Datasets:

Tiger14n

/

arabic_diacritic

like 0

ان الدماغ محل الحس

أَنَّ الدِّمَاغَ مَحَلُّ الْحِسِّ

وقالت طايفة اخرى منهم محله القلب

وَقَالَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى مِنْهُمْ مَحَلُّهُ الْقَلْبُ

فهو شر من البهايم

فَهُوَ شَرٌّ مِنْ الْبَهَائِمِ

وقيل لبعض الحكماء: من اشجع الناس واحراهم بالظفر في مجاهدته؟

وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاء: مَنْ أَشْجَعُ النَّاسِ وَأَحْرَاهُمْ بِالظَّفَرِ فِي مُجَاهَدَتِه؟

من جاهد الهوى طاعة لربه

مَنْ جَاهَدَ الْهَوَى طَاعَةً لِرَبِّهِ

احترس في مجاهدته من ورود خواطر الهوى على قلبه

احْتَرَسَ فِي مُجَاهَدَتِهِ مِنْ وُرُودِ خَوَاطِرِ الْهَوَى عَلَى قَلْبِهِ

وقال بعض الشعراء قد يدرك الحازم ذو الراي المنى بطاعة الحزم وعصيان الهوى

وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ قَدْ يُدْرِكُ الْحَازِمُ ذُو الرَّأْيِ الْمُنَى بِطَاعَةِ الْحَزْمِ وَعِصْيَانِ الْهَوَى

واما الوجه الثاني فهو ان يخفي الهوى بكره حتى تتموه افعاله على العقل فيتصور القبيح حسنا والضرر نفعا

وَأَمَّا الْوَجْهُ الثَّانِي فَهُوَ أَنْ يُخْفِيَ الْهَوَى بِكُرْهٍ حَتَّى تَتَمَوَّهَ أَفْعَالُهُ عَلَى الْعَقْلِ فَيَتَصَوَّرُ الْقَبِيحَ حَسَنًا وَالضَّرَرَ نَفْعًا

وهذا يدعو اليه احد شييين اما ان يكون للنفس ميل الى ذلك الشيء فيخفى عنها القبيح لحسن ظنها وتتصوره حسنا لشدة ميلها

وَهَذَا يَدْعُو إلَيْهِ أَحَدُ شَيْئَيْنِ إمَّا أَنْ يَكُونَ لِلنَّفْسِ مَيْلٌ إلَى ذَلِكَ الشَّيْءِ فَيَخْفَى عَنْهَا الْقَبِيحُ لِحُسْنِ ظَنِّهَا وَتَتَصَوَّرُهُ حَسَنًا لِشِدَّةِ مَيْلِهَا

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم

وَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

لابي الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي

لِأَبِي الحَسَنْ عَلِيُّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ حَبِيبٍ البَصْرِي المَاوَرْدِي

لان القلب معدن الحياة ومادة الحواس

لِأَنَّ الْقَلْبَ مَعْدِنُ الْحَيَاةِ وَمَادَّةُ الْحَوَاسِّ

حبك الشيء يعمي ويصم اي يعمي عن الرشد

حُبُّكْ الشَّيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ أَيْ يُعْمِي عَنْ الرُّشْدِ

ويصم عن الموعظة

وَيُصِمُّ عَنْ الْمَوْعِظَةِ

وقال علي رضي الله عنه

وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

الهوى عمى

الْهَوَى عَمًى

قال الشاعر: حسن في كل عين من تود عيب المحبوب لا يرى

قَالَ الشَّاعِر: حَسَنٌ فِي كُلِّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدُّ عَيْبُ الْمَحْبُوبِ لَا يُرَى

وقال عبيد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه

وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ولست براء عيب ذي الود كله، ولا بعض ما فيه اذا كنت راضيا

وَلَسْتْ بِرَاءٍ عَيْبَ ذِي الْوُدِّ كُلِّه، وَلَا بَعْضَ مَا فِيهِ إذَا كُنْتْ رَاضِيَا

فعين الرضى عن كل عيب كليلة، ولكن عين السخط تبدي المساويا

فَعَيْنُ الرِّضَى عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَة، وَلَكِنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي الْمَسَاوِيَا

اما السبب الثاني فهو اشتغال الفكر في تمييز ما اشتبه

أَمَّا السَّبَبُ الثَّانِي فَهُوَ اشْتِغَالُ الْفِكْرِ فِي تَمْيِيزِ مَا اشْتَبَهَ

طلب الراحة في اتباع ما استسهل حتى يظن ان ذلك اوفق امريه

طَلَبُ الرَّاحَةَ فِي اتِّبَاعِ مَا اسْتَسْهَلَ حَتَّى يَظُنَّ أَنَّ ذَلِكَ أَوْفَقُ أَمْرَيْهِ

هذا القول في العقل بانه جوهر لطيف فاسد من وجهين

هَذَا الْقَوْلُ فِي الْعَقْلِ بِأَنَّهُ جَوْهَرٌ لَطِيفٌ فَاسِدٌ مِنْ وَجْهَيْنِ

احمد حاليه واغترارا بان الاسهل محمود والاعسر مذموم

أَحْمَدُ حَالَيْهِ وَاغْتِرَارًا بِأَنَّ الْأَسْهَلَ مَحْمُودٌ وَالْأَعْسَرَ مَذْمُومٌ

فلن يعدم ان يتورط بخدع الهوى

فَلَنْ يَعْدَمَ أَنْ يَتَوَرَّطَ بِخِدَعِ الْهَوَى

زينة المكر في كل مخوف حذر ومكروه عسر

زِينَةُ الْمَكْرِ فِي كُلِّ مَخُوفٍ حَذِرٍ وَمَكْرُوهٍ عَسِرٍ

الهوى يقظان والعقل راقد

الْهَوَى يَقْظَانُ وَالْعَقْلُ رَاقِدٌ

فمن ثم غلب

فَمِنْ ثَمَّ غَلَبَ

قال سليمان بن وهب الهوى امنع والراي انفع

قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ وَهْبٍ الْهَوَى أَمْنَعُ وَالرَّأْيُ أَنْفَعُ

قيل في المثل العقل وزير ناصح، والهوى وكيل فاضح

قِيلَ فِي الْمَثَلِ الْعَقْلُ وَزِيرٌ نَاصِح، وَالْهَوَى وَكِيلٌ فَاضِحٌ

وقال الشاعر اذا المرء اعطى نفسه كلما اشتهت ولم ينهها تاقت الى كل باطل

وَقَالَ الشَّاعِرُ إذَا الْمَرْءُ أَعْطَى نَفْسَهُ كُلَّمَا اشْتَهَتْ وَلَمْ يَنْهَهَا تَاقَتْ إلَى كُلِّ بَاطِلِ

وساقت اليه الاثم والعار بالذي دعته اليه من حلاوة عاجل

وَسَاقَتْ إلَيْهِ الْإِثْمَ وَالْعَارَ بِاَلَّذِي دَعَتْهُ إلَيْهِ مِنْ حَلَاوَةِ عَاجِلِ

العين رايد الشهوة

الْعَيْنُ رَائِدُ الشَّهْوَةِ

ان الجواهر متماثلة فلا يصح

إنَّ الْجَوَاهِرَ مُتَمَاثِلَةٌ فَلَا يَصِحُّ

العقل رايد الحق

الْعَقْلُ رَائِدُ الْحَقِّ

حسم السبب الاول ان يجعل فكر قلبه حكما على نظر عينه

حَسْمُ السَّبَبِ الْأَوَّلِ أَنْ يَجْعَلَ فِكْرَ قَلْبِهِ حَكَمًا عَلَى نَظَرِ عَيْنِهِ

ان العين رايد الشهوة، والشهوة من دواعي الهوى

إِنَّ الْعَيْنَ رَائِدُ الشَّهْوَة، وَالشَّهْوَةُ مِنْ دَوَاعِي الْهَوَى

القلب رايد الحق، والحق من دواعي العقل

الْقَلْبُ رَائِدُ الْحَقِ، وَالْحَقُّ مِنْ دَوَاعِي الْعَقْلِ

وقال بعض الحكماء نظر الجاهل بعينه وناظريه

وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ نَظَرُ الْجَاهِلِ بِعَيْنِهِ وَنَاظِرَيْهِ

ونظر العاقل بقلبه وخاطره ثم يتهم نفسه في صواب ما احبت وتحسين ما اشتهت ليصح له الصواب ويتبين له الحق

وَنَظَرُ الْعَاقِلِ بِقَلْبِهِ وَخَاطِرِهِ ثُمَّ يَتَّهِمُ نَفْسَهُ فِي صَوَابِ مَا أَحَبَّتْ وَتَحْسِينِ مَا اشْتَهَتْ لِيَصِحَّ لَهُ الصَّوَابُ وَيَتَبَيَّنَ لَهُ الْحَقُّ

فان الحق اثقل محملا واصعب مركبا

فَإِنَّ الْحَقَّ أَثْقَلُ مَحْمَلًا وَأَصْعُبُ مَرْكَبًا

فان اشكل عليه امران اجتنب احبهما اليه، وترك اسهلهما عليه

فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ اجْتَنِبْ أَحَبَّهُمَا إلَيْه، وَتَرَكَ أَسْهَلَهُمَا عَلَيْهِ

ان النفس عن الحق انفر

إِنَّ النَّفْسَ عَنْ الْحَقِّ أَنْفَرُ

ان يوجب بعضها ما لا يوجب سايرها

أَنْ يُوجِبَ بَعْضُهَا مَا لَا يُوجِبُ سَائِرُهَا

وللهوى اثر اذا اشتبه امران عليك فاترك اسهلهما

وَلِلْهَوَى آثَرُ إذَا اشْتَبَهَ أَمْرَانِ عَلَيْكَ فَاتْرُكْ أَسْهَلَهُمَا

وقد قال العباس بن عبد المطلب

وَقَدْ قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

اذا اشتبه عليك امران فدع احبهما اليك وخذ اثقلهما عليك

إذَا اشْتَبَهَ عَلَيْكْ أَمْرَانِ فَدَعْ أَحَبَّهُمَا إلَيْكْ وَخُذْ أَثْقَلَهُمَا عَلَيْك

علة هذا القول هو ان الثقيل يبطي النفس عن التسرع اليه فيصح مع الابطاء وتطاول الزمان صواب ما استعجم

عِلَّةُ هَذَا الْقَوْلِ هُوَ أَنَّ الثَّقِيلَ يُبْطِئُ النَّفْسَ عَنْ التَّسَرُّعِ إلَيْهِ فَيَصِحُ مَعَ الْإِبْطَاءِ وَتَطَاوُلِ الزَّمَانِ صَوَابُ مَا اسْتَعْجَمَ

وقد قال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه

وَقَدْ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ

من تفكر ابصر

مَنْ تَفَكَّرَ أَبْصَرَ

المحبوب السهل تسرع النفس اليه وتعجل بالاقدام عليه فيقصر الزمان عن تصفحه ويفوت استدكاره لتقصير فعله

الْمَحْبُوبُ الْسْهَلُ تَسْرُعُ النَّفْسُ إلَيْهِ وَتُعَجِّلُ بِالْإِقْدَامِ عَلَيْهِ فَيَقْصُرُ الزَّمَانُ عَنْ تَصَفُّحِهِ وَيَفُوتُ اسْتِدْكُارُهُ لِتَقْصِيرِ فِعْلِهِ

فلا ينفع التصفح بعد العمل والاستدراك بعد الفوات

فَلَا يَنْفَعُ التَّصَفُّحُ بَعْدَ الْعَمَلِ وَالْإِسْتِدْرَاكُ بَعْدَ الْفَوَاتِ

وقال بعض الحكماء

وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ

ما كان عنك معرضا فلا تكن به

مَا كَانَ عَنْكْ مُعْرِضًا فَلَا تَكُنْ بِهِ

ولو اوجب سايرها ما يوجب بعضها لاستغنى العاقل بوجود نفسه عن وجود عقله

وَلَوْ أَوْجَبَ سَائِرُهَا مَا يُوجِبُ بَعْضَهَا لَاسْتَغْنَى الْعَاقِلُ بِوُجُودِ نَفْسِهِ عَنْ وُجُودِ عَقْلِهِ

طلاب ما قد فات جهل وذكر المرء ما لا يستطيع

طِلَابُ مَا قَدْ فَاتَ جَهْلً وَذِكْرُ الْمَرْءِ مَا لَا يَسْتَطِيعُ

اترك الهوى تسلم

اتُرِكْ الْهَوَى تَسْلَمْ

ولقد وصف بعض البلغاء حال الهوى وما يقارنه من محن الدنيا

وَلَقَدْ وَصَفَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ حَالَ الْهَوَى وَمَا يُقَارِنُهُ مِنْ مِحَنِ الدُّنْيَا

فقال الهوى مطية الفتنة والدنيا دار المحنة

فَقَالَ الْهَوَى مَطِيَّةُ الْفِتْنَةِ وَالدُّنْيَا دَارُ الْمِحْنَةِ

فاترك الهوى تسلم واعرض عن الدنيا تغنم

فَاتْرُكْ الْهَوَى تَسْلَمْ وَأَعْرِضْ عَنْ الدُّنْيَا تَغْنَمْ

ولا يغرنك هواك بطيب الملاه، ولا تفتنك دنياك بحسن العواري

وَلَا يَغُرَّنَّكَ هَوَاكْ بِطَيِّبِ الْمَلَاه، وَلَا تَفْتِنُكْ دُنْيَاكْ بِحُسْنِ الْعَوَارِيّ

فمدة اللهو تنقطع وعارية الدهر ترتجع

فَمُدَّةُ اللَّهْوِ تَنْقَطِعُ وَعَارِيَّةُ الدَّهْرِ تُرْتَجَعُ

ويبقى عليك ما ترتكبه من المحارم وتكتسبه من الماثم

وَيَبْقَى عَلَيْكْ مَا تَرْتَكِبُهُ مِنْ الْمَحَارِمِ وَتَكْتَسِبُهُ مِنْ الْمَآثِمِ

وقال علي بن عبد الله الجعفري

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفَرِيُّ

والثاني ان الجوهر يصح قيامه بذاته

وَالثَّانِي أَنَّ الْجَوْهَرَ يَصِحُّ قِيَامُهُ بِذَاتِهِ

سمعتني امراة بالطواف، وانا انشد اهوى هوى الدين واللذات تعجبن فكيف لي بهوى اللذات والدين؟

سَمِعَتْنِي امْرَأَةٌ بِالطَّوَاف، وَأَنَا أُنْشِدُ أَهْوَى هَوَى الدِّينِ وَاللَّذَّاتُ تُعْجِبُنِ فَكَيْفَ لِي بِهَوَى اللَّذَّاتِ وَالدِّين؟

فقالت هما ضرتان فذر ايتهما شيت وخذ الاخرى

فَقَالَتْ هُمَا ضَرَّتَانِ فَذَرْ أَيَّتُهُمَا شِئْتْ وَخُذْ الْأُخْرَى

فاما الفرق ما بين الهوى والشهوة مع اجتماعهما في العلة والمعلول واتفاقهما في الدلالة والمدلول

فَأَمَّا الفَرْقُ مَا بَيْنَ الْهَوَى وَالشَّهْوَةِ مَعَ اجْتِمَاعِهِمَا فِي الْعِلَّةِ وَالْمَعْلُولِ وَاتِّفَاقِهِمَا فِي الدَّلَالَةِ وَالْمَدْلُولِ

فهو ان الهوى مختص بالاراء والاعتقادات والشهوة مختصة بنيل المستلذات

فَهُوَ أَنَّ الْهَوَى مُخْتَصٌّ بِالْآرَاءِ وَالِاعْتِقَادَاتِ وَالشَّهْوَةَ مُخْتَصَّةٌ بِنَيْلِ المُسْتَلَذَّاتِ

فصارت الشهوة من نتايج الهوى وهي اخص والهوى اصل

فَصَارَتْ الشَّهْوَةُ مِنْ نَتَائِجِ الْهَوَى وَهِيَ أَخَصُّ وَالْهَوَى أَصْلٌ

وهو اعم

وَهُوَ أَعَمُّ

ان يكفينا دواعي الهوى ويصرف عنا سبل الردى

أَنْ يَكْفِيَنَا دَوَاعِيَ الْهَوَى وَيَصْرِفَ عَنَّا سُبُلَ الرَّدَى

ويجعل التوفيق لنا قايدا والعقل لنا مرشدا

وَيَجْعَلَ التَّوْفِيقَ لَنَا قَائِدًا وَالْعَقْلَ لَنَا مُرْشِدًا

لو كان العقل جوهرا، لجاز ان يكون عقل بغير عقل

لَوْ كَانَ الْعَقْلُ جَوْهَرًا، لَجَازَ أَنْ يَكُونَ عَقْلٌ بِغَيْرِ عَقْلٍ

فقد روي ان الله تعالى اوحى الى عيسى ابن مريم عليه السلام

فَقَدْ رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

عظ نفسك، فان اعتظت فعظ الناس والا فاستحي مني

عِظْ نَفْسَك، فَإِنْ اعْتَظَتَ فَعِظْ النَّاسَ وَإِلَّا فَاسْتَحْيِ مِنِّي

وقال محمد بن كناسة يا من روى ادبا فلم يعمل به ويكف عن زيغ الهوى باديب

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ يَا مَنْ رَوَى أَدَبًا فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ وَيَكُفَّ عَنْ زَيْغِ الْهَوَى بِأَدِيبِ

حتى يكون بما تعلم عاملا من صالح فيكون غير معيب

حَتَّى يَكُونَ بِمَا تَعَلَّمَ عَامِلًا مِنْ صَالِحٍ فَيَكُونَ غَيْرَ مَعِيبِ

ولقلما تغني اصابة قايل افعاله افعال غير مصيب

وَلَقَلَّمَا تُغْنِي إصَابَةُ قَائِلٍ أَفْعَالُهُ أَفْعَالُ غَيْرِ مُصِيبِ

وقال اخر

وَقَالَ آخَرُ

يا ايها الرجل المعلم غيره

يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ

هلا لنفسك كان ذا التعليم

هَلَّا لِنَفْسِكْ كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ

تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى

تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى

كيما يصح به وانت سقيم

كَيْمَا يَصِحَّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ

ابدا بنفسك فانهها عن غيها

ابْدَأْ بِنَفْسِكْ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا

كما جاز ان يكون جسم بغير عقل

كَمَا جَازَ أَنْ يَكُونَ جِسْمٌ بِغَيْرِ عَقْلٍ

فاذا انتهت عنه فانت حكيم

فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ

فهناك تعذر ان وعظت ويقتدى بالقول منك ويقبل التعليم

فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى بِالْقَوْلِ مِنْكْ وَيُقْبَلُ التَّعْلِيمُ

لا تنه عن خلق وتاتي بمثله

لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ بمِثْلِهِ

عار عليك اذا فعلت عظيم من عاب شييا وعمل به

عَارٌ عَلَيْكْ إذَا فَعَلْتْ عَظِيمُ مَنْ عَابَ شَيْئَاً وَعَمِلَ بِهِ

حكى ابو فروة ان طارقا صاحب شرطة خالد القسري

حَكَى أَبُو فَرْوَةَ أَنَّ طَارِقًا صَاحِبَ شُرْطَةِ خَالِدٍ الْقَسْرِيِ

مر بابن شبرمة وطارق في موكبه

مَرَّ بِابْنِ شُبْرُمَةَ وَطَارِقٍ فِي مَوْكِبِهِ

فقال ابن شبرمة

فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ

اراها وان كانت تخب كانها

أَرَاهَا وَإِنْ كَانَتْ تَخُبُّ كَأَنَّهَا

سحابة صيف عن قريب تقشع

سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَرِيبٍ تَقَشَّعُ

اللهم لي ديني ولهم دنياهم

اللَّهُمَّ لِي دِينِي وَلَهُمْ دُنْيَاهُمْ

فاستعمل ابن شبرمة بعد ذلك على القضاء

فَاسْتُعْمِلَ ابْنُ شُبْرُمَةَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْقَضَاءِ

فامتنع بهذين ان يكون العقل جوهرا

فَامْتَنَعَ بِهَذَيْنِ أَنْ يَكُونَ الْعَقْلُ جَوْهَرًا

فقال له ابنه ابو بكر اتذكر قولك يوم كذا اذ مر بك طارق في موكبه

فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ أَتَذْكُرُ قَوْلَكْ يَوْمَ كَذَا إذْ مَرَّ بِكْ طَارِقٌ فِي مَوْكِبِهِ

فقال يا بني نهم يجدون مثل ابيك

فَقَالَ يَا بُنَيَّ نَّهُمْ يَجِدُونَ مِثْلَ أَبِيك