question
stringlengths 29
724
| answer
stringlengths 15
3.13k
|
---|---|
فسّر الاية التالية: الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون | «الذين يصدون» الناس «عن سبيل الله» دينه «ويبغونها» أي يطلبون السبيل «عوجا» معوجة «وهم بالآخرة كافرون». |
فسّر الاية التالية: قال إنما أوتيته على علم عندي أوَلم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوةً وأكثر جمعا ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون | «قال إنما أوتيته» أي المال «على علم عندي» أي في مقابلته وكان أعلم بني إسرائيل بالتوراة بعد موسى وهارون قال تعالى «أوَلم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون» الأمم «من هو أشد منه قوةً وأكثر جمعا» للمال: أي هو عالم بذلك ويهلكهم الله «ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون» لعلمه تعالى بها فيدخلون النار بلا حساب. |
فسّر الاية التالية: وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا | «وأحيط بثمره» بأوجه الضبط السابقة مع جنته بالهلاك فهلكت «فأصبح يقلب كفيه» ندما وتحسرا «على ما أنفق فيها» في عمارة جنته «وهي خاوية» ساقطة «على عروشها» دعائمها للكرم بأن سقطت ثم سقط الكرم «ويقول يا» للتنبيه «ليتني لم أشرك بربي أحدا». |
فسّر الاية التالية: أو كظلمات في بحر لجَّي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور | «أو» الذين كفروا أعمالهم السيئة «كظلمات في بحر لجَّي» عميق «يغشاه موج من فوقه» أي الموج «موج من فوقه» أي الموج الثاني «سحاب» أي غيم، هذه «ظلمات بعضها فوق بعض» ظلمة البحر وظلمة الموج الأول، وظلمة الثاني وظلمة السحاب «إذا أخرج» الناظر «يده» في هذه الظلمات «لم يكد يراها» أي لم يقرب من رؤيتها «ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور» أي من لم يهده الله لم يهتد. |
فسّر الاية التالية: ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا | «ودخل جنته» بصاحبه يطوف به فيها ويريه أثمارها ولم يقل جنتيه إرادة للروضة وقيل اكتفاء بالواحد «وهو ظالم لنفسه» بالكفر «قال ما أظن أن تبيد» تنعدم «هذه أبدا». |
فسّر الاية التالية: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون | «إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا» على الطاعة «فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون». |
فسّر الاية التالية: الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور | «الذي خلق سبع سماوات طباقا» بعضها فوق بعض من غير مماسة «ما ترى في خلق الرحمن» لهن أو لغيرهن «من تفاوت» تباين وعدم تناسب «فارجع البصر» أعده إلى السماء «هل ترى» فيها «من فطور» صدوع وشقوق. |
فسّر الاية التالية: زُيَّن للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب | «زُيَّن للناس حبُّ الشهوات» ما تشتهيه النفس وتدعوا إليه زينها الله ابتلاءً أو الشيطانُ «من النساء والبنين والقناطير» الأموال الكثيرة «المقنطرة» المجمعة «من الذهب والفضة والخيل المسومة» الحسان «والأنعام» أي الإبل والبقر والغنم «والحرث» الزرع «ذلك» المذكور «متاع الحياة الدنيا» يتمتع به فيها ثم يفنى «والله عنده حسن المآب» المرجع وهو الجنة فينبغي الرغبة فيه دون غيره. |
فسّر الاية التالية: أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون | «أم خُلقوا من غير شيء» من غير خالق «أم هم الخالقون» أنفسهم ولا يعقل مخلوق بغير خالق ولا معدوم يخلق فلابد من خالق هو الله الواحد فلم لا يوحدونه ويؤمنون برسوله وكتابه. |
فسّر الاية التالية: تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين | «تلك» أي هذه الآيات المتضمنة قصة نوح «من أنباء الغيب» أخبار ما غاب عنك «نوحيها إليك» يا محمد «ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا» القرآن «فاصبر» على التبليغ وأذى قومك كما صبر نوح «إن العاقبة» المحمودة «للمتقين». |
فسّر الاية التالية: لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا | «لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك» بالحديبية «تحت الشجرة» هي سمرة، وهم ألف وثلثمائة أو أكثر ثم بايعهم على أن يناجزوا قريشا وأن لا يفروا من الموت «فعلم» الله «ما في قلوبهم» من الصدق والوفاء «فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا» هو فتح خيبر بعد انصرافهم من الحديبية. |
فسّر الاية التالية: أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعنـ الله فلن تجد له نصيرا | «أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعنـ» ـه «الله فلن تجد له نصيرا» مانعا من عذابه. |
فسّر الاية التالية: أولئك يجزوْن الغرفة بما صبروا ويُلقَّون فيها تحية وسلاما | «أولئك يجزوْن الغرفة» الدرجة العليا في الجنة «بما صبروا» على طاعة الله «ويُلقَّون» بالتشديد والتخفيف مع فتح الياء «فيها» في الغرفة «تحية وسلاما» من الملائكة. |
فسّر الاية التالية: إن يمسَسْكم قرح فقد مسَّ القومَ قرحٌ مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين | «إن يمسَسْكم» يصبكم بأحد «قرح» بفتح القاف وضمها جهد من جرح ونحو «فقد مسَّ القومَ» الكفار «قرحٌ مثله» ببدر «وتلك الأيام نداولها» نصرِّفها «بين الناس» يوماً لفرقة ويوماً لأخرى ليتعظوا «وليعلم الله» علم ظهور «الذين آمنوا» أخلصوا في إيمانهم من غيرهم «ويتخذ منكم شهداء» يكرمهم بالشهادة «والله لا يحب الظالمين» الكافرين أي يعاقبهم وما ينعم به عليهم استدراج. |
فسّر الاية التالية: ولكن كذب وتولى | «ولكن كذب» بالقرآن «وتولى» عن الإيمان. |
فسّر الاية التالية: الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق | «الذين يوفون بعهد الله» المأخوذ عليهم وهم في عالم الذر أو كل عهد «ولا ينقضون الميثاق» بترك الأيمان أو الفرائض. |
فسّر الاية التالية: ولو تَرى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم و ذوقوا عذاب الحريق | «ولو تَرى» يا محمد «إذ يتوفى» بالياء والتاء «الذين كفروا الملائكة يضربون» حال «وجوههم وأدبارهم» بمقامعَ من حديد «و» يقولون لهم «ذوقوا عذاب الحريق» أي النار وجواب لو: لرأيت أمرا عظيما. |
فسّر الاية التالية: وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون | «وإذا ما أنزلت سورة» من القرآن «فمنهم» أي المنافقين «من يقول» لأصحابه استهزاءً «أيكم زادته هذه إيمانا» تصديقا، قال تعالى: «فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا» لتصديقهم بها «وهم يستبشرون» يفرحون بها. |
فسّر الاية التالية: ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا | «ومن يكسب خطيئة» ذنبا صغيرا «أو إثما» ذنبا كبيرا «ثم يرم به بريئا» منه «فقد احتمل» تحمل «بهتانا» برميه «وإثما مبينا» بينا بكسبه. |
فسّر الاية التالية: وقالوا لن تمسَّنا النار إلا أياماً معدودة قل أتخذتم عند الله عهداً فلن يُخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون | «وقالوا» لما وعدهم النبيُّ النار «لن تمسَّنا» تصيبنا «النار إلا أياماً معدودة» قليلة أربعين يوماً مدة عبادة آبائهم العجل ثم تزول «قل» لهم يا محمد «أتخذتم» حذفت منه همزة الوصل استغناءً بهمزة الاستفهام «عند الله عهداً» ميثاقاً منه بذلك «فلن يُخلف الله عهده» به؟ لا «أم» بل «تقولون على الله ما لا تعلمون». |
فسّر الاية التالية: هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نُرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون | «هل ينظرون» ما ينتظرون «إلا تأويله» عاقبة ما فيه «يوم يأتي تأويله» هو يوم القيامة «يقول الذين نسوه من قبل» تركوا الإيمان به «قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو» هل «نُرد» إلى الدنيا «فنعمل غير الذي كنا نعمل» نوحِّد الله ونترك الشرك، فيقال لهم: لا، قال تعالى: «قد خسروا أنفسهم» إذ صاروا إلى الهلاك «وضلّ» ذهب «عنهم ما كانوا يفترون» من دعوى الشريك. |
فسّر الاية التالية: خالدين فهيا حسُنت مستقرا ومقاما | «خالدين فهيا حسُنت مستقرا ومقاما» موضع إقامة لهم وأولئك وما بعده خبر عباد الرحمن المبتدأ. |
فسّر الاية التالية: وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا | «وكم» أي كثيرا «أهلكنا قبلهم من قرن» أي أمة من الأمم الماضية بتكذيبهم الرسل «هل تحس» تجد «منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا» صوتا خفيا؟ لا، فكما أهلكنا أولئك نهلك هؤلاء. |
فسّر الاية التالية: قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب | «قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي» لا يكون «لأحد من بعدي» أي سواي نحو (فمن يهديه من بعد الله) أي سوى الله «إنك أنت الوهاب». |
فسّر الاية التالية: نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى عذابٍ غليظٍ | «نمتعهم» في الدنيا «قليلاً» أيام حياتهم «ثم نضطرهم» في الآخرة «إلى عذابٍ غليظٍ» وهو عذاب النار لا يجدون عنه محيصاً. |
فسّر الاية التالية: ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلاً جعلنا صالحين | «ووهبنا له» أي لإبراهيم وكان سأل ولداً كما ذكر في الصافات «إسحاق ويعقوب نافلة» أي زيادة على المسؤول أو هو ولد الولد «وكلاً» أي هو وولداه «جعلنا صالحين» أنبياء. |
فسّر الاية التالية: ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين | «ويقولون» المنافقون «آمنا» صدقنا «بالله» بتوحيده «وبالرسول» محمد «وأطعنا» هما فيما حكما به «ثم يتولى» يعرض «فريق منهم من بعد ذلك» عنه «وما أولئك» المعرضون «بالمؤمنين» المعهودين الموافق قلوبهم لألسنتهم. |
فسّر الاية التالية: يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا | «يومئذ» أي يوم إذ نسفت الجبال «يتبعون» أي الناس بعد القيام من القبور «الداعي» إلى المحشر بصوته وهو إسرافيل يقول: هلموا إلى عرض الرحمن «لا عوج له» أي لاتباعهم: أي لا يقدرون أن لا يتعبوا «وخشعت» سكنت «الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا» صوت وطء الأقدام في نقلها إلى المحشر كصوت أخفاف الإبل في مشيها. |
فسّر الاية التالية: يا وَيْلَتَى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا | «يا وَيْلَتَى» ألفه عوض عن ياء الإضافة أي ويلتي، ومعناه هلكتي «ليتني لم أتخذ فلانا» أي أبيَّا «خليلا». |
فسّر الاية التالية: وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظنَّ وإن هو إلا يخرصون | «وإن تطع أكثر من في الأرض» أي الكفار «يضلوك عن سبيل الله» دينه «إن» ما «يتبعون إلا الظنَّ» في مجادلتهم لك في أمر الميتة إذ قالوا ما قتل الله أحق أن تأكلوه مما قتلتم «وإن» ما «هو إلا يخرصون» يكذبون في ذلك. |
فسّر الاية التالية: الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق | «الذين يوفون بعهد الله» المأخوذ عليهم وهم في عالم الذر أو كل عهد «ولا ينقضون الميثاق» بترك الأيمان أو الفرائض. |
فسّر الاية التالية: ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبَشَرٌ يهدوننا فكفروا وتولوْا واستغنى الله والله غني حميد | «ذلك» أي عذاب الدنيا «بأنه» ضمير الشأن «كانت تأتيهم رسلهم بالبينات» الحجج الظاهرات على الإيمان «فقالوا أبَشَرٌ» أريد به الجنس «يهدوننا فكفروا وتولوْا» عن الإيمان «واستغنى الله» عن إيمانهم «والله غني» عن خلقه «حميد» محمود في أفعاله. |
فسّر الاية التالية: قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سُجَّدا | «قل» لكفار مكة «آمنوا به أو لا تؤمنوا» تهديد لهم «إن الذين أوتوا العلم من قبله» قبل نزوله وهم مؤمنو أهل الكتاب «إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سُجَّدا». |
فسّر الاية التالية: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا | «عالم الغيب» ما غاب عن العباد «فلا يظهر» يطلع «على غيبه أحدا» من الناس. |
فسّر الاية التالية: تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا | «تكاد» بالتاء والياء «السماوات يتفطرن» بالتاء وتشديد الطاء بالانشقاق وفي قراءة بالنون «منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا» أي تنطبق عليهم من أجل. |
فسّر الاية التالية: وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم | «وهو الذي يبدأ الخلق» للناس «ثم يعيده» بعد هلاكهم «وهو أهون عليه» من البدء بالنظر إلى ما عند المخاطبين من أن إعادة الشيء أسهل من ابتدائه وإلا فهما عند الله تعالى سواء في السهولة «وله المثل الأعلى في السماوات والأرض» أي: الصفة العليا، وهي أنه لا إله إلا هو «وهو العزيز» في ملكه «الحكيم» في خلقه. |
فسّر الاية التالية: هذا فليذوقوه حميم وغسَّاق | «هذا» أي العذاب المفهوم مما بعده «فليذوقوه حميم» أي ماء حار محرق «وغسَّاق» بالتخفيف والتشديد: ما يسيل من صديد أهل النار. |
فسّر الاية التالية: وليال عشر | «وليال عشر» أي عشر ذي الحجة. |
فسّر الاية التالية: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولَّهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين | «يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء» توالونهم وتوادونهم «بعضهم أولياء بعض» لا تحادهم في الكفر «ومن يتولَّهم منكم فإنه منهم» من جملتهم «إن الله لا يهدى القوم الظالمين» بموالاتهم الكفار. |
فسّر الاية التالية: قالوا يا شعيب ما نفقهُ كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز | «قالوا» إيذانا بقلة المبالاة «يا شعيب ما نفقهُ» نفهم «كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا» ذليلا «ولولا رهطك» عشيرتك «لرجمناك» بالحجارة «وما أنت علينا بعزيز» كريم عن الرجم وإنما رهطك هم الأعزة. |
فسّر الاية التالية: إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود | «إن في ذلك» المذكور من القصص «لآية» لعبرة «لمن خاف عذاب الآخرة ذلك» أي يوم القيامة «يوم مجموع له» فيه «الناس وذلك يوم مشهود» يشهده جميع الخلائق. |
فسّر الاية التالية: يأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدى القوم الكافرين | «يأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم» أي أجورها «بالمن والأذى» إبطالا «كالذي» أي كإبطال نفقة الذي «ينفق ماله رئاء الناس» مرائيا لهم «ولا يؤمن بالله واليوم الآخر» هو المنافق «فمثله كمثل صفوان» حجر أملس «عليه تراب فأصابه وابل» مطر شديد «فتركه صلدا» صلبا أملس لا شيء عليه «لا يقدرون» استئناف لبيان مثل المنافق المنفق رئاء الناس وجمع الضمير باعتبار معنى الذي «على شيء مما كسبوا» عملوا أي لا يجدون له ثوابا في الآخرة كما لا يوجد على الصفوان شئ من التراب الذي كان عليه لإذهاب المطر له «والله لا يهدى القوم الكافرين». |
فسّر الاية التالية: ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم | «ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم» فلا ينفعهم حينئذ. |
فسّر الاية التالية: إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا | «إن هذا القرآن يهدي للتي» أي للطريقة التي «هي أقوم» أعدل وأصوب «ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا». |
فسّر الاية التالية: فلا يَصُدنَّكَ عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فَتَردى | «فلا يَصُدنَّكَ» يصرفنَّك «عنها» أي عن الإيمان بها «من لا يؤمن بها واتبع هواه» في إنكارها «فَتَردى» أي فتهلك إن صددت عنها. |
فسّر الاية التالية: هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتةً وهم لا يشعرون | «هل ينظرون» أي كفار مكة، أي ما ينتظرون «إلا الساعة أن تأتيهم» بدل من الساعة «بغتةً» فجأة «وهم لا يشعرون» بوقت مجيئها قبله. |
فسّر الاية التالية: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوَّكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تُسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل | «يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوَّكم» أي كفار مكة «أولياء تلقون» توصلون «إليهم» قصد النبي صلى الله عليه وسلم غزوهم الذي أسرَّوُ إليكم وَوَرَّى بحُنَين «بالمودة» بينكم وبينهم كتب حاطب بن أبي بلتعة إليهم كتابا بذلك لما له عندهم من الأولاد والأهل المشركين فاسترده النبي صلى الله عليه وسلم ممن أرسله معه بإعلام الله تعالى له بذلك وقبل عذر حاطب فيه «وقد كفروا بما جاءكم من الحق» أي دين الإسلام والقرآن «يخرجون الرسول وإياكم» من مكة بتضييقهم عليكم «أن تؤمنوا» أي لأجل أن آمنتم «بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا» للجهاد «في سبيلي وابتغاء مرضاتي» وجواب الشرط دل عليه ما قبله، أي فلا تتخذوهم أولياء «تُسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم» أي إسرار خبر النبي إليهم «فقد ضل سواء السبيل» أخطأ طريق الهدى، والسواء في الأصل الوسط. |
فسّر الاية التالية: وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا | «وإذا مسكم الضر» الشدة «في البحر» خوف الغرق «ضل» غاب عنكم «من تدعون» تعبدون من الآلهة فلا تدعونه «إلا إياه» تعالى فإنكم تدعونه وحده لأنكم في شدة لا يكشفها إلا هو «فلما نجاكم» من الغرق وأوصلكم «إلى البر أعرضتم» عن التوحيد «وكان الإنسان كفورا» جحودا للنعم. |
فسّر الاية التالية: يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد | «يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها» يقولون متى تأتي ظنا منهم أنها غير آتية «والذين آمنوا مشفقون» خائفون «منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون» يجادلون «في الساعة لفي ضلال بعيد». |
فسّر الاية التالية: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين | «ليس عليكم جناح» في «أن تبتغوا» تطلبوا «فضلا» رزقا «من ربكم» بالتجارة في الحج نزل ردا لكراهيتهم ذلك «فإذا أفضتم» دفعتم «من عرفات» بعد الوقوف بها «فاذكروا الله» بعد المبيت بمزدلفة بالتلبية والتهليل والدعاء «عند المشعر الحرام» هو جبل في آخر المزدلفة يقال له قزح وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم وقف به يذكر الله ويدعو حتى أسفر جدا رواه مسلم «واذكروه كما هداكم» لمعالم دينه ومناسك حجه والكاف للتعليل «وإن» مخففة «كنتم من قبله» قبل هداه «لمن الضالين». |
فسّر الاية التالية: و إذا ابتلى إبراهيم ربُّه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذرِّيتي قال لا ينال عهدي الظالمين | «و» اذكر «إذا ابتلى» اختبر «إبراهيم» وفي قراءة إبراهام. «ربُّه بكلمات» بأوامر ونواه كلَّفه بها، قيل هي مناسك الحج، وقيل المضمضة والاستنشاق والسواك وقص الشارب وفرق الرأس وقلم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة والختان والاستنجاء «فأتمهن» أداهن تامات «قال» تعالى له «إني جاعلك للناس إماما» قدوة في الدين «قال ومن ذرِّيتي» أولادي اجعل أئمة «قال لا ينال عهدي» بالإمامة «الظالمين» الكافرين منهم دل على أنه ينال غير الظالم. |
فسّر الاية التالية: وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا | «وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا» أي ما يليق به ذلك. |
فسّر الاية التالية: ألم تر إلى الذين قيل لهم كفُّوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كُتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كَخَشْيَتـ الله أو أشدَّ خشية وقالوا ربَنا لم كتبت علينا القتال لولا أخَّرتنا إلى أجل قريب قل متاعُ الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تُظلمون فتيلا | «ألم تر إلى الذين قيل لهم كفُّوا أيديكم» عن قتال الكفار لما طلبوه بمكة لأذى الكفار لهم وهم جماعة من الصحابة «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كُتب» فرض «عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون» يخافون «الناس» الكفار، أي عذابهم بالقتل «كَخَشْيَتـ» ـهم عذاب «الله أو أشدَّ خشية» من خشيتهم له ونصب أشد على الحال وجواب لما دل عليه إذا وما بعدها أي فاجأتهم الخشية «وقالوا» جزعا من الموت «ربَنا لم كتبت علينا القتال لولا» هلاّ «أخَّرتنا إلى أجل قريب قل» لهم «متاعُ الدنيا» ما يتمتع به فيها أو الاستمتاع بها «قليل» آيل إلى الفناء «والآخرة» أي الجنة «خير لمن اتقى» عقاب الله بترك معصيته «ولا تُظلمون» بالتاء والياء تنقصون من أعمالكم «فتيلا» قدر قشرة النواة فجاهدوا. |
فسّر الاية التالية: نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى عذابٍ غليظٍ | «نمتعهم» في الدنيا «قليلاً» أيام حياتهم «ثم نضطرهم» في الآخرة «إلى عذابٍ غليظٍ» وهو عذاب النار لا يجدون عنه محيصاً. |
فسّر الاية التالية: بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مُهين | «بئسما اشتروا» باعوا «به أنفسهم» أي حظها من الثواب، وما: نكرة بمعنى شيئاً تمييز لفاعل بئس والمخصوص بالذم «أن يكفروا» أي كفرهم «بما أنزل الله» من القرآن «بغياً» مفعول له ليكفروا: أي حسداً على «أن ينزل الله» بالتخفيف والتشديد «من فضله» الوحي «على من يشاء» للرسالة «من عباده فباءوا» رجعوا «بغضب» من الله بكفرهم بما أنزل والتنكيرُ للتعظيم «على غضب» استحقوه من قبل بتضييع التوراة والكفر بعيسى «وللكافرين عذاب مُهين» ذو إهانة. |
فسّر الاية التالية: ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر | «ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر» بأول عمله وآخره. |
فسّر الاية التالية: الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون | «الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا» تزعجه «فيبسطه في السماء كيف يشاء» من قلة وكثرة «ويجعله كسفا» بفتح السين وسكونها قطعا متفرقة «فترى الودق» المطر «يخرج من خلاله» أي وسطه «فإذا أصاب به» بالودق «من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون» يفرحون بالمطر. |
فسّر الاية التالية: يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيءٌ لمن الملك اليوم لله الواحد القهار | «يوم هم بارزون» خارجون من قبورهم «لا يخفى على الله منهم شيءٌ لمن الملك اليوم» بقوله تعالى، ويجيب نفسه «لله الواحد القهار» أي لخلقه. |
فسّر الاية التالية: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما | «ومن يعمل سوءا» ذنبا يسوء به غيره كرمي طعمة اليهودي «أو يظلم نفسه» يعمل ذنبا قاصرا عليه «ثم يستغفر الله» منه أي يتب «يجد الله غفورا» له «رحيما» به. |
فسّر الاية التالية: وقال لفتيته اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلم يرجعون | «وقال لفتيته» وفي قراءة لفتيانه غلمانه «اجعلوا بضاعتهم» التي أتوا بها ثمن الميرة وكانت دراهم «في رحالهم» أوعيتهم «لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم» وفرغوا أوعيتهم «لعلم يرجعون» إلينا لأنهم لا يستحلون إمساكها. |
فسّر الاية التالية: وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون | «وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي» وفي قراءة بالياء وفتح الحاء «إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون» أي وحدوني. |
فسّر الاية التالية: لن تنالوا البرَّ حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم | «لن تنالوا البرَّ» أي ثوابه وهو الجنَّةُ «حتى تنفقوا» تَصَّدَّقُوا «مما تحبون» من أموالكم «وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم» فيجازي عليه. |
فسّر الاية التالية: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون | «وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى» وفي قراءة بالنون وكسر الحاء «إليهم» لا ملائكة «من أهل القرى» الأمصار لأنهم أعلم وأحلم بخلاف أهل البوادي لجفائهم وجهلهم «أفلم يسيروا» أهل مكة «في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم» أي آخر أمرهم من إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم «ولدار الآخرة» أي الجنة «خير للذين اتقوا» الله «أفلا تعقلون» بالياء والتاء يا أهل مكة هذا فتؤمنون. |
فسّر الاية التالية: ولا يسأل حميم حميما | «ولا يسأل حميم حميما» قريب قريبه لاشتغال كل بحاله. |
فسّر الاية التالية: وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين | «وجعلناهم أئمة» بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء يقتدى بهم في الخير «يهدون» الناس «بأمرنا» إلى ديننا «وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة» أي أن تفعل وتقام وتؤتى منهم ومن أتباعهم، وحذف هاء إقامة تخفيف «وكانوا لنا عابدين». |
فسّر الاية التالية: صمٌّ بكم عميٌ فهم لا يرجعون | هم «صمٌّ» عن الحق فلا يسمعونه سماع قبول «بكم» خرس عن الخير فلا يقولونه «عميٌ» عن طريق الهدى فلا يرونه «فهم لا يرجعون» عن الضلالة. |
فسّر الاية التالية: لولا ينهاهم الربَّانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعونـ | «لولا» هلا «ينهاهم الربَّانيون والأحبار» منهم «عن قولهم الإثم» الكذب «وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعونـ» ـه ترك نهيهم. |
فسّر الاية التالية: من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئاً ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم | «من ورائهم» أي أمامهم لأنهم في الدنيا «جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا» من المال والفعال «شيئاً ولا ما اتخذوا من دون الله» أي الأصنام «أولياء ولهم عذاب عظيم». |
فسّر الاية التالية: يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشةٍ مبيَنةٍ يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا | «يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشةٍ مبيَنةٍ» بفتح الياء وكسرها، أي بينت أو هي بينة «يضاعف» وفي قراءة يضعف بالتشديد وفي أخرى نضعف بالنون معه ونصب العذاب «لها العذاب ضعفين» ضعفي عذاب غيرهن، أي مثليه «وكان ذلك على الله يسيرا». |
فسّر الاية التالية: يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجلسْ فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشِزوا فانشِزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير | «يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا» توسعوا «في المجلسْ» مجلس النبي صلى الله عليه وسلم والذكر حتى مجلس من جاءكم وفي قراءة المجالس «فافسحوا يفسح الله لكم» في الجنة «وإذا قيل انشِزوا» قوموا إلى الصلاة وغيرها من الخيرات «فانشِزوا» وفي قراءة بضم الشين فيهما «يرفع الله الذين آمنوا منكم» بالطاعة في ذلك «و» يرفع «الذين أوتوا العلم درجات» في الجنة «والله بما تعملون خبير». |
فسّر الاية التالية: ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير | «ودَّ كثير من أهل الكتاب لو» مصدرية «يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا» مفعول له كائنا «من عند أنفسهم» أي حملتهم عليه أنفسهم الخبيثة «من بعد ما تبين لهم» في التوراة «الحق» في شأن النبي «فاعفوا» عنهم أي اتركوهم «واصفحوا» أعرضوا فلا تجازوهم «حتى يأتي الله بأمره» فيهم من القتال «إن الله على كل شئ قدير». |
فسّر الاية التالية: إن تبدوا الصدقات فَنعمَّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكَفِّر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير | «إن تبدوا» تظهروا «الصدقات» أي النوافل «فَنعمَّا هي» أي نعم شيئاً إبداؤها «وإن تخفوها» تسروها «وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم» من إبدائها وإيتائها الأغنياء أما صدقة الفرض فالأفضل إظهارها ليقتدي به ولئلا يتهم، وإيتاؤها الفقراء متعين «ويكَفِّر» بالياء والنون مجزوما بالعطف على محل فهو ومرفوعا على الاستئناف «عنكم من» بعض «سيئاتكم والله بما تعملون خبير» عالم بباطنه كظاهره لا يخفى عليه شيء منه. |
فسّر الاية التالية: إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدوّا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير | «إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدوّا» بطاعة الله ولا تطيعوه «إنما يدعو حزبه» أتباعه في الكفر «ليكونوا من أصحاب السعير» النار الشديدة. |
فسّر الاية التالية: فلم يكُ ينفعهم إيمانهم لما رأوْا بأسنا سُنَّتَ الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون | «فلم يكُ ينفعهم إيمانهم لما رأوْا بأسنا سُنَّتَ الله» نصبه على المصدر بفعل مقدِّر من لفظه «التي قد خلت في عباده» في الأمم أن لا ينفعهم الإيمان وقت نزول العذاب «وخسر هنالك الكافرون» تبين خسرانهم لكل أحد وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك. |
فسّر الاية التالية: ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً | «ولا تمش في الأرض مرحا» أي ذا مرح بالكبر والخيلاء «إنك لن تخرق الأرض» تثقبها حتى تبلغ آخرها بكبرك «ولن تبلغ الجبال طولاً» المعنى أنك لا تبلغ هذا المبلغ فكيف تختال. |
فسّر الاية التالية: وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين | «وعلى الله قصد السبيل» أي بيان الطريق المستقيم «ومنها» أي السبيل «جائر» حائد عن الاستقامة «ولو شاء» هدايتكم «لهداكم» إلى قصد السبيل «أجمعين» فتهتدون إليه باختيار منكم. |
فسّر الاية التالية: وقال الذي نجا منهما وادَّكر بعد أُمَّةٍ أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون | «وقال الذي نجا منهما» أي من الفَتَيِيْنِ وهو الساقي «وادَّكر» فيه إبدال التاء في الأصل دالا وإدغامها في الدال أي تذكر «بعد أُمَّةٍ» حينِ حال يوسف «أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون» فأرسلوه فأتى يوسف فقال. |
فسّر الاية التالية: قال فرعون أآمنتم به قبل أن آذن لكم إنَّ هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون | «قال فرعون أآمنتم» بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا «به» بموسى «قبل أن آذن» «لكم إنَّ هذا» الذي صنعتموه «لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون» ما ينالكم مني. |
فسّر الاية التالية: أُحل لكم صيد البحر وطعامُه متاعا لكم وللسيَّارة وحرِّم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي إليه تحشرون | «أُحل لكم» أيها الناس حلالا كنتم أو محرمين «صيد البحر» أن تأكلوه وهو ما لا يعيش إلا فيه كالسمك بخلاف ما يعيش فيه وفي البر كالسرطان «وطعامُه» ما يقذفه ميتا «متاعا» تمتيعا «لكم» تأكلونه «وللسيَّارة» المسافرين منكم يتزودونه «وحرِّم عليكم صيد البر» وهو ما يعيش فيه من الوحش المأكول أن تصيدوه «ما دمتم حرما» فلو صاده حَلاَل فللمحرم أكله كما بينته السنة «واتقوا الله الذي إليه تحشرون». |
فسّر الاية التالية: زُيَّن للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب | «زُيَّن للناس حبُّ الشهوات» ما تشتهيه النفس وتدعوا إليه زينها الله ابتلاءً أو الشيطانُ «من النساء والبنين والقناطير» الأموال الكثيرة «المقنطرة» المجمعة «من الذهب والفضة والخيل المسومة» الحسان «والأنعام» أي الإبل والبقر والغنم «والحرث» الزرع «ذلك» المذكور «متاع الحياة الدنيا» يتمتع به فيها ثم يفنى «والله عنده حسن المآب» المرجع وهو الجنة فينبغي الرغبة فيه دون غيره. |
فسّر الاية التالية: فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا: يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون | «فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا: يا أبانا منع منا الكيل» إن لم ترسل أخانا إليه «فأرسل معنا أخانا نكتل» بالنون والياء «وإنا له لحافظون». |
فسّر الاية التالية: قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون | «قل هو الذي أنشأكم» خلقكم «وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة» القلوب «قليلا ما تشكرون» ما مزيدة والجملة مستأنفة مخبرة بقلة شكرهم جدا على هذه النعم. |
فسّر الاية التالية: وَبَشِّر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جناتِ تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأُتوا به متشابهاً ولهم فيها أزواج مطهَّرة وهم فيها خالدون | «وَبَشِّر» أخبر «الذين آمنوا» صَّدقوا بالله «وعملوا الصالحات» من الفروض والنوافل «أن» أي بأن «لهم جناتِ» حدائق ذات أشجار ومساكن «تجري من تحتها» أي تحت أشجارها وقصورها «الأنهار» أي المياه فيها، والنهر الموضع الذي يجري فيه الماء لأن الماء ينهره أي يحفره وإسناد الجري إليه مجاز «كلما رزقوا منها» أطعموا من تلك الجنات. «من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي» أي مثل ما «رزقنا من قبل» أي قبله في الجنة لتشابه ثمارها بقرينة «وأُتوا به» أي جيئوا بالرزق «متشابهاً» يشبه بعضه بعضا لونا ويختلف طعما «ولهم فيها أزواج» من الحور وغيرها «مطهَّرة» من الحيض وكل قذر «وهم فيها خالدون» ماكثون أبداً لا يفنون ولا يخرجون. ونزل رداً لقول اليهود لما ضرب الله المثل بالذباب في قوله: (وإن يسلبهم الذباب شيئاً) والعنكبوت في قوله (كمثل العنكبوت) ما أراد الله بذكر هذه الأشياء؟ الخسيسة فأنزل الله. |
فسّر الاية التالية: فأرسلنا عليهم الطُّوفان والجراد والقمَّل والضفادع والدم آياتِ مفصَّلاتِ فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين | «فأرسلنا عليهم الطُّوفان» وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام «والجراد» فأكل زرعهم وثمارهم، كذلك «والقمَّل» السوس أو نوع من القراد، فتتبع ما تركه الجراد «والضفادع» فملأت بيوتهم وطعامهم «والدم» في مياههم «آياتِ مفصَّلاتِ» مبينات «فاستكبروا» عن الإيمان بها «وكانوا قوما مجرمين». |
فسّر الاية التالية: قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم | «قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق» مخلوق «عليم» مجملا ومفصلا قبل خلقه وبعد خلقه. |
فسّر الاية التالية: وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسنَّ بالسنِّ والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون | «وكتبنا» فرضنا «عليهم فيها» أي التوراة «أن النفس» تقتل «بالنفس» إذا قتلتها «والعين» تُفقأ «بالعين والأنف» يجُدع «بالأنف والأذن» تُقطع «بالأذن والسنَّ» تقلع «بالسنِّ» وفي قراءة بالرفع في الأربعة «والجروح» بالوجهين «قصاص» أي فيها إذا كاليد والرجل ونحو ذلك وما لا يمكن فيه الحكومة وهذا الحكم وإن كتب عليهم فهو مقرر في شرعنا «فمن تصدق به» أي القصاص بأن مكن عن نفسه «فهو كفارة له» لما أتاه «ومن لم يحكم بما أنزل الله» في القصاص وغيره «فأولئك هم الظالمون». |
فسّر الاية التالية: ربّ السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا | هو «ربّ» مالك «السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته» أي: اصبر عليها «هل تعلم له سميا» مسمى بذلك؟ لا. |
فسّر الاية التالية: أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زيَّن لفرعون سوء عمله وصدَّ عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب | «أسباب السماوات» طرقها الموصولة إليها «فأطلع» بالرفع عطفا على أبلغ وبالنصب جوابا لابنِ «إلى إله موسى وإني لأظنه» أي موسى «كاذبا» في أن له إلها غيري قال فرعون ذلك تمويها «وكذلك زيَّن لفرعون سوء عمله وصدَّ عن السبيل» طريق الهدي بفتح الصاد وضمها «وما كيد فرعون إلا في تباب» خسار. |
فسّر الاية التالية: وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب | «وما ظلمناهم» بإهلاكهم بغير ذنب «ولكن ظلموا أنفسهم» بالشرك «فما أغنت» دفعت «عنهم آلهتهم التي يدعون» يعبدون «من دون الله» أي غيره «من» زائدة «شيء لما جاء أمر ربك» عذابه «وما زادوهم» بعبادتهم لها «غير تتبيب» تخسير. |
فسّر الاية التالية: ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأُمُّه صدَيقة كانا يأكلان الطعام أنظر كيف نبين لهم الآيات ثم أنظر أنَّى يُؤفكون | «ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت» مضت «من قبله الرسل» فهو يَمضي مثلهم وليس بإله كما زعموا وإلا لما مضى «وأُمُّه صدَيقة» مبالغة في الصدق «كانا يأكلان الطعام» كغيرهما من الناس ومن كان كذلك لا يكون إلها لتركيبه وضعفه وما ينشأ منه من البول والغائط «أنظر» متعجبا «كيف نبين لهم الآيات» على وحدانيتنا «ثم أنظر أنَّى» كيف «يُؤفكون» يصرفون عن الحق مع قيام البرهان. |
فسّر الاية التالية: قل للمخلفين من الأعراب ستدعوْن إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذّبكم عذابا أليما | «قل للمخلفين من الأعراب» المذكورين اختبارا «ستدعوْن إلى قوم أولي» أصحاب «بأس شديد» قيل هم بنو حنيفة أصحاب اليمامة، وقيل فارس والروم «تقاتلونهم» حال مقدرة هي المدعو إليها في المعنى «أو» هم «يسلمون» فلا تقاتلون «فإن تطيعوا» إلى قتالهم «يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذّبكم عذابا أليما» مؤلما. |
فسّر الاية التالية: يا أيها الذين آمنوا لا تتَّخذوا الذين اتَّخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين | «يا أيها الذين آمنوا لا تتَّخذوا الذين اتَّخذوا دينكم هزوا» مهزوءا به «ولعبا من» للبيان «الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار» المشركين بالجر والنصب «أولياء واتقوا الله» بترك موالاتهم «إن كنتم مؤمنين» صادقين في إيمانكم. |
فسّر الاية التالية: قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم | «قالوا نفقد صواع» صاع «الملك ولمن جاء به حمل بعير» من الطعام «وأنا به» بالحمل «زعيم» كفيل. |
فسّر الاية التالية: ألم ترَ كيف فعل ربك بعاد | «ألم ترَ» تعلم يا محمد «كيف فعل ربك بعاد». |
فسّر الاية التالية: أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون | «أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى» نهارا «وهم يلعبون». |
فسّر الاية التالية: يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزَّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا | «يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا» داوموا على الإيمان «بالله ورسوله والكتاب الذي نزَّل على رسوله» محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن «والكتاب الذي أنزل من قبل» على الرسل بمعنى الكتب، وفي قراءة بالبناء للفاعل في الفعلين «ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا» عن الحق. |
فسّر الاية التالية: قال ما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين | «قال» تعالى «ما منعك أن» «لا» زائدة «تسجد إذ» حين «أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين». |
فسّر الاية التالية: ولإن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولإن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين | «ولإن» لام قسم «أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية» على صدقك في أمر القبلة «ما تبعوا» أي لا يتبعون «قبلتك» عناداً «وما أنت بتابع قبلتهم» قطع لطمعه في إسلامهم وطمعهم في عوده إليها «وما بعضهم بتابع قبلة بعض» أي اليهود قبلة النصارى وبالعكس «ولإن اتبعت أهواءهم» التي يدعونك إليها «من بعد ما جاءك من العلم» الوحي «إنك إذا» إن تبعتهم فرضا «لمن الظالمين». |
فسّر الاية التالية: وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من وليٍّ ولا واق | «وكذلك» الإنزال «أنزلناه» أي القرآن «حكما عربيا» بلغة العرب تحكم به بين الناس «ولئن اتبعت أهواءهم» أي الكفار فيما يدعونك إليه من ملتهم فرضا «بعد ما جاءك من العلم» بالتوحيد «ما لك من الله من» زائدة «وليٍّ» ناصر «ولا واق» مانع من عذابه. |
فسّر الاية التالية: يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوْا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود عن هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حقٌ فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور | «يا أيها الناس» أي أهل مكة «اتقوا ربكم واخشوْا يوما لا يجزي» يغني «والد عن ولده» فيه شيئا «ولا مولود عن هو جاز عن والده» فيه «شيئا إن وعد الله حقٌ» بالبعث «فلا تغرنكم الحياة الدنيا» عن الإسلام «ولا يغرنكم بالله» في حلمه وإمهاله «الغرور» الشيطان. |