لماذكرفيما تقدم أنه يبعث "في كل أمة شهيدا" ذكر ذلك أيضا هنا, وخص منهم هذا الرسول الكريم فقال: "وجئنا بك شهيدا على هؤلاء" أي: على أمتك تشهد عليهم بالخير والشر, وهذا من كمال عدل الله تعالى أن كل رسول يشهد على أمته لأنه أعظم اطلاعا من غيره على أعمال أمته, وأعدل وأشفق من أن يشهد عليهم إلا بما يستحقون.وهذا كقوله تعالى:وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًاوقال تعالى:فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ.اهـ.وقال الشيخالأمين الشنقيطيفي أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن:قوله تعالى:"إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا"بينجل وعلا في هذه الآية الكريمة, أنه أرسل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم شاهدا ومبشرا ونذيرا.وقد بين تعالى أنه يبعثه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة شاهدا على أمته , وأنه مبشر للمؤمنين ومنذر للكافرين. قال تعالى في شهادته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة على أمته:فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا(النساء:41)وقوله تعالى:وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ .اهـ.والله أعلم.
145,211
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145211
هل يفسد الصوم بقراءة ما يثير الشهوة
كنت في سن المراهقة وتصفحت رواية أدبية لقراءتها فوجدتها تحتوي كلاما وأوصافا غير أخلاقية ومثيرة. قلت لنفسي ربما لو استمريت في قراءتها قد يبطل صومي لأني كنت أظن أن الشعور بالمتعة فقط يكفي لإبطال الصوم، ثم قلت حسنا سأقرؤها وبعد ذلك أكفر أي كما لو أني تعمدت رفع النية. بعد ذلك قمت بصيام الشهرين لكني لم أستطع الإكمال والآن لا أعرف فعلا حكما صريحا لما فعلت؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالصوم لا يفسد بمجرد قراءة ما يثير الشهوة ـ إذا لم يترتب على القراءة خروج المني، وإن كان قد ينقص الأجر بذلك.وظنك أن قراءة مثل تلك الروايات تفطر الصائم لا يؤثر على الحكم الشرعي، فلا يفطر الصائم إلا بما جعله الشرع مفطرا، وليس بما يظنه الصائم مفطرا ولم يرد الشرع بالإفطار به.وعليه فإن صيامك صحيح، وحتى لو قيل إنه فسد فإن الكفارة لا تجب عند الجمهور في إفساد الصوم إلا إذا كان الإفساد بالجماع فقط كما بيناه في الفتوى رقم:141179.وإن ترتب على القراءة إنزال المني فسد الصوم لأنها ـ أي القراءة ـ فعل ترتب عليه إنزال ويمكن الاحتراز عنه أشبهت تكرار النظر، بل هي أحرى منه، وقد بينا أن تكرار النظر يترتب على الإنزال به فساد الصوم عند كثير من أهل العلم كما في الفتوى رقم:73114.ويجب على السائلة أن تتقي الله تعالى فلا تتعمد المعصية بحجة أنها ستفعل ما يكفرها، وما أدراها فلعلها تقبض روحها قبل أن تتمكن من التوبة أو فعل الكفارة، وقد لا توفق للتوبة لإقدامها على تلك المعصية مع علمها بحرمتها فيجب الحذر من المعاصي وسوء عاقبتها.والله أعلم.
145,213
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145213
تزوج بدون ولي وأنجب ثم طلبها من أبيها وتزوجها
تزوج صديقي من فتاة عرفيا بشهود وبمهر، ولكن بدون ولي، وذلك بعد أن أخذ فتوى من أحد العلماء بأن ذلك حلال وأن السلطان ولي من لا ولي له وأنه كان يخاف على نفسه من العنت وهي كانت تخشى الوقوع فيه وبعد ثلاثة أعوام ذهب إلى أبيها وطلب يدها وتزوجها زواجا موثقا، فهل الفترة التي قضوها في الزواج العرفي تعتبر زواجا شرعيا؟ أم أنهما طوال الوقت كانا يتعاشران في الحرام؟ مع العلم أنهما كانا مقتنعين تماما بأن الزواج صحيح مكتمل الأركان وينقصه شرط واحد ولم تكن هناك أية نية للخيانة، وهل لن ينظر الله إليهما يوم القيامة إذا لم يكن زواجا؟ أرجو البينة الواضحة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فجمهور أهل العلم على أن الولي ركن من أركان النكاح لا ينعقد بدونه، خلافاللإمامأبي حنيفة،والاستشهاد بحديث:السلطان ولي من لا ولي لهـ في غير محله، لأن هذه المرأة لها ولي وهو أبوها وبالتالي، فلا توصف بكونها بغير ولي، لكننا ننبه إلى أن صديقك إذا كان تقليده لمن استفتاه في هذه المسألة هو لثقته بعلمه وورعه فإنه لا يكون عليه من حرج، لأن العامي يجوز له العمل بقول من أفتاه إذا كان واثقا بعلمه وورعه، وراجع الفتوى رقم:5583.لكن تجديد النكاح بحضور ولي المرأة هو الصواب لموافقته مذهب الجمهور، وما حصل من أولاد فهم لا حقون بهذا الزوج للشبهة واعتقاد صحة النكاح، قال شيخ الإسلامابن تيميةفي الفتاوى الكبرى:ومن نكح امرأة نكاحا فاسداً متفقاً على فساده، أو مختلفاً في فساده، فإن ولده منها يلحقه نسبه ويتوارثان باتفاق المسلمين.اهـ.والله أعلم.
145,215
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145215
توفي عن أب وزوجة وخمسة أبناء
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال : (ابن) العدد 5 (أب)۞-للميت ورثة من النساء : (زوجة) العدد 1
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر، فإن لأبيه السدس فرضا لوجود الفرع الوارث قال تعالى:وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُوَلَدٌ. {النساء:11 }. ولزوجته الثمن فرضا لوجود الفرع الوارث, قال تعالى:فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْدَيْنٍ.النساء:12 والباقي لأبنائه الخمسة تعصيبا لقولالنبي صلى الله عليه وسلم:ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر... اهـ. فتقسم التركة على مائة وعشرين سهما. للأب سدسها: عشرون سهما، وللزوجة ثمنها: خمسة عشر سهما، ولكل ابن سبعة عشر سهما .ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقاً لسؤال ورد عليه ، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق ، فقد يكون هناك وراث لا يطلع عليه إلا بعد البحث ، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها ، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال ، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية إذا كانت موجودة ، تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات .والله أعلم
145,217
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145217
دخول الروائح الكريهة إلى غرفة فيها قرآن هل يعد إهانة له
السؤال: أحيانا تدخل الغرف روائح كريهة من الطريق العام وتوجد في هذه الغرف لوحات مكتوب عليها آيات قرآنية، وبالتالي يصعب الاحتراز منها، فكيف يكون التعامل مع هذه الحالة؟ وإن استطعت أن أمنع دخولها ولم أفعل فهل أعتبر آثما؟.وجزاكم الله تعالى عني كل خير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فنريد ـ أولا ـ التنبيه إلى أن تعليق الآيات القرآنية في المنزل من المسائل التي اختلف العلماء فيها بين مانع ومجيز ومفصل،وقد تقدمت لنا فتاوى فيها, يمكنك أن تراجع منها الفتاوى التالية أرقامها:307123572،39978.وأما الروائح التي تأتي من الطريق العام فليس فيها إهانة للقرآن، إذ الإهانة هي كل قول، أوفعل يقضي العرف أن فيه ازدراء , أو فعله صاحبه قصد الازدراء.والله أعلم.
145,219
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145219
مات عن زوجة وثلاثة أبناء وبنت
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال : (ابن) العدد 3۞-للميت ورثة من النساء : (بنت) العدد 1 (زوجة) العدد 1
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر فإن لزوجته الثمن فرضا لوجود الفرع الوارث, قال تعالى:فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ.{النساء: 12 }, والباقي للأبناء والبنت تعصيبا للذكر مثل حظ الأنثيين لقول الله تعالى:يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ.{النساء : 11 } فتقسم التركة على ثمانية أسهم , للزوجة ثمنها , سهم واحد , ولكل ابن سهمان , وللبنت سهم واحد .ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقاً لسؤال ورد عليه ، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق ، فقد يكون هناك وراث لا يطلع عليه إلا بعد البحث ، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها ، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال ، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية إذا كانت موجودة ، تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم .
145,223
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145223
ماتت عن ابني أخ شقيق وأوصت بمالها لابن وبنت أختها
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال : (ابن أخ شقيق) العدد 2۞- وصية تركها الميت تتعلق يتركته ، هي : كتبت كل ما تملك لابن و بنت أختها۞- إضافات أخرى : ماتت امرأة وليس لها أصول و لا فروع، وقد مات زوجها قبلها و إخوتها الاربعة 2 ذكور و 2 إناث أيضا ماتوا قبلها. ولها أبناء إخوة و أخوات: ابنان و 6 بنات لأخيها, ابنان و بنت لاختها(أ) ,ابنان لأختها الاخرى أما أخوها الرابع فقد ماتت ابنتاه قبلها. كانت هذه المرأة قد كتبت كل ما تملك لابن و بنت اختها(أ)على أن ينتقل ميراثها كله إليهم بعد موتها . 1) أريد أن أسأل عن تقسيم التركة 2)بالنسبة لابن الاخت (أ) هل له الحق في أخذ الثلث استحقاقا مع نصيبه في بقية التركة أو له الثلث مع أخته و نصيبه في البقية إن كانت المتوفاة كانت قد كتبت لهما قبل وفاة أخيها و لم يكونا وارثين فيكون الثلث بمثابة الوصية, أم له نصيبه فقط؟3)هل يأثم كل من ابن و بنت الاخت إن احتفظا بالميراث بحجة أن خالتهما فعلت ذلك؟ و إن استئذن بقية الورثة و تنازلوا عن حقهم هل تصبح التركة لهما ؟ و كيف يكون سؤال الوارثين؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فنقول ابتداء إن ابن الأخت وبنت الأخت ليسا من الورثة أصلا بل من ذوي الأرحام، وبالتالي تصح الوصية لهما، لكن الوصية بكل المال لهما لا تصح إلا إذا رضي ورثتها - ابنا أخيها الشقيق - بإمضائها, كما بيناه في الفتوى رقم:114249. وعلى هذا فإذا لم تترك الميتة من الورثة إلا ابني أخيها الشقيق وكانت أوصت بكل مالها لابن أختها وبنت أختها، فإن أجاز الواراثان الوصية وكانا بالغين رشيدين أخذ ابن الأخت وبنت الأخت التركة مناصفة بينهما, أو بحسب ما أوصت به إن كانت بينت نصيب كل واحد منهما. والذي فهمناه من السؤال أنها لم تبين, وإن رد الورثة الوصية أخذ ابن الأخت وبنت الأخت الثلث فقط -بينهما مناصفة- وأخذ ابنا الأخ الشقيق الباقي تعصيبا, فتقسم التركة في حالة رد الوصية على ستة أسهم, لابن الأخت سهم واحد وصية, ولبنت الأخت سهم واحد وصية, ولكل ابن أخ شقيق سهمان تعصيبا, ولا يجوز لابن الأخت وبنت الأخت أخذ أخذ التركة قهرا اعتمادا على الوصية إذا رفض الورثة إمضاءها. .ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقاً لسؤال ورد عليه ، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق ، فقد يكون هناك وراث لا يطلع عليه إلا بعد البحث ، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها ، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال ، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية إذا كانت موجودة ، تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات .والله أعلم .
145,229
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145229
الحائل اليسير على أعضاء الوضوء هل يعفى عنه
قرأت في أحد كتب الفقه المالكي لأحد العلماء المعاصرين في بلدنا أنه لا يعد حائلاً في الوضوء جلدة البترة وما كان من الصغر في مثل رأس الإبرة ومثل الشوكة تبقى مغروزة في اللحم وما إلى ذلك مما لا يخلو منه جسم إنسان، فإنه يعفى عنه ولا يعد حائلاً، إذ إن تتبع ذلك من الحرج، ومصدر هذا الحكم على ما أعتقد وفقاً للهامش الموجود بالصفحة التي ورد بها هو مواهب الجليل 1ـ 201.نأمل منكم التفضل بتفسير هذا الحكم وهل يعني ذلك أن الحائل الذي يكون صغيراً مثل حجم حبة التراب ـ على سبيل المثال ـ يعفى عنه؟ ومن ذلك ـ أيضاً ـ ما يوجد في بعض أنواع المكياج الذي تستعمله النساء نوع من الأشياء اللامعة يسمى: الرش ـ والتي تبقى على الجسم وهي في منتهى الصغر مثل حبة التراب وأصغر وماذا يفعل من وجد حائلاً لم يكن متأكدا من وقت تواجده بالجسم أي راوده الشك هل كان قبل الوضوء، أو بعده ولم يكن لديه يقين جازم؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد اختلف فقهاء المالكية في الحائل اليسير هل يعفى عنه، أو تجب الإعادة؟ والمذهب وجوب الإعادة وأنه لا يعفى عن الحائل ولو كان يسيرا وهو قولابن القاسم،ومن قال من المالكية بالعفو عن اليسير فمراده بعد الوقوع،وأما ابتداء فتجب الإزالة، وهاك بعض ما في مواهب الجليل متعلقا بهذه المسألة،قالالحطابـ رحمه الله:ونزعغير الخاتم من كل حائل في يد، أو غيرها، ويندرج فيه ما يجعله الرماة وغيرهم في أصابعهم من عظم ونحوه، وما يزين به النساء وجوههن وأصابعهن من النقط الذي له جسد وما يكثرن به شعورهن من الخيوط وما يكون في شعر المرأة من حناء، أو حنتيت، أو غيرهما مما له تجسد، أو ما يلصق بالظفر، أو بالذراع، أو غيرهما من عجين، أو زفت، أو شمع، أو نحوها، وقال: فإن قلت لما تحدث ابن رشد على الخاتم في رسم مساجد القبائل من سماع ابن القاسم ذكر فيمن توضأ وقد لصق بظفره، أو بذراعه الشيء اليسير من العجين، أو القير، أو الزفت قولين وقال: الأظهر منهما تخفيف ذلك على ما قاله أبو زيد بن أبي أمية في بعض روايات العتبية ومحمد بن دينار في المدونة خلاف قول ابن القاسم في المدونة وقول أشهب في بعض روايات العتبية، قلت: لا خفاء أن هذا في اليسير بعد الوقوع، وأما ابتداء فلا بد من إزالته. انتهى.وقال نقلا عن صاحب الطراز في بيان خلاف المالكية في المسألة: أما حكم اللمعة فالصحيح المشهور من المذهب وجوب الإيعاب وأنه إن ترك لمعة من مفروضاته لم يجزه، وهو قول الشافعي وحكىالباجيعنمحمد بن دينارفيمن لصق بذراعيه قدر الخيط من العجين وغيره فلا يصل الماء إلى ما تحته فيصلي بذلك لا شيء عليه،قال: وقالابن القاسم:عليه الإعادةووجه المذهب قوله تعالى: فاغسلوا وجوهكم ـ وهذا لم يغسل وجهه وإنما غسل وجهه إلا لمعة، وقوله صلى الله عليه وسلم: أسبغوا الوضوء ـ وقوله لمن ترك قدر ظفر على رجله: أعد الوضوء والصلاة ـ ووجه القول الثاني أن اسم الغسل يثبت بدون ذلك، لأنه لو سقط من الرأس في مسحه هذا القدر لأجزأه، فكذلك الوجه، فإن الكل من أعضاء الطهارة واغتفار ذلك القدر بين الأصابع والخاتم. انتهى.واختار شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ العفو عن يسير ما يحول دون وصول الماء إلى البشرة، ولهذه المسألة مزيد إيضاح وذكر لكلام بعض العلماء من غير المالكية انظره في الفتويين رقم:124350،ورقم:125253.ولا شك في أن الاحتياط هو العمل بقول الجمهور وأن من ترك موضعا لم يغسله، أو كان على أعضاء وضوئه حائل ولو كان يسيرا أن وضوءه لا يصح بذلك،وأما من وجد بعد الوضوء حائلا ولم يدر أكان قبل الوضوء، أو بعده، فإن الأصل تقدير حدوثه بعد الوضوء، لأن الشيء إذا احتملت إضافته إلى زمنين أضيف إلى آخرهما،وقد بينا هذا في الفتوى رقم:137209، فلتراجع.قالالحطاب:والظاهر أن هذا ليس خاصا بالقذى، بل كل حائل حكمه كذلك، وإذا وجد بعد الوضوء وأمكن أن يكون طرأ بعد الوضوء فإنه يحمل على أنه طرأ بعد الوضوء.انتهى.والله أعلم.
145,231
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145231
قضاء الصلوات المتروكة قبل التحقق من نزول دم الحيض
حكم قضاء الصلاة لمن دخل مرحلة ما قبل الحيض؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالسؤال غير واضح، فإن كان المراد قضاء الصلوات التي فاتت قبل البلوغ فإنه لا يجب قضاء شيء منها لأن العبد لا يكون مكلفا إلا بالبلوغ، فإذا ترك العبد شيئا من الصلوات بعد بلوغه لزمه قضاؤها، ولبيان علامات البلوغ التي إذا وجدت إحداها صار المرء مكلفا ووجب عليه قضاء ما تركه من الصلوات تراجع الفتوى رقم:26889.وأما إن كان المقصود السؤال عن قضاء ما تتركه المرأة من الصلوات قبل تحققها من رؤية الحيض فإنه واجب كذلك، فإن المرأة مكلفة بالصلاة لا يجوز لها تركها ما لم تتحقق من رؤية دم الحيض الذي يمنع من الصلاة، وإن كان المراد غير ذلك فليبين لنا لتتسنى لنا إجابته.والله أعلم.
145,233
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145233
معنى عدم التعجل بالإجابة عند الدعاء
ما معنى عدم التعجيل بالإجابة عند الدعاء؟ وهل هذا لا يجوز إذا أردت الله أن يتم لي أمرا بأسرع وقت؟ فأنا أريد أن يرزقني الله بالزوج الصالح قريبا، فماذا ينبغي أن أدعو الله به؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:ففي حديثمسلموالترمذيبيان النبي صلى الله عليه وسلم للاستعجال المذموم في الدعاءلما سأله الصحابة عن قوله صلى الله عليه وسلم:لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم وما لم يستعجل، قالواوما الاستعجال؟ قال يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء.فدل هذا على أن المذموم هو الاستعجال المفضي للملل وترك الدعاء، وأما حرص العبد على تحقيق مطلبه فليس مذموما، ونرجو لمن عمل بآداب الدعاء وتحرى أوقات الإجابة أن يحقق الله مطلبه.واعلمي أن إجابة الدعاء قد تقع بحصول عين ما يدعو به العبدفي الحال، وقد تقع بعد وقت من دعائه، وهذا الوقت لا يعلم مقداره إلا الله، وقد يستجاب للعبد، ولكن لا يحصل له المطلوب بعينه، فإن صور الاستجابة تتنوع، فإما أن يعطى ما سأل، وإما أن يصرف عنه من السوء مثله، وإما أن يدخر له في الآخرة، فقد قال صلى الله عليه وسلم:ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث:إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذاً نكثر! قال: الله أكثر.رواهأحمدوصححهالألباني.قالابن عبد البرفي التمهيد:فيه دليل على أنه لا بد من الإجابة على إحدى هذه الأوجه الثلاثة.اهـ.فكل داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة:فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه. كما قالابن حجرفي فتح الباري.واختيار إحدى هذه الصور الثلاثة من أنواع الإجابة موكول إلى حكمة الله تعالى وعلمه، فهو سبحانه الذي يعلم الغيب وحده، قالابن الجوزيفي كشف المشكل:اعلم أن الله عز وجل لا يرد دعاء المؤمن، غير أنه قد تكون المصلحة في تأخير الإجابة، وقد لا يكون ما سأله مصلحة في الجملة، فيعوضه عنه ما يصلحه، وربما أخر تعويضه إلى يوم القيامة، فينبغي للمؤمن أن لا يقطع المسألة لامتناع الإجابة، فإنه بالدعاء متعبد، وبالتسليم إلى ما يراه الحق له مصلحة مفوض. اهـ.وجاء في فتح الباريلابن حجر:قالالداودي:يخشى على من خالف وقال قد دعوت فلم يستجب لي أن يحرم الإجابة وما قام مقامها من الادخار والتكفير.انتهى.وقد قدمت في أول كتاب الدعاء الأحاديث الدالة على أن دعوة المؤمن لا ترد وأنها إما أن تعجل له الإجابة، وإما أن تدفع عنه من السوء مثلها، وإما أن يدخر له في الآخرة خير مما سأل فأشار الداودي إلى ذلك وإلى ذلك أشار ابن الجوزي بقوله: اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة، أو يعوض بما هو أولى له عاجلا أو آجلا، فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض ومن جملة آداب الدعاء تحري الأوقات الفاضلة كالسجود وعند الأذان ومنها تقديم الوضوء والصلاة واستقبال القبلة ورفع اليدين وتقديم التوبة والاعتراف بالذنب والإخلاص، وافتتاحه بالحمد والثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والسؤال بالأسماء الحسنى وأدلة ذلك ذكرت في هذا الكتاب. اهـ.وجاء في شرح رياض الصالحين للعلامةالشيخابن عثيمين:عنأبي هريرةـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلمقال: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ـ يعني أن الإنسان حري أن يستجيب الله دعاءه إلا إذا عجلومعنى العجلة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقول دعوت ودعوت فلم أر من يستجيب لي فحينئذ يستحسر ويدع الدعاء، وهذا من جهل الإنسان، لأن الله سبحانه وتعالى لا يمنعك ما دعوته به إلا لحكمة، أو لوجود مانع يمنع من إجابة الدعاء، ولكن إذا دعوت الله فادع الله تعالى وأنت مغلب للرجاء على اليأس حتى يحقق الله لك ما تريد، ثم إن أعطاك الله ما سألت فهذا المطلوب، وإن لم يعطك ما سألت فإنه يدفع عنك من البلاء أكثر وأنت لا تدري، أو يدخر ذلك لك عنده يوم القيامة فلا تيأس ولا تستحسر . ادع ما دام الدعاء عبادة فلماذا لا تكثر منه؟ بل أكثر منه استجاب الله لك، أو لم يستجب ولا تستحسر ولا تسئ الظن بالله عز وجل، فإن الله تعالى حكيم يقول الله تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ـ والله الموفق.فإذا تقرر هذا فاضرعي إلى الله تعالى أن يرزقك زوجا صالحا، فادعي بدعوةذي النونوبالاسم الأعظم،فقد أخرجالإمام أحمد والترمذيوغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ـ فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له.وعنأنس بن مالكـ رضي الله عنه ـ قال:كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون بم دعا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.رواهالنسائي والإمام أحمد.وعليك بالاستقامة على الطاعة والعفة والبعد عن الحرام،ففي حديثالبخاري:ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله.وقال الله تعالى:وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ{النور:33}. وقال تعالى:وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.وقال تعالى:وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ { الطلاق: 3}.ويمكن أن تعرضي نفسك بواسطة أحد محارمك على من ترتضين دينه وخلقه، واعلمي أن عرض المرأة نفسها على الرجل وتعريفه رغبتها فيه لصلاحه، أو فضله، أو علمه، أو غير ذلك من الأغراض المحمودة جائز شرعا ولا غضاضة فيه، فقد أخرجالبخاريمن حديثثابت البنانيقال: كنت عند أنس ـ رضي الله عنه ـ وعنده ابنة له، قال أنس: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها، قالت: يا رسول الله ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها واسوأتاه، قال: هي خير منك، رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها.وقد أخرجالبخاريمن حديثعبد الله بن عمرـ رضي الله عنهما:أن عمر بن الخطاب عرض ابنته حفصة على عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ ثم عرضها بعده على أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ وذلك حين تأيمت من خنيس ين حذافة السهمي ـ رضي الله عنه.وقد عرض الرجل الصالح إحدى ابنتيه علىموسىعليه الصلاة والسلام المشار إليه بقوله تعالى:قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ{القصص: 27}.وراجعي الفتاوى التالية أرقامها:111052،125921،63158326551494716946،33345.والله أعلم.
145,237
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145237
توفي عن زوجة وأخ شقيق وأختين شقيقتين
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال :(أخ شقيق) العدد 1۞-للميت ورثة من النساء :(زوجة) العدد 1(أخت شقيقة) العدد 2۞- وصية تركها الميت تتعلق بتركته ، هي : أن يرثه أولاد أخته المتوفاة قبله كأنها على قيد الحياة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالذي يظهر لنا من الوصية أنه أوصى أن يكون لأبناء أخته مثل نصيبها لو كانت حية، وهذه وصية صحيحة نافذة لكونها وصية لغير وارث وبما لا يزيد على الثلث، وهي وصية بمثل نصيب وارث معين؛ لأنها وصية بمثل نصيب أخت شقيقة. قالابن قدامةفي المغني:وَإِنْ أَوْصَى بِنَصِيبِ وَارِثٍ مُعَيَّنٍ، فَلَهُ مِثْلُ نَصِيبِهِ مُزَادًا عَلَى الْفَرِيضَةِ. هَذَا قَوْلُ الْجُمْهُورِ وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ، وَالشَّافِعِيُّ..اهـ.وعلى هذا تحل المسألة على أن الميت ترك زوجة وأخا شقيقا وأختين شقيقتين، فلزوجته الربع فرضا لعدم وجود فرع وارث، قال الله تعالى: ...وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ...{النساء: 12}، والباقي للأخ والأختين تعصيبا للذكر مثل حظ الأنثيين لقول الله تعالى في آية الكلالة: ...وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ...{النساء: 176}، ثم يضاف إلى أصل المسألة مثل نصيب أحد أختيه الشقيقتين، فتقسم التركة على تسعة عشر سهما، للزوجة منها أربعة أسهم، وللأخ الشقيق ستة أسهم، ولكل أخت شقيقة ثلاثة أسهم، ولأولاد أخته المتوفاة ثلاثة أسهم يقسمونه بينهم بالسوية نصيب الذكر كنصيب الأنثى.هذا على تقدير أن الأخت المتوفاة شقيقة، وأما لو كانت أختا من الأب فقط، فإن الوصية تبطل لأنه أوصى بحصة شخص غير وارث، وبالتالي تكون التركة من ستة عشر، وتكون السهام هي نفس السهام المذكورة على تقدير أن الأخت شقيقة، ولو كانت الأخت من الأم فقط فإن التركة تكون من ستة وخمسين للزوجة منها اثنا عشر سهما وللإخوة ستة وثلاثون، وللأخ ثمانية عشر، ولكل أخت تسعة وتكون الوصية ثمانية أسهم تقسم بين أبناء الأخت المتوفاة بالسوية.ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم.
145,241
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145241
حكم طلاق المعتدة الرجعية
حصلت مشكلة بيني وبين زوجتي وقالت لي طلقني فقلت لها: سوف أطلقك، ولكن إذا خرجت من البيت فما لك رجعة إليه ـ وكنت في وقتها غضبان منها، ثم قلت لها أمك تريدك وخرجت من البيت، فهل يقع الطلاق حينها؟ وقد حاولت إرجاعها فرفضت الرجوع وقلت لها أنت طالق اذهبي إلى المحكمة وحصل الطلاق، والسؤال الأول: هل حصل الطلاق الأول المعلق بشرط عندما خرجت من البيت؟ أم الطلاق الثاني الصريح أنت طالق؟.والسؤال الثاني: هل يجوز، أو يقع طلاق المرأة الطلاق الصريح إذا كانت في عدة الطلاق المعلق؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن كان قولك لزوجتك: إن خرجت من البيت فما لك رجعة ـ مرتبطا بقولك: سوف أطلقك ـ بمعنى أنك إن طلقتها ثم خرجت من البيت فلا رجعة لها،فهذا وعد بالطلاق لا يقع به شيء بمجرده، كما سبق في الفتوى رقم:9021.أما إن كنت قصدت تعليق طلاقها على خروجها من البيت، فقد وقع الطلاق بخروجها من البيت وتحتسب طلقة واحدة عند الجمهور، وانظر في ذلك الفتوى رقم:116761.وصدور ذلك منك في حال الغضب لا يمنع وقوع الطلاق ما دام قد صدر منك حال إدراك، وراجع أحوال الطلاق في الغضب في الفتوى رقم:1496.وأما الطلاق الصريح الذي صدر منك: فهو واقع سواء وقع الطلاق المعلق أم لم يقع، واعلم أن طلاق المعتدة الرجعية واقع على قول جمهور العلماء، وانظر الفتوى رقم:22004.والله أعلم.
145,243
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145243
حكم قتل المرأة نفسها هربا من الاغتصاب
هل البنت التي تختار الانتحار على أن تغتصب تموت كافرة؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقتل الإنسان نفسه لأي سبب كان لا يخرجه عن ملة الإسلام كارتكاب أي كبيرة من الكبائر غير الشرك بالله تعالى، وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتاوى التالية أرقامها:17335،21282،23031.ولا يجوز للفتاة أن تقدم على قتل نفسها هروبا من الاغتصاب، ولو أنها فعلت لم يسقط ذلك عنها إثم قتل النفس، وانظري الفتوى رقم:125685. والمكرهة على الزنا لا تأثم بذلك، بل ولا حد عليها، كما بينا في الفتويين رقام:31292،ورقم:19424.وننبه إلى أنه يغلب أن يكون سبب الاغتصاب وجود نوع من التفريط من قبل المرأة بالتساهل في أمر الخلوة بالرجال، أو كونها في مكان لا تأمن فيه على نفسها ونحو ذلك، فالواجب عليها أن تتخذ الحيطة والحذر.والله أعلم.
145,245
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145245
الطرق الشرعية لحل السحر
ماذا أفعل: عندي أخ كنت متوقعة أنه ميت، لكن اتضح لي أنه مسحور ويعذبه ساحره، وعدة مرات جاءني في منامي يستنجد بي؟ الرجاء إفادتي يا شيخ في أسرع وقت؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالسؤال فيه غموض ويحتاج إلى مزيد إيضاح، ولكن في الجملة نقول: إذا تحققتم من حياة أخيكم فتشرع لكمرقيته بالرقية الشرعية بالقرآن الكريم والأدعية النبوية، فيشرع أن يقرأ عليه المعوذتان أو غيرهما من الآيات التي تبطل السحر، ويمكنأن يعرض أمره على بعض ذوي الاختصاص المتمرسين في معرفة السحروإبطاله من أهل الخير والصلاح وطلب الرقية منه.وهناك طريقة لاستعمال السدر نافعة لحل السحر ، وهي كما ذكرابن حجرفي فتح الباري عنوهب بن منبه:أنه تؤخذ سبع ورقات من السدر الأخضر ثم تدق بين حجرين، ثم تضرب بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل -أي السور الثلاث الأخيرة من القرآن وسورة الكافرون- ثم يحسو منه ثلاث حسوات ثم يغتسل به، يذهب عنه كل ما به، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله.اهـوقد أصدرنا عدة فتاوى بينا فيها الطرق الشرعية لحل السحر، فنحيل السائل إليها، وهي برقم:10981، والفتوى رقم:5856، والفتوى رقم:5252.ولا يجوز الذهاب إلى المشعوذين والكهنة والسحرة لحل هذا السحر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.رواهأحمدوغيره.وفي لفظ:من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما.رواهمسلم.والله أعلم.
145,247
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145247
زوجها تارك للصلاة ولديه ميول للرجال
أنا فتاة أبلغ من العمر 21، متزوجة منذ أربع سنوات ولدي طفلة، قضيت هذه السنوات باتفاق مع زوجي، لكن كانت هناك مشكله لديه أنه لا يحب الجماع معي، كنت مستغربة لهذا الشيء. وعندما أسأله يقول لي تعبان ونعسان ويتهرب.وفي يوم من الأيام كنت أبحث من ورائه على الحاسوب، ووجدت داخله موقع تعارف للجنس، ولكن مع رجالواجهته فانهار، واعترف لي أن لديه ميولا للرجال، وأنه يمارس هذا الشيء، وقال لي إنه مستعد أن يتعالج من هذا الداء فبقيت معه، وفعلا بدأ بالصلاة والتقرب من رجال الدين. بعد مرور شهر بدأ يعود إلى المواقع الإباحية وترك الصلاة. ماذا أفعل؟ ما هو الحل؟ هل من علاج؟ تعبت بدأت أنهار.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد سبق لنا في عدة فتاوى بيان أن الوطء حق للزوجة على زوجها، وأنه يجب عليه الوطء حسب رغبتها وقدرته، فيمكن أن تراجعي الفتوى رقم:29158. فلا يجوز لزوجك الامتناع عن معاشرتك مع قدرته على ذلك. وما ذكرت من ممارسته اللواط إن ثبت فقد جمع فيه بين طامتين، أولاهما: التسبب في منعك حقك في المعاشرة. وثانيتهما وهي أكبرهما: إتيانه هذه الفاحشة العظيمة والجرم الكبير الذي رتب الشرع عليه عقوبة شديدة في الدنيا والآخرة. وانظري الفتوى رقم:63864. هذا بالإضافة إلى تركه الصلاة وهذه كبيرة أخرى من كبائر الذنوب، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن تارك الصلاة ولو كسلا يخرج من ملة الإسلام، والجمهور على أنه لا يكفر كما هو مبين بالفتوى رقم:140282.وعلى كل حال فإننا نوصيك بالاستمرار في نصحه وتخويفه بالله تعالى، والاستعانة بما قد يؤثر عليه كإسماعه بعض المواعظ التي فيها تذكير باليوم الآخر وما فيه من جزاء وعقاب، فإن تاب وأناب فالحمد لله، وإلا فالأولى أن تفارقيه ولو في مقابل عوض تدفعينه إليه، فلا خير لك في البقاء في عصمة مثله. وراجعي الفتوى رقم:135014. ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم:6872، ففيها بيان بعض السبل للتخلص من الشذوذ الجنسي.والله أعلم
145,249
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145249
حكم استخدام برنامج لتجارة العملات دون إذن صاحبه
هل يجوز استخدام مؤشر للاستخدام الشخصي في تجارة العملات فقط، ودون أن أبيعه أو أن أروج له، وحيث إنني اتصلت بمبرمجه ولكنه لا يرد، وذلك لكي أشتريه أو أستأذن منه للاستخدام الشخصي فقط، ولكن دون فائدة تذكر. فهل يجوز في هذه الحالة فك شفرته لكي يعمل المؤشر، والحالة كما ذكر أعلاه؟ملاحظة: المبرمج لهذا المؤشر قد قام بإنزاله في أحد المنتديات، وأعطاه للناس للاستخدام وقال هو ليس للبيع، ولكن الآن لا يعمل لانتهاء تاريخه؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالمفتى به عندنا هو أنه لا يجوز نسخ البرامج المحمية إلا بإذن من أصحابها، لأن حق الملكية الفكرية والأدبية حق معتبر لأصحابه، وراجعي في هذا الفتوى رقم:17339وما أحيل عليه فيها.وعلى ذلك فإن كان مبرمج هذا المؤشر إنما أتاحه لمدة معينة أو لفئة معينة من الناس فلا يجوز تعدي ذلك، ويتأكد هذا مع وجود غيره من المؤشرات المجانية أو التي يمكن شراؤها، وأما إن كان أتاحه للمستخدمين مطلقاً، ولم يحتفظ لنفسه بحق النسخ والتداول فلا حرج في فك شفرته للاستخدام الشخصي.والله أعلم.
145,251
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145251
حكم قيام أمين الخزينة بإقراض الموظفين بدون إذن
أعمل في إحدى الشركات أمين خزينة، فهل يجوز لي أن أقرض الموظفين دون علم المخول له السماح بهذا القرض أم لا؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا يجوز للسائل أن يتصرف في ما استؤمن عليه من أموال إلا في حدود ما أذن له فيه، وإلا كان في تصرفه هذا خيانة للأمانة، والله تعالى يقول:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ{الأنفال:27}.وهذا يشمل كل أنواع التصرف حتى أعمال الخير كإقراض المحتاجين وإغاثة الملهوفين،وراجع في ذلك الفتويين رقم:76665، ورقم:11194.والله أعلم.
145,253
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145253
لا حق للأم في الحضانة إذا ارتدت عن الإسلام
زوجتي أوروبية مسيحية، أقنعتها بالدخول فى الإسلام وأسلمت، وبعد مرور عام أصيبت بورم فى المخ، ووجدتها تذهب إلى الكنيسة عدة مرات، وقالت لي إن هذا المرض بسبب دخولها فى الإسلام، وأن اعتناقها الإسلام من أجل أن ترضيني، وكذلك لي ابن منها وأربيه على الدين الإسلامي، وهي الآن تقول إنها رجعت إلى المسيحية مرة أخرى، أرجو التكرم بالرد علي ماذا أفعل؟ هل أطلقها وأنا لي منها ولد، والقانون الأوروبى يعطيها الحق فى الاحتفاظ بالولد، ولا سيما أن عمره ٥ سنوات؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن صح ما ذكرت من أن هذه المرأة قد رجعت إلى النصرانية بعد اعتناقها الإسلام فهي بذلك مرتدة، ولمعرفة ما يترتب على ارتداد أحد الزوجين راجع فيه الفتوى رقم:25611.واعلم أنه لا حق لهذه المرأة في حضانة هذا الولد إذا لم تتب من ردتها وترجع إلى الإسلام، لأن من شرط الحاضن الإسلام كما بينا في الفتوى رقم:68298.ويجب عليك بذل الحيلة في الحيلولة دون حضانتها له، لما في ذلك من خطر على دينه، وننبه إلى أن الزواج من الكتابية وإن كان جائزاً في أصله إلا أن له مخاطر عظيمة، وخاصة في زماننا، هذا فلا ينبغي للمسلم المصير إليه، ولمعرفة هذه المخاطر راجع الفتوى رقم:5315.والله أعلم.
145,255
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145255
حكم التوسط للمتبرجة في العمل المباح وفي الزواج
هل يجوز التوسط للمتبرجة في العمل المباح وفي الزواج؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعدفلا شك أن تبرج النساء أمام الرجال الأجانب معصية كبيرة ومفسدة عظيمة، ومع ذلك فمن أوصل إليها نفعاً مباحاً، أو أعانها على عمل مباح من زواج ونحوه فهو مأجور ـ إن شاء الله تعالى ـ فهي كغيرها من المسلمين لها من الحق ما للمسلم، لكن إن لزم من عملها المباح ارتكاب محرم من تبرج أمام الأجانب، أو خلوة بهم، أو نحو ذلك فالظاهر عدم جواز إعانتها على ذلك، لما في إعانتها عليه من التعاون على الإثم.والله أعلم.
145,257
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145257
عدم مشروعية قبول الهدية المقدمة بسبب العمل
أنا شاب أعمل بشركة مزودة لخدمة الإنترنت وأحد مهامي أن أختار أفضل الشركات المزودة ضمن مواصفات ومعايير وأقل الأسعار وأرفقها بتقرير وأرسلها للإدارة لتقرر، وفي الفترة السابقة عملت على اختيار مجموعة شركات وأوضحت للإدارة محاسن ومساوئ كل منها إلى أن جاء صديق لي فقال إن لديه قريبا يعمل بشركة ومن الممكن أن يعطيني أفضل المواصفات وبسعر أقل، فمباشرة رتبت اجتماعا لمناقشة الموضوع وبالفعل كان من أفضل المواصفات وأقل الأسعار، حيث إنني لم أذكر سعر المنافسين أمامه وبنفس الطريقة رفعت للإدارة تقريري كالمعتاد موضحا التوفير المالي الذي سوف تحققه الشركة بالإضافة إلى الخدمة الممتازة وهذه كانت قناعتي 100%)، وبعد أيام جاء صديقي وأخبرني أنه اتفق مع قريبه إذا تم الاتفاق فإن قريبه سوف يعطي صديقي نسبة من الأرباح وبالتالي صديقي قرر أن يقسم هذه النسبة بالتساوي بيني و بينه كهدية، والآن إذا أنا داخليا مقتنع أنه لا يوجد أفضل من هذه الشركة بالنسبة للمواصفات والمعايير وأنه لو وجد من هو أفضل منها بالنسبة للمواصفات، أو السعر لما رشحتهم وأن قريب صديقي لا يعلم أن صديقي أعطاني هذا المال فهذا الشيء سوف لن يؤثر على اتخاذ قرارات العقوبة المنصوصة بالعقد إذا خالفوا أحد بنوده وأخيرا أنا لست صاحب السلطة أو القرار، ولكن المدير العام هو من يقرر وأنا أتبع القرارات، وسؤالي إذا تم الاتفاق، فهل المال الذي سوف يعطيني إياه صديقي حلال أم حرام؟. وشكرا جزيلا مقدما سائلا المولى أن يغني جميع المسلمين بالحلال ويبعد عنهم طرق الحرام.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالموظف لا يجوز له أن يقبل هدية أهديت له بسبب وظيفته وقيامه بما يجب عليه فيها، إلا بإذن جهة عمله، وراجع في ذلك الفتويين رقم:17863ورقم:102230وعلى ذلك، فلا يجوز للسائل الكريم أن يأخذ هذه النسبة المذكورة في السؤال،وأما صديقه فلا حرج عليه في ذلك، سواء أكانت هدية، أو عمولة، أو سمسرة، لأنه لا يعمل في الشركة أصلا، وأن يعطى ذلكنظير خدمة، أو شفاعة، أو عمل قام به، ليس من وظيفته، فلا تدخل في هدايا العمال، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها:122058،120835،58506.والله أعلم.
145,259
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145259
حكم العمل كمفتش في مجال السياحة
حكم العمل في منصب مفتش في مديرية السياحة، مع العلم أنهم أخبروني أن مهمته في تفتيش الفنادق سواء الشرعية والمخالفة للشرع، والمهمة مقتصرة على مطابقة القانون في هذا المجال والنظافة وزيادة الفنادق في تصنيفها، وكذلك الجمعيات السياحية ووكالات السفر السياحية؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا حرج في راتب أي عمل تكون المنفعة التي يستحق بها مباحة، ولكن يبقى الإشكال في حكم العمل إذا كان مقترنا بارتكاب شيء من المحظورات الشرعية، كالتواجد في أماكن المنكرات دون إنكار لها، والاطلاع على العورات والتعرض للفتن. فمثل هذه المجالات لا يجوز للمسلم أن يعمل فيها. وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية:37222،34916،9743.وعليه، فإذا كان العمل المذكور يتضمن شيئا من ذلك، أو تطبيقا لقانون يخالف الشريعة لم يجز أن يعمل في مثل هذه الوظيفة.والله أعلم.
145,261
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145261
حكم تخصص الرجل في طب النساء والتوليد
أنا طبيب متخرج من جامعة الأزهر بنين الرابع على الدفعة، ونزلت لنا النيابات (درجات التخصص)، فهل يجوز أن أتخصص بقسم النساء علماً بأن الجامعة كلها ذكور؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا حرج عليك إن شاء الله في التخصص في طب النساء والتوليد، لكن عليك مراعاة ضوابط الشرع وآدابه، وانظر في ذلك الفتوى رقم:7764.والله أعلم.
145,263
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145263
حكم ادخار وتوفير المال
يقوم الأبناء بتوفير بعض المال في حصالة فترة من الزمن، فهل في ذلك أي مخالفة شرعية؟.وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا حرج في هذا الفعل وليس فيه أي مخالفة شرعية,وقد كان النبي صلى الله عليه وسلميدخر لأهله قوت سنة.متفق عليه.وفعل هذا إذا كان بقصد تمرين الأبناء على الادخار والاقتصاد في النفقة وعدم الإسراف كان حسنا.والله أعلم.
145,267
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145267
طلب المرأة الطلاق لإساءة أهل زوجها إليها
أود من فضيلتكم أن تفتوني بما يرضاه الله لعباده، والله لا يرضى الذل لعباده.أنا متزوجة من رجل يكبرني بستة عشر سنة ما يقرب 4 سنوات، ولي منه طفل يبلغ سنة وشهرين، أعيش مأساة منذ زواجي منه، عشت مع أهله قبل أن ألتحق به إلى أمريكا حياة ذليلة، وعندما التحقت به عشت معه ومع أخته قبل زواجها، وهي تبلغ من العمر ستة وأربعين حياة، أقسم بالله كدت أجن، تعاملني وكأنني نفاية وبلا إحساس رغم أني والحمد لله جميلة وشابة ومتدينة وابنة عائلة.وزوجي لا يعرف شيئا اسمه عدل، فأهله مهما أساءوا فهم عنده أهل إحسان، وأنا بنظره دمي صهيوني والله يعلم كرهي للصهاينة، كبرت المشاكل بسبب أهله وتضييع المال عليهم طبعا هو يصرف علي أنا وابنه، ولكننا لم نعد نحترم بعضنا، قليلا ما يجمعنا فراش، هو ينام في غرفة، وأنا في غرفة. هو الآن أجريت له عملية للمعدة، وأصبح ينام مع أمه بحجة أن الولد يزعجه، وأمه تقفل الباب في وجهي، وأنا أحس وكأنني سأنفجر، وأنا لا أكذب إن قلت مات إحساسي تجاهه، وأنا أكرههم جميعا لأنهم أبكوني كثيرا، وكل هذا ليس في علم أهلي. وجزاكم الله خيرا، هل الحل هو الطلاق؟ أريحوني أراحكم الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن المرأة إذا كانت متضررة من بقائها مع زوجها كان لها الحق في طلب الطلاق كما بينا بالفتوى رقم:37112.ولكن قد لا تكون المصلحة دائما في الطلاق، ومن هنا فإننا نوصيك بالصبر والتفاهم مع زوجك لمعرفة أسباب هذه المشاكل والسبيل إلى الإصلاح.وقد يكون من أكبر أسباب هذه المشاكل سكنك مع أهل زوجك في بيت واحد، والزوجة لا يلزمها شرعا السكن مع أقارب الزوج، بل من حقها الحصول على مسكن مستقل، وتراجع الفتوى رقم:38616، والفتوى رقم:52604.ويجب على زوجك معاشرتك بالمعروف، وأن يدفع عنك أذى أهله، ويعمل كل ما من شأنه أن يدفع عنك أذاهم.وأما نوم الزوج في غرفة أخرى غير غرفة زوجته فلا حرج فيه، وخاصة إن كان له عذر في ذلك، بشرط أن لا يفرط في حق زوجته في المعاشرة ونحوها. وإن لم يكن له عذر فالأولى أن ينام معها في غرفة واحدة، لأن هذا مما تحسن به العشرة وتقوى به المودة. وانظري الفتوى رقم:131777.والله أعلم.
145,269
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145269
حكم نسخ البرامج لتعديلها وبيعها
أعمل مهندس كومبيوتر في إحدى الشركات، ولدي نية في نسخ برنامج معين موجود في الشركة والقيام ببعض التعديلات عليه ثم بيعه, فهل هذه الفلوس التي أتقاضها حرام شرعا، لأن هناك من أفتى لي بجواز بيعه والاستفادة منه، لأنه لا توجد في الإسلام حقوق ملكية فكرية؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالذي عليه مجامع وهيئات الفتوى المعتبرة كهيئة كبار العلماء ومجمع الفقه الإسلامي أن هذه الحقوق الأدبية محفوظة لأصحابها، وراجع في ذلك الفتويين رقم:13169، ورقم:6080.وقال الشيخبكر أبو زيدفي فقه النوازل:إن هذه الفقرات التي تعطي التأليف الحماية من العبث والصيانة من الدخيل عليه، وتجعل للمؤلف حرمته والاحتفاظ بقيمته وجهده هي مما علم من الإسلام بالضرورة وتدل عليه بجلاء نصوص الشريعة وقواعدها وأصولها.انتهى.ثم ننبه السائل الكريم على أن بعض أهل العلم أجازوا النسخ دون إذن بغرض النفع الشخصي ـ فقط ـ بشرط أن لا يتخذ ذلك وسيلة للكسب، أو التجارة، ولا بد من الاقتصار هنا على قدر الحاجة، لأن الزيادة عليها بغي وعدوان وهو موجب للإثم، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم:71319.وهذا يخالف حال السائل الذي يريد النسخ لغرض التكسب والاتجار.ثم ليسأل السائل نفسه إن صمم برنامجاً لغرض البيع والتكسب هل يرضى أن يتعدى الناس على جهده ويتداولوه بينهم دون شراء ولا إذن منه؟! والخلاصة هو ما أجابت به اللجنة الدائمة:لا يجوز نسخ البرامج التي يمنع أصحابها نسخها إلا بإذنهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم ـ ولقوله صلى الله عليه وسلم: لايحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة من نفسه ـ وقوله صلى الله عليه وسلم: من سبق إلى مباح فهو أحق به ـ سواء كان صاحب هذه البرامج مسلماً، أو كافراً غير حربي، لأن حق الكافر غير الحربي محترم كحق المسلم.انتهى.والله أعلم.
145,271
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145271
الخمار واجب على المرأة المتزوجة وغير المتزوجة
هل خلع الخمار حلال أم حرام؟ مع الالتزام بالضوابط الشرعية في حال خلعه، لأن من ترتدي الخمار في منطقتنا تكون متزوجة وأنا ما زلت فتاة. وجزاكم الله عنا كل خير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن كان المقصود بخلع الخمار أن تكشف المرأة عن رأسها، أو عن شيء منه، أو رقبتها أمام من لا يحل له النظر إلى ما يخفيه الخمار منها, فلا شك أن ذلك محرم لا يجوز, وانظري في حكم التبرج الفتوى رقم:29313ولا فرق في ذلك بين المتزوجة وغير المتزوجة, ولا يمكن أن توصف المرأة التي لا تبالي بالستر وتكشف عن عورتها خارج بيتها بالالتزام بالضوابط الشرعية،وننبه إلى أن تهاون المرأة في الستر والاحتشام منكر كبير ومفسدة عظيمة, وأن الله قد أمر المرأة بالحجاب لتخفي زينتها عن الأجانب صيانة لها وحفاظا على طهارة المجتمع وعفته, والمرأة بطبيعتها تحب أن تظهر محاسنها وتلفت الأنظار إليها, فالواجب على المؤمنة أن تقدم أمر ربها على رغبات نفسها, وأن تعلم أن الدنيا دار ابتلاء واختبار وأن مخالفة هواها لإرضاء ربها هو سبيل سعادتها في آخرتها ودنياها.والله أعلم.
145,275
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145275
كل أيام التشريق ذبح
أرجو أن تفتوني في قضية وهذه التفاصيل، في جزيرة الرينيون في المحيط الهندي في هذا العام احتفلت بعيد الأضحى ونحرت جميع العائلات المسلمة يوم 11 من ذي الحجة وليس يوم 10 - بعد يوم عرفة بيومين - فهل هذا صحيح أم خطأ؟ وهم الآن في حيرة واختلاف، أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن كان هؤلاء الناس قد ثبت عندهم شهر ذي الحجة متأخراً عن بلاد أخرى فتعييدهم في ذلك اليوم صواب، وقد بينا حكم هذه المسألة في الفتوى رقم:58562، فلتراجع.وإن كانوا كغيرهم في ثبوت الشهر ولكنهم أخروا ذبح الأضاحي إلى اليوم الأول من أيام التشريق فذبحهم وقع صحيحاً مجزئاً عن الأضحية، ولهم ثوابها كاملاً موفوراً ـ إن شاء الله ـ وذلك لأن وقت الأضحية يمتد إلى آخر أيام التشريق على الراجح، وقيل يمتد إلى آخر ثاني يوم من أيام التشريق، وعلى كل فإنهم قد ضحوا في أول أيام التشريق فأضحيتهم مجزئة ـ إن شاء الله ـ والقول بأن وقت الذبح يختص بيوم النحر ـ فقط ـ هو قولمحمد بن سيرينـ رحمه الله ـ وهو خلاف قول الجماهير، والحجة مع من قال إن وقت الذبح يمتد إلى آخر أيام التشريق،فقد روىأحمدفي مسنده من حديثجبير بن مطعمـ رضي الله عنه ـ أنه صلى الله عليه وسلم قال:وكل أيام التشريق ذبح.قال الإمام المحققابن القيمـ رحمه الله ـ مبينا رجحان هذا القول وخلاف العلماء في المسألة ما عبارته:وقد قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه: أيام النحر: يوم الأضحى وثلاثة أيام بعده ـ وهو مذهب إمام أهل البصرة الحسن، وإمام أهل مكة عطاء بن أبي رباح، وإمام أهل الشام الأوزاعي، وإمام فقهاء أهل الحديث الشافعي ـ رحمه الله ـ واختاره ابن المنذر، ولأن الثلاثة تختص بكونها أيام منى وأيام الرمي وأيام التشريق ويحرم صيامها فهي إخوة في هذه الأحكام فكيف تفترق في جواز الذبح بغير نص ولا إجماع، وروي من وجهين مختلفين يشد أحدهما الآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كل منى منحر وكل أيام التشريق ذبح ـوروي من حديث جبير بن مطعم ـ وفيه انقطاع ـ ومن حديث أسامة بن زيد عن عطاء عن جابر قال يعقوب بن سفيان: أسامة بن زيد عند أهل المدينة ثقة مأمون، وفي هذه المسألة أربعة أقوال هذا أحدها.والثاني: أن وقت الذبح يوم النحر ويومان بعده، وهذا مذهب أحمد ومالك وأبي حنيفة ـ رحمهم الله ـ قال أحمد: هو قول غير واحد من أهل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وذكره الأثرم عن ابن عمر وابن عباس ـ رضي الله عنهم.الثالث: أن وقت النحر يوم واحد وهو قول ابن سيرين، لأنه اختص بهذه التسمية فدل على اختصاص حكمها به ولو جاز في الثلاثة لقيل لها: أيام النحر كما قيل لها: أيام الرمي وأيام منى وأيام التشريق، ولأن العيد يضاف إلى النحر وهو يوم واحد كما يقال: عيد الفطر.الرابع: قول سعيد بن جبير وجابر بن زيد: أنه يوم واحد في الأمصار وثلاثة أيام في منى، لأنها هناك أيام أعمال المناسك من الرمي والطواف والحلق فكانت أياماً للذبح بخلاف أهل الأمصار.انتهى.وإذا تبين لك هذا وعرفت رجحان قولالشافعيوموافقيه من امتداد الذبح إلى آخر أيام التشريق وأن قول الأئمة الثلاثة ـمالك وأحمد وأبي حنيفةـ أن الذبح يمتد يومين بعد يوم العيد تبين لك ما قدمناه من أن أضحية هؤلاء الناس وقعت في وقتها، وأما صلاتهم العيد إن كانوا صلوا في اليوم الذي ذبحوا فيه ـ كما هو ظاهر السؤال ـ فإن صلاتهم للعيد قضاء صواب أيضاً، كما بينا ذلك في الفتوى رقم:80340.والله أعلم.
145,279
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145279
حكم سفر المرأة في حافلة مع عمال الشركة
لدي زوجة تعمل في منطقة تبعد عن مقر سكننا مسافة 60 كلم، وتتنقل يوميا إلى العمل مستخدمة في ذلك وسيلة نقل خاصة بالشركة التي تعمل بها، مع العلم أن وسيلة النقل يقودها سائق ـ رجل ـ مع العلم أنها تتنقل مع مجموعة من العمال يجدونهم عبر طريق الرحلة إلى العمل، وفي بعض الحالات يمكن أن تكون مع هذا السائق وحدهما طول مسافة الطريق، كما أعلمكم أنها تحمل رخصة سياقة وترغب في السياقة وحدها تفاديا لوجود شخص أجنبي معها، فهل يجوز ذلك شرعا؟ وما حكم ذلك؟.وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا كان الحال كما ذكرت من انفراد زوجتك مع السائق في بعض المسافة، فهذه خلوة محرمة, وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم:1079أن ركوب المرأة منفردة مع أجنبي في السيارة خلوة محرمة، كما أن تنقلها مع العمال إذا لم يكن من بينهم محرم لها تلك المسافة الطويلة يعتبر سفرا دون محرم، وهو محرم، وتراجع الفتوى رقم:10813وإذا كانت زوجتك تحسن القيادة فلا حرج عليها في قيادة السيارة مع مراعاة الضوابط الشرعية، كما بينا ذلك في الفتوى رقم:2183، لكن يبقى إشكال السفر بدون محرم فلا بد من حله بوجود زوجها، أو ابنها، أو أحد محارمها معها فيه.والله أعلم .
145,281
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145281
مسائل في الوصية لغير الوارث
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال :(ابن) العدد 6۞-للميت ورثة من النساء :(بنت) العدد 9(زوجة) العدد 1۞- معلومات المفقودين في أقارب الميت هي :ابن۞- وصية تركها الميت تتعلق يتركته ، هي :1- أربعون بالمائة من أراضيه تم تسجيلها قبل وفاته عند الدولة باسم الأخ الأكبر خوفا من أن يأخذها الإصلاح الزراعي(الدولة) بالتأميم وكتب ورقة ضد -وصية- (الأرض هذه تم تسجيلها باسم الأخ الأكبر خشية الإصلاح الزراعي لكن هي له ولإخوته الثلاثة الصغار بينهم اثنان قصر حين الوفاة وأوصاه بالفراغة لهم بعد إنهائهم دراستهم) لكن يمتنع الآن عن ذلك.2-عشرة بالمئة من أرضه باسم أخ آخر تم تسجيلها عند الدولة قبل الوفاة3-أربعة بالمئة تم تسجيلها عند الدولة باسم أحد الأبناء.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فأما عن الوصية فلم يتبين لنا المقصود على وجه الدقة من قول السائل ( كتب ورقة ضد ) ( أوصاه بالفراغة لهم ). والذي فهمناه أن الموصي كتب الأرض أولا باسم أخيه فرارا من استيلاء الإصلاح الزراعي عليها, ثم جعلها وصية لأخيه وإخوته الثلاثة وأوصاه أن يسلمها لهم بعد إنهاء دراستهم , وكتب الأرض الأخرى باسم أخيه الثاني. فإن كان ما فهمناه صحيحا وكانت تلك الأرض ملكا له في الأصل وليست من الأراضي الأميرية فإن الأربعين في المائة الموصى بها تعتبر وصية لغير وارث, وكذا الأرض التي كتبها باسم أخيه الثاني إن أراد بها الوصية ولم يسلمها له في حياته, فإذا كانت الأرض الموصى بها لا تزيد عن ثلث تركة الميت كلها فهي وصية صحيحة نافذة وفي الحديث:إِنَّ اللَّهَ تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ.رواهأحمدوابن ماجه.وإن كانت الأرض الموصى بها تزيد على ثلث التركة لم يمض من الوصية إلا مقدار الثلث، والمعتبر لمعرفة الثلث وقت التقسيم عند المالكية، ويرى الشافعية أن المعتبر يوم الموت, فيأخذ الموصى لهم من الأرض ما يساوي ثلث التركة فقط إلا أن يأذن لهم الورثة بأخذ ما زاد على الثلث , وأما إن كانت الأرض من الأراضي الأميرية فقد سبق أن بينا أن الأراضي الأميرية لا تورث لكونها ملكا عاما للمسلمين، وإنما تنتقل منفعتها إلى ورثة الميت حسبما يقرره الحاكم المسلم، وله أن يسوي بين الذكر والأنثى إذا رأى المصلحة في ذلك، كما في الفتويين :110628،107794. فإذا كان الموصي أراد الفرار من حكم الحاكم المسلم في تلك الأرض فقام بتسجيلها ثم الوصية بها فإننا نرى أن تلك الوصية باطلة لأنها وصية بما هو ملك عام للمسلمين وليست ملكا له , وأما الأرض التي سجلها باسم أحد أبنائه فإن أراد أنها وصية له فهي وصية لوارث ولا تمضي إلا إذا رضي بقية الورثة بذلك وإلا ردت إلى التركة , وانظر الفتوى رقم:121878عن الوصية للوارث .وأما عن تقسيم التركة فلم يبين لنا السائل ما سبب فقد الابن , وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم:139988أن الابن المفقود يعتبر حيا حتى يحكم القضاء الشرعي بموته ويرجع في تقدير المدة إلى اجتهاد الحاكم.فتقسم التركة على أنه حي ويوقف له نصيبه حتى يتبين موته أو يحكم القاضي بموته، ويدفع نصيبه إلى من كان حيا عند تحقق موته أو عند حكم القاضي بموته, فيكون للزوجة الثمن فرضا لوجود الفرع الوارث , قال الله تعالى:فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ.{النساء : 12 }والباقي للأبناء – بمن فيهم الابن المفقود - والبنات تعصيبا للذكر مثل حظ الأنثيين؛ لقول الله تعالى:يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ{ النساء : 11}.فتقسم التركة على مائة وأربعة وثمانين سهما:للزوجة ثمنها: ثلاثة وعشرون سهما.ولكل ابن من الأبناء الأحياء الستة أربعة عشر سهما , ولكل بنت سبعة أسهم.ويوقف للمفقود نصيبه , أربعة عشر سهما حتى يتبين حاله أو يحكم القاضي بموته , فإن تبين أنه حي أخذه , وإن تبين أنه ميت انتقل نصيبه إلى من كان حيا من ورثته عند موته, وإن حكم القاضي بموته انتقل نصيبه إلى من كان حيا من ورثته عند حكم القاضي .ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم.
145,285
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145285
الهجر الجميل خير من المخالطة المؤذية
حماتي لها صديقة أرملة عندها بنات وتتردد علي منزلها بشكل دائم، في حين أن حماتي أولادها ذكور فقط وعندما تزوجت أنا منذ 7 سنوات تعرفت علي هذه المرأة وبناتها، والمشكلة ان هذه المرأة تتعارف علي الناس بشكل غير طبيعي بدون ضوابط وحاولت التعرف على أسرتي وخاصة أخي وأخذت في نصب الشباك حوله للإيقاع به بقصد تزويجه لبنتها وعلم والدي بذلك، ولم يطمئن لها ولسلوكها فرفض ونبه أخي بذلك أنها لا تصلح فهي تتردد علي البيوت وتتعامل مع الشباب بشكل لافت وتسمح لهم بدخول بيتها بدون ضوابط وليس لها رجل واتضح أنها تطمع في مركز والدي وتشترط مهرا عاليا وشقه فاخرة، في حين أنها لا تملك شيئا وبعد أخذت هذه المرأة في نصب شباكها مرة أخرى على احد أقاربنا فرفضوها أيضا لسلوكها، فأخذت تتحدث عنا أمام أهل زوجي بكلام غير صحيح محاولة إثارة الفتنة بين أهل زوجي وبيني وبدأت المشاكل تحل بيننا حتى وصلت الأمور بيني وبين زوجي للطلاق ومقاطعة أهله بسببها. ومن ناحية أخرى كانت تنسج شباكها حول اخي زوجي وكانت سببا في طلاقه من بنت عمه وفسخ خطوبته بفتاة أخرى حتى خطب بنتها بدون موافقة أهله بالرغم من رفض أبيه وأمه لهذه الزيجة، وتوفيت حماتي رحمها الله وكنت في بيتها أتقبل العزاء وجاءت هذه المرأة وبناتها وبمجرد أنهم وجدوني بالبيت جن جنونهم وتعدوا علي بالضرب والسب بدون سبب، مع العلم أنني زوجة الابن الأكبر وهي مجرد خطوبة فقط ولم يتدخل حماي او زوجي أو أخوه للدفاع عني واستغلوا طيبة زوجي وضعفه أمام أهله وتعدوا عليه هو الآخر بالسب ولم أرد عليهم بكلمة فتركت البيت على الفور، ومن يومها لا أتعامل مع هذه المرأة ولا بناتها ولم أحضر عقد قران أخي زوجي عليها أو أي مناسبة تخصهم نهائيا حتى الآن ولم ألتق بها مطلقا في منزل أهل زوجي في أي مناسبة أو عزايم وإنما شكوتهم إلى الله أن يرد لي حقي، ولم يعتذروا عن الإهانة ولم يتدخل حماي حتى للإصلاح وإنما يشكو لزوجي ابتعادي عنهم ومقاطعتهم وهو يعلم بحقيقة الأمر وإنما لأنه يعمل ألف حساب لابنه ذلك فهو لا يتدخل ولا يقدر إلا علي اتهامي أنا فقط دون أن يعمل اعتبارا لزوجي، إلا أنها وصل بها الفجور أن تدعي المرض وتتهمني أنا وأخي بأننا عملنا لها سحرا وسقيته لها وإذا بأخي زوجي يأتي لشقتي حيث أنا أقيم في شقة عند أبي ويتهمني بأنني سحرت زوجته وأن الشيوخ فشلوا في فك هذه السحر وأنني سحرتها لوقف حالها، علما بأنه تزوجها منذ 4 سنوات وعنده طفلة منها وفضحوني أمام الأهل وكل الناس بأنني ساحرة وأن زوجته ستموت بسببي، وتطاول علي بألفاظ قذرة بأنه لا يجامع زوجته بسببي وكل ذلك في منزل أهلي وأمام زوجي وسكت زوجي ولم يرد عليه إلا بأنني لم أقابل زوجته نهائيا فكيف أسقيها سحرا؟؟ لكنه تمادي في التطاول حتي اضطرني للرد عليه وطرده من منزلي وعلم والدي بذلك فتدخل وأقسم له بأني وأخي نتقي الله ولا نفعل ذلك مطلقا وأن أخي متزوج ولديه أطفال، وأنه لا يوجد مبرر لكي يؤذيها ولكن منها لله أقنعته أننا سحرة وأن أي شيء تتعرض له بسببنا فقرر والدي عدم دخوله منزلنا وبعد أيام فوجئت بأنه يريد زيارتنا مرة أخرى فرفضت مقابلته أو دخوله بيتي، ومازلوا يوقعون بيني وبين زوجي ويتهمونه أنه لا يملك شيئا لأنه يعيش في بيت أهلي وذلك بهدف إثارة الفتنه بيننا وطلاقنا. أما عن زوجي فهو حر معه يقابله خارج البيت إن شاء ذلك ولم يقاطعه أبدا، وفوجئت أيضا أن أخا زوجي يقاطع جيرانه و لا يتعامل معهم أيضا مما تسبب في وقف حال بناتهم وخاصة أمام العرسان، وقد أقسمت يمينا أنني لن أتعامل معهم مطلقا لا في فرح أو عزاء وأنني أقاضيهم جميعا أمام الله حتى تقوم الساعة، والمصيبة الأكبر أن والد زوجي يعلم كل شئ عن ذلك ويتهمني أنني أتسبب في قطيعة الرحم بين الإخوة وهو الآخر يتسبب في إثارة المشاكل بيني وبين زوجي. أقسم بالله العظيم أنني في حالي ولا أتدخل في أمور أحد وأنني التزم بيتي ولا أخرج إلا للضرورة فقط وأتقي الله في بيتي وزوجي وبناتي، لذلك قررت الابتعاد عنهم لتسببهم في خراب بيتي وإثارة المشاكل بيني وبين زوجي بشكل مستمر حتى حولوا حياتي لجحيم وذلك كله بسبب الحقد والغيرة فأنا لم أقاطعهم إلا اتقاء شرهم فقط وحتى لا أترك لهم الفرص للإيقاع بي.وفي كل صلاتي أدعو أن حسبي الله ونعم الوكيل في كل من آذاني وسعي لخراب بيتي. فهل مقاطعتي لهم فيها إثم وهل سيحاسبني الله علي ذلك؟وإنني وأهلي لا نؤذي أحدا ويقوم والدي بخدمتهم وقضاء مصالحهم، ويعامل زوجي بما يرضي الله ويساعدنا في المعيشة ويسعي لترقية زوجي في عمله، واشتري لنا سيارة ويسدد عنا اشتراكات كثيرة وزوجي محبوب من أهلي ولم يحدث مرة منذ زواجنا أي خلاف بينه وبينهم والحمد لله، وبرغم ذلك أهله لا يعترفون بالجميل ولا المعروف ولا يتقون الله في كما يفعل أهلي مع ابنهم لا أملك إلا أن أقول حسبي الله ونعم الوكيلاللهم عليك بهم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن كان الحال كما ذكرت من تعدي هذه المرأة وبناتها عليك بالسب والضرب دون حق، واتهامهن لك بعمل السحر دون بينة، وإيقاعهن بينك وبين زوجك ، فكل ذلك عدوان محرم وظلم ظاهر ، ومقاطعتك لهن لاجتناب هذا الضرر جائزة لا حرج فيها.قال الحافظ أبوعمر ابنعبد البر:أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت ‏مكالمته تجلب نقصاً علىالمخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه. فرب ‏هجر جميل خير من مخالطة مؤذية.انتهى.ونصيحتنا لك بأن تصلي حسبما ما تستطيعين أهل زوجك، وأن تثقي بما عند الله من الأجر والمثوبة للصابرين، وبما أعده للمسيئين فلن يضيع حق لك ما دمت مظلومة.والله أعلم.
145,291
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145291
الاستعانة بالله تعالى ودعائه للتخلص من العنوسة
لقد ارتفع عدد الفتيات العانسات في عائلتي بشكل كبير وأعلم أنه قسمة ونصيب، ولكن هل يوجد سبب آخر؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد يكون للعنوسة وتأخر زواج هؤلاء الفتيات أسباب، فلا شيء يقع في هذا الوجود إلا بتقدير من الله، ومع ذلك فقد ذكرنا جملة من هذه الأسباب وشيئا من الحلول, فيمكنك مطالعة الفتويين رقم:19517ورقم:21353وقد يرجع الأمر أحيانا إلى أسباب غير عادية كالسحر ونحوه، ولا يجوز اتهام أحد بفعل ذلك من غير بينة.وبناء على ما بينا من أسباب وحلول, ومما قد تطلع عليه من أسباب أخر قد تلتمسونها وتجدون لها حلولا يمكنكم القضاء على هذه الظاهرة المنتشرة في عائلتكم، وينبغي أن لا تنسوا الاستعانة بالله تعالى ودعائه والتضرع إليه أولا وآخرا, فهو مجيب دعوة المضطر وكاشف الضر, قال تعالى:أَمَّنْيُجِيبُ الْمُضْطَرَّإِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَاتَذَكَّرُونَ{النمل: 62}.وقال تعالى:وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{الأنعام: 17}.والله أعلم.
145,293
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145293
الزوجية تنقطع بالموت
ما هو رأي الشرع في المرأة التي تقول إنها زوجة فلان المتوفى عنها منذ سنوات دون زوجها الحالي؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا كانت المرأة تذكر أنها زوجة فلان المتوفى باعتبار ما كان في الماضي فلا حرج في ذلك، وأما أن تنسب ذلك للحاضر فهو كذب، فإن الزوجية قد انقطعت بالموت وعلى كل حال، فالواجب على المرأة أن تعاشر زوجها بالمعروف، ومن ذلك أن لا تذكر زوجها السابق عنده على وجه يؤذي مشاعره.والله أعلم.
145,295
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145295
هل يشرع للزاني أن ينسب ولده من الزنا إليه
زوجي يعمل بالخارج بإحدى الدول الأجنبية وكان قبل زواجه بي على علاقة بامرأة أجنبية علاقة غير شرعية ولكنه تركها وأراد أن يبدأ حياة جديدة ويتوب إلي الله وقطع علاقته بها، وبعد زواجنا اكتشف أن المرأة الأجنبية أنجبت طفلا منه وتأكد من أن الطفل هو ابنه بالفعل، فقرر أن يتزوج الأجنبية لينسب الطفل إليه، ولكن الأجنبية عندما علمت أنه متزوج اشترطت عليه لكي يتزوجها أن يطلقني، وزوجي يريد الآن أن يكتب الطفل باسمه دون الزواج منها لكي ينسب إليه الطفل، فما حكم الدين في ذلك؟ وهل يجوز أن ينسب الطفل إليه دون زواج من أمه؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فيجب على زوجك أن يتوب إلى الله مما اقترفه ويقطع علاقته بهذه المرأة حتى يتزوجها إذا كان يريد ذلك، فلا يجوز للمسلم أن يكون على علاقة بامرأة أجنبية عنه وانظري الفتوى رقم:30003.وولد الزنا ينسب لأمه ولا ينسب لأبيه، كما هو مبين بالفتوى رقم:50432.ومن العلماء من ذهب إلى أنه إذا استلحقه المستولد لحقه نسبه، وراجعي في هذا فتوانا بالرقم:46567.وسواء قلنا بلحوقه بالمستولد، أو بعدم لحوقه، فإن تزوجه بأم الطفل بعد إنجابه لا تأثير له في الحكموليس من حق هذه المرأة أن تطلب منه أن يطلقك حتى يتزوجها، ولا ينبغي له أن يطلقك لأجل ذلك، وراجعي الفتوى رقم:50311.وننبه إلى أنه متى ما أمكن الزوج أن يجمع شمل أسرته فتقيم زوجته معه حيث يقيم كان ذلك أفضل فيعف نفسه ويعف زوجته.والله أعلم.
145,299
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145299
ضوابط إجابة من سأل بالله تعالى
أمي أحيانا تقول لي: أسألك بالله أن لا تعملي كذا، أو كذا ـ من أعمال البيت حتى لا تتعبني، ولكنني أقوم بهذه الأعمال لأريحها، فهل علي إثم في ذلك، لأنها سألتني بالله أن لا أفعل؟ علما بأنني أقوم بهذا فقط لأبرها ولا أريدها أن تتعب.وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فننبه ـ أولا ـ إلى أن ما أقدمت عليه أمك من السؤال بالله تعالى غير مشروع، لثبوت النهي عنه، فينبغي نصحها بالكف عن هذا السؤال مستقبلا، وراجعي الفتوى رقم:139405.وكان عليك أن تطيعي أمك فلا تفعلي ما نهتك عنه، لأن من سأل بالله تعالى وجب أن يجاب إلى ما طلب إن كان أمرا مشروعا لا نهي فيه ولا إجحاف، كما في الفتوى السابقة، قالالصنعانيفي سبل السلام:وأنه يجب إعطاء من سأله بالله، وإن كان قد ورد أنه لا يسأل بالله إلا الجنة، فمن سأل من المخلوقين بالله شيئا وجب إعطاؤه إلا أن يكون منهيا عن إعطائه. اهـ.لكن لا إثم عليك في عدم تلبية رغبتها للعذر بالجهل، لأن مثل هذا الأمر مما يعذر فيه بالجهل لخفائه على عامة الناس، وراجعي في ذلك الفتوى رقم:19084.وخصوصا أنك ما فعلته إلا حرصا على البر بها وتحمل المشقة عنها.والله أعلم.
145,203
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145203
ماتت عن زوج وأربع بنات
الرجاء قسم الميراث على الورثة التالي ذكرهم: زوج، وأربع بنات.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم تترك الميتة من الورثة إلا من ذكر، فإن لزوجها الربع ـ فرضا ـ لوجود الفرع الوارث, قال الله تعالى:فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ{النساء: 12}.ولبناتها الثلثان ـ فرضا ـ لقول الله تعالى في الجمع من البنات:فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ{النساء: 11}.والباقي يرد على البنات، فتقسم التركة على ستة عشر سهما, للزوج ربعها ـ أربعة أسهم ـ والباقي اثنا عشر سهما للبنات فرضا وردا, لكل واحدة منهن ثلاثة أسهم فرضا وردا.ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا، أو ديون، أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي ـ إذاً ـ قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية ـ إذا كانت موجودة ـ تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم.
145,207
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145207
شهادة الأنبياء على أممهم
سبق أن توجهت إليكم بسؤال عن مفهوم (شاهدا) في الآية الكريمة 45 الأحزاب، والآيه 41 النساء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. واليوم أضيف هذه الآية الكريمة وقد انتبهت لها ووجدت لها علاقه بمفهوم الشهادة ولا أدري كيف أخرج بمفهوم واضح لمعنى الشاهد من مجموع هذه الآيات الكريمة وبأي صورة فنرجو التوضيح لنا مشكورين الآية 116- 117 المائدة بسم الله الرحمن الرحيم: إذ قال الله ياع يسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قد قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علّام الغيوب* ماقلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد. صدق الله العظيم. ننتظر ردكم مشكورين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن الشهيد والشاهد في الآيات المذكورة يراد به من يشهد على أمته، ومن المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الرسل صلى الله عليهم وسلم يشهدون على أممهم كما قال الله تعالى:وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ.النحل: 89ويدخل في هذاعيسىعليه السلام فقد جاء في تفسيرالثعلبي:"ويوم القيامة يكون" عيسى " عليهم شهيدا" بأنه قد بلغهم رسالة من ربه وأقر له بالعبودية على نفسه, نظير قوله "وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ" المائدة:116 وهو نبي شاهد على أمته , قال الله تعالى:"فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍبِشَهِيدٍ" النساء: 41 وقال تعالى:"وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا"النحل:89.اهـ.وفي تفسيرابن كثير:وقوله:فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا.(النساء:41) يقول تعالى مخبرا عن هول يوم القيامة وشدة أمره وشأنه: فكيف يكون الأمر والحال يوم القيامة وحين يجيء من كل أمة بشهيد يعني الأنبياء عليهم السلام ؟ كما قال تعالى:"وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ "(النساء:69) وقال تعالى:"وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ.النحل :89.اهـ.وفي تفسيرالسعدي:وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ.لماذكرفيما تقدم أنه يبعث "في كل أمة شهيدا" ذكر ذلك أيضا هنا, وخص منهم هذا الرسول الكريم فقال: "وجئنا بك شهيدا على هؤلاء" أي: على أمتك تشهد عليهم بالخير والشر, وهذا من كمال عدل الله تعالى أن كل رسول يشهد على أمته لأنه أعظم اطلاعا من غيره على أعمال أمته, وأعدل وأشفق من أن يشهد عليهم إلا بما يستحقون.وهذا كقوله تعالى:وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًاوقال تعالى:فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ.اهـ.وقال الشيخالأمين الشنقيطيفي أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن:قوله تعالى:"إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا"بينجل وعلا في هذه الآية الكريمة, أنه أرسل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم شاهدا ومبشرا ونذيرا.وقد بين تعالى أنه يبعثه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة شاهدا على أمته , وأنه مبشر للمؤمنين ومنذر للكافرين. قال تعالى في شهادته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة على أمته:فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا(النساء:41)وقوله تعالى:وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ .اهـ.والله أعلم.
145,211
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145211
هل يفسد الصوم بقراءة ما يثير الشهوة
كنت في سن المراهقة وتصفحت رواية أدبية لقراءتها فوجدتها تحتوي كلاما وأوصافا غير أخلاقية ومثيرة. قلت لنفسي ربما لو استمريت في قراءتها قد يبطل صومي لأني كنت أظن أن الشعور بالمتعة فقط يكفي لإبطال الصوم، ثم قلت حسنا سأقرؤها وبعد ذلك أكفر أي كما لو أني تعمدت رفع النية. بعد ذلك قمت بصيام الشهرين لكني لم أستطع الإكمال والآن لا أعرف فعلا حكما صريحا لما فعلت؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالصوم لا يفسد بمجرد قراءة ما يثير الشهوة ـ إذا لم يترتب على القراءة خروج المني، وإن كان قد ينقص الأجر بذلك.وظنك أن قراءة مثل تلك الروايات تفطر الصائم لا يؤثر على الحكم الشرعي، فلا يفطر الصائم إلا بما جعله الشرع مفطرا، وليس بما يظنه الصائم مفطرا ولم يرد الشرع بالإفطار به.وعليه فإن صيامك صحيح، وحتى لو قيل إنه فسد فإن الكفارة لا تجب عند الجمهور في إفساد الصوم إلا إذا كان الإفساد بالجماع فقط كما بيناه في الفتوى رقم:141179.وإن ترتب على القراءة إنزال المني فسد الصوم لأنها ـ أي القراءة ـ فعل ترتب عليه إنزال ويمكن الاحتراز عنه أشبهت تكرار النظر، بل هي أحرى منه، وقد بينا أن تكرار النظر يترتب على الإنزال به فساد الصوم عند كثير من أهل العلم كما في الفتوى رقم:73114.ويجب على السائلة أن تتقي الله تعالى فلا تتعمد المعصية بحجة أنها ستفعل ما يكفرها، وما أدراها فلعلها تقبض روحها قبل أن تتمكن من التوبة أو فعل الكفارة، وقد لا توفق للتوبة لإقدامها على تلك المعصية مع علمها بحرمتها فيجب الحذر من المعاصي وسوء عاقبتها.والله أعلم.
145,213
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145213
تزوج بدون ولي وأنجب ثم طلبها من أبيها وتزوجها
تزوج صديقي من فتاة عرفيا بشهود وبمهر، ولكن بدون ولي، وذلك بعد أن أخذ فتوى من أحد العلماء بأن ذلك حلال وأن السلطان ولي من لا ولي له وأنه كان يخاف على نفسه من العنت وهي كانت تخشى الوقوع فيه وبعد ثلاثة أعوام ذهب إلى أبيها وطلب يدها وتزوجها زواجا موثقا، فهل الفترة التي قضوها في الزواج العرفي تعتبر زواجا شرعيا؟ أم أنهما طوال الوقت كانا يتعاشران في الحرام؟ مع العلم أنهما كانا مقتنعين تماما بأن الزواج صحيح مكتمل الأركان وينقصه شرط واحد ولم تكن هناك أية نية للخيانة، وهل لن ينظر الله إليهما يوم القيامة إذا لم يكن زواجا؟ أرجو البينة الواضحة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فجمهور أهل العلم على أن الولي ركن من أركان النكاح لا ينعقد بدونه، خلافاللإمامأبي حنيفة،والاستشهاد بحديث:السلطان ولي من لا ولي لهـ في غير محله، لأن هذه المرأة لها ولي وهو أبوها وبالتالي، فلا توصف بكونها بغير ولي، لكننا ننبه إلى أن صديقك إذا كان تقليده لمن استفتاه في هذه المسألة هو لثقته بعلمه وورعه فإنه لا يكون عليه من حرج، لأن العامي يجوز له العمل بقول من أفتاه إذا كان واثقا بعلمه وورعه، وراجع الفتوى رقم:5583.لكن تجديد النكاح بحضور ولي المرأة هو الصواب لموافقته مذهب الجمهور، وما حصل من أولاد فهم لا حقون بهذا الزوج للشبهة واعتقاد صحة النكاح، قال شيخ الإسلامابن تيميةفي الفتاوى الكبرى:ومن نكح امرأة نكاحا فاسداً متفقاً على فساده، أو مختلفاً في فساده، فإن ولده منها يلحقه نسبه ويتوارثان باتفاق المسلمين.اهـ.والله أعلم.
145,215
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145215
توفي عن أب وزوجة وخمسة أبناء
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال : (ابن) العدد 5 (أب)۞-للميت ورثة من النساء : (زوجة) العدد 1
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر، فإن لأبيه السدس فرضا لوجود الفرع الوارث قال تعالى:وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُوَلَدٌ. {النساء:11 }. ولزوجته الثمن فرضا لوجود الفرع الوارث, قال تعالى:فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْدَيْنٍ.النساء:12 والباقي لأبنائه الخمسة تعصيبا لقولالنبي صلى الله عليه وسلم:ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر... اهـ. فتقسم التركة على مائة وعشرين سهما. للأب سدسها: عشرون سهما، وللزوجة ثمنها: خمسة عشر سهما، ولكل ابن سبعة عشر سهما .ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقاً لسؤال ورد عليه ، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق ، فقد يكون هناك وراث لا يطلع عليه إلا بعد البحث ، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها ، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال ، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية إذا كانت موجودة ، تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات .والله أعلم
145,217
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145217
دخول الروائح الكريهة إلى غرفة فيها قرآن هل يعد إهانة له
السؤال: أحيانا تدخل الغرف روائح كريهة من الطريق العام وتوجد في هذه الغرف لوحات مكتوب عليها آيات قرآنية، وبالتالي يصعب الاحتراز منها، فكيف يكون التعامل مع هذه الحالة؟ وإن استطعت أن أمنع دخولها ولم أفعل فهل أعتبر آثما؟.وجزاكم الله تعالى عني كل خير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فنريد ـ أولا ـ التنبيه إلى أن تعليق الآيات القرآنية في المنزل من المسائل التي اختلف العلماء فيها بين مانع ومجيز ومفصل،وقد تقدمت لنا فتاوى فيها, يمكنك أن تراجع منها الفتاوى التالية أرقامها:307123572،39978.وأما الروائح التي تأتي من الطريق العام فليس فيها إهانة للقرآن، إذ الإهانة هي كل قول، أوفعل يقضي العرف أن فيه ازدراء , أو فعله صاحبه قصد الازدراء.والله أعلم.
145,219
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145219
مات عن زوجة وثلاثة أبناء وبنت
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال : (ابن) العدد 3۞-للميت ورثة من النساء : (بنت) العدد 1 (زوجة) العدد 1
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإذا لم يترك الميت من الورثة إلا من ذكر فإن لزوجته الثمن فرضا لوجود الفرع الوارث, قال تعالى:فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ.{النساء: 12 }, والباقي للأبناء والبنت تعصيبا للذكر مثل حظ الأنثيين لقول الله تعالى:يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ.{النساء : 11 } فتقسم التركة على ثمانية أسهم , للزوجة ثمنها , سهم واحد , ولكل ابن سهمان , وللبنت سهم واحد .ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقاً لسؤال ورد عليه ، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق ، فقد يكون هناك وراث لا يطلع عليه إلا بعد البحث ، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها ، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال ، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية إذا كانت موجودة ، تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم .
145,223
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145223
ماتت عن ابني أخ شقيق وأوصت بمالها لابن وبنت أختها
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال : (ابن أخ شقيق) العدد 2۞- وصية تركها الميت تتعلق يتركته ، هي : كتبت كل ما تملك لابن و بنت أختها۞- إضافات أخرى : ماتت امرأة وليس لها أصول و لا فروع، وقد مات زوجها قبلها و إخوتها الاربعة 2 ذكور و 2 إناث أيضا ماتوا قبلها. ولها أبناء إخوة و أخوات: ابنان و 6 بنات لأخيها, ابنان و بنت لاختها(أ) ,ابنان لأختها الاخرى أما أخوها الرابع فقد ماتت ابنتاه قبلها. كانت هذه المرأة قد كتبت كل ما تملك لابن و بنت اختها(أ)على أن ينتقل ميراثها كله إليهم بعد موتها . 1) أريد أن أسأل عن تقسيم التركة 2)بالنسبة لابن الاخت (أ) هل له الحق في أخذ الثلث استحقاقا مع نصيبه في بقية التركة أو له الثلث مع أخته و نصيبه في البقية إن كانت المتوفاة كانت قد كتبت لهما قبل وفاة أخيها و لم يكونا وارثين فيكون الثلث بمثابة الوصية, أم له نصيبه فقط؟3)هل يأثم كل من ابن و بنت الاخت إن احتفظا بالميراث بحجة أن خالتهما فعلت ذلك؟ و إن استئذن بقية الورثة و تنازلوا عن حقهم هل تصبح التركة لهما ؟ و كيف يكون سؤال الوارثين؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فنقول ابتداء إن ابن الأخت وبنت الأخت ليسا من الورثة أصلا بل من ذوي الأرحام، وبالتالي تصح الوصية لهما، لكن الوصية بكل المال لهما لا تصح إلا إذا رضي ورثتها - ابنا أخيها الشقيق - بإمضائها, كما بيناه في الفتوى رقم:114249. وعلى هذا فإذا لم تترك الميتة من الورثة إلا ابني أخيها الشقيق وكانت أوصت بكل مالها لابن أختها وبنت أختها، فإن أجاز الواراثان الوصية وكانا بالغين رشيدين أخذ ابن الأخت وبنت الأخت التركة مناصفة بينهما, أو بحسب ما أوصت به إن كانت بينت نصيب كل واحد منهما. والذي فهمناه من السؤال أنها لم تبين, وإن رد الورثة الوصية أخذ ابن الأخت وبنت الأخت الثلث فقط -بينهما مناصفة- وأخذ ابنا الأخ الشقيق الباقي تعصيبا, فتقسم التركة في حالة رد الوصية على ستة أسهم, لابن الأخت سهم واحد وصية, ولبنت الأخت سهم واحد وصية, ولكل ابن أخ شقيق سهمان تعصيبا, ولا يجوز لابن الأخت وبنت الأخت أخذ أخذ التركة قهرا اعتمادا على الوصية إذا رفض الورثة إمضاءها. .ثم إننا ننبه السائل الكريم إلى أن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقاً لسؤال ورد عليه ، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق ، فقد يكون هناك وراث لا يطلع عليه إلا بعد البحث ، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها ، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال ، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية إذا كانت موجودة ، تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات .والله أعلم .
145,229
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145229
الحائل اليسير على أعضاء الوضوء هل يعفى عنه
قرأت في أحد كتب الفقه المالكي لأحد العلماء المعاصرين في بلدنا أنه لا يعد حائلاً في الوضوء جلدة البترة وما كان من الصغر في مثل رأس الإبرة ومثل الشوكة تبقى مغروزة في اللحم وما إلى ذلك مما لا يخلو منه جسم إنسان، فإنه يعفى عنه ولا يعد حائلاً، إذ إن تتبع ذلك من الحرج، ومصدر هذا الحكم على ما أعتقد وفقاً للهامش الموجود بالصفحة التي ورد بها هو مواهب الجليل 1ـ 201.نأمل منكم التفضل بتفسير هذا الحكم وهل يعني ذلك أن الحائل الذي يكون صغيراً مثل حجم حبة التراب ـ على سبيل المثال ـ يعفى عنه؟ ومن ذلك ـ أيضاً ـ ما يوجد في بعض أنواع المكياج الذي تستعمله النساء نوع من الأشياء اللامعة يسمى: الرش ـ والتي تبقى على الجسم وهي في منتهى الصغر مثل حبة التراب وأصغر وماذا يفعل من وجد حائلاً لم يكن متأكدا من وقت تواجده بالجسم أي راوده الشك هل كان قبل الوضوء، أو بعده ولم يكن لديه يقين جازم؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقد اختلف فقهاء المالكية في الحائل اليسير هل يعفى عنه، أو تجب الإعادة؟ والمذهب وجوب الإعادة وأنه لا يعفى عن الحائل ولو كان يسيرا وهو قولابن القاسم،ومن قال من المالكية بالعفو عن اليسير فمراده بعد الوقوع،وأما ابتداء فتجب الإزالة، وهاك بعض ما في مواهب الجليل متعلقا بهذه المسألة،قالالحطابـ رحمه الله:ونزعغير الخاتم من كل حائل في يد، أو غيرها، ويندرج فيه ما يجعله الرماة وغيرهم في أصابعهم من عظم ونحوه، وما يزين به النساء وجوههن وأصابعهن من النقط الذي له جسد وما يكثرن به شعورهن من الخيوط وما يكون في شعر المرأة من حناء، أو حنتيت، أو غيرهما مما له تجسد، أو ما يلصق بالظفر، أو بالذراع، أو غيرهما من عجين، أو زفت، أو شمع، أو نحوها، وقال: فإن قلت لما تحدث ابن رشد على الخاتم في رسم مساجد القبائل من سماع ابن القاسم ذكر فيمن توضأ وقد لصق بظفره، أو بذراعه الشيء اليسير من العجين، أو القير، أو الزفت قولين وقال: الأظهر منهما تخفيف ذلك على ما قاله أبو زيد بن أبي أمية في بعض روايات العتبية ومحمد بن دينار في المدونة خلاف قول ابن القاسم في المدونة وقول أشهب في بعض روايات العتبية، قلت: لا خفاء أن هذا في اليسير بعد الوقوع، وأما ابتداء فلا بد من إزالته. انتهى.وقال نقلا عن صاحب الطراز في بيان خلاف المالكية في المسألة: أما حكم اللمعة فالصحيح المشهور من المذهب وجوب الإيعاب وأنه إن ترك لمعة من مفروضاته لم يجزه، وهو قول الشافعي وحكىالباجيعنمحمد بن دينارفيمن لصق بذراعيه قدر الخيط من العجين وغيره فلا يصل الماء إلى ما تحته فيصلي بذلك لا شيء عليه،قال: وقالابن القاسم:عليه الإعادةووجه المذهب قوله تعالى: فاغسلوا وجوهكم ـ وهذا لم يغسل وجهه وإنما غسل وجهه إلا لمعة، وقوله صلى الله عليه وسلم: أسبغوا الوضوء ـ وقوله لمن ترك قدر ظفر على رجله: أعد الوضوء والصلاة ـ ووجه القول الثاني أن اسم الغسل يثبت بدون ذلك، لأنه لو سقط من الرأس في مسحه هذا القدر لأجزأه، فكذلك الوجه، فإن الكل من أعضاء الطهارة واغتفار ذلك القدر بين الأصابع والخاتم. انتهى.واختار شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ العفو عن يسير ما يحول دون وصول الماء إلى البشرة، ولهذه المسألة مزيد إيضاح وذكر لكلام بعض العلماء من غير المالكية انظره في الفتويين رقم:124350،ورقم:125253.ولا شك في أن الاحتياط هو العمل بقول الجمهور وأن من ترك موضعا لم يغسله، أو كان على أعضاء وضوئه حائل ولو كان يسيرا أن وضوءه لا يصح بذلك،وأما من وجد بعد الوضوء حائلا ولم يدر أكان قبل الوضوء، أو بعده، فإن الأصل تقدير حدوثه بعد الوضوء، لأن الشيء إذا احتملت إضافته إلى زمنين أضيف إلى آخرهما،وقد بينا هذا في الفتوى رقم:137209، فلتراجع.قالالحطاب:والظاهر أن هذا ليس خاصا بالقذى، بل كل حائل حكمه كذلك، وإذا وجد بعد الوضوء وأمكن أن يكون طرأ بعد الوضوء فإنه يحمل على أنه طرأ بعد الوضوء.انتهى.والله أعلم.
145,231
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145231
قضاء الصلوات المتروكة قبل التحقق من نزول دم الحيض
حكم قضاء الصلاة لمن دخل مرحلة ما قبل الحيض؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالسؤال غير واضح، فإن كان المراد قضاء الصلوات التي فاتت قبل البلوغ فإنه لا يجب قضاء شيء منها لأن العبد لا يكون مكلفا إلا بالبلوغ، فإذا ترك العبد شيئا من الصلوات بعد بلوغه لزمه قضاؤها، ولبيان علامات البلوغ التي إذا وجدت إحداها صار المرء مكلفا ووجب عليه قضاء ما تركه من الصلوات تراجع الفتوى رقم:26889.وأما إن كان المقصود السؤال عن قضاء ما تتركه المرأة من الصلوات قبل تحققها من رؤية الحيض فإنه واجب كذلك، فإن المرأة مكلفة بالصلاة لا يجوز لها تركها ما لم تتحقق من رؤية دم الحيض الذي يمنع من الصلاة، وإن كان المراد غير ذلك فليبين لنا لتتسنى لنا إجابته.والله أعلم.
145,233
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145233
معنى عدم التعجل بالإجابة عند الدعاء
ما معنى عدم التعجيل بالإجابة عند الدعاء؟ وهل هذا لا يجوز إذا أردت الله أن يتم لي أمرا بأسرع وقت؟ فأنا أريد أن يرزقني الله بالزوج الصالح قريبا، فماذا ينبغي أن أدعو الله به؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:ففي حديثمسلموالترمذيبيان النبي صلى الله عليه وسلم للاستعجال المذموم في الدعاءلما سأله الصحابة عن قوله صلى الله عليه وسلم:لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم وما لم يستعجل، قالواوما الاستعجال؟ قال يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء.فدل هذا على أن المذموم هو الاستعجال المفضي للملل وترك الدعاء، وأما حرص العبد على تحقيق مطلبه فليس مذموما، ونرجو لمن عمل بآداب الدعاء وتحرى أوقات الإجابة أن يحقق الله مطلبه.واعلمي أن إجابة الدعاء قد تقع بحصول عين ما يدعو به العبدفي الحال، وقد تقع بعد وقت من دعائه، وهذا الوقت لا يعلم مقداره إلا الله، وقد يستجاب للعبد، ولكن لا يحصل له المطلوب بعينه، فإن صور الاستجابة تتنوع، فإما أن يعطى ما سأل، وإما أن يصرف عنه من السوء مثله، وإما أن يدخر له في الآخرة، فقد قال صلى الله عليه وسلم:ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث:إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذاً نكثر! قال: الله أكثر.رواهأحمدوصححهالألباني.قالابن عبد البرفي التمهيد:فيه دليل على أنه لا بد من الإجابة على إحدى هذه الأوجه الثلاثة.اهـ.فكل داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة:فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه. كما قالابن حجرفي فتح الباري.واختيار إحدى هذه الصور الثلاثة من أنواع الإجابة موكول إلى حكمة الله تعالى وعلمه، فهو سبحانه الذي يعلم الغيب وحده، قالابن الجوزيفي كشف المشكل:اعلم أن الله عز وجل لا يرد دعاء المؤمن، غير أنه قد تكون المصلحة في تأخير الإجابة، وقد لا يكون ما سأله مصلحة في الجملة، فيعوضه عنه ما يصلحه، وربما أخر تعويضه إلى يوم القيامة، فينبغي للمؤمن أن لا يقطع المسألة لامتناع الإجابة، فإنه بالدعاء متعبد، وبالتسليم إلى ما يراه الحق له مصلحة مفوض. اهـ.وجاء في فتح الباريلابن حجر:قالالداودي:يخشى على من خالف وقال قد دعوت فلم يستجب لي أن يحرم الإجابة وما قام مقامها من الادخار والتكفير.انتهى.وقد قدمت في أول كتاب الدعاء الأحاديث الدالة على أن دعوة المؤمن لا ترد وأنها إما أن تعجل له الإجابة، وإما أن تدفع عنه من السوء مثلها، وإما أن يدخر له في الآخرة خير مما سأل فأشار الداودي إلى ذلك وإلى ذلك أشار ابن الجوزي بقوله: اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة، أو يعوض بما هو أولى له عاجلا أو آجلا، فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض ومن جملة آداب الدعاء تحري الأوقات الفاضلة كالسجود وعند الأذان ومنها تقديم الوضوء والصلاة واستقبال القبلة ورفع اليدين وتقديم التوبة والاعتراف بالذنب والإخلاص، وافتتاحه بالحمد والثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والسؤال بالأسماء الحسنى وأدلة ذلك ذكرت في هذا الكتاب. اهـ.وجاء في شرح رياض الصالحين للعلامةالشيخابن عثيمين:عنأبي هريرةـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلمقال: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ـ يعني أن الإنسان حري أن يستجيب الله دعاءه إلا إذا عجلومعنى العجلة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقول دعوت ودعوت فلم أر من يستجيب لي فحينئذ يستحسر ويدع الدعاء، وهذا من جهل الإنسان، لأن الله سبحانه وتعالى لا يمنعك ما دعوته به إلا لحكمة، أو لوجود مانع يمنع من إجابة الدعاء، ولكن إذا دعوت الله فادع الله تعالى وأنت مغلب للرجاء على اليأس حتى يحقق الله لك ما تريد، ثم إن أعطاك الله ما سألت فهذا المطلوب، وإن لم يعطك ما سألت فإنه يدفع عنك من البلاء أكثر وأنت لا تدري، أو يدخر ذلك لك عنده يوم القيامة فلا تيأس ولا تستحسر . ادع ما دام الدعاء عبادة فلماذا لا تكثر منه؟ بل أكثر منه استجاب الله لك، أو لم يستجب ولا تستحسر ولا تسئ الظن بالله عز وجل، فإن الله تعالى حكيم يقول الله تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ـ والله الموفق.فإذا تقرر هذا فاضرعي إلى الله تعالى أن يرزقك زوجا صالحا، فادعي بدعوةذي النونوبالاسم الأعظم،فقد أخرجالإمام أحمد والترمذيوغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ـ فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له.وعنأنس بن مالكـ رضي الله عنه ـ قال:كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون بم دعا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.رواهالنسائي والإمام أحمد.وعليك بالاستقامة على الطاعة والعفة والبعد عن الحرام،ففي حديثالبخاري:ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله.وقال الله تعالى:وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ{النور:33}. وقال تعالى:وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.وقال تعالى:وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ { الطلاق: 3}.ويمكن أن تعرضي نفسك بواسطة أحد محارمك على من ترتضين دينه وخلقه، واعلمي أن عرض المرأة نفسها على الرجل وتعريفه رغبتها فيه لصلاحه، أو فضله، أو علمه، أو غير ذلك من الأغراض المحمودة جائز شرعا ولا غضاضة فيه، فقد أخرجالبخاريمن حديثثابت البنانيقال: كنت عند أنس ـ رضي الله عنه ـ وعنده ابنة له، قال أنس: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها، قالت: يا رسول الله ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها واسوأتاه، قال: هي خير منك، رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها.وقد أخرجالبخاريمن حديثعبد الله بن عمرـ رضي الله عنهما:أن عمر بن الخطاب عرض ابنته حفصة على عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ ثم عرضها بعده على أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ وذلك حين تأيمت من خنيس ين حذافة السهمي ـ رضي الله عنه.وقد عرض الرجل الصالح إحدى ابنتيه علىموسىعليه الصلاة والسلام المشار إليه بقوله تعالى:قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ{القصص: 27}.وراجعي الفتاوى التالية أرقامها:111052،125921،63158326551494716946،33345.والله أعلم.
145,237
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145237
توفي عن زوجة وأخ شقيق وأختين شقيقتين
الرجاء حساب الميراث بناء على المعلومات التالية :۞-للميت ورثة من الرجال :(أخ شقيق) العدد 1۞-للميت ورثة من النساء :(زوجة) العدد 1(أخت شقيقة) العدد 2۞- وصية تركها الميت تتعلق بتركته ، هي : أن يرثه أولاد أخته المتوفاة قبله كأنها على قيد الحياة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فالذي يظهر لنا من الوصية أنه أوصى أن يكون لأبناء أخته مثل نصيبها لو كانت حية، وهذه وصية صحيحة نافذة لكونها وصية لغير وارث وبما لا يزيد على الثلث، وهي وصية بمثل نصيب وارث معين؛ لأنها وصية بمثل نصيب أخت شقيقة. قالابن قدامةفي المغني:وَإِنْ أَوْصَى بِنَصِيبِ وَارِثٍ مُعَيَّنٍ، فَلَهُ مِثْلُ نَصِيبِهِ مُزَادًا عَلَى الْفَرِيضَةِ. هَذَا قَوْلُ الْجُمْهُورِ وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ، وَالشَّافِعِيُّ..اهـ.وعلى هذا تحل المسألة على أن الميت ترك زوجة وأخا شقيقا وأختين شقيقتين، فلزوجته الربع فرضا لعدم وجود فرع وارث، قال الله تعالى: ...وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ...{النساء: 12}، والباقي للأخ والأختين تعصيبا للذكر مثل حظ الأنثيين لقول الله تعالى في آية الكلالة: ...وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ...{النساء: 176}، ثم يضاف إلى أصل المسألة مثل نصيب أحد أختيه الشقيقتين، فتقسم التركة على تسعة عشر سهما، للزوجة منها أربعة أسهم، وللأخ الشقيق ستة أسهم، ولكل أخت شقيقة ثلاثة أسهم، ولأولاد أخته المتوفاة ثلاثة أسهم يقسمونه بينهم بالسوية نصيب الذكر كنصيب الأنثى.هذا على تقدير أن الأخت المتوفاة شقيقة، وأما لو كانت أختا من الأب فقط، فإن الوصية تبطل لأنه أوصى بحصة شخص غير وارث، وبالتالي تكون التركة من ستة عشر، وتكون السهام هي نفس السهام المذكورة على تقدير أن الأخت شقيقة، ولو كانت الأخت من الأم فقط فإن التركة تكون من ستة وخمسين للزوجة منها اثنا عشر سهما وللإخوة ستة وثلاثون، وللأخ ثمانية عشر، ولكل أخت تسعة وتكون الوصية ثمانية أسهم تقسم بين أبناء الأخت المتوفاة بالسوية.ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.والله أعلم.
145,241
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145241
حكم طلاق المعتدة الرجعية
حصلت مشكلة بيني وبين زوجتي وقالت لي طلقني فقلت لها: سوف أطلقك، ولكن إذا خرجت من البيت فما لك رجعة إليه ـ وكنت في وقتها غضبان منها، ثم قلت لها أمك تريدك وخرجت من البيت، فهل يقع الطلاق حينها؟ وقد حاولت إرجاعها فرفضت الرجوع وقلت لها أنت طالق اذهبي إلى المحكمة وحصل الطلاق، والسؤال الأول: هل حصل الطلاق الأول المعلق بشرط عندما خرجت من البيت؟ أم الطلاق الثاني الصريح أنت طالق؟.والسؤال الثاني: هل يجوز، أو يقع طلاق المرأة الطلاق الصريح إذا كانت في عدة الطلاق المعلق؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن كان قولك لزوجتك: إن خرجت من البيت فما لك رجعة ـ مرتبطا بقولك: سوف أطلقك ـ بمعنى أنك إن طلقتها ثم خرجت من البيت فلا رجعة لها،فهذا وعد بالطلاق لا يقع به شيء بمجرده، كما سبق في الفتوى رقم:9021.أما إن كنت قصدت تعليق طلاقها على خروجها من البيت، فقد وقع الطلاق بخروجها من البيت وتحتسب طلقة واحدة عند الجمهور، وانظر في ذلك الفتوى رقم:116761.وصدور ذلك منك في حال الغضب لا يمنع وقوع الطلاق ما دام قد صدر منك حال إدراك، وراجع أحوال الطلاق في الغضب في الفتوى رقم:1496.وأما الطلاق الصريح الذي صدر منك: فهو واقع سواء وقع الطلاق المعلق أم لم يقع، واعلم أن طلاق المعتدة الرجعية واقع على قول جمهور العلماء، وانظر الفتوى رقم:22004.والله أعلم.
145,243
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/145243
حكم قتل المرأة نفسها هربا من الاغتصاب
هل البنت التي تختار الانتحار على أن تغتصب تموت كافرة؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فقتل الإنسان نفسه لأي سبب كان لا يخرجه عن ملة الإسلام كارتكاب أي كبيرة من الكبائر غير الشرك بالله تعالى، وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتاوى التالية أرقامها:17335،21282،23031.ولا يجوز للفتاة أن تقدم على قتل نفسها هروبا من الاغتصاب، ولو أنها فعلت لم يسقط ذلك عنها إثم قتل النفس، وانظري الفتوى رقم:125685. والمكرهة على الزنا لا تأثم بذلك، بل ولا حد عليها، كما بينا في الفتويين رقام:31292،ورقم:19424.وننبه إلى أنه يغلب أن يكون سبب الاغتصاب وجود نوع من التفريط من قبل المرأة بالتساهل في أمر الخلوة بالرجال، أو كونها في مكان لا تأمن فيه على نفسها ونحو ذلك، فالواجب عليها أن تتخذ الحيطة والحذر.والله أعلم.