Datasets:

Tiger14n

/

arabic_diacritic

like 0

اما سمعتم قول الفجار لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير

أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الْفُجَّارِ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ

ثم اخبر الفرزدق بشعر جرير ولم يخبره بحدسه فقال الفرزدق

ثُمَّ أَخْبَرَ الْفَرَزْدَقَ بِشِعْرِ جَرِيرٍ وَلَمْ يُخْبِرْهُ بِحَدْسِهِ فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ

كذاك سيوف الهند تنبوا ظباتها، وتقطع احيانا مناط التمايم

كَذَاكْ سُيُوفُ الْهِنْدِ تَنْبُوا ظُبَاتُهَا، وَتَقْطَعُ أَحْيَانًا مَنَاطَ التَّمَائِمِ

ولن نقتل الاسرى ولكن نفكهم، اذا اثقل الاعناق حمل المغارم

وَلَنْ نَقْتُلَ الْأَسْرَى وَلَكِنْ نَفُكُّهُم، إذَا أَثْقَلَ الْأَعْنَاقَ حَمْلُ الْمَغَارِمِ

وهل ضربة الرومي جاعلة لكم

وَهَلْ ضَرْبَةُ الرُّومِيِّ جَاعِلَةٌ لَكُمْ

ابا عن كليب او اخا مثل دارم

أَبًا عَنْ كُلَيْبٍ أَوْ أَخًا مِثْلَ دَارِمِ

فشاع حديث الفرزدق بهذا حتى حكي ان المهدي اتى باسرى من الروم فامر بقتلهم

فَشَاعَ حَدِيثُ الْفَرَزْدَقِ بِهَذَا حَتَّى حُكِيَ أَنَّ الْمَهْدِيَّ أَتَى بِأَسْرَى مِنْ الرُّومِ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِمْ

وكان عنده شبيب بن شيبة فقال له: اضرب عنق هذا العلج

وَكَانَ عِنْدَهُ شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ فَقَالَ لَه: اضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْعِلْجِ

فقال يا امير المومنين قد علمت ما ابتلي به الفرزدق فعير به قوم الى اليوم

فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْتْ مَا اُبْتُلِيَ بِهِ الْفَرَزْدَقُ فَعُيِّرَ بِهِ قَوْمٌ إلَى الْيَوْمِ

جميع تسجيلات ليبري بوكس في المجال العام

جَمِيعُ تَسْجِيلاَتِ لِيبْريِ بُوكْسْ فِي الْمَجَالِ الْعَامْ

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه

وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

وكان ابو الهول الشاعر حاضرا

وَكَانَ أَبُو الْهَوْلِ الشَّاعِرُ حَاضِرًا

جزعت من الرومي وهو مقيد فكيف ولو لاقيته وهو مطلق

جَزِعْتْ مِنْ الرُّومِيِّ وَهُوَ مُقَيَّدٌ فَكَيْفَ وَلَوْ لَاقَيْتَهُ وَهُوَ مُطْلَقُ

دعاك امير المومنين لقتله فكاد شبيب عند ذلك يفرق

دَعَاكْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِقَتْلِهِ فَكَادَ شَبِيبٌ عِنْدَ ذَلِكَ يَفْرَقُ

تنح شبيبا عن قراع كتيبة

تَنَحَّ شَبِيبًا عَنْ قِرَاعِ كَتِيبَةٍ

وادن شبيبا من كلام يلفق

وَادْنُ شَبِيبًا مِنْ كَلَامٍ يُلَفَّقُ

وليس العجب من كلام الفرزدق - ان صح- من جودة القريحتي

وَلَيْسَ الْعَجَبُ مِنْ كَلَامِ الْفَرَزْدَقِ - إنْ صَحَّ- مِنْ جَوْدَةِ الْقَرِيحَتَيْ

لكن من اتفاق الخاطرين

لَكِنْ مِنْ اتِّفَاقِ الْخَاطِرَيْنِ

لمثل ذلك قالت الحكماء اية العقل سرعة الفهم وغايته اصابة الوهم

لِمِثْلِ ذَلِكَ قَالَتْ الْحُكَمَاءُ آيَةُ الْعَقْلِ سُرْعَةُ الْفَهْمِ وَغَايَتُهُ إصَابَةُ الْوَهْمِ

سرعة الخاطر وليس لمن منح جودة القريحة وسرعة الخاطر عجز عن جواب

سُرْعَةُ الْخَاطِرْ وَلَيْسَ لِمَنْ مُنِحَ جَوْدَةَ الْقَرِيحَةِ وَسُرْعَةَ الْخَاطِرِ عَجْزٌ عَنْ جَوَابْ

اصل الرجل عقله وحسبه دينه

أَصْلُ الرَّجُلِ عَقْلُهُ وَحَسَبُهُ دِينُهُ

كما قيل لعلي رضي الله عنه

كَمَا قِيلَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

كيف يحاسب الله العباد على كثرة عددهم؟

كَيْفَ يُحَاسِبُ اللَّهُ الْعِبَادَ عَلَى كَثْرَةِ عَدَدِهِم؟

قال كما يرزقهم على كثرة عددهم

قَالَ كَمَا يَرْزُقُهُمْ عَلَى كَثْرَةِ عَدَدِهِمْ

وقيل لعبد الله بن عباس: اين تذهب الارواح اذا فارقت الاجساد؟

وَقِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس: أَيْنَ تَذْهَبُ الْأَرْوَاحُ إذَا فَارَقَتْ الْأَجْسَاد؟

اين تذهب نار المصابيح عند فناء الادهان؟

أَيْنَ تَذْهَبُ نَارُ الْمَصَابِيحِ عِنْدَ فَنَاءِ الْأَدْهَان؟

وهذان الجوابان جوابا اسكات تضمنا دليلي اذعان وحجتي قهر

وَهَذَانِ الْجَوَابَانِ جَوَابَا إسْكَاتٍ تَضَمَّنَا دَلِيلَيْ إذْعَانٍ وَحُجَّتَيْ قَهْرٍ

ومن غير هذا الفن وان كان مسكتا ما حكي عن ابليس - لعنه الله - انه حين ظهر لعيسى ابن مريم عليه السلام

وَمِنْ غَيْرِ هَذَا الْفَنِّ وَإِنْ كَانَ مُسْكِتًا مَا حُكِيَ عَنْ إبْلِيسَ - لَعَنَهُ اللَّهُ - أَنَّهُ حِينَ ظَهَرَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

الست تقول انه لن يصيبك الا ما كتبه الله عليك

أَلَسْتْ تَقُولُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَكْ إلَّا مَا كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْك

قال نعم. قال فارم نفسك من ذروة هذا الجبل

قَالَ نَعَم. قَالَ فَارْمِ نَفْسَكْ مِنْ ذُرْوَةِ هَذَا الْجَبَلِ

فانه ان يقدر لك السلامة تسلم

فَإِنَّهُ إنْ يُقَدِّرْ لَكْ السَّلَامَةَ تَسْلَمْ

فقال له يا ملعون

فَقَالَ لَهُ يَا مَلْعُونُ

ومروءته خلقه

وَمُرُوءَتُهُ خُلُقُهُ

ان لله ان يختبر عباده وليس للعبد ان يختبر ربه

إنَّ لِلَّهِ أَنْ يَخْتَبِرَ عِبَادَهُ وَلَيْسَ لِلْعَبْدِ أَنْ يَخْتَبِرَ رَبَّهُ

ومثل هذا الجواب لا يستغرب من انبياء الله تعالى الذين امدهم بوحيه وايدهم بنصره، وانما يستغرب ممن يلجا الى خاطره ويعول على بديهته

وَمِثْلُ هَذَا الْجَوَابِ لَا يُسْتَغْرَبُ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِينَ أَمَدَّهُمْ بِوَحْيِهِ وَأَيَّدَهُمْ بِنَصْرِه، وَإِنَّمَا يُسْتَغْرَبُ مِمَّنْ يَلْجَأُ إلَى خَاطِرِهِ وَيُعَوِّلُ عَلَى بَدِيهَتِهِ

وروى قثم بن عباس رضي الله عنهما قال قيل لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه كم بين السماء والارض؟قال دعوة مستجابة

وَرَوَى قُثَمُ بْنُ عَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْض؟قَالَ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ

قيل فكم بين المشرق والمغرب؟

قِيلَ فَكَمْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِب؟

قال مسيرة يوم للشمس

قَالَ مَسِيرَةُ يَوْمٍ لِلشَّمْسْ

فكان هذا السوال من سايله اما اختبارا، واما استبصارا

فَكَانَ هَذَا السُّؤَالُ مِنْ سَائِلِهِ إمَّا اخْتِبَارًا، وَإِمَّا اسْتِبْصَارًا

فصدر عنه من الجواب ما اسكت اكتمال العقل

فَصَدَرَ عَنْهُ مِنْ الْجَوَابِ مَا أَسْكَتْ اكْتِمَالُ الْعَقْلِ

رحمه الله ما استودع الله احدا عقلا الا استنقذه به يوما ما

رَحِمَهُ اللَّهُ مَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ أَحَدًا عَقْلًا إلَّا اسْتَنْقَذَهُ بِهِ يَوْمًا مَا

فاما اذا اجتمع هذان الوجهان في العقل المكتسب

فَأَمَّا إذَا اجْتَمَعَ هَذَانِ الْوَجْهَانِ فِي الْعَقْلِ الْمُكْتَسَبِ

وهو ما ينميه فرط الذكاء

وَهُوَ مَا يُنَمِّيهِ فَرْطُ الذَّكَاءِ

بجودة الحدس وصحة القريحة بحسن البديهة

بِجَوْدَةِ الْحَدْسِ وَصِحَّةِ الْقَرِيحَةِ بِحُسْنِ الْبَدِيهَةِ

مع ما ينميه الاستعمال بطول التجارب ومرور الزمان بكثرة الاختبار

مَعَ مَا يُنَمِّيهْ الِاسْتِعْمَالُ بِطُولِ التَّجَارِبِ وَمُرُورِ الزَّمَانِ بِكَثْرَةِ الِاخْتِبَارِ

فهو العقل الكامل على الاطلاق

فَهُوَ الْعَقْلُ الْكَامِلُ عَلَى الْإِطْلَاقِ

في الرجل الفاضل الاستحقاق روى انس بن مالك - رضي الله عنه - قال اثني على رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير

فِي الرَّجُلِ الْفَاضِلِ الِاسْتِحْقَاقِ رَوَى أَنَسُ بْنُ مَالِكْ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ أُثْنِيَ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْرٍ

كيف عقله؟

كَيْفَ عَقْلُه؟

قالوا يا رسول الله نثني عليه بالعبادة واصناف الخير وتسالنا عن عقله؟

قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُثْنِي عَلَيْهِ بِالْعِبَادَةِ وَأَصْنَافِ الْخَيْرِ وَتَسْأَلُنَا عَنْ عَقْلِهِ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ

ان الاحمق العابد يصيب بجهله اعظم من فجور الفاجر

إنَّ الْأَحْمَقَ الْعَابِدْ يُصِيبُ بِجَهْلِهِ أَعْظَمَ مِنْ فُجُورِ الْفَاجِر

وقال بعض الحكماء العقل افضل مرجو

وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ الْعَقْلُ أَفْضَلُ مَرْجُوٍّ

وانما يقرب الناس من ربهم بالزلف

وَإِنَّمَا يَقْرَبُ النَّاسُ مِنْ رَبِّهِمْ بِالزُّلَفِ

على قدر عقولهم زيادة العقل المكتسب

عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ زِيَادَةُ الْعَقْلِ الْمُكْتَسَبْ

واختلف الناس في العقل المكتسب اذا تناهى وزاد هل يكون فضيلة ام لا؟

وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْعَقْلِ الْمُكْتَسَبِ إذَا تَنَاهَى وَزَادَ هَلْ يَكُونُ فَضِيلَةً أَمْ لَا؟

فقال قوم لا يكون فضيلة لان الفضايل هييات متوسطة بين فضيلتين ناقصتين

فَقَالَ قَوْمْ لَا يَكُونُ فَضِيلَةً لِأَنَّ الْفَضَائِلَ هَيْئَاتٌ مُتَوَسِّطَةٌ بَيْنَ فَضِيلَتَيْنِ نَاقِصَتَيْنِ

كما ان الخير توسط بين رذيلتين فما جاوز التوسط خرج عن حد الفضيلة

كَمَا أَنَّ الْخَيْرَ تَوَسُّطٌ بَيْنَ رَذِيلَتَيْنِ فَمَا جَاوَزَ التَّوَسُّطَ خَرَجَ عَنْ حَدِّ الْفَضِيلَةِ

وقد قالت الحكماء للاسكندر

وَقَدْ قَالَتْ الْحُكَمَاءُ لِلْإِسْكَنْدَرِ

ايها الملك عليك بالاعتدال في كل الامور

أَيُّهَا الْمَلِكُ عَلَيْكْ بِالِاعْتِدَالِ فِي كُلِّ الْأُمُورِ

فان الزيادة عيب والنقص عجز

فَإِنَّ الزِّيَادَةَ عَيْبٌ وَالنُّقْصَ عَجْزٌ

هذا مع ما وردت به السنة

هَذَا مَعَ مَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ

والجهل انكى عدو

وَالْجَهْلُ أَنْكَى عَدُوٍّ

وقال بعض الادباء

وَقَالَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ

خير الامور اوساطها

خَيْرُ الْأُمُورِ أَوْسَاطُهَا

وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

خير الامور النمط الاوسط اليه يرجع العالي ومنه يلحق التالي

خَيْرُ الْأُمُورِ النَّمَطُ الْأَوْسَطُ إلَيْهِ يَرْجِعُ الْعَالِي وَمِنْهُ يَلْحَقُ التَّالِي

وقال الشاعر: لا تذهبن في الامور فرطا، لا تسالن ان سالت شططا، وكن من الناس جميعا وسطا

وَقَالَ الشَّاعِر: لَا تَذْهَبَنَّ فِي الْأُمُورِ فَرَطَا، لَا تَسْأَلَنَّ إنْ سَأَلْتْ شَطَطَا، وَكُنْ مِنْ النَّاسِ جَمِيعًا وَسَطَا

زيادة العقل تفضي الى الدهاء

زِيَادَةَ الْعَقْلِ تُفْضِي إلَى الدَّهَاءِ

لان زيادة العقل تفضي بصاحبها الى الدهاء والمكر وذلك مذموم وصاحبه ملوم

لِأَنَّ زِيَادَةَ الْعَقْلِ تُفْضِي بِصَاحِبِهَا إلَى الدَّهَاءِ وَالْمَكْرِ وَذَلِكَ مَذْمُومٌ وَصَاحِبُهُ مَلُومٌ

وقد امر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابا موسى الاشعري ان يعزل زيادا عن ولايته

وَقَدْ أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ أَنْ يَعْزِلَ زِيَادًا عَنْ وِلَايَتِهِ

فقال زياد يا امير المومنين اعن موجدة او خيانة؟

فَقَالَ زِيَادٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعَنْ مُوجِدَةٍ أَوْ خِيَانَة؟

صديق كل امري عقله وعدوه جهله

صَدِيقُ كُلِّ امْرِئٍ عَقْلُهُ وَعَدُوُّهُ جَهْلُهُ

فقال لا عن واحدة منهما ولكن خفت ان احمل على الناس فضل عقلك

فَقَالَ لَا عَنْ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا وَلَكِنْ خِفْتْ أَنْ أَحْمِلَ عَلَى النَّاسِ فَضْلَ عَقْلِك

ولاجل هذا المحكي عن عمر ما قيل قديما افراط العقل مضر بالجسد

وَلِأَجْلِ هَذَا الْمَحْكِيِّ عَنْ عُمَرَ مَا قِيلَ قَدِيمًا إفْرَاطُ الْعَقْلِ مُضِرٌّ بِالْجَسَدِ

وقال بعض الحكماء كفاك من عقلك ما دلك على سبيل رشدك

وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ كَفَاكْ مِنْ عَقْلِكْ مَا دَلَّكْ عَلَى سَبِيلِ رُشْدِك

وقال بعض البلغاء قليل يكفي خير من كثير يطغي

وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ قَلِيلٌ يَكْفِي خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُطْغِي

زيادة العقل فضيلة

زِيَادَةُ الْعَقْلِ فَضِيلَةٌ

وقال اخرون، وهو اصح القولين

وَقَالَ آخَرُون، وَهُوَ أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ

زيادة العقل فضيلة لان المكتسب غير محدود وانما تكون زيادة الفضايل المحمودة نقصا مذموما

زِيَادَةُ الْعَقْلِ فَضِيلَةٌ لِأَنَّ الْمُكْتَسَبَ غَيْرُ مَحْدُودٍ وَإِنَّمَا تَكُونُ زِيَادَةُ الْفَضَائِلِ الْمَحْمُودَةِ نَقْصًا مَذْمُومًا

لان ما جاوز الحد لا يسمى فضيلة

لِأَنَّ مَا جَاوَزَ الْحَدَّ لَا يُسَمَّى فَضِيلَةً

السخي اذا زاد على حد السخاء نسب الى التبذير

السَّخِيُّ إذَا زَادَ عَلَى حَدِّ السَّخَاءِ نُسِبَ إلَى التَّبْذِيرِ

قال بعض البلغاء: خير المواهب العقل

قَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاء: خَيْرُ الْمَوَاهِبِ الْعَقْلُ

وليس كذلك حال العقل المكتسب لان الزيادة فيه زيادة علم بالامور وحسن اصابة بالظنون

وَلَيْسَ كَذَلِكَ حَالُ الْعَقْلِ الْمُكْتَسَبِ لِأَنَّ الزِّيَادَةَ فِيهِ زِيَادَةُ عِلْمٍ بِالْأُمُورِ وَحُسْنِ إصَابَةٍ بِالظُّنُونِ

ومعرفة ما لم يكن الى ما يكون

وَمَعْرِفَةُ مَا لَمْ يَكُنْ إلَى مَا يَكُونْ

وذلك فضيلة لا نقص

وَذَلِكَ فَضِيلَةٌ لَا نَقْصٌ

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: افضل الناس اعقل الناس

وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: أَفْضَلُ النَّاسِ أَعْقَلُ النَّاس

وروي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: العقل حيث كان مالوف

وَرُوِيَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: الْعَقْلُ حَيْثُ كَانَ مَأْلُوفْ

وقد قيل في تاويل قوله تعالى: قل كل يعمل على شاكلته

وَقَدْ قِيلَ فِي تَأْوِيلِ قَوْلهْ تَعَالَى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ

اي بحسب عقله

أَيْ بِحَسَبِ عَقْلِهِ

وقال القاسم بن محمد: كانت العرب تقول من لم يكن عقله اغلب خصال الخير عليه كان حتفه في اغلب خصال الخير عليه

وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّد: كَانَتْ الْعَرَبُ تَقُولُ مَنْ لَمْ يَكُنْ عَقْلُهُ أَغْلَبَ خِصَالِ الْخَيْرِ عَلَيْهِ كَانَ حَتْفُهُ فِي أَغْلَبِ خِصَالِ الْخَيْرِ عَلَيْهِ

وقيل في منثور الحكم كل شيء اذا كثر رخص، الا العقل فانه اذا كثر غلا

وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ كُلُّ شَيْءٍ إذَا كَثُرَ رَخُص، إلَّا الْعَقْلَ فَإِنَّهُ إذَا كَثُرَ غَلَا

وشر المصايب الجهل

وَشَرُّ الْمَصَائِبِ الْجَهْلُ

وقال بعض الشعراء

وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ

وقال بعض البلغاء ان العاقل من عقله في ارشاد

وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ إنَّ الْعَاقِلَ مَنْ عَقْلُهُ فِي إرْشَادٍ

ومن رايه في امداد فقوله سديد وفعله حميد

وَمَنْ رَأْيُهُ فِي إمْدَادٍ فَقَوْلُهُ سَدِيدٌ وَفِعْلُهُ حَمِيدٌ

الجاهل من جهله في اغواء، ومن هواه في اغراء

الْجَاهِلُ مَنْ جَهْلُهُ فِي إغْوَاء، وَمَنْ هَوَاهُ فِي إغْرَاءٍ

فقوله سقيم، وفعله ذميم

فَقَوْلُهُ سَقِيم، وَفِعْلُهُ ذَمِيمٌ

وانشدني ابن لنكك

وَأَنْشَدَنِي ابْنُ لَنْكَكَ

لابيه من لم يكن اكثر عقله

لِأَبِيهِ مَنْ لَمْ يَكُنْ أَكْثَرَ عَقْلَهُ