text
stringlengths
10
33.3k
label
stringclasses
7 values
يستضيف مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام الثلاثاء المقبل على خشبة مسرح أبوظبي في كاسر الأمواج، فرقة مسرح بني ياس في مسرحية البهلول .وتستمر العروض ثلاثة أيام وذلك في إطار نشاطات المركز المُوجهة للمجتمع وفي إطار المسؤولية الاجتماعية التي يضطلع بها .وقال حبيب يوسف الصايغ المدير العام للمركز، رئيس الهيئة الإدارية لمسرح أبوظبي إنّ استضافة المركز لمسرحية البهلول ولفرقة محلية وطنية، تأتي في إطار توجيهات واهتمام سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس المركز، لدعم الحركة الفنية والثقافية بما يُسهم في تفعيل الحراك الثقافي والتواصل مع الجمهور وتطوير التعاون مع الجهات المعنية بالفنون والتراث والإبداع .وأكد الصايغ أنّه في ضوء توجيهات سموه السديدة، يسعى مسرح أبوظبي الذي أصبح واجهة حضارية ومركزاً للثقافة والفنون في العاصمة أبوظبي، إلى بناء جسور للتواصل مع الجمهور وفئات المجتمع المختلفة من خلال استضافته للعروض الفنية والمسرحية، ومنها هذا العرض المسرحي الذي حقق نجاحاً كبيراً .مسرحية البهلول ألفها الكاتب الإماراتي جمال سالم وأخرجها الفنان الإماراتي حبيب غلوم، ويقدمها فريق مسرح بني ياس بمعية الفنان جمعة علي، والمخرج حسن رجب .وتشكل مسرحية البهلول عملاً تراثياً أصيلاً، يزاوج بين اللهجة العامية واللغة العربية الفصحى، ويحمل مضامين سياسية مبطنة تدور حول الأقنعة . وقد شاركت في مسابقة أيام الشارقة المسرحية الأخيرة، ونالت إعجاب كثير من المسرحيين المشاركين .
Culture
أشادت احسان مصبح السويدي المديرة العامة لمراكز الأطفال والفتيات بالدعم الكبير الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للملتقى العربي لناشري كتب الأطفال الذي ينطلق برعاية كريمة من سموه متخذا من الشارقة مقرا له بالتنسيق مع اتحاد الناشرين العرب، وذلك للارتقاء بمجالات نشر كتاب الطفل.جاء ذلك في الاجتماع الذي عقدته الأمانة العامة المؤقتة للملتقى لبحث الترتيبات اللازمة لاجتماع الجمعية العمومية للحدث الذي يعقد على هامش الدورة السابعة والعشرين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب أواخر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.وناقش الاجتماع عددا من الموضوعات ومنها المقترحات التي بعث بها أعضاء الملتقى وناشرو كتب الأطفال حول مسودة نظامه الأساسي والجوانب الفنية المتعلقة بانطلاقة الملتقى وأنشطته في الفترة المقبلة.وركز الاجتماع على تخطيط الأنشطة المهنية التي سيطلقها الملتقى على هامش معرض الشارقة للكتاب وتتصل بتطوير انتاج كتاب الطفل بشكل عملي ليكون قادرا على تلبية حاجاته الداخلية ومسايرا للفنون الطباعية باعتبار الملتقى اطارا مهنيا تخصصيا يعمل على تحقيق الأهداف المتصلة برفع مستوى نشر الكتب الموجهة للأطفال وتنمية الوعي الثقافي للناشرين ليكون مواكبا للاتجاهات العالمية في انتاج وصناعة الكتاب.واستعرض الاجتماع ملامح الخطة الاستراتيجية الموسعة لعمل الملتقى. ويعتبر الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال الذي انطلق في الدورة الثانية لمهرجان الشارقة القرائي الثاني تجربة جديدة من شأنها أن تدخل العديد من المتغيرات الايجابية في ثقافة الطفل العربي على وجه العموم وكتاب الطفل العربي على وجه الخصوص للارتقاء به نحو الأفضل.وثمن أعضاء اللجنة المؤقتة دعم قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ورعايتها للطفل. (وام)
Culture
إن أية قراءة محايدة في مضمون بعض اللافتات التي ترافقت والأحداث الأخيرة التي تجري من حولنا، تدلنا على مفهوم جديد، لا هو سياسي بالمعنى (الشعاراتي) المتعارف عليه، ولا هو ثقافي بالمعنى الصارم للكلمة، كأن في اليافطة الجديدة، مضموناً خطابياً مبتكراً، يضخ شيئاً مغايراً، ويحمل مضامين تختصر الراهن، وترش عليه (نفحة) عطرية تنبه الوجدان إلى يقظة غير معهودة في كل ما سبق تقديمه من قراءات في جدل الثقافي والسياسي، التي تلخصت تحليلاتها بمنظومة يرفض فيها كل طرف الآخر وحيث لا يلتقيان على نقاط مشتركة، ولا يشف أي مؤشر عن شيء يعيد نقطة الحوار بينهما إلى مسارها الصحيح .عززت مثل هذه الثقافة من سطوة الإقصاء، وكرست مناخاً اعتزالياً بين كافة الفرقاء، فأصبح المثقف خارجاً من الساحة، وصار السياسي معتكفاً في مضمار التنظير، فلا تصهل خيوله إلا في ميدان الشلة وجوقة المصفقين، كما انتبذ الجمهور مكاناً قصياً، غير مستوعب ما يجري من حوله، بل إنه أصبح لا منتمياً وغير قادر على الإصغاء والاستيعاب .لقد كرست هذه الثقافة مزيداً من المؤشرات التي فاقمت من متاهة المفاهيم مثل: حرية الإنسان، والتعبير عن الرأي، كما أقصت دور المثقف، بالقدر الذي ثبتت فيه استفهامات كثيرة حول المصطلحات الرائجة: كالديمقراطية، والتنوير، وحقوق البشر، التي ارتبطت بطريقة دينامية مع مصطلحات سياسية ملتبسة، فصار الاقتراب منهما لا يورث إلا البلبلة والحيرة والسؤال، ذلك لأنها ارتبطت بعبارات منمقة، غير قابلة للفهم، كأنها تخوض في جدل فلسفي لا يمت إلى الواقع بصلة .إذن، ما المطلوب من المثقف في المرحلة المقبلة؟ إنه السؤال الاستراتيجي، الذي من الضروري أن يحدث حالة من الفهم .مطلوب في المرحلة الراهنة، أن يقترح المثقف فضاء موازياً للصورة، الصورة من حيث كونها تمثل فصاحة لا متناهية، فصاحة تختزل المشهد بشكله ومضمونه، ولا تترك أي أثر للخداع، ولا تحاول العبث بالذاكرة الجمعية للناس، وتصبح معادلاً موضوعياً لقراءة تراكم، بقدر استشفافها لمستوى معقول من الفعل وردة الفعل، مطلوب من المثقف والسياسي أن يراكما قدراً مماثلاً يردم هوة الفراغ، ويستدرج العامة إلى الانتباه، لكي لا تصبح الثقافة استعراضاً مجانياً وتصبح السياسة منطقة محرمة، وأن يحاولا الخروج من عنق الزجاجة إلى صدارة المشهد [email protected]
Culture
نظم نادي الشعر التابع لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات أمسية للشاعر السعودي عبدالمحسن الحارثي مساء أمس الأول في مقره في القصباء، ورحبت الروائية والقاصة أسماء الزرعوني نائب رئيس الاتحاد بالشاعر الضيف في بداية الأمسية، وعرّفت به قائلة إنه أديب إعلامي وشاعر يكتب بالفصحى وبالعامية، في آن واحد، بل إنه يبدع في شتى المجالات المذكورة .وحيّا الشاعر الحارثي القصباء في مقطع خاص، مؤكداً في كلمة افتتاحية مقتضبة أن للشارقة مكانة بارزة في خريطة الثقافة العربية والإسلامية، وهي جديرة بكلمة عاصمة الثقافة، وقال: معرض الشارقة الدولي للكتاب في طليعة معارض الكتب العربية والعالمية .قرأ الشاعر بعد ذلك عدداً من القصائد منها قلب الأم والصمت الجليل ليلى العطار وانتحار جماعي للأسماك وحرب غزة وغيرها، وقد ظهر الشاعر من خلال مجموعة القصائد التي قرأها متمكناً من اللغة والإيقاع، بل إنه نوّع قصائده لتشمل بعض الموضوعات المعروفة التي تناولتها قصيدة العمود، وإن كان يعد من هؤلاء الشعراء الذين يجمعون بين كتابة العمود والتفعيلة . يقول في قصيدة حرب غزة:أحدق في المرآةلأرى وجهي يا وجهيأشباه تشبه أشباهاًماذا أحكي يا غزة عن غزةوبماذا أرثي أرض العزة؟وتميزت قصيدة الشاعر التي كتبها عن الفنانة العراقية ليلى العطار التي تم قصف منزلها من قبل طائرة أمريكية، فاستشهدت مع زوجها وابنها الوحيد، على صوت أذان الفجر، وأعلن - آنذاك- من قبل وسائل الإعلام أن الضربة كانت ناجحة يقول:كسروا لوحاتك يا ليلىهدموا أركان المرسمقتلوا الزوج ابن العمبقروا بطن الطفل البرعمبتروا الريشة يا ليلىلا يمكن للريشة بعد اليوميا أنس الريشةأن ترسموبلغت قصيدة الشاعر التي عنونها بقلب الأم ذروتها من خلال تألق دقته في رسم الصور، وروعة الإيقاع، وجمالية وعذوبة المفردة التي نبعت من أعماق الوجدان، فلم تضل الطريق إلى قلب متلقيها يقول:ناء كآخر نجمة نامت على كتف السماءرحب كصدر البحر كالدنيا كأحلام المساءنضر كما الجنات حين يسكنها الثراءقلب تلبسه الإبا خلف الإباءتلا الأمسية حوار مطول بين الشاعر والحضور الذي تفاعل مع قصائد الشاعر، حول خصوصية النصوص التي تم إلقاؤها، وعن موقف الشاعر من تسمية الشعر العامي، وشعريتها، وقد بين في معرض ردوده أنه لا يرى أن قصيدة النثر تنتمي إلى الشعر، كما سلّط الضوء على المشهد الثقافي السعودي بشكل عام والإبداع السعودي بشكل خاص .
Culture
يؤكد أشرف الصباغ في كتابه «الدروس المستفادة من الثورة الروسية» أنه بمجرد انهيار الاتحاد السوفييتي وحلف وارسو والكتلة الشرقية كلها تركزت مقاليد السلطة العالمية في يد أمريكا التي صارت الشرطي الوحيد في العالم، وصار نموذج الحياة الأمريكية هو النظام أو الشكل الوحيد المعتمد، ليس فقط من قبل الشعوب الفقيرة في العالم، لكن أيضاً من قبل الأنظمة الحاكمة فيها، وبدا الأمر وكأنه إعادة تقسيم جيدة للخريطة العالمية.لعل انهيار الاتحاد السوفييتي كان سبباً رئيسياً ضمن أسباب جوهرية كثيرة في تغيير خريطة العالم، في نهاية قرن وبداية آخر، كما حدث بالضبط في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، من هنا تحديداً يبدو أن التصور الذي ساد آنذاك بأن البروسترويكا وانهيار الاتحاد السوفييتي كانا آخر الأحداث الجسام في القرن العشرين هو مجرد تصور مبسط، فقد كانت هناك مفاجآت أخرى في الطريق.
Culture
يزيح مسؤولون مصريون اليوم الستار عن أول تمثال للأديب الراحل عباس محمود العقاد في محافظة أسوان، بجنوب البلاد .ويقوم وزير الثقافة الدكتور عماد أبوغازي ومسؤولون بالمحافظة بإزاحة الستار عن تمثال العقاد، الذي أقيم في الميدان الذي يحمل اسمه في مدينة أسوان، وجاء تشييده إثر الاتفاق الذي تم إبرامه بين الوزارة والمحافظة .وحدد المهندس محمد أبوسعدة، مدير صندوق التنمية الثقافية في الوزارة، ارتفاع التمثال بنحو 6 أمتار، ويصل وزنه إلى 6 أطنان، من البرونز، وتم تصميم قاعدة جرانيتية للتمثال تتناسب مع الطبيعة الصخرية للموقع الذي تم تشييد التمثال به، حيث يجاور مقبرة العقاد .وأضاف أن الصندوق تصدى لتنفيذ التمثال، متحملاً مسؤولية تكلفته والإشراف على تنفيذه في إطار خطة الصندوق لإبراز رموز الفكر والأدب في مصر، لافتاً إلى أن التمثال قام بنحته الفنان عبدالعزيز صعب، فيما تولى تنفيذه الفنان السيد عبده سليم .
Culture
كرّم وزير الثقافة سليم وردة، صباح أمس، بمقر وزارة الثقافة اللبنانية الهيئة العربية للمسرح على ما أعطته للمسرح العربي منذ تأسيسها إلى اليوم وعلى اختيارها للبنان لتنظيم المهرجان الثالث للمسرح العربي، وأكد وردة على دعم وزارته لمشاريع الهيئة في لبنان وفي الوطن العربي، وأهدى بهذه المناسبة درع الوزارة وشهادة تقدير لكل من د .أشرف زكي رئيس المجلس التنفيذي للهيئة وإسماعيل عبد الله أمينها العام .822 .فطفحضر التكريم د . جان داود مدير المهرجان وعدد من نقباء الفنانين العرب، وشكر وفد الهيئة الوزير على التكريم .شهدت فعاليات مهرجان المسرح في بيروت، مساء أمس الأول، عرض أربع مسرحيات على مسارح بيروت وطرابلس، ففي مسرح بابل في بيروت عرضت مسرحية عجائب لفرقة مسرح الطليعة في مصر وهي من تأليف عاطف النمر وإخراج سامح بسيوني، وتتناول قضية المثقف المهزوم على الدوام أمام جبروت السلطة وقمعها وترهيبها له، وتسد عليه كل الطرق حتى يخضع لها، ويواجه من جهة أخرى إيذاء التيارات المتطرفة التي يخالفها الرأي، وإطار المسرحية رمزي وقد توسلت لرؤيتها بحلول إخراجية غير تقليدية .وفي مسرح المدينة في بيروت عرضت مسرحية كامب لجماعة المسرح التجريبي في العراق وهي من تأليف وإخراج مهند هادي التي صورت بعمق وضعية التيه والريبة والقتل والحيرة التي يعيشها الإنسان العراقي منذ احتلال القوات الأمريكية، لكنها أكدت على أن هذا ليس سوى كامب (مُعَسْكَر) عابر، وأن الأرض وأهلها هم الحقيقة الباقية، وقد وفق المخرج في ابتكار حلول إخراجية بسيطة بعيدة عن التعقيد أو التكلف واستخدام الإضاءة بطريقة فعالة، وتحكم في شخصياته بشكل بارع أعطى للمشهد تلقائية واضحة .أما في مسرح بيروت فقد عرضت مسرحية طائر الصدى المفقود للفرقة القومية للتمثيل تأليف الدكتور عثمان جمال الدين وإخراج عادل حربي، وهي المسرحية الوحيدة التي جاء الحوار فيها بالفصحى، وقد ارتكزت على نص جيد يحمل الكثير من الدلالات الثقافية والاجتماعية وبلغة راقية، وعالجت أزمة المسرح وانغلاق أفق الإبداع فيه .وفي مسرح بيت الفن في طرابلس عرضت مسرحية سكان الكهف من إنتاج وزارة الثقافة الأردنية وتأليف وليام سارويان وإخراج خليل نُصيرات، وتبرز بدورها أزمة المسرح المعاصر عن طريق تصوير أزمة ممثلين يجدون أنفسهم بلا مأوى فيسكنون على خشبة مسرح مهجور مهدد بالتدمير من طرف الحكومة . وشهد صباح أمس الأول عقد اجتماع للجنة مشروع استراتيجية مسرحية في فندق جولدن يتوليب في بيروت التي عهدت إليها الهيئة العربية للمسرح بتقديم مقترح لاستراتيجية عمل للمسرح العربي خلال السنوات المقبلة، وترأس الاجتماع د . أشرف زكي رئيس المجلس التنفيذي للهيئة وحضره إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة ونائبا الرئيس ومقرر المجلس، وسيأتي المشروع على أربع مراحل يعتبر هذا الاجتماع هو التحضيري لها، ويليه اجتماع في القاهرة ثم الرباط ثم في الكويت ثم يكون الختام والمصادقة على الإعلان في الشارقة وذلك قبل نهاية العام الجاري، وفي حديثه ل الخليج عن النقاط التي ركز عليها الاجتماع قال د . يوسف عيدابي مستشار الهيئة إن الاجتماع يدرس مرتكزات وموجهات مشروع استراتيجية لمستقبل عمل الهيئة لتنمية المسرح العربي سواء نفذ هذا المشروع من طرف الهيئة وحدها أو بالشراكة مع هيئات أهلية أو رسمية تهتم بالمسرح، وسوف يراعى فيه الابتعاد عن البنى والرؤى التقليدية والالتفاف إلى ما استجد بعد انفتاح الفضاء الإعلامي وسيطرة العولمة مما أبعد المسرح عن كونه شهادة عضوية للمجتمع إلى رؤية نخبوية متعالية أو إلى جماهيرية مسفة .وأوصى الاجتماع بالترويج المستمر للهيئة حتى يتعرف إليها المهتمون بالمسرح، والبحث لها عن شراكات تسهم في تحمل عبء النهوض بالمسرح العربي لكي لا يبقى عبئاً على شخص واحد هو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي وجه إليه المشاركون كل الشكر والتقدير .
Culture
تبث اليوم الحلقة التسجيلية الثالثة والأخيرة لبرنامج أمير الشعراء على قناة أبوظبي الفضائية وقناة شاعر المليون الساعة العاشرة والنصف مساء، ويذكر ان البرنامج تنظمه وتدعمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وتنفذه شركة بيراميديا، وهو مسابقة ابداعية يتنافس على مضمارها شعراء القصيدة الفصحى، بكل ألوانها وأطيافها، سواء أكانت عمودية مقفاة أو كانت ضمن نمط القصيدة الحرة او قصيدة التفعيلة .وستشهد الحلقة مقابلة لجنة التحكيم لعدد من الشعراء حيث اختارت اللجنة من بينهم 35 شاعراً للانطلاق بأولى الحلقات المباشرة من على مسرح شاطئ الراحة خلال شهر حزيران/ يونيو الجاري .
Culture
أحمد إبراهيم الفقيه كاتب ليبي مرموق، هاجسه الإنسان العربي بكل طموحاته وإرهاصاته، وهو صاحب لغة رفيعة وبنية تخيلية قوية.اصدر 17 رواية منها: هذه تخوم مملكتي، نفق تضيئه امرأة واحدة، سأهبك مدينة أخرى، حقول الدماء، وخرائط الروح، كما أصدر 12 مجموعة قصصية منها: اربطوا أحزمة المقاعد، مرايا فينسيا، وصدر له حديثا المجموعة القصصية المثيرة للجدل: في هجاء البشر ومديح الحشرات والبهائم هنا حوار معه. في هجاء البشر ومديح الحشرات والبهائم هو عنوان مجموعتك القصصية الأخيرة وهو عنوان صادم لماذا اخترت هذا العنوان؟ هذا العنوان يعبر عن فحوى القصص الموجودة في الكتاب والتي أشير فيها إلى سقوط الإنسان ونبل الحيوان حتى ولو كان أفعى، وأنا أسلط الضوء على مدى إخلاص الحيوانات في سلوكياتها الظاهرة والباطنة وتتصرف طبقا لفطرتها السليمة.وفي المجموعة هناك تبادل للأدوار بين البشر والحيوانات، فالحيوانات لديها سلوكيات إنسانية والبشر لديهم سلوكيات حيوانية منحطة، وقد قال الشاعر الهندي الكبير طاغور: عندما يصبح الإنسان حيوانا فإنه يكون أسوأ من الحيوان. ما مدى تأثرك بكتاب الحيوان للجاحظ؟ يمثل كتاب الحيوان للجاحظ إحدى المرجعيات الأساسية في هذه المجموعة، وقد ورد اسم الجاحظ وكتابه في إحدى قصص المجموعة وهي في هجاء البشر ومديح النسانيس.والفارق بين الاثنين أن الجاحظ تحدث عن الحيوانات وما يحدث لها، أما أنا فقد كتبت قصصاً قائمة على الخيال والجاحظ يقدم استقراء لتاريخ الحيوانات، أما قصصي فتقوم على عنصر المفارقة بين ما يرتكبه الحيوان عن فطرة وغريزة وما يرتكبه الإنسان عن تصميم وتدبير وتخطيط وسقوط. لقد اعتمدت على انسياب الذاكرة على الورق وتحويل اللحظة الحرجة إلى انطلاقة مؤكدة نحو الهدف الذي تسعى إليه، ما الرسالة التي تريد إيصالها؟ هذه المجموعة بمثابة علاج نفسي وتطهير للنفس البشرية من خطاياها وضرورة تحويل الطاقة البشرية السالبة إلى طاقة موجبة لها ولمن حولها. لماذا أنقذت حياة الرئيس الأوغندي عيدي أمين من لدغة إحدى العقارب رغم ديكتاتوريته ودمويته مع شعبه؟ لأنه قد جمعتني علاقة صداقة وطيدة معه وهو طالب في لندن، وكنا نقيم معا في فندق واحد ونتناول الطعام معا، وكان شخصا مرحا وأليفا لكن السياسة أفسدته. هناك احتفاء بالذات في المجموعة من خلال استخدام ضمير المتكلم، فهل تعتبر المجموعة مسارًا لتأريخ فردي؟ استخدام ضمير المتكلم إحدى تقنيات الكتابة التي أمارسها لأنه يحقق لي نوعا من التدفق السردي والاقتراب من القارئ، فأضع القصص أحيانا على لساني لصنع حميمة وتواصل مع القارئ. ذكرت بعض الشخصيات بأسمائها الحقيقية مثل الروائي السوري ياسين رفاعية والعقاد ويحيى حقي فهل هناك موقف ثقافي من وراء ذلك؟ ورود هذه الأسماء يضفي نوعا من المصداقية على الحدث عندما تقترب من إنسان حقيقي معروف، بشرط أن تكون صادقا في التعامل مع الحكاية. لماذا الرجوع لكتابة القصة القصيرة رغم تراجع مقروئيتها في الوطن العربي؟ أنا الكاتب الوحيد في الوطن العربي الذي يكرس جهدا ووقتا وطاقة ومكانة للقصة القصيرة، وأسعى إلى تطويرها بشكل مستمر لأنها من أصعب الفنون ورائدي في ذلك يحيى حقي ويوسف إدريس. كيف تقرأ قصة نفسك داخليا؟ من الصعب الإجابة عن هذا السؤال، ولكن الأديب الحقيقي عندما يكتب عملا أدبيا يخرجه من نفسه ثم تنقطع صلته به بعد ذلك، وقد كتبت صفحات من سيرتي الذاتية في بعض كتاباتي مثل كتاب حصاد الذاكرة الذي يضم مقالات فنية وصورًا قلمية.وهناك نوعان من السيرة الذاتية: الأول يكتبه السياسيون والشخصيات العامة ويتعاملون فيه مع أحداث حقيقية واقعية، أما النوع الثاني فهو السيرة الذاتية التي يكتبها أديب وهي عبارة عن تأملات ولا يجوز أن يكتبها أحد نيابة عن الأديب، ونجيب محفوظ لم يكتب سيرته الذاتية بشكل كامل رغم انه شارف عمره على المائة عام، وما كتبه عنه رجاء النقاش يعد تحقيقات صحافية ومقابلات حوارية فقط. كتاباتك تخدم أفكارك وأفكارك تخدم قضايا الساعة.. فهل ترى أن رسالة المبدع تتمحور في حل القضايا وإصلاحها؟ المبدع ليس مطالبا بإيجاد حلول عملية لمشكلات المجتمع، هو فقط يثير قضايا ويدق ناقوس الخطر، ومن الممكن أن أكتب مقالات تشتبك مع القضايا الاجتماعية وأقدم رؤى واقتراحات في مجالات البطالة والصحة والتعليم.. الخ، لكن العمل الأدبي أرقى من أن يخضع لمثل هذه القضايا لأنه عالم مواز للإبداع الذي نعيشه ولا يتعاطى الإبداع مع هذا العالم بدور الخادم أو التابع أو الملحق ونظرية الواقعية الاشتراكية التي كرست للأدب الملتزم خادعة. هل يعاني كتاب زماننا من سطوة الكبت والقمع؟ بالتأكيد وقد قال يوسف إدريس ليس هناك في الوطن العربي حرية تكفي عصفورا واحدا، هناك انفراجة في حرية الرأي والتعبير ولكنها لا تكفي لانطلاقة حرية الفكر والإبداع، وتفتح السبيل أمام العقل الجمعي للوطن لكي يزدهر ويتقدم ويستطيع مواجهة الأفكار الظلامية والمتخلفة التي تبغي إعادتنا إلى عقلية العصور الوسطى. عناوين روايتك وقصصك لافتة وغامضة، كيف يهتدي أحمد الفقيه إلى العنوان؟ كتاباتي تحتفي باللغة وأحاول أن تكون لغتي مشرقة متفجرة الدلالات وهذا ينعكس بدوره على اختيار عناوين أعمالي. الأسطورة حاضرة بقوة في أعمالك ألم تخش أن تكون الأسطورة عبئا على العمل الأدبي؟ لكي تكون الأسطورة مثرية للعمل الأدبي لابد أن توظف توظيفا جديدا من دون تشويه أو تحريف مع الحفاظ على روح الأسطورة وجوهرها الحقيقي. كيف تقيّم حجم الإضافة التي تشعر بأنك قدمتها للرواية الليبية؟ كانت لي إسهامات قوية في إثراء الحركة الأدبية في ليبيا، وكان لي الفضل في أنني وضعت الأدب الليبي على خريطة السرد العربي، بل والعالمي من خلال ترجمة خمس روايات لي وما لا يقل عن خمس مسرحيات قدمت على مستوى عالمي وآخرها عرضت في بروداوي في كلية المسرح التابعة لجامعة نيويورك.
Culture
يشارك نادي تراث الإمارات للسنة الثامنة على التوالي في فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته السادسة والثلاثين، الذي ستنطلق فعالياته اليوم وتستمر حتى الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري .وتأتي مشاركة النادي في هذا الحدث الثقافي الكبير تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الامارات، الهادفة إلى تأكيد حضور النادي في المحافل الثقافية على المستويين العربي والدولي، وبخاصة تلك المخصصة لصناعة الثقافة والنشر، وتشجيع اقتناء الكتاب، والمشاركة في الحراك الثقافي الذي تشهده الدولة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله .ويمثل نادي تراث الإمارات إلى المعرض كل من راشد محمد الرميثي رئيس قسم العلاقات العامة، وعوض النعيمي، ويشارك النادي في المعرض بأكثر من مئة وثلاثين عنوانا من الكتب الأدبية والتراثية والمحققة في مجالات الأدب واللغة والثقافة والتاريخ والحضارة وبخاصة الكتب التي تتناول تاريخ المنطقة، إلى جانب عدد من الإصدارات الجديدة خاصة الدواوين الشعرية لعدد من شعراء النبط في الإمارات . ومن إصدارات النادي في المعرض أطلس نخيل التمر في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتعليم التقليدي في الإمارات، وصورة النوخذة في الرواية الإماراتية، وآثار دولة الإمارات العربية المتحدة، والأطلس البحري لإمارة أبوظبي، والكتب التراثية المُحققة مثل مسالك الأبصار في ممالك الأمصار للعمري، في أجزاء عدة، وحلية الفرسان وشعار الشجعان، والمسرة والبشارة، وصور عربية من تاريخ العرب . وفي مجال الأدب واللغة والثقافة يعرض النادي كتب غطاء الرأس في التراث الشعبي العربي، ومرايا شعبية عادات وتقاليد عربية، وقبس من التراث العربي، والجمل في أمثال العالم العربي، وشروح المعلقات، وترصيعات على جدران شامية وغيرها من الكتب .وفي التاريخ والحضارة نقد الرواية التاريخية عند المسلمين، ومقدمة في المصادر العُمانية، والحدائق والجنان من أشعار أهل الأندلس، ورسائل أمين الدولة لابن المواصلايا، إضافة إلى الدواوين النبطية للشعراء: الجمري، الرقراقي، ابن مساعد، ابن معضد، النيادي، ابن فريوه، ابن زعل، ابن ظرفان، ابن كمديش بن نعمان، موزة بنت جمعة المهيري، الدهماني، ابن مسلّم، ابن محنا، ابن هياي، ابن زنيد، القصيلي، وابن جبران، وديوان نسيم الخليج للشاعر علي بن رحمة بن سالم الشامسي . كما يعرض النادي أعداداً مختلفة من مجلة تراث الشهرية .
Culture
أبوظبي- "الخليج":افتتح أحمد اليافعي مدير مجمع أبوظبي للفنون، مساء أمس الأول معرض الفنان المقيم في المجمع خلال الشهر الماضي الذي خصص للفن الإيرلندي، وشارك فيه خمسة فنانين هم: ريبوكا كارول، كارول كرونين، يونا كفناغ، كلوديو فيسكردي، باتريك والش، إضافة إلى الفنان الضيف مايك أدونيك، والفنانين العارضين محسن كيلاني، فرح البلوشي . حضر الافتتاح السفير الأمريكي مايكل كوربين، والسفير الإيرلندي باتريك هينيسي، والسفير الهندي تي بي سيثارام وعدد من الفنانين والمهتمين .رحب أحمد اليافعي في كلمته بالفنانين المقيمين والضيوف والعارضين في المجمع، منوهاً بالجهود الكبيرة التي يبذلونها في سبيل تعميق الصلات الفنية وتبادل التجارب والخبرات الفنية بين الفنانين الأجانب المقيمين في المجمع والفنانين الإماراتيين وقال: "إننا نسعى إلى إبراز الواجهة الثقافية والحضارية للإمارات وما تزخر به من ثراء تراثي ومعماري يشدّ انتباه كل زائر للدولة، لذلك قمنا بتنظيم رحلات تعريفية وجولات للفنانين المقيمين من أجل تعريفهم بثقافة الإمارات وحضارتها العريقة" .وأضاف اليافعي: "أثمرت إقامة هؤلاء الفنانين، في إبداع العديد من اللوحات الفنية التي استلهموها من التراث المحلي والبيئة الإماراتية، كما قمنا بتعريفهم إلى عدد من الفنانين الإماراتيين، أملاً في أن يثمر ذلك في تعاون مشترك بينهم في المستقبل القريب" .وأشاد اليافعي بمستوى الأعمال المعروضة التي عكست مدى استيعاب الفنانين لثقافة الإمارات، وعبّرت عن عمق التواصل والتبادل الثقافي بما شملته من لوحات بحرية وتراثية . كما استقبل اليافعي وفد الفنانين الفلبينيين للإقامة في المجمع خلال الشهر الجاري .واحتفى الفنانون المقيمون بالبيئة التراثية والبحرية في الإمارات من خلال توظيف بعض رموزها في لوحاتهم .
Culture
أبوظبي: علي داوود انطلقت مساء أمس فعاليات المؤتمر الخليجي الخامس للتراث والتاريخ الشفهي الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة في فندق سانت ريجيس، وذلك تحت عنوان «التربية الأخلاقية تراث خليجي أصيل»، بمشاركة عدد من الأكاديميين والباحثين والخبراء في الجامعات الخليجيّة والمؤسسات التعليمية والجهات المعنيّة بالتراث والتاريخ، إضافة إلى عدد من المتخصصين في علم الاجتماع والتاريخ. وقال سيف سعيد غباش مدير عام الدائرة: «نستضيف في هذا المؤتمر كوكبةِ من المتخصصين، والأكاديميين، والباحثين والمهتمين بالتراثِ، الذين جاؤوا لتبادلِ الأفكار، وعرض التجارب، وتحديدِ الرؤى والاستراتيجيات حول قضيةٍ من أهم القضايا الثقافيةِ، والتراثيةِ في دُولنا الخليجية، وعلى مستوى المنطقة والعالم، وهي قضية التربيةِ الأخلاقية وموقعها في سلم القيم والأولويات لبناء الأجيال الذين هم عدة الحاضر، وأمل المستقبل. إننا ونحن نضع في الدولة رؤية قيادتنا الرشيدة لمنهاج التربية الأخلاقية موضع التطبيق في هذا العام الدراسي، نتطلع إلى إثراء هذه التجربة بالرؤى والممارسات الخليجية التي تصب في هذا المضمار، وأحسبها تجارب، وخبرات واسعة ومفيدة كوننا نستقي مقوماتنا التراثية، والقيمية من النبعِ ذاته، بل نتطلع أكثر إلى أن يكون لنا مِنهاج خليجي موحد في مادة التربية الأخلاقية، وغيرها من المواد الدراسية التي تعد أبناءنا للغد وللمستقبل الزاهر. والأمل يحدونا دائما بدوائرنا وهيئاتنا، ومؤسساتنا الثقافية، والتربوية التي تشكل الإطار المشتركَ لجهدنا الخليجي في تحقيقِ كل هذه الأهداف والغايات».وأضاف: «إن إِقامة المؤتمر الخامسِ في الدولة يعزز الجهود التي تبذلها دائرة الثقافة والسياحة من أَجل بناء شراكة خليجية واعدة على صعيد الثقافة والتراث، وتوظيف كل ما تكنه الإمارات (قيادة وشعباً) من حب صادقٍ للأشقاء في دول الخليجِ العربية، لإبرازِ مكانة التّراث، ودوره المهم في ترسيخ وتعزيز لحمتنا التراثية، وهوِيتنا الوطنية والإنسانية».وناقش المؤتمرون في الجلسة الأولى التي ترأسها د.عبدالله عبدالرحمن يتيم السبل الكفيلة بأهمية التربية الأخلاقية كتراث خليجي أصيل وخاصة أن دولة الإمارات رسخت البعدين الإنساني والأخلاقي في تطوير النظام التعليمي، بتضمينهما في المنهج الدراسي، وهو ما يوجب تضافر جهود الجميع لإنجاح البرنامج، مؤكدين دور التراث في توطيد الأُسس الخليجية التي تستمد متانتها من الدور المتنامي للتراث.وأشارت د. موزة عبيد غانم غباش من الإمارات في ورقة «التربية الأخلاقية تراث خليجي أصيل» إلى أن للتربية الأخلاقية في تراثنا الخليجي جذوراً عميقة ضاربة في التاريخ، مؤكدة أنها تستمد بقاءها ورسوخها من عدة عوامل أهمها الشريعة الإسلامية السمحاء، والتراث الشعبي الأصيل بما فيه من قيم وعادات وتقاليد وطرق للعيش. وتحدث د. معجب بن سعيد الزهراني من السعودية في ورقة «الحكاية الشعبية: منجم التربية الأخلاقية المهجور» عن أن الأخلاق الفاضلة بوصفها عملة متداولة، تزيد بها قيمة الإنسان، وتقل بفقدها، وتمثل الحكايات الشعبية أحد مناجمها.وأكد د. حمد بن صراي، من الإمارات في ورقة «المنظومة الأخلاقية في فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» أن الجانب التربوي يعتبر ميداناً رحباً برز فيه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد من خلال أحاديثه وزياراته ولقاءاته بالطلبة وأولياء الأمور، وتتبعه للواقع التربوي بناء وعمارة وتدريساً، إلى جانب قدرته في إدارة الحوارات، وتوجيه الأنظار إلى نقاط محددة تدور حول الأخلاق، وآداب المجالس، وإكرام الضيف، واحترام القيادات، وتقدير الكبار.واعتبرت الدكتورة ضياء الكعبي من البحرين في الورقة التي قدمتها عن «تمثيلات التربية الأخلاقية في الثقافة الشعبية الخليجية» أن الثقافة الشعبية الخليجية ركيزة أساسية في التكوين الثقافي والحضاري للإنسان الخليجي.أما الجلسة الثانية فترأسها محمد بن مسلم المهري من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وتناول فيها ناصر بن سيف السعدي ثقافة التسامح واحترام الآخر في التراث الثقافي العماني، وناقشت الدكتورة بزة الباطني، مفهوم التربية الأخلاقيّة ككل والذي اختلف حوله الفلاسفة والعلماء كما تناولت الحكاية الشعبية بأنماطها وتصنيفاتها المختلفة.وعرض الدكتور عائض محمد عائض الزهراني مبادرة (الجامعة القدوة) لتعزيز القيم الأخلاقية في جامعة الطائف، فيما تناول الدكتور سالم زايد الطنيجي رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإماراتية لكليات الشارقة،عدة نقاط هي: الأخلاق في الحضارات القديمة، الأخلاق في الإسلام، الأخلاق في رؤية الإمارات 2017، الأخلاق عند أهل الإمارات، المجالس في الإمارات وأنواعها وأدوارها.واختتمت أعمال اليوم الأول بورشة عمل شارك فيها مقدمو الأوراق والحضور بعنوان «نحو استراتيجيّة خليجية موحدة في التربية الأخلاقيّة»، أشرفت عليها الدكتورة فاطمة حسن الصايغ.
Culture
تذهب بعض التقديرات إلى أن عدد الحيوانات المستخدمة في المعامل والمختبرات، يقدر بما يتراوح بين عشرة ملايين و100 مليون حيوان سنوياً، وتتنوع الحيوانات المستخدمة، فمنها اللافقريات، والفئران، والطيور، والسمك، والضفادع، وهذه الأرقام لا تدخل ضمنها الحيوانات المستخدمة للتجارب في أمريكا، فأمريكا بمفردها استخدمت أكثر من 80 مليوناً من الفئران فقط عام 2001 وتختلف وتتنوع المصادر التي تأتي منها حيوانات التجارب، فمعظمها يأتي عن طريق الحيوانات المعدة للتربية والتكاثر، وبعضها يصل إلى المعمل عن طريق الصيد، كما يأتي من خلال شرائها من التجار، ومن أسواق الحيوانات، ويتم إجراء التجارب على الحيوانات في الجامعات، وكليات الطب، والصيدلة، والمؤسسات الزراعية، والعسكرية، وشركات الأدوية وشركات تجارية أخرى كثيرة مرتبطة بمؤسسات صناعية لها ارتباط ما بالحيوانات.ويوضح محمود الأزهري في كتابه «حيوانات المختبر.. شكراً» أن تجارب الحيوانات في المختبر تشتمل على البحوث الخاصة بعلوم الوراثة، والجينات، والهندسة الوراثية، وتطوير علم الأحياء والدراسات السلوكية المرتبطة بعلم النفس وعلوم الاجتماع، إضافة إلى البحوث التطبيقية مثل أبحاث الطب الحيوي. ويشير الكتاب إلى أن محاولة تعلم الإنسان من الحيوان قديمة جداً، بالمقدار الذي يسمح لنا بأن نقول إنها بدأت مع بداية الإنسان، لشق طريقه في الحياة، فحين قتل قابيل أخاه هابيل تركه جسداً مطروحاً على الأرض، إلا أن الغربان قامت بإجراء تجربة عملية لدفن الموتى، ومن خلال مراقبة الإنسان القاتل للغراب عرف وتعلم كيف يدفن أخاه الميت.
Culture
يستضيف غاليري سلوى زيدان معرض نحت جماعي بعنوان Art in Space بمشاركة نخبة من الفنانين الدوليين المعاصرين، وذلك بهدف إلقاء الضوء على مجموعتها المتنوعة من المنحوتات المختلفة الأشكال والأحجام والألوان .وتقول مديرة الغاليري الفنانة سلوى زيدان أرى أن المنحوتات المعاصرة، بما فيها من جمال، وما لها من حضور، قادرة على تغيير أي مكان، وهي تتيح رؤية ثلاثية الأبعاد للمشاهد وتطلق العنان لفكره وخياله، مهما كانت المادة التي صنعت منها، رخاماً أو فولاذاً أو ستانلس ستيل غير قابل للصدأ أو غرانيت، ويستمر المعرض حتى نهاية أغسطس/آب .وتضيف زيدان: هذا المعرض هو الأول من نوعه في الغاليري الذي يكرس كلياً للنحت وهو تجربة جديدة لمتابعي الفن في العاصمة . وتعتبر سلوى زيدان، التي ترى في المنحوتات قطعاً فنية راقية، أن حتى أصغر التحف حجماً قد تضفي على المكان قيمة جمالية وفنية، وهي تدعو محبي الفنون في أبوظبي إلى زيارة الغاليري والتمتع بهذه الأعمال الرائعة .ومن المشاركين في المعرض: بيلي لي وكارولين رامسدورفر وهوان وو، جان فان الشتاين، وفايزة مبارك وسلوى زيدان وأريا أزادي وينج جوني .
Culture
تشير الإحصائيات إلى أن جلّ ما ترجمه العرب من اللغات الأخرى منذ عهد المأمون وحتى اليوم يبلغ ما يقارب 10 آلاف كتاب، بينما تترجم دولة مثل اسبانيا وحدها سنويا 10 آلاف كتاب من مختلف اللغات، مع أن اسبانيا لا تعد من حيث الأهمية من بلدان الصف الأول في أوروبا مثل ألمانيا أو بريطانيا، وهو ما يضعنا أمام سؤال مقلق وخطير يتعلق بمجمل البنى العربية، حيث يشير ضعف الترجمة إلى مجموعة من النقاط الخطيرة على مستوى مؤشرات التنمية .هل ما زال بالإمكان التغاضي عن ضعف كم المعارف والعلوم والآداب المترجمة إلى اللغة العربية في ظل عالم تتنافس بلدانه على امتلاك المعرفة، التي تعتبر بوابة لتسيد مساحة من الوجود والكينونة في العالم، وذلك في ظل تنافس محموم وغير مسبوق من قبل البلدان القوية للبقاء في مواقعها المتقدمة، من حيث الإنتاج والصناعة والعلوم، معتبرة أن التخلي عن المعرفة تخلٍ عن الموقع الذي استطاعت أن تأخذه على خريطة العالم .في السياق نفسه جاء العام الماضي تقرير تصنيف الأكاديميات العالمي لأفضل 500 جامعة في العالم، ولم تحصل أية جامعة عربية على مكانة بين تلك الجامعات، وهو أمر لم يهتز له جفن عربي، مع أنه يشير إلى فشل بعض الأكاديميات في وطننا العربي في إحراز أي تقدم مع أن بعضها تجاوز تأسيسها أكثر من نصف قرن، ومع ذلك فإنها لم تؤسس لتراكمات مهمة، تستطيع من خلالها أن تحول الأكاديمي العربي إلى باحث أو عالم أو منتج معرفة .هل يرفض العرب التواصل مع الآخر؟ وخاصة المتطور والمتقدم . قطعا إن الإجابة عن هذا السؤال هي لا، فكل التصريحات الرسمية العربية تتغنى بالتواصل مع الآخر وأهميته، ومع ذلك فإن الترجمة التي تعتبر جسرا رئيسيا في عملية التواصل ما زالت تراوح مكانها، لولا بعض المشاريع المهمة التي جاءت في السنوات الأخيرة من داخل الإمارات مثل مشروعي كلمة وترجم اللذين زوّدا المكتبة العربية بمئات الكتب في مختلف الفروع المعرفية والعلمية والأدبية وكتب الأطفال، لكن الحاجة إلى الترجمة تحتاج إلى تضافر جهود عربية كبيرة، وإلى رصد ميزانيات كافية لتأسيس مشاريع ترجمة تأخذ في الاعتبار الحاجات الأساسية للوطن العربي .إن أي تأخير في تأسيس مشاريع ترجمة على المستوى العربي سيكون بمثابة التخلي عن المسؤولية تجاه الأجيال المقبلة، فنحن نستورد من الغرب وشرق آسيا وبلدان أخرى كل ما نحتاج إليه في حياتنا اليومية، وندفع تكاليف هذا الاستيراد زمنيا وماليا، من دون أن نفكر في إنتاج المعرفة، أو التواصل مع آخر مستجداتها، وهو ما سيجعل اللحاق بركب المجتمعات المعرفية أمرا عسيرا على المدى المنظور، وهو يعني ازدياد تأخر البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الأمر الذي سيجعل من التقدم ليس فقط أمنية خارج نطاق التفكير الواقعي، وإنما أشبه بفكرة خيالية غير قابلة للتطبيق [email protected]
Culture
استطاع حفل تكريم قدامى المشتغلين في المسرح الإماراتي الذي أقامه مسرح الشارقة الوطني، مساء أمس الأول في مقره، أن يجعل هذا المكان الشارقي، على امتداد سهرة رمضانية، مائزة، واستثنائية، حاضناً لاستذكار أولى محاولات وضع حجر الأساس، للمسرح في الإمارات، وفي ظروف اجتماعية معينة، كان المسرح يعد فيها خروجاً عن الأعراف والتقاليد . بيد أن حاملي جذوة الفن في أرواحهم، ونفوسهم، شقوا الطريق، بالرغم من الصعاب الجمة، التي اعترضتهم، وواجهتهم، يحدوهم إيمانهم الكبير برسالتهم الفنية والإبداعية .مكان واحد، هو مقر مسرح الشارقة الوطني، أحد العناوين الرمزية للمسرح الإماراتي، جاءه الفنانون من كل حدب وصوب من الخريطة الفنية الإماراتية، ليضم كوكبة من الفنانين الرواد، ممثلين عن فرقتين كبيرتين هما: مسرح الشارقة الوطني، ومسرح رأس الخيمة . حضر حفل التكريم عدد كبير من الفنانين الأوائل، وعدد أقل من الأسماء الجديدة في عالم المسرح، بالإضافة إلى مؤسس مسرح الشارقة الوطني محمد حمدان بن خادم، وأحمد الجسمي رئيس مجلس إدارة الإدارة، بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين .في البداية، رحب الفنان الشامل، د . محمد يوسف عضو مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني بالحضور، بلغة عميقة الدلالة، بسيطة الشكل، عفوية، نابعة من القلب، لذلك فهي لم تتلكأ في إيجاد طريقها إلى قلوب الحضور، ومما قاله د . يوسف في تقديمه: إنها وجوه نيرة، لها تأثيرها في المسرح، ومسرح الشارقة حريص على الحميمية، وقد اجتمعنا لنتذكر، ونستدعي، ونعود بالذاكرة إلى الوراء .خلال حفل التكريم، الذي سادته البساطة، والعفوية، وبعيداً عن أي تكلف، تحدث فيه فرسان المسرح الإماراتي، مستعرضين ذكرياتهم الثرة، والتي تحتاج إلى تدوينها من قبلهم، ومن قبل سواهم، لاسيما وأن المكتبة الإلكترونية لمسرح الشارقة الوطني قد تم إطلاقها، وتضم إرشيفاً هائلاً، يواكب الندوات والعروض المسرحية، منذ بداياتها، وحتى الآن، وهي موضوعة تحت تصرف الباحثين والدارسين وكل من يعنيه أمر متابعة تاريخ المسرح الإماراتي . ومما أثير في الجلسة الاستذكارية هو افتقاد المسرح الإماراتي للعنصر النسائي في بداياته، إلى أن تم انخراط بعض الفنانات الرائدات، في مجال التمثيل، بالرغم من المصاعب الجمة الموجودة، بالإضافة إلى من طرح ضرورة أن تأخذ اللقاءات بين الفنانين طابع التنظيم، لئلا تكون عفوية، وأن يلتقي فيها القدامى مع الجدد، لما في ذلك من فائدة كبيرة، في التواصل بين هذين الجيلين .وكرم أحمد الجسمي عدداً من الفنانين والفنانات الرواد، وهم: مريم سلطان، موزة المزروعي، رزيقة طارش، سعيد النعيمي، ظاعن جمعة، سعيد بوميان، د . علي فارس، أحمد غنيوات، حمد سلطان، عبدالله الأستاد، محمدإبراهيم، د . محمد يوسف، محمد حمدان بن خادم .وقال د . محمد يوسف لالخليج: لقد قرر مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، إقامة هذا التكريم للفنانين الأوائل، لما لهم من أيادٍ بيضاء على المسرح، فهم من أقطاب المسرح الإماراتي، ومن واضعي اللبنات الأولى له، وقال: في ما قبل مرحلة تنظيم الحركة المسرحية، كان المسرح عبارة عن اسكتشات لم ترتق إلى أن تسمى مسرحاً . وأضاف: اللقاء يضفي روح التراحم والتوادد بين فنانينا،بعد أن انصرف كل منه إلى شؤونه الحياتية والفنية، ونحن أحوج إلى مثل هذا اللقاء، لذلك فقد قررنا أن نلتقي مجموعة أخرى من فنانينا، في لقاءات مقبلة . إنني أعتبر بحق أن هذه الأمسية، تعد استثنائية، لأنها ستبقى في الذاكرة، لاسيما وأن الوجوه التي التقيناها تعد مفخرة الفن الإماراتي، وكانت نبراساً للأسماء الجديدة التي ظهرت .
Culture
الشارقة عثمان حسن: الإضاءة هي إحدى عناصر العرض المسرحي التي تنقسم إلى أربعة: الديكور، والمهمات المسرحية، و الملابس والماكياج، والإضاءة، وكما يعرف المتخصصون، فالإضاءة هي تصميم فني، وليست مسألة ارتجالية على الإطلاق، فهي تتعلق بمساقط الضوء على الخشبة، من حيث الشكل، أما من حيث المضمون والفكرة، فالإضاءة فلسفة، وإيقاع لوني، يختلف من حيث الشدة والتباين، وهي عملية لها أهداف ووظائف، وتخضع للتذوق فني، كما أنها ذات ارتباط بقيم اللون التشكيلية. أصبح مصمم الإضاءة جزءاً لا يتجزأ من المسرح، بل هو المصمم الأخير في المسرح - كما يوصف- ويتوقع منه الجميع، أداء المعجزات والسحر. استخدم اليونانيون ضوء الشمس، كإضاءة طبيعية في مسارحهم، التي كانت تقام في الهواء الطلق، وكانت عروضهم تقام في أوقات مختلفة من نهار اليوم، للاستفادة من تبدلات ضوء الشمس، ويعتبر ذلك أول وأقدم تصميم مبكر للإضاءة في الفن المسرحي.البحث في تاريخ الإضاءة، يتلازم مع تطور الإنسان، واستخدام الشموع ومشاعل النفط والغاز في مرحلة قديمة جداً، مروراً بصناعة الكهرباء، التي أحدثت تحولاً كبيراً في فن الإضاءة، ليس هذا فحسب، فقد اكتسبت الإضاءة كفن تطوراً ملحوظاً في العصر التكنولوجي، مع تقدم برامج التصميم، وهو الذي مكن مصمم الإضاءة من السيطرة الفنية الكاملة على عملية الإضاءة، بوصفها ذات صلة بالحزم الضوئية وكل التفاعلات البصرية أو المرئية، من هنا، أصبح تصميم الإضاءة، تصميماً تقنياً خالصاً، لكنه في الوقت ذاته، يتطلب حسابات، لها علاقة بجميع جوانب وتفاصيل العرض المسرحي.في المسرح الإماراتي، كما هو حال المسرح العربي، كان تصميم الإضاءة مرتبطاً بتطور تقنياتها في المسرح الغربي، وقد عملت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، عبر إشرافها على الحركة المسرحية، على الاستفادة من تقنيات الخبراء والمشرفين العرب في فن وتصميم الإضاءة، ومن هؤلاء السوري ماهر هربش، الذي كان يشغل مهنة مصمم إضاءة ورئيس قسم التقنيات المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، حيث أشرف في العام 2013، على برنامج تدريبي متخصص للمحترفين والهواة، يتضمن ورشة في الإضاءة المسرحية، هذه الورشة أشرف عليها الفنان محمد جمال، ويعتبر من أبرز مصممي الإضاءة في الإمارات، وحاز جوائز عدة في مهرجان أيام الشارقة المسرحية خلال دورات تدريبية متعاقبة. تضمنت الورشة تطبيقات عملية، عن بدايات استخدام الضوء على خشبة المسرح، وعرفت المشاركين بأنظمة التوصيل والتركيب، وشبكتي الإضاءة «الثابتة والمتحركة»، والوظائف المختلفة التي تقوم بها الإضاءة في بنية العرض المسرحي. أما الجانب العملي في الورشة فشمل جملة من التدريبات على الأدوات الأساسية في صياغة تصاميم الإضاءة مثل «البروجكتورات، الكونترول، أنظمة التركيب، التوصيل»، كذلك اشتغل المشرف على طرق تصميم الإضاءة وعلاقتها بزوايا المصادر الضوئية وتأثيراتها في مكونات الخشبة: الأشخاص، الأغراض، القطع الديكورية، الإكسسوارات ..الخ، كما استعرض في العديد من التمارين علاقة الإضاءة بالألوان ودلالاتها الجمالية والفكرية، وفي هذا الإطار اختبر المشاركون علاقة الإضاءة بالشخصية وبالمكان والزمان وعلاقتها بالحدث والصراع الزمني. وعلى صعيد المسرح، يولي مهرجان أيام الشارقة المسرحية اهتماماً خاصاً بفن تصميم الإضاءة، وعبر دوراته المتعاقبة كانت هناك جوائز متخصصة لتصميم الإضاءة، ومن ذلك على سبيل المثال: فوز خالد بشير بجائزة أفضل إضاءة عن مسرحية «أوركسترا» في الدورة الرابعة والعشرين من «الأيام» وهي من إنتاج مسرح خورفكان الوطني وإخراج مبارك الماشي. في السياق ذاته، فاز علي باروت بجائزة أفضل إضاءة، في الدورة الثالثة والعشرين من أيام الشارقة المسرحية، عن تصميمه للمناظر المسرحية في عرض «التريلا» لمسرح عجمان الوطني.. كما فازت بذات الجائزة مسرحية «مقامات بن تايه» وهي من انتاج مسرح رأس الخيمة الوطني. وكانت الإضاءة حاضرة في العديد من المهرجانات، كمهرجان الإمارات لمسرح الطفل، كما هو في دورته الخامسة التي جرت في العام 2010، حيث فازت مسرحية «جنون الأشباح» بجائزة أفضل إضاءة من تصميم محمد جمال، وهي من إنتاج مسرح رأس الخيمة الوطني، وسبق لمحمد جمال قبل نحو خمسة عشر عاماً أن فاز بذات الجائزة، عن تصميمه لإضاءة مسرحية (بيت القصيد) وذلك للخطة المبسطة، والموثرة في الوقت نفسه، والتي لعبت دوراً في تفعيل الأجواء النفسية والمكانية للعرض، و«بيت القصيد» من تأليف الفنان عبدالله صالح وإخراج أحمد الانصاري، وهي من إنتاج مسرح الشباب القومي للفنون بدبي. حضر فن الإضاءة كذلك، في هذا العام من خلال ندوة بعنوان (حداثة الضوء والإبهار المسرحي والسينمائي) وعقدها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، احتفاءً بالسنة الدولية للضوء والتكنولوجيا 2015، وحاضر فيها كل من: خبير الإضاءة الإماراتي طالب راشد الصوري، مدير مسرح شاطئ الراحة، عضو لجنة المهرجانات بأبوظبي والمخرج المسرحي صالح كرامة.
Culture
تنظم مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي بالتعاون مع مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث أمسية للشاعر كريم العراقي يرافقه فيها عازف العود علي سرحان، وتعرض الفنانة السعودية سارة السهلي عدداً من أعمالها الفنية على هامش الأمسية، وذلك في السابعة والنصف من مساء اليوم في مقر المؤسسة بشارع الرقة في دبي. والشاعر كريم العراقي من أبرز الأصوات الشعرية الغنائية على الساحة العراقية، وفاز بجوائز شعرية عالمية، وغنى شعره عدد من المطربين العراقيين والعرب، وصدرت له دواوين شعرية عدة منها ذات مرة، سالم ياعراق، الشارع المهاجر وله مساهمات في المسرح والسينما والدراما.
Culture
يعد أشرف العناني من أبرز شعراء سيناء في مصر، ينحاز في شعره إلى الإنسان في طموحه وأحلامه، وفي معاناته وأشواقه ولحظات عجزه أو تحققه، تلك اللحظات التي يدرك فيها الفرد الشعور بأنه يمتلك العالم أو يفتقده، وهي اللحظات التي يكون على استعداد للاستشهاد أو التضحية والتسامي والغضب العارم . . غضب الثورات أو الدفاع عما يملك أو يعتقد .أصدر العناني ديوانين هما: عزف منفرد، صحراء احتياطية، هنا حوار معه: صحراء احتياطية هو عنوان ديوانك الجديد . . فهل نحن بحاجة إلى المزيد من الصحاري بعد التصحر الذي أصاب حياتنا؟ ما تتحدث عنه هو الصورة الذهنية السلبية عن الصحراء وليست الصحراء التي أعرفها ويعرفها ناسها كملاذ أليف للروح، على الأقل روحي وروحهم التي تتعثر كلما خطت هناك على أرض المدن، أتمنى لو أتيحت لك الفرصة يوماً لترى صحراوياً يهبط مدينة للمرة الأولى، ترى مأساة خطوته المرتبكة وروحه الممسوسة بالفزع، تتكلم عن التصحر بينما أرى ويرى كثيرون غيري جوهر أزمة وجودنا الإنساني الآن في التمدن، في هذه المدنية المتوحشة التي تدهس بلا رحمة . برأيك هل تقديم نصوص وتجارب من جغرافيات بكر وجديدة مثل سيناء مشروط بمتخيلات ترفد حياتها وأشكال تعبيرها من الجبل والصحراء والبادية؟ لنتفق أولاً على أن الإبداع الإنساني ليس مشروطاً بصورة واحدة للمكان، صورة المكان في الذاكرة الإبداعية متعددة، لا تتناسخ إذا أخذت في الاعتبار زاوية الرؤية، العين التي ترى في هذا الحجر السبب الواضح لعثرة غير العين التي تراه ذريعة للحنين، نعم قد يؤثر فيّ المكان الذي أتنفس فيه بدرجة أو بأخرى لكنه لا يستعبدني، أما عن سيناء فما هو متداول عنها ليس فقط ناقصاً لكنه أيضاً يثير الشفقة، سيناء ليست مساحة خالية من الرمل والحصى، والجبال بها مجموعة من البدو الرحل يسكنون الخيام تحرسهم قامات النخيل العالية، سيناء مكان متعدد، نعم به صحراء لكن أيضا به بحر أعلاه، بحر أسفله، به مدن كبيرة كالعريش والطور والشيخ زويد ورفح وبئر العبد، نعم هي مدن محروسة بالبطء، بالإيقاع الناعس لكنها موجودة هناك وتوفر صورة أظنها كافية عن الحياة المدنية، هذه المدن يسكنها بشر لم يهبطوا من المريخ ولا يحملون عيناً ثالثة في منتصف الجبهة . هل الوعي بالمكان ضروري في بناء الشعر والشعرية؟ الوعي بالمكان شرط أساسي لوجود الكائن البشري بشكل عام، أن تعيش وتتحرك في الحياة بيسر لا بد أن تكون على دراية بالمجال الحيوي، الذي تتحرك فيه والذي يحتل المكان فيه موضع القلب، هذا عن الإنسان العادي فما بالك بالمبدع الذي يملك حواساً أكثر قدرة على البصيرة بالتفاصيل وتفاصيل التفاصيل . برأيك . . هل القصيدة ما زالت مطلوبة للتعبير عن الجماعة والانخراط في تناقضاتها؟ القصيدة هي الأرض الوحيدة التي يتحرك عليها الشاعر فراراً من عطب اللحظات، القصيدة ليست فعلاً ميكانيكياً له أهدافه الاجتماعية أو السياسية، الذات في مواجهة العالم تلك هي إشكالية القصيدة منذ امرئ القيس حتى الآن، الإبداع الأدبي خصوصاً الشعري منه هو فعل فردي مركزه الذات الشاعرة، أنا أكتب استجابة لأسئلة وجودي أنا في المقام الأول والأخير، قصيدتي هي ألمي، فرحي العابر، حسرة أو حسرتان على الورق، قد يتماس هذا مع الجماعة لكنه لا ينطلق من عطشها لغناء يندفع بلا بصيرة لترسيخ قيمها، لذا لا تتعجب عندما ترى القامات الشعرية الإنسانية الكبيرة كانت في خلاف دائم مع جماعتها، امرؤ القيس كان صعلوكاً وكثير من النصوص الشعرية البديعة في تاريخ شعرنا العربي كانت لشعراء صعاليك خارجين عن الجماعة . يطرح الديوان قضية الشعر صيرورة مفتوحة على المستقبل ما ملامح هذه الصيرورة؟ وما هواجسها الشعرية والإنسانية؟ تتكلم عن الشعر والمستقبل، حسناً سأحدثك هنا عن البصيرة، عدسة الشاعر الصافية التي لا تتوقف عند سطح وجودنا بل تتجول هناك في الأعماق، في الجوهر، هناك حيث تتوالد العناصر الأولى التي يراها الشاعر رأي العين، في الرصد النقدي للتحولات الإنسانية خصوصاً في العصر الحديث كان الفن في طليعة هذه التحولات التي تحركت نحو المستقبل، وظل الشعر في مركزها، تخيل الدور غير المحدود لحركة الشعراء السورياليين في أوروبا لتشكيل الحداثة وما بعدها، تلك الحداثة التي بدأت شعرية وفنية ثم أصابت بالعدوى كل مجالات التفكير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، أعرف أنك ستقول: لكن الواقع في عالمنا العربي مختلف، أتفق معك، بل أظن أنه ليس من التشاؤم أن أقول إن حالة البرج الزجاجي ليس عاجياً هذا القابل للتهشم العالي قد تستمر طويلاً بين شاعر يظن أن واجبه يحتم عليه أن يظل مخلصاً للحظته الإنسانية المستقبلية على الأخص وبين جماعة تعاني أغلبيتها الأمية الشعرية . هل قصيدة النثر هي الأرض الموعودة للشعراء على اختلاف حساسياتهم الجمالية؟ الحديث عن قصيدة النثر يستدعي حواراً خاصاً، لكن على كل حال أستطيع من دون مجازفة أن أقول مطمئناً إن قصيدة النثر العربية هي وحدها من أنقذت الكتابة العربية أنقذت كتابتي أنا أيضاً من مصير بائس كان ينتظرها، تخيل طائراً يطير وهو يحمل عشه الثقيل فوق ظهره، إلى أي حد سيصمد قبل أن يقع هو وعشه!! أي مسافة سيقطع؟ هكذا كان حال الكتابة العربية، وحدها قصيدة النثر غامرت، رمت العش من فوق ظهرها، ارتبكت كثيراً، اضطرب جناحاها، لكنها واصلت وتواصل ممارسة حريتها في الطيران وحفزت الأشكال الأخرى من الكتابة للدخول في مغامرة الطيران من دون عش فوق ظهرها . بماذا تتحقق الشعرية انطلاقا من تصوراتك النظرية والجمالية؟ القدرة على الخيال هي في ظني العامل الحاسم في الشعرية، أن تنطلق كل مرة من حقيقة أنك لا تعرف شيئاً، نعم أنا لا أعرف ولا أملك سوى القدرة على صياغة السؤال، علامة الاستفهام هي رفيقة نصي الشعري، أنثاه التي تلتف صوره ورؤاه حول خصرها من دون ملل، كثيراً من المرات أضبط نفسي مفتوناً بسلوك طفلي الصغير لؤي الذي لم يجاوز السنتين سوى بشهور في علاقته بالأشياء من حوله، هذا الولع الذي لا ينقطع لتفكيكها، بالسؤال الذي يتحول إلى سلوك عن ماهيتها، تدميرها إذا لزم الأمر، إعادة صياغة علاقته بها، حسنا معظم من وقعوا في الفخ هم من ظنوا أن الشعرية تجلس هناك هادئة في شكل النص الشعري، خاضوا معارك لا طائل منها حول الشعر كلام موزون مقفى إلخ، في المقابل هناك نصوص النفري التي وتبعاً لورطة كلام موزون مقفى لم يصنفوها على أنها شعر لكن أحداً منهم لم يجرؤ على نفي شاعريتها .إلهام الثورةيقول أشرف العناني: لست مع هؤلاء الذين أطالوا الحديث عن أن ثورة يناير حدث أكبر من أن يحتويه نص أدبي أو فني، ثورة يناير نعم حدث هائل لكنه في النهاية حدث إنساني ملهم وقابل للرصد وشروط الكتابة عنه غير مستحيلة، في الوقت ذاته لست مع تلك الآلية المبتذلة للكتابة، تلك التي تنتج نصاً أقصى طموحه أن يكون صاحبه موجوداً في قلب الحدث، عن يمينه أو يساره، أعظم ما فعلته ثورة يناير في ظني أنها فجرت أسئلة غير مسبوقة، علامات استفهام من الحجم الهائل، المخيف أيضاً والمثير لشهية الكتابة، لكن الأكثر فداحة في كل هذا أن كثيرين ممن لا يملكون البصيرة الكافية تكلموا عن تلك الأسئلة بوصفها إجابات، وهذا ما يعمق مأساة الثورة ويعمق أزمتها .
Culture
بدعوة من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وبالتعاون مع السفارة اللبنانية ومجلس العمل اللبناني في أبوظبي، أقيمت الندوة الاحتفالية بالذكرى المائة والخامسة والعشرين لميلاد المفكر والشاعر والأديب اللبناني جبران خليل جبران، بحضور عبد الله العامري، مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وفوزي فواز، السفير اللبناني لدى الدولة، على رأس وفد من البعثة الدبلوماسية، وحشد من محبي جبران والمهتمين بأدبه وإرثه الفكري والإبداعي، وذلك مساء أول أمس، في قاعة ابن رشد في المجمع الثقافي التابع للهيئة في أبوظبي.وقد شارك في الندوة، التي تناولت نماذج من كتابات جبران وألقت الضوء على إرثه الفكري الذي يضيء على تحديات العصر الحديث ومشاكل الإنسان المعاصر، كلٌّ من الأساتذة الأديب الجامعي د.متري بولس، وأنطوان خوري طوق، رئيس لجنة جبران خليل جبران الوطنية، والكاتب ألكسندر نجار، حيث استعرض أنطوان خوري طوق مآثر جبران خليل جبران شاعراً ورساماً ونحاتاً مبدعاً ومفكراً كبيراً، ورائداً من رواد النهضة الأدبية والفكرية العربية المعاصرة.وطرحت الندوة سؤالاً: ماذا بقي من جبران خليل جبران بعد مائة وخمسة وعشرين عاماً على ولادته؟ وهل العودة إلى جبران تمثّل الحنين إلى الماضي وتبرهن على هزيمة للمثقفين وعدم قدرة لديهم على مواكبة تحديات العصر ومجابهتها؟.
Culture
تقيم الفنانة التشكيلية منى الخاجة عرضاً لتجربتها الفنية، بدعوة من جمعية الفنون التشكيلية في الامارات، وذلك في السابعة والنصف من مساء اليوم في مقر الجمعية الكائن في حي الشويهين، في منطقة الفنون في الشارقة.وتتميز تجربة الفنانة منى الخاجة بالتركيز على قيمة الإنسان الوجودية والتي تحاول ابرازها من خلال الظلال والتركيب اللوني.
Culture
استضافت مجموعة مسارح الشارقة أمس الأول فعاليات الاجتماع التنسيقي لرواد الحركة المسرحية في امارة الشارقة بمقرها في قصر الثقافة برئاسة محمد حمدان بن جرش السويدي مديرها العام.حضر الاجتماع اسماعيل عبد الله الامين العام للهيئة العربية للمسرح ومحمد عبد الله واحمد بورحيمة مدير ايام الشارقة المسرحية والفنان أحمد الجسمي والمسرحي علي طالب من مجموعة مسارح الشارقة.وقال محمد بن جرش السويدي ان مجموعة مسارح الشارقة تحاول ان تقوم بالدور الموكل لها من خلال توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة، وتحقيق طموحات سموه المتعلقة بالحركة الفنية بشكل عام والحركة المسرحية بشكل خاص، وأضاف انه باعتبار المسرح أصل الفنون كان من الضروري التحضير لهذا اللقاء المهم الخاص بوضع الإطار الأساسي لاستراتيجيات العمل خلال المرحلة المقبلة في كل ما يتعلق بتنشيط الحركة المسرحية في الشارقة سواء في مجالات تطوير الكوادر البشرية العاملة بالحقل المسرحي وتحديث مهاراتها وقدراتها في جميع المجالات خاصة كوادر النخب المتميزة من فنانين مواطنين من شباب المسرحيين اضافة الى توجيه قدر كبير من الاهتمام لفئة الكتّاب المسرحيين باعتبارهم عملة نادرة في هذا العصر.وأوضح أنه تم خلال اللقاء مناقشة عملية اعادة ترتيب أساليب التعاون والشراكة ليتحقق التكامل بين الجميع بالشكل الذي يمنح الحركة المسرحية بالشارقة مزيداً من القدرة التنافسية تساهم من خلالها في تحقيق المزيد من الانجازات والابداعات الفنية تضاف للرصيد الرائع من الموروث الثقافي الزاخر لإمارة الشارقة والذي كان السبب الرئيسي في اختيار الشارقة عاصمة للثقافة الاسلامية للعام 2014 وهذا الرصيد حرص على تحقيقه صاحب السمو حاكم الشارقة بجهد عظيم ومتابعة حثيثة.من جانبه رحب اسماعيل عبد الله بالتعاون مع الادارة الجديدة لمجموعة مسارح الشارقة خاصة في ظل كونها قيادة مواطنة وشابة وواعية تستطيع ادراك واقع العمل المسرحي داخل الإمارات من خلال فهمها لعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا الخاصة الى جانب وجود تحديات عالمية يواجهها العمل المسرحي تتمثل في تطورات هائلة يجب ان نعمل من اجل ملاحقتها للحفاظ على مكانة المسرح الاماراتي في مختلف المحافل المحلية والاقليمية والدولية.وأكد محمد عبد الله أهمية العمل والتعاون المشترك المخلص بين كل المهتمين باثراء الحركة المسرحية في ظل العمل في ظروف وبيئة رائعة تحظى باهتمام ورعاية فائقة من ربان الحركة المسرحية صاحب السمو حاكم الشارقة.وشدد الفنان احمد الجسمي على أهمية توطيد العلاقات وبناء الجسور مع المؤسسات الثقافية والمسرحية العاملة في الإمارات وهو الأمر الذي يجب ان نسعى له جميعا كأسرة واحدة ونعمل على تحقيقه.ونوه أحمد بورحيمة بأهمية هذه الشراكات ودورها في تقديم حلول جذرية لمشكلة عزوف الجمهور عن ارتياد المسارح خلال الفترة الاخيرة ووجه الدعوة للجميع لحضور الندوة التي سوف يتم تنظيمها بهذا الشأن. (وام)
Culture
يصاحب الأيام معرض الكتاب المسرحي الذي يقام حالياً في قاعة معهد الشارقة للفنون المسرحية، ويحتوي المعرض في شكله الجديد على الإصدارات المسرحية لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، التي تبلغ 210 عناوين، تشكل السلسلة المسرحية العالمية والمترجمة بدعم مادي من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إضافة إلى نصوص مسرحية محلية وعربية ودراسات مسرحية ومسرحيات للأطفال والمخطوطات الفائزة بجائزة الشارقة للإبداع العربي في حقل المسرح .ويضم جناح منشورات القاسمي النصوص المسرحية لصاحب السمو حاكم الشارقة وهي (القضية، عودة هولاكو، الواقع، صورة طبق الأصل، النمرود، الإسكندر الأكبر، شمشون الجبار، الحجر الأسود، وتورغوت)، إضافة إلى إصدارات تتناول مسرح سموه مثل: درامية الأقنعة في مسرح سلطان القاسمي، وهي أطروحة دكتوراه لميثاء ماجد القاسمي، واللغات الدرامية ووظائفها في مسرح سلطان القاسمي - دراما تورجيا الفرجة للدكتور أكرم اليوسف .أما جناح الهيئة العربية للمسرح فيضم إصدارات سلسلة المختصر المفيد في المسرح العربي الجديد (19 عنواناً تغطي المسرح تاريخاً وواقعاً ومستقبلاً في الوطن العربي)، وسلسلة النصوص المسرحية فئة الصغار والكبار، التي فازت بمسابقة التأليف المسرحي التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح، إضافة إلى عناوين في الدراسات المسرحية، ونصوص مسرحيات من الإمارات (جزأين)، وترجمات مسرحية .وأعرب عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عن سعادته بالإقبال الرائع من قبل الضيوف والمسرحيين المحليين على الإصدارات المسرحية التي تتمير بها الشارقة عامة والدائرة خاصة .وقال إن المكتبة العربية المسرحية تحتاج إلى مثل هذه الإصدارات التي تقوم الدائرة ومنشورات القاسمي والهيئة العربية للمسرح بتوفيرها كماً ونوعاً بناء على توجيهات صاحب حاكم الشارقة والرائد المسرحي بامتياز، بشهادة المسرحيين العالميين والعرب .وقال أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة: إن المبادرة منذ سنوات بإصدار نصوص مسرحية عربية من قبل الدائرة أعطت ولاتزال أثراً إيجابياً لدى الكتّاب المسرحيين، وسنعمل على استكمال إصدار هذه السلسلة لتغطي كل البلدان العربية، كما أن تكريم المسرحيين والنقاد الشباب سيوفر للمكتبة مادة مسرحية خصبة ستحظى باهتمامنا الجاد في إطار عملنا وفق توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة لتوفير المادة النظرية التي تثري فكر وعطاء المسرحيين، كتّاباً، نقاداً وممثلين، إضافة لما تشكله هذه الإصدارات من رفد معرفي لجمهور المسرح .وقال يوسف طه المشرف على معرض الكتاب المسرحي: إن الإقبال على الإصدارات المسرحية هذا العام ممتاز، وهناك عدد كبير من المسرحيين والجمهور يحرص على استكمال مكتبته المسرحية بجديد إصدارات الدائرة، ومنشورات القاسمي والهيئة العربية للمسرح، كما نقوم بتقديم بعض الإصدارات المسرحية مجاناً للمسارح والمعاهد المسرحية العربية .
Culture
ينطلق السبت المقبل أول مشاريع بينالي الشارقة 13 وذلك في «جامعة الشيخ أنتا ديوب» في العاصمة السنغالية داكار.يأتي هذا المشروع بعنوان «يحيا استقلال المياه» بوصفه أول المشاريع الأربعة الموازية المدرجة في خطة بينالي الشارقة 13 لتعالج كلمات مفتاحية يرتكز عليها البينالي وهي: الماء والأرض والمحاصيل والطهي بوصفها أساسيات الحياة والنشاط البشري حيث ستقام المشروعات الثلاثة الأخرى في كل من بيروت ورام الله وإسطنبول. ودعت قيّمة بينالي الشارقة كريستين طعمة الفنان قادر عطية ليكون المحاور في داكار لمقاربة أولى الثيمات الأربع للمشاريع الموازية وهي «ثيمة الماء». وأعد الفنان عطية برنامج ورش وندوات وعروض أداء ليعاين من خلالها هذه الثيمة نظرياً وفنياً مقارباً في ذلك أول عناصر الوجود الإنساني وصولاً إلى شبكات المياه والبنى التحتية وارتباط هذا العنصر بالأرض والمحاصيل والطهي.ويركّز مشروع «يحيا استقلال المياه» على قطبين رئيسيين للمياه - ثقافي وسياسي، ويقدّم البرنامج مقاربات على اتصال بهذين الفهمين عبر استكشاف الشعر والسحر والمعتقدات.وتقام ورشة اليوم الأول في 8 يناير كانون الثاني الجاري تحت عنوان «المعتقدات والمعرفة» تتناول المياه بوصفها صلة وصل بين الروحانية التقليدية والمعتقدات العقلانية المعاصرة وذلك عبر المعمار والسينما والصورة والنص بما يتيح انفتاح البرنامج على مقترحات متعددة لتبادل المعرفة.وتحمل ورشة اليوم الثاني في التاسع من يناير الجاري عنوان «الحياة اليومية للسيطرة السياسية على السيولة»، مختبرة الفهم السياسي والاجتماعي والتاريخي للمياه مع التركيز بشكل خاص على الأبعاد الإثنية.
Culture
إلى روح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: نسيرُ على هدى مَنْ.. كالندى عَبروا ومازلنا بذاك الهديِ نفتخرُ لنزرعَ مثلما زرعوا وفي دمنا حروفُ محبةٍ بالحبِ تأتمرُ نضيء كما أضاؤوا في مسيرتهم لينهضَ خلفَ خيمةِ حلمِنا القمرُ فزايدُ زادَنا بالخيرِ فانتبهتْ قلوبٌ واستوى في كشفه البصرُ سقينا من معينِ الروحِ نخلتَنا فأينعَ بالرؤى في وجْدِنا الثمرُ فكان الظلُّ في واحاتِنا شجراً يعانقهُ على مدِ المدى شجرُ فنبضُ قلوبِنا في الأرض نسمعهُ ونبضُ الأرضِ بالشريانِ يعتمرُ أضأنا رحلة الأحلامِ فاكتملت على أطرافها من سرِها الصورُ فسُنتُنا بلادٌ بين أضلُعِنا وغايتُنا سبيلَ الخيرِ نبتكرُ فذِكرُ المرءِ أعمالٌ تخلِدُه وتفردُ حبَه في قلبِ مَنْ ذكروا لأن سعادةَ الإنسانِ في عملٍ إذا ما قام يَسعدُ بعدَهُ البشرُ
Culture
يعدّ لفظ الاستلاب أحد أكثر المفاهيم استعمالًا وتداولًا في الخطاب الفلسفي المعاصر، ومقابل الكلمة في الإنجليزية هو «Alienation»، الذي يرجع إلى اللفظ اللاتيني «Alienatio».وقد استخدم مصطلح الاستلاب بمعنى اغتراب الإنسان عن ذاته، من خلال ضياعه في واقع غريب عنه، أو من خلال شعوره بالانفصام عن فاعليته، أو عن منتوج عمله الذي سلب منه.يقدم الفيلسوف الفرنسي بول ريكور، ملحوظة مضمونها أن لفظ الاستلاب كان محدد الدلالة قبل جان جاك روسو، حيث كان المجال التداولي للمفهوم يكاد ينحصر في المجال القانوني، لكن ابتداء من نظرية «العقد الاجتماعي» لروسو، تم تحويل اللفظ إلى حقل التداول السياسي. برز معنى الاستلاب لدى هوبز، عند حديثه عن لحظة الانتقال من حالة الطبيعة إلى حالة الثقافة (المدنية)، بوصفها نقلة من العيش وفق قانون الغاب والحرب واللاأمان، إلى العيش تحت سلطة سياسية تضمن الأمن. وقدم كارل ماركس طرحاً مغايراً فتح أمام اللفظ مجالًا للتداول بشكل أوسع، داخل النقاش الفكري الذي شهده القرن العشرون، حيث رأى أربعة أشكال من الاغتراب يتعرض لها العامل، هي: الاغتراب عن منتجات العمل، التي لا تعود ملكيتها للعامل بل للرأسمالي، حيث توضع حياة العمال بالكامل في صناعة أشياء لا يملكونها، وبداخل نظام لا يملكون السيطرة عليه، فيصبح جهدهم ذاته سلعة تؤخذ منهم وتباع، مثلها مثل الأشياء التي ينتجونها، والاغتراب داخل عملية الإنتاج نفسها، حيث يدخل العامل في مهنته داخل قيود العمالة بالأجر، وليس لإشباع رغبة حرة؛ بل لإشباع رغبات مستقلة عن العمل نفسه، ونتيجة لذلك لا يصبح العمل عملية مشبعة للذات، ولكن يتحول إلى شر لابد منه.الاغتراب عن الوجود البشري؛ لأن الطبيعة الأساسية للبشرية تكمن في القدرة على تشكيل وإعادة تشكيل العالم من حولنا، وفقاً لاحتياجاتنا وقدراتنا الإبداعية، ولكننا محرومون من ذلك بسبب الطبيعة اللاإنسانية للرأسمالية. اغتراب «الإنسان عن الإنسان»، نتيجة لتعميم الطبيعة اللاإنسانية للرأسمالية في المجتمع، واستخدام جهد العمال كسلعة، بدلاً من أن يكون نشاطاً اجتماعياً واقتصادياً بنّاء يستخدم لتحسين المجتمع.
Culture
حاز الموسم الرابع لأكبر مسابقة عربية في الشعر النبطي شاعر المليون اهتمام وسائل الإعلام العالمية ومستخدمي شبكة الإنترنت منذ انطلاقه على الهواء مباشرة في منتصف ديسمبر الماضي على شاشة قناة أبوظبي من مسرح شاطئ الراحة .وتهدف المسابقة التي تنظمها وتنتجها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إلى تكريس جهود الحفاظ على أحد أشكال الشعر العربي القديم، وتسليط الضوء على أفضل شعراء القصيدة النبطية في العالم العربي .وأظهر مسح إحصائي على محرك البحث الشهير غوغل بأن أكثر من 11 مليونا و800 ألف من نتائج البحث، قد ظهرت حول شاعر المليون باللغة العربية رغم بث ثلاث حلقات فقط منه على الهواء مباشرة، في ما بلغ عدد هذه النتائج باللغة الإنجليزية أكثر من أربعة ملايين .من ناحية أخرى، استقطبت المسابقة العربية الأضخم في مجال الشعر اهتمام الكثير من المواقع الإلكترونية الإخبارية على مستوى العالم سواء المعنية منها بالشعر والترفيه والثقافة أو حتى تلك التي تتابع الشؤون الاقتصادية . . وذلك بمختلف اللغات كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية بالإضافة إلى العربية .ونقل موقع ياهو عن محمد خلف المزروعي المدير العام لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث قوله ان المسابقة تؤكد الجهود الحثيثة التي تبذلها الهيئة للارتقاء بالشعر النبطي من خلال التركيز على دور أبوظبي ورؤيتها لاحتضان هذا الشعر ونقل المنجز الثقافي إلى العالم بأسره وصولا إلى كل عربي في مختلف أرجاء العالم .ويقدم البرنامج 48 شاعراً اختيروا بعناية من قبل لجنة من الخبراء في الشعر النبطي من بين آلاف المتقدمين وبعد جولة استغرقت ستة أسابيع عبر بلدان الخليج العربي والدول العربية بمشاركة متسابقين من مختلف أنحاء العالم العربي .وأشارت وكالة الأنباء الإيطالية آكي إلى أن البرنامج أحدث تغييرات كبرى على صعيد الشعر العربي منذ انطلاقه قبل أربع سنوات قائلة من الجدير بالذكر أن البرنامج ساعد على تنظيم وترتيب مشهد الشعر النبطي بأسلوب فريد مبني على التصويت العام من قبل عشاق الشعر ما جعل البرنامج مؤشرا في غاية الأهمية بالنسبة للشعراء .ويخضع المتسابقون لتحكيم يستند إلى مزيج من أصوات لجنة التحكيم والتصويت من قبل جمهور البرنامج من خلال الرسائل النصية القصيرة طوال الأسبوع بعد كل حلقة . . وسوف يحصل شاعر المليون الذي يفوز بالمرتبة الأولى على الجائزة الكبرى وقيمتها 5 ملايين درهم إماراتي والمرتبة الثانية 4 ملايين درهم والثالثة 3 ملايين درهم ويحصل الرابع على مليوني درهم والخامس على مليون درهم .أما غات بويتري دوت كوم الشبكة الواسعة الانتشار المختصة بالإلقاء الشعري والقراءات الشعرية، فوصفت المسابقة بأنها رحلة مثيرة نحو اللقب الشعري الأرفع وقد انطلقت جائزة الخمسة ملايين درهم إماراتي وسط منافسة حامية بين أفضل 48 شاعرا في الجزيرة العربية .وكتب الموقع الإخباري إت نيوز دوت آي تي قائلا إن قصائد المتسابقين كانت قوية وأظهر بعضها مقدرة عالية على تجديد الأشكال التقليدية للشعر النبطي . . حيث حصل معظمها على نسبة مئوية مرتفعة من أصوات جمهور المسرح بحيث لم يحصل أي منها على نسبة تقل عن 50 في المائة . . ستشتعل المعركة بين الشعراء الساعين إلى إبهار لجنة التحكيم والجمهور بمهاراتهم الشعرية على أمل الوصول بقصائدهم إلى المرحلة النهائية .وأفسح موقع فوكس بيزنس دوت كوم مساحة لنشر تقرير إخباري متكامل عن انطلاق المسابقة التي وصفها بأنها ساخنة في مرحلتها الأولى التي بدأت على الهواء مباشرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي وقدمت بعضا من ألمع الشعراء في المنطقة .وأورد أيرث تايمز دوت أورغ الموقع الإخباري البارز بأن انطلاق البرنامج كان ناجحا وقال إن الشعراء المؤهلين في المرحلة الأولى مستعدون للمرحلة الثانية من المسابقة التي تبث على الهواء مباشرة على شاشة تلفزيون أبوظبي مساء كل أربعاء من مسرح شاطئ الراحة . (وام)
Culture
صدر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة كتاب القصة القصيرة في أفق التلقي، نقد تطبيقي لعدنان كزارة ويبدأ الكتاب بمدخل أول يوضح فيه جماليات القصة القصيرة وقدرتها على تصوير المشاعر الإنسانية ورصد التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية والتنبؤ بالمستقبل بكل احتمالاته في إطار من المتعة الخلابة.ينقسم الكتاب الى أربعة أقسام تتناول التجربة القصصية في الإمارات عبر أجيال عدة ثلاثة أقسام منها، فتحت عنوان تعرية الواقع وضرورة الفن يقدم كزارة قراءات لمجموعات قصصية لكل من إبراهيم مبارك ومحمد حسن الحربي ومحسن سليمان حسن وريا البوسعيدي، ويقول عن مجموعة عصفور الثلج لإبراهيم مبارك: لقد حاولت قصص المجموعة أن تقدم نفسها بعفوية وتقيم جسوراً مع هموم المتلقي واهتماماته على رغم أنها قصدت امتطاء مراكب الجمال والتوغل في شعرية اللغة. أما عالم محمد حسن الحربي في مجموعة لفائف الربع الخالي فيتكون من عجوز محاصر بالريبة والفضول أو رجل مصاب بالانفصام يمارس القتل في براءة الأطفال أو امرأة تبحث عن الدفء حيث يُعنى الحربي في قصصه بمعانقة الواقع في لغة عفوية تتسم بالبساطة والرشاقة.ويتميز محسن سليمان بحسب الكتاب في مجموعته خلف الستائر المعلقة باعتماده على التكثيف ومحدودية الحدث والاتكاء على المفارقة التي تأتي في صورة خاتمة غير متوقعة أو مباغتة تدعو إلى التأمل وربما إلى إعادة القراءة للبحث عن التيمة التي تتراءى على استحياء في النص ويرى الباحث أن أسلوب ريا البوسعيدي في مجموعتها الرحلة رقم 8 بقدرته على ترجمة أدق اللحظات والحالات في حياة المرأة.وتحت عنوان التأويل بين الضرورة والحرية يأتي القسم الثاني من الكتاب الذي يتناول فيه كزارة أعمالاً لعبدالحميد أحمد وناصر جبران وباسمة يونس وشيخة الناخي، ففي قصة خروفة لعبدالحميد أحمد نجد شخصية متوحدة تعتزل البشر تحقيقاً لحريتها الفردية. أما ناصر جبران فقد حاول في قصة شدة وتزول أن يقدم بعداً جديداً من أبعاد العلاقة بين الإنسان والبحر الذي لم يعد آمناً بل اقتحمه الأغيار، وجعلوه مصدراً للخوف وبؤرة للتهديد. وتطرح باسمة يونس في قصتها ماذا لو مات ظلي؟ سؤالاً فلسفياً غاية في الأهمية من وُجد أولاً أنا أم ظلي؟ من الأصل، ومن الصورة؟ من السلب، ومن الإيجاب؟وتتناول شيخة الناخي في أنامل على الأسلاك المرأة كضحية لرجل يسيء أحياناً استخدام ما خوّله الشرع من الحقوق، فلا يقدر لزوجته التي اختارها شريكة عمر بل يصيخ بسمعه إلى أصوات الوشاة فتكون القطيعة.ويتناول في القسم الرابع والذي جاء تحت عنوان مدارات البوح والقهر والتشيؤ أعمالاً لكل من محمد عبدالملك وفاطمة سالم الشامسي وعبير يونس وإبراهيم سعفان، فقصة مولود سعيد لمحمد عبدالملك تجمع بين قصة الحدث وقصة الشخصية، فتهتم بالتفاصيل الصغيرة، وتعنى بالجزئيات الدقيقة، في سرد سلس، يزيده الحوار إثارة وحيوية، أما قصة طوق الرمال لفاطمة الشامسي فتمثل صرخة احتجاج لفتاة مجموعة حتى العظم من متوالية عددية من الرجال، تبدأ بالأب وتنتهي بأصغر ذكر في العائلة. وعن قصة للأبيض تدرجات أخرى لعبير يونس يقول كزارة: قصة ذات نكهة خاصة، تصنع أحداثها في أجواء نفسية، يسكنها هاجس الإبداع، وككل قصة حداثية تصنع مغامرتها في الشكل. وقبل أن يبدأ المؤلف في تناول مجموعة قبل أن تنطفئ النار لإبراهيم سعفان بالشرح والتحليل يتناول مفهوم القصة القصيرة جداً والذي له مفهومه الخاص، فالحدث في القصة القصيرة جداً مختزل إلى أبعد حدود الاختزال وغالباً ما يكون حدثاً نفسياً وربما يكون أشبه بالخطرات النفسية واللغة مكثفة إلى درجة بعيدة وقد نجح إبراهيم سعفان في إقامة بناء يربط قصص المجموعة كلها في خط فكري واحد يكرس حالات العجز والإحباط والقهر والتشيؤ.
Culture
أشاد الروائي إدريس علي (مصر) الحائز على جائزة أرنكاسو الأمريكية وجائزة أفضل رواية عام 1998 من معرض القاهرة الدولي للكتاب وجائزة مسابقة نجيب محفوظ للرواية العربية عام ،2004 والمدرج اسمه ضمن قائمة أهم مائة روائي عالمي، بالشارقة ومشروعها الثقافي النهضوي الذي يرعاه ويقوده صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأضاف أثناء لقائه عبدالله بن محمد العويس مدير عام دائرة الثقافة والاعلام في الشارقة قائلاً: زرت العديد من البلدان شرقاً وغرباً وحللت ضيفاً على مؤسسات ثقافية عربية ودولية لكن الدفء والحميمية وتواضع أبناء الشارقة الذين غمروني بحب لا ينسى جعلني أشعر أنني في مدينة فاضلة، وتابع إدريس بالأصالة عن نفسي ونيابة عن مئات الكتاب المصريين الذين التقيهم بشكل دائم، فإننا نقدر المكرمة التي قدمها صاحب السمو حاكم الشارقة لاتحاد الكتاب المصريين، حيث أسهموا في توفير الطمأنينة لهم مما جعلهم في حالة عطاء دائم، ونأمل أن تشكل مثل تلك المكرمات حافزاً لرجال الأعمال العرب والمسؤولين للالتفات والاهتمام بالمبدعين والمثقفين الذين يشكلون ضمير الأمة. تجدر الاشارة إلى ان الروائي إدريس علي شارك في ملتقى الرواية العربية الذي نظم ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب.
Culture
الحضارة هي نتاج الثقافة والعلوم، وهي بالتالي نتاج تراكم المعرفة والخبرة وتنامي الوعي، وهي أيضاً إحساس فيّاض بالكون والجمال، من أجل سعادة البشر، لكي يكونوا مهيئين لاستقبال معرفة جديدة في بعدها الأخلاقي والقيمي، الذي يسعى لنشر قيم الخير والعدل والحب والتسامح.ومما لا شك فيه أن حضارة أي مجتمع إنما تعود في جانب مهم منها إلى ما تنتجه من كتب ثقافية وفكرية وعلمية، ولعل الكتاب، كما هو راسخ في الوجدان البشري، من أهم مصادر الثقافة والمعرفة، وهذه مسلمة لا يمكن استبعادها من أي مكون ثقافي وفكري لأي شعب من الشعوب، رغم تسارع وتيرة التكنولوجيا وتطور وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أثبتت الإحصائيات الجديدة، أن الكتاب الورقي لا زال في طليعة المشهد الثقافي، وهو مصدر أساس للتوعية والمعرفة، وما انطوت عليه من خبرة حياتية وعلمية وثقافية، من هنا، تجيء أهمية معارض الكتب، التي تعتبر مناسبة سانحة لعرض فوائد، ومزايا، ومتع، وطرائف مختلف الإصدارات العلمية والأدبية، التي تفتح نافذة العالم على كنوز معرفية شتى، مكتوبة بأكثر من لغة عالمية معروفة على الأرض.الكتب بلا منازع هي بوابة لمعرفة اللغة، واللغة هي مكون ووعاء أساسي في الثقافة والفكر، ولولا هذه الكتب، لما استطاع الناس أن يكتشفوا ما يدور حولهم من أحداث، أو يروا صورهم في الذات والآخر، وأكثر من ذلك، فلولا وجود الكتب، لأصبح من العسير على شعوب الأرض أن تتواصل مع بعضها، أو تطبع آثارها أو أبجدياتها على سطح البسيطة.أراد دوستويفسكي دائماً أن يجعل لحياته معنى من خلال الكتب، فلجأ إلى القراءة في سن مبكرة، وطاف على عوالم ديكنز وجورج صاند وهوغو، واختبر مساحات شاسعة من الأسرار التي عرفها بنو البشر. دوستويفسكي، وهو من أكثر الكتاب تعبيراً عما كان يجول في نفسه، فقد رأى في الكتب سبيلاً ليعكس من خلالها شخصيته وتجربته في الحياة، بما في ذلك مشاعره وتناقضات عصره، فكانت مؤلفاته خير دليل على هذا السعي، ومن يقرأ رواياته، سوف يجد كل ذلك في شخصيات أبطالها سواء في «الأبله»، أو «الجريمة والعقاب» أو «الأخوة كارامازوف» وغيرها الكثير.تتميز معارض الكتب بعرض أحدث ما توصلت إليه المنشورات الأدبية حول العالم، وفي هذا الإطار تبرز الرواية، التي تغوص في الراهن السياسي، كما تشتبك مع القضايا الوطنية، وتفاصيل المجتمع، وقد تسيدت الرواية معارض الكتب العربية والأجنبية، وكان لجرعة الخيال المعكوسة في متنها السردي دوره الثقافي، بما تتمتع به من بوح وإيحاء، بوصفها جنساً أدبياً رفيعاً، ولكونها مرآة ساحرة لكشف المدن، ورصد تجليات سكانها وأحلامهم وتطلعاتهم.ما دمنا نتحدث عن الكتب، فنحن على مشارف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الجديدة، هذا المعرض الذي يعتبر الأبرز في المنطقة، والذي راكم سنوات خبرة طويلة، على مستوى الإدارة والفاعلية الثقافية والعمل الدؤوب المسنود بالرعاية المادية والمعنوية، من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبوصفه أحد مرتكزات مشروع الشارقة الثقافي، الذي يقدم في كل عام مفاجآت جديدة، على صعيد استضافة بلدان عريقة، وعرض كتب ومنشورات وموسوعات صادرة للتو في العالم، وأيضاً في تقديمه لمنتج ثقافي ومعرفي رصين في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وبما يقدمه هذا المعرض من مشاريع مهمة لمصلحة الناشرين الدوليين، وبما تزخر به فعالياته من مقاه ثقافية وندوات أدبية في الشعر وكافة أنواع السرد المعروفة.لا شك أن مرور ستة وثلاثين عاماً في عمر هذا المعرض الكبير، ليشكل مناسبة كبرى لما تقوم به الشارقة من تبني مشروع أصيل يتأسس على الثقافة، حيث تسعى لكي يكون الكتاب مصدراً من مصادر الإلهام، وسداً منيعاً، يحول دون تراجع دور المعرفة والتثقيف، في ظل الصراعات التي يشهدها العالم، وما بتنا نشاهده من غلو في الأفكار المستهجنة التي تروّج للتطرف والإرهاب. عثمان حسن[email protected]
Culture
ابن عربي الكتبُ ثمرات عقول الواضعين لها، وفي الثمرات طيبٌ وخبيثٌ، فانظرْ بأيّ ثمرة تغذّي عقلك. غسان كنفاني ليس بالضرورة أن تكون الأشياء العميقة معقّدة.. وليس بالضرورة أن تكون الأشياء البسيطة ساذجة.. إن الانحياز الفنّي الحقيقي هو: كيف يستطيع الإنسان أن يقول الشيء العميق ببساطة. إدواردو غاليانو الأم المضحية تمارس دكتاتورية العبودية.. الصديق الموسوس يمارس ديكتاتورية أعمال المعروف.. الأسواق الحرة تسمح لنا أن نقبل الأسعار المفروضة علينا.. حرية التعبير تسمح لنا أن نصغي لأولئك الذين يتحدثون باسمنا.. الانتخابات الحرة تسمح لنا أن نختار المرق الذي نطبخ به.
Culture
رأس الخيمة - عدنان عكاشة: تجاوباً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، 2015 عاما للابتكار، نظم مسرح رأس الخيمة الوطني، ملتقى الابتكار المسرحي 2015 (العصف الذهني). وأشاد المسرحيون برعاية صاحب السمو رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو نائب رئيس الدولة، للابتكار والإبداع، ودعمهما للحركة المسرحية في الإمارات. ودعا نخبة من أبناء الحركة المسرحية في الإمارات، خلال الملتقى، الذي حضره المهندس الشيخ سالم بن سلطان بن صقر القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني برأس الخيمة، إلى إنشاء قناة تلفزيوينة مسرحية متخصصة في الفنون والشؤون المسرحية، لدعم وتعزيز المسرح في الإمارات وتوسيع نطاق الاهتمام بهذا الفن، وتسليط الضوء على الحراك المسرحي في الدولة، وتحفيز المواهب المسرحية الشابة وتنميتها. وطالب المسرحيون في الملتقى، الذي احتضنه مقر مسرح رأس الخيمة في منطقة القصيدات بمدينة رأس الخيمة، بحضور أكثر من 40 من رموز الحركة المسرحية والباحثين في الشأن المسرحي والمهتمين في الإمارات، بإنشاء معهد أكاديمي متخصص في فنون وشؤون المسرح في الدولة، ليسهم في تخريج وتأهيل فنانين مسرحيين وكوادر متخصصة في شتى فنون وتقنيات المسرح، وعلى سوية فنية وثقافية تخصصية عالية، ويعمل على اكتشاف المواهب الوطنية الشابة في المسرح، مؤكدين ضرورة تأهيل مجالس الإدارات المسرحية العاملة في الدولة، ووضع معايير محددة للمشاركة في إدارات المسارح، وتعزيز برامج التدريب الموجهة للمسرحيين من أبناء الإمارات. وأوصى مشاركون في الملتقى بتأسيس ما وصفوه ب«صندوق أو بنك للنصوص المسرحية» في الإمارات، لتعزيز الفرق المسرحية في الدولة في مواجهة أزمة شح النص في مسرح الإمارات، ومساعدتها على المشاركة في مهرجان أيام الشارقة المسرحية بنصوص جيدة وأعمال متميزة.تألف الملتقى من 3 محاور، الأول دار حول أيام الشارقة المسرحية، وتناول الثاني مسرح الشباب، فيما تمحور الثالث حول المسرح والدراما التلفزيونية. وحضر الملتقى وليد الزعابي، مدير إدارة الفنون والتراث في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ونجيب الشامسي، مدير عام الهيئة الاستشارية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعبد الله الزعابي، رئيس مجلس إدارة مسرح رأس الخيمة الوطني، وياسر القرقاوي، من هيئة دبي للفنون والثقافة، وعمر غباش، مدير قناة دبي، وصلاح الجوهري، رئيس مجلس إدارة مسرح خورفكان، والفنان والمخرج المسرحي مرعي الحليان، والشاعر أحمد العسم، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والفنان والمخرج المسرحي خالد البناي، والفنانة موزة المزروعي، والفنانة عائشة عبدالرحمن، والفنانة الكويتية شهد الياسين، وعبد الله راشد، وعبد الله مسعود، بجانب عدد من المسرحيين والمتخصصين في الِشأن المسرحي.
Culture
نظمت جماعة الأدب في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي مساء أمس الأول جلسة نقدية للناقد الدكتور معن الطائي قدم خلالها قراءة ظاهراتية في ديوان في الليل كلنا شعراء سود للشاعر الأمريكي أي . اثلبرت ميلر، واعتمد د . الطائي في قراءته النقدية على الترجمة العربية التي أنجزها وصال العلاق لمختارات من شعر ميلر كتبها بين العام 1986 و،2009 والصادرة عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مشروع كلمة في 2009 .أشار الدكتور د . الطائي إلى عدم تردد الشاعر ميلر أمام الخوض في مغامرة ترجمة قصائده إلى لغة أخرى مع ما تتضمنه هذه المغامرة من إشكاليات على مستوى الموسيقا الشعرية والأصوات والدلالات الإيحائية والثقافية للمفردة الشعرية، حيث يقول الشاعر الأمريكي ميلر في مقدمته للترجمة العربية لهذه المختارات أحياناً لا وطن لقصائدي، ولا مأوى، وفي أحيان أخرى آمل أن توفر قصائدي ملجأ من العاصفة لمن يحتاجه، وحين تترجم القصائد إلى لغة أخرى فهي تكتشف شفاهاً جديدة، ويرى د . الطائي أن هذه النظرة للشاعر ميلر تأتي منسجمة مع الرؤية الإنسانية الشمولية عنده بالإضافة إلى رغبته في تجاوز الحدود الضيقة للتجربة الشعرية على الصعيدين الفردي والجغرافي .وأكد د . الطائي أن الفجوات التي تنتشر على جسد قصيدة ميلر لا تعتبر مساحات من العتمة، بل هي مفاتيح دلالية تقترح على القارئ المشاركة الواعية في خلق المعنى الجمالي المقصود، وأوضح أن قصيدة ميلر لا تمتلك حضوراً كلياً يتجسد على الورق من خلال اللغة والتراكيب والأنساق الشعرية، بل هي أقرب ما تكون إلى مثير حسي يحفز الطاقات التأملية والحساسية الجمالية عند القارئ .واستحضر الدكتور مقاطع شعرية من قصائد ميلر ومنها قوله:أنا غصن أجوففبثي فيّ الحبوأنصتي إلى الموسيقا . .ثم ارقصيواعتبر د . الطائي أن الحس الإنساني والعام ورفض كل أشكال الاضطهاد والقمع والدكتاتورية الفاشية هي من أهم المضامين الشعرية التي تتصدر تجربة ميلر، وتوقف الدكتور الطائي في قراءته النقدية عند الكثير من ميلر وأساليبه وخصوصيته في الكتابة، وتلت القراءة النقدية نقاشات وحوارات أكدت أهمية القراءة النقدية التي قدمها د . الطائي الذي امتلك حساً نقدياً مميزاً ووصفاً متقناً لقصائد الشاعر ميلر .
Culture
لا تزال الصورة المثالية للثقافة، رغم اختلاف الأزمنة وتبدل العصور، هي التي يظهر فيها الكتاب بين أيدي الكبار والصغار والنساء والرجال، أو يتجسد فوق أرفف مكتباتهم أو في أي مكان في منازلهم معبراً عن وعيهم وعمق ثقافتهم . ومازالت النظرة الأولى لصورة من يحمل الكتاب ويقرأ فيه أو يزين به مكتبته، تعكس انطباعاً ملموساً بمعنى الثقافة الحقيقي، وتعني بأن الإنسان الذي لا يفتأ ينهل من هذا المعين الذي لا ينضب تتكامل في حياته، رفقة الكتاب الذي لا يخون صاحبه مهما ابتعد عنه ومعنى أن يكون هذا الصاحب المرتبط مع الكتاب في صداقة لا تنفصم عراها، مثقفاً موثوقاً في رجاحة عقله وميزان كلماته .ويحتفي العالم في الثالث والعشرين من شهر إبريل/ نيسان في كل عام بيوم الكتاب العالمي، بالاتفاق مع يوم رحيل المسرحي الإنجليزي وليم شكسبير، والشاعر الإسباني ميغل سيرفتس ومجموعة أخرى من الكتّاب، ليكون هذا اليوم مبادرة من منظمة اليونسكو التي أطلقتها عام 1995 ، بنية التأكيد من خلال استخدام الكتاب رمزاً لروح الثقافة والفكر، وبأنه مهما توالت على الحياة مختلف التغيرات التكنولوجية والأفكار المتمردة على أغلفته الصغيرة، لكنه يبقى أهم اختراع، أنار طرق الحياة للناس وتمكن من فتح أبواب العلم أمام الكبار والصغار .وتسعى منظمة اليونسكو من خلال هذا اليوم أيضاً إلى ترسيخ تقليد جميل، يدعو الناس إلى إهداء بعضهم بعضاً كتباً، بحيث يختار كل شخص أعز إنسان في حياته كي يقدم له هذا الكتاب، معبراً بذلك عن اهتمامه به وعن إيمانه بأهمية الكتاب ودوره في التعبير عن مشاعره ومكنونات قلبه الراقية .وعلى الرغم من أن تقليد إهداء الكتب في اليوم العالمي للكتاب يحمل في طياته أقوى الأفكار وأجملها، وفرصة عميقة لكل عنصر من عناصر المجتمع لتعزيز مفهوم الثقافة عبر القراءة، وترسيخه لمعنى الكتاب ودوره في حياة الناس والمجتمعات . فإنه لا يزال بحاجة إلى ترويج أشمل وأكبر بين الناس، بحيث يتمكن الجميع في اليوم العالمي للكتاب من تبادل أجمل المشاعر وأحلاها من خلال الهدايا التي تتضمن الكتب الهادفة بأنواعها، وعبر اختيار أجمل القصص وأحلى الدواوين لإهدائها لمن نحب، كي نثبت أن الكتاب الذي لا ينتهي دوره ولا ينمحي وجوده مهما طال الزمن، يمكن أن يقف بدوره في منافسة كبرى ليوم الحب العالمي الذي سيطر على عقول المراهقين والكبار في الوقت نفسه، واستحوذ على انتباههم من خلال اتباع تقليد إهداء الزهور والشيكولاتة المغرية بلونها الأحمر البهي، لكن دورها ينتهي في ذلك اليوم وتنمحي مخلفة وراءها آثارا لذكرى جميلة فقط .
Culture
اصدر مركز الدراسات والوثائق بعد اعتماد اللائحة التنظيمية للمركز ثلاثة إصدارات جديدة عبر سلسلة كتاب الأبحاث كما تم استحداث سلسلة أدب التراجم. وأكد الدكتور علي بن فارس مدير عام المركز ان المركز استحدث سلسلة أدب التراجم وكان باكورتها كتاب عن صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة بعنوان صقر رجل العلم والفكر والذي أعدته الباحثة ليلى يوسف الحداد وعرضت فيه لمحات عن تعليم سموه وجهوده في النهضة الفكرية والتعليمية التي شهدتها إمارة رأس الخيمة منذ توليه مقاليد الحكم واعتبرت الباحثة سموه مؤسس رأس الخيمة الحديثة.وأضاف ابن فارس ان إصدارات كتاب الأبحاث اشتملت على كتابين أحدهما عن الألغاز الشعبية في الإمارات للكاتب الدكتور عبد الله الطابور وتحدث فيه عن الألغاز التي تعتبر نوعاً من الإبداع في الثقافة والأدب الشعبي الذي يسود المجتمع، اما الإصدار الثالث فكان عن ملامح الدراما في التراث الشعبي الاماراتي للكاتب الدكتور هيثم الخواجة الذي يرصد فيه التراث الإماراتي العامر بالعناصر المسرحية الشعبية القابلة للتطوير والتي من الضروري الاستفادة منها من اجل دعم هوية المسرح الإماراتي والعربي.واكد ابن فارس ان المركز في صدد استحداث سلسلة الابداع التي تشمل الشعر والرواية والقصة، حيث سيصدر اول ديوان شعري للشاعر عبد الله الهدية في حين سيصدر المركز ثلاثة إصدارات أخرى جديدة تابعة لسلسلة كتاب الابحاث تشمل تاريخ الخدمات الصحية، بالامارات والعلاقات الحضارية بين شبة الجزيرة العربية والساحل الشرقي لإفريقيا وكتاب عن دور الإعلام في التنمية السياسية في المجتمع داخل الإمارات.
Culture
في رحاب فن الخط العربي يغوص الناظر إلى لوحات الخطاط السوري منير الشعراني (1952)، مستكشفاً إبداع فنان توصّل بحكم خبرته العريقة إلى إخراج حروف الخط العربي بسمة التجديد والحداثة، وعبارات لوحات لا يفصل بينها وبين هموم قضايا المجتمع والمعاني الإنسانية والواقع الحياتي وتلك النظرة الجمالية للوحة الحروفية . مع لوحاته ال 35 التي تشكّل نتاج معرض يقيمه في قاعة Art ON 56TH، التقيناه عقب الانتهاء من ورشة عمل تدريبية لجامعيين في التصميم الغرافيكي، معرفاً بالخط العربي وتجربة خطاط مخضرّم غير تقليدي، سعى إلى تطوير تقنياته وإضفاء طابع خاص على لوحاته بأسلوب يتخطى التقليدي، من دون أن يلغيه، إلى الحداثة وما يستتبع ذلك من اكتشافات بصرية وغرافيكية، معتمداً على ما اكتسبه من دراسته الأكاديمية في التصميم الغرافيكي (جامعة دمشق 1977)، وهو الفنان الذي لم يكفه طموحه بما اكتسبه من أساسيات الخط العربي على يد كبير خطاطي الشام بدوي الديراني، منذ كان في العاشرة من عمره، هنا يربط الشعراني بين الخط العربي وأهمية التصاميم الغرافيكية وما بينهما من صلات أساسية ومنها علاقة الفراغ بالكتلة وبالتعامل مع البصر . يضيف قائلاً قلّة من يجمع بينهما، إذ إن معظم خطاطي اليوم يفتقدون إلى الثقافة .في معرضه البيروتي يعرض مجموعة نماذج من تجربته من العام 1987 حتى اليوم من حيث العرض . ومن حيث الشغل يقول: يعتبر خلاصة عملي للوصول إلى صيغ حديثة ومعاصرة . لوحات تنوعت ما بين الآيات القرآنية، الحديث الشريف، الأمثال وأقوال الفلاسفة والحكم والأشعار، كان اللافت فيها ما ضمنه من محاكاة الحراك السوري الراهن بعبارات حروفية منتقاة بعناية، ومن منطلق مبدأ أساسي عدم الإيمان بعبارة الفن للفن كما يقول في كل تجاربي كان الهمّ الانساني والوطني يتضمنان العبارات التي أخطّها، تماماً كما الهمّ الثقافي والمعرفي الذي أراه كلاً متكاملاً . يضيف لطالما كانت عبارة ابن العربي كل فن لا يفيد علماً لا يعوّل عليه من ضمن أوائل لوحاتي الخطية . أخطّ العمل الفني بما يلتقي وأسلوب تفكيري . يقدّم لوحتين نعم للحرية لا للاعتقال، ونعم للديمقراطية، سوريا . . . . . تعرب عن تأييده لحرية الشعب السوري بالمطالبة بالحرية والكرامة، يقول موقفي معلن منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وعبرت عنه حيث لم يجرؤ كثيرون بالوسائل التي أجيد التعبير بها: الفكر والفن والثقافة، لسوريا في لوحاته حصّة كما في شعر محمود درويش في الشام مرآة روحي . . ونزار قباني لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار .يرى الشعراني أن تلازم الفن والحرية يتيحان للفنان القدرة على التعبير عن قناعاته، حيث لا يلتهي بالمطالبة بما يجب توفره بديهياً، لينطلق بالبحث عن الارتقاء بالذوق نحو الأفضل وتقديم ما له الأثر الإيجابي على المستقبل . . ومع ذلك يصّر الشعراني على القول على الفنان إيجاد منافذ للتعبير على رغم كل الظروف المحيطة به . من هنا كانت رحلة الشعراني باستكشاف الخط، خارج حدود وطنه الأمّ، لفترة تقارب ربع قرن، نتيجة تعرضه للملاحقة السياسية، بعد أشهر معدودة من عرض مشروع تخرجّه الجامعي تحت عنوان القمع والتسلّط العسكري في العام 1977 . أجبرته الملاحقة السياسية على السفر إلى بيروت، ثم قبرص، فمصر التي استقر فيها أغلبية فترة منفاه القسري، ليعود في العام ،2004 إثر إصدار قوائم عفو شملت العديد من الفنانين في المنفى .حرصه على تشكيل لوحة خطية متناسقة الخطوط والبناء الفني يعادله حرص شديد على انتقاء عبارة لوحته . يقول لا أختار العبارات عبثاً . أكرّس الوقت الطويل للقراءات المتنوعة، ربما أقرأ كتاباً كاملاً لأجد عبارة واحدة وقد لا أعثر عليها، وقد أختار عبارات مترجمة من الثقافات الأخرى، أو أؤلف بعض العبارات . عبارات تشكلت مع تبنيّ محتواها عن قناعة، كتلك التي لها علاقة بالإنسان والوطن والحريّة من موروثنا الثقافي النثري والشعري أو من القرآن والإنجيل . أدرك الشعراني أن التجديد في الخط ووضعه في سياق التطوّر، لا بد أن يواكب بتوسيع الدراسة والمعرفة المعمقة . يقول: تعلمت الخطوط التقليدية، لأنطلق إلى المعرفة الأوسع لكل التجليات والخامات المختلفة التي تعامل معها الخطاط العربي في العصور المختلفة والتي أثرت في ثقافات الشعوب وتعاطيها مع المسائل البصرية تاريخياً على ابتكار أشكال جديدة في مجال الخط العربي يقول الشعراني . . . اكتشفت مراحل حيوية وتطوّراً متسارعاً ونهوضاً في تاريخ الخط العربي، ومراحل ركود وجمود من دون تطوّر، أو في الوقت ذاته فيها إتقان لأنواع خطوط على حساب أخرى . لذلك بدأت وأنا على قناعة تامة بكمّ الغنى والتنوّع الموجود بالخط العربي، وبالتالي حجم التحدّي لكي أقدّم شيئاً مختلفاً وإضافة وفي الوقت ذاته يكون مقنعاً . . ومن دون إهمال التراث وما يمكن تطويره من القيم الجمالية الكامنة فيه والقيم الجمالية المعاصرة، وما ارتقت إليه الفنون . ماذا أثمر هذا التحدّي؟ . يقول الشعراني أنتج شخصية أو اتجاهاً أستطيع اليوم القول: إني أمثّل اتجاهاً . في عالم اللوحة الخطية العربية وهو مختلف عن الاتجاهات الأخرى . فقد لعب كلا الاتجاهين التقليدي والمتصف بالنمطي والسلفي في تقييد الخطاطين بتحقيق اضافات نوعية وتعديلات جوهرية . وهنا غاية الخطاط إنجاز لوحات مثلما فعل السلف، ما اعتبره حرفة وليس فناً . . في حين أعاق الاتجاه الحروفي الحداثوي في مسيرة الخط العربي وتطويره أيضاً، فنتج عن ذلك أعمال أعتبرها هجينة، فلا هي لوحة خط عربي ولا لوحة تشكيلية . . . وما فكرت به هو الارتقاء بالخط العربي وتحديثه وجعله معاصراً لتقبله العين المعاصرة كفن قائم بذاته وليس كحرفة مثل الآرمات للمحال أو أي شيء مقدّس كما نراه في الكتب الدينية . تمكنت من بناء لوحة كاملة معاصرة وحيّة دون الاتكاء على الفنون الأخرى ودون التقليد، تمكنت من إطلاق أسلوب مجدد في مجال الخطوط العربية، أكدت أن فنون الخط العربي لا تقف جامدة عند مرحلة معينة أو عصر معين، بل هي مثل مختلف الفنون الإبداعية متحركة، ومتطورة ويمكن التحديث فيها . لكن أي تأثيرات للحداثة على فن الخط العربي من خلال أعماله؟ . يجيب الشعراني قد تكون المسألة بإطار المواد والخامات والفهم الحديث للتعامل مع الكتلة والفراغ والعلاقة بينهما، بمعنى أن تطور البناء الجمالي للوحة من البناء المغلق المكثّف بتفاصيل كثيرة كانت في الماضي مرغوبة، أما عين اليوم أصبحت تتلقى بطريقة مغايرة للطريقة السالفة . اليوم نفتح آفاقاً للفن بعيداً عن أشكال المستطيل أو المربع أو سوى ذلك مما كانوا يفرضون . في الحياة الحديثة ميل للبساطة والتجديد وابتعاد عن الحشو، لذا نعمل على علاقة هذا الفن بالعين المعاصرة، ما يجعل لوحاته تملك القدرة على فرض نفسها حتى قبل اكتشاف محتواها اللفظي، وهذا الأمر يشعره بالرضى والمسؤولية بتطوير الذات .
Culture
استضاف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في أبوظبي مساء أمس الأول بلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في أمسية بمناسبة صدور كتابه الجديد الذي حمل عنوان ديوان العقيلي غاية المرام لأهل الغرام، وذلك في مقر الاتحاد في المسرح الوطني في أبوظبي بحضور نخبة من المثقفين .ادار الأمسية د . رسول محمد رسول وقال إن ضيفنا اليوم غني عن التعريف، وهو في كتابه هذا يقدم لنا تجربة ثرية عن حياة وأعمال قامة شعرية ودعامة تأسس عليها الشعر في الإمارات، ليقدم بعد ذلك سيرة موجزة عن أعمال وإنجازات البدور خلال فترة نشاطه في العمل الثقافي .وقال البدور عندما نتحدث عن الشعر في الإمارات نتساءل من أين نبدأ، فهناك شاعران هما أحمد أمين المدني، ومبارك محمد العقيلي، وقد تكون هناك أسماء أخرى غيرهما مشيراً إلى أن الإمارات ليست وليدة ذلك التاريخ الذي أعلن فيه عن تأسيسها، فقد كان تاريخها حافلاً بتجارب كثيرة عاشت وأبدعت في الإمارات وتأثرت بها .ورأى البدور أن العقيلي هو ابن الإمارات وإن جاء من الإحساء، منوها بأن قانون الجنسية الذي صدر بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة اشترط مضي خمسين عاماً لإقامة الشخص في الإمارات قبل قيام الدولة هو أو أحد أصوله، والشاعر جاء إلى الإمارات في مدة حكم الشيخ مكتوم وأقام في دبي إقامة دائمة منذ حكم الشيخ بطي بن سهيل 1906 - 1912 وكانت وفاته عام 1954 وهو القائل:جئت دبي وأنا صبي من غير أم وأبوقال البدور لقد بحثت عن الأوراق التي كانت تأتي غير متسلسلة وفيها بعض القصائد الفصيحة وبدأت بجمعها ومنذ ذلك الوقت كلما جمعت عدداً من القصائد كنت أنتظر الحصول على أخرى جديدة، وبالفعل كنت أحصل على قصيدة أو قصيدتين في كل عام .وأشار إلى وجود مخطوط للعقيلي في السعودية، وبعد حصوله عليه بالتعاون مع القنصلية الإماراتية هناك، اكتشف أن لديه العديد من القصائد التي لم تُضم إلى ذلك المخطوط، وهو ما دفعه إلى ضمها في كتابه الجديد .وتحدث البدور عن نشأة العقيلي ونسبه، وكذلك عن تجواله في منطقة الخليج وقصائده التي نظمها فيها، وأكد أن العقيلي كان على دراية بعلم المنطق وهذا ما نستخلصه من قصائده، وقد كان مطلعا على الصحف التي كانت تصدر في ذلك الوقت، وقد نشرت له العديد من الردود على بعض القضايا التي أوردتها الصحف كما نشرت له القصائد والمقالات .ورأى أن تجربة العقيلي لم تخل من الموقف السياسي، وقال: كان شاعراً مهمومًا بقضايا أمته، وقد كتب الكثير من القصائد التي تتناول حال الأمة، ورأى أن شعر العقيلي هو شعر تقليدي ولكن أفكاره كانت تفوق مستوى الوعي في ذلك الوقت، ويبدو في شعره أنه كان حريصاً على استخدام المحسنات البديعية وتكرار الحروف، أما مجلسه فكان محط رحال جميع طلبة العلم ورجال البلد، حيث كان فضاء للنقاش والحوار .
Culture
يشارك مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في المعرض، وتبلغ إصدارات المركز المطبوعة والمسموعة 21، وتضم: القيم الاجتماعية في الأمثال الشعبية الإماراتية، القواعد النحوية والصرفية في مدارس التعليم العام بدولة الإمارات العربية المتحدة بين النظرية والتطبيق، التعدد اللساني في المجتمع الإماراتي - دراسة اجتماعية تربوية، العلاقات الإماراتية - المصرية، حكايات شعبية في المنطقة الشرقية، الغوص على اللؤلؤ، المتوصف، الطرق الملاحية والنشاط التجاري البحري الشراعي في الإمارات في القرن الماضيعادات وأنماط تعرض الشباب الإماراتي للبرامج التراثية في القنوات التلفزيونية المحلية، الحكاية الشعبية في دولة الإمارات مقاربة بين المحلية والعالمية، المتوصف باللغة الإنجليزية، ديوان الخاصوني، قصائد عوشة (تراث شفاهي)، الرياح والأهوية في التراث الإماراتي، النبطي الفصيح، شمس دبي (تراث شفاهي)، أولى القصايد في مدح الشيخ زايد (تراث شفاهي)، أغاني تراثية للأطفال (تراث شفاهي)، على جمر الغضا.وقالت فاطمة الفلاسي، رئيس قسم المكتبات في المركز، «نركز في المعرض على تعريف الجماهير بإصدارات المركز، سواء من التراث الشفاهي أو المطبوعات، وإطلاع الزوار على باقي المبادرات الخاصة، مثل فالك طيب والمكتبة. كما يضم الجناح معرضاً مصغراً لمبادرة وثيقتي، حيث سيتم عرض مجموعة من الوثائق الأصلية، ومجموعة من الصور الملتقطة من بطولات فزاع التراثية». و يشارك مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات في المعرض، وقالت فاطمة مسعود المنصوري مدير المركز: إن هذه المشاركة تأتي ضمن سلسلة من المشاركات التي تمت خلال الأشهر القليلة الماضية، ضمن مهرجانات ومحافل ثقافية متنوعة، وتأتي انسجاماً مع توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس النادي، بالمشاركة في مختلف الفعاليات والمحافل التي تساهم في حفظ الموروث الإماراتي، ونقله للأجيال الناشئة، وتعزيزه في نفوسهم، وتعريف الآخرين به، حيث بات ذلك من الأولويات في استراتيجية النادي، إذ تمثل مثل هذه المشاركات فرصاً مهمة لإيصال نتاجات النادي من العناوين الثقافية والتراثية إلى فئات وشرائح المجتمع المختلفة، ولإطلاعهم على ما يضطلع به النادي من دور بارز في الاهتمام الكبير بالتراث، وبالجهود المميزة التي يبذلها لتعزيز مفاهيم الحفاظ على التراث والمحافظة على الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها المختلفة. أما جمعية حماية اللغة العربية فتشارك في المعرض حرصاً من مجلس الإدارة الجديد على تعزيز الحضور المجتمعي للجمعية، وتنمية التواصل مع الأعضاء العاملين والمنتسبين، إضافة إلى إطلاق مجموعة من المشاريع التي تدعم اللغة العربية مجتمعياً وتربوياً وعلمياً.ولفت بلال البدور رئيس مجلس إدارة الجمعية أن الجمعية ستطلق مبادرة بعنوان (المخزون اللغوي)، التي تهدف لتعزيز الرصيد اللغوي وتنميته لدى النشء، وإعادة الاعتبار لأهمية حفظ الشعر وروايته، كما سيطلق برنامج لسان الفطرة إصداره الأول، وهو بعنوان (أحب لغتي العربية)، وهو كتاب موجه لطلاب رياض الأطفال والفئات المعنية بالتواصل معهم. ويحوي البرنامج الثقافي للمعرض محاضرة بعنوان محراب اللغة ( اللغة العربية في حضورها الجميل).
Culture
المتابع للترجمات المتتالية التي تصاعدت وتيرتها خلال السنوات الأخيرة لابد أن يطرح وهو يتأمل اللغات المترجم عنها ونوعية الكتب المنقولة ملاحظات عدة . في العامين الأخيرين ترجم مشروع "كلمة" في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مجموعة من الكتب الإيطالية والألمانية، فضلا عن سلسلة الروايات اليابانية، ولكن يستوقفنا مثلا النقل عن الإيطالية وهو توجه بإمكاننا أن نلمحه في إصدارات أخرى عن المشروع القومي للترجمة في مصر، وبرغم الجهد المبذول من القائمين على المشروعين، وهو جهد مشكور، إلا أنه يثير سؤالا يتعلق بمفهوم المركز، فهل التوجه إلى الترجمة عن هذه اللغات محاولة لكسر هيمنة اللغات التي اعتدنا النقل عنها (الإنجليزية والفرنسية) وآلا تنتمي الإيطالية والألمانية إلى فضاء هذا المركز؟ وماذا عن الثقافة الإسبانية التي ترجمنا الكثير من أعمال مبدعيها، الأدب على وجه التحديد؟ملاحظة أخرى بدأ القائمون على مشروعات الترجمة الالتفات إليها ونعني بها النقل مباشرة عن اللغة الأصلية، بعد أن اعتدنا لفترات طويلة الترجمة عبر لغة وسيطة، ولكن تبقى مسألة التقييم الغائبة، فهل قراءة رواية يابانية مترجمة عن الإنجليزية في لغة أدبية مترعة أفضل أم قراءتها منقولة عن اليابانية مباشرة بركاكة لغوية ولكن بصدق الملم بأبعاد هذه الثقافة؟ وهي الثنائية التي ربما لا تجدها إلا في الثقافة العربية، ثنائية تختزن في داخلها أسئلة متعلقة بالانفتاح المعرفي على ثقافات "الأطراف"، أو التي ما زلنا نعتقد أنها "ثقافات أطراف"، وبالتكوين الثقافي للمترجم وبأقسام اللغات في الجامعات المختلفة .إن الحديث الدائم عن هيمنة ثقافة المركز يدفع أيضا إلى التساؤل في مسألة الترجمة، هل ترجمنا كل ما يصدر عن هذا المركز؟، هل نعرف في الفلسفة والتيارات الفكرية ما يتجاوز حقبة التسعينات من القرن الماضي؟ والوضع نفسه ينطبق على المسرح والفنون والنظريات النقدية، والصورة أعقد في العلوم التطبيقية، وهل المشكلة تتعلق بتوقف هذا المركز عن التفكير أم بعطالتنا الذهنية أم بملل مفاجىء، ملل الذي لا يعثر على الجديد، أم برغبة في استقلال ثقافي حقيقي انتابتنا تجاه ما يصدر عن هذا المركز؟في مسألة "الأطراف"، هناك ما يدعو أيضا إلى التوقف، وبغض النظر عن غياب التحديد الدقيق لهذا المصطلح، فأين الأسماء أو الأفكار التي نتحاور حولها نتيجة لتسارع وتيرة النقل عن الإيطالية والألمانية أو حتى اليابانية فربما يكون أحدث روائي ألماني يكتب البعض عنه هو غونتر غراس، لفوزه بنوبل من جهة وموقفه المعروف من القضية الفلسطينية من جهة أخرى، أما الإسبانية التي ترجمت المئات من رواياتها خلال العقود الأخيرة فإن سؤالا عن تمثل "الواقعية السحرية" التي يتغنى بها الجميع يكشف أننا ربما نعتبر الترجمة مهنة "أكل عيش" أو إبراء للذمة وحفظاً لماء الوجه، أي شيء، بخلاف أنها عملية تمثل للآخر واستيعاب للجديد الذي يحرك المياه الراكدة ويدفع إلى الأمام . محمد إسماعيل زاهر
Culture
شهدت العقود الأخيرة تطوراً هائلاً في حركة التوثيق على المستوى العالمي، نظراً للقفزات المتسارعة التي حدثت في عالمي الاتصال والمعرفة، ورغم ذلك فإن إشكالية التوثيق تبقى قائمة من حيث الأمانة والدقة.حول أهمية التوثيق وعلاقة العرب به، حاورت الخليج الباحثة الإماراتية د. فاطمة الصايغ التي قالت: اهتم العرب في عصورهم الذهبية بحركة التوثيق وأولوها اهتماماً بالغاً، خصوصاً في ما يتعلق بحياة وسير الأبطال والملوك، أما الآن، ومع الأسف الشديد، فيلاحظ انهم لم يستفيدوا كثيراً من التطورات المعرفية والتكنولوجيا الهائلة، كما لم يركزوا على دعم البحوث والدراسات المختصة في هذا المجال. تؤكد د. الصايغ أن زمننا الراهن مدين للصورة، والفيديو فيلم في توثيق الأحداث، ذلك أن هذه الوسيلة باتت مرجعاً رئيسياً في تزويد مختلف المراكز والدوائر المختصة بعدد وافر من التسجيلات الموثقة عن كافة القضايا الاجتماعية والعلمية والقانونية والإدارية كما أصبحت الصورة تشكل مصدراً بالغ الأهمية لدى مراكز الدراسات والبحوث التي تعنى بمتابعة الكوارث والحروب في مختلف بقاع العالم.أما في دول الخليج العربي، فأكدت د. الصايغ أنها مازالت تستند إلى المراجع الغربية حين تود استقراء بعض من تاريخها الماضي القريب، ذلك ان التواجد الاستعماري في منطقة الخليج العربي، على سبيل المثال، قد كان ذكياً إلى الحد الذي قام به بالاستيلاء على الكثير من الوثائق والمخطوطات التي تتعلق بتاريخ المنطقة، وربما يصح هذا الكلام في مناطق ودول الشام التي نشط فيها الاستعماران البريطاني والفرنسي، في أوائل ومنتصف القرن العشرين.وأضافت د. الصايغ: ثمة نشاط ملحوظ، قد بدأ الآن، في دول الخليج العربي، لا سيما في سلطنة عُمان، والسعودية، والإمارات يعتني بالتوثيق ويرصد له كافة متطلبات العمل الإداري والتقني من مصادر ومراجع ووسائل مختلفة.وعرجت د. الصايغ على أهمية الصورة، في ظل الاحداث الجارية الآن في غزة، فقالت: لك أن تتخيل صورة طفل ملطخ بالدماء، إن هذه الصورة ذات فعل أبلغ من مئات الصفحات المكتوبة.وفي ما يتعلق بعمل المؤرخ العربي، تطرقت د. الصايغ إلى ندرة المتاح من المواد التوثيقية التاريخية ما جعل هؤلاء المؤرخين يلجأون إلى المراكز الغربية من بريطانية وفرنسية وخلافها، أما في ما يتعلق بالجانب التقني فأكدت د. الصايغ، أنه ليس مطلوباً من المؤرخ أن ينزل إلى أرض الميدان، فهو لا يؤرخ لفترة معاصرة أو تحدث الآن، وان المؤرخ إذا ما أراد التوثيق، يتوجب عليه الابتعاد عن الحادثة فترة زمنية تقدر بخمسين عاماً، إذ إن منهجية البحث العلمي تتطلب ذلك، خوفاً من التحيز العاطفي.وحول ضرورة توفر الكوادر المدربة في عملية التوثيق، أكدت د. الصايغ ان هذا الأمر يعتبر من أبجديات عمل الموثقين، وأشارت إلى أن هناك مجموعة من الطلاب الذين يعملون في مركز الوثائق والبحوث وان مهتمهم هي جمع ما أمكن من الوثائق الموجودة في عدد كبير من البلدان الغربية مثل بريطانيا، وفرنسا، وهولندا، والنمسا، وغيرها.كما أشارت إلى انها تعمل مع فريق من الموثقين على تنشيط هذا الجانب، حيث ان هناك الكثير من المعلومات عن تاريخ منطقة الخليج، وبالأخص دولة الإمارات الموجودة بحوزة مراكز التوثيق العالمية، والتي تحتاج إلى جهد أكبر للحصول عليها وتوثيقها.وفي الوقت الذي ينشط فيه مركز الوثائق والبحوث الإماراتي لجمع مثل هذه الوثائق، أكدت د. الصايغ أن مهمة مراكز التوثيق في العالم تتجاوز مسألة التوثيق المحلي، نحو توثيق ما أمكن من القضايا والأحداث الاجتماعية وحتى السياسية، وكل ما يتعلق بمجريات اللحظة الراهنة.وقالت: إن الإمارات جرت فيها متغيرات متسارعة على مدار ثلاثة إلى أربعة عقود، وإنها تخشى أن يأتي ذلك اليوم، الذي نفاجأ فيه بحجم هائل من المعلومات، والوثائق، التي لا نستطيع جمعها في زمن قصير، لا سيما وأن ايقاع جمع الوثائق في الإمارات ما زال دون مستواه المطلوب.وشددت د. الصايغ على ضرورة وجود كوادر مؤهلة تأهيلاً علمياً في هذا المجال، وان تكون هذه الكوادر معنية بنشر الوعي المتعلق بأهمية الوثيقة، حيث يوجد عشرات الوثائق في أيدي الناس التي من الواجب الحصول عليها، كي يستفيد منها عدد أكبر من المواطنين.وفي هذا الصدد أشارت د. الصايغ إلى وثيقة تسمى مجموعة الظواهر الموجودة في مركز الوثائق والبحوث في ابوظبي، وهي عبارة عن مراسلات لم يتم تحقيقها حتى الآن ويعود زمنها إلى أواخر القرن التاسع عشر، وهذه المجموعة غير متوفرة أمام الباحثين حتى الآن كما أنها غير مصنفة.وأكدت د. الصايغ على ضرورة الالمام بكافة النظم والطرائق الممنهجة وعلوم تحليل الوثائق التي من شأنها ان توفر الأرضية العلمية والصحيحة لأي عمل توثيقي مهما كان اختصاصه.
Culture
الشارقة: عثمان حسن إن فكرة ترويج الشعر بوصفه «ديوان العرب»، وإيلاءه أهمية مضاعفة من الناشرين والمؤسسات الثقافية، هو جل ما يطمح إليه الشعراء الآن، سيما مع توجه معظم الدور إلى الاهتمام بالرواية، بنسبة تفوق ذلك الاهتمام الذي شهدناه في ستينات وسبعينات القرن الفائت، حين كان للشعر دور استثنائي ارتبط بالبعد القومي والنضالي.في الإمارات، التي تشهد انفتاحاً على سوق النشر العربية والعالمية، بما توفره من بنية تحتية جاذبة تتيح للناشرين العرب، ابتكار الحلول، وتوفير منصات نشر لكافة أنواع الأدب، تبدو الساحة الثقافية مؤهلة لاحتضان كافة الأجناس الأدبية وفي مقدمتها الشعر، كما أن فكرة بروز الشعر، وعودته بقوة إلى الساحة، لكي يتصدر واجهة الإصدارات الأدبية، تلقى ترحيباً من الشعراء الإماراتيين، الذين أجمعوا على أهمية «ديوان العرب» ودوره الحضاري، وهو الذي يحفز المبدعين الشعراء على تجويد ما لديهم من قصائد ودواوين، لم تتسن لهم طباعتها بعد. في الإمارات أعلنت إحدى دور النشر الخاصة واسمها «رواشن»، عن نيتها التخصص في طباعة الدواوين الشعرية، في أشكالها المختلفة (العمودي والتفعيلة والنثر)، وهي مبادرة يشرف عليها الناشر معتز قطينة، الذي يؤكد أن فكرة الدار انبثقت من ملاحظته لإهمال دور النشر للإبداع الشعري، فرأى أنه يمكن استثمار هذه الناحية في اتجاهين ثقافي وتجاري، ضمن خطة استراتيجية، وفي ضوء اتفاق بينه كناشر وبين الشاعر من جهة أخرى، بما يوفر حلولاً ناجزة للشعراء، لها صلة بترويج دواوينهم، وتسويقها في الإمارات ودول الخليج العربي.وحول الكيفية التي اتبعها قطينة لترويج المنشور الشعري، يوضح أن خطته تعتمد مدخلين (تجاري وثقافي)، وهي تسير على مدى خمس سنوات، يضمن خلالها طباعة، وإعادة طباعة الكتاب أكثر من مرة، في ضوء اتفاق يضمن حقه وحق الشاعر المادي والمعنوي، وأنه يسعى لاستثمار وسائل التقنية الحديثة، بكل ما أوتي من قوة، حيث ستطبع الدار الكتاب الورقي، إضافة إلى نسخة إلكترونية من هذا المنتج، كما تقوم الدار كخطوة ثالثة باختيار موقع إلكتروني خاص بترويج الكتاب الشعري، وما يحمل من أفكار وصور ومضامين.الشاعر كريم معتوق، يرى أن هناك حاجة ملحة للاهتمام بالشعر وعودته إلى صدارة المنشور الإماراتي والعربي، وفي هذا الإطار نبه معتوق، إلى أن العصر التقني الذي نعيشه الآن، كفيل بتحفيز الناشرين على ابتداع طرق ووسائل خلاقة تليق بالشعر، وهو الذي يترك أثره في المتلقي لجهة تشجيعه على القراءة، ومتابعة القصائد والدواوين والإطلالة على رصيد المبدع، وما أنجز خلال مسيرته الإبداعية.وفي هذا الإطار، اقترح معتوق جملة من الملاحظات التي تعيد المنجز الشعري الإماراتي والعربي إلى واجهة الإصدارات الأدبية، ومن ذلك اتباع وسائل جديدة في عرض الكتاب الشعري في ضوء ما باتت توفره آليات تسويق المنتج الإبداعي، كتصميم مجسمات صغيرة من الإصدارات الشعرية، عدد صفحاتها لا يتجاوز الأربع، تقدم من خلالها نبذة عن الإصدار الشعري، وتتيح للمتلقي قراءة بضع مقاطع شعرية مؤثرة، من تجربة الشاعر.ويضع معتوق مثل هذه الأفكار الجديدة في إطار كسر قاعدة الترويج للشعر، وعزوف القراء عن الدواوين الشعرية، بما يقربه من ذائقة المتلقي العربي، وهو الذي يضع على عاتق الناشرين مسؤولية مضاعفة، كالاهتمام بإخراج الديوان من الناحية الفنية، واختيار نوعية ورق جيدة، إلى غير ذلك من الوسائل المبتكرة.الشاعرة شيخة المطيري، تفاعلت مع هذه الفكرة بقولها: «ما أجمل أن تكون لدينا دار نشر تعنى بالشعر، وذلك ليس إلا من باب سهولة الوصول إلى ما يبحث عنه القارئ، فالتخصص في دور النشر يساعد على توضيح خريطة الاقتناء». وأضافت: «إن وجود دار نشر متخصصة تهتم بطباعة الدواوين، هو أمر نحتاج إليه بقوة، في ظل اهتمام أغلب دور النشر المحلية والعربية بالأجناس الأدبية الأخرى، ولكن الأهم أن تكون هناك لجان جادة لتقييم الأعمال المنشورة، والتفكير في إعادة نشر الأعمال الشعرية القديمة والنادرة التي لم تعد متاحة للقراء».بدوره يفيد الشاعر أحمد المطروشي، بأن السنوات القليلة الماضية، شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في ميل دور النشر العربية عموماً لطباعة الرواية على حساب غيرها من الأجناس الأدبية خاصة الشعر، وفي هذا يقول المطروشي: «ذلك لا يدل على أن الشعر قد خسر رصيده في ذاكرة القراء، فالشعر كائن أزلي أتى بعد الفلسفة، والقصيدة كائن له خطوات موثوقة فقد يخسر مرة، ولكنه يعود بقوة»، ويضيف: «إذا أردت الحكمة والفلسفة فارجع إلى الشعر، ارجع إلى الشعراء الكبار والملاحم المعروفة في التاريخ، فما تحتاجه لقراءة تاريخ الإغريق، ستعثر عليه في الإلياذة، وهكذا بالنسبة لكثير من تاريخ الشعوب وحكمها وفلسفاتها».كما يؤكد المطروشي أن هناك تحيزاً لمصلحة الشعر على حساب الرواية، فالرواية جنس أدبي ممتع، لكنها تخاطب الواقع، بينما إذا أراد القارئ النهل من منابع الحكمة والفلسفة، فعليه أن يعود للشعر، ولجذوة الشعر، حيث البعد الإنساني، وحيث احتراق القصيدة، وانفعال ووهج شاعرها الذي يضيء الدروب، ويشف كالندى على مساحة نبضه ووهجه ومشاعره.الشاعر الدكتور طلال الجنيبي قال: «هذه مسألة مهمة، أنْ نسعى كمؤسسات ومثقفين إلى معالجة قضية الشعر، وترويجه في ظل انحسار المد الشعري على حساب المد الروائي إن جاز التعبير»، والشعر كما يؤكد د. الجنيبي سيبقى ديوان العرب، وله مكانته الخاصة في الضمير العربي، ويجب أن نحافظ على هذه المكانة؛ لما له من دور محوري في الثقافة، سيما أن القارئ العربي له علاقة تاريخية وثقافية مع الشعر.إذا تسنى وجود دار نشر متخصصة للشعر، يؤكد د. الجنيبي: «فسنتمكن من تسليط الضوء على الشعر بعيداً عن منافسة الأجناس الأدبية الأخرى، وكلنا نعرف أن هذه المنافسة، قد تكون غير عادلة؛ لأن الرهان على متلقٍ جيد، محكوم بمقدار ما يقدم له من نتاج أدبي مرموق».الرهان على الشعر ودوره الأدبي والتاريخي كما يؤكد د. الجنيبي، لصيق بما يتيحه من مساحة للروح والوجدان، كما أن التركيز على نشر وطباعة الشعر، من خلال توفر دور نشر متخصصة، يبعث الروح في جسد الشعر من جديد، بعد ما أصابه من ترهل وغموض، وما لقيه من مجافاة القراء له، كما يبعد عنه المنافسة الشرسة مع الرواية، وهي فرصة لتجويد المنتج الشعري وما فيه من عناصر تنقله إلى مستوى متقدم، يمكنه من تحقيق دوره في الإضافة والتجديد، ليكون قريباً من ذائقة المتلقي بما يتمتع به من صور وأفكار ومضامين، ومساحة خصبة من الخيال.
Culture
الشارقة: عثمان حسن حفل التاريخ العربي بكثير من الكتب التي شكلت بمجموعها ذخيرة أدبية وثقافية، وكانت على الدوام من المراجع المهمة التي تشكل عونا للباحثين والأكاديميين، وشكلت مصدراً من مصادر الإلهام على مستوى تطوير اللغة والثقافة العربية على حد سواء.ومن هذه الكتب «البخلاء» للجاحظ، هذا العالم والأديب والموسوعي، وصاحب المؤلفات التي يصعب حصرها. وميزة كتب الجاحظ على ما فيها من حكمة ومعرفة، ومنها كتاب البخلاء، أنها أصبحت مرجعاً للقراء، وقد تناولتها الذاكرة الشفاهية العربية، لما فيها من المعلومة والطرفة ذات المغزى، والحكمة والموعظة، وكافة أشكال وألوان الإمتاع والظرف والفائدة.يحكي كتاب البخلاء عن العديد من النوادر التي تصف حياة أهل عصره، حيث عاش في كنف الدولة العباسية، والكتاب فيه من طرائف ونوادر البخل الشيء الكثير، سيما عند أهل خراسان، والتي جاءت تحت عنوان «طرف أهل خراسان» ونقتطف منها بعض القصص: «قال أصحابنا: يقول المروزي للزائر إذا أتاه، وللجليس إذا طال جلوسه: تغديت اليوم؟ فإن قال: نعم، قال: لولا أنك تغديت لغديتك بغداء طيب، وإذا قال: لا. قال: لو كنت تغديت لسقيتك، فلا يصير في يده على الوجهين قليل ولا كثير».وفي نادرة أخرى نقرأ: «وكنت في منزل ابن أبي كريمة، وأصله من مرو، فرآني أتوضأ من كوز خزف، فقال: سبحان الله! تتوضأ بالعذب، والبئر لك معرضة؟ قلت: ليس بعذب، إنما هو من ماء البئر. قال: فتفسد علينا كوزنا بالملوحة. فلم أدر كيف أتخلص منه.ومن قصص أهل خراسان أيضاً: «وقال ثمامة: لم أر الديك في بلدة قط إلا وهو لافظ، يأخذ الحبة بمنقاره، ثم يلفظها قدام الدجاجة، إلا ديكة مرو، فإني رأيت ديكة مرو تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحب. قال: فعلمت أن بخلهم شيء في طبع البلاد وفي جواهر الماء، فمن ثم عم جميع حيوانهم.فحدثت بهذا الحديث أحمد بن رشيد، فقال: كنت عند رجل من أهل مرو، وصبي له صغير يلعب بين يديه، فقلت له، إما عابثاً وإما ممتحناً: أطعمني من خبزكم. قال: لا تريده، هو مر، قلت: فاسقني من مائكم قال: لا تريده، هو مالح قلت: هات لي من كذا وكذا، قال: لا تريده، هو كذا وكذا، إلى أن أعددت أصنافاً كثيرة، كل ذلك يمنعنه ويبغضه إليّ. فضحك أبوه وقال: ما ذنبنا؟ هذا من علمه ما تسمع؟ يعني أن البخل طبع منيع فيهم وفي أعراقهم وطينتهم».وميزة هذه القصص بحسب إجماع كثير من النقاد، أنها تلقي الضوء على أسلوب الجاحظ الذي تميز بأنه يجري في مستويين، واحد هو مراعاة السليقة، أي ما يجري على ألسنة العوام، وثانياً مخاطبة النخبة، وهو يتناول في هذا الكتاب نصوصاً أدبية موجزة وشائعة في العصر الإسلامي، حيث ملامح الشعر والخطابة وما يرافق ذلك من سجع وبلاغة وتورية وحسن صياغة وفرادة في البيان والتصوير.وقد مزجت كتاباته بين النثر والشعر، وهذا الأسلوب الذي عرف به يعتبر من مميزات وخصائص أدبه دون غيره من الأدباء، كما أن أسلوبه أشبه بقصص ألف ليلة وليلة، حيث تتناسل الحكاية إلى الحكاية وهكذا، وقد صور الجاحظ في «البخلاء» الناس الذين قابلهم وتعرف عليهم في بيئته الخاصة في بلدة مرو (عاصمة خراسان)، وفيه صور الجاحظ تصويراً واقعياً حسّياً نفسياً فكاهياً، فأبرز لنا حركاتهم ونظراتهم القلقة، وكشف أسرارهم وخفايا منازلهم وأطلعنا على مختلف أحاديثهم، وأرانا نفسياتهم وأحوالهم جميعاً.نظر بعض الدارسين إلى كتاب البخلاء باعتباره يشكل دراسة اجتماعية تربوية نفسية اقتصادية، ويوثق لهذه الفئة «البخلاء» بشكل ساخر وفكاهي وهزلي، وهو من جهة أخرى، يعتبر كتاباً ذا قيمة في مادته التربوية والأخلاقية، سيما وأن البخل عادة ليست مستحبة عند الناس، وهي ليست من طبائع الكرام، وهو بمثابة نقيصة تنال من كبرياء الناس وأصولهم ودماثة أخلاقهم وتحط من مصداقيتهم، ومروءاتهم. ولقد تنوعت مظاهر الهزل والإضحاك والسخرية بحسب كثيرين، في نوادر الجاحظ، وهي تهدف إلى مقاصد مختلفة، منها ما يحقق النقد الاجتماعي ومنها ما يحمل القارئ، بل يدفعه على تبني سلوك الكرم والسخاء وهو قيمة عربية أصيلة.ولد الجاحظ في البصرة عام 160ه/ 776م، وقد تعددت الآراء حول تاريخ ولادته الأصلي وقد نشأ الجاحظ في بيتٍ فقير، كما اختلفت الآراء حول أصله؛ فقيل إنّه كناني ليثي، وقيل إنّه مولى أبي القلمس عمرو بن قلع الكناني، وأن جده أسود المعروف بفزارة كان جمّالاً عند ابن قلع، وهو يعد أحد كبار أئمة الأدب، وقد قال الشعر مع الأصمعي وأبي زيد الأنصاري، وأخذ علمه في النحو عن الأخفش أبي الحسن، أمّا الكلام فأخذه عن النظام، وقد قال عنه أبو هوفان أنّه أكثر الناس حباً للكتب والعلوم، وقال الفتح بن خاقان، إنّه كان يجالس المتوكّل؛ فإن خرج الأخير للقيام بحاجة، أخرج الجاحظ كتاباً من كمّه أو خفّه وقرأه لحين عودته، وقال إسماعيل القاضي إنّه لم يشاهد الجاحظ إلّا وهو يطالع كتاباً أو يُقلّبه.كان الجاحظ خفيف الظل، وذا عشرةٍ حسنة، ويقول النكات والنوادر، وقد كان الناس يُحبّون مجالسته لسماعها والاستمتاع بها، كما تميّز بالذكاء وسرعة الحفظ. أما أشهر مؤلفاته فهي: «البيان والتبيين»، «الحيوان»، «سحر البيان»، «التمثيل»، «الأخطار والمراتب والصناعات»، «الأمل والمأمول»، «رسالته في القلم»، «رسالته في فضل اتخاذ الكتب»، «أخلاق الشطار»، «الجد والهزل»، «الحسد والعداوة ومسائل القرآن».توفي الجاحظ في البصرة عام 255ه/ 869م، وذلك في خلافة المعتز، بعد أن تجاوز التسعين عاماً، كما اختلف الرواة في تاريخ وفاته أيضاً، وسبب وفاته إصابته بالفالج.
Culture
أصدرت أكاديمية الشعر في أبوظبي عدداً جديداً من مجلة شاعر المليون وافتتح العدد الجديد بقصيدة للشاعر مهدي آل حيدر بعنوان (مرد الهناوية) أهداها إلى سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة . . ومنها:سلام وزنه ثقيل لشيخ وزنه ثقيل لا عدّو النايفات وعدّو ثقالهامن جود كفّه لبست العزّ لبْس الجليلواضحيت لا حاسب الدنيا ولا اهوالهاوالناس عنده تعز نفوس وتشد حيلما علّم الناس ذلتها وعيالها وان ثارت الحرب واشتد النعت والعويلقال ارقدي وآمني يا بنت وآنا لهاوتضمن العدد تغطية لأهم الأنشطة الثقافية والأدبيّة والتراثية لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتتضمن تغطية شاملة لفعاليات المرحلة النهائية لمسابقة أمير الشعراء، إضافة إلى حوار خاص مع حامل اللقب الشاعر السوري حسن بعيتي .واحتوى العدد على تراثيات وتحقيقات وحوارات شعرية، وتضمن باب صح لسانك قصائد لكل من الشعراء: محمد السودي، سعيد القبيسي، فليح الجبور، وعبدالرحمن الشمري، زياد بن حجاب، وفايز الزعل وعيدة الجنهي وقمر صبري ومحمد المويزري وصلاح العرجاني وبدر الظاهري، وكتب سلطان العميمي صفحة ضفاف تحت عنوان شرّ البلية
Culture
فتحت قنوات التواصل الاجتماعي على الإنترنت الباب كاملاً على شكل جديد من أشكال تواصل المتلقي مع الفعل الإبداعي والمبدع نفسه، حتى بات المتلقي يتابع سير المنجز الأدبي، أو التشكيلي منذ مرحلة تكونه الأول كفكرة تصوغ نفسها، وانتهاءً بعمل مكتمل يصلح للخروج إلى العلن وللمتلقين كافة .أحدث هذا الشكل من العلاقة الجديدة، متغيرات كثيرة على سير العملية الإبداعية، إذ لم تعد كما كانت قبل توسع الفضاء الإلكتروني عملية محفوفة بالسرية والكتمان، يمارس فيها المبدع شكلاً من أشكال العزلة، والتفرد، ليخرج بعد ذلك معلناً عن نتاجه، فاليوم صار المتلقي يتابع مراحل رسم الفنان للوحة، ويعلق ويعجب بقصيدة الشاعر قبل نشرها في ديوان مطبوع، وكذلك في سائر الأشكال والأجناس الإبداعية .ليس ذلك وحسب، بل صار المتلقي أكثر قربا من المنتج الإبداعي، وفي كثير من الأحيان هو شريك في إتمامه، إذ يتخذ الكثير من الشعراء خصوصاً التجارب الشابة الجديدة مواقع التواصل الاجتماعي كمنصة لاستمزاج الجماهير في قصائدهم، فما أن ينتهوا من كتابة نص شعري، حتى يسارعوا لنشره على صفحاتهم، وينتظرون ردود الأفعال عليه، من خلال التعليقات وعلامات الإعجاب التي يجنيها النص .وكثيراً ما يعود هؤلاء الشعراء إلى قصائدهم ليغيروا ويبدلوا، ويحذفوا، بناءً على آراء أحد الشعراء الآخرين الذين يشتركون أيضاً في الفضاء الإلكتروني نفسه، أو بناءً على آراء نقّاد أو متذوقين أو غيرهم من متلقي الشعر، وبالتالي صار المتلقي شريكاً في العملة الإبداعية بصورة مادية ليست كما الحال سابقاً، أي لم يعد يعيش في ذهن المبدع ويشكل لديه رقابة ذاتية يمكنه السيطرة عليها والانفلات منها .ربما تعتبر النماذج الأدبية والتشكيلية والشعرية التي تعيش وتنتج في فضاء التواصل الاجتماعي، نماذج لا حصر لها، إذ لربما لم يعد أحد من المثقفين والأسماء الإبداعية في الثقافة العربية، إلا وله حساب يتفاعل فيه مع معجبيه ومتلقيه، ويستمع منه لآراء المتلقين في نتاجه .على صعيد الإمارات يشكّل نموذج التشكيلية فاطمة لوتاه، واحداً من النماذج الأكثر تفاعلاً ونشاطاً في تواصلها مع معجبي فنها من المتلقين وأصدقائها في الساحة التشكيلية الإماراتية، إذ تنشر بصورة متواصلة نماذج من أعمالها، خلال الاشتغال عليها، فتقدم مجموعة من اللوحات التي لم تنتهِ بعد، وتتابع ذلك حتى تنشر العمل في صيغته النهائية .بذلك تخرج الفنانة من الحيز المغلق الذي يربط الفنان التشكيلي بمتلقيه، والمتمثل في صالات العرض في الغاليرات، إلى فضاء أوسع وأرحب، إذ لم يعد المتلقي يتذوق العمل الفني في جولته في صالة عرض، لا يلتقي فيها الفنان إلا مصادفة، وبالتالي لا تتاح الفرصة لتعميق العلاقة بين ثلاثي الفعل الإبداعي: المنتج، والمتلقي، والمبدع .ليس هذا ما نتج عن الشكل الجديد للعلاقة وحسب، بل زادت مواقع التواصل الاجتماعي من جمهور المنتج الإبداعي، ووسعت قاعدة المتلقين لتشمل المثقفين والمعنيين وغير المعنيين، ففي الفضاء الإلكتروني يتلقى كل من يشارك المبدع في حسابه، ما ينشره على صفحته الشخصية، وبالتالي أسهم ذلك بصورة أو بأخرى في رفد الثقافة البصرية والأدبية لدى المتلقي .ما ينطبق على اللوحة التشكيلية ونموذج الفنانة فاطمة لوتاه، ينطبق على الكثير من مبدعي الحركة الثقافية الإماراتية، فكذلك الشاعر محمد البريكي، الذي يعد أحد الأسماء الشعرية البارزة في المشهد الشعري الإماراتي، يطل على جمهوره في صفحة له على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وينشر مقاطع من قصائده بين الحين والآخر . بذلك يخرج البريكي كغيره من الشعراء إلى فضاء أكثر اتساعاً من ذلك الذي تكرس في آلية تلقي الشعر، والمتمثل في المنصات على المسارح والقاعات التي توفرها المؤسسات والبيوت الثقافية .
Culture
باسمة يونس حصول الشارقة على لقب المدينة صديقة الأطفال واليافعين، إضافة أخرى إلى سلسلة النجاحات وحصاد ثمرات السنين التي وضع فيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لبنات راسخة لصروح ثقافية تحمي فكر كل كبير وصغير، وبالنسبة للشباب، امتداد مضيء لطريق المستقبل المعبَّد بالفكر المتزن وهدف جديد لمن سيحمل قلماً ونوراً في عقله ليكبر في ظلها وحضنها الوافي.تمكنت الشارقة خلال عقود من تأسيس كل ما يؤهلها لأن تكون المدينة الدائمة للثقافة، وجعلت أهمية تنمية المراكز والمنشآت والفعاليات الثقافية توازي أهمية النمو الاقتصادي فيها، ووضعت للجميع برامج ومهرجانات تتواصل طوال العام، بحيث يتمكن الزائر والمقيم على حد سواء من اختيار ما يريد لنفسه ولأبنائه من فعاليات تتنوع بين المسارح والمكتبات والمراكز الثقافية والرياضية والمعارض والأماكن التراثية والمتاحف. تقلدت الشارقة في 2015 وسام اعتمادها مدينة صديقة للطفل حتى سن عامين، وهي تبرهن اليوم أنها قادرة أن تبقى صديقة لهذا الطفل وأن تضيف إلى معارفه وقدراته الفكرية كل ما يتمناه، فالحياة في الشارقة مثل قراءة في كتاب مفتوح على التاريخ والتراث والحضارة، وسطور مكتوبة بأقلام محبة ملئت بحبر الثقة والطمأنينة، ومسكن عامر بالمحبة وغني بالرضا والأمان.يدرك كل إماراتي ومقيم وزائر، أن الشارقة وعاء ثقافة لا ينضب، ودرة من درر الدولة الأولى في العالم التي لم تكتف بإنجاز تأسيس اتحادها المعجزة، بل تعدت ذلك إلى توحيد بيتها من محبة القيادة للجميع ومحبة الناس لقيادة زرعت احترام حقوق الصغار والكبار قانوناً لا يمكن تجاوزه، وسعت ولا تزال نحو تطهير البيئة من حولهم من كل ما من شأنه تلويث عقولهم، وأخلصت في تسهيل معيشتهم وتعليمهم وتثقيفهم وتقديم كافة الخدمات لكل فئات المجتمع، وتزويدهم بمصادر المعرفة التي ترتقي بأفكارهم وإنسانيتهم. إنها الشارقة الصديقة للجميع في إمارات العدالة والمساواة التي لم تعتمد شعارات بل أنجزت أعمالاً ونجاحات وحفظت للكبار والصغار حقوقهم وألهمتهم معنى السعادة بالمحبة.يمكن لنا التوقف عند ما قاله مسؤول السياسات الاجتماعية في اليونيسيف لدول الخليج العربية عصام علي، عن أسباب اختيار المدينة، متحدثاً عن أبرز المشاريع التي ساهمت في حصول الشارقة على اللقب: «وجود مراكز للأطفال في الإمارة، وناشئة الشارقة، وسجايا فتيات الشارقة، بالإضافة إلى مجالس شورى الأطفال والشباب».وأضاف عصام علي: «إن الشارقة تتمتع أيضاً بوجود الحدائق العامة المؤهلة لاستقبال الأطفال، مع اهتمام الإمارة الكبير بالأنشطة التعليمية والثقافية للأطفال واليافعين، سواء بفعاليات داخل الدول أو خارجها». [email protected]
Culture
يشارك مسرح الشارقة الوطني في الدورة الثانية لمهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في الفترة 1519 يناير الجاري، بمسرحية «اسكوريال» تأليف الكاتب البليجكي ميشيل دي جيلدرود (1898 1962) ومن إخراج حميد سمبيج وفي التمثيل وقع الاختيار على الممثلين: عبد الله مسعود ورائد الدلاتي لتجسيد شخصيات المسرحية التي كتبت في النصف الأول من القرن الماضي وترجمت إلى اللغة العربية للمرة الأولى 1966 وعرضت في العديد من المسارح منذ ذلك الحين. وتصور «اسكوريال» بشكل أساسي علاقة شائكة بين ملك ومهرج وتبرز من خلال وضعهما وجهاً لوجه كيف يمكن لموقع أو منصب المرء أن يؤثر في نظرته للآخرين. ويستضيف مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي أربعة عروض أخرى، إلى جانب عرض مسرح الشارقة الوطني، من لبنان وتونس وسوريا والبحرين، كما ينظم جملة من الورش والمحاضرات المسرحية إضافة إلى استضافته دورة جديدة من ملتقى الشارقة للمسرح العربي الذي يأتي هذه السنة تحت شعار المسرح والرواية.
Culture
أكد الشاعر التونسي المنصف الوهايبي أن المثقف العربي لايزال قابعاً في صومعته، رغم الحراك الثوري الذي امتد في الوطن العربي، كما أكد اعتزازه بتجربة قصيدة النثر، رغم كتابته لما أسماه الشعر الملتزم، والمنصف الوهايبي أستاذ محاضر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، حصل على الدكتوراه عن أطروحة صناعة الشعر عند أبي تمام ومكوناتها، له كتاب الجسد المرئي والجسد المتخيل في شعر أدونيس، وله من الإصدارات الشعرية دواوين ألواح، من البحر تأتي الجبال، ميتافيزيقا وردة الرمل، وأشياء السيدة التي نسيت أن تكبر، وترجمت بعض أعماله إلى الفرنسية والإنجليزية، والألمانية والبرتغالية، والإسبانية . . هل تعتقد في ضرورة أن تعقب ثورات الشعوب العربية ثورات ثقافية ؟- هذا ما نرجوه بالطبع، وما نلاحظه حتى الآن في هذه الثورات، هو فتور الفعل الثقافي، لأن المثقف لم يحضر حتى الآن بالصورة التي تتناسب وهبة الشعوب لاستقلالها عن قوى الاستبداد، ولنا أن نأمل أو نتفاءل في أن التغيير رغبة جامحة لدى شرائح المجتمع، والمثقف بطبيعته ميال للتغير، والوقت أمامنا . . لكن يجب أن تتعاضد جهود الكتاب والمثقفين، والفنانين في إطار الجمعيات أكثر، وربما بعيدا عن الأحزاب والمكونات الحزبية السياسية . . حتى يستطيع الفعل الثقافي إثبات ذاته من منطلقاته القوية . . ولعلنا نعلم أن الثورات لابد أن تحميها الثقافة . إلى أي الأجيال الشعرية ينتمي منصف الوهايبي فنياً؟- بعض الشعراء يضعونني في جيل الحداثة، أو الجيل الثالث، أو جيل السبعينات، لكن هذا الأمر لا يعنيني كثيرا، بقدر ما يعنيني موقع قصيدتي في خريطة القصيدة العربية، وإلى أي مدى يمكنني التواصل مع المتلقي في ظل المستجدات الدائمة على النصوص الشعرية العربية . تميل إلى ما يسمى قصيدة التفعيلة . . أو قصيدة الإيقاع . . فما موقفك من قصيدة النثر؟- ليس لي أي اعتراض على قصيدة النثر، وأظن أن هناك تجاربَ جديرةً بالاحترام والانتباه إليها ورصدها، لأن قصيدة النثر العربية صارت رافداً من الروافد المهمة، وصار لها ملامحها العربية الحقيقية، لكن علينا أن نعي هذا الخطأ الذي يقع فيه البعض لنتجنبه، وهو القناعة بفكرة أن يحل شكل شعري محلَ شكلٍ آخر، ودائما في تاريخ الشعر العربي والعالمي . . نجد التيارات والمدارس والاتجاهات المختلفة، وللمبدع أن يقرر ما يتسق مع إبداعه كما أن للمتلقي مساحته الحرة في التعايش مع أي من النماذج المطروحة، والنص التفعيلي يمكنه أن يمتد إذا عرف شعراؤها كيف يستثمرونها، ويخلقون عوالمَ جديدةً منها . كيف تقيم تجربتك الشعرية؟- تجاربي تركز على اللغة ومحاولة اكتشاف الخيط الفاصل بين الفن والواقع وإدراك الخيال المجنح على الورق، لكن الشعر أيضًا هو فن ملامسة الحياة، من تفاصيلها إلى أسئلتها الكبرى، بالتعبير الذي يتسق وروح وقيمة الشعر . . وقد يأتي الشكل أو القالب في إطار تالٍ أو اهتمام متأخر قليلاً . هل تتصور أن الشعر لم يزل ديوان العرب . . رغم ما تردد عما سمي زمن الرواية؟- الرواية صارت ظاهرة، ومع هذا فكتاب الرواية الحقيقيون، قِلّةٌ في الوطن العربي . . ربما مصر يمكن استثنائها من ذلك . . لكن يقيني أن الشعر لم يزل عنوان هوية الأدب العربي . كانت رسالة الدكتوراه الخاصة بك، حول صناعة الشعر عند أبي تمام . . ومكوناتها . . فهل تجد امتداداً له في القصيدة العربية الآن؟- ليس امتداداً بالمعنى الحرفي للكلمة . . ولكن يمكن القول إن هناك دائما المذهب الشامل للكتابة الشعرية، والتي تجدها عند سعيد عقل، ولدى شعراء لبنان وشعراء سوريا أحياناً . هل ترى أن هناك قصوراً نقديا تجاه الإبداع العربي في السرد والشعر معا؟- بالطبع يوجد تقصير مرجعه بالأساس هو هذا الإيقاع المتسارع للعديد من الإصدارات العربية نثرا وشعرا، لكن مع هذا نجد أصواتاً نقدية جيدة، رغم أن النقد في معظم الأحيان يميل إلى ما يمكن الاصطلاح عليه بالنقد الصحافي الذي يتجه بالأساس إلى التعريف بالأعلام وليس الأعمال الأثيرة في وجدان المهتمين بالكتابات الأدبية . هل تعاني عملية ترجمة الإبداع العربي قصوراً من وجهة نظرك؟- في وطننا العربي للأسف ليس لدينا سياسة ترجمة ناجعة، ورغم أننا نرى مراكز للترجمة في بعض أفكارنا، لكن يظل هذا الأداء غير موضوعي أحياناً، لابد من إيجاد مشاريع في هذا المجال للنهوض بالدول فكرياً، تتبناها مؤسسات الثقافة الرسمية لأن هذه المشاريع لا تقدر عليها دور النشر الصغيرة، وأظن أن من أهم ما يقدمه العرب الآن في ظل هذا الربيع الذي يعيشونه هو أن يترجموا ثقافتهم إلى الآخر، وسيعرفون كيف سيكتشفنا هذا الآخر أكثر . لم يزل الشعر الفصيح تحديداً لدى شرائح عديدة فن النخبة . . فكيف نتغلب على هذه النظرة في رأيك؟- هذه مشكلة اللغة العربية، لأن استخدامها يقتصر على الجامعات والمدارس، ونحن حالما نغادر الفصول والمدرجات، ننتقل إلى اللغة المحكية، لذا يمكن إيجاد مساحة للتقريب، بمعنى تقريب الفصيح من المحكي، وتقريب الدارجة المحكية من الفصحى، وهذا السلوك الضروري لا أظن أن أحدا من الكتاب العرب حاول القيام به في استعمالاتهم أو كتاباتهم .
Culture
شهدت الشارقة تجربة مكتبات الطفل منتصف الثمانينات من القرن الماضي حيث تم افتتاح ثلاث مكتبات في (الطلاع والرفاع والخزامية) إضافة للمكتبة العامة في الشارقة، عام ،1989 في شهر مارس/آذار برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تم افتتاح مكتبة كلباء العامة على كورنيش كلباء بجوار مركز كلباء الثقافي، حيث شكلت هذه البنية التحتية نقطة جذب لمحبي المعرفة، الطلبة بمراحلهم التعليمية المختلفة والاكاديميين من أبناء المنطقة إضافة الى الباحثين من مختلف مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان لقرب المنطقة جغرافيا .تقول عائشة خميس الكعبي أمينة المكتبة: (تسعى إدارة المكتبات في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة من خلال إشرافها الإداري والفني على مكتبة كلباء لتوفير أحدث الاصدارات والمراجع والدوريات إذ بلغ عدد العناوين المتوافرة حتى الآن 43081 عنواناً منها 39165 باللغة العربية و1097 عنواناً بالانجليزية و2819 عنواناً للأطفال، وقد تردد على المكتبة خلال النصف الأول من هذا العام، 9690 زائراً وزائرة من مواطنين وجنسيات عربية وآسيوية وأجنبية .وأضافت: تعمل المكتبة وفق دوامين للموظفين من الثامنة صباحا حتى التاسعة مساء عدا يوم الجمعة، حيث توفر إدارة المكتبة بيئة مثالية للقراءة من خلال سجل الزائرين والتعليمات الواضحة حول آلية الزيارة وطرق القراءة واستثمار الوقت، إبان الوجود في المكتبة، من حيث توافر خدمات التصوير والحاسب الآلي والانترنت حيث يمكث الزوار أوقاتاً طويلة ينجزون ما هو مطلوب منهم لأبحاثهم سواء كانت مدرسية أو جامعية أو دراسات عليا .وقالت عائشة الكعبي يوجد الموظفون والموظفات في قسمي المكتبة (رجال ونساء)، إضافة للمكتبة السمعية البصرية ومكتبة الأطفال يسهم في سهولة الحصول على المعلومات أو العناوين التي يبتغيها زائر المكتبة، وأضافت بادرنا إلى إنشاء ارشيف صحفي متنوع وزاخر ما شكل رافداً إضافياً للباحثين والقراء، وهذه المبادرة حظيت بتثمين عدد كبير من الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا .واختتمت عائشة الكعبي لقد اسهمت إدارة المكتبة العامة في كلباء بالتنسيق مع الادارة العامة لمشروع ثقافة بلا حدود في توفير المكتبات المنزلية لمواطني كلباء، حيث تم توزيع 4000 مكتبة خلال فترة قياسية وقد ثمن أبناء كلباء هذه المبادرة الخيرة والنوعية التي تمت بتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وإشراف ومتابعة سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مشروع ثقافة بلا حدود، ونتولى بالتنسيق مع المسؤولين بإدارة المشروع متابعة النجاح الذي يتحقق من خلال التواصل الدائم مع المستفيدين منه، حيث شكل ذلك رافداً إضافياً في عدد زوار المكتبة العامة .منى حسن النقبي نائبة أمينة المكتبة وملاحظة قاعة قالت: علاقات إدارة المكتبة مع المؤسسات المحلية والاتحادية وفرع جامعة الشارقة في كلباء مميزة جداً، كما تقوم الادارة بتنظيم معارض شهرية متخصصة للكتاب وفق المواضيع والمناسبات المتنوعة دينية وطنية، إجتماعية وتراثية إضافة لتنظيم المحاضرات والندوات الثقافية، التربوية، الاجتماعية، الدينية، الصحية تنظيم مراسم حرة وفنية، ملتقى شهري للأم، إضافة إلى يوم مفتوح للأطفال، سؤال ثقافي شهرياً، عروض سينمائية وكذلك الأنشطة التي تشارك إدارة مكتبة كلباء بها هي القوافل الثقافية للمناطق النائية (شيعى، نحوة، ملتقى السيفة الذي ينظم في كلباء وخورفكان، ودبا الحصن)، سهرات دينية بالمدينة إضافة للمشاركة بالمناسبات الوطنية ومشروع (ثقافتي في صيفي) . وأضافت النقبي نحتفل في المكتبة العامة باليوم العالمي للمرشدات (22 فبراير)، وبيوم المرأة العالمي (8 مارس) واليوم العالمي للكتاب (23 إبريل)، إضافة الى مبادرتنا بمشروع تنظيم برنامج موحد للمكتبات العامة بالمنطقة الشرقية وذلك خلال إجازة الربيع من كل عام .وقالت النقبي تطوير مهارات الموظفين في صلب عمل الإدارة في المكتبة إضافة لتدريب الطلبة الجامعيين خلال فترة الصيف، كما نحرص على بناء أوثق العلاقات الإنسانية مع زوار المكتبة ما حولها الى نقطة جذب لأكاديميي أبناء المنطقة ومثقفيها من مبدعين ومسرحيين .يذكر أنه تناوب على إدارة المكتبة كل من: علي المغني وراشد الهودة وفاضل بوصيم وماجد البديع ومريم راشد الحساوي وعائشة الكعبي .ومن كبار الاكاديميين الذين استفادوا من مكتبة كلباء العامة د . عبدالله السويجي مدير مجلس الشارقة للتعليم، ود . علي عبيد الزعابي ود . سليمان سرحان، ود . سيف الغول، وسعيد الحداد وغيرهم.
Culture
التقت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة جمعية الناشرين الإماراتيين والمؤسس والرئيس التنفيذي لدار كلمات، ورئيسة مجلس إدارة مشروع ثقافة بلا حدود، وفدا من مشروع الجليس الكويتي برئاسة صالح بشير الرشيدي، رئيس المشروع، على هامش المعرض، بحضور أحمد بن ركاض العامري، مدير المعرض، والعديد من أعضاء ومسؤولي المشروعين .وناقش الجانبان خلال الاجتماع جملة من القضايا المهمة على الساحة الثقافية، وتبادلا الأفكار حول الهموم التي تشغل المثقفين والأدباء والكتاب، والعديد من الموضوعات ذات الصلة المتعلقة بقطاع النشر والتوزيع، وشؤون الرقابة القانونية على الكتب، والمسائل المتعلقة بحقوق الملكية . وأشادت الشيخة بدورالقاسمي بالدور الذي يبذله مشروع الجليس، وأكدت ضرورة العمل على دعم مثل هذه المبادرات بالنظر لما تقدمه من خدمات تصب في تعزيز الأسس الثقافية للشباب الكويتي . وقدمت الشيخة بدور للوفد الزائر نبذة عن مشروع ثقافة بلا حدود والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ومايقومان به من ادوار كبيرة في سبيل الارتقاء بالحركة الثقافية في الإمارات .وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: إن القيمة الحقيقية التي تهدف اليها المشروعات الثقافية المختلفة إنما تصب في تكوين أرضية صلبة لوعي متكامل تجاه مختلف الأمور والمستجدات التي تشغل الساحة الدولية كافة، وترتقي إلى إثبات وجود الثقافة العربية في خضم الأحداث المتسارعة التي يشهدها العالم، حيث ان الثقافة العربية تمتلك رصيداً يؤهلها لهذه المكانة، ولديها الكثير من الشخصيات التي تشكل امتداداً جذرياً عميقاً للثروة الثقافية الموروثة، ونؤكد في هذا المقام أهمية عقد مثل هذه اللقاءات المستقبلية لتعزيز تحقيق مثل هذه الطموحات المهمة .من جانبه ثمن صالح بشير الرشيدي، رئيس مشروع الجليس، ما تقوم به الشارقة ممثلة بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة .
Culture
حسناً فعلت إدارة مهرجان دبي لمسرح الشباب عندما قررت تكريم الفنان المسرحي يحيى الحاج في دورتها الخامسة التي تعقد خلال الفترة من 1 إلى 12 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، تقديراً منها لأداء هذا الفنان الرائد على مدى عقود من العمل المسرحي في الدولة مدرساً ومؤطراً ومدرباً لأجيال من المسرحيين الإماراتيين، ومخرجاً وحكماً ومنعشاً في كثير من المهرجانات والفعاليات المسرحية على طول وعرض الساحة الفنية الإماراتية، وكذلك لإسهامه بدور رئيس في تطوير مهرجان دبي لمسرح الشباب منذ تأسيسه، وعمله على تقييم محتوى برامج الندوات النقدية التي تسبق العروض المسرحية، والعروض التوضيحية وورش العمل والبرامج التدريبية التي تتيح للمسرحيين الشباب الاستفادة منها خلال فترة المهرجان، وهو أداء استحق بموجبه التقدير والتكريم، وتمثل هذه اللفتة تعبيراً عن امتنان القيّمين على الدورة لهذا الجهد واستعدادهم لرد الجميل له، ولئن كانت هذه أول مرة يكرم فيها هذا المهرجان حديث السن أحد الرواد العرب المقيمين في الدولة الذين قدموا خدمات كبيرة للمسرح، فإن مهرجانات أخرى وفعاليات ثقافية أقدم منه في الدولة كانت من وقت لآخر تكرم مسرحيين عرباً، وتقدر لهم مسيرة عطائهم في الدولة، ففي السنة الماضية كرم مهرجان أيام الشارقة الفنان المسرحي العراقي محمود أبو العباس كواحد من الممثلين المتميزين في المهرجان، وقدمت له جائزة بتلك المناسبة، وقد عمل أبو العباس في الساحة المسرحية الإماراتية على مدى ما يقارب 15 عاماً أمضاها في الإشراف والإخراج والتمثيل، والتحكيم في أهم المهرجانات المسرحية في الدولة معتداً بتجربته كمسرحي في العراق وشهادته العليا في الإخراج، وشارك في التمثيل في فرق مثلت الإمارات في كثير من اللقاءات المسرحية العربية والدولية، كما كان معرض الشارقة الدولي للكتاب قد كرم في عام 2009 الكاتب والخبير المسرحي د . يوسف عيدابي رفيق درب يحيى الحاج، وأحد أقطاب العطاء المسرحي والثقافي العربي في الإمارات على مدى أزيد من ثلاثين عاما حفلت بالكثير من الأنشطة الثقافية المتنوعة، وحظي المسرح فيها بنصيب الأسد .لائحة الفنانين المسرحيين العرب المقيمين في الدولة والذين يتم تكريمهم في مناسبات مختلفة طويلة، وتضم أسماء كبيرة غابت عن الساحة لكن ذكرها لم يغب، وما تركته للأجيال لا يزال حاضراً كصقر الرشود، وقاسم محمد، ود . جواد الأسدي، وغيرهم، ممن رحلوا عن هذه الحياة أو ممن غادروا الإمارات إلى بلدان أخرى، فلا تزال المنابر المسرحية وتاريخ المسرح الإماراتي يذكرهم ويعترف بعطائهم .
Culture
شهد الملتقى 2 في اكسبو الشارقة مساء أمس الأول محاضرة حول الأدب والتغيير الإنساني ألقاها د . إبراهيم البحراوي خصصها لأدب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور الشيخ خالد بن صقر القاسمي رئيس دائرة الأشغال العامة في الشارقة، وقدم لها الباحث زكريا أحمد بقوله: لا يكفي أن نقول إن صاحب السمو حاكم الشارقة حاكم مستنير أو مثقف رؤيته الثقافية شمولية، وقد كتب في عدة مجالات ثقافية مثل المسرح والشعر والتاريخ والجغرافيا والرواية، ولهذا فهو صاحب فكر شمولي .الدكتور إبراهيم البحراوي تحدث عن أدب ورؤية صاحب السمو حاكم الشارقة بالانطلاق من القصيدة الأخيرة التي ألقاها سموه في افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب والتي جاءت بعنوان الشارقة .وأضاف البحراوي: قصيدة صاحب السمو حاكم الشارقة تصور تجربة العودة إلى الوطن في الشارقة التي أسماها منابع العز حاملاً مشاعل الفكر وتوق الهمم، وكيف وجد الناس عند عودته بين خائف ومتبرم، ففتح قلبه ساحات زرعها حباً، وأشاع العلم والمعرفة ورفع بلده منارة بين الأمم وقلعة للعروبة والدفاع عن الثقافة العربية، حيث يقول سموه في القصيدة:قد جئتك يوماً حاملاً مشاعل الفكر وتوق الهممفوجدتك بين قتيل ومصفد والناس بين خائف ومتبرمففتحت قلبي ساحات زرعتها عفواً وحباً غير منفصموأرضعتك علماً ومعرفة ورفعتك منارة بين الأمموأضاف البحراوي تصور قصيدة الشارقة تحول هذه المدينة إلى مزار عروبي يؤمه رفاق القلم لتمد إليهم يداً لرفع الثقافة العربية إلى أعلى القمم .ولفت البحراوي الانتباه إلى أن إعجابه بتجربة صاحب السمو حاكم الشارقة نابع من انشغاله لفترة طويلة بقضايا التنمية البشرية في الوطن العربي، والإصلاح، فقد لاحظ من دراسته للمجتمع الإسرائيلي أن هناك تركيزاً كبيراً على الفرد وعلى رفع مستواه إلى أبعد الحدود، أما في الوطن العربي فالتنمية البشرية والإصلاح غائبان في جميع المجالات، مما جعله يبحث دوماً عن الحاكم الرشيد الذي يستطيع أن يصنع العدل والتنمية الثقافية والاقتصادية ويمنح شعبه الحب، وقد لاحظ تلك الصفات في صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي هو أديب مشغول بالتنمية الثقافية والبشرية رفع الأجيال الجديدة إلى مصاف الأمم المتحضّرة .
Culture
شهد جناح مشروع كلمة وجناح دار الكتب الوطنية التابعان لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث إقبالاً متزايداً لرواد المعرض، وقد تم تزويد الجناح بنسخ إضافية من الكتب المعروضة بعد أن نفدت جميعها لأكثر من مرة طوال أيام المعرض .ويأتي على رأس قائمة هذه الكتب كتابا الطفلة العروس، واكسر شيئاً من الماء . . وأحلام يقظة علمية أخرى اللذان دخلا في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في جناح مشروع كلمة للترجمة في الأيام الأخيرة للمعرض . الطفلة العروس مجموعة قصصية من الأدب الصيني للكاتب شين تسونغ ون ونقلها إلى العربية د . عبدالعزيز حمدي عبدالعزيز من اللغة الصينية، وتتألف من ثلاث قصص قصيرة الطفلة العروس وزوج ريفي وابن النمر، وتعد من روائع الأدب الصيني، وتحمل بين طياتها دعوة إلى رؤية جديدة، وقراءة جديدة، ونظرة موضوعية إلى أكثر التحديات الاجتماعية، وخاصة في رائعته الطفلة العروس، حيث التقط قلمه المرهف أحداث قصته من واقع الحياة الاجتماعية في قرية جبلية .أما ما الكتاب الثاني الذي حقق قدراً كبيراً من المبيعات في الأيام الأخيرة بجناح مشروع كلمة بعنوان اكسر شيئاً من الماء . . . وأحلام يقظة علمية أخرى الصادر عن دار النشر الفرنسية لو بومييه في عام ،2008 فهو للكاتب والباحث الفرنسي سيباستيان باليبار، ونقله إلى العربية المترجم العراقي حسين محمد .ويتناول الكاتب بعض الظواهر الفيزيائية والطبيعية مثل الضوء، والسراب، والماء، والأصوات، والثلج، والأشجار، والموسيقا، والفضاء وركوب الدراجة الهوائية، ويتضمن هذا الكتاب 37 قصة تتناول كل واحدة منها ظاهرة فيزيائية معينة يتحدث بشأنها طفل صغير مع شخص كبير يشرح له ماهية هذه الظواهر التي نشاهدها كل يوم في حياتنا اليومية، لكننا لا نجد لها تفسيراً علمياً أو لا نبحث عن أسبابها، وترافق كل قصة رسوم توضيحية رُسِمت بريشة الفنان جان كيرلرو .
Culture
أبوظبي: مجدي زهرالدين أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، أن انفتاح المجتمع الإماراتي على اكتساب المعرفة، ساهم في تطور ثقافته وتوسع آفاقها، وزاد من عمق فهمها، كما زاد من احترام العالم لها، مشددا على أن العاصمة أبوظبي هي المكان المثالي لانعقاد قمة الثقافة 2017 نظراً لقدرتها على خلق النظام البيئي الثقافي العالمي.وجاء ذلك في الكلمة الأساسية التي ألقاها الشيخ نهيان بن مبارك أمس خلال فعاليات قمة الثقافة 2017 التي تستضيفها منارة السعديات في أبوظبي، بحضور نورة الكعبي وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة البحرينية للثقافة والآثار، وسيف سعيد غباش المدير العام للهيئة ، الدكتور مغير الخييلي رئيس هيئة الصحة في ابوظبي، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، منصور المنصوري مدير عام المجلس الوطني للإعلام بالإنابة، الدكتور زكي نسيبة مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي المستشار في وزارة شؤون الرئاسة، وعدد من المسؤولين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني. وأشار الشيخ نهيان بن مبارك إلى أن الإمارات نجحت في إحداث نقلة حضارية ثقافية منذ تأسيسها.وقال الشيخ نهيان بن مبارك: «لقد كان ظهور ثقافة عالمية في دولة الإمارات نتيجة طبيعية لتنميتنا، فكل خطوة اتخذناها على مدى السنوات الخمس والأربعين الماضية نقلتنا إلى مجتمع عالمي، وقد تسارع زخم هذا الانتقال تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم كبير من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فهم قادة يدركون جيدا قدرات مجتمعنا المحلي وقدرة أبنائه ويسعون جاهدين لتطويرها، كما انهم ملتزمون باحترام حقوق الإنسان وتوفير فرص العيش الكريم لجميع من يعيشون على أراضينا من جميع الجنسيات والأعراق والأديان».وأضاف: إن تحول الإمارات العربية المتحدة إلى نظام بيئي ثقافي عالمي لم يحدث بين عشية وضحاها، بل جاء نتاج جهود متراكمة، فعندما قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بتوحيد الإمارات وإقامة الدولة في عام 1971، كانت معرفة معظمنا بالعالم الخارجي قليلة نسبيا باستثناء البعض ممن سافروا إلى الخارج بقصد التجارة، او أولئك الذين احتكوا مع الأجانب الذين عاشوا في ذلك الزمن وعملوا على أرضنا، كما لم يكن لدينا نظام تعليم وطني، فقد كنا ببساطة نعيش بين أنفسنا، لكن الله وهبنا زعيما شجاعا ومستنيرا كان يعلم أنه يجب علينا إقامة صلات قوية ببقية العالم إذا أردنا أن نبني البلد الذي نطمح إليه.وتابع الشيخ نهيان بن مبارك: لقد أدرك المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن الأولوية الأولى للإمارات التي تم تشكيلها حديثا يجب أن تكون التعليم الجيد، وحقيقة لقد قام مع قرينته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، «أم الإمارات» بدور عظيم في تعليم المرأة حيث آمن أنها يجب أن تلعب دورا مساويا للرجل إذا أردنا أن نطور بشكل كامل ومنصف.وقال:»إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان يعلم أن مهاراتنا اللغوية يجب أن تتجاوز لغتنا العربية الحبيبة وأن تحتضن القوة العالمية للغات أخرى، كما كان يعلم أنه يترتب علينا أن نزج أنفسنا في عجائب العلم والتكنولوجيا والاستفادة من أحدث التطورات، وأن نرى ونسمع ونشارك الناس الذين ليسوا جزءا من ثقافتنا الخاصة، فقد كان مؤمنا بضرورة فهم واحترام عشرات الثقافات والجنسيات والعرقيات والأديان والمعتقدات المختلفة في بلادنا.وأشار وزير الثقافة وتنمية المعرفة إلى أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أراد أن تصبح دولة الإمارات قوة سليمة في الاقتصاد العالمي، وقد أدت أعماله إلى هذا التطور، وبعد ان حققت الإمارات حلم مؤسسها، فقد أصبحت مفرق طرق عالمي مع عدد سكاني متنوع بشكل مثير للدهشة يبلغ حوالي عشرة ملايين شخص يمثلون نحو 200 جنسية مختلفة، ونحن نرى أن تنوع المشاركين في هذه القمة ينسجم مع الواقع المتعدد الثقافات الذي تحظى به الإمارات.
Culture
رأس الخيمة: عدنان عكاشةطالب عدد من الحضور والمشاركين في الأمسية الرابعة من «المقهى الثقافي» في معرض رأس الخيمة للكتاب من المثقفين والكتّاب والأدباء، بجمع وتدوين ودراسة شعر الراحلين من شعراء الإمارات، بنتاجهم من الشعر الشعبي، نظراً لأهمية ذلك في الحفاظ على تراث وطني شعري وموروث شعبي بالغ الأهمية، يعكس الهوية الوطنية والخصوصية الإماراتية، ويشكل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الدولة ويحكي سيرتها وتاريخها في حقب ماضية.قال د. أحمد عبدالمنعم عقيلي، الناقذ وأستاذ النقد الأدبي الحديث في جامعة الغرير، وجامعة حلب سابقاً: إن الحركة الشعرية في الإمارات تحقق التجلي والإبداع، في ظل رعاية سامية وكريمة من قبل قيادة الدولة، بدأها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وحمل الأمانة من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله»، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.وأكد د. عقيلي، أن الحركة الشعرية في الإمارات، منذ ولادة الاتحاد ونشأة الدولة في تصاعد وازدهار وتطور مستمر، وهو ما يتواصل حتى الآن، وصولاً إلى «العالمية»، عبر مشاريع ترجمة موسعة تجري حالياً، تشمل مجموعتين شعريتين لحبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء العرب، بجانب دراسات مقارنة لإنتاجه الشعري مع نتاجات شعراء عالميين، وترجمة نصوص شعرية أخرى سابقاً، لكل من حبيب الصايغ، وشهاب غانم.واعتبر عقيلي، أن من وجوه نشاط الحركة الشعرية في الإمارات وتجلياتها، المهرجــــانات الشعـــرية، التي تحفل بها الدولة، عبر امتدادها الجغرافي، و«بيوت الشعر»، التي أخذت فـي الانتشار في أنحاء الإمارات، حيث تضم كلاً من أبوظبي والشارقة «بيتا للشعر»، ومعارض الكتاب في عدد من إمارات الدولة، إضافة إلى برنامج «أمير الشعراء» ونظيره «شاعر المليون».وتناول أستاذ النقد الأدبي، خلال الجلسة، التي قدمها زكريا أحمد عيد، المسؤول الثقافي بمكتبة اليقظة في رأس الخيمة، عدداً من أعلام الشعر العربي في الإمارات، وسلط الضوء على نماذج من نتاجاتهم الشعرية، التي تعكس حيوية النتاج الشعري الإماراتي، تميزه، ممثلاً بقامات شعرية، أبرزها حبيب الصايغ، أحمد العسم، محمد عبدالله البريكي، عبدالله الهدية، وكلثم عبدالله.ورأى عقيلي، أن الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ اتسم بـ«الموسوعية» والعمق في شعره وطرحه الأدبي، وتناوله القضايا الوطنية، التي على رأسها إلقاء الضوء على دور المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد في رعاية الثقافة والمثقفين في الإمارات والوطن العربي، واحتضــــان الشعر والشعراء. واستعــرض نماذج من قصائد الشاعر الإماراتي أحمد العسم، محللاً إياها وفق «المنهج النفسي»، الذي خلص بواسطته إلى الأثر العميق لـ«صفاء القلب» والسمــو الروحي للشاعر في بنية نصه الشعري.وأشار ضيف الأمسية إلى قيمة وأهمية البناء الفني الشعري لدى محمد عبدالله البريكي، وإتقانه فن الشعرين الفصيح والنبطي، عبر التقيد بالوزن والقافية على صعيد القصيدة العمودية، وإتقان بناء النص الشعري الشعبي باللهجة المحكية.رأى الدكتور أحمد عقيلي، أن قصـــيدة (جلفار) لعبد الله الهدية تمثل لوحة شعرية إنسانية خالصة ومتجذرة في أرض الإمارات ومحبة الوطن، لتكون أيقونة شعرية مرسومة بـ«الكلمات».ولفت إلى أن، الشاعرة الإماراتية كلثم عبدالله تشكل نموذجاً للشاعرة الإماراتية، ذات نتاج شعري غزير، لاسيما في الشعر النبطي، وقدمت نماذج شعرية متنوعة الأغراض والاتجاهات تغــــطي المواضـيع الوجدانية والإنسانية وحب الوطن، وحققت في جميعها مفهوم «الشعرية» فـي النــص والعمـق البنـيوي والإيقاعي، الذي يلتزم بأسس القصيدة النبطية وأصولها.وفتحت جلسة «المقهى الثقافي» الباب واسعاً للحوار والنقاش مع ضيف الأمسية. أشاد خلالها، الشاعر أحمد العسم، نائب رئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، ورئيس فرع الاتحاد في رأس الخيمة، بدور غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، في دعم الحركة الثقافية في رأس الخيمة، عبر تكفلها بتنظيم معرض رأس الخيمة للكتاب سنوياً، معبراً عن أمله في أن يتابع المثقفون في رأس الخيمة تلك الفعاليات الثقافية والأدبية، بالحضور والاهتمام، بصورة أوسع.
Culture
ذات يوم طرحت سؤالاً على قامة ثقافية معروفة، لم أكن إخال أنه سيتعامل معه بنوع من اللاموضوعية، أو يلعب على وتره الحساس . كنا بصدد الحديث عن الثقافة العربية ومدى إمكان مقارنتها بالثقافة العالمية أو ثقافة الغرب على وجه التحديد . سألته هل ترقى الثقافة العربية إلى المقارنة بثقافة الآخر على الأقل في منجزها الراهن؟ لم يكن جوابه مقنعاً بالنسبة لي بقدر ما أحالني إلى اتهام مبطّن، وكأنني أشكك في قيمة التراكم الثقافي العربي وما أنجزه فطاحل العلماء من مئات السنين من نتاجات اقتات عليها الغرب حيناً من الزمن، وبنى عليها أسس حضارته وتقدمه . ما أعتقده أننا لسنا بحاجة إلى المنافحة عما أنجزناه للعالم من قبل، ولا في سياق استعراضٍ لما قدمناه من عطاءات ونتاجات مهمة أثرت العالم الغربي، وأسهمت في نهوضه، لكننا بحاجة ماسة فعلاً إلى النظر في ما أنجزناه من بعد، فذلك هو الأدعى والأولى والأهم، وليس البكاء على أطلال بالية، ودمن خالية، عفا عليها الزمن .استدعى هذا الموقف ما تعالق في ذاكرتي من كتابات تبدو أنها ماتزال تراوح مكانها في نظرتها للماضي، أو ما تزال حبيسة له على الأقل .الحديث عن المقارنة بين الثقافتين، من المفروض أن يكون مربوطاً بسياق إنتاجهما، حتى تكون المقارنة من الناحية المنهجية مبنية على قوام سليم، لكن المثير في الطرح أنه يكاد يتجاوز اللحظة الآنية، أو الراهنة، أو يتجاهلها بالأحرى، لأن الواقع لا يوحي أصلاً بجدوى المقارنة، ولا حتى بإمكانها . وهذا ما يعززه ركون المثقف العربي في أغلب أحواله إلى الارتماء في أحضان الثقافة الأخرى، استحضاراً واستشهاداً كلما عنّ له سبب، وكأنه يتخذ منها مرجعية ثابتة وأساسية تعضد فكرته، وتدعم طرحه وتفسيره . ولك أن تتخيل حجم المفاهيم والمصطلحات المعرفية والرؤى والأفكار المتداولة في حقل الثقافة العربية، وهي مستجلبة في الأصل من ثقافة الآخر، وهي أداوته المنهجية والمعرفية التي صممها على مقاساته، بل إن الاحتفاء بما يتم انجازه في حقل الثقافة الغربية أكثر من الاحتفاء بما أنتجه، أو ينتجه مثقفونا ومبدعونا . وهذا يؤكد غياب المرجعية المؤهلة للاستشهاد بأقوالها، وأفكارها من البيئة الثقافية للمثقف، أو لأنها قد لا ترقى إلى مستوى الاستشهاد من منظوره الخاص . كما قد تعني قصوراً في أفق المثقف نفسه، ليس هذا من قبيل المنطور الخلدوني الذي يؤسس لخطاب الغلبة وما يتصل به أو يتفرع عنه من أفكار، بل من زاوية الرغبة الملحّة في التجاوز، بمعنى محاولة التخلّص من العيش على فتات الثقافة الغربية، وتجاوزها وفق إمكانات المثقف العربي، وتراكماته الثقافية . بيد أن التجاوز المنشود لا يمكن بناؤه على أساس التنظير، ولا بالتمني، بل بالعمل الجاد، من أجل التأسيس لمرحلة مهمة في حقل الثقافة العربية، تبنى على قوائم تتماشى وطبيعة البيئة الثقافية العربية وخصوصيتها . [email protected]
Culture
افتتح الشيخ محمد بن صقر القاسمي مدير منطقة الشارقة الطبية أمس الأول، في جمعة الإمارات للفنون التشكيلية في الشارقة المعرض الشخصي للفنان العراقي أمين السامرائي. حضر الافتتاح هشام المظلوم مدير إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة.اشتمل المعرض على 30 لوحة رسمها الفنان لتجسيد معاناة وآلام العراقيين إبان فترة الاحتلال الأمريكي للعراق، وقد بدا واضحاً استخدام الفنان لأدوات المدرسة السيريالية ربما لاعتقاده بغرابة وعجائبية هذه الخسارات والمآسي التي لا تزال قائمة الى الآن في أرض الرافدين.تستفز النظرة الأولى الى مجمل لوحات السامرائي تلك التقنية في استخدام اللون، لا سيما الرمادي ومشتقاته وصولاً الى الأصفر الفاقع الذي استخدم للدلالة على اليورانيوم المشع في لوحات لهياكل وأجساد مشوهة وسرطانات عديدة تم اكتشاف إصابة العديد من الأطفال بها.لكن السامرائي أحياناً ما يغلف هذه اللوحات بمسحة من الأمل سواء على صعيد الألوان التي تبدأ تميل الى الإشراق حيث الأخضر والأزرق السماوي، أو على صعيد تطعيم اللوحة ببعض المفردات الأخرى كطيور الحمام والأولاد الذين يلعبون في باحات الدور والشوارع أو حتى تلك الانحناءة لراقصين يميلان في ربى نخلة أو على سمع معزوفة لقيثارة تمنح الفرح الذي يليق بالكائن الشغوف للحياة والبقاء. تحمل اللوحات أسماء دالة مثل دم الحضارة، المراقبة من أعلى، البالارينا، إيهام الخدعة، نوم على الأفق، الفان وقيثارة، لوحة رقم 14، الموسيقا البعيدة، حلم، الفلوجة، السجن الملتف، أشباح ترقص وغيرها. هناك وحدة عضوية من الرسم في مستويين تميل إحداهما للواقعي والطبيعي فيما يغرق في الفانتازيا والخيال حيث السيريالية التي يرى فيها السامرائي نافذة تجسد اللاشعور ذلك الذي يختزنه العقل الباطن ويغور في أعماق النفس البشرية والرغبات المدفونة للأفراد والحيوات. فثمة سجن وبيت يتجاوران وثمة امرأة معلقة على قيثارة تعزف الوجع كما تعزف الأمل وثمة يد تخترق جدار العزلة، فتفك القيد عن جسد محاصر نحو الحرية والانعتاق، وثمة سطح للوحة يتردد بين لونين حائرين في المسافة بين الفاجعة والألم المشوب بحذر شديد، لعله لا يزال أملاً خافتاً يجسد رغبة مكبوتة على مقربة من قعقعة الرصاص الذي يغلف الأجواء بدكنة البارود والدخان الذي يعم الأجواء.والفنان السامرائي خريج معهد الفنون الجميلة في بغداد، درس مادة الرسم في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وشارك في معارض عربية عدة في عمان ودبي والشارقة.
Culture
تنطلق صباح اليوم المرحلة الأولى من تصفيات الدورة السابعة لمهرجان الشارقة للمسرح المدرسي، بمشاركة 59 مدرسة، وستقام العروض في وقت واحد في ثلاث مناطق هي: مدينة الشارقة، ومدينة الذيد، ومدينة خورفكان، وتتولّى ثلاث لجان تحكيم مقسمة على تلك المدن متابعة العروض، وستختتم هذه المرحلة في 9 مايو/أيار، ثم تليها المرحلة الثانية والنهائية، وتبدأ 24 مايو المقبل في مدينة الشارقة. وقال أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة في الشارقة: «إن الدورة الجديدة للمهرجان ستشهد العديد من الأنشطة الثقافية والفنية التي تم إعدادها لتستكمل البعدين الثقافي والتربوي للتظاهرة التي استغرقت فترتها التحضيرية أكثر من أربعة أشهر حتى تأتي منسجمة وثرية على كل المستويات».وتشهد استعدادات المهرجان جملة من اللقاءات التنسيقية مع إدارات التعليم والمدارس والعديد من ورش العمل والمحاضرات لصقل وتطوير قدرات المعلمات والمعلمين والطالبات والطلاب وتمكينهم من الأدوات الأساسية في التأليف والإخراج والتمثيل وغير ذلك من تقنيات العروض المسرحية المدرسية. وذكر بورحيمة أن المهرجان يعمل على «أجيال الغد»، كما يترجم رؤية الشارقة الهادفة إلى مد جسور التواصل والتفاعل بين الأنشطة الثقافية والتعليمية، مشيراً إلى المكاسب العديدة التي يحققها وجود مهرجان مسرحي سنوي يحتفي بالمواهب الفنية والثقافية في المدارس ويشجعها ويحفزها على المزيد من الإبداع والابتكار، وأضاف: لا تقتصر أهداف المهرجان على اكتشاف المواهب التمثيلية والإخراجية أو المهتمة بالمسرح فهناك العديد من الأهداف التربوية والاجتماعية الأخرى التي نتوخاها في مضامين العروض وفي فرص التعارف والتشارك والتفاعل والاحتفال وغير ذلك، مما تتيحه أجواء المهرجان وأيامه حين تجمع كل هذا القدر من مدارسنا في فضاء المسرح... وأشرفت لجنة مكونة من أربعة اختصاصين في المسرح المدرسي على ورش تدريبية في التأليف والإخراج والتمثيل، كما عملت مع فرق العروض لصقل وتطوير إمكاناتها التقنية وذلك خلال الفترة التحضيرية التي انطلقت في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي. ويستضيف المهرجان مدارس للبنات والبنين، من المرحلة الثانوية، إضافة إلى مدارس الحلقتين الأولى والثانية. وتشارك مدينة الشارقة في الدورة الحالية ب26 مدرسة، فيما تحضر المنطقة الوسطى ب13 مدرسة، وتأتي المنطقة الشرقية ب20 مدرسة.وتضم لجنة تحكيم المنافسات التمهيدية في مدينة الشارقة: إبراهيم سالم ومرعي الحليان وبدرية الشواب، أما لجنة تحكيم عروض المنطقة الوسطى فتضم: مجدي محفوظ ويحيى البدري وآلاء شاكر، فيما تضم لجنة المنطقة الشرقية عبد الله مسعود وفيصل جواد وأشجان.
Culture
الشارقة - محمد ولد محمدسالم: استضاف النادي الثقافي العربي في الشارقة محاضرة عن كتاب "صناعة الأجيال في الحضارة الإسلامية للدكتور صالح محمد زكي اللهيبي" ألقاها الباحث محمد الأمين محمد المختار، وذلك في إطار سلسلة المحاضرات النقاشية التي تنظمها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عن إصداراتها، وقد شهد المحاضرة الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي ومؤلف الكتاب الدكتور صالح اللهيبي، وقدم لها الشاعر محمد إدريس الذي قال إن الكتاب هو بحث تاريخي في طرق الدولة الإسلامية عبر عصورها المختلفة في التعامل مع الفئات الاجتماعية وكيف استطاعت أن توجه طاقات تلك الفئات للمصلحة العامة . محمد الأمين قال في مستهل حديثه عن الكتاب إنه رغم أن عنوانه مفتوح على موضوع واسع هو "صناعة الأجيال" فإن المؤلف صب اهتمامه على جانب خاص منه هو "صناعة الفتوة" وتعني الفتوة أول الشباب، وهو موضوع في غاية الأهمية، لأنه يتناول بالتحليل وضع وتطور فئة اجتماعية ظل المؤرخون والدارسون الاجتماعيون للحضارة الإسلامية لا يعيرونها الاهتمام اللازم، رغم أن الفتوة كان لها على مر التاريخ دور اجتماعي وتنظيمي ودفاعي مهم، كما كانت لها أدوار سلبية في بعض الأحيان .وأضاف المحاضر أن المؤلف قسم الفتوة إلى ثلاثة أقسام: "الفتوة البدنية" وهي أول فئة ظهرت، وتقوم على القوة البدنية حيث تفرض تنظيمات شبابية بالقوة سيطرتها على منطقة أو حي وتستغل قوتها تارة في المصلحة العامة وتارة لمصالحها الخاصة، وترتبط بها فئات العيارين والشطار، والقسم الثاني هو "الفتوة الصوفية"، وهي منهج في تنقية النفس والسمو الأخلاقي والروحي، اتبعتها الحركات الصوفية لتوجيه سلوك الشباب .القسم الثالث هو "الفتوة التنظيمية": وهي نظام للشباب أصدره الخليفة العباسي الناصر لدين الله سنة ،607 ويجمع بين القيم الأخلاقية والتنظيم شبه العسكري، وكان الناصر يريد توجيه طاقات الأعداد الغفيرة من الشباب العاطلين عن العمل إلى ما فيه مصلحة الدولة، وإلى ما يدعم ملكه ويبسط سلطانه، وجعل لهذا التنظيم رتباً استحقاقية وشكلا من اللبس والرموز، وأعلن نفسه واحداً من التنظيم وقائداً له .وقال محمد الأمين إن الكتاب اتسم بالمنهجية والتوثيق التاريخي، والاعتماد على المصادر الموثوقة، كما أن أسلوبه سلس قريب المأخذ .
Culture
احتضن ملتقى الأدب في المعرض، مساء أمس الأول، ندوة بعنوان الصحافة الثقافية، الدور المفقودتحدث فيها ناصر عراق وخيرية ربيع وعرفان حسين وكرستين بيكر، وأدارها الفنان الزميل مرعي الحليان .في افتتاحه للقاء أشار الحليان إلى أن الصحافة الأدبية كان لها دور كبير في بناء وعي الإنسان وقيادة مسيرة التغيير في العقود الأخيرة من القرن الماضي، واليوم شهدت تراجعا كبيراً، وأكد أن تفعيلها هو الطريق المثلى لمواجهة كل أشكال العدوان التي تستهدف الهوية العربية والإسلامية، وهو الطريق لبناء مجتمع منفتح على الآخر متفاعل مع المعاصرة، وتساءل الحليان عن الآليات التي يمكن بها استعادة دور الصحافة الثقافية في الوقت الراهن، ليترك للمتحدثين الباب للأجوبة .الكاتب المصري ناصر عراق ركز على ضرورة أن يمتلك الصحافي في الأقسام الصحافية موهبتين: موهبة صحافي محترف، وموهبة كاتب مبدع، وضرب مثلا باثنين من أعمدة الصحافة الثقافية في الوطن العربي هما الدكتور أحمد بهاء الدين ورجاء النقاش، اللذان كان لهما دور كبير في ترقية شأن هذا النوع من الصحافة، وجعله ذا فاعلية في المجتمع، فعن طريق القدرات الذاتية للصحفي والتزامه بالموضوعية والتحليل الواعي يمكن أن يقوم هذا اللون من الصحافة بدوره .أما الكاتب الباكستاني عرفان حسين فتحدّث فأكد أن الثقافة منظومة شاملة تتعلق بالأدب والمجتمع والحياة، وأن الخطاب الصحافي الثقافي في الغرب تماهى مع المجتمع ودخل إلى أعماقه، وأصبح فاعلاً مؤثراً فيه، بينما في المجتمعات الإسلامية والشرقية عموماً ما زالت هناك هوة كبيرة بين هذا الخطاب وبين المجتمع، ويحتاج القائمون على الإعلام والساسة إلى أن يعرفوا كيف يردموا هذه الهوة، لكي تكون للصحافة الثقافية فاعلية، ولكي تقوم بدورها في تنمية الوعي وتوجيهه نحو ما يخدم هوية المجتمع ومسيرة تنميته .الألمانية كرستين بيكر تحدثت عن أن مفتاح الدخول إلى المجتمع اليوم هو الشباب، وأن أي خطاب ثقافي يبتغي النجاح عليه أن يركز على الشباب، ويحاول تلبية طموحاتهم، ويخاطبهم بما يفهموه .أما الكاتبة الإماراتية خيرية ربيع فركزت على غياب المشروع العربي للثقافة، وتخلي الحكومات العربية عن هذا النوع من المشاريع، وأكدت أن نجاح الصحافة الثقافية وفاعليتها في المجتمع، وفاعلية الخطاب الثقافي عموما منوط بتبني الدولة له، وضربت مثالاً بما كان عليه الحال في النصف الأخير من القرن الماضي .
Culture
كتب: علاء الدين محمود يمثل الشاعر عبد الرحيم محمود «1913 1948»، حالة خاصة وفريدة ضمن الأدباء والشعراء، الذين تفرغوا للأدب الفلسطيني المقاوم، فقد كان الخيار الأول لذلك الشاعر وهو حديث السن، أن يقدم روحه فداء لفلسطين؛ حيث انضم للمقاومة المجابهة للاحتلال البريطاني باكراً، وشارك في ثورة عام 1939، ولما خمدت تلك الثورة، قرر أن يغادر فلسطين نحو العراق؛ حيث التحق بالكلية الحربية هناك، وتخرج ضابطاً برتبة ملازم، وعندما جاء القرار بتقسيم فلسطين عام 1947، وإعلان دولة «إسرائيل» يوم 15 مايو/أيار 1948م، شارك مباشرة في المقاومة، واسْتُشْهِدَ بتاريخ 13 يوليو/تموز 1948، في معركة الشجرة، وكان حينها يبلغ من العمر 35عاماً، فكان نموذجاً ومثالاً للشاعر المقاوم المؤمن بقضيته.لقب محمود بالشاعرِ الشهيد حتى قبيل لحظة استشهاده؛ وذلك نسبة لقصيدته التي كان لها فعل السحر في نفوس المقاومين، والتي حملت اسم «الشهيد»، يقول في مطلعها: سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردىفإما حياةٌ تسر الصديق وإما ممات يغيظ العداونفس الشريف لها غايتان ورود المنايا ونيلُ المنىلعمرك إني أرى مصرعي ولكن أَغُذُّ إليه الخطى مثلت فلسطين بالنسبة لمحمود، قضيته المركزية فحملها في شعره المقاوم والمناهض للاستعمار، ثم لقرار التقسيم، وكان التحاقه بالعسكرية؛ من أجل تلك القضية التي وهب نفسه لها، وجاءت أشعاره المباشرة بياناً ثورياً نضالياً، وقد صقل موهبته الشعرية بالتتلمذ على يد لغويين وشعراء فطاحلة، عندما انتقل إلى مدينة نابلس لدراسة الثانوية في مدرسة النجاح الوطنية من عام 1928 حتى 1933؛ حيث تتلمذ على يد الشاعر إبراهيم طوقان، ود. محمد فروخ، وأنيس الخولي، وقدري طوقان، فكان قدره مع المعرفة والشعر كبيراً، وإلى جانب الأدب فقد تشرب من هؤلاء الأساتذة الأدباء والمناضلين، الوطنية وحب الثورة والنضال، وحملت أشعاره قيماً ثورية رافضة للاحتلال.جمعت قصائده التي كتبها بين عامي 1935 و 1948، بعد وفاته بعشر سنوات، بعد أن قامت لجنة من الأدباء بجمع تلك القصائد التي كان الشاعر الشهيد قد نشرها في المجلات الفلسطينية واللبنانية والسورية والمصرية، وفي عام 1958 نشر له ديوان في عمان يضم 27 قصيدة، وكانت تلك أهم ما كتبه من أشعار خلال عمره القصير.حملت أشعاره التي ألهمت الكثير من الشعراء، مواقف وطنية ناصعة، فعند قرار التقسيم، كرس نفسه وشعره لمقاومة تلك المأساة التي شردت الشعب الفلسطيني خارج أرضه، وشتته في بقاع الأرض المختلفة، والمأساة الفلسطينية كانت سابقة لتاريخ النكبة، حيث بدأت عندما هاجمت عصابات يهودية إرهابية قرى وبلدات ومدناً فلسطينية؛ بهدف إبادتها ودب الذعر في سكان المناطق المجاورة، وتسهيل تهجير سكانها لاحقاً. فكان شاعرنا ضمن المقاومين منذ فترة طويلة ضد التعسف اليهودي، إلى أن استشهد مدافعاً عن فلسطين، وخلدت أشعاره التي يدعو فيها للنضال والثورة ضد المغتصب، كما أنه شارك في كل النضالات التي سبقت النكبة، كالثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م التي استمرت ثلاث سنوات، والحرب العربية على «إسرائيل» بعد رفض العرب قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين.استشهد محمود في مشهد عظيم يكشف عن البطولة والشجاعة في أبرز تجلياتها، ففي معركة الشجرة، وهي قرية عربية تقع في منطقة الناصرة، وتقابلها مستعمرة يهودية باسم «السحرة»، كان شاعرنا على رأس مجموعة من المناضلين، وقد أبلى في تلك المعركة بلاءً كبيراً، واستولى على بعض مواقع الأعداء، وفيما كان يخوض غمار المعركة أصابته شظية من مدفع، فسقط جريحاً على الأرض وسارع بعض رفاقه ونقلوه إلى المستشفى في مدينة الناصرة، وفيما كان رفاقه إلى جانبه ينظرون إليه بقلق، أخذ هو يردد عليهم أبياتاً شعرية نظمها من وحي تلك اللحظة الصعبة، وهذه هي الأبيات التي يقول فيها: لعمرك هذا ممات الرجال فمن رام موتاً شريفاً فداأخوفاً؟.. وعندي تهون الحياة وذلاً؟ وإني لرب الإبابقلبي سأرمي وجوه العداة فقلبي حديد وناري لظى ولكن القدر كان بالمرصاد فقبل أن تبلغ السيارة الناصرة هوت في وادٍ سحيق ففاضت روحه وهو يردد الشعر المقاوم.كان محمود مثالاً للشاعر والأديب والمناضل المتسق في مواقفه، والمنحاز لقضايا شعبه ووطنه، فاختار الأشعار الملهبة للحماس الثوري، فصورت نصوصه كيفية النضال والموت سبيلاً للوطن، وسجلت تلك اللحظات الدقيقة للتاريخ الفلسطيني، والبدايات المقاومة التي أنتجت أعداداً من الشعراء الذين آمنوا بالثورة والنضال ومقاومة الاحتلال، فكان شعر محمود البدايات والبذرة الثورية التي ترعرعت ونمت في نصوص شعراء المقاومة الفلسطينية، خاصة في مرحلة النكبة وما بعدها، فنصوصه الحماسية من الأشعار التي فتحت الطريق أمام تلك المقاومة الأدبية الفلسطينية، التي سجلها التاريخ المقاوم لشعراء بحجم محمود درويش وسميح القاسم وغيرهم من الأدباء في مختلف الأجناس الأدبية التي أعلنت عن مولد أدب مقاوم لمرحلة ما بعد النكبة، تلك التي استمدت إلهامها من نصوص شعراء سابقين أمثال عبد الرحيم محمود، واليوم تنتصب تلك القصائد في وجه كل ظلم؛ لتسجل موقفاً مناهضاً، لا يزول بزوال الأجساد، فها هو الشعر المقاوم والمناهض يعلن حياة صاحبه ومواقفه التي حملتها وصاغتها تلك الأشعار والقصائد العصية على النسيان، والتي ما زالت تلهم جيلاً بعد جيل، لشاعر لم يكتف برسالة الشعر فقط، رغم أهميتها الكبيرة؛ لكنه كذلك وهب نفسه في مهاوي الردى، فسجل عند استشهاده لحظة موت يغيظ العدو، مثلما كانت حياته تسر الصديق، بالأفعال والأقوال العظيمة الملتحمة مع خيار الشعب والمسجلة والموثقة لمآسيه.
Culture
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة محاضرة بعنوان "الكتاب والإبداع الفكري" ألقاها واصف باقي، وقدم لها الزميل وائل الجشي، وذلك بحضور عدد من المثقفين ومحبي الكتاب .الجشي في تقديمه قال إن مناقشة موضوع الكتاب والتلقي الثقافي أصبحت اليوم ضرورة فكرية ملحة في وقت تراجع فيه الاهتمام بالكتاب، وبالقراءة بشكل عام، بسبب انتشار أشكال من الثقافة التسطيحية الخادعة التي تروجها الكثير من وسائل الإعلام المرئية والإلكترونية، وأضاف الجشي أن واصف باقي الباحث في الشأن الثقافي على مدى عقود هو خير من يتحدث في هذا الموضوع نظرا لأنه له كتب ثقافية منشورة تناولت هذه القضايا من عدة جوانب .استهل باقي موضوع الكتاب والإبداع بالحديث عن مكانة القراءة، وكيف أنها تطور الذهن وتنمي العقل، ولذلك فإن كل نظريات التربية تركز على غرس حب القراءة في الطفل في وقت مبكر، لكي تنمو معه وتصبح جزءا من سلوكه اليومي، وحين تصبح القراءة كذلك بالنسبة للفرد فإنها ستشكل وعيه، وتحفز تفكيره وتجعله شخصا سويا ومبدعا ومنفتحا .وأضاف المحاضر بأن المشكلة التي يعانيها الإنسان العربي اليوم في ما يتعلق باقتناء الكتاب وحب المطالعة مركبة، فهو أولا مستلب بقنوات الترفيه الفضائية، وبما تبثه المواقع الإلكترونية من ثقافة مغلوطة ومغشوشة، لا تخضع لأية رقابة، وتجعل الطفل والإنسان العادي الذي لا يمتلك أية رؤية نقدية خاضعا لتلك الثقافة المنحرفة، مندفعا في تمثلها، ومن ناحية أخرى فهذا الفرد لا يجد في نظام التعليم ما يشجعه على الاهتمام بالكتاب، وما يدفعه لأن يصبح اقتناء الكتاب جزءا من خططه الشهرية، ومطالعته سلوكا يوميا له، وهذه المشكلات تبعده كل البعد عن الكتاب، وتجعله في الأغلب الأعم شخصا سلبيا لا وعي له ولا رأي، وغير قادر على الإبداع .وقال باقي: "إن الهواية أيا كانت لا تستكمل حلقاتها ويصل صاحبها إلى الإبداع فيها إلا بالقراءة وصحبة الكتاب، حتى تتم لصاحبها الإحاطة بكل جوانبها، وفي هذا العصر الذي تحولت فيه كل هواية وكل حرفة وكل وظيفة إلى علم يدرس، وله متخصصون يبحثون فيه، تأكدت ضرورة الكتاب، وقوة تأثيره في حياة الفرد والمجتمع، فحتى الرياضات أصبحت تدرس من خلال الكتاب، وأصبحت لها مدارس وعلوم خاصة يدخل إليها الطلاب في سن مبكرة ليتعلموا أسس تلك الحرفة، ويختبروا أسرار النجاح فيها .وختم باقي بأن الإنسان حتى ولو لم يكن مهتما بالقراءة المتعلقة بمهنته أو هوايته، فإن عليه أن يقرأ لتثقيف نفسه في الحياة العامة ومعرفة مجتمعه وعصره، والحياة من حوله، حتى يصبح شخصاً اجتماعياً، ففي عالم اليوم لا مجال للإنسان الجاهل الذي لا يستطيع أن يتعاطى مع الناس، ولا يملك وعيا بالواقع الذي يعيش فيه .
Culture
ضمن فعاليات معرض الكتاب الثقافي الذي يقام على مدار ثلاثة أيام في المركز الثقافي في خورفكان يشارك مركز الفنون في خورفكان بثلاث ورش للخزف والرسم الحر والخط العربي، حيث تهدف الورش الثلاث إلى تنمية الحس الإبداعي للطلاب والطالبات وزيادة الوعي الثقافي والفني لديهم، وقالت سمية عزيز المشرفة على الورش إن إدارة الفنون تسعى من خلال هذه الورش إلى تأهيل الموهوبين ورعايتهم واكسابهم المهارات الفنية التي تتناسب مع أعمارهم حتى يكون لهم دور فعال في خدمة المجتمع مستقبلاً.
Culture
كلباء: محمد ولد محمد سالم شهدت الليلة الرابعة من «مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة» عرض مسرحيتين هما: «مرتجلة آلما» للكاتب الروسي أوجين يونسكو وإخراج شعبان سبيت، و«لماذا أنتظر» إخراج حافظ أمان، وهو العرض المستضاف في هذه الدورة. تعالج «مرتجلة آلما» اختلاف وجهات النظر في المسرح، ويقدم فيها الكاتب بسخرية النقاش الذي كان دائراً بينه وبين نقاد أعماله المسرحية في تلك الفترة، من خلال أربع شخصيات: أحدهم هو الكاتب والآخرون هم نقاده، وخلال النقاش يقدم كل واحد من الشخصيات الثلاثة التي تمثل التيارات المهيمنة في النقد والأدب آنذاك وجهة نظره في فن يونسكو، ويتولى يونسكو الرد عليهم، ببرودة وسخرية لاذعة.تبدأ المسرحية بدخول الشخصية الأولى «برتلميوس الأول» على الكاتب الذي كان نائماً في مكتبه، ويسأله الرجل عن مسرحيته الجديدة التي يكتبها، قائلاً إنه ينتظرها بشغف، فيخبره يونسكو بمشهدها الأساسي، ويبدأ في قراءة مقدمتها، وأثناء ذلك يدخل برتلميوس الثاني، ثم يلتحق بهم برتلميوس الثالث، لتبدأ مواجهة حادة بين الرجال الثلاثة وبين المؤلف، تختلط فيها السخرية بالمواقف الفكرية الرصينة، والجد بالهزل، ويتضح أن موقف النقاد ينطلق من نظرة فكرية وجمالية برختية، قوامها جعل المسرح ملحمياً، يقدم درساً تعليمياً، بينما تقوم نظرة يونسكو على موقف عبثي يعتبر المسرح مجرد «تجسيد» ومسرحة للأشياء، يعتمد الإيحاء والإشارة ويخاطب العين قبل أن يخاطب أية حاسّة أخرى، وهو تجسيد للعوالم الداخلية للإنسان، بما فيها أحلامه ومخاوفه ورغباته وتناقضاته النفسية.يبدو الجدال في المسرحية عبثياً، هو الآخر، ولا يصل إلى نتيجة، ولا يقف عند حدّ، لكن المؤلف استطاع أن يهزأ بالنقاد، ويسخر منهم، ويقابل مفاهيمه «الجادة» و«العلمية» ببرودة وسخرية، وقناعة بأن المؤلف هو سيد ما يكتبه، وليس لأحد آخر أن يفرض عليه سلطته وقوالبه، لأن ذلك ضد مبدأ الإبداع.اختار المخرج أن يعدل في نص يونسكو فحذف الشخصية الثالثة من النقاد، وحذف مشهد دخول الخادمة التي جاءت لتنظف بيت يونسكو، لكنه أبقى على جل الحوار، وسعى مع ممثليه الثلاثة الباقين إلى تجسيد مرامي يونسكو، وتحسب له شجاعته، وهو مخرج هاوٍ في التصدي لنص معقد يخلو من الحركية، والدرامية، ويقوم على نقاش فني وفكري متعالٍ يصعب تجسيده في عمل يراد له أن يتوجه إلى جمهور ويجذب انتباهه، وقد اجتهد الممثلون في ذلك وبذلوا جهداً مضنياً في سبيله، وكانت حركتهم دائبة وصاخبة أحياناً على المسرح، وقد ظهر الممثلان اللذان يمثلان النقاد في هيئة مهرجين، ولعبا طوال الوقت دور مهرجين بهلوانيين يقفزان ويرقصان، ويلويان جسديهما في كل الاتجاهات، وهو خطأ فادح نظراً لأن طبيعتهما في المسرحية وفي الواقع تخالف ذلك، فهما شخصيتان علميتان تتسمان بالرزانة والهدوء، فضلاً عن أن الحوار كان سريعاً، وكان الممثلون منشغلين عن التعبير الجسدي الذي يصحب الجمل التي يتلفظون بها، منشغلين عنه بالاندفاع في استظهار الجمل، مخافة أن تضيع منهم، وكأنهم لم يحفظوها جيداً، ولم يتدربوا عليها بما فيه الكفاية، فبقي الجمهور أمام جمل متلاحقة تتلفظ بها الشخصيات كأنها تتسابق إليها مع حركات بهلوانية لا علاقة لها بالحوار.العرض الثاني كان عرضاً مستضافاً بعنوان «لم أنتظر» من إعداد وإخراج حافظ أمان، وتمثيل جاسم الخرّاز، ويبدأ برجل مسجّى في مصحة، وقد وصل جسمه بأنابيب تغذية، ومؤشر لقياس حركة القلب، وتتصاعد منه حشرجة تنذر بأنه في الرمق الأخير من الحياة، ويدخل عليه شاب يحمل حقيبة، توحي بأنه قادم لتوه من سفر، ويبدو الشاب خائفاً ومتوجساً من الرجل، ولا يلبث أن يطرد خوفه، وقد اطمأن إلى أن الرجل غير قادر على الرد عليه، وربما لا يكون غائباً عن الوعي تماماً.ويبدأ الشاب في مخاطبة الرجل بعبارة أبي، وعبر سردية طويلة، نكتشف أن الشاب هو ابن ذلك الرجل الوحيد، وقد هرب من البيت وهو فتى صغير، بعد أن توفيت أمه وعانى قسوة والده الذي لم يهتم أبداً بمشاعر الابن، وكان يملي عليه ما يراه هو صائباً، وجديراً بأن يفعله، ويصفه بالفاشل، وقد تسبب ذلك في جرح نفسي عميق، وعندما هرب ظلت قسوة الوالد تلاحقه، وقد قرر أن يحصل الشاب على شهادة طبيب لا ليعمل بها، بل ليثبت لأبيه أنه ليس فاشلاً، وبعد أن يستعرض الشاب كل حياته وما تسبب فيه أبوه من جراح أثرت في وجدانه، ينهي مرافعته ضده، ويتركه على حاله ويخرج.كان أداء جاسم الخراز في العرض رائعاً، وقد استطاع أن يجسد الحالات النفسية والشعورية التي كانت تنتاب الشخصية، تحت تأثير المحفزات التي ظهرت تباعاً، مثل المجلة المصورة والشهادة الطبية والأغنية واللوحة التشكيلية، فكانت كل من تلك الأشياء تفتح باباً للذكرى تتغير معه مشاعر الشاب، من الحزن إلى الخوف إلى السخرية إلى الغضب، وقد جسد الممثل كل ذلك بحركية وخفة، قللت من وطأة السردية الجافة للمسرحية، التي طغت عليه، والتي ضاعفها الإحساس بغياب الرؤية للعمل، فالموقف ظل يراوح في مكانه، شاب مجروح ومنحرف وناقم ينتهز فرصة سكرات موت أبيه ليقدم مرافعته ضده، وماذا بعد ذلك بالنسبة للمتفرج؟ لا شيء.ربما يكون هذا الانتقام مفهوماً في سياق مجتمع غربي تتحرر فيه كل القيم، لكنه في سياق المجتمع العربي يبدو فعلاً مشيناً وعبثياً، وكان الأجدر بالشاب أن يصلح نفسه أولاً، ويصبح شخصاً سوياً مفيداً في المجتمع، وسواء لقي أباه أو لم يلقه. 4 رسائل جامعية في «ملتقى البحث المسرحي» من جهة أخرى، فقد نظّم صباح أمس الأول في المركز الثقافي في كلباء «ملتقى الشارقة الرابع للبحث المسرحي» الذي يقام ضمن أنشطة المهرجان ، وتقدم فيه أهم الرسائل الجامعية في مجال المسرح التي أنجزت خلال السنة الماضية في المعاهد والجامعات العربية، بمشاركة أربعة باحثين نالوا شهادة الدكتوراه وهم: محمد زيطان من المغرب، مناف حسين عودة من العراق، صفاء غرسلي «تونس» محند آيت قايد «الجزائر».قدم زيطان ورقة عن أطروحته المقدمة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله في مدينة فاس، وعنوانها «المسرح في سياق العولمة الثقافية.. دراسة في تحولات الفرجة المغربية»، وتناول فيها التداخل الحيوي بين المسرح كفن فرجوي إنساني قديم، وبين سياقات الحداثة وما بعدها وعلو صوت العولمة، الذي أصبح يتردد في كل أرجاء المعمورة، مؤثراً في مجالات الحياة الإنسانية، بما فيها المجالان الفني والثقافي، ليجد المسرح نفسه في مفرق طرق حاسم، يقوده نحو تحولات فرجوية تفتح أبوابه على اجتهادات وتجارب، فيها حوار ثقافي وتبادل وتفاعل.أما مناف حسين عودة، فقدّم ورقة عن أطروحته من جامعة البصرة كلية الفنون الجميلة، وعنوانها (مقاربات في الرؤية الإخراجية للنصوص الشكسبيرية بين المسرح العراقي والسينما العالمية)، وحاول في بحثه أن يقدّم إجابات وتفسيرات حول سر الحضور المتجدد لنصوص الكاتب المسرحي الإنجليزي الأشهر في المشاريع الإبداعية للعديد من المخرجين التجريبيين سواء في المسرح أو السينما.وتناولت صفاء غرسلي رسالتها «مسرح الصورة» وسعت فيها إلى رؤية معرفية حول هذه الموجة الجديدة من العروض المسرحية التي تستند جمالياتها إلى الاشتغال على جسد الممثل والصورة الضوئية والسينمائية.وقدّم محند آيت قايد عرضاً عن رسالته «استطيقا المسرح»، التي سعى من خلالها إلى اكتشاف الأبعاد والاقتراحات الجمالية التي لم تتنبه لها الدراسات المعاصرة المنجزة حول الفنان المسرحي الألماني برتولد برخت، وفكك فيها أسس الجمال في الكتابة المسرحية البريختية.
Culture
أبوظبي - منّي بونعامه:استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، مساء أمس الأول، في مقره في المسرح الوطني الكاتب المغربي إسماعيل غزالي في لقاء مفتوح قدّم فيه ورقة بعنوان: "هندسة العدم" تحدث فيها عن تجربته في الكتابة السردية . قدّم اللقاء الدكتور معن الطائي مستعرضاً سيرة الكاتب الأدبية وأبرز نتاجاته الإبداعية . وحضر اللقاء عدد من الكتّاب والأدباء والمهتمين .استهل إسماعيل غزالي اللقاء بالحديث عن رؤيته الخاصة في الكتابة والذات والنص والعالم عبر جنسي القصة والرواية ومختلف القضايا الإشكالية المرتبطة بهذا الموضوع وقال: "لم أكتب القصة القصيرة عن سبق الإصرار والترصد بنية العبور إلى كتابة الرواية، كما لم أكتب الرواية بالاحتكام إلى تجربتي في كتابة القصة القصيرة . إنها الكتابة أولا، الجوهر المنسي الذي ينتصب كشبح أبيض في غسق العدم، قبل تشكّل النص، سواء قدر لهذا النص أن يكون رواية أو قصة قصيرة" . وعن علاقة الرواية بالواقع والتاريخ قال غزالي "بديهي ألا تتنكر الرواية للواقع والتاريخ، لكنها لا يمكن بحال من الأحوال أن ترتهن إليهما كحقائق جاهزة وثابتة . الرواية امتحان مفتوح للخيال الذي يحرج التاريخ ويربك الواقع . الرواية تشهر معول الشك كلما توجهت إلى صرح الواقع وتمتشق متراس الريبة كلما توجهت إلى قصور التاريخ . وأوضح نمط كتابته للرواية، حيث قال: "اقترف كتابة السرد المسمى مجاوزة بالفانتازي، السرد الذي يتحاشى الواقع كحقيقة صلبة ونهائية، السرد الذي يجافي الواقع كفكرة مطلقة، السرد الذي يرفض حماقة إعادة انتاج الواقع، السرد الذي يعيد النظر في أطروحة الواقع عبر فرضية اللاواقع، السرد الذي يكشف عن لاواقعية الواقع بالأحرى - ليس مأخوذا بالضرورة كي يبرهن على ميثولوجية الواقع، ولكن ليضيء مناطق الغرابة التي تزدهر بها حياتنا اليومية، ولا نكاد نبصرها" .
Culture
نظمت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية مساء أمس الأول ورشة عمل فنية تحت عنوان صناعة الأبراج الشاهقة باستخدام الخشب، أشرف عليها كولن ج . رنيه أستاذ النحت في الجامعة الأمريكية في دبي، وذلك في مقر الجمعية وقد شارك في الورشة عدد من الفنانين من أعضاء الجمعية ومن طلبة كلية الفنون في الجامعة الأمريكية .تأتي هذه الورشة ضمن المعرض السنوي الثلاثين للجمعية، وهي آخر ورشة في سلسلة ورشات امتدت على مدى شهرين، وتنوعت بين الرسم والنحت والخزف والفيديو وتقنيات التلوين والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي والفنون المتعددة الوسائط، وسمحت للفنانين بتطوير قدراتهم الفنية ورفدها بالجديد، كما سمحت للجمهور المهتم بفنون التشكيل بالاطلاع على آخر مستجدات الفنون وآخر الأطروحات والتطبيقات فيها .ويقول ج . رنيه: إن الورشة تهدف إلى إعطاء المتدربين فكرة عن تقنيات إقامة البناء الشاهق المتوازن، ويتم التركيز فيها على فكرتي التوازن والارتفاع، باعتبارهما فكرتين أساسيتين في الفن خصوصا عند صناعة منحوتة أو مجسمات فنية، فنحن نشاهد الأبراج العالية ونعجب من كيفية إقامتها، وفي حقيقة الأمر هناك تفكير ورؤية هندسية وجمالية قائمة على هذين العنصرين العلو والتوازن، وفي هذه الورشة ننطلق من أشياء بسيطة هي الأدوات التي يمتلكها النجارون مثل: الخشب والمنشار والمسمار، وبالاعتماد عليها يحاول المتدربون أن يحولوا تلك الأفكار إلى واقع، وهي تجربة مهمة من الناحية الذهنية والعملية، فما لم يدخل المرء في تجربة التعامل مع الأشياء عملياً فلن يتقن التعامل معها، ولن يأتيه التصور الذهني المتكامل القابل للتطبيق . ويضيف ج . رنيه: ألاحظ أن الرجال أكثر سرعة في العمل، أما مجموعة النساء فاتسمت بالحذر، لكن بحس جمالي أكثر، فهن يصنعن هيكلاً هرمياً متناظر الشكل، وهي فكرة جيدة، وأحد الطلاب صنع برجاً بتركيبة مرنة، يمكن طيه ويمكن شده بحبل يربط إلى سارية ثابتة، حتى يرتفع ويصير هيكلاً قائماً متوازناً، وهي فكرة فنية جيدة فيها حلول متعددة، وتدل على إمكانات تفكيرية لدى هذا الطالب .الفنانة ابتسام عبد العزيز المشاركة في الورشة قالت: الورشة تجربة عملية وذهنية جيدة، خصوصاً في التعامل مع أدوات جديدة على كثير منا، وهي أدوات النجارة، فأصبحنا كأننا في معمل نجارة وعشنا التجربة، ورأينا كيف أنه من أدوات بسيطة يستطيع المرء أن يصنع شيئاً مهماً وجميلاً .الفنان باسم الساير قال: في المجموعة التي انضممت إليها شرعنا في العمل مباشرة، ولم نخطط للشكل النهائي الذي نريد أن ننتهي إليه، لكن الفكرة هي أن نقيم هيكلاً طويلاً ومتوازناً، وقد عملنا ضمن هذا المفهوم، لم نقم اعتبارًا لجمال الشكل لأنه ليس هو الأولوية في الورشة، ونعتبر أنه حين يمتلك الإنسان القدرة على التجربة لصناعة هيكل متوازن فيمكنه بعد ذلك التفكير في الجمالية .
Culture
بحضور محمد حمدان بن جرش استضافت مجموعة مسارح الشارقة مساء أمس الأول مسرحية خيبة شيبة تأليف وإخراج شهاب ظاعن، وأداء كل من فيصل عتيق، وعبدالرحمن التميمي، وبدر البلوشي، وشهاب بن ظاعن، ونصيب بطي، وإبراهيم سعيدي، وجوليانا عبدالله، والعمل من إنتاج كلية تقنيات دبي، والعرض شارك في الدورة الأولى للمسرح الجامعي في العام الماضي .يتناول العرض مسألة عقوق الأبناء، وعدم فهمهم لمعنى العائلة، وذلك من خلال حكاية رجل مسن أبو معتوق الذي يرى ابنه معتوق أن بقاء والده على قيد الحياة يشكل عائقاً أمام طموحاته، وهي طموحات مادية تتمثل بشراء بيت خاص، وسيارة فارهة يتفاخر بها أمام رفاقه، ويجد أن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال بيع بيت العائلة، أما الابن الثاني سلوم فهو متعاطف مع والده، لكن شخصيته الضعيفة لا تؤهله للوقوف في وجه أخيه معتوق، وهناك الابنة التي اختلفت مع زوجها لأنه يريد منها أن تخضع لعمليات تجميل كي تصبح مثل الفنانات الشهيرات، وفي المحصلة يأخذ معتوق والده إلى دار المسنين، ويموت الأب هناك من دون أن يزوره أحد من أبنائه، ومن ثم ينتقل العمل بنا إلى فترة زمنية أخرى، حيث نجد أن معتوق قد أصبح مسنا بدوره، ويفكر أولاده بأخذه إلى دار المسنين كما فعل هو بوالده ذات يوم، وهكذا فإن العمل يطرح معاناة فئة المسنين الذين لا يلقون التفهم والرعاية من قبل الأبناء، كما يقدم نموذج بعض الشباب الانتهازي المستعد للتخلي عن كل القيم من أجل مصالحه .أما على المستوى الإخراجي، فهناك تأثر واضح بالدراما التلفزيونية من حيث تقطيع المشاهد، والاعتماد على الحوار السردي على حساب البعد الدرامي، مع التمسك بخيط رفيع لا يحول العمل كلياً إلى نوع من المأساة، وإنما يفضح عبر بعض المواقف الكوميدية المتناقضات الموجودة في حياة العائلة، أو تلك الموجودة في دار المسنين، وإن بدا الإضحاك أحياناً غير مبرر درامياً، أما إحدى الميزات المهمة للعمل فهي إظهاره القدرات الأدائية، كما أن تركيز العمل على قضية تخص شريحة المسنين يندرج في إطار وعي هؤلاء الشباب بالمشكلات الاجتماعية، وإن كانت ليست من داخل دائرة الشباب نفسها، ومن الناحية الأدائية فقد بدا واضحاً وجود طاقات تمثيلية مهمة لدى فريق العمل، كما أن إعادة العمل بعد مضي أشهر على تقديمه في مهرجان المسرح الجامعي يؤكد رغبة فريق العمل في التواصل مع شرائح مختلفة من الجمهور .حول استضافة المجموعة للعمل قال بن جرش: ندعم في المجموعة كل الجهود الرامية إلى تفعيل المسرح، وخاصة لدى الشباب، فالعروض الشبابية من شأنها أن ترفد الساحة المسرحية بطاقات جديدة، ومن واجب الجهات المسرحية تقديم الدعم لهذه الفئات من أجل أن تأخذ موقعها ضمن المشهد المسرحي العام، ومن أجل أن يتعرف الجمهور إلى هذه الطاقات، وهو أمر مهم في عملية ربط الفنون عامة، والمسرح بشكل خاص، بشرائح المجتمع كافة .
Culture
أعلنت مكتبة الإسكندرية أمس أنها تعمل على تنظيم ندوة بالاشتراك مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) حول تاريخ الكتاب العربي ودوره الحضاري، من الثالث إلى الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل .وقال مدير المركز الإعلامي في المكتبة خالد عزب إن عدداً من الخبراء المصريين والعرب ورجال الفكر والثقافة والأساتذة الجامعيين المهتمين المتخصصين في شؤون الكتاب العربي وتاريخه سيشاركون في الندوة .وبحسب خالد عزب فإن هذه الندورة تهدف إلى التعريف بالكتاب العربي ومكانته العالمية والدور الحضاري له في التواصل بين الحضارات، وأثر الكتاب العربي في عصر النهضة خصوصاً .وتتطرق الندوة إلى ما يمثله الكتاب العربي من قيمة علمية وأدبية رفيعة تجاوز بها نظيرها في الحضارت السابقة وتمثل ذلك في العطاء النوعي والكمي الغني للمخطوطات العربية في شتى مجالات العلوم والآداب المعروفة حينها .وأشار عزب إلى ما حملته حركة النقل من اللغة العربية وإليها من تنوع ثقافي يعكسه الكتاب العربي وذلك لما يحمله من علوم الأمم السابقة وآدابها من جهة ولما أضافته الثقافة العربية الإسلامية من نتاج علمائها ومفكريها على اختلاف أعراقهم وبلدانهم من جهة أخرى .وقال هذا الدور للمخطوطات العربية أوجد في عصر النهضة مادة غنية من العلوم والمعارف فشجع على ترجمتها ودراسة بعضها في الجامعات الأوروبية خلال تلك الفترة التي كانت أوروبا تتلمس فيها دروب النور نحو مستقبلها الواعد .
Culture
حصد معرض الشارقة الدولي للكتاب جائزة أفضل إنجاز على مستوى العالم ضمن جوائز التميز الدولية 2015 التي يقدمها معرض لندن للكتاب، تقديراً لدور المعرض وإمارة الشارقة في تعزيز دور الثقافة والنشر والتركيز على الأسواق العالمية، وما بذله المعرض من جهود كبيرة نجحت في توطيد التعاون في مجالات الثقافة بين العالم العربي ومختلف دول العالم .جاء الإعلان عن ذلك خلال حفل توزيع جوائز التميز الدولية الذي أقيم مساء أمس الأول في قاعة المؤتمرات بمركز (أولمبيا) بالعاصمة البريطانية لندن على هامش فعاليات الدورة 44 لمعرض لندن للكتاب، وكان معرض الشارقة الدولي للكتاب قد ترشح للقائمة النهائية ضمن جوائز التميز الدولية عن فئة أفضل انجاز إلى جانب كل من مجموعة مؤسسات الصين، ومؤسسة دورلنغ كيندرسلاي من الصين، ليكون بذلك الجهة العربية الوحيدة المترشحة للقوائم النهائية في الفئات كافة .وتسلم الجائزة خلال الحفل أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، بحضور جاك توماس مديرة معرض لندن للكتاب، وحشد كبير من العاملين في قطاعات النشر والثقافة والإعلام من مختلف أنحاء العالم .وقال أحمد بن ركاض العامري: "نحن فخورون وسعداء بهذا الإنجاز الذي يسجل للإمارات، وإمارة الشارقة، وأتقدم بالشكر الكبير والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي منحنا هذا الفخر والاعتزاز لنتباهى به أمام العالم، فما حققه المعرض اليوم في هذه الجائزة هو نتاج رؤية وحصاد 33 عاماً لصاحب السمو حاكم الشارقة الذي يؤمن بأن الطريق إلى الرقي والتطور لن يكون يوماً إلا من خلال الثقافة والعلم، وها نحن اليوم نتسلم بفضل سموه وتوجيهاته، وجهود كل من عمل على إنجاح معرض الشارقة الدولي للكتاب على مدار العقود الثلاثة الماضية، جائزة أفضل إنجاز على مستوى العالم، وما زلنا نتطلع إلى المزيد" .وأضاف العامري: "عملنا خلال السنوات الماضية ضمن توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة والتي تمثلت في ألا يكون معرض الشارقة الدولي للكتاب مجرد محطة لعرض الكتب والفعاليات لمدة أحد عشر يوماً في العام، وإنما ليكون المعرض نقطة التقاء الثقافات والمثقفين من أنحاء العالم، ونقطة لفتح باب الحوار والتعارف بين تلك الثقافات في الشارقة ومنها للعالم أجمع، مؤكداً أن الجائزة جاءت تتويجاً لهذه الرؤية والإنجازات التي تحققت من خلالها" .من جانبها، قالت جاكس توماس: "لقد شهدنا في السنوات القليلة الماضية مزيداً من التطور والصعود في حركة النشر الدولية، وإنه لمن دواعي سروري أن نحتفل اليوم بجوائز التميز العالمية التي يقدمها معرض لندن للكتاب، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات العالمية مزيداً من النمو فيما يتعلق بصناعة النشر، فكل واحد من الفائزين يقدم دعماً لهذه الصناعة . ونحن فخورون بتكريم أصحاب الإنجازات العالمية والمبادرات المميزة في مجال صناعة النشر، ومن بينهم هيئة الشارقة للكتاب، فهم يستحقون هذا التكريم" .بدوره، قال ريتشارد موليت، الرئيس التنفيذي لاتحاد الناشرين في بريطانيا: "إنه لأمر مهم أن نشهد تكريم الابتكار والتميز في مجال صناعة النشر الدولية، وحصول أصحاب الإنجازات المتميزة من المؤسسات والأفراد على هذا التكريم العالمي . لا شك أن الفخر والسعادة التي تشعر بها الدول التي فازت مؤسساتها بهذا الإنجاز العالمي المرموق يوضح تواصل الأهمية العالمية لصناعتنا في العصر الرقمي، وهنا يسعدني أن أقدم التهاني لجميع الفائزين، وفي مقدمتهم هيئة الشارقة للكتاب" .وتختتم هيئة الشارقة للكتاب اليوم مشاركتها في الدورة الرابعة والأربعين لمعرض لندن للكتاب ،2015 الذي أقيم خلال الفترة من 14-16 إبريل الجاري، في مركز معارض (أولمبيا)، غرب العاصمة البريطانية، تحت شعار "الكلمة تتخطى كل الحدود"، وشهد مشاركة واسعة من جميع المؤسسات الثقافية ودور النشر العالمية الكبرى، وحضور أكثر من 2100 ناشر وعارض من مختلف أنحاء العالم .وشهد جناح الهيئة المشارك في معرض لندن للكتاب إقبالاً كبيراً من قبل الشخصيات البارزة وكبار الزوار من مختلف القطاعات العاملة في مجال صناعة النشر والإعلام، إلى جانب احتضانه لسلسلة من اللقاءات والاجتماعات بين ممثلي وفد الهيئة ونخبة من أقطاب صناعة النشر البريطانية والعالمية، لمناقشة آخر التطورات والاتجاهات الجديدة في صناعة النشر . وعقد أحمد بن ركاض العامري، عدداً من الاجتماعات واللقاءات مع العديد من أصحاب دور النشر ومديري معارض الكتب الدولية الأخرى، لمناقشة واستكشاف الفرص المستقبلية للتعاون فيما بينهم .
Culture
بات موضوع التزام أو عدم التزام الشاعر الجديد، بمجرد شكل شعري واحد، أحد الموضوعات التي تثار ليس من قبل النقاد والدارسين، فحسب، وإنما من قبل الشعراء أنفسهم، من جهة، ومن قبل متلقيهم، من جهة أخرى، إذ يرى بعضهم أن الالتزام بمجرد شكل شعري يتيح للشاعر فضاء إبداعياً أرحب، بينما يرى آخرون أن عدم تمكن الشاعر من تجاوز التزامه بالشكل الواحد، ينعكس سلباً على قصيدته، كما أن هناك من يرى كتابة أكثر من شكل شعري بالنسبة إلى المبدع إنما يثري تجربته، مقابل آخرين يرون في ذلك تشتيتاً لإبداعه .في ما يلي التقينا 4 شعراء وشاعرات إماراتيين ليبينوا لنا رؤيتهم في مثل هذا الموضوع الذي يثير وجهات نظر مختلفة ومتعددة .قال طلال سالم شاعر: نحن هنا أمام جانبين، الأول منهما هو التحدث عن الأشكال الشعرية الثي باتت تقليدية، حسب هذا التقسيم، أي العمود، أو التفعيلة، وقصيدة النثر، وهنا فإنني أتصور الأمر يتعلق بمدى حساسية الذائقة، فهي تتدرب لدى كل إنسان، بهذه الطريقة أو تلك، والمبدع، شاعراً كان أم فناناً، أو ناثراً، هو أكثر من يستطيع تطوير ذائقته نتيجة اهتمامه بمجاله الإبداعي، لأن الذائقة جزء من أدوات الإبداع، وأضاف: إن من يتعود على كتابة قصيدة التفعيلة يحتاج إلى فترة طويلة كي ينتقل إلى أي شكل آخر، حتى وإن كان هذا الشكل هو العمود القريب منه، أو العكس، وهكذا بالنسبة لقصيدة النثر أو غيرها بالنسبة إلى من يكتبها، القضية من وجهة نظري هي أن يكتب الشاعر، أن يبدع، أن يضيف إلى تجربته الخاصة، وأن يعنى بالإضافة إلى الخط البياني للشعرية، هذا هو المطلوب، لأن الشكل برأيي يتلاشى، أمام حضور الإبداع الحقيقي .والجانب الثاني يواصل طلال سالم برأيي هو أن تطور وسائل الاتصال وثورة المعلوماتية جعلانا نعيد النظر في مثل تلك الأشكال الثلاثة التي تحدثنا عنها، وأضاف: على سبيل المثال، فإنه عبر140حرفاً أبجدياً فقط، تتمكن من كتابة نص تويتري، وهذا ما يجعلني أميل إلى اعتبار أن انسجام الشاعر مع الشكل في الحالة الشعرية هو من يحدد شكلها، في ما إذا كان متمكناً، لأن الشكل ليس أمراً ذا طائل كبير أمام حالة الإبداع التي تعد هي الأهم، في أي عمل فني مرموق .وقال عبدالله الهدية-شاعر: الشاعر المتمكن من أدواته الشعرية هو متمكن في الوقت ذاته من قصيدته، إنه قادر على أن ينوعها، أن يغنيها، أن يثريها، وعلى الشاعر إجادة الأشكال الشعرية كلها، وإن مثل هذا التنوع يشكل إثراء بالنسبة إليه، ليستطيع عبر ذلك أن يتصالح مع ذاته، كي يستوعب سواه، ويتفاعل مع سواه، لأننا في هذه الفترة-تحديداً-مدعوون للتفاعل مع الأشكال الإبداعية كلها، لأن الفنون كلها تؤدي إلى بعضها بعضاً، وهو ما يكفل لنا أن نرتقي بالقصيدة، ونمتلك ناصيتها .وأضاف الهدية: الشكل في حد ذاته لا يدل على الحداثة والتطور، ولعل قصيدة نثرية نجدها متقعرة، ولعل قصيدة عمود تشكل ذروة الحداثة، فالشكل بالنسبة إلي لا يعني لي شيئاً، أمام الإبداع، وأنا أكتب بالأشكال الثلاثة معاً، الشكل يمكن تفعيله وتسخيره في خدمة الإبداع إن كان هناك شاعر مبدع أصيل .الشاعر أحمد المطروشي الذي يكتب قصيدة النثر ويخلص لها كفضاء يمنحه حرية مضاعفة في ممارسة تطلعاته لكتابة نص مفارق ومدهش اعتبر أن ما تلا قصيدة النثر من أشكال كتابية كذلك الذي عرف بالنص المفتوح يشكل إثارة حقيقية بالنسبة له، ومثل النص المفتوح، وربما الأشكال الأخرى التي ستفاجىء الشعراء والقراء على حد سواء، ما يشكل إغواء حقيقياً بالنسبة له، ويقول المطروشي لا يغويني كثيراً أن أكتب قصيدة عمودية أو قصيرة تفعيلة، فمثل هذين الشكلين لا يوفرا مساحة من الحرية والمغامرة الجمالية التي أنشدها من خلال الشعر .ويعتقد المطروشي أن الزمن كفيل بتحولات كثيرة على صعيد الشكل الشعري، وما مرحلة قصيدة النثر التي شكلت ذائقة شعرية وجمالية لا أحد يستطيع نكرانها، وهي التي عقدت لها ولأجلها الكثير من الندوات كما هو شأن قصيدة النص المفتوح، إلا مرحلة ستلد مفاجآت كثيرة على صعيدي الشكل والمضمون، هي ستشكل بالنسبة للمطروشي رغبة ملحة في كتابة تجربة الإنسان المعاصر، أما الارتداد لكتابة العمود الشعري أو قصيدة التفعيلة فلا يغريني كثيراً، كما يؤكد المطروشي سيما وهو لم يمارس هذا النوع من حيث المبدأ .في السياق ذاته ترى الشاعرة الهنوف محمد أن كتابة قصيدة النثر يقربها من ذاتها أكثر، ومن خلالها تكتشف كينونتها ورغبتها في التعبير، ففيها كما تؤكد الهنوف قدر من الجمال والسحر الذي لا يمكن مقاومته، ورغم أن لها تجربة في كتابة الشعر الموجه للأطفال ذلك الذي جربت فيه شكلاً شعرياً ممسرحاً، وآخر قريب من الشعر الغنائي، ورغم أنها أيضا قد سبق وكتبت قصيدة عمودية وثانية تنتمي للتفعيلة فإنها ما تزال حتى اللحظة مخلصة لقصيدة النثر التي تعزز ثقتها بقدرة القصيدة على التأثير وتجول من خلالها في رقة الشعر وعذوبته وقوة معانية وخيالاته .
Culture
أطلقت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الدورة الثالثة عشرة من جائزة البردة العالمية التي أصبحت واحدة من أهم الأحداث الثقافية التي تجمع فنون اللغة العربية وآدابها على مستوى العالم، وجعلت الإمارات قبلة لخيرة خطاطي وشعراء ومزخرفي العالم، لتكون أول جائزة كبرى تجمع الخط العربي والشعر والزخرفة الإسلامية . جاء ذلك عقب اعتماد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الشروط والمعايير الخاصة بالدورة الثالثة عشرة من الجائزة في مجالات الشعر العربي بشقيه الفصيح والنبطي والخط العربي والزخرفة، التي يستمر فتح باب الترشح لها حتى الخامس عشر من أغسطس المقبل . قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن جائزة البردة تحتفي سنوياً بالإبداع الشعري والفنون الإسلامية، ويحرص على المشاركة فيها أفضل شعراء وخطاطي العالم العربي والإسلامي، كما أنها أعطت دفعة كبيرة لقطاع كبير من هواة الخط العربي والزخرفة الإسلامية والشعر، للمشاركة في فئات المسابقة المختلفة جنبا إلى جنب مع أبرز الأسماء العالمية في هذا المجال، وهو أحد أهم أهداف الجائزة التي تسعى إلى اكتشاف المواهب والمبدعين وإثراء الثقافة الإسلامية والعربية، على المستويين المحلي والعالمي .وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن الجائزة اكتسبت شهرة عالمية عبر دوراتها المختلفة حيث يقبل على المشاركة فيها شعراء وخطاطون ومزخرفون من كل أنحاء العالم، نظراً للمستوى الراقي والتطور المتنامي الذي تشهده الجائزة سنوياً، إضافة إلى مهنية وخبرة أعضاء لجنة التحكيم الذين تم اختيارهم كأبرز الأسماء في مجالاتهم على مستوى العالم، ويتمتعون بالمهنية والنزاهة الحيادية ما منح الجائزة مصداقية جعلتها محط تقدير الجميع، وانعكس ذلك إيجاباً في مستوى الإقبال على المشاركة من حيث العدد والقيمة الفنية للأعمال المشاركة .وأوضح أن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة بدأت تنظم جائزة البردة منذ العام 1425ه/ 2004م، احتفاءً بالذكرى السنوية لمولد الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، مشيراً إلى أن الوزارة تسعى جاهدة لتكون جائزة البردة رائدة ومتميزة على مستوى العالم الإسلامي، لما للمولد النبوي الشريف وذكراه من أهمية في نفوس المسلمين .وأشار الشيخ نهيان بن مبارك إلى أن الباب مفتوح أمام كل مبدعي العالم للمشاركة في جائزة البردة وفق شروطها العامة ومجالاتها سواء في الشعر الفصيح، أو الشعر النبطي، في غرض مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) وبيان سيرته العطرة، فضلاً عن مسابقة الخط العربي بفرعيْها: التقليدي والحروفي، ومسابقة الزخرفة التقليدية على مستوى العالم . وعن أهم أهداف الجائزة، أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن الغاية من إطلاق هذه الجائزة أنها تركز على إبراز شخصية الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وسيرته العطرة .وعن فروع الجائزة وشروطها فهي كالتالي:في فئة الشعر الفصيح يشترط أن يكون موضوع القصيدة وغرضها مولد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وبيان سيرته العطرة وأن تكون القصيدة على نمط الشعر العربي التقليدي العمودي مع الالتزام باللغة العربية الفصيحة، بحيث لا تقل القصيدة عن 30 بيتاً ولا تزيد على50 بيتاً .وفي فئة الشعر النبطي يجب أن يكون موضوع القصيدة مولد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وبيان سيرته العطرة، مع الالتزام بالأسس الفنية للشعر النبطي، بحيث لا تقل القصيدة عن 30 بيتاً ولا تزيد على 50 بيتاً مع إتاحة المشاركة للشعراء من داخل الإمارات العربية المتحدة وخارجها، كما يشترط ألاّ تكون القصيدة المقدمة مكررة أو حائزة جوائز في مسابقات أخرى داخل الدولة أو خارجها .وفي مجال الخط العربي بالأسلوب التقليدي اختارت الجائزة خط الثلث الجلي لكتابة الآية الكريمة "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ" سورة الفتح - آية 29 على الورق المقهر مقياس 50- 100 سنتيمتر، وأن لا يقل عرض سن القلم المستخدم عن 6 ملليمتر، ويجب ان يكون سطرا واحدا فقط، مع الإفادة من الاحبار ذات الجودة العالية من اللون الأسود أو البني في تنفيذ اللوحة .أما مسابقة الأسلوب الحروفي فاختارت الجائزة أحد أبيات البردة وهو: محمد زينة الدنيا وبهجتها . . . محمد كاشف الغمات والظلموأعطت الجائزة للفنان الحرية في اختيار نوعية التصميم والمقاسات على ألا تقل عن ثلاثة أمتار مربعة ولا تزيد على اربعة أمتار ونصف المتر مربعة . كما يجوز استخدام المواد والألوان بأنواعها المختلفة شرط أن تكون منفذة على القماش المعالج canvas، كما يجوز استخدام الخط التقليدي بأنواعه المختلفة وبقية الخطوط المبتكرة كجزء مكمل للوحة وليس أساسياً لها .وفي فن الزخرفة يجب أن يراعي المشاركون قياس الورقة الكلي يجب أن يكون 25-33 سنتيمتراً . وأن يكون قياس الزخرفة 13- 21 سنتيمتراً، ويضاف لها 3 سنتيمترات شرفة (شعاع)، وأن ينفذ العمل بأسلوب الزخرفة الكلاسيكية الأصيلة، ويترك المجال للفنان لإبداع التصاميم، وأن تستخدم المواد الأصلية من ألوان، وأحبار، وذهب حقيقي، في التنفيذ، ولا يجوز استخدام غيرها، كما يمكن الاسترشاد بأسلوب الزخرفة الكلاسيكية السائدة في القرن السادس عشر الميلادي، ويراعى عدم ترك أي فراغ للكتابة بحيث تكون اللوحة قطعة زخرفية مستقلة بذاتها . يذكر أنه يمكن لكل الراغبين بالمشاركة في الدورة الثالثة عشرة من جائزة البردة الاطلاع على تفاصيل الجائزة وفروعها المختلفة من خلال موقع الجائزة على شبكة الإنترنت .
Culture
ضمن سلسلة ثلاثاء السوربون لجامعة باريس - السوربون أبوظبي، عقدت الجامعة في المجمع الثقافي أمس الأول محاضرة في المجمع الثقافي تحت عنوان بونابرت: فرنسا ومصر 1797 - 1799 ألقاها الأستاذ الجامعي جيرود بوماريد، أستاذ التاريخ والحضارات في سوربون أبوظبي.بدأ بوماريد محاضرته بسرد تاريخ الحملة الفرنسية في عام 1798 واصفاً إياها بأنها الحملة الأولى منذ الحملتين الصليبيتين على مصر، وأضاف: من المشوق أن نتحرى عن أهداف اهتمام دولة بأخرى. يمكننا تلخيص أهداف الحملة الفرنسية الى ثلاثة أهداف سياسية تتمثل في موقع مصر الاستراتيجي وتوق نابليون بونابرت للتعرف الى الإسلام وامبيرالية بونابرت وحلمه بجعل مصر جزءاً من فرنسا، هو ما فشل في تحقيقه. ولدى جيرود بوماريد كتب عدة تُعنى بدراسة الشرق، منها كتاب عن العصر العثماني.
Culture
تنظم اللجنة التنفيذية للمركز الترفيهي في مدينة الرويس بالمنطقة الغربية أمسية شعرية يحييها نخبة من الشعراء الإماراتيين والعرب ويشارك في الأمسية التي تقام على مسرح المركز الترفيهي مساء يوم بعد غد كل من عتيق خلفان الكعبي ومحمد عبيد الكعبي وكلثم عبدالله وشيخة الجابري (الإمارات) وعوضية أحمد يوسف (السودان) ويقدم الأمسية الشاعر عبدالله بن مساعد. وتنوه اللجنة بأن الأمسية مفتوحة للرجال والنساء حيث خصصت أماكن خاصة للنساء.
Culture
يستضيف بيت الشعر في أبوظبي عند السابعة والنصف من مساء يوم غد الشاعر العراقي شوقي عبد الأمير رئيس مؤسسة كتاب في جريدة، في مقر البيت بمركز زايد للبحوث والدراسات التابع لنادي تراث الامارات في منطقة مارينا البطين في أبوظبي . وسيقرأ عبد الأمير في الأمسية عدداً من قصائده القديمة والحديثة، والشاعر الضيف من أبرز شعراء العراق الذين أسسوا لقصيدة حديثة عرفت بتاريخ الشعر العربي . وهو صاحب أسلوب شعري متحصن بروح الاسطورة السومرية ومتجذر بالمعرفة التاريخية .
Culture
استضاف الملتقى1 في المعرض مساء أمس الأول أمسية أدبية تحدث فيها الروائيان أمير تاج السر (السودان) وميرال الطحاوي (مصر) عن تجربتيهما في الكتابة الروائية، وأدار الأمسية الكاتب الإماراتي إبراهيم مبارك، وذلك بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام وسمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي وأحمد بن ركاض العامري مدير المعرض .تحدث الكاتب أمير تاج السر عن تجربته تحت عنوان ضغط وسكر معتبراً أن الكتابة هي كذلك لأنها معاناة مستمرة، وقسم اتجاهه في الكتابة إلى قسمين: اتجاه تاريخي: لا يكتب عن الأحداث التي وقعت أو يوثق للشخصيات التاريخية وإنما يستلهم مناخ المجتمع وشكله في فترة تاريخية ما ويكتب عنها راصداً ما هو إنساني، ومتخيلاً حياة الأفراد في تلك الفترة وأفراحهم وأتراحهم، ومن رواياته في هذا الاتجاه نهر الصياح، توترات القبطي، رعشات الجنوب، أرض السودان، والاتجاه الثاني هو الاتجاه المعاصر: وفيه أعالج الواقع وأكتب ما هو واقع فعلاً أو ما يمكن تخيل أنه وقع أو سيقع في المجتمع المعاصر، وعادة ما أنطلق من حدث واقعي كأن أشاهد حادثة أو أسمع عنها فتبقى في ذهني تلح عليّ حتى أكتبها كحادثة المغني المريض والمتبرع له بالدم التي ألهمتني رواية زحف النمل، ومن هذه الروايات العطر الفرنسي، وصائد اليرقات التي وصلت إلى القائمة القصيرة في المسابقة العالمية للرواية العربية .أما ميرال الطحاوي فانصب حديثها على ظروف كتابتها لرواية بروكلين هايتس التي تدور أحداثها في حي في نيويورك وتحكي قصة امرأة مصرية تهاجر مع طفلها الصغير إلى أمريكا وتعيش أجواء اللاجئين والعاطلين، والمهاجرين من كل الجنسيات والعرقيات والديانات، وتكتشف أن أمريكا لم تعد بلد الحرية والإنسانية كما كانت تتصور، بل أصبحت جزراً من الأعراق والأديان واللغة، فيصحو فيها الضمير ويستيقظ الوطن بداخلها لتدرك أن وطن الإنسان هو مهده الأول وملاعب طفولته ولغته ناسه الذين يفهمونه ويطمئن إليهم .وأضافت الطحاوي أنها في بروكلين هايتس كما في الخباء والباذنجانة الزرقاء ونقرات الظباء كان اهتمامها ينصب حول حياة ومعاناة المرأة وسعيها للحرية، ورصد ظروفها انطلاقاً مما عانته هي نفسها كفتاة ولدت في قرية بدوية يتمسك أهلها بتقاليد القبيلة، ويضعون حواجز كثيرة على المرأة، أو ما رأته من حياة نساء أخريات عرفتهن عن قرب.
Culture
في مشغله الخاص، خارج مدينة اللاذقية وفي منطقة ضاحية الحمام، يستوحى الفنان حسن الحلبي التاريخ في اعماله من خلال أقدم شجرة زيتون درس النحت دراسة خاصة وأتقنه وأخرج من خلاله عوالم تنبض بالأخيلة، يرى أن انطلاقة الفنان الحقيقية من بلده، من عالمه الذي نشأ فيه وتكونت من خلاله ذائقته الفنية والبصرية وتراكمياته المعرفية، هنا حوار معه: ما هي البدايات التي من خلالها استلهمت أعمالك النحتية على خشب الزيتون؟ هناك قراءة بصرية تخص مدينة أوغاريت الأثرية والتي أنتمي إليها، تتناول الطبيعة التي تحيطها وتكللها، من هنا كان الدافع للعمل على النحت الخشبي بالإضافة إلى ما يحيط بنا من مفردات بيئية أخرى، تجعلنا نتعلق بالأمكنة فضلاً عن تواجد المادة الخام خشب شجر الزيتون وهكذا بدأت فكرة النحت على الخشب مع صعوبة توفر مادة النحاس . ما هو التجريب بالنسبة للنحات حسن؟ أقوم بالتجريب الدائم حتى أصل إلى قراءة تخصني كفنان، ومن خلال التجريب يصبح العمل ممهوراً بطابعه الخاص، فبالتجريب يتحقق للإنسان الرؤية والمنطق الذي يمنحه القدرة على الابداع، فكل فنان هو مشروع ولا أقبل أن يقال عني فنان حتى المرحلة الأخيرة والتي أنتهي فيها من التجريب . ما سبب أن الأعمال النحتية الجديدة هي أعمال صغيرة، ولماذا تحتوي على رموز دينية؟ أرى بأنه لا فارق في الإبداع الفني سواء أكان العمل صغيرا أم كبيرا، والذي يختلف هو التقنية في العمل فقط، والعمل الكبير بحاجة إلى وقت وجهد أكبر، أما بالنسبة للتمازج الديني فنتيجة لاشتراكي في المعرض الذي سيقام قريبا في باريس ويحمل عنوان حواريات مسيحية إسلامية . نرى في محترفك عدداً من الأعمال النحاسية بتوقيعك حدثنا عن المرحلة النحاسية؟ النحاس مادة تزيينية حاولت أن أحولها إلى مادة تشكيلية، ضمن رؤيتي الفنية الخاصة . ما هو سبب الضعف في الملتقيات التي تخص الأعمال النحتية الخشبية؟ لا تزال ملتقيات الخشب قليلة وخجولة حيث إن الكتلة التي يعمل عليها الفنان أي الكتلة المتوسطة هي كتلة غير موجودة وبسبب توفر المادة الحجرية بشكل أكبر في المنطقة أصبح النحت الحجري هو المنتشر . حدثنا عن مشاركتك الفنية المتعددة في إسبانيا؟ شاركت في ملتقى التراث الأندلسي في إسبانيا وأقمت عدداً من المعارض هناك، في مدريد مع الجالية السورية . ما سبب جنوح أغلب الفنانين الشباب نحو التجريد في العمل الفني؟ في سوريا هناك حركة تشكيلية قوية، وحتى يستطيع النحات أن يصل إلى مرحلة التجريد لا بد من أن يمر ضمن مراحل كثيرة، النحت التجريدي متوفر في أوروبا اليوم بكثرة، بعد التراكم الحضاري والرؤية البصرية الطويلة وأعتقد بأن الشباب العربي أصبح يستسهل ويقلد بشكل أعمى ما يراه في الغرب .
Culture
حدث بالغ الأهمية أن يكون الشاعر الجنوب إفريقي العالمي برايتن باخ ضيفا على مهرجان دبي الدولي للشعر في دورته الأولى، فهذا الشاعر الذي ناضل ضد العنصرية وقضى جزءا من حياته في المنفى يمثل أحد أهم الأصوات الشعرية التي ظلت أمينة للإنسان، الإنسان البسيط، العاشق، المتعب، الباحث عن الحرية، والباحث وسط الحياة عن نفسه، هذا هو الانسان الذي يوحى له بالشعر، وهو الانسان الذي يكتب له.أكد برايتن باخ في كلمته على معادلة رئيسية في صياغة فهم أحد الينابيع الكبرى التي تمد الشعر بحيويته، تلك المعادلة التي تجمع بين الشعر والواقع، فهو يتخذ من إنسانية الأدب انطلاقا لفهم ضرورته، وهو ما يقودنا إلى الاستنتاج أن الأدب الحقيقي إنما هو نتاج تجربة بشرية لا تكف عن طرح الأسئلة حول واقع الإنسان، فهذا الشاعر الذي عرف معنى أن يفقد شعبه كرامته تحت وطأة العنصرية يدرك تماما أن الشعر عندما يتخلى عن الواقع يصبح شيئا آخر غير الشعر، وهذا لا يعني بالضرورة كما قد يفهم البعض أن الشعر حتى يكون أمينا للواقع عليه أن يكون مباشرا في لغته وخطابه، بل كما أوضح باخ بشكل واضح في كلمته التي ألقاها في افتتاح المهرجان: الشعر لا يستعلي على الواقع، إنما هو في داخله هذه المقولة التي كانت خلاصة تجربة أهم الأصوات الشعرية في القرن العشرين في الوطن العربي والعالم من بابلو نيرودا إلى غارثيا لوركا وناظم حكمت وبول إيلوار ومحمود درويش وغيرهم الكثيرون، أولئك الشعراء الذين كتبوا قصائدهم دفاعا عن الجمال بوصفه قيمة إنسانية مطلقة ومضادة لكل فعل قبيح من دمار وحروب واستغلال الانسان للإنسان، وبوصفه سؤالا عن كينونة الإنسان نفسه، وليس يقينا ثابتا.كل تلك المقولات التي أكد عليها برايتن باخ تمثل العنوان الذي أقيم تحته المهرجان ألف شاعر.. لغة واحدة هذا العنوان الذي يؤكد أهمية التنوع والوحدة في الوقت نفسه، إذ لا يمكن الاستغناء عن التعدد والقبول به كأمر واقع من أجل الدخول في حوار جدي بين الثقافات، حوار يفضي إلى معرفة حقيقية بالآخر، معرفة لا تقف عند سطح الأمور بل تدخل في عمق القضايا الشائكة، انطلاقا من أرضية مشتركة وهي أن الهدف الرئيسي لحوار الثقافات هو السعي إلى توسيع آفاق العقل البشري، إذا جاز التعبير توسيع رحابة الصدر، فلا يمكن أن يثمر أي جهد من دون هذه الأرضية.من هنا سوف يشكل مهرجان دبي فرصة حقيقية لتعارف الشعراء على بعضهم، وتبادل الخبرات والتجارب فيما بينهم، ويبني صداقات شعرية وإنسانية، ويجدد كل منهم نفسه من خلال معرفته بالآخر، حيث يمكن أن يرى ما هو موجود على الضفاف الأخرى للحياة، أن يرى المختلف في التفكير والتعبير، كي يصيغ قصيدة جديدة اسمها أنا وأنت.
Culture
عند سفرك إلى سالزبورغ، لابد أن تقودك إعلانات الشوارع ومحال الهدايا والأدلة السياحية فيها إلى منزل موزارت وتكتشف بأنك طوال خط مسيرك تجاه منزله قد عبرت بعشرات محال الهدايا التي تقدم أصناف الحلوى وأدوات الزينة والتحف وغيرها والتي تحمل صورة موزارت بكل فخر واعتزاز. وان لم تزر منزل موزارت سوف ترى نظرات الشفقة والأسى تحيط بك فكأنك لم تدخل إلى سالزبورغ ولم تفهم شيئا عن تاريخها وحضارتها، بل عبرت المحيطات وكأنك تعبر من شارع إلى شارع آخر في مدينتك! وان سافرت إلى فرنسا، فيجب أن تخرج منها حاملا معك صورة برج ايفل وأنت تقف مبتسما أمامه كي تثبت وجودك هناك ولابد وأن تطلب زيارة متحف اللوفر هناك كي تعود مؤكدا للآخرين أنك رأيت اللوحات الشهيرة في أماكنها بالمتحف وكذلك الحال في لندن عاصمة الضباب، فمتحف مدام توسود قد وضع بصمته في هذه المدينة من دون منازع ولابد أن تعثر في حافظة أي زائر للندن على صور له وهو يقف بين الشخصيات المشهورة وأهم الزعماء في العالم. وهذا يقودنا إلى مفهوم الهوية الوطنية الواقعي والملموس والخالد والذي مازال هناك من يطرح سؤاله عن ماهية الهوية الوطنية وكيف يمكننا الحفاظ عليها. لقد كبرنا على أن الموروث الثقافي والفني، هما الحافظان لتاريخ الوطن وهذا الموروث هو الذي يمكنه المصادقة على حضارة عبرت ذلك المكان في زمان عبورها فيه وآثار الأمكنة والحكايات وما قيل فيها هو بصمات الهوية الوطنية الحقيقية. وفي الإمارات تنبهت الحكومات لمفهوم الهوية الوطنية منذ أن وقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه أكثر من مرة وهو ينادي بالحفاظ على الموروث الشعبي وبصيانته وحمايته من التبدد والتشتت. وكانت هناك العديد من المواقف الجميلة والمعبرة عن أهمية الموروث من خلال برامج ومسابقات ومشاهد أخرى، كما هو الحال في الشارقة مثلا التي اشتغلت على ترميم بيوت الشخصيات المعروفة وتحويلها إلى أماكن ثقافية تستقطب الزوار ليشهدوا على الماضي الأصيل فيها وكذلك الحال في دبي مع ترميم الأحياء التي كانت لها بصمات في تواريخها مثل الشندغة، البستكية والأسواق القديمة التي تم ترميمها مع حفظ نكهة التاريخ في تصاميمها. ولربما تكون هذه الأماكن والبيوت القديمة المسماة بأسماء أصحابها هي روح الهوية الوطنية وهي الحلول الأمثل للحفاظ عليها من خلال إبقائها منتصبة أمام العيون والأزمنة، وحمايتها بكل ما يمكن كي تعيد للأجيال في المستقبل قصص الماضي وحكاياته. وفي العديد من الإمارات لا تزال هناك بيوت قائمة تنتظر حكم البلديات عليها، أهلكها الزمن وأوهنها لكنها بحاجة إلى من ينقذها من بين أيدي الاندثار والى من يتفهم معنى إبقائها وحمايتها. وهذه الأماكن التي سبق أن طالب بحفظها أكثر من قلم وأكثر من صوت، هي الحملة الفعالة للحفاظ على التاريخ وهي الواقع الأكثر جدية وأهمية من مجرد طبع منشورات وإعلانات تنادي بضرورة الحفاظ عن الهوية الوطنية. باسمة يونس
Culture
باسمة يونس قبل البدء بالقراءة، لابد أن يقف القارئ الشغوف بالمعرفة وقفة متفحصة لقراءة المقدمة التي قد يسجلها مؤلف الكتاب أو مقدمه أو مترجمه أو ناقده، لاستكشاف ما كتب فيها عن النص، وما ينتظره من محتوى الكتاب، وأحياناً للاطلاع على شيء من حياة الكاتب، وتفاصيل وظروف كتابته للنص. وأغلب المقدمات، وإن كانت وضعت للتعريف بالنص المكتوب، لكنها في الوقت نفسه، قد ترشد القارئ لاكتشاف شيء عن ذات الكاتب وحياته، ويرى البعض أن كتابة المقدمة، تحمل كاتبها مسؤوليته عن النص الذي يقدمه، فهو وإن كان هدفه إرشاد القارئ حول ما سيقرأه لكنه قد يسهب في مجاملته، ورغم رضا البعض عن التقديم المتملق الذي قد يشيد بالنص وقد لا يترك للقارئ حرية لإبداء رأيه أثناء إبحاره في القراءة، لكن المبالغة في تحسين صورة العمل تضره أكثر مما تفيده، فهي لن تخفي فقط ضعفه، لكنها سترفع مستوى طموح القارئ بإبداع يفوق الخيال، وإن لم يعثر في النص على ما أشادت به المقدمة، سينفر مستقبلاً من كل ما ينتجه الكاتب. كما أن الإسهاب في الشرح سيدفع المقدمة للبوح بما لا يجب لتقضي بذلك على متعة مفاجآت الكاتب، فمهمة المقدمة إرشاد القارئ نحو عتبة الدخول إلى النص، وإضاءة محتواه ومعالجته نقدياً من دون ذمه أو مدحه أو تلخيصه، فليس الغرض منها التأثير على القارئ أو فرض رأي كاتب المقدمة عليه بقدر أهمية إرشاده لما سيواجهه، وما سيجده بعد أن يفتح الصفحة الأولى من الكتاب.ووفقاً لبعض الأدباء والنقاد، على المقدمة أن تكون مجرد «معالجة نقدية مبسطة وسهلة» تنير طريق القارئ تجاه النص من دون أن تحكي له ملخص الحكاية، وتترك له حرية التدرج بين الفصول وتلمس الأفكار وتذوق الحوارات، فلا تحرمه بذلك من فضول الاستكشاف، ولا توقفه عن تخمين المحتوى، وتوقع ما ينتظره في النهاية.وتزداد متعة قراءة المقدمة مع كل طبعة جديدة إن قدم لكل منها كتّاب أو نقاد مختلفون، فتعرف القارئ إلى ظروف طباعة كل نسخة ورأي أكثر من ناقد أو كاتب فيها وتثري معلوماته بجديد. ومن أجمل المقدمات تلك التي لا تزيد على خمس صفحات تلخص بداية حياة الكاتب، وظروف كتابته للنص وتتضمن ترجمة مقتضبة عن حياة المؤلف، ثم توجه القارئ إلى النص المكتوب، فلا تشبع فضوله تماماً، بل تثير عطشه للقراءة ولمعرفة ما سينتهي إليه النص. ورغم رفض البعض فكرة كتابة المقدمة، لكن هذا لا ينفي أهميتها إن كتبت بجزالة، وتضمنت ما يفلح في تشويق القارئ عدا عن متعة الترحال بين الصفحات.
Culture
دبا الحصن: «الخليج» شهد مسرح المركز الثقافي في دبا الحصن مساء أمس الأول، تقديم المسرحية التونسية «عقاب أحد» إعداد وإخراج غازي الزغباني عن نص «حديقة الحيوانات» لإدوارد ألبي، وتمثيل محمد حسين قريع وغازي الزغباني، وذلك ضمن عروض الدورة الثانية من مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي.في مكان هادئ من الحديقة العامة يجلس رجل مرتب الهندام على مقعد، يبدو عليه أنه ميسور الحال، وقد انهمك في قراءة كتاب بين يديه، وبينما هو كذلك يدخل رجل مهلهل الثياب، يوحي منظره بالمَسْكنة، ويتقدم من الرجل الميسور، فيسلم عليه، ثم يقول له من دون مقدمات، إنه قادم من حديقة الحيوانات، يرد الرجل الميسور التحية باقتضاب، ويعود إلى قراءة كتابه، ويكرر الرجل المسكين على مسامعه أنه قادم من حديقة الحيوانات، فيرد الرجل الميسور أنه سمعه، لكن المسكين يعيد الجملة، ويسأله إن كان يريده أن يقص عليه قصة حديقة الحيوانات، وبين إلحاح المسكين، وانصراف الرجل إلى كتابه، يتحرك الحوار إلى الأمام ببطء، وشيئاً فشيئاً يبني معلومات حول الرجلين، فالرجل الميسور، متزوج وله: ابنتان وقطة وعصفوران وبيت هادئ، أما المشرد، فيسكن في غرفة رديئة ضمن نزل خرب، وتجاوره فيه أسرة لا يتوقف ضجيجها وخصوماتها، وفي الجانب الآخر رجل مزعج هو الآخر، وحالته مقرفة، وفي المقابل امرأة مريبة لها كلب متوحش، وهي وكلبها يتفرسان فيه باستمرار، كأنما يريدان أن يلتهماه، وفي النزل أيضاً ساكن آخر، لكنه لا يراه إلا خارجاً أو داخلاً، ولا يعرف عنه شيئاً، وقد جعلته تلك الحالة يشعر بالوحدة القاسية، فهو لا يكلم أحداً من جيرانه، وليس منهم من يكلمه، ولم تكن وحدة ذلك المسكين بسبب وضعية السكن فقط، لكنها أيضاً تعود إلى بدايات طفولته عندما هربت أمه من البيت، وبقي مع والده الذي لم يلبث أن مات، فعاش عند خالته وحيداً فاقداً لحنان الأبوين، ما جعله دائم الإحساس بالوحدة والانقطاع عن الناس.يقص الرجل المسكين على الرجل الميسور قصته مع كلب المرأة المريبة، فقد كان يخاف الكلب، ذلك الكلب الذي يقف له بالمرصاد عند كل دخول أو خروج بنظراته الشرسة، وفي إحدى المرات قرر أن يقتل الكلب فاشترى له لحماً، وأصبح يطعمه إياه كل يوم، ثم سمم اللحم، فمرض الكلب، لكنه لم يمت، وعاد إلى قوته، لكنه أصبح أقل إزعاجاً، بل أصبح الرجل يستمتع بتلك اللحظات التي يتبادل فيها النظرات مع الكلب، وكأنهما صديقين يعرف كل منهما لغة الآخر، ومع ذلك بقية الريبة والخشية بينهما، وقد جرب المسكين الذهاب إلى حديقة الحيوانات، وبناء صداقات معها ليعرف طبيعة سلوكها، لكن ذلك كله، لم يخلصه من الإحساس بمرارة الوحدة، وقساوة ألا يجد فيمن حوله من يصادقه، أو يكلمه، فكل واحد مشغول بنفسه، ومشاكله الخاصة، وليس لهم وقت للصداقات. يلجأ المسكين إلى الحديقة العامة في لحظة يأس قاتلة، لعله يجد من يكلمه، وعندما يعثر على ذلك الرجل الميسور، يصر عليه أن يتبادل معه أطراف الحديث، ويجلس بجانبه، لكنّ رائحته وسلوكه لا يروقان للرجل الميسور الذي يصاب بالغثيان، فيطلب من المسكين أن يترك له المقعد، ويبحث عن غيره، فيرفض المسكين، ويتشاجران، فيخرج المشرد سكيناً، ثم لا يلبث أن يرميها للرجل الميسور، ويقول له: هيا اضربني بها، فيأخذه الرجل الميسور، وأثناء تردد الرجل الميسور يلقي المسكين بجسمه على السكين، ليموت، وأثناء صعود روحه يشكر الرجل الميسور، ويطلب منه أن يأخذ كتابه، ويخرج من الحديقة قبل أن يراه أحد هناك، فيفعل، وتنتهي المسرحية.إنها الفردانية، وانعدام الروابط الإنسانية، إنه المجتمع المعاصر، حيث كل شيء يتمحور حول الذات الفردية، ولا مكان للآخر في حياتنا، ويزداد الأمر سوءاً مع المساكين والمشردين الذين يحتاجون لمن يمد لهم يد الرحمة والعطف وينتشلهم من فقرهم وتشردهم، ومن أن يغرقوا في سوداوية ذواتهم حتى يصابوا باليأس المدمر.كان التمثيل مقبولاً، بذل الممثلان جهداً كبيراً في تقديم عرض يقنع المتلقي، وكانت الفكرة الدرامية تساعد على ذلك بشكل كبير، لكن ما أعاق تلك العملية هو كثرة التكرار الممل، وطول لحظات الصمت بشكل أكثر من اللازم، حتى بدا في بعض اللحظات أن العرض ساكن ولا يريد أن يتقدم نحو الأمام، وكذلك السردية الثقيلة في بعض الأحيان.
Culture
كتبَ الوترْ.. عزفَ الوترْسكتَ الوترْهذا الفتى القرشيُّ يأكلُ من كتابتهِ السهرْهذا الفتى القرشيُّ يرعى من مواسمهِ المطرْ(قد مات)....ويحك يا فمي !!أتقول ماتَ بلا حذرْأتقول غادرنا صباحاًدون أن تعطي الصباحَ ظلال حزنٍ أو كدرْأتقول مملكة العيون مساؤهورياحهُ عبرتْوما قلتَ انحنى للريحِما قلتَ انتصرْلِمَ لا تقول بأنه آخى ترابَ الأرضِأو قلْ إنه قد غابَ كي يأتي لنا يوما بأوراقِ القمرْلِمَ لا ترققُ من حديثك مرةًقل عنه لملمَ حزمةً من نور كي يهدي السراةَ إلى دهاليزِ السحرْقلْ عنه لملمَ آخر الأوراقِكي يملي قصيدتهُ ويكتبَأو لنكتبَ عن حكايتهِ إلى كل البشرْقلْ ما تشاء سوى الذي قد قلتَ ماتَ..وغابَ عنا..وهْوَ لما غابتْ الدنيا جميعاً قد حضرْقلْ ما تشاء سوى الوداعِ ونارهِفهو الذي بالحبِّ علمنا اللقاءَ ودفئهوهو الذي صافى ووافى وابتكرْصِفْ عُنفَ رقَتهُوُقلْ ما كنتَ تدري يا فمي كيفَ استماتَ على خبرْيأتي من الجولان و الأقصىومن بيروت شاهدةُ الأثرْوبأنه يوما تمادى أن يشيلَ الظلَّ لامسَ ظلهُ يوماً بعنفٍ فانكسرْقُلْ مرةًقد همَّ يعبرُ زهرةً في الحقلِ تشبههُوكانتْ زهرةُ البستانِ في لون المنىلما رآها قد عثرْهي قصةٌ للريحِ في فمهِ وقصةُ جارهِ بعدوهِ حين انحنى للريحِ كي تمضي تنحنحَ وانتحرْما كان ندَّا أو أخا ندٍ لصوتِ الريحِ مُذْ جاءتْ تناسى هامةً في الأفقِ ترصدُ ما ستأخذه الرياحُ من الشجرْومضى يسبِّحُ باسم من زرعوا المماتَ ويلعن الموتى ويجهرُ في عداوتهِ ويؤمنُ بالقضاءِ وبالقدرْقلْ عنه ليس كجارهِ إن شئتَ صفْ أشياءه الاخرى فلم يتركْ حصاناً واقفاً لم ينتظرْلا ينتمي للزعتر البري إلا عاشقٌ ليدين من حجرٍ أحبَّ(لأحمد المنسيِّ بين فراشتينِ)لاحمد المزروع حباً بالحجرْ حاصرْ حصاركْ بالحجرْقمْ يا فمي ولتختصرْ جدلاً ولا تسهبْ لنا كي لا نرى صدرَ الأحبةِ ينفطرْ* * *كان الفتى القرشيُّ يعرفُ عن مساوئناويكتبُ عن محاسنناويربكه جوادُ الحرفِ ، يلجمهُ فيصهلُثم يلجمهُ ليبتدعَ القصيدَ ويختصرْهذا الفتى المضريُّ جاورنا سنينَ القحطِ واعتادتْ حرائقنا على ما يشتهيهِ من السيرْهذا الفتى المحمودُ درويشٌ بطيبتهِلذا أسماه والده بمحمود العذاب المنتظرْبالحبِّ صورنا على أعصابِ دفترهِوحاذرَ أن يبددنا بمسرحهِ الكدرْقد خفّ من عشقٍ وخفّ من الهوىوأذابَ جمراً بين أضلعهِ وكابرَ واستترْكي لا يمرَّ على مواسمنا الشررْهذا الفتى القرشيُّ يمضغهُ الضجرْوتنام فوقَ جفونهِزُمرٌ من الأحزان تتبعها زُمرْ* * *أنا لا أرى نخلاً بسيرتهِ أرى الزيتونَ منتبهاً لغربتهِ وألمحُ فرحةً كبرى برائحةِ الحفرْقبرٌ يضمكَ بعد أن ضمتكَ كلُّ قلوبنا زمناً وما زلنا بشعركَ نأتزرْ(لا تعتذرْ عما فعلتَ)صنعتَ تاريخاً نحبكَ باسمهِوزرعتنا صوراً تباغتها صورْ(والعابرون) سيفرحون سيجلسون القرفصاءَيقول آخرهمْ من القوقاز شاعرهم مضىلن يدركوا الكلماتِ باقيةً ويمضي العابرون مع الكلام بلا أثر لا غيمةً بالشعر بعدكَ سوف نرقبهافنمْ يا سيدي ما شئتَ دعْ عملَ السفينةِللذي ربحَ الرهانَ وما أتاك ليعتذرْوأكتبْ عن اللا وقتِ عن لغةِ الحديثِرأيت دارجةً أم الفصحى هناك؟فكلُّ أسئلةِ الوجودِ وكلُّ أسئلةِ الغيابِ على غيابكَ تزدهرْلا تعتذر عما فعلت فإننامن بعد ما لوحتَ في شفةِ الرحيلِ سننكسرْ
Culture
عُقد صباح أمس في متحف الشارقة للفنون مؤتمر صحفي للإعلان عن فعاليات الدورة 31 للمعرض السنوي العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، الذي يُفتتح مساء غدٍ في مقر المتحف، بمشاركة 35 فناناً من جنسيات مختلفة .وأعلن المؤتمر أن دورة المعرض التي تستمر حتى السادس من إبريل/نيسان المقبل، تأتي من دون تحديد موضوعة -ثيمة- واحدة للأعمال، وتُركت المساحة مفتوحة للأعمال المشاركة، وأوضح أن جوائز المعرض اختصرت إلى 5 جوائز؛ 3 للمحترفين، و2 للطلبة، والمنافسة عليها تكون لكافة الأعمال المشاركة .وحضر المؤتمر الذي أدارته علياء الملا مساعد أمين متحف الشارقة للفنون، هشام المظلوم مدير إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام، وناصر عبد الله متحدثاً عن الجمعية، وعبد الرحيم سالم قيم المعرض، وهند درويش مديرة متحف الشارقة للفن المعاصر .وأكد ناصر عبد الله، أن استمرار المعرض إلى الدورة 31 يدل على اهتمام صناع القرار بالحركة التشكيلية في الدولة وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة الراعي الرئيس للمعرض منذ انطلاقته، مشيراً إلى دعم سموه للمعرض مادياً ومعنوياً من خلال زيادة المخصصات المالية .وعن الفنانين المشاركين والأعمال المشاركة أوضح الفنان عبد الرحيم سالم، أن عدد المشاركين بلغ 35 فناناً من جنسيات مختلفة من فنانين محليين ومقيمين وطلاب جامعات ومشاركة واحدة لفنان من دولة المغرب هو أمين الكتيبي . وأضاف أن عدد الأعمال الفنية المشاركة وصل تقريباَ إلى 75 عملاً فنيا متنوعاً ما بين أعمال فيديو والتركيبية والكولاج ولوحات مرسومة ومطبوعة .وحول الفعاليات المصاحبة للمعرض، بيّن سالم أن القائمين على المعرض فضلوا عدم عقد ندوات أو محاضرات مصاحبة للمعرض، بسبب ضعف الحضور، موضحاً أن المعرض اكتفى بالجائزة التي ستمنح للفائزين في المعرض .وأكد هشام مظلوم أن المعرض يأتي بالتعاون بين إدارة الفنون والجمعية، ويحظى برعاية مباشرة، وعناية استثنائية من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة الذي يهدف إلى تأصيل الفنون، وانتظام المشهد الثقافي الشارقي المُتميز .يشار إلى أن الفنانين المشاركين هم: الفنانة ليلى رشيد، وابتسام عبد العزيز، ومحمد إبراهيم، وأمل الخاجة، ومحمد القصاب، وأمين الكتيبي، ومحمد الأستاذ، وباتريكا ملنز، وباسم الساير، ومحمود عبود، وجاسم العوضي، ومعتصم الكبيسي، وجلال لقمان، ومنى عبد القادر، وخالد البنا، وناصر نصر الله، وخليل عبد الواحد، وهدى سعيد سيف، ورشيد الملا، ووداد ثامر، وسعيد الشامسي، وسميح السويدي، وعايش المري، وشيخة المزروعي، وفاطمة سيف المزروعي، وعبد القادر المبارك، ومريم القاسمي، وعبد الله السعدي، وماهرة سليم النعيمي، وفاطمة لوتاه، وكريمة الشوملي، وحيدر شهابي، ولؤي صلاح الدين .
Culture
احتفاءً بالشاعر السوري الراحل محمد الماغوط (1936 2006) تنظم مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي ندوة موسعة بعنوان (محمد الماغوط.. تغريد خارج السرب) وذلك في يومي الأربعاء والخميس المقبلين، يشارك فيها كل من الشاعر حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، والدكتور مدحت الجيار، والدكتور حسن مدن، والدكتور فوزي يمين، والدكتور صديق محمد جوهر وحسين درويش، وعبده وازن، وباسمة يونس، وفتحية النمر والدكتورة أمينة ذيبان، والهنوف محمد. وتأتي هذه الندوة إحياءً لذكرى شاعر مؤسس ترك بصمة واضحة في الشعر العربي المعاصر منذ خمسينات القرن الماضي، وكان الماغوط قد فاز بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل الشعر الدورة التاسعة (2004 2005)، وقد جاء في حيثيات الفوز أن اللجنة المحكمة تمنح الجائزة إلى الشاعر محمد الماغوط الذي أسهم في الحداثة الشعرية العربية، وفي تطوير قصيدة النثر الذي هو واحد من روادها الكبار، فقد كانت هذه القصيدة قبله، مشروعاً غير واضح المعالم، إلى أن أعطاها بجهده شكلاً شعرياً له أسئلة فكرية وفنية خاصة به، لذا لا يمكن النظر اليوم إلى هذه القصيدة التي اكتسبت موقعاً واسعاً في المشرق العربي ومغربه من دون التوقف أمام دور الماغوط الريادي. يتزامن مع الندوة إصدار مجموعة شعرية للشاعر الراحل محمد الماغوط بعنوان (الفرح ليس مهنتي وقصائد أخرى).
Culture
ينظم نادي تراث الإمارات في الساعة التاسعة من مساء اليوم على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج أمسية شعرية، بمشاركة ناصر الفراعنة من المملكة العربية السعودية، والشاعرين محمد خليفة الكعبي وماجد بن سلطان الخاطري من الإمارات، وذلك بتوجيهات ورعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، وذلك في إطار الدورة الرابعة لمهرجان عيد الفطر الذي أطلقه نادي تراث الإمارات مع أول أيام العيد للتواصل مع الجمهور من خلال هذه المناسبة الكريمة. وكان نادي تراث الإمارات قد افتتح مهرجانه مساء أمس الأول وتوزعت نشاطاته ما بين مسرح أبوظبي ومرافق القرية التراثية واستقطب المهرجان في ليلة افتتاحه ما يزيد عن ألف شخص من كافة إمارات الدولة بالإضافة إلى العديد من الضيوف والسياح. وعرضت للأطفال على مدار يومين مسرحية كوميدية غنائية تعليمية بعنوان سر الصندوق تأليف فرحان بلبل وإخراج عبد الله بن لندن وتمثيل نخبة من نجوم المسرح والتلفزيون في الإمارات من بينهم : عبد الله بوعابد، وعبد الله الجفالي وفؤاد القحطاني وريم الفيصل وغيرهم. وتتحدث المسرحية عن قيمة العمل في حياة الطفل وتأثير العنف الأسري على مخيلة الطفل وتحصيله العلمي.كما تضمن برنامج افتتاح المهرجان على فعاليات تراثية متنوعة هدفت الى التعريف بالتنوع التراثي الموجود في الإمارات على مختلف الصعد.من جانب آخر أعرب عدد كبير من رواد المهرجان من المواطنين وجنسيات مختلفة من المقيمين والسياح عن اعتزازهم بالحضور اليومي الى القرية التراثية والمهرجان بشكل خاص لمتابعة الفعاليات التراثية والثقافية والفنية، حيث المناخ الطيب لتجمع الأسر والأطفال، ووجود كافة وسائل الراحة والترحيب والضيافة والكرم الإماراتي الأصيل والتعرف على التراث، والمشاركة في هذا الاحتفال الفريد من نوعه على مستوى الدولة.
Culture
قد لا يفلح البعض من أفراد أو حتى مؤسسات في مجال رعاية الموهوبين، ليس من باب الإهمال أو تجاهل الموهبة نفسها أو من جهة إيمانهم بعدم جدواها، بل لأنهم لايعرفون بالأصل معنى الموهبة وكيفية استكشافها ومن ثم رعايتها، ولايلتفتون لحقيقة أهميتها ومعناها وضرورتها ضمن ما تنشده الحياة من تجدد ورونق وإبداع . وقد يحدث أمر إهمال الموهوبين أو الإخفاق في اكتشافهم ومن ثم رعايتهم ضمن فئات محددة من الناس أو حتى من المؤسسات المقامة لأهداف عدة من ضمنها رعاية الموهوبين والذي يظهر أكثر تواضعاً أمام بقية الأهداف الأخرى، مثل بعض المؤسسات التعليمية التي يطغى فيها مفهوم التفوق العلمي على مفهوم الموهبة الإبداعية، فتجتهد في رفع مستوى المواد التعليمية والعلمية على حساب اجتهادها في صقل مواهب إبداعية أخرى .أما أولياء الأمور المقصرون تجاه مواهب أبنائهم واستكشافها، فهم على الأغلب ليسوا جميعهم من الذين لا تتفاهم عقولهم أو قدراتهم النفسية مع معنى الموهبة الأدبية أو الفنية بقدر قبولهم وقناعتهم المطلقة بكون النجاح والإبداع في الحياة لايخرجان عن إطار الحصول على ثروة مادية والاستقرار في بيئة مترفة، أو ضمن بيئات أخرى، تجهل معنى الموهبة .وقد يقدر للموهوب الذي أتى مولده ضمن هذه البيئة التي لاترى في العلم والأدب والفن موهبة وإبداعاً أن يحيا بطرق مختلفة يمكن أن تسلبه في أغلبها موهبته وتقضي عليها قضاءً مبرماً، فمنهم من تشده موهبته نفسها للسعي خلفها والاجتهاد في سبيل دعمها وتأكيد حضورها فيقف موقف المواجهة مع من لا يأبهون بها، ولا يدركون قيمتها في سبيل انتشالها من براثن هذه المفاهيم المجتمعية السطحية .ومنهم على الجانب الآخر من يستسلم أمام معركة المادة، فيلتفت بكليته تجاه النجاح المادي الذي سعى إليه البقية ممن سبقوه ويتطلع إليه من سيأتون من بعده، ويتجاهل تماماً مخالب الموهبة التي تحاول التشبث بقلبه والتعلق بطموحاته وحماسته لإنقاذها من الموت .ولاشك في أن هناك من غابت مواهبهم وراء جدران الحياة والأفكار المجتمعية الرديئة والتي سلبتهم إياها قسراً، وهناك من دفن تلك الموهبة متعمداً بيديه، لأنها لم تغنه من جوع ولن تقيه من برد . وبخسارته ينقص عدد واضح من بين أعداد الموهوبين كان يمكن أن يصنع لبلده شأناً وأن يرفد تقدمها بوجوده وقدراته الفذة .ويبقى علينا النظر إلى هؤلاء الموهوبين، نظرة الأولوية والجدية في استكشافهم واستثمارهم في كافة المجالات الثقافية والعلمية، بحيث نهتم بتثقيف المجتمع حول معنى الموهبة وأهميتها، وضرورة السعي لاكتشاف أصحاب المواهب، باعتباره جزءاً من حب الوطن والمجاهدة في سبيل تقدمه ورفعته بكفاءة هذه العناصر المبدعة .
Culture
القاهرة: «الخليج» «أو. هنري» (1862 - 1910) كاتب أمريكي ينتمي إلى طائفة الكتاب الصعاليك، الذين نشؤوا في بيئات فقيرة، وواجهوا مصاعب جمة، وتنقلوا بين أعمال تافهة، فكان موظفاً في مخزن للأدوية، ورساماً في مصلحة حكومية، وناشراً لمجلة فكاهية، وصرافاً في بنك يختلس بعضاً من عهدته، فيقدم إلى المحاكمة ويهرب إلى أن تضبطه الشرطة، فيدخل السجن، وفي زنزانته يبدأ وهو في الأربعين، كتابة قصصه، وبعد خروجه يبدأ في نشرها، ليصبح خلال السنوات الثماني التالية أكبر قصاص مقروء في أمريكا.في مجموعته القصصية «الملايين الأربعة»، نماذج من عالم هذا القصاص الصعلوك الذي صعد إلى القمة، وهو في الأربعين، ولم يعش فوقها سوى ثماني سنوات، غادر الدنيا بعدها، و«الملايين الأربعة»، ليست عنوان قصة من قصص هذه المجموعة القصصية، وإنما هي الرقم الذي يدل على سكان نيويورك في بداية القرن العشرين أو في عقده الأول على وجه التقريب، حيث عاش «أو. هنري» أخصب ثماني سنوات من حياته القصيرة، وحيث بلغ الأوج من مجده الأدبي، وحيث استوحى قصص تلك المجموعة القصصية من حطام السفن الغارقة أو المشرفة على الغرق في هذا الخضم البشري المتلاطم.سئل «أو. هنري» ذات مرة وهو يجلس في مطعم مع بعض الصحفيين من أين يستمد أفكار قصصه؟ فقال: «من كل مكان فقلما تجد شيئا لا ينطوي على قصة»، وأمسك بقائمة الطعام في يده، وقال: «إليكم هذه القائمة مثلا، إن من الممكن أن تجدوا قصة وراء حروفها الخرساء»، ثم راح يضع الخطوط الرئيسية لقصته: «ربيع تحت الطلب» وهي منشورة أيضا في مجموعة «الملايين الأربعة»، التي ترجمها إلى العربية د. سعيد عبده، وصدرت طبعتها الأولى عام 1954.طريقة «أو. هنري» في كتابة القصة أن يمسك بالشيء التافه المألوف في الحياة، فيمزج بينه وبين تجربة من تجارب حياته الخاصة، ثم يضفي على هذا المزيج بعض الألوان من ريشته الفلسفية المازحة، فإذا بالشيء التافه المألوف يستحيل إلى خلق جديد، وإذا بالمصادفة المهمة الفارغة على ساحل الحياة، قد عمرت من حرارة أنفاسه، وعواطف قلبه.لقد قال عنه أحد معاصريه إنه كان شخصا أشبه ما يكون بالطفل، قليل الحيلة، مبرأ من كل دوافع الغدر والخداع، وقال عنه آخر إنه كان رصينا هادئا ممتلئ القلب بالرحمة، يهوى التجول ليلا في المدينة ليدرس عن كثب وجوه الناس، ويحب الجلوس في مطعم ما برفقة صديق لا يتكلم، ولعل المرض الذي استودعته أمه إياه، يوم ماتت عنه، وهو طفل شاحب هزيل، والذي اختاره في ريعان العمر، وفي السابعة والأربعين، كان له فضل كبير في تلك اللمحة الإنسانية المشرقة التي تسطع من قصصه جميعا، وتجعل منها متحفا للحياة في وقته، تكاد تنطق وتتحرك فيه التماثيل،تقاضى «أو. هنري» عن إحدى قصصه مبلغا زهيدا واشترى منه أحد الأشخاص حق تحويلها إلى مسرحية وكسب منها مئات الآلاف، وحسبما يقول د. سعيد عبده فإن «مرارة تجارب» «أو. هنري» في الحياة وعاطفته الإنسانية الشفافة، وإيمانه الراسخ بالمقادير والمصادفات واقتصاده العجيب في كسو المعاني الضخمة بأبسط وأقل الجمل والألفاظ، كل هذا يضفي على قصصه روحا تمنحه بجدارة لقب المعلم في فن القصص القصيرة.ولد «أو. هنري» سنة 1862 بولاية كارولينا الشمالية، ومات سنة 1910، ولم يلمع ككاتب قصصي إلا سنة 1902 أما الأربعون عاما التي مرت من عمره قبل ذلك فقد قضاها في قطاف التجارب التي ترى آثارها في كتاباته، من حقل المحن والمآسي التي صادفها في الحياة، ماتت أمه بالسل وهو في الثالثة من عمره، وترك التعليم في الخامسة عشرة، لكن عمته التي كانت تدير مدرسة حرة حفزته على القراءة، وهيأ له عمه وسيلة للعمل في مخزن كان يملكه لبيع العقاقير.واشتغل «أو. هنري» رساما في مصلحة الأملاك، وكان زملاؤه يتوقعون له مستقبلا في رسم الكاريكاتير، ثم تزوج ومات أول طفل أنجبه، وفشلت محاولة قام بها لإنشاء مجلة أسبوعية فكاهية، واشتغل صرافا في بنك فظهر في حساباته عجز، فطرد، وحوكم بعد سنوات، وبدأ في السجن كتابة القصص، التي كان يمزج فيها بين تجاربه وما يتلقفه من أفواه السجناء، ولم تجد هذه القصص طريقها إلى الصحافة إلا في سنة 1899 وهو يعيش في إحدى الغرف الحقيرة، وعرضت عليه إحدى الصحف دخلا ثابتا إذا قدم إلى نيويورك فسافر إليها عام 1902.
Culture
تستضيف ندوة الثقافة والعلوم ضمن موسمها الثقافي لعام 2010/2011 الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة بمملكة البحرين في محاضرة بعنوان الاستثمار في الثقافة والشراكة مع القطاع الخاص . . تجربة بحرينية بقاعة المحاضرات بمقر الندوة في منطقة الممزر في دبي، وذلك في السابعة والنصف من مساء يوم غد .الشيخة مي آل خليفة، نجحت في تطوير القطاع الثقافي من خلال مشروعها الاستثماري في الثقافة إذ استطاعت فتح شراكة بين قطاع الثقافة والمؤسسات المالية والمصرفية، وكان مهرجان ربيع الثقافة من أبرز نجاحاتها، بالإضافة إلى كونها وقبل توليها مناصبها الرسمية كاتبة وباحثة في مجال التاريخ . وكانت السباقة إلى تأسيس أول مركز للبحوث في المحرق وبيت فن الصوت وبيت الكورار لفن التطريز الذي تمارسه المرأة البحرينية، كما أسست مشروع اقرأ وهو عبارة عن مكتبة للأطفال لتشجيعهم على القراءة . وسبق أن اختارتها مجلة فوربس من بين أقوى 50 شخصية عربية، كما منحتها كل من الجمعية الخليجية للصحافة وحرية الإعلام (غاب إف إم)، والجمعية العربية للصحافة وحرية الإعلام (آرابرس) لقب الشخصية الإعلامية الخليجية لعام 2010 نظراً لجهودها في الارتقاء بالإعلام الخليجي، وعملها الدؤوب في سبيل الدفاع عن حرية الكلمة والتعبير . وقد حصدت جوائز عديدة منها جائزة المرأة العربية المتميزة في مجال القيادة الإدارية من مركز دراسات المرأة في باريس . ويحسب أيضاً للشيخة مي إقدامها على إطلاق جائزة البحرين لحرية الصحافة في سنة ،2009 وهي أكبر جائزة عربية تخصص للإبداع الصحافي، حيث تبلغ قيمتها 100 ألف دولار، كما تدير وتشرف على مجموعة من المراكز الثقافية .
Culture
دبي: أمل سرور في إطار التعاون بين ندوة الثقافة والعلوم ومؤسسة بحر الثقافة في أبوظبي، نظمت الندوة جلسة حوارية تحت عنوان «حديث الأدب والأدباء ومجموعات القراءة»، سبقها مؤتمر صحفي كشف من خلاله سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة عن تفاصيل الشراكة والتعاون ما بين الندوة في دبي ومؤسسة بحر الثقافة في أبوظبي، لتأسيس «صالون للقراءة» يعنى بالاطلاع على كل الأشكال الأدبية وطرحها للمناقشة بين منتسبي الصالون.وبحضور الأديب محمد المر، والسعد المنهالي رئيس تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية والممثلة لصالون بحر الثقافة، والكاتب الشاب محمد المرزوقي، أدارت الكاتبة عائشة سلطان عضو مجلس إدارة الندوة، الجلسة الحوارية التي بدأتها بسؤال حول مدى احتفاظ الأدب بقيمته وقدره لدى القراء في ظل التقنيات المتسارعة التي تواجهنا في زمن العولمة والتكنولوجيا وتفشي الشبكات العنكبوتية متمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي؟ والتقط الكاتب محمد المر أطراف السؤال ليجيب قائلاً: منذ بداية القرن العشرين والبشرية تشهد تطوراً متسارعاً على كل الصُعد، ولكنني أرى أن تلك التقنيات الحديثة لم تقلل من الاهتمام بعوالم الأدب، بل بالعكس أسهمت في انتشاره عندما أتاحته أمام ملايين من القاطنين على كوكب الأرض، وعلى سبيل المثال عندما كان الشاعر يكتب قصيدته في الماضي وتلتفت إليها إحدى المجلات التي لا تطبع أكثر من ألف نسخة، كان يعتبر هذا إنجازاً، الآن اختلفت المقاييس تماماً عندما أصبحت التقنيات الحديثة تتيح القصائد إلكترونياً، فيقرأها ما يزيد على 100 ألف شخص في أقل من ساعة، ولكن علينا أن نقول ونؤكد أنه بالرغم من أهمية تلك التقنيات، إلا أنها تستلزم منا أن نعرف ونعي وندرك كيفية توجيهها وهو الأهم والأخطر، ولا شك أن تلك الوسائط الحديثة جعلت الأدب أكثر انتشاراً وشعبية وديمقراطية«إذن علينا أن نسأل هل الثقافة مسؤولية الدولة أم الفرد؟»، هكذا غيّر سؤال عائشة سلطان مجرى الحديث ليجيب المر قائلاً: الثقافة مسؤولية جماعية. وعلى الدولة أن توجه مؤسساتها وخاصة الإعلامية منها نحو العمل الثقافي الجاد والهادف، وللأسف الشديد لدينا في العالم العربي تقصير في الاهتمام بالعمل الثقافي من قبل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وإن قدمت بعض النماذج فكثير منها يفتقد العمق والتنوع، وأذكر في سبعينات القرن الماضي قدمت الإذاعة المصرية في البرنامج الثاني أفضل الأعمال الموسيقية الكلاسيكية ومختلف صنوف الإبداع، كذلك ترجمت أغلبية الأعمال المسرحية العالمية وقدمت عبر الإذاعة من قبل فنانين عظماء، وفي الوقت الحاضر مصر كسائر الدول العربية تفتقد البرامج الثقافية الهادفة، هناك تراجع حقيقي في المشهد الثقافي العربي بشكل عام.محمد المرزوقي اتفق مع المر تماماً، ولكنه تحدث عن أن ندوة الثقافة والعلوم قد نجحت بجدارة في أن تقاوم كل التحديات التي تواجه عالم الأدب، خاصة عندما أصبحت تمثل صالوناً أدبياً ثرياً على مدار أكثر من ثلاثين عاماً قدمت العديد من الأنشطة الثقافية الأدبية والفنية، إلى جانب مناقشات الكتب التي كانت تعقد بشكل دوري، واستضافة العديد من الرموز الأدبية المهمة في الساحة العربية والعالمية. وأشار المرزوقي إلى أن الصالونات الأدبية ظاهرة تطورية ولها مستقبل، ولكن على الشباب التوجّه لمفاتيح الثقافة سواء في الفن التشكيلي أو المسرح أو الأدب والتي أساسها الأساطير اليونانية والرومانية وغيرها من الأدبيات المهمة، كذلك هناك دور للتربية والتعليم والمناهج الدراسية في توجيه القراءات والمعرفة.وتحدث المرزوقي عن بدايات تجربته مع الأدب الروسي، عندما ذكر أن نقطة الانطلاق كانت من عند المكتبة المدرسية في المرحلة الثانوية عندما شده في البداية غلاف رواية «الأم» لمكسيم غوركي، التي اصطحبته في عوالمها ولم يكن بعد يعي ما تعنيه من رمزية، ولكنها فتحت له الطريق لمزيد من القراءة في الأدب الروسي، ولحسن حظه كان لبعض الأصدقاء هذا الاهتمام واقترحوا تأسيس صالون لقراءة الأدب الروسي بشكل خاص، لما له من دور في تشكيل مختلف المدارس الأدبية على مستوى العالم، بل إن هذا الأدب كان السر وراء سفره إلى روسيا ليرى البيئة التي أنجبت هؤلاء العمالقة.السعد المنهالي استعرضت تجربتها مع صالون بحر الثقافة قائلة: منذ البداية كنت عضوة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، وأتيحت لي دعوة لصالون بحر الثقافة، وكانت الشيخة شمة بنت محمد بن خال آل نهيان تعرفني من خلال كتاباتي، فرحبت بي وشجعتني على الانضمام للصالون، ولا أنكر لقد أحسست بالخوف والرهبة في البداية خاصة أنني لم أكن أجيد القراءة الجماعية أو التحدث بصوت عالٍ أمام الجمهور، ولكنني اكتشفت مع الوقت متعة القراءة الجماعية التي تسهم في توسيع الرؤية للعمل من خلال التعدد الثقافي للقراء، فعندما تقرأ كتاباً فأنت تعيش تجربتك، وعندما تشرك آخر في هذه القراءة فأنت تثري تجربتك بتجربة مضافة، فصالونات القراءة تسهم في بناء الشخصية وتثري وعي القارئ. وأكدت المنهالي، أن الفعل الأدبي والإبداعي يحتاج إلى عالم آمن وفيه كثير من العناصر الجاذبة، وهذا متوفر في دولة الإمارات التي تعمل جاهدة لنشر المعرفة والوعي وتوفير سبل أرقى للحياة، ما يسهم في تطور المجتمعات وثراء المشهد الثقافي والإبداعي. وأبدت المنهالي رغبتها وحلمها بأن يكون هناك صالونات أدبية في كافة أنحاء الدولة، وأن بحر الثقافة تأسست برغبة من سمو الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، وبدأ بما يقارب 40 عضواً وأصبح 100 عضو، فانتقل من شكله الخاص إلى مؤسسة ثقافية تعنى بالذائقة الجمالية والثقافة والفنون وتطور إلى استضافة كتاب ونقاد ومناقشة الكتب المسموعة ومختلف الأشكال المتجددة من الإبداع وتضم المؤسسة عدداً كبيراً من المهتمين والمعنيين.
Culture
الشارقة محمد ولد محمد سالم: اعتاد مهرجان الفنون الإسلامية في الشارقة أن يشكل نافذة للإطلال على الفنانين المعاصرين من كل أنحاء العالم، فاتحاً لهم باب التفاعل مع الرؤى الفنية الإسلامية من خلال الموضوعات التي يقترحها لكل دورة من دورته، والتي تشكل دعوة وحافزاً لإيجاد نقاط التقاء مُستجِدة بين الرؤى الفنية التقليدية للفنانين المسلمين وبين الرؤى المعاصرة لفناني العالم، ما يجعل أعمال هؤلاء الفنانين تعبيراً غير مباشر عن رؤيتهم للحضارة الإسلامية وفنونها وإمكانات الاستفادة منها.في مهرجان هذا العام الذي اقترح موضوعة «النور» كمَشْغَل فني لهذه الدورة حاول عدة فنانين من أوروبا وآسيا وأمريكا مقاربة (النور) من خلال رؤيتهم للإسلام وفنونه ومجتمعاته، وتراثه المادي والفولكلوري، وتنوعت نقاط تركيزهم، وقدموا عدة رؤى لافتة، ومن الولايات المتحدة شارك ثلاثة فنانين في المعرض الرئيسي للمهرجان هم إريك ستانلي، وإيلانا هرزوغ، وسمانثا هولمز، ويمكن اتخاذ الأعمال التي قدموها كمعيار لرؤية الفنان الأمريكي للفن الإسلامي عموماً، ولموضوعة «النور» في ارتباطها بالرؤية الإسلامية، وهي رؤية تبحث عن أوجه التلاقي، وتحاول إدماج عناصر من الفن الإسلامي ضمن رؤية فنية عالمية معاصرة، معترفة بجماليتها، وبانغراسها في الرؤية الإنسانية الشاملة. يقدم إريك ستانلي عملاً فنياً بعنوان «وهكذا ستصعد إلى النجوم» هو عبارة عن تكوين خامته الأساسية هي ورق مقطع بالليزر ليعطي تكوينات زخرفية بأدق ما يمكن، وتحاكي الدوائر في شكلها العام النجوم والكواكب المضيئة في السماء، لكنها في تفاصيلها الدقيقة تحاكي التشكيلات الزخرفية الإسلامية بداية من الدائرة وأشكالها المتعددة حيث تتناسل في الرسمة الواحدة عدة دوائر بشكل متواتر تبدأ بدائرة صغرى وتظل تتضاعف حتى تنتهي إلى الدائرة الكبرى، كما يستخدم ستانلي في بعض الأحيان التقاطعات بين عدة دوائر لتكوين مثلثات متداخلة ومتوالدة بعدة مقاسات، تنشغل العين بفك تشابكاتها البديعة، ثم تحضر النجمة باعتبارها رمزاً إسلامياً ذا علاقة لصيقة بموضوع النور، وتتعدد أشكالها من خماسية إلى مثمنة إلى أضعاف ذلك، ويتركب بعضها فوق بعض مشكلاً ازدحاماً نورانياً بديعاً، وتحضر في الدوائر أيضا التكوينات الزخرفية الشجرية التي تحاكي اشتباك الأغصان والجذور، بعقدها ومقرنصاتها المختلفة، ولا تخلو الأشكال من لمسات لونية متعددة، ويبرز فيها بشكل رئيسي الأصفر والأزرق بدرجاتهما المختلفة، ويملأ اللون الفراغات البينية للأشكال خاصة في وسط الدائرة لتؤكد الأشكال وتعطيها تمايزها، وتسلط على الأعمال إضاءة خافتة تسمح للألوان بانعكاس الألوان انعكاساً نورانياً يحاكي ضوء النجوم البعيدة، عندما تتلألأ في السماء، وكأن اتساع الرؤية النورانية يحيل لديه على اندماج الرؤية الإسلامية في الرؤية الإنسانية الشاملة، وتواشجها معها، وبذلك يستغل ستانلي تلك الطاقة الفنية الإسلامية بمحمولاتها الرمزية وبأدوات تكنولوجية حديثة ليقدم رؤية معاصرة عن الإسلام. أما عمل إيلانا هرزوغ فعبارة عن تجميع لمواد متعددة لتغطية الأرضيات منها قطع خشبية وسجاد، وقد جمعت تلك المواد من الشارقة ونيويورك، وبسطتها على مساحات في أرضية المعرض بأشكال غير منتظمة ومستويات وألوان متعددة، تاركة فيها مساحات فارغة كأنما هي نوافذ لتسريب الضوء، وسعت هرزوغ بذلك إلى اختبار إمكانات التلاقي والتحاور بين الشارقة في رمزيتها الثقافية والفنية الإسلامية، ونيويورك في رمزيتها الفنية والثقافية كمركز للحضارة الغربية، وربما تشير الفراغات البينية إلى إمكانات التنقل المستمر، والتبادل بين الثقافتين، فالعمل في عمقه هو بحث عن هذا التلاقي، واستشراف له.ترتكز أعمال الفنانة سامانثا هولمز على التجريب النظري والمادي في مجال فن الفسيفساء الذي يشير إلى قدرة الحضارة الإسلامية على التلاقح مع الحضارات الأخرى، فهذا الفن اليوناني استخدمته العمارة الإسلامية في عصور ازدهارها، وطورته وأضافت إليه فنون الزخرفة والتوريق، وطبعته بمميزاتها الخاصة، وتحاول هولمز في أعمالها في المهرجان تقديم تكوينات معاصرة بإقامة تطبيقات هندسية على مسطح من الفولاذ يثقب مئات الثقوب المتعددة الأشكال والمنتظمة بشكل فسيفسائي، مستلهمة أشكالاً من الزخرفة الهندسية الإسلامية، كالدوائر والأقواس، وتسلط على العمل إضاءة بيضاء جانبية تسقط على السطح المقابل، فتسمح بملاحظة التعدد والتكرار والانتظام في تلك الأشكال، وهي الميزات الأساسية التي قام عليها فن الفسيفساء وعالجته بها مختلف الحضارات، فهو سمة من سمات التلاقي الحضاري بين الأمم، ما يعني أن هولمز تسعى إلى تأكيد تلك السمة، والإلحاح على ضرورتها وفاعليتها في الفن العالمي المعاصر.
Culture
استضافت جماعة الأدب أمس الأول في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، جلستها الأدبية الأولى في موسم عملها الجديد للعام الحالي الشاعر والمترجم محمد عيد إبراهيم حول عمله في الترجمة ورأيه في دور المترجمين العرب في رفد المكتبة العربية بالنتاج العالمي وبالعكس.واستشهد إبراهيم بجاك دريدا قائلاً إن الترجمة فعل حضاري يشتمل على مثلث رؤوسه كالتالي: المؤلف/ المترجم/ القارئ. فالمترجم مستقبل ومرسل في الوقت نفسه، وهو بداية ونهاية عملية الاتصال بين المؤلف والقارئ. وتتمثل ترجمة المعنى في ذات المبدع، ويمكن إعادة إنتاج هذا المعنى في ذات القارئ من جديد لدى فعل القراءة مع النص الجديد، كما عرض لرأي الشاعر اكتافيو باث في أن النصوص كلها جزء من نظام أدبي متصل بأنظمة أخرى، كأنها ترجمات لترجمات. وأشار إبراهيم إلى أن الترجمة برأيه نافذة فكرية ومدخل حضاري على فكر العالم يضمن لهويتنا المزيد من التواصل مع الآخر في كل مجالات إبداعه، وقال لا نظن أن الترجمة ستفقد أهميتها، حتى مستقبلاً، لسبب آخر هو اتساع مجالات الاتصال بين الشعوب، فقد أصبح الكون مكاناً صغيراً للتواصل والترابط والائتلاف والاختلاف، ما يجعل الترجمة أمراً حتمياً يتطور عاما بعد عام.واضاف إن الترجمة فعل خيانة أصلاً وتذكّر ثانياً وتنوير ثالثاً، هي فعل خيانة لأن النص المترجَم يزيد قليلاً أو ينقص قليلاً عن النص الأصلي، وهي فعل تذكّر لأن المترجِم يفعل هذا مع نص جيد على الأقل فيحييه في مكان آخر ولغة أخرى ووسط بيئة اجتماعية مختلفة، كما أنها فعل تنوير لأن النص المترجَم إلى لغة أخرى يقوم بدور رائد في وعي من يقرأه وفي بيئته الجديدة.وألمح عيد إلى أن في علاقات الشرق والغرب مشكلة تتعلق بالهوية والاختلاف، ومشكلتنا مع الغرب حضارية في المقام الأول، قال: يجب علينا أن نترجم نصوص الآخر لا كما اعتدنا أن نقول نصوصاً أجنبية.واعتبر أن الترجمة أيضاً تأويل أو إزاحة للنص من لغة إلى أخرى، محاولة للتنوير تدفع المجتمعات للأمام بنشر المعرفة، ولأن المعرفة عالمية وبلا حدود، فينبغي أيضاً أن تكون الترجمة بلا حدود. الترجمة توحي أو تفسر أو تحلل أو تؤول أو تشير إلى مدلول يسعى للتغيير ويسعى للتبادل الحضاري والثقافي أكثر مما يدعو إلى الاستلاب والقهر والهيمنة. إذن لا ينبغي وضع أي قيود على الترجمة سوى لمزيد من الحرية خدمة لتقدم المجتمع.وقال الترجمة هي عملية تأويل شخصي خاصة بكل مترجم، حيث تتعدد قراءات النص الأصلي بتعدد ترجماته، لكن عملية التأويل والإزاحة هذه تحتاج إلى وعي كامل بنظريات الأدب واللغة من طرفيها الأصلية والمنقول إليها، مع الإلمام بأطراف المعرفة الموسوعية أو شبه الموسوعية على الأقل.
Culture
أكّد بلال البدور، المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أنّ الوزارة ستشارك في فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية، عبر الأسبوع الثقافي الإماراتي في سوريا والذي تبدأ فعالياته من الخميس المقبل وحتى 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تأتي من منطلق التأكيد على ما لهذا الأسبوع من خصوصية تنبع من العلاقات الثقافية القوية بين البلدين، جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، في مقر الوزارة في أبوظبي. كشف البدور عن أن وفد الإمارات سيضم وللمرة الأولى في تاريخ الأسابيع الثقافية أكثر من مائة وأربعين عضواً يترأسهم عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومن بينهم عدد كبير من المثقفين الإماراتيين من مبدعين كتاب وشعراء وفنانين، ورؤساء المؤسسات الثقافية في الإمارات. وعن فعاليات الأسبوع الثقافي كشف البدور عن أنّ الفعالية ستتنقل بين دمشق حيث سيكون افتتاح المعارض في دار الأسد للثقافة والفنون، وحماه وحمص وستتضمن معارض فنون تشكيلية ومعرض خط عربي للأعمال الفائزة بجائزة البردة، ومعرضاً لإصدارات وزارة الثقافة، وأهم المبادرات الثقافية الإماراتية كمشاريع كلمة وقلم وجائزة الشيخ زايد للكتاب لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وترجم واكتب لمؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى جانب أمسيات شعرية يشارك فيها الشعراء كريم معتوق وإبراهيم محمد وخلود المعلا، وعلي الخوار وأنور المشيري وكلثم عبد الله، ومحاضرة حول الحركة الأدبية في الإمارات. وسيختتم الأسبوع الثقافي بتكريم المثقفين السوريين الذين عملوا وأقاموا في الإمارات، وأسهموا في النهضة الإماراتية في الصحافة والثقافة والعمل الإذاعي والإعلامي، وأثروا فيها بإبداعهم ودورهم الفاعل، ومنهم الشاعر الراحل محمد الماغوط، وحسين الكيالي، وعب اللطيف الصمودي، وعبدالهادي المبارك، وعبدالرحمن فرفور وأحمد زين العابدين، ووليد القصاب وواصف باقي.
Culture
ثمة إنجازات كبيرة، قدمتها الفلسفة، وسائر العلوم الرياضية، للفكر والثقافة الإنسانيين، لتغدو بدهيات لابد منها، لكل من يلوذ بخصيصة الوعي لديه، يحاكم ما حوله، من خلالها، ليستغني عن تكرار التجارب، في ما يخصُّ هذه الواقعة، أو تلك، في إطار تأكيد مثل هذه الأمور المسلم بها، من باب الترف، أو الشك، إلا إذا كان ذلك لداعٍ يخص الاختبار المدرسي .ولابدَّ من الاعتراف بأن المقياس الأرسطي، هنا، بحديه، ونتيجته، قد بات إرثاً إنسانياً خالداً، بل جزءاً من منظومة الوعي والمعرفة، لدى كل إنسان، كي يوفر لنفسه المزيد من الجهد، واستهلاك الوقت، وعدم إضاعته، كما تمت الإشارة، قبل الآن، بيد أنه لايزال هناك، ومن مواقع من يقدمون أنفسهم على أنهم الأنتلجنسيا، من لما يزل يضع المقدمة الكبرى الخاطئة، ويحشر بعد ذلك، سلسلة مقدمات صغرى، كي يستخلص نتائج، مبتغاة، من قبله، أو مرسومة له، من قبل غيره، وليت الأمر، يبقى في حدود التلوث الذاتي، من جهة ممارسه، بل إنه ليسعى من أجل توسيع دائرة التلوث، في كل الجهات، مادام أنه ليس قطب هذه الدائرة، وحدها، في لحظة تضخم للذات، بل إنه مركز العالم كله .هذا العمى المعرفي، تستفحل خطورته، على نحو جدّ كبير، إذا كان صاحبه، يقدِّم نفسه في جلباب المثقف، ذي الموقف، مما حوله، وهو ما يقود إلى خلخلة المعايير، وأسس الاحتكام التي لابد منها، ما يشكل، إثر ذلك، حاجزاً، في وجه الحقائق، لينفِّر جمهرات المتلقين، أينما كانوا، من تلقي المادة المعرفية، لاسيما في ظل حالة اختلاط السم بالدسم، وقلب الأمور، رؤوساً على أعقابً .وكل هذه المتناقضات الصارخة، ليست إلا مؤشرات حالة وبائية، تدعو إلى أن يتلطع غيارى المعرفة، إلى وسم السم والبلسم، كل باسمه، والتركيز على حرمة وقداسة الحدود، لئلا تتداخل تزويراً، وهي من أهم المهمات المنوطة بالمثقف العضوي، المتفاعل، مع قضايا أمته، والإنسانية، لأن الأخطار الداهمة، في ميادين الثقافة، لها مفعولها، السيروري، لاسيما أننا لما نزل، علاوة على هذه الأخطار المحدقة، التي تستفيد من معطيات ثورة التكنولوجيا والاتصالات، آخذة مداها الأوسع، أمام مهمات إضافية،أخرى، تتعلق بسؤال كيفية التعامل مع ما تمّ دسه، من سموم الكراهية .إزاء مثل هذا الواقع الأليم، الذي بتنا في مواجهته، ولا مناص منه، لأن يد التلويث، بكل مستوياته، ستظل مواصلة مهمتها المدنسة، وإن قدمت نفسها، خلاف ذلك، في إطار المقدس، فإنه لابد من أن يتم وضع النقاط على الحروف والإشارة بالبنان، والحبر، إلى صنيع هؤلاء البهلونات، والمهرجين الرخيصين، أينما كانوا، وهي عموماً، مهمة غير سهلة البتة، إلا أن تضافر جهود جميع الشرفاء في حقول المعرفة، والفكر، والثقافة، والأدب، والفن، وإن كنا إزاء دمج التفاصيل بالأرومة، لكفيل أن يضع حداً، لأعظم انتهاك، نشهده، في ظل الفلتان المعياري، وما يتركه الكلام المنمَّق، المخادع، من أثر بليغ وفتَّاك! . [email protected]
Culture
عثمان حسنقبل أيام قليلة توفي الشاعر الأمريكي مارك ستراند (1934 2014) الذي يعتبر من أهم الأصوات في الشعر المعاصر الأمريكي . وستراند، هو شاعر اللغة الدقيقة التي تهتم بالتفاصيل، كما أنه شاعر الصورة السيريالية، التي يقف عندها القارئ مطولاً، وهو يتمعن ما فيها من ألغاز، هي في الحقيقة تجسد ثقافة شاعر عاش تجربة فريدة منذ بواكير ما أنتجه من شعر خصوصاً "النوم بعين مفتوحة" (1964) و"قصّة حيواتنا" (1973) و(مرفأ مظلم) 1993 و(الإنسان والجمل) . . وغيرها الكثير .منذ بواكير أعماله اعتنى ستراند باللغة وقدمها أنيقة ومهذبة، أما الموضوعات التي شغلته في تلك الآونة فكانت تدور حول الذات أو السيرة الذاتية، وهي غالباً ما عبرت عن شعر مغمور بالقلق والوحشة والتشاؤم، كما وصف أيضاً بالشاعر المكتئب المسكون بالموت، وهو الذي نفاه مارك ستراند بشدة معبراً عن فكرته التي تحاول أن تعبر عن اللحظة الشعرية كما هي، قصائده تتحدث عن نفسها، بعض هذه القصائد كان يصور خشيته من دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب مع الاتحاد السوفييتي في مطلع ستينات القرن الماضي، عبر مارك ستراند عن هذه الحالة من خلال قصيدة أحاطها بهالة كبيرة من الصمت .كانت بواكير شعره تتحدث عن موضوع الذات والهوية، وهو الذي أشار إليه الناقد ديف كيربي من خلال أثر ومكانة ستراند الشعرية في الثقافة المعاصرة .التحول الأهم في حياة مارك ستراند الشعرية بدأ من خلال كتابه الثالث "قتامة" 1970 الذي بدأ من خلاله يكشف عن رؤاه الخاصة، كما يعبر عن وجهة نظره في الكون والحياة، هذا الكتاب أكد مكانة الشعر في الحياة، وهو الذي تابعه النقاد أمثال هنري كول الذي كتب: "قصائده تحتل مساحة بين الجمال والرعب" أما ديفيد لوكاس فكتب "قصائده أكثر وضوحاً في الشق المتعلق بالسيرة الذاتية" ومن ذلك مثلاً قصيدته "مرثية لأبي" .لا يمكن حصر تجربة الشاعر مارك ستراند في كلمات قليلة، غير أن الإشارة لأثره في الشعرية الحديثة، هو علامة من العلامات المؤكدة التي استرعت انتباه كثير من الكتاب المرموقين وهم كثر .حصل ستراند في حياته على الكثير من الجوائز مثل: (بوليتزر) عام 1999 والميدالية الذهبية للأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، جائزة "والاس ستيفنز" للشعر، والتى تمنحها أكاديمية الشعراء الأمريكيين سنوياً .كان أميراً لشعراء الولايات المتحدة، ومستشاراً شعرياً لمكتبة الكونجرس ومستشاراً، ورئيساً لأكاديمية الشعراء الأمريكيين، وبقي أستاذاً للأدب الإنجليزي والمقارن بجامعة كولومبيا حتى وفاته .الموت بالنسبة لمارك ستراند، كان مؤثراً وطريفاً في الوقت نفسه، وقد سبق له أن تحدث في إحدى قصائده عن فكرة موته شخصياً، في مجموعته الشعرية "رجل وجمل" التي أصدرها عام 2006 [email protected]
Culture
منذ أن عرف الإنسان التصوير للمرة الأولى، فإنه دخل مرحلة جديدة من حياته، حيث لم تعد الصورة الشخصية حلماً لديه، بعد أن كان يحتاج في ما قبل إلى ريشة ذلك الرسام الذي كان مطالباً بأن يمعن في ملامح الشخص الذي يهم بنقل تفاصيل صورته إلى الآخرين، عبر عمل فني استثنائي يخصص عادة لواحد من الشخصيات المهمة، كأن تكون ملكاً، أو بطلاً، أو رجل دين، أو أديباً كبيراً . أجل، إذ يمكن اعتبار ظهور الصورة الفوتوغرافية في التاريخ البشري ثورة مهمة ذات شأن خاص، حيث لم تعد الصورة ترفاً أرستقراطياً صرفاً، أو امتيازاً، بل إنها باتت متوافرة للخاصة والعامة في آن، وإنه من خلال جهاز التصوير نفسه الذي يلتقط صورة لشخصية اعتبارية في مكان ما، يتم التقاط صورة مماثلة لأي فرد بسيط في المكان نفسه . والصورة وفق هذا المعنى ساوت بين هذين الشخصين، مادامت آلة تصوير واحدة تلتقط صورتي الاثنين . وإن كل وجه بشري بات في إمكانه أن يترك أثره وراءه دون أن يُمحى بعد رحيله، مادامت الصورة في متناول الناس أجمعين .وربَّ قائل: إن الصورة لا تترك أثراً واحداً في نفس الناظر، فإن صورة محبوبة من قبل أحدهم، قد تكون مكروهة من قبل سواه، بل إن الناظر نفسه في صورة ما يتخذ منها أكثر من موقف، تبعاً لحالته النفسية وعواطفه، ولعل أشخاصاً نجلهم، فنعنى بصورهم، عندما نتوسم فيهم الخير، وننظر إليهم من خلال منظور خاص، بيد أن الأمر سرعان ما ينقلب رأساً على عقب، أمام هؤلاء أنفسهم عندما نكشفهم على حقائقهم، وكأن الصورة التي يراها بعضهم باردة، لا تتحرك، بعكس لوحة الفنان التشكيلي، التي تنبض فيها الصورة وتمتلئ حيوية وحركة، إن تلك الصورة الباردة نفسها تكاد تتحرك في عين المحب، بيد أنها تغدو مجرد خطوط يابسة، متخشبة، لا روح فيها البتة، بل إنها قد تطفح بالشر في أحايين كثيرة، تبعاً لدرجة الوعي لدى المرء، وقياساً لطبيعة اللحظة التي يعيشها .وقراءة الصورة من قبل المرء تتعلق - على صعيد آخر - بدرجة حساسيته، ووعيه، وإدراكه، ولعل أحدهم يجد في الصورة دلالات ما، لا يجدها سواه، كما أن هناك - في المقابل - من لا يستمتع برؤية الصورة، بل يلقي عليها نظرة عاجلة، بيد أن هناك آخرين ينظرون إلى الصورة بعمق، وتشكل لديهم إحساساً عالياً بالتواصل معها، حيث صورة الطفل الجميل تعد لوحة لا أجمل منها، وقد يستغرق الناظر فيها مدة زمنية طويلة، ويجد فيها عالماً كاملاً، حيث تكون الصورة معادلاً جمالياً، يستفز روح وأعماق المتلقي، ويجسر بينها وبين صاحب الصورة، سواء كانت لشخص غريب، أو شخصية، ولعل كثيرين يتألمون في مواجهة صورهم الشخصية، عندما ترتبط بذكريات أليمة مروا بها، بيد أنهم لا يكفون عن العودة إلى بعض صورهم إذا كانت ترتبط بذكريات سعيدة . إن ألبوم الصور في البيت، يحتوي أشجاراً كثيرة، ما يرشحه ليكون حديقة، مادام يضم صور الأهل والأحبة، بيد أن هذا الألبوم قد يحمل بين دفتيه صورة تستدعي أحاسيس ومشاعر خاصة، وقد ضلت طريقها إلى جدار الغرفة، عندما يكون صاحبها قريباً، لم يعد يربط به إلا شبكة من الذكريات وخطوط الصور في أذهان ذويه [email protected]
Culture
عمّان - ماهر عريف: تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة انطلقت مساء أمس الأول الأربعاء أولى لَبِنات إنشاء 1000 بيت شعر في الوطن العربي عبر افتتاح بيت الشعر غير المسبوق في مدينة المفرق شمال شرق الأردن بحضور شخصيات رسمية وفعاليات ثقافية. قالت وزيرة الثقافة الأردنية لانا مامكغ في كلمتها ضمن حفل الافتتاح الذي تقدمه بلال البدور سفير الإمارات في الأردن و عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة: نُثمّن فكر ورؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في نشر الثقافة الوازنة ورعايته ودعمه مشروعات مهمة تفتح آفاق الإبداع وتصنع جيلاً واعياً واهتمامه مُنقطع النظير بالتنمية البشرية واللغة العربية، والهوية الوطنية ونفخرُ جميعاً بتحويله إمارة الشارقة إلى منارة للعلم وملتقى دائماً للمبدعين.وأضافت بحضور وزراء سابقين ونوّاب في البرلمان الأردني وشعراء: نلتقي على الخير والمحبة في واحة الجمال والعطاء محافظة المفرق العزيزة التي تحتفي بالشعر والشعراء، وتجمعنا بضيوف كرام من أرض العراقة والأصالة والحضارة حاضنة الثقافة والإبداع من إمارة الشارقة، فأهلا و سهلاً بهم إخوة أعزاء في بلدهم الأردن، وتابعت: و نحن نحتفل بتدشين بيت الشعر الذي يأتي بمبادرة من صاحب السمو حاكم الشارقة، اغتنم هذه الفرصة لأعبر عن تقديرنا واعتزازنا بالعلاقات الطيبة الأخوية والجهود المثمرة التي يقوم بها صاحب السمو حاكم الشارقة لدعم الثقافة العربية وتطوير أدوات تنميتها والاهتمام باللغة العربية تعزيزاً لدورها في الحفاظ على الهوية العربية الأصيلة.وأكدت مامكغ استفادة الشعر والشعراء والجمهور من المشروع الجديد، وسعي الوزارة إلى التعاون المثمر مع نظيرتها في الإمارات، وكفالة تحقيق تجارب فاعلة مشتركة تخدم الأدب والثقافة.وأشارت مامكغ إلى مشروعات ومبادرات ثقافية في الشارقة وخاصة تلك المعنية بأدب الطفل، و وأخرى تعني بتفعيل الحراك المسرحي الجاد، ومعرض الكتاب الدولي، وجوائز الثقافة والقرآن الكريم وغيرها. وقالت: لقد ارتقت الشارقة بالوعي والإدراك، وأصبحت حاضنة حقيقية للمثقفين. وقال عبدالله العويس : «تتجسد معاني الأخوّة والمودّة في هذا الجمع الكريم في مناسبةٍ تأتي ضمن مسيرة التعاون والتكامل الأمثل بين الأشقاء العرب، حيث نلتقي اليوم في رحاب العلاقات الوطيدة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية.. هذه العلاقات التي أرست قواعدها القيادة الرشيدة في البلدين، وهي تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم و أتشرف في هذا المقام أن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث نجتمع اليوم لتجسيد مبادرة سموه بإنشاء بيوت الشعر في أقطار الوطن العربي. وأود أن أعبر لكم من هذا المنبر عن السعادة التي تغمرنا بأن يكون الأردن أول بلد عربي يحتضن هذه المبادرة، وأن يكون «بيت الشعر في المفرق» هو مطلع هذه المبادرة، وما وجودنا هنا اليوم في هذا المحفل الكريم إلا تتويجاً للجهود المثمرة بين دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ووزارة الثقافة الأردنية. واضاف العويس: «إنه ليسعدني في هذه السانحة أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى لانا مامكغ على ما لقيناه من تعاون مثالي وتجاوب كريم لتنفيذ هذا المشروع الثقافي الذي من شأنه أن يكون حاضناً للشعر والشعراء، ومشجعاً للمواهب الشابة، وتقديراً لروّاد القلم والقافية في هذا البلد الكريم، من خلال برنامج ثقافي يُقام على مدار العام إن شاء الله تعالى، تعزيزاً لمكانة الشعر والشعراء، ودعمًا للإبداع العربي».و أكد العويس أن إنشاء 1000 بيت شعر في الوطن العربي يهدف إلى تحفيز وتشجيع الشعراء وإيصال صوتهم إلى مختلف قطاعات المجتمع، والعمل على تأصيل دور الشعر في الحركة الثقافية، وتوثيق الحركة الشعرية في الوطن العربي، ورعاية الشاعر والكاتب والمثقف أدبياً وفكرياً ومادياً، ورفد المكتبة العربية والعالمية بأهم الإصدارات المعنية باللغة العربية والشعر والنقد وجماليات الأدب.وقال: إن هذا المشروع سيحقق ترابطاً عربياً جامعاً للشعر والشعراء، وسيدعم الإبداعات المُستحقة، وسيسهم في إعداد برنامج متكامل للأمسيات الثقافية على مدار العام، وسيدعم الهوية العربية ولذلك على كل المهتمين أن يبادروا في إطلاق رؤاهم وتقديم نتاجات متميزة، وتحقيق الحراك الثقافي المأمول.وأشاد مدير ثقافة محافظة المفرق فيصل عجيان السرحان بالمبادرة التي وصفها ب«المضيئة» لاسيما في مدينة «تعج بالمثقفين والمهتمين بعيداً عن مركز العاصمة عمّان». وقال: ينسجم هذا المشروع التنويري مع رؤى مُستشرفة لصاحب السمو حاكم الشارقة تحرس وتحمي الثقافة والمبدعين، وسنعمل من خلال بيت الشعر في المفرق على ديمومة نبض القصيدة.اشتملت فقرات حفل الافتتاح بحضور محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، وأحمد الحوامدة رئيس بلدية المفرق، وأعيان من المدينة على قصائد ألقاها مجموعة شعراء بينهم راشد عيسى، ود. هناء البواب، وحمود العنزي، ومحمد العموش، وسعيد يعقوب، وغيرهم فضلاً عن وصلات تُراثية.ودشّنت الوزيرة وعدد من الشخصيات افتتاح مقر بيت الشعر ضمن جولة بين أروقته التي اشتملت على قاعة للمُطالعة، ومكتبة تحتوي على إصدارات نقدية وشعرية مختلفة إضافة إلى صالة مُجهزة للاستقبال وقاعتين للأنشطة والأمسيات وثالثة للمُناقشات.
Culture
ضمن خطته في تنويع نشاطه الأسبوعي، استضاف "نادي القصة" في اتحاد كتاب وأدباء الامارات في الشارقة، الكاتبة د. لطيفة النجار، التي قدمت ابعاد تجربتها القصصية في مجال أدب الأطفال، قدمها وعرف الحضور بها، منسق النادي اسلام أبو شكير، الذي أوضح في تقديمه أن أدب الأطفال سواء ما كان موجهاً للطفل أو الذي يكتبه الطفل نفسه، مازال خارج دائرة الاهتمام، وموكلاً أمره للمبادرات التي تظل في إطار الفردية، أما الاهتمام المؤسساتي المبني على أسس علمية وأدبية، فهو غائب كلياً، وبالتالي فإن اجيالاً متتالية تفتقر الى رقي الذائقة الجمالية، وتتسع لديها هشاشة القيم وضعف الانتماء.من جهتها تحدثت د. لطيفة النجار عن تجربتها في الكتابة المتخصصة للأطفال فأوضحت أنها لم تخض هذه التجربة الا بعد أن تسلحت بالمعرفة العلمية، والقدرات اللغوية والأدبية، هو ما سمح لها بدخول عالم الطفل والكتابة الممنهجة له، مشيرة الى ان عملها في قسم مناهج اللغة العربية للصفوف الأولى اسهم في توجهها هذا، حيث كانت مطالبة بتقديم واختيار القصص المناسبة لهذه الشريحة من الأطفال وبشكل ينافس تعليم اللغات في العالم المتقدم.وتطرقت د. لطيفة الى الصعوبات التي كانت تواجهها حيال ذلك، الى جانب ضرورة تطبيق وثيقة اللغة العربية التي اعتمدتها الوزارة، إضافة الى ندوة القصص التي تتناسب مع هذه المعايير، على الرغم من كثرتها في اللغات الحية الأخرى، وهو ما دعاها للبحث والدراسة والقراءة حول أدب الطفل والمعايير التي يحتكم إليها، مؤكدة ان العمل في هذا المجال من الصعوبة بمكان، لأن الأمر يتطلب وجود المحرر والرسام والناشر والأفكار الجديدة، وهي أمور لم نهتد اليها عربياً، لتظل المحاولات تقوم على المبادرة الفردية لبعض المهتمين بأدب الطفل، إلا أن كل هذه المحاولات تضيع هدراً لعدم وجود الرعاية والدعم والتوجيه نحو الكتابة العلمية والفنية.وقالت د. لطيفة "لقد كتبت قصصاً للمنهج المقرر وكانت مقبولة عند الأطفال، لذا استمررت في الكتابة للطفل خارج المنهج وشاركتني في التجربة سهيلة العوضي، فأصدرنا سلسلة من القصص الهادفة والتي تمتلك أبعادها الفكرية والفنية"، وأضافت موضحة أن الكتابة للطفل تعتمد على التعلم والحرفية أكثر من الاتكاء على الموهبة، واستشهدت ببعض النماذج القصصية منها "عادت الى هيفاء السعادة" والتي يتوافر فيها الصراع الداخلي عند الشخصية، والى جانب ترسيخ الاخلاق الحميدة من خلال المواقف والأحداث في القصة.وبينت د. لطيفة النجار ان الطفل يتفاعل مع القصة واحداثها وشخصياتها بشكل يختلف عن تفاعل الكبار، وأنه يتوجب علينا ان نكتب للأطفال لنمتعهم بالقصة لا أن نعلمهم عبر الوعظ والارشاد والمباشرة التي قد لا يتقبلها الطفل، وأهمية اختيار المفردات الجديدة والموحية التي تسهم في نشاط العملية الذهنية لدى الطفل، بعيداً عن المفردات التقليدية من معجم الطفل، مؤكدة ان التجارب العلمية أكدت ذلك حيث تقبل الأطفال وجود مفردات جديدة من خارج معجم الطفل بنسبة اكبر من تلك المنتمية لمعجمه. وناشدت الأهل بمنح الطفل مساحة أكبر من الحرية، وعدم التدخل بالنصح والإرشاد، مما يعيق التفاعل بين الطفل والقصة.ثم قرأت د. لطيفة النجار احد النماذج القصصية من سلسلة اصداراتها للأطفال بعنوان "الآنسة فوضى" واعقب ذلك مناقشة حول تجربتها مع أعضاء النادي.
Culture
لم يمنع التخصص العلمي بكالوريوس فيزياء الفنانة هدى سيف من التحليق في عوالم الخيال والتجريد بعيدا عن صرامة المادة وقوانين الفيزياء، وقد اجترحت المغامرة، وجمعت لذلك زادا معرفيا أهلها لأن تصبح واحدة من منظري الحركة الفنية المعاصرة في الإمارات بعدما كانت قد قطعت شوطا طويلا بوصفها فنانة تشكيلية تبدع أعمالا متقدمة فنياً وفكرياً استحقت عليها جوائز وتكريمات عديدة.هدى سيف عضو جمعية الإمارات للفنون التشكيلية ورابطة أديبات الإمارات وتنشر مقالات عن الفن التشكيلي في الصحف والمجلات منذ عام ،2003 وتشارك في تحرير مجلة التشكيل التي تصدرها جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وشاركت سيف حتى الآن في نحو 15 معرضا فنيا داخل الإمارات وفي بيناليات الشارقة والقاهرة والبندقية، ويعتبر كتاب الأبعاد الخمسة أهم ما كتبته في مسيرتها الفنية كتاب حول الفن التشكيلي المعاصر، وهو تأملات في الفن البصري المعاصر دراسة للتوجهات الفنية الحديثة في الإمارات مع شيء من التناول لمشهد الفن التشكيلي الخليجي عامة، وتكمن طرافة هذا الكتاب في طريقة تناوله للموضوع، فقد نكب عن المناهج التقليدية التي تقسم الفن إلى اتجاهات وحركات فنية، وتناول الظاهرة الفنية من حيث الخامة المستخدمة فيها، ما أعطى للكاتبة حرية في معالجة أعمال كل فنان أياً كانت خامة مادته التشكيلية، الأمر الذي أخرجها من مأزق المدرسة أو الاتجاه الذي يفرض تناول الفنان في إطار واحد مغلق، فمع الخامات تكون الأطر مفتوحة على كل الأبعاد وفي كل الاتجاهات. وتلخص هدى سيف المنهج الذي اتبعته في الكتاب والفكرة التي أرادت أن توصلها للقارئ قائلة: الأبعاد الخمسة في الفن المعاصر هي دراسة تطبيقية على أعمال فنانين معاصرين من الإمارات والخليج، قسمته على أساس خامة الإنتاج المستخدمة في العمل الفني، وقد تطرقت إلى خمس خامات أساسية: الفيديو والتصوير الفوتوغرافي والبيئة والبصري والآلي وأضفت فن النقطة لأن كل شيء يبدأ بنقطة كما قال أينشتاين، وتناولت أعمال الفنانين الإماراتيين على ثلاث مراحل: الجيل الأول وهو جيل الرواد مثل حسن شريف ومحمد يوسف وعبدالرحيم ومحمد أحمد إبراهيم والجيل الثاني وفيه خليل عبدالواحد ومحمد كاظم، والجيل الثالث وفيه ابتسام عبدالعزيز وموزة بوشليبه ومنى عبدالقادر وليلى جمعة وغيرهم. وقد ركزت على دراسة الأعمال الجادة التي تحمل بساطة في الشكل وعمقا في الأبعاد التأويلية، وذلك لإضاءة هذا النوع من الأعمال، فكثيرون يخطئون في الحكم على هذه الأعمال، ويظنون أنها نوع من الانسحاب من الواقع، لكنها في صميم الواقع وتتناوله بصورة تجريدية وبتكثيف عال يحتاج إلى تركيز نظر وليس إلى مشاهدة عابرة.وتتساءل هدى سيف: أليس الإنسان يتعامل مع الفيديو والصورة وهي أشياء من صميم الفن المعاصر؟ وتقول حتى فن الكولاج يستخدم الفنان مواد من واقع الإنسان. فكيف إذن يقال إنه بعيد عن الواقع، وقد قمت بتجربة فنية رسمت فيها تسعة مستطيلات واحد منها بداخله رسم بيضاوي الشكل، وعرضته على عدد من الفنانين لأسمع رأي كل منهم، فكان أن اختلفت آرؤاهم، فحسن شريف رأى فيه امرأة مرتدية قبعة على طريقة مارسيل دوشان ومحمد القصاب قرأه قراءة تجريدية، وهكذا كل فنان نظر إلى هذا الرسم نظرة خاصة، وقد سمح لي ذلك بتحليل أفكارهم والاستفادة منها في ترسيخ الاستنتاج الذي خرجت به من الدراسة، وهو أن الفن المعاصر هجن كل الفنون وصهرها في مصهر واحد يمتاح منه كل فنان رؤيته الخاصة به. كما أن الفنان المعاصر لا ينتج ليبيع ويكسب بل ينتج ليصور الواقع، ولكن ليس بصورة فجة وإنما بتجريد عميق وموح، فهو يسقط من حساباته الربح والخسارة لأنه ينظر إلى ما يقوم به على أنه رسالة، هدفها تصوير الواقع ومعاينة الألم الذي يعانيه الإنسان جراء قساوة الحياة المعاصرة وضغوط العمل والضجيج الكثير الذي يعيش فيه، وهو يدمر الحياة النفسية للإنسان ويجعله متوترا مأزوما، تماما كالكسارة في الفيديو الذي أنتجته أنا بعنوان بعض الرؤى، والذي عرض في بينالي الشارقة وبينالي فينيسا وصوّر كيف أن هذه الآلة في الوقت الذي تسهم فيه في صناعة الرفاهية للإنسان بتوفيرها مادة بناء مسكنه، فإنها تدمر البيئة الصحية التي يعيش فيها، والإنسان لا يريد تعرية هذا الواقع حتى لا يتسبب له في مزيد من الألم لكن مهمة الفن هي أن يكشف له واقعه ويحركه لتحسين نوعية الحياة التي يحياها.وعن علاقة الفن المعاصر بالصورة التي طغت واستحوذت على بصر الإنسان وخياله، تقول هدى سيف إن الفن المعاصر يسخر من الصورة النمطية التي لا تحمل أبعادا فكرية وهو لا يستخدمها إلا ليتجاوزها إلى مستوى أعمق ولينتج من خلالها معنى، عجزت هي نفسها عن إنتاجه. وتختم هدى قائلة: استطاعت الإمارات على مدى العقود السابقة أن تكوّن ركيزة فنية قوية أساسها مجموعة من الفنانين المبدعين، وهذا أهّلها للمشاركة في فعاليات دولية مثل بينالي البندقية.
Culture
دبي - محمد ولد محمد سالم:نظمت جائزة الإمارات للرواية مساء أمس الأول في مركز دبي الدولي للكتّاب في منطقة الشندغة التراثية لقاء تعريفيا ب"نادي الإمارات للرواية" الذي تم إطلاقه في اللقاء نفسه بالتعاون بين الجائزة والمركز، وتحدث في اللقاء كل من جمال الشحي الأمين العام للجائزة، وعبدالله الشاعر مدير المركز .وعرّف جمال الشحي بجائزة الإمارات للرواية التي تدخل الآن عامها الثاني، وقد أنشئت بدعم من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، والجائزة كما قال مؤسسة تعنى بالكتّاب الروائيين الإماراتيين، من خلال الجوائز التي تقدمها لهم، والتعريف برواياتهم ونشرها، من خلال برنامج الروائي الذي أطلقته الجائزة لتدريب الروائيين الشباب، وقد تم خلال دورته الأولى 2014 تدريب عشرين كاتباً، وكان نجاحه لافتاً، حيث تقدم للبرنامج هذا العام ضعف العدد في العام الماضي، وسوف تقام الدورة الثانية منه قريباً .وأعلن الشحي أن الجائزة وتمشياً مع سعيها لتطوير أداء وكفاءة الكتاب الإماراتيين والتعريف بهم محلياً وعربياً أطلقت برنامجاً جديداً تحت اسم "نادي الإمارات للرواية" مقره مركز دبي الدولي للكتّاب، وتم اختيار منسقيْن له هما محمد الحبسي وخديجة الشمّام، وسوف يعمل هذا النادي في مراحله الأولى على إنشاء مكتبة للرواية، تضم كل الإنتاج الروائي الإماراتي، وإصدار ببليوغرافيا للرواية الإماراتية تضم كل ما كتب منها منذ بدايتها في السبعينات إلى اليوم، وإقامة نادٍ للقراءة، يشهد شهرياً قراءة ونقاش رواية مختارة لأحد الكتاب الإماراتيين، ويعقد النادي جلساته الشهرية بشكل دوري في دبي وأبوظبي والشارقة وغيرها من مدن الدولة .وأضاف الشحّي أن نادي الإمارات للرواية سوف يقوم مقام الوكيل الأدبي للكاتب، حيث يوجه كتابته أثناء إنجاز الرواية، ويعرفه بعد ذلك على طرق النشر وقواعده، ودور النشر المحلية وما تقدمه من خيارات ودعم للكاتب، وكيفية الحصول على حقوقه .عبدالله الشاعر في مداخلته رحب بالكتاب الإماراتيين، وقال إن مركز دبي للكتّاب هو جزء من مؤسسة الإمارات للآداب التي تعنى بالأدب والأدباء، والتي أقر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي إنشاءها قبل سنتين لتشرف على مهرجان الإمارات للآداب وترتفع بالعمل الأدبي والثقافي بالتوازي مع مكانة دبي كمدينة عالمية تحوز اهتمام الزوار في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والسياحية، وأضاف الشاعر أن المركز يعمل على إقامة جلسات حوار بين الكاتب وقرائه للتعرف عن قرب على أفكاره وطرق عمله في الكتابة، والأمور الخاصة التي يحب القرّاء معرفتها عن كتابهم المفضلين، كما يولي اهتماماً خاصاً للكتاب الإماراتيين والعرب من خلال برامج عدة، وأشار الشاعر إلى أن حضور فعاليات المركز والاستفادة من مكتبته مجّاني ولا يتطلب أي عضوية من أي نوع .شهد اللقاء أيضاً مداخلة من كل من خديجة الشمام ومحمد الحبسي منسقي نادي الإماراتي للرواية، ألقيا فيها مزيداً من الضوء على النادي وآليات عمله، وكيفية التواصل معه، وأشارا إلى أن النادي مفتوح أمام جميع المقيمين في دولة الإمارات، من الجنسيات كافة، ويمكن التواصل معه من خلال البريد الإلكتروني لجائزة الإمارات للرواية: info@emiratesnovelaward .com، على أن يتم لاحقاً إنشاء موقع إلكتروني خاص بالنادي، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي .
Culture
أبوظبي - منّي بونعامهاحتضنت قاعة عبد الله عمران تريم في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الجديد في معسكر آل نهيان في أبوظبي، مساء أمس الأول محاضرة للمعماري والفنان التشكيلي الإماراتي محمود الرمحي بعنوان : البحث عن البيت العربي، قدّم المحاضرة حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وحضرها عدد من الكتاب والأدباء .استهل حبيب الصايغ بقراءة قصيدة "بيوت" من مجموعة وردة الكهولة يقول فيها: تظل البيوت معلقة في فضاء المهندس منذ الطفولةمتدلية كالقناديلدانية، راقيهويموت المهندسلكنه قبل أن يتلاشى تماماً يعلقها في الشوارع بيتاً من الحب بيتاً من النوربيتاً من الكرهبيتاً من ال . . . . .لم أشأ أن أداهم هذه القصيدة بالموت لكن قبر المهندس قال: كفى!واختفىوأضاف الصايغ: لكن الرمحي لا يذّكر بالموت فهو مهندس الحياة، ومزيج من الكاتب المبدع المهندس الذي يتعامل مع هذا الموضوع بفن وذائقة، مستعرضاً سيرته العلمية والعملية . وأشار إلى أن اتحاد الكتّاب يقيم خلال شهر رمضان برنامجاً ثقافياً نوعياً يحتفي بالمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة وصانع الاتحاد، كما يحتوي البرنامج الذي أعلن عنه من قبل ندوات ثقافية وشعرية ودرامية تثري الواقع الثقافي المحلي خلال الشهر الكريم . وعلى وقع التناغم بين الشعر والعمارة تحدث الرمحي عن العمارة العربية قبل الإسلام وخلال العصور الإسلامية في المدينة المنورة ودمشق وبغداد والأندلس، وبدأ بتقديم لمحة تاريخية عن البيت العربي قبل الإسلام منطلقاً من 7000 آلاف سنة من حضارات بابل والفراعنة التي روعي في بناء بيوتها ومعابدها العناصر المعمارية الأساسية حركة الشمس، والمناخ، التهوية الطبيعية، الظل، الهواء .ورصد الرمحي التطور العلمي والثقافي والاقتصادي للعمارة والذي أسهم في خلق الأيدي الماهرة ما انعكس على شكل البناء وتطويع المواد المحلية بشكل علمي، وفي جنوب العراق تم تطوير المواد المتوافرة لخدمة العمارة . وتحدث الرمحي عن الحضارة اليمنية مستعرضاً ملامح من تناغم الطبيعة مع العمارة وتطويعها لخدمة الإنسان، كما توقف عند حضارة تدمر بوصفها أنموذجاً فريداً يجسّد استيراد العناصر المعمارية من حضارات خارجة عن المنطقة وصبغها بنكهة عربية، ثم الأنباط ومدائن صالح وكلها نماذج تم فيها تطويع الطبيعة لخدمة الإنسانوأشار الرمحي إلى أن العمارة الإسلامية أخذت نموذجاً ذا طابع استمراري وتواصلي مع تاريخ العمارة العربية .ولفت إلى أن البيت العربي الصحراوي يتصف بالدفاعية من حيث شكله الخارجي لكنه من الداخل يجسّد كونه بيتاً وليس قلعة أو حصناً . وتطرق الرمحي للعلاقة بين العمارة والطبيعة . وخلص الرمحي إلى أن البيت العربي والعمارة العربية والإسلامية هاجرت وعبرت المحيطات بخصائصها الفنية المتفردة، وأصبحت تسمى بأسماء أخرى في إسبانيا حالياً على سبيل المثال لكنها لم تختف أو تتلاشى .
Culture
وجهت إدارة مكتبة الإسكندرية دعوة إلى عدد من الناشرين في القطاعين العام والخاص في الإمارات للمشاركة في معرضها السنوي الدولي للكتاب خلال الفترة من 19 فبراير/شباط الى 4 مارس/آذار ،2009 فيما اختارت المركز القومي للترجمة وذاكرة مصر المعاصرة ضيفي شرف المعرض في دورته السابعة. كما قامت المكتبة بتوجيه دعوة المشاركة في المعرض إلى عدد كبير من ناشرين عرب ومصريين وأجانب، لتوسيع دائرة المشاركة في المعرض، بزيادة عن العام الماضي، بعد أن شهد المعرض في دورته السابقة نجاحا كبيرا، حيث تجاوز عدد زواره ربع مليون شخص.وسوف تخصص المكتبة جناحا خاصا بإصدارات سلسلة ذاكرة مصر المعاصرة، الذي أطلقته أخيرًا، فيما يشارك مركز الترجمة بمجموعة من أحدث عناوينه وإصداراته، منها محاورات ديكارت، كان يا ما كان، وقصص أخرى تمت ترجمتها عن اللغة البوسنية مباشرة، كما تتضمن مشاركات مركز الترجمة المصري، دليل ضيوف رحلة الخديوي للفرنسي اوغيست مارييت ترجمة عباس أبوغزالة ويتضمن صورا وخرائط نادرة لقناة السويس وحفل افتتاحها، وأربعة مجلدات من كتاب مسألة فلسطين للمؤرخ الفرنسي هنري لورانس ترجمها إلى العربية بشير السباعي.وسيعرض المركز للبيع أول ترجمة عربية لموسوعة كمبريدج للنقد الأدبي، وكتاب تاريخ مصر الحديث للمؤرخ الايطالي ماسيمو كامبينيني.
Culture
عائشة مصبح العاجل استحقت الشارقة نيل لقب عاصمة عالمية للكتاب للعام 2019، تتويجاً لمشروعها الثقافي والإنساني، استحقت أن تكون قائدة فكرة وحركة ونهضة للكتاب والمعرفة والثقافة على مستوى العالم، وأفضية الإنسان العربي الكائن في كل مكان على خريطة التواجد الإنساني، وقد وصله نور الثقافة شعراً ومسرحاً وفنوناً وكتابة، عبر مشروع ثقافي وفكري امتد على مدى أكثر من عقدين من الزمن، برؤى واضحة وتوجهات نحو الإنسان وبنائه، ونحو أنسنة العلم والمعرفة والفكر، فكان الكتاب هو الهدى، وهو السبيل إلى تحقيق الحلم.علامة فارقة ما حققته الشارقة في خضم المشاريع العالمية التي تبني الأرض صروحاً، وتنطلق بحثاً عن حيوات جديدة تناسب الإنسان وتطلعاته وطموحه اللامحدود. الشارقة نفذت مشروعها على هوادة، وبتأن سلكت دربها نحو النور، وسعت بخطى حثيثة ليصل الكتاب إلى كل فرد في المجتمع بل وتصل الثقافة والمعارف والعلوم إلى كل فرد أينما كان في المجتمع العربي الكبير.خطوات النور تتابعت في مسالك الهدى، حتى تحقق الحلم، وصارت الشارقة عاصمة الكتاب العالمية، وبهذا اللقب توج المشروع؛ بل توج جهد الإنسان الذي اضطلع على حقيقة البناء في المدارك وحقيقة العمل الجاد في تحقيق الطموح الإنساني، وحقيقة الاشتغال على الإنسان ومن أجله.الحقيقة الماثلة والتي لا بد أن نتفاخر بها اليوم أننا في الشارقة وصلنا الحلم بالحقيقة، ووضعنا أيدينا على مكامن الجرح العربي النازف، فقضيتنا ليست اغتراباً وغياباً عن الحاضرات العالمية، وليست تمرداً وتشققاً واستلاباً، قضيتنا معرفية بحتة، قضيتنا هي الإنسان، وعلاقته بالثقافة والكتاب، وقد راهنّا وربحنا الرهان، وها نحن نقود الركب نحو النور وبر الأمان. تمكنا بقدرتنا على تحويل الزمن المتراكم والتحول معه، بمجرد أن أعدنا برمجة تفكيرنا وضبطنا خريطة خيالاتنا، فاستطعنا في رحلة العودة لإنسانيتنا أن نتكيف ونتعايش مع التفاصيل التي نمر بها سياسياً وفكرياً واقتصادياً، خيارنا منذ البدء.. ثقافي فكري وإنساني، وترحالنا في مسارات الخيال باقٍ ما بقيت الحياة، ومتجدد ما لزم التجدد وقادر على التحول نحو بؤر الضياء والنور من أجل الإنسان.
Culture